روايات

رواية نبض مشترك الفصل الثامن 8 بقلم هاجر عز الدين

رواية نبض مشترك الفصل الثامن 8 بقلم هاجر عز الدين

البارت الثامن

 

البارت الثامن
#نبض_مشترك
صوت الخبطة التانية كان أقوى…
إسلام مدّ إيده على المسدس بخفة، وعيونه متسمّرة في العين السحرية.
هاجر وقفت ورا الكنبة، قلبها بيدق كأنه هيقع، بتهمس:
– “إسلام… مين؟”
إسلام وهو بيزفر:
– “مش شايف غير حد لابس كاب… وراسه لتحت… بس واقف واثق… مش بيخبط بعشوائية.”
هاجر:
– “يعني إيه؟”
إسلام:
– “يعني مش عسكري… ولا واحد جاي يقتحم… ده جاي يوصل رسالة.”
راح فتح السلسلة، وببطء، فتح الباب فتحة صغيرة…
والصوت جه واضح:
– “أنا من طرف رفعت… الرسالة وصلت؟”
إسلام بص له بدون أي انفعال:
– “ادخل.”
دخل الشخص، شاب في التلاتينات، ملامحه مش مألوفة، لكن عينه فيها ملامح من ناس كتير… كأنه حافظ سر.
سلم على إسلام، وبص لهاجر وقال باحترام:
– “الدكتور قاللي أوصل لحضرتك ده.”
وطلّع من شنطته ظرف بني صغير، شكله باين عليه التقادم.
إسلام:
– “إحنا مش بناخد أي حاجة بدون نعرف المصدر.”
الراجل:
– “ده مكتوب بخط الدكتور عز الدين بنفسه.”
هاجر اتجمدت.
– “بابا؟!”
الراجل:
– “واضح إنه كان متوقع اليوم ده… وساب الورقة دي مع رفعت من سنين، وقال له: (لو وصلت بنتي للمرحلة دي… سلّمها الورقة).”
الورقة قديمة… مكتوب فيها بخط واضح:
> “يا هاجر…
لو وصلتي للنقطة دي، يبقى عرفتي إن كل اللي حواليكي مكنش عشوائي.
المشروع اللي بدأناه، خرج عن السيطرة… وأنا حاولت أنسحب، بس هما مابينسحبوش.
كنت طول عمري خايف أوصل لحظة زي دي…
بس لو كنتي بتقري الكلام ده، يبقى إنتي أقوى من اللي كنت متخيله.
فيه ملف باسمي في مكان محدش يوصله غيرك.
هتلاقي المفتاح في صندوق كتب الطب بتاعي، اللي موجود في العيادة القديمة.
خدي بالك… مش كل اللي حواليكي أهل ثقة.
– أبوكي، عز الدين.”
هاجر قعدت بصمت، عنيها بتدمع بس مش بتعيط.
إسلام قرب منها، وقال بهدوء:
– “إحنا هنروح العيادة… ونفتح الصندوق.
بس من اللحظة دي… مفيش رجوع.”
هاجر بصّت له بعين فيها دموع، بس كمان فيها نار:
– “أنا عمري ما كنت باهرب… وعمري ما هبدأ دلوقتي.”
إسلام ابتسم، ومسح دمعة من خدها:
– “أنا معاكي… ومش هنخليهم يكسبوا.”
بعد ما خرج الشخص اللي سلّم الرسالة، وقفل إسلام الباب من وراه…
هاجر كانت واقفة جنب الشباك، بتبص للورقة اللي في إيدها كأنها بتحاول تفهم ملامح أبوها من السطور.
إسلام قرب منها بهدوء، وقال بصوت خافت: – “أول مرة بشوف عنيكي فيها نار كده…”
هاجر (من غير ما تبص له): – “أنا مش قادرة أصدق إن كل ده كان مستخبي… حتى من بابا.”
إسلام وقف جنبها، وبص لها بتركيز: – “هو كان بيحاول يحميكي… بس يمكن في وسط الحماية دي، نسي يقولك إنك قوية بما فيه الكفاية تواجهى الحقيقة.”
هاجر بصت له لأول مرة من وقت ما قرا الرسالة، بعين فيها وجع… لكن فيها دفء: – “لو ماكنتش معايا، كنت ضعت يا إسلام…”
إسلام ابتسم بخفة، ومد إيده ولمس طرف وشها بإيده: – “وأنا عمري ما كنت هسمح لك تضيعي… حتى لو الدنيا كلها وقفت ضدنا.”
سكتوا لحظة… بس عنيهم كانت بتتكلم.
هاجر وهي بتحاول تخبي ارتباكها: – “إنت دايمًا بتعرف تقول الكلام في وقته…”
إسلام ضحك بهدوء: – “وأنتي دايمًا بتخليني أقول حاجات عمري ما قلتها لحد…”
قرب أكتر، المسافة بينهم بقت صغيرة جدًا.
صوت أنفاسهم كان واضح… مشهد خارج الزمن والضغط اللي حواليهم.
إسلام (بصوت واطي جدًا وهو بيقرب منها): – “أنا مش بس معااكي عشان المهمة… أنا معااكي عشان إنتي…”
هاجر قلبها دق جامد، بس قالت وهي بتقرب برأسها منه: – “وأنا… مش بخاف وأنا جنبك.”
قربوا أكتر… بس قبل ما يوصلوا لأي خطوة زيادة، صوت زئير عربية من الشارع قطع اللحظة.
إسلام شد نفسه بسرعة وبص من الشباك: – “حد واقف تحت… بس مش واضح.”
هاجر تنهدت، وبصت له بابتسامة خفيفة فيها كسرة: – “حتى اللحظات البسيطة مش عارفين نعيشها…”
إسلام قال بابتسامة حزينة: – “هنعيشها… لما نخلص من كل ده. بوعدك.”

بعد لحظتهم اللي اتقطعت، إسلام كان واقف بيبص من الشباك وهاجر وراه…
إسلام (بصوت حاسم): – “مش هنضيع وقت… هنروح العيادة دلوقتي.”
هاجر:
– “بس إحنا لسه مرهقين…”
إسلام وهو بيحضّر شنطة صغيرة فيها مسدس ونسخة من الورقة: – “أنا حاسس إننا متراقبين… طول ما إحنا سايبين الصندوق في مكانه، هنفضل معرضين للخطر.”
هاجر (بصوت واطي):
– “يبقى نروح… ونواجه.”

بعد ساعة، كانت العربية ماشية في شارع جانبي، قديم وهادي، شكله مهجور شوية…
هاجر بصّت من الشباك وقالت: – “مش مصدقة إن دي العيادة اللي بابا كان بيشتغل فيها… اتغيرت كتير.”
إسلام (بهدوء وهو بيركن العربية):
– “بس ريحة الزمن لسه فيها… زي ما تكون مستنية تقوليك سر قديم.”

دخلوا العيادة، المكان فيه تراب وهدوء قاتل… كل حاجة متغطية بقماش أبيض، والهواء تقيل من الزمن.
إسلام (وهو بيفتح النور بكشاف صغير):
– “الصندوق غالبًا في أوضة المكتب…”
هاجر مشيت بخطى بطيئة… عنيها بتلمع بالذكريات والرهبة.
– “كنت صغيرة قوي… فاكرة بس ضهره وهو قاعد على المكتب ده…”
وصلوا لمكتبة خشب كبيرة… إسلام شد الكتب القديمة لحد ما لقى صندوق خشب صغير، وعليه محفور أول حرف من اسم أبوها.
إسلام (بصوت منخفض):
– “ده هو…”
فتحته هاجر بإيد بترتعش… لقت جواه مفتاح نحاسي صغير، وورقة تانية مطوية.
هاجر فتحت الورقة، كان مكتوب فيها:
> “المفتاح ده بيفتح درج سري جوه المكتب. جوا الدرج… ملف اسمه (J-Nexus). لو وصل في إيد الغلط، العالم هيدفع التمن. لو في إيدك… يبقى عندك فرصة تعملي الصح.”
إسلام بص لها، وقال ببطء: – “J-Nexus… الاسم ده سمعته قبل كده. ده مش مجرد مشروع… ده تجربة بشرية كانت بتغير في طبيعة الإحساس عند الإنسان.”
هاجر:
– “يعني…؟”
إسلام:
– “يعني كانوا بيحاولوا يربطوا نبضات القلب والمشاعر بين شخصين… كأنهم كيان واحد.”
هاجر وقفت لحظة، وبصت لإسلام:
– “فاكر أول مرة شوفتك فيها؟”
إسلام بص لها باستغراب واهتمام: – “كنت فاكرة إني اللي لاحظتك الأول.”
هاجر ابتسمت خفيف: – “بس في حاجة غريبة من وقتها… قلبي كان بيدق بسرعة، كأن في نبض مشترك فعلاً بينا.”
إسلام قرب منها، وصوته بقى أهدى وأعمق: – “هو فعلاً في نبض مشترك… مش محتاجين تجربة تثبته.”
هاجر بصّت له، وبإيدها لمست قلبها: – “حاسه بيك… حتى قبل ما تقول.”
قرب منها، ولمّا المسافة بينهم قلت، لمس إيدها بهدوء.
إسلام: – “لو ده اللي كانوا بيجرّبوا يوصلوله… إحنا سبقناهم.”
هاجر (بابتسامة حزينة):
– “بس إحنا لسه في قلب العاصفة…”
إسلام: – “بس بقلب واحد.”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى