رواية كسر وضماد كاملة – (مروج وباسل) جميع الفصول في مكان واحد | بقلم هاجر نورالدين
رواية كسر وضماد كاملة – (مروج وباسل) جميع الفصول في مكان واحد | بقلم هاجر نورالدين
رواية مروج وباسم أو كسر وضماد هي واحدة من الروايات القصيرة القوية جدًا والتي تُعد من أفضل وأقوى الروايات الدرامية التي صدرت مؤخرًا وعلى الرغم من حداثتها نوعا ما إلا أنها وصلت إلى جمهور كبير جدًا في فترة قصيرة بسبب أنها رواية قوية فعلًا من لحظاتها الأولى.
اقرأ ايضًا:

رواية كسر وضماد – مروج وباسل الفصل الأول
كنت قاعدة في هدوء وباصة قدامي ودموعي بتنزل لوحدها ومضلمة نور الشقة بعد الرسالة اللي جاتلي والصور اللي شوفتها، باب الشقة إتفتح ودخل منهُ باسل وهو مستغرب وضع البيت، شغل النور وشافني وأنا قاعدة بالشكل دا، مسحت دموعي وبعدها سأل بإستغراب:
_مالك يا مروچ في إي؟
بصيتلهُ بنظرات قوية رغم دموعي اللي لسة مجفتش وقولت:
=هسألك سؤال واحد بس يا باسل وترد عليا بصراحة لإني عارفة كل حاجة ومعنديش طاقة للمُناهدة.
إتكلم باسل بتوتر وقال:
_قولي يا مروچ في إي؟
وقفت قدامهُ وقولت بتساؤل وقهر:
=إنت متجوز عليا يا باسل صح؟
إتوتر وفضل باصصلي وهو بيرتب يقول إي وبعدين قال بتردد:
_بصراحة يا مروچ أيوا، ومتجوزها على سُنة الله ورسولهُ مش بخونك، غير كدا أنا ليا أسبابي واللي بتضمن حقي في إني أتجوز تاني.
بصيتلهُ وضحكت بسخرية:
=بجد كدا مخونتنيش؟
وإي هي أسبابك بقى؟
قبل ما يجاوبني إتكلمت بعصبية وقولت:
=حقك أيوا تتجوز تاني وتالت ورابع بس كنت عرفني، زي ما إنت حقك تتجوز حقي أنا كمان أقرر سواء هعيش معاك بعد ما تتجوز ولا لأ.
بصلي بـِ غضب مُماثل وقال:
_مكنتش عايز أقولك بقى عشان الهبل دا، أنا متجوزها عشان عايز عيال يا مروچ، لكن مش عشان بحبها، أنا بحبك إنتِ.
سخريتي زادت وضحكت على اللي أنا فيه وقولت:
=والله!
وعلى أساس إي قررت إن أنا اللي مش بخلف يا باسل وإحنا محللناش؟
جاوبني بعصبية وقال:
_قصدك إي يعني، إحنا في عيلتنا مفيش حد مبيخلفش، ولكن في عيلتك في.
بصيتلهُ بدهشة وقولت:
=هو عشان خالتي مش بتخلف يبقى أنا كمان مش بخلف!
الموضوع مش وراثي، الموضوع دا إرادة ربنا، غير كدا إحنا لسة متجوزين من سنتين بس!!
إتكلم وهو بيحاول يهدي نفسهُ وقال:
_سنتين دي مُدة كبيرة، غير كدا أنا واثق إن العيب منك يا مروچ.
بصيتلهُ بحزن وقهرة وقولت وأنا بحاول أبين الثبات رغم إني بنهار:
=تمام، حقك طبعًا تتجوز، زي ما أنا حقي أتطلق منك.
بصلي بصدمة وقال بإنفعال بعد ما قرب مِني ومسك دراعي:
_لأ طبعًا مش هطلقك يا مروچ، بقولك بحبك إنتِ.
بعدتهُ عني بعصبية وإنفعال وقولت:
=حُب إي دا اللي بتقول مُبررات فارغة مالهاش آي أساس من الصحة عشان إتجوزت عليا ورايح تتجوز غيري رغم إنك عارف إن في العادي لو واحدة إتنفست جنبك بحسّ بالغيرة عليك، بعد إذنك يا باسل، أنا كدا كدا كلمت أخويا ييجي ياخدني وزمانهُ على وصول، زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف وورقة طلاقي توصلي على بيت أهلي.
لما سمع إن الموضوع دخل في الجد إتكلم بهدوء وهو بيحاول يصلح الموضوع وقال:
_إهدي بس يا مروچ وإفهميني، أنا بحبك إنتِ والله، أنا متجوزها هي عشان تخلفلي بس مش أكتر، لكن مش هقدر أبعد عنك.
كان هيقرب مِني ويحضنني بس بعدت عنهُ وقولت بإنفعال ودموعي نازلة:
=إياك تقرب مِني، إياك، أنا مش طايقاك ولا طايقة حضنك، إزاي قادر تستحمل نفسك إنك خونتني من ضهري وحضنت غيري وجاي تحضني دلوقتي عادي كدا، أنا بجد قرفانة منك يا باسل، إبعد عني.
الباب خبط بعدها واللي كان عصام أخويا، روحت عشان أفتح الباب بس مسكني من إيدي وقال برجاء:
_طيب هطلقها يا مروچ بس مش عايز أستغنى عنك إنتِ.
إتكلمت وأنا عيوني مليانة دموع وقهر:
=لو كنت مش عايز تستغنى عني فعلًا مكنتش عملت حركة زي دي اللي هي أسهل حركة تعملها عشان أبعد عنك، ورقتي توصل لِي على بيت أبويا من غير شوشرة يا باسل عشان لو دا محصلش هتلاقي محضر الخُلع هو اللي واصلك.
سيبت إيدي منهُ وروحت فتحت الباب لأخويا واللي أول ما شافت منظري وشكل المعيط دخل ضر ب باسل بعدتهُ عنهُ وقولت وأنا بحاول أهديه:
_تعالى يا عصام، سيبهُ، يعمل اللي هو عايزهُ براحتهُ خلاص هيطلقني.
فضل باصصلهُ بغضب وبعدين خد شنطتي ونزلنا، طول الطريق كنت ساكتة وسرحانة حاسة بالقهر والحزن وإن قلبي متفتفت لقطع إزاز بتعور فيه، رغم محاولات عصام معايا ولكن مش عارفة حتى أبتسم، وصلنا بعدها للبيت ولما دخلنا لقيت عمتي وبنتها قاعدين عندنا وشافت شكلي كدا إبتسمت هي وبنتها لسبب مش عارفاه ومستغرباه، إتكلمت عمتي بنبرة خُبث واضحة وقالت:
_مالك يا حبيبتي، جوزك ضربك ولا إي؟
يتبع….
رواية كسر وضماد – مروج وباسل الفصل الثاني
إتكلمت عمتي بنبرة خُبث واضحة وقالت:
_مالك يا حبيبتي، جوزك ضربك ولا إي؟
بصيتلها ومقدرتش أرد عليها عشان عارفة دخلاتها الثُعبانية كالعادة، ولكن رد عليها عصام أخويا بهدوء وأستفزاز وقال:
=ما عاش اللي يمدّ إيدهُ عليها وأنا عايش، الدور والباقي على الناس التانية.
في عِز حُزني ولكن غصب عني ضحكت وكتمت ضحكتي، إتكلمت ماما بسرعة وقالت:
_قصدهُ يعني غير أختهُ عمومًا مش قصدهُ حد مُعين، بس هي تعبانة شوية وجبتها عندنا عادي.
بصوا الإتنين لبعض وعمتي إتكتمت بعدها وهي غضبانة، ودا لإن عمتي كل يومين تيجي تشكي لـِ ماما وهي وشها وارم من ضرب جوزها ليها، وللحقيقة بيبقى معاه حق، هي إنسانة لا تُطاق وعمايلها كلها مُستفزة، دخلت الأوضة بتاعتي وجِه عصام معايا عشان يرتب الهدوم وحاجتي معايا، إتكلمت بهدوء وإمتنان وقولت:
_شكرًا يا عصام بجد، حقيقي لولاك كنت هبقى متضايقة من ردودها، غير كدا إطلع إنت أنا كويسة هرتب الشُنط وأنام.
إتكلم عصام بعد ما مسك إيدي بحنية وقال:
=شكرًا إي بس وكلام فاضي إي، الست اللي إسمها عمتنا دي سوسة ولازم يترد عليها عشان تسكت، غير كدا مش هتسكت.
ضحكت وبعدين غصب عني فضلت أعيط بقهرة وحُزن على حُب عمري وزواجي اللي لسة مكملش سنتين وعلى حظي، قرب مِني عصام وهو بيتنهد وحضنني لحد ما خلصت عياط بعد حوالي نُص ساعة، بعدت عنهُ وأنا بمسح دموعي وقولت:
_أنا بس عايزة أعرف قصرت معاه في إي عشان يتجوز عليا يا عصام، والله كنت بحبهُ وكنت قيدالهُ صوابعي العشرة شمع، كنت بحبهُ فوق الوصف، ليه عمل فيا كدا وليه يحسسني الإحساس اللي حاسة بيه دا؟
إتكلم عصام بغضب مكتوم بسبب دموعي وقال:
=عشان هو بني آدم حقير وربنا نجاكِ منهُ بدري قبل ما يكون في بينكم ولاد، ربنا لما بيأخر حاجة بيبقى ليها سبب، ودا كان سببها يا مروچ، عشان كدا إحمدي ربنا وإمسحي دموعك الغالية دي، الحيوان دا ميستاهلش.
خلص كلامهُ ومسح دموعي وكمل بإبتسامة:
=خلاص بقى عشان خاطري، وريني ضحكتك الحلوة كدا؟
إبتسمت ليه وأنا بصالهُ بإمتنان، حقيقي مش عارفة من غير عصام أخويا في حياتي كنت هبقى عاملة إزاي في موقف زي دا، قام وقف وإتكلم وقال:
=هنزل أجيب الحاجات اللي بتحبيها عقبال ما تفضي شنطتك بقى عشان بصراحة مش قادر.
بصيتلهُ بذهول وحدفت عليه المخدة بعد ما جري من قدامي وخرج برا، دخل راسهُ من الباب وقال بإستفزاز وإبتسامة:
=مجاتش فيا، غير كدا صح إتصلت بصاحبتك ريم تيجي تقعد معاكِ عشان تضحكك.
بصيتلهُ بشك أول ما قال ريم وقولت بزعيق:
_بتستغل الموقف اللي أنا فيه عشان تشوف ريم يا حيوان، عشان كدا قاعد معايا ونازل تجيب حاجات كمان، أنا قولت برضوا الكرم دا مش طبيعي.
دخل راسهُ من الباب تاني وقال بإبتسامة:
=لأ عيب، إنتِ أختي حبيبتي.
خلص كلامهُ وعمل قلب بإيديه حدفتهُ بمخدة تانية والمرة دي جات فيه، إتكلمت بشماتة وأنا بضحك:
_أحسن.
إبتسم وإدالي بوسة وخرج، ضحكت عليه وبعدين قعدت أفكر هعمل إي بعدين، فضلت سرحانة بحُزن في ذكرياتي معاه وبعدين دخلت شيماء بنت عمتي، بصيتلها وقولت بملل وغضب طفيف:
_في حاجة إسمها باب، تخبطي عليه قبل ما تدخلي!
ضحكت ضحكة سخيفة زيها كالعادة وقالت:
=عادي يعني ما إحنا بنات زي بعض.
بصيتلها بقر ف وسكتت، إتكلمت تاني وهي بتمثل نبرة حُب إشمئزيت منها:
=مالك يا حبيبتي إي اللي حصل؟
بصيتلها وقولت بهدوء بعد ما قومت وقفت:
_مفيش حاجة، تعبانة شوية، ممكن بقى تخرجي عشان عايزة أغير هدومي.
إبتسمت بسخرية وقالت بتساؤل خبيث جنب وداني:
=يعني تعبانة مش جوزك إتجوز عليكِ مثلًا؟
بعدتها وقولت بصدمة وتساؤل قلقانة من اللي هسمعهُ بعدين:
_إنتِ بتقولي كدا ليه؟
ضحكت بسخرية وقالت:
=يمكن لإن أنا اللي بعتتلك الصور بتاعت القسيمة بتاعت الجواز وهو ماضي عليها وبعتتلك صورتهُ مع مراتهُ الجديدة اللي كنت مخبية وشها.
بصيتلها بصدمة ومسكتها من هدومها بعُنف وقولت:
_إنتِ عرفتي كل دا منين، إنطقي!
بعدت إيدي عنها وقالت بنبرة فحيح أفعى لايقة عليها بالظبط:
=يمكن لإن أنا مراتهُ مثلًا!
بصيتلها بصدمة وأنا مش قادرة أستوعب كل اللي بيحصل حواليا ومن كتر الصدمات اللي خدتها النهاردا أُغمى عليا.
يتبع….
رواية كسر وضماد – مروج وباسل الفصل الثالث
فوقت بعد شوية لقيتهم كلهم حواليا، عصام أخويا وريم صاحبتي وماما، بس عمتي وبنتها مكانوش موجودين، أول ما شافوني فوقت إتكلمت ماما بسرعة وراحة:
_الحمدلله، مالك يا حبيبتي بس؟
قومت إتعدلت وقولت بهدوء وبنبرة مفيهاش روح:
=كويسة يا ماما.
نزلت دموع ماما وقالت بحُزن على حالي مقدرتش تخبيه أكتر من كدا:
_منهُ لله اللي بوظ حياتك دا، حسبي الله ونعم الوكيل فيه.
بصيت لدموع ماما وحلفت من جوايا إني هنتقم، لو مكانش عشاني فـَ عشان حزن ماما عليا ودموعها الغالية، إتكلمت ريم صاحبتي وهي بتحضني وقالت:
=والله خسرك يا مروچ، إنتِ مفيش زيك أصلًا، أحسن خلصتي منهُ أنا أصلًا مبحبهوش وكنت مستخسراكِ فيه من البداية.
شديت على حضنها وقولت بإبتسامة بسيطة:
_كويسة يا حبيبتي، أيوا طبعًا مفيش زيي، وهيعرف دا قريب أوي.
بصولي كلهم بإستغراب وقالتلي ماما بتحذير وخوف عليا:
=مروچ، إوعي تعملي حاجة يا حبيبتي، خليه يبعت ورقة الطلاق بس ونخلص منهُ.
إتكلمت بإبتسامة وقولت بنظرة تصميم وشماتة لا إرادية:
_مش هعمل كدا، هو اللي عمل في نفسهُ بنفسهُ.
إتكلم عصام بتساؤل وقال:
=قصدك إي بالكلام دا برضوا يا مروچ مش فاهمين حاجة؟
بعدت ريم عني وقولت بإرتياح غريب على الموقف:
_أبدًا، هتفهموا قصدي بعدين، غير كدا إبعدي عني الجو حر.
إتكلمت ريم بإستنكار:
=بقى كدا، أنا هروح عند أمي أحسن.
قبل ما تتحرك إتكلم عصام بلهجة حادة مُزيفة وقال:
_محدش يقدر يقولك كدا يا ريم وأنا عايش، بت يا مروچ لِمي نفسك، دي صاحبتك إحنا مش مربيينك على كدا، تقول علينا إي الحلوة دي دلوقتي، معرفناش نربي!
بصيتلهُ برفعة حاجب وعلى ريم اللي قاعدة مُبتسمة بإحراج إبتسامة هبلة زيها، إتكلمت بحِدة وقولت:
=لم نفسك يا ولا وبطل تستغل المواقف، وإنتِ كمان في إي، إي السعادة اللي نزلت عليكِ فجأة دي، إظبطي نفسك.
إتكلمت ريم بإنفعال طفيف وقالت:
_أنا عملت إي أنا!
بصيتلها وسكتت، إتكلم عصام برِقة وهو بيبُص على ريم:
=مش عايزين أعملكم مانجا؟
بصيتلهم الإتنين من تاني وهما بيبتسموا لبعض وقولت بقر ف:
_علاقة قذرة، لأ يا خويا خليها إتنين ليمون وهكونلكم أنا الشجرة.
إتكلمت ماما وقالت وهي بتضحك علينا:
=بطلي ترخمي عليهم وتحرجي صاحبتك يا مروچ.
بصيتلها بدهشة وقولت:
_أنا اللي برخم، مش شايفة الواد إتحول إزاي وبيستغل كل كلمة بيقولها عشان يلمحلها، ما تتجوزوا وخلونا نخلص بقى بدل التلميح اللي شغال دا.
إتكلم عصام بسرعة وقال وهو باصص لريم بإبتسامة:
=موافقة؟
حدفتهُ بالمخدة اللي جنبي وقولت وأنا بزعق:
_قوموا إطلعوا برا إنتوا الإتنين يلا عشان عايزة أمي في كلمتين أنا فيا اللي مكفيني وعندي مرارة واحدة.
إبتسم عصام بسعادة وقال:
=تعالي يا ريم هعملك شاي بالنعناع أنا وإنتِ ونقعد برا عقبال ما يخلصوا كلام.
إتكلمت ماما بصوت عالي وقالت وهما ماشيين:
_ولاا خلي باب الأوضة مفتوح وإقعدوا على الكنبة اللي في وش الباب، عيني عليك ها.
إتكلم عصام بصدمة مُزيفة وقال:
=مش واثقة فيا يا ماما، عيب والله!
حدفتهُ تاني مرة بالمخدة وقولت:
_إخرج بقى وإسمع الكلام.
إتكلم بإنفعال مُزيف قبل ما يخرج:
=لولا إنك مش بخير دلوقتي بس كنت عرفتك إزاي تكلمي أخوكِ الكبير بالطريقة دي، بس إحمدي ربنا إني مش فاضي، ورايا الأهم.
بصيت لماما بإندهاش وقولت:
_شوفتي إبنك؟
ضحكت ماما وقالتلي:
=معلش خليه يفرح، الواد بيحبها.
إبتسمت وقولت بعدها بجدية:
_عارفة، المهم يا ماما دلوقتي، فاكرة موضوع شيماء بنت عمتي اللي كان من 7 شهور؟
بصتلي ماما بتساؤل وعدم تذكر وقالت:
=آني موضوع بالظبط؟
إتعدلت في قعدتي وقولت بحاول أفكرها:
_يا ماما الموضوع اللي عمتي جات هنا تلطم وتحكيلك عليه عشان تجوزي بنتها لـِ عصام ولو ليلة عشانهُ.
إتكلمت ماما بتذكر وقالت بحزن:
=أيوا فاكرة، كانت عايزاني أفرط في إبني، بس برضوا يا عيني مقدرة حالتها.
إتكلمت وأنا ببتسم وقولت:
_إحكيلي بقى الموضوع من تاني كدا وعلى هدوء ومتنسيش حاجة.
بصيتلي ماما بـِ إستغراب وقالت بتساؤل:
=ماشي بس ليه مُهتمة تعرفي دلوقتي يعني، وقتها مكنتيش مهتمة حتى؟
سكتت شوية وبعدين قالت بشهقة:
_إوعي يكون اللي في بالي صح والمخفي دا متجوزها هي؟
إبتسمت بسخرية وهزيت راسي بـ معنى “أيوا” وقولت:
=شوفتي ساب إي عشان يدبس نفسهُ في إي، غير كدا هو عارف منين إن اللي هتحمل فيه دا يبقى إبنهُ هو؟
إتكلمت ماما بسرعة وقالت:
_لأ يا مروچ مالناش دعوة، سيبيه هو يعيش نتيجة إختيارهُ بس متخربيش حاجة إنتِ عشان خاطر ربنا مش عشان خاطرهم هما.
إتكلمت وقولت وأنا بتنهد:
=مش هعمل حاجة، بس هي خربت بيتي بسبب كلام وتشكيك كتير أكيد قالتهولهُ عشان كدا قبل يتجوزها على أساس إن أنا مش هخلف، مش محتاجة أعمل حاجة أصلًا وزي ما هي بعتتلي وكلمتني بكلام زي السِمّ في البدن، هتكلم أنا كمان بس، ولكن الفرق بيني وبينها إني هقول الحقيقة.
يتبع….
رواية كسر وضماد – مروج وباسل الفصل الرابع
بصتلي ماما بقلق وقالت:
_يابنتي بلاش، سيبي ربنا يعاقبهُ من غير ما إنتِ تدخلي.
بصيتلها وقولت بتصميم:
=أنا مش هتدخل يا ماما، كما تدين تدان، وهي ليها عندي دين لازم أردُهولها.
سكتت ماما بعدم رضا ولكن مش في إيديها حاجة وبعدين قولتلها تحكيلي من تاني، قعدت حاكتلي وأنا كنت بسمعها بتركيز، خلصنا كلام وطلعنا لقينا عصام قاعد مع ريم والإتنين بيضحكوا، حطيت إيدي في جنبي وقولت:
_لا والله، أجبلكم إتنين ليمون؟
بصتلي صاحبتي بغيظ وإتكلم عصام بإستفزاز وإبتسامة وقال:
=ياريت والله، دا القاعدة مع ريم عسل، عقبال دايمًا يارب.
قال أخر جملة وهو بيبُصلها وهي إبتسمت بإحراج ولفت وشها الناحية التانية، حطيت إيدي على خدي وقولت بدهشة:
_بت يا ريم إنتِ بتعرفي تتكسفي، وإنت من إمتى الكلام الحلو دا، والله لايقين على بعض كتكم القرف، جوزيهم يا ماما خلينا نخلص من علاقة الحُب اللي تجيب المرارة دي.
فضلنا قاعدين بعدها شوية وعصام راح عشان يوصل ريم ودخلت أنا أنام وأنا عارفة طريقي بكرا هيبقى رايح لـ فين.
تاني يوم الصبح صحيت لبست ونزلت روحت على الشقة بتاعتي القديمة، أو اللي كانت بتاعتي، لما خبطت فتحتلي هي الباب، وقفت وهي مربعة إيديها وبصالي بإنتصار وشماتة وقالت:
_خير، إي اللي جايبك بيتي؟
كانت بتِتك على أخر كلمة، إبتسمت بسخرية وحوشتها من على الباب ودخلت البيت وقولت بعد ما قعدت على أقرب كنبة:
=أومال فين باسل؟
قبل ما ترد عليا طلع باسل من الحمام، بصلي بصدمة وبعدين بص لـِ شيماء ورجع قال بتوتر:
_إنتِ رجعتي يا مروچ؟
هي كانت جيالي زيارة بس وهتمشي.
خلص جملتهُ وبصيتلها بشماتة وإبتسامة سخرية، هي بصتلهُ بصدمة وقالت:
=إنت بتقول إي يا باسل!
إتكلم باسل بنفس التوتر وقال:
_إهدي بس دلوقتي يا شيماء.
قومت من مكاني وقولت:
_لأ إهدوا أنا مش جاية عشان تتخانقوا تؤ.
قربت من باسل وحطيت إيدي على كتفهُ وقولت جنب ودانهُ بصوت واطي:
_لازم تروح تعمل تحليل وتشوف إنت بتخلف ولا لأ قبل ما تلبسلك اللي في بطنها.
بصلي بـِ صدمة وقال:
=قصدك إي يعني؟
إبتسمت بسخرية وقولت:
_قصدي هتعرفهُ لما تروح تعمل اللي قولتلك عليه، ولما تسألها مع إني متأكدة إنها مش هتقولك الحقيقة، بس إسألها برضوا.
إتكلمت شيماء بعصبية وزعيق وقالت:
=حقيقة إي اللي أقولها، إنتِ جاية تخربي بيتي ولا إي؟
ضحكت بصوت عالي بسخرية وقولت:
_حلوة بيتي دي، بعيدًا عن مين فينا اللي يعرف الخراب بس إنتِ اللي زيك مالهوش ولا عمرهُ هيبقى ليه بيت يا بنت عمتي، وبالمناسبة، عرفت من أمي لما عمتي جات حكيتلها عنك، عشان تجوزك عصام أخويا عشان يغطوا على اللي عملتيه، أصل أنا وماما صحاب، مبنخبيش حاجة عن بعض.
بصلي باسل بصدمة وقال بتساؤل:
=هو إي اللي بتقوليه دا يا مروچ؟
بصيتلها وهي واقفة مصدومة والدم إختفى من وشها وقولت:
_إبقى إسأل مراتك اللي فضلت إنك تتجوزها عليا عشان تخلفلك، وزي ما قولتلك متنساش التحليل لإن بطنها هتكبر قريب وخايفة تلبسها فيك.
بصلها باسل وقال بتساؤل وعدم فهم:
=إي اللي بتقولهُ مروچ دا يا شيماء فهميني؟
إتكلمت شيماء وهي بتحاول تمثل دموع التماثيل وقالت:
_دي كدابة، عايزاك تطلقني زي ما هتطلقها مش عايزة يبقى معاك حد.
ضحكت وقولت بسخرية وأنا بغمز لـِ باسل:
_زي ما قولتلك بقى إبقى إعمل التحليل وإعتبرها أخر نصيحة مِني كـَ مراتك، وبمناسبة السيرة الهباب دي، أخرك معايا بكرا الضهر وورقة طلاقي توصلي، بكرا العصر لو موصلتش هتوصلك إنت ورقة خُلعك، بالسلامة.
قبل ما أمشي وقفت جنب شيماء وقولت بنبرة سخرية:
_متحلميش تاخدي حاجة كانت ملكي لإنها عمرها ما هتبقى ملكك، حتى لو أنا اللي سيبتها فـَ هي هتبقى إستعمالي، زي بيتي اللي مفكراه بيتك وإنتِ هتطردي منهُ بالكتير أوي كمان يومين، سلام يا حلوة عشان تلعبي بالنار وإنتِ مش قدها.
سيبتها بعدها ومشيت بهدوء وثقة وأنا حاسة بإرتياح رهيب، هي حركة تس تس ولكن اللي زي دول مينفعش معاهم غير الحركات دي، ولسة لما أشوف نتيجة اللي عملتهُ هحس بالراحة وإنهم حاسوا نُص اللي حسيت بيه كويس، يمكن باسل يطلع بيخلف عادي ولكن بعد الكلام اللي قولتهُ مش هيثق فيها طول حياتهُ واللي أكيد هي مقالتلهوش حاجة زي كدا ودي
كفاية عندي برضوا، روحت البيت وتاني يوم قبل الضهر باسل حاول كتير معايا على الطلاق ولكنني موافقتش وعصام أخويا اللي إتكلم معاه وجابلي الورقة منهُ وبقيت حاسة إني خدت خلاصي من واحد قذر ضيعت معاه قلبي وسنين من عمري، وعدا بعدها 3 أيام ولقيت عمتي جاية بتصوت وبتزعق وبتقولي بعصبية:
_إنتِ شيطان، رايحة تفضحي البت بعد ما ربنا سترها وإتجوزت خلاص!
بصيتلها بدهشة وقولت بهدوء:
=والله!
إتجوزت جوزي!
وبعدين أيوا شيطان، وإبعدي بقى جناحك إنتِ وبنتك خلينا نعرف نتنفس.
إتكلمت بعصبية أكبر وقالت:
_البت أتفضحت وإتبهدلت وطلقها بعد ما عرف إنها حامل وهو مش بيخلف.
بصيتلها بصدمة من إنهُ مش بيخلف واللي مكنتش متأكدة منها وقولت بهدوء:
=وإنتوا من البداية خدعتوه وخنتوني وبعدين بنتك كانت حامل في الـ 3 على حسب ما سمعت، فـَ إفرضي كانت ولدت في الـ 8 بدري مثلًا، حمل إي دا اللي بيقعد 6 شهور!
بقولك إي، حِلي عني إنتِ وبنتك عشان شوفتوا بعينكم أهو اللي بييجي عليا بيحصل فيه إي.
بصت عمتي لـِ ماما وقالت بعصبية وعتاب:
_كدا تسلميني لبنتك؟
إتكلمت ماما بعصبية وقالت:
=أسلمك لـِ بنتي إي، بقولك إي أنا سكتالك من بدري لإنك أخت جوزي حبيبي الله يرحمهُ، لكن لحد عيالي ومش هسمحلك، تخونونا وتخلي بنتك تلف على جوز بنتي وتخربوا بيتها وعايزانا نسكت، غير كدا يا حبيبتي مش إحنا اللي بنتنا غلطانة، إنتوا غلطانين من ساسكم لراسكم وللأمانة بقى مش عارفة بتتكلموا بعين واسعة كدا إزاي.
بصيت لـِ ماما اللي أول مرة تنفعل وتقول كلام زي دا بإعجاب وإبتسمت وسكتت، ولما عمتي شافت إن محدش هيسمعلها ولا هتاخد فايدة مننا مشيت ومسمعلنهاش صوت هي ولا بنتها تاني.
عدا بعدها شهرين وكنت إتحسنت بكتير عن الأول وشِبه تعافيت من اكل اللي حصل، حاول فيهم باسل كتير إنهُ يرجعلي ولكن كل مرة كنت برفض، اللي الغدر يجيلك منهُ مرة هيجيلك منهُ ألف مرة، وعصام خطب ريم والحمدلله بقوا بيتكلموا في التليفون وقدامنا عادي بعد التلميحات وكلام التلميحات الملزق بتاعهم، وأما أنا، فـَ بقيت شغالة في شؤكة إستيراد وتصدير ومش بفكر في الجواز تاني حاليًا، بفكر في ذاتي وإزاي أنجح أكتر ومع نجاحي هلاقي الشخص المناسب، عشان تتحب لازم الأول تبني نفسك وتحبها ومسيري في يوم آلاقي اللي يبقى ضماد للكسر اللي إتسببولي فيه، وبرضوا منكرش إن ماما وعصام وريم ماليين عليا حياتي وضميت ليهم مؤخرًا شغلي.
تمت