روايات

رواية عرايس مسكونة الفصل الأول 1 بقلم محمود الأمين

رواية عرايس مسكونة الفصل الأول 1 بقلم محمود الأمين

 

البارت الأول

 

#عرايس_مسكونة

#الجزءالأول

انا المقدم حسن الجندي، النهاردة جالي نقل من القاهره لاسكندريه، طيب ايه السبب النقل؟
عشان في قضيه هناك محدش عارف يحلها، لغز غريب ناس بتموت من غير سبب وهي لسه في مقتبل العمر، طبعا الاعمار بيد الله ما حدش بيشكك في ده، ولكن الغريبة ان اللي بيشوف الناس دي قبل ما بتموت كان بيشهد دايما ان في حزن مش مبرر ظاهر على ملامحهم، حاله غريبه من الاكتئاب بتصيب كل واحد منهم
وبعدها الشخص ده بيتحجز في المستشفى من اسبوعين لتلاتة وبيحصل انهيار تام في اجهزه الجسم
كل الكلام ده ما يحولش الموضوع لقضية، لكن اللي حول الموضوع لقضيه فعلاً، هي جريمه قتل
طبعا اتلخبطتوا ومش فاهمين اي حاجه؟!
خليكم معايا للاخر وهتفهموا

اول ما وصلت اسكندريه وروحت هناك على مديريه الامن، قابلت الرائد سراج سلم عليا وسلمني مكتبي، وبعدها بدأ يتكلم
_ بص يا باشا انا هنا من زمان، عشان انا من مواليد اسكندريه أصلاً عدت عليا قضايا اشكال والوان بس زي القضيه دي انا ما شفتش
البلد ليها فتره مقلوبة بسبب الناس اللي بتوصل المستشفى وبيحصلها انهيار في اجهزه الجسم وبتموت، وفي عز انشغلنا بالموضوع ده ومطالبه الاعلام والصحافه بمعرفه الاسباب
جالنا بلاغ عن جريمه قتل في منطقه سيدي بشر والبلاغ كان من مجهول
كان معانا المقدم وليد ربنا يرحمه واللي حضرتك جيت مكانه، اتحركنا على مكان البلاغ ولما وصلنا هناك لقينا نفسنا قدام بيت من دورين من اول ما دخلنا واحنا شمينا ريحه وحشه جداً، الدور الارضي كان فاضي وما فيهوش اي حاجه لكن لما طلعنا الدور التاني ودخلنا اول اوضة شوفنا راجل مربوط في كرسي ومرسوم على الارض، قرب المقدم وليد عشان يشوف الراجل ده عايش ولا ميت بس مجرد ما لمس النجمه برجله وقع على الارض وكان بيتشنج قدام عينينا، بسرعه اخدناه ونقلناه على المستشفى وحصله زي ما حصل لكل الناس، انهيار في اجهزه الجسم ومن بعدها مات
سألنا مين صاحب البيت، طلع واحد ليه في السحر والدجل اسمه عمار قلبنا عليه الدنيا ولكن للاسف ما عرفناش نوصله اما بالنسبه للجثه اللي كانت على الكرسي جوه النجمة الخماسية فهي جثه بحار اسمه سالم
والمفروض ان احنا كنا هنسمع لشهادة شخص كان من صحاب سالم وقال ان عنده معلومات عن القضية والشخص ده اللي حضرتك هتسمعه بنفسك النهارده
= هو اللي انت قلته ده بيحصل بجد، انا حاسس اني بسمع كلام عن فيلم خيال علمي
_ لا يا فندم ده حصل بجد، والناس حرفيا بقيت خايفه تخرج من بيوتها، اصل الاعلام بدا ينشر ان ده وباء جديد ومنتشر في الجو
= اه فعلا انا شوفت الاخبار دي، بس وزاره الصحه نفت كل الاخبار
_ بالظبط يا فندم، الشاهد مستني حضرتك في المكتب تحب تبدأ دلوقتي معاه؟
= اه اكيد

دخلت المكتب وكنت متوقع هلاقي شاب قدامي، ولكن لقيت راجل كبير في الخمسينات من عمره عنده دقن بيضه خفيفه ولابس لبس بحاره
قعدت قدامه وعرفت ان اسمه الحاج توفيق وسالته يعرف ايه عن سالم البحار وبدأ يتكلم
_ المرحوم سالم كان من احسن الرجال اللي ممكن تقابلها في حياتك يا باشا، شخص محترم وعايش في حاله كان متجوز ومخلف واد اسمه حمزه، بس ظروف سالم ما كانش احسن حاجه ومراته وما كانتش ست سهله كانت دايما متبتره وشايفه ان اللي بيكسبوا سالم من شغلانه البحر قليل، اتحول سالم من الشاب المبتسم الجميل لشاب مكتئب ملامحه على طول زعلانه وحزينه
وكان اللي بيزعل سالم اكتر لما ولده حمزه يطلب منه طلب وما يعرفش يجيبه، لحد ما في يوم كان في طلعه صيد، الرجاله طلعوا على المركب واتحركنا، وبعد ما الرجاله خلصوا صيد قعدوا عشان ياكلوا لقمه، لكن سالم ما كانش عاوز ياكل قاعد على جنب وهو حاطط ايده على دماغه وباين عليه الهم
قربت منه وسالته
_ مالك يا ولد زعلان ومهموم ليه كده؟
= زعلان من الدنيا يا عم توفيق، انا لا ناجح اكون زوج ولا ناجح اكون اب، مش قادر اجيب لابني اللي نفسه فيه تصور انه شاور على لعبه في بترينا ما عرفتش اجيبهالوا ومن ساعتها وانا زعلان وعلى الحاله اللي انت شايفه ده
_ سيبها لله يبني بلاش تحمل نفسك فوق طاقتها، الدنيا مش مستاهله كل ده

واحنا بنتكلم سمعنا واحد من البحاره بيصرخ وبيقول جثة، قومنا من الارض واتحركنا من ناحيه اللي بيصرخ واللي كان اسمه عوض لما بصينا في الاتجاه اللي مشاور عليه، شفنا جثة طفل عايمه على وش الميه، ومن غير تفكير سالم نط في الميه واحنا حدفنا ليه عوامه، وطلع جثه الطفل من الميه وحطها على المركب، الجثه كانت منفوخه وباين عليها غرقانه من بدري، لكن في رجل الجثه كان في عروسه لعبه مربوطه فيها، لفتت نظر سالم وفكها من على رجل الجثه
كان شكلها غريب ورغم ان الموقف ما يستدعيش خالص، لكن سالم ابتسم ودي كانت اول مره اشوف ابتسامته من فتره كبيره أوى
الناس اللي على المركب كانت خايفه، وكنا ما بين مؤيد ومعارض للي حصل في ناس كانت شايفه اللي عمله سالم صح، وناس تانيه شايفه ان سالم اتسرع وما كانش لازم نطلع الجثه دي من الميه
لكن في النهايه الجثه كملت معانا لحد البر، وهناك بلغنا باللي حصل طبعا دخلنا في سين وجيم، وفي اليوم ده روحنا بيوتنا متاخرين 3 ساعات عن ميعادنا الطبيعي
طريق سالم كان في طريقي كان ماشي وشايل في ايده العروسة، لحد ما وصل بيها البيت وانا كنت عارف انه فرحان عشان هيدي العروسه دي لابنه، وتاني يوم طلع معانا سالم تاني على المركب بس المره دي كان باين على وشه انه مبسوط، وانا كنت مبسوط عشان اخيرا شوفته بيضحك اصطادنا السمك وظبطنا دنيتنا وقعدنا عشان نتغدى وكانت اول مره سالم يقعد وياكل معانا
لكن هو قاعد جاله التليفون من البيت، كانت مراته بتبلغه انه ابنه تعب جداً وانه لازم يتنقل للمستشفى، فقررت اني ارجع عشان يروح يطمن على ابنه بسرعة، واول ما نزلنا من المركب اصريت اني اروح معاه كانت مراته اخدته على المستشفى فعلاً.. واول ما وصلنا هناك سالم دخل للدكتور على طول عشان يساله على ابنه
ودي كانت اول مره اشوف فيها دكتور واقف محتار، واتكلم وقال
_ انا اول مره اشوف حاله زي كده، انا بقالي في الطب 25 سنه، عمري ما شوفت الانهيار اللي بيحصل في جسم ابنك ده
= انهيار ايه انا مش فاهم حاجه؟
_ ابنك جيه بيشتكي من وجع في بطنه، الموضوع كان سهل وبسيط لكن هو انا بكشف عليه بالاشعه التلفزيونيه لقيت في مشكله في جدار المعده وفي حاجه مش طبيعيه بتحصل، دخلناه العنايه المركزه وعملنا فحوصات وتحليل واشعه والنتيجه كانت كارثيه الجهاز الهضمي بتاع ابنك اتدمر وانه عايش لحد دلوقتي دي معجزه في حد ذاتها
= طيب وايه السبب فى اللي بيحصل ده؟
_ ما فيش سبب علمي يا استاذ، احنا بنعمل اللي علينا وربنا يسترها
….
الضحكه اللي على وش سالم اللي كانت ملياه الصبح اختفت ورجع الحزن تاني، سالم رجع بيته هو ومراته وكان بيدعي ربنا يخرجه من اللي هو فيه

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية فاطمة وسامح وشاهندا - زوجتي الفلاحة الفصل الأول 1 بقلم كوثر علي

تاني يوم كلنا طلعنا السرحه بالمركب الا سالم كان قاعد جنب ابنه، بس اليوم ده مش هنساه أبداً عشان بعد ما طلعت انا والرجاله بالمركب واصطادنا وخلصنا كالعاده لقيت الواد عز بينده عليا وبيقول جثه تاني يا عم توفيق، بصيت في الميه وفعلا كانت جثة طفل برضو، وانا اللي اصريت اخرجها المرادي ولما خرجتها لقيت نفس العروسه مربوطه في رجل الطفل، الواد عز فك الحبل من على رجل جثه الطفل وبهزار كده قالها احنا هنقضيها عرايس ورماها على الارض لكن فجأة عينيه اتقلبت للون الابيض ومسك رقبته وصرخ، ولقينا رقبته
بتتكسر بعنف
منظر كان صعب علينا كلنا.. في اللحظه التليفون رن وكان اللي بيتصل سالم واول ما فتحت الخط قال… يتبع الجزء الثاني

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *