روايات

رواية ليتني اعفو الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم لمسة جمال

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية ليتني اعفو الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم لمسة جمال

 

البارت الثالث والعشرون

 

الحلقة 23

الفصل الثالث والعشرون قبل الاخير

عندما تذكرت صوتكِ نسيت كل شيء الا شوقي اليكِ.. ولهفتي عليكِ
دكت حصون المقاومه التي شيدتها خلال غيبتكِ في غمضة عين
تداعت كأنها قلاع ثلوج … سطعت عليها شمس الاستواء
ونسيت في لمح البصر كل الجراح… ولم اعد اذكر الا
انك حبيبـــــــــــــــــتي

بعد ان انتهى عمر من هذا الحفل توجه فورا لحمل حقيبته فى اتجاه المطار فامامه رحلة لساعات طويلة لقد كانت اقسى امانيه ان يحظى برؤيتها عن بعد حتى لو لم تراه او تشعر به يكفى ان يروى عطش الاشتياق اليها حرمانه منها هو اقسى عذاب يعيشه الان ولكنه يستحق اكثر من ذلك مازال يؤنب نفسه ولن يرتاح الا ان تغفر له وتسامحه وتعود لتذوب بين احضانه وتكون معه وله وصلت طائرته فى المساء ولم يمهل نفسه الراحة بل دخل غرفة الفندق فقط لكى يبدل ملابسه ويخرج مسرعا الخطى ثم اعطى سائق الاجرة عنوان المشفى التى تعمل بها
دلف عمر الى قاعة الاستقبال حتى يسأل عن مكتبها وعندما سار فى طريقه الى هناك تسمر مكانه فجأة فلم يشعر سوى بمطارق تدق قلبه فقد كانت تقف مع عدة اطباء باسمة ضاحكة مرحة مثلما اعتادها دوما مهلا فوجهها مشرق وجمالها زاد سحره عن قبل لقد ازداد وزنها ايضا وتألقت بهالة من الفتنة الغير عادية كل شئ فيها اصبح مختلف الهذه الدرجة نسته ولم تعد تفكر فيه وهو مازال يتحسر على ايامه الماضية معها لقد اصر ان يأتى فى هذا اليوم بالتحديد فاليوم عيد ميلادها اراد ان يكون قربها حتى لو لم تراه او تشعر به يكفى ان يراها فقط ..فى عمره كله لم يشعر بالندم كما يشعر به الان.. لم يعد له وجود بقربها فحبيبته على الاغلب نسته وماعادت تفكر فيه ابدا
طأطأ راسه بيأس مندفعا جهة الخروج ولكنه التفت مجددا ينظر لها نظرة اخيرة قبل ان يخرج مقررا عدم العودة الى هنا مرة اخرة
اتاها طيفا عابرا تلفتت فجأة حولها لماذا تشعر بنغزات متتالية فى قلبها لاتعرف لما تمنت ان يكون حاضرا معها الان فى هذه المناسبة بالتحديد ..تذكرت تلك الليلة فى العام الماضى عندما احتفلا معا بعيد ميلادها كم كان رائع محب وعاشق حتى انها كانت من اروع لياليهما وعلى انغام الموسيقى رقصا معا بثها حبه اسكرها بكلمات العشق اخذها لعالم من الخيال حلقا معا بكل حب حتى استيقظت على الواقع المرير ….
نفضت راسها والتفتت الى حسام الذى ينتصب بين زملائهم ضاحكا قائلة :شكرا ياحسام ماتتصورش سعادتى اد ايه النهاردة بجد مفاجئة حلوة ولفتة لطيفة اللى عملتها ديه
هو انتى لسة شوفتى حاجة اسمحى لى سيدتى انى اعزمك النهاردة على العشا
تشتت قليلا ثم هتفت :اسفة ياحسام ماينفعش اخرج واسهر معاك لوحدنا انت عارف اننى عايشة لوحدى مش عايزة اضيع الثقة اللى بابى ادهالى وهو عارف اننى مش ممكن هتصرف اى تصرف اخجل منه
وبعدين يكفى كل الى انت عملته واحتفالك بيا هنا وسط زمايلنا ديه حاجة كبيرة قوى عندى بجد شكرا
نظر لها متأملا لماذا شعر بالضآلة قربها لقد ازدادت مكانتها لديه اكثر.. اراد ان يبوح لها بمافى قلبه ولكنه خائف ان يخسرها على الاقل الان هى تعتبره صديق مقرب لها حتى انها سردت له مامرت به من مشاكل فى حياتها لايريد ان يخسرها او يستغل ضعفها عليه ان يكون سندها وامانها دوما ربما تشعر بما يكنه لها وعندها لن يصمت ابدا…

الفترة الماضية كانت كفيلة بان تقرب حور من فارس فقد كان يمر بظروف نفسيه صعبة فحالة والدته كانت فى تدهور سريع فما كان من حور الا ان اقتربت منه اكثر مواسية له تسرد له مصائب اخرين تحاول ان تلهيه عن مشكلته الرئيسية لقد اصبح كالشبح نحف كثيرا وبدت تظهر على ملامحه الاجهاد والتعب الا انه لم يفقد وسامته الجذابة فى نظرها لقد كان شبه مقيم فى المشفى خائف ان يتركها ويأتيه خبر يحزنه عن والدته كانت حور تزورها دوما فى المساء عندما تنام صغيرتها واثقة انها لن تفيق لليوم التالى تعرفت عليها حور حين ذهبت بصحبة فارس عندما غادر فجأة للاطمئنان عليها لم تستطع يومها ان تتركه عرفها على امه بعد ذلك ان ابنتها مريضة بالغرفة المجاورة لكن شيئا فشيئا احست الام بفطنتها بابنها ومشاعره تجاهها التى يحاول ان يخفيها عن الجميع والتى كانت تراها فى نظراته ولهفته فى الحديث معها لقد احبت هذه الفتاة احبت طيبتها وحنانها وعفويتها شعرت انها الشخص الوحيد الكفيل باخراج المارد من القمقم باستيقاظ الخافق الذى مات ودفن بسببها لذلك ارادت ان تسعد ابنها باى وسيلة قبل ان تفارق حياتها
وفى المساء كعادتها دلفت الى غرفتها كان فريدة مغمضة العينين اقتربت حور منها ومسدت على شعرها بحنان لترمش الام بعينيها وبصوت ضعيف قالت :حور انتى جيتي ياحبيبتى
ازيك ياامى عاملة ايه -نادتها باامى تلبية لرغبة فريدة -واخبار صحتك ايه دلوقت
الحمد لله يابنتى على كل حال اشارت لها على الفراش قربها قائلة :تعالى ياحور اقعدى جانبى هنا عاوزة اتكلم معاكى شوية
بهدوء التفتت حور للجانب الاخر وجلست قربها هاتفة بمرح :وادى قاعدة فيه ايه ياست الكل قلقتيني
انتى عارفة ياحبيبتى ان اميرة بنتى متجوزة واطمنت الحمد لله عليها وسعيدة مع جوزها وعندها ولد وربنا هيرزقها وتخاويه عن قريب انما اللى قلبى واجعنى وقلقانة ونفسى اطمن عليه هو فارس
بقلق هتفت :ليه بس ماله الدكتور فارس ماهو زى الفل اشتكى لحضرتك من حاجة ؟؟
بابتسامة باهتة امسكت يديها بارتعاش قائلة :فارس تعب كتير فى حياته ياحور وانا بايدي دول حرمته من السعادة كنت سبب انه فقد مراته وبنته ..كان نفسى ربنا يدينى العمر واشوفه سعيد وليه بيت واسرة واولاد لكن انا عارفة انى مش هلحق اعيش لليوم ده نفسى اعمل حاجة حلوة علشانه قبل مااموت يمكن تكون كفيلة انه يسامحنى بيها ..
وبنظرة توسل اردفت :انتى الوحيدة ياحور اللى هتسعديه فارس بيحبك انا حسيت بكدة واتاكدت منه قلب الام عمره مايخيب ابدا كنت بلمح فى كل لحظة بيقابلك هنا لهفته وحبه ليكي وسؤاله عن بنتك وخوفه وقلقه عليها كأنها بنته ودلوقت بقى نفسى اعرف شعورك ايه من ناحيته
صمتت حور قليلا ثم قالت :مش عارفة ياامى الدكتور فارس شخصية محترمة واخلاقه مفيش عليها كلام بس العيب فيا انا
ازاى
انا عشت الفترة اللى فاتت من بعد مامات جوزى لبنتى وبس هى اصبحت كل حياتى خايفة اجيب لها جوز ام اخسرها وتضيع منى
ليه يابنتى بتقولى كدة
مش علشان فارس ابنى لكن هو فعلا حنون وهيكون اكتر من اب لبنتك وعمره ماهيأذيها ابدا .. بالعكس هيكون امانك وسندك ومسؤل عنكم ارجوكى يابنتى قولى انك موافقة واسعدى ام فى ايامها الاخيرة مالهاش اى طلب غير انها تفرح بابنها وتطمن عليه
كان يقف بالخارج مستمعا لكلمات امه لتسقط دمعة جريحة على صفحة وجهه الصلب لايعلم هل هى دمعة سعادة لانها شعرت به وارادت اسعاده ام حزن لانه سيفقدها دون ان يخبرها انه سامحها حقا ..مسح وجهه باطراف اصابعه ولم يشعر بنفسه سوى ان اندفع داخلا بعد ان طرق الباب ليقول بمرح:وانا بضم صوتى لصوت امى ها تقبلى تسعديني و تنورى دنيتى وحياتى وتكونى نصى التانى وام اولادى وتشاركى المسكين اللى قدامك ده انتى والبنوتة الطعمة اللى فى الاوضة اللى جانبينا ديه كل حياته؟
لم تعلم ماذا عليها ان يكون ردها لقد اصيبت بصدمة من دخوله المفاجئ وعرضه للزواج عليها بهذه الطريقة جف ريقها وشعرت ببرودة فى اطرافها وكأنه كان فى انتظار ان تمهد له امه وتفسح له الطريق شعرت بانفاسها تتسارع وقلبها يضرب كالطبول فما كان عليها الا ان تنتفض من مكانها خافضة ناظريها الى اسفل متجهة بسرعة الى خارج الغرفة ليسرع وراءها وبتردد امسك معصمها ليوقفها وادارها ناحيته :حور لحظة شوية
رفعت له عينيها بنظرات مشتة ضائعة ليردف بمرح مصطنع :افهم من كدة ان السكوت علامة الرضا اسبلت رموشها مرة اخرى وظلت صامتة ولم ترد
حور لو سمحتى ارفعى وشك وبصى لى لترفع له عينيها وتتعلقا العينان فى حوار طويل ليهتف اخيرا : حور لو طلبى ده ضايقك كدة انا هسحبه واعتبريني ماقلتوش ومش هقف فى طريقك تانى وهتفضل مكانتك فى قلبى زى ماهى
رفعت عينيها له بنظرة خجولة:ممكن تسيبنى افكر شوية
عندها تنفس الصعداء اخيرا وانشرح صدره لقد احس للحظة انها سترفضه الا انها اعطته الامل من جديد ليهتف:ليكي كل الوقت اللى تحبيه ساعة ساعتين
ايه لا طبعا انا محتاجة وقت اكتر من كدة
اقترب منها ناظرا فى عينيها بحب عميق : ولو قلت لك اننى مش هقدر اتحمل الانتظار اكتر من كدة واننى انتظرتك عمرى كله لحد الانتظار ما مل منى .. الفترة اللى فاتت مرت وانا ساكت ومش قادر اعبر عن اللى جوايا ولا قادر اطلب منك تتجوزيني وانتى شايفة الظروف اللى مريت بيها قولى بقى لى هتردى عليا امتى
فارس انت مش فاهم حاجة
طيب فهميني خلينى معاكى فى الصورة على الاقل
ماما جدة حبيبة
نظر لها متشككا :مالها
انت عارف اننى عايشة معاها وازاى هيكون صعب عليها انها تعرف اننى هتجوز
يااااا ياحور تعبتيني ياشيخة يعنى افهم من كدة انك وافقتى والمشكلة فى جدة حبيبة
اسبلت رموشها بخجل بعد ان تورد وجنتيها بحمرة قانية وامأت براسها
ليقترب منها اكتر هاله الجمال الهادئ الذى يحيطها يشعر بحاجته اليها وحاجتها له لن يتخلى عنها يجب ان يفعل اى شئ لتكون قربه فى اسرع وقت
طيب تحبى اكلمها انا
بسرعة :لا ارجوك سيبنى انا امهد لها مش عاوزاها تتفاجئ بالخبر من حد غريب
نظر فى عينيها بحب :وانا حد غريب
مش قصدى بس على الاقل دلوقت لسة غريب
طيب امتى هبقى حبيب قصدى قريب
كل شئ باوان ثم تركته واندفعت الى غرفة ابنتها واغلقتها بهدوء واعطت ظهرها للباب واضعة يديها على صدرها وطرقات قلبها تتعالى
وابتسامتها تزيد من فرط سعادتها
وهو مازال واقف يقتفى اثرها مغمض عينيه يبتسم ابتسامة حالمة ويذرف انفاسه المتلاحقة بجنون….
عاد فارس الى غرفة والدته ممتنا لما فعلته معه فلولاها ماكانت اتته الجرأة حتى يبوح لها بما يجول فى عقله وقلبه وخاصة فى هذه الظروف رفعت عينيها له مشيرة له ان يقترب
جلس على طرف الفراس قربها ممسكا بيديها هاتفا :شكرا ليكي ياامى انتى شيلتى عنى حمل كبير
بضعف ردت:ماتشكرنيش يابنى وسامحنى ارجوك انت ماتعرفش لحظة السعادة اللى انا شايفاها فى عينيك دلوقت تسوى عندى الدنيا ومافيها ربنا يسعدك ويقر عينيك برؤية اولادك
اقترب منها مقبلا رأسها بحنان وضمها الى صدره هامسا :ربنا مايحرمنى منك ياامى
مش عاوزة حاجة من الدنيا دلوقت الا اننى اموت وانا بين ايديك وانت راضى عنى ومسامحنى
انا ولا حاجة بدونك ياامى انتى اللى لازم تسامحيني انا اهنتك وجرحتك وجيت عليكي كتير حتى لو اخطأتى بس اكيد ماكنتيش قاصدة وكل شئ قضاء وقدر
قلبى وربى راضيين عنك يابنى ثم عانقها بقوة ودموعهما اختلطت فى لحظة شجن وحب يبدو انها لن تتكرر ثانيةً

بحزن اعربت:انتى بتقولى ايه ياحور
ابتلعت ريقها بصعوبة لتجيب على حماتها
امى انتى عارفة الدكتور فارس يعنى مش غريب وشوفتى ازاى بيحب حبيبةوحبيبة متعلقة بيه اد ايه حتى من قبل مااشوفه او اتعرف عليه هو اتقدم لى بس انا مارديتش اديله اى رد الا لما اتكلم معاكى الاول واسالك رأيك ايه
بحزن ردت:يابنتى انا عارفة انك لسة صغيرة ومرغوبة ومش هتعيشى طول عمرك وحيدة كدة ومحتاجة راجل بس بالله عليكي ماتحرمنيش من حبيبة وخليها تعيش معايا ديه هى اللى باقية لى من ريحة خالد وانتى ربنا هيرزقك بولاد من فارس
انتفضت من مكانها ودموعها تنهمر هاتفة:ليه ياامى ليه عاوزة تحرميني من بنتى ده انتى مجربة الضنى وعارفة يعنى ايه يبعد عنك انا مش هقدر اسيبها او ابعد عنها ابدا مستحيل
وانا كمان مش هتخلى عنها ياحور ديه حتة منى كل ما بشوفها كأننى بشوف ابنى اللى راح منى فى عز شبابه ليه عاوزة تحرميني منها

تركتها راحلة بعد ان انطفأ الامل بداخلها ان تقنعها وقصت على فارس بعدها بما قالته لها وانها ترفض الارتباط به حتى لاتفقد ابنتها
حزن فارس كثيرا لموقفها منه وعدم تمسكها به ورفضها له بهذه السهولة رغم شعوره من البداية انها ميالة له لم يرد ان يخبر والدته حتى لايحزنها لذلك قرر الذهاب للقاء جدة حبيبة
عندما فتحت باب منزلها تفاجأت بالرجل المنتصب امامها بكل هدوء قائلا :مساء الخير ياامى ممكن اتكلم مع حضرتك شوية
رحبت به الام فهو فى الاخير كان محترم معهم ولم يروا منه اى معاملة سيئة بل كان قريب منهم فى الفترة الاخيرة
تحب تشرب ايه
شكرا ياامى ياريت تتفضلى تقعدى
جلست الام على مضض فهى تعرف سبب زيارته ولم تنتظر قليلا حتى فاجأها بالحديث قائلا :حور بلغتنى بالرفض من الجواز
ايه..ليه
لانها خايفة تخسر بنتها لانها اهم حاجة فى حياتها ومش ممكن بعد تعبها السنين ديه كلها نكافئها باننا نبعدها عنها
شعرت انه يقصدها فقالت :يابنى انا مااعترضتش على جوازها انا بس عاوزة حفيدتى تتربى فى حضنى
وتفتكرى اى ام هتكون سعيدة وهى بتبنى حياتها على خسارة اقرب حد ليها وافتقادها ليهم
انتى مش بتعتبريني زى ابنك
انا كمان محتاج لام فى حنانك وطيبتك وتعيش معانا ليه فكرتى اننى ممكن اخرجك من حياة حور وبنتها وابعدك عنهم انتى ماتتصوريش انا وحور هنبقى سعدا اد ايه لو قبلتى تعيشى معانا
ردت بسرعة :مستحيل بيت ابنى هيفضل مفتوح طول ماانا عايشة
شعر بالعجز امام اصرارها الا ان قلبها الحنون لان لترد عليه اخيرا قائلة:وزى ماهيكون لحبيبة اوضة فى بيت ابوها هيكون لها اوضة فى بيتك انت كمان انا ام وما يهونش عليا احرم حبيبة من امها
شعر بسعادة عامرة اقترب منها مقبلا يديها بحب :شكرا ياامى انتى ماتتصوريش فرحتى اد ايه اما اروح افرح حور
لا سيبنى انا ابلغها علشان احس اننى عملت لها حاجة تفرحها حور عملت معايا اكتر من اللى كان ممكن بنتى اللى من صلبى تعمله
وذهب بعدها فارس ليتقدم رسميا لاهل حور الذى لاقى ترحيبا كبيرا به مما عرفوه عن سمعته واخلاقه الطيبة وبناء على رغبة والدته طلبت منهم ان يقيموا عقد القران فى المشفى قربها حتى ترى فرحة ابنها….

نساء متشحات بالسواد والقرآن يصدع فى المكان والخادمة تمر بعدة فناجين من القهوة تمررها على المعزين وبكاء ونحيب على فراق من نحب
كانت اميرة تبكى على صدر حور فقد اقتربت منها فى الفترة الاخيرة منذ ان كانت تراها قرب والدتها ومساعدتها المستمرة لها ومعرفتها بمشاعر اخيها تجاهها ومما زاد فرحتها كان خبر زواج فارس منها لقداستمرت سهر بقربها ايضا خلال الثلاث ايام هى وزوجها ليكون بقرب فارس فى مصابه ولكنهم اضطرا للرحيل لان يوسف لم يستطع الحصول على اجازة اكثر من ثلاثة ايام ليعود لعمله بالاسكندرية
دق رنين هاتفها لكنها رفضت الرد ومازالت تبكى
ليسكت الرنين ثم يعود من جديد انزوت فى مكان منعزل لترد:الو
اميرة حبيبتى وحشتينى اخبارك ايه وماما عاملة ايه دلوقت اسفة ياحبيبتى اتاخرت عليكي بس انشغلت شوية فى الدراسة والشغل
ردت ببكاء صامت :نور ماما ماتت
ايه لاحول ولا قوة الا بالله انا لله وانا اليه راجعون
البقاء لله ياحبيبتى امتى حصل الكلام ده
من 3 ايام
طيب اهدى ياحبيبتى انا عارفة ان الفراق صعب هو ده حال الدنيا مفيش حد هيخلد كلنا لها وانتى عارفة انها كدة ارتاحت انتى ماتعرفيش هى كانت بتعانى اد ايه اصبرى ياقلبى وان شاء الله ربنا هيثلج صدرك ويهدى بالك
فراقها صعب قوى يانور البيت وحش قوى من غيرها وفارس حالته صعبة من يوم ماماتت مع اننا كنا متوقعين ده بس ماكناش متخيلينه يحصل بالسرعة ديه
واستمرت نور تواسى اميرة الى ان هدأت قليلا وبعد انتهاء مكالمتها غفت من فرط تعبها فى هذه الفترة وخاصة مع الحمل الذى بدأ يثبت قليلا
ثلاث ايام مرت منذ وفاة فريدة لم تراه كان ينتهى من الوقوف مع فى العزاء مع الرجال ثم يدخل الى غرفة مكتبه ليلا ليغلق عليه الباب ولايخرج منها سوى صباحا حيث يمتلا المنزل بالمعزون
احست انها تريد ان تراه تخفف عنه مصابه
لتطرق الباب دقات خفيفة متتاليةلم يسمح لها بالدخول ولكنها دخلت بالفعل تجولت عينيها فى انحاء الغرفة الى ان تركزت عليه وهو يجلس على مكتبه منكس رأسه واضعا يديه حولها لم تغفى عينيه طوال هذه الايام يعيش على القهوة فقط ولم تدمع عينيه ايضا يشعر ببلادة شديدة وكأنه لم يعى مايحدث حوله اقتربت منه ومدت يد مرتعشة لتقبض بها على كتفه مقتربة منه وبخفوت نادته:فارس
جفل من صوتها وتصلب جسده تحت ملمس اصابعها الرقيقة الا انه لم يرد لكنه رفع عينيه لها لترى وجهه الشاحب وعيننيه الذابلة وملامح الاجهاد والحزن البادى على تقاطيع وجهه اقتربت منه اكتر هاتفة :حبيبى عامل ايه دلوقت
نظر لها بضياع وتشتت مردفا :مش عارف حاسس بفراغ كبير جوايا بضياع مش قادر احدد مين فينا الظالم ومين المظلوم هل كنت قاسى عليها هل ظلمتها هل قدرت ابرها والحق معاها ايامها الاخيرة
قولى لى انتى ياحور هل انا ابن بار ام عاق
اقتربت منه لتعانقه وهى واقفة قربه
دفن راسه فى صدرها وهو يتأوه بشدة من اعمق اعماقه بينما هى ظلت تربت على راسه وتمسح على شعره وتتنهد هى الاخرى تشعر بالم لحاله ثم نظرت لاعلى قائلة ربنا يريح قلبك
حبيبى انت اطيب واحن ابن شوفته فى حياتى بلاش تعذب نفسك اكتر من اللازم انت عملت اللى عليك وديه حكمة ربنا وقضاؤه وقدره شعرت باهتزاز جسده مماينبئ عن بكاؤه الصامت لتهتف قائلة :ابكى يافارس ابكى وطلع اللى جواك وكاتمه من يوم وفاتها ابكى وخرج كل السموم اللى ممكن تأذيك وتعكر حياتك علشان ترتاح وساعتها مش هسمح للحزن يتمكن منك تانى وبدا صوته يعلو فى نشيج مؤلم
استمر فترة على هذا الوضع الى ان هدا ورفع راسه لها لتمسح له دموعه باطراف اصابعها الرقيقة ناظرا لابابتسامتها الصافية ليشد من احتضانها اكثر هاتفا :محتاج لك قوى ياحور محتاج لوجودك جنبى تشدى من ازرى وتدعميني حاسس اننى ضعيف ووجودك جانبى هو اللى بيمدنى القوة والصمود لكل الهزات اللى بمر بيها دلوقت
وانا هفضل جانبك طول العمر وعمرى ماهسيبك ابدا
طمنيني اميرة عاملة ايه دلوقت
الحمد لله نامت بعد مابكت كتير مروان كمان كان قلقان عليها ونفسه يشوفها ويطمن عليها بس انت عارف البيت كان مليان معزين كتير واول ماخفوا شوية راح لها واخدها على اوضتها ترتاح لانها تعبت كتير النهاردة وده خطر على حملها ديه لسة يادوب قايمة من السرير
ربنا يصبرنا كلنا ….

بعد ان انهت عملها ليلا خرجت من مكتبها لتلتقى فى طريقها مع حسام
ايه يانور اللى اخرك لحد دلوقت
انت عارف كان عندى حالات مستعجلة وماقدرتش اروح الا لما انهيها
بس كدة انتى بتجهدى نفسك فى حالتك ديه على الاقل الفترة الجاية اكتفى بمرواحك للكلية وخدى اجازة من المستشفى
وهعمل ايه لما اقعد فى البيت انت عارف اننى بمل وانا قاعدة لوحدى وبعدين لسة باقى عشر ايام على الولادة هعمل فيهم ايه
ياستى ريحى فيهم نفسك وقبل ان تستقل سيارتها وجدت من يصرخ هاتفا :نووووور
التفت اليه زوج من العيون لتتسع عينيها بسعادة وتجرى عليه تعانقه وتقبله بااااااابى وحشتنى قوى ياحبيبى
ابعدها عنه بقوة ووجه متغضن وملامح غاضبة ليصرخ هاتفا :انتى يانور انتى يطلع منك كل ده
بقلق ابتعد حسام قليلا قائلا :اهلا بيك يادكتور ماهر حمدا الله على السلامة
لم يتلقى منه اى رد منه وهو مازال ينظر لها بغضب ليتم حسام كلامه :طيب اسيبك انا دلوقت يادكتورة نور ترحبى بوالدك بالطريقة اللى تريحك عن اذنك
لم تلتفت له ولكن نظراتها كانت معلقة بوالدها واتهامه الخطير لها لقد خافت ان تخبره خجلت من اعترافها له ماذا ستقول له وكيف ستستطيع اقناعه الان بعد ان رآها فى هذا الوضع
بابى ارجوك اهدى وتعالى نتكلم فى البيت براحتنا ماينفعش نتكلم كدة فى الشارع
وانتى خليتي فيها كلام اللى عملتيه ده مش ممكن هسامحك عليه ابدا
طيب ارجوك تعالى معايا البيت وانا هفهمك كل حاجة
اذعن لطلبها فهو مازال الشك يساوره عن ماهية والد هذا الطفل الذى تحمله فى احشائها
لقد اراد ان يفاجئها بعد ان استرد صحته ووقف اخيرا على ارجله وعاد للسير من جديد بدون اى حامل يستند عليه لم يعلم ان فرحته ستذبل وتنتهى برؤيتها بهذه السرعة
وقفت فى المرآب المخصص للسيارات وخرجت بهدوء من سيارتها وخرج هو ايضا :اتفضل يابابى من هنا اشارت له ليتقدمها حيث تسير بهدوء الى الان لم تستطع ان تعبر عن فرحتها بقدومه ووقوفه منتصب امامها على ارجله لقد دعت له كثيرا وتمنت ان تراه فى اسرع وقت بكامل صحته
بهدوء دخلت الى شقتها التفت بعينيه فى جميع الاتجاهات حيث رأى منزل صغير بغرفة واحدة وصالة كبيرة على النظام الامريكي باثاث راقى وذوق رفيع جذبت يديه قرب احدى الارائك وياللعجب لقد كانت شبيهة باريكتها المفضلة فى منزل الزوجية السابق ليهتف اخيرا :وادينا جينا ممكن بقى تعرفيني مين ابو الطفل ده اتجوزتى يانور مالكيش اب ترجعى له تاخدى رايه خلاص مات مابقاش ليه وجود ثم صرخ هاتفا :فين ابو الطفل ده عرفيني
نظرت له بالم ضاعطة على شفتيها حتى ادمتها متردد فى اخباره لكن تريد ان تصحح له فكرته قائلة :ارجوك ماتطلمنيش يابابى انا ممكن اتحمل اى شئ الا انك تشك فى اخلاقى بابى انا مااتجوزتش
بصدمة رد والدها :ايه امال اللى انا شايفه قدام عيني ده جا منين
اخفضت ناظريها لاسفل بخجل ثم قالت : بابا الطفل ده يبقى … يبقى ابن عمر
هدا والدها قليلا فهو واثق تمام الثقة فى ابنته فهى لن تقوم باى عمل خاطئ ولكن تظل المشكلة قائمة كيف ومتى
ليرفع عينيه ناظرا اليها بقوة :امتى ده حصل وازاى انتوا لما انفصلتوا كنتوا بعاد عن بعض
راى حمرة وجهها تزداد احتقانا احس بحماقة سؤاله وماذا لو اجتمعا معا قبل ان تنفصل عنه فهى كانت زوجته على الاقل كانت فاقدة للذاكرة ولم تكن تعلم ماذا حدث من قبل
ردت على تساؤلاته بكلمة واحدة فقط :حصل يابابا اننا ..
ليقاطعها قائلا :خلاص فهمت لكن ليه خبيتى ليه ماعرفتينيش
ماقدرتش يابابى احرجت ماعرفتش اقولك ازاى
طيب وجوزك على اعتبار انك لسة فى العدة مش من حقه انه يعرف
مستحيل على الاقل دلوقت
ليه يابنتى انتى كدة بتخطأى وبتتمادى فى الخطأ اكتر واكتر ليه مش عاوزة تغفرى وتسامحى وانتى عارفة انه اتلعب عليه وكل اللى حصل كانت مؤامرة وكدب فى كدب
بصياح: مهما كانت اللعبة الا انه جرحنى حطم انوثتى مش ممكن هسامحه ابدا يابابى ابدا شعرت بضربات قوية فى ظهرها والالام تعتصر احشائها الى ان شعرت بسائل دافئ يسيل على ارجلها هاتفة :بابى الحقنى شكلى هولد دلوقت اااه
بقلق :طيب اهدى يابنتى هطلب الاسعاف حالا
بابى اتصل بدكتور حسام هو مجهز لى كل حاجة فى المستشفى
فين ده اطلبه منين
رقمه هتلاقيه فى تليفونى ااااااه
وبالفعل اتى مسرعا بمجرد اتصال والدها به ليحملها فورا فى سيارته وسار معه والدها وهى مازالت تصرخ كان يقود سيارته مسرعا وهو يلتفت كل لحظة بقلق صائحا :خدى نفس يانور اتنفسى ماتصرخيش علشان ماتتعبيش خلاص قربنا نوصل تعرق جبينها ووالدها محتضنها فى الخلف قلق عليها يحاول ان يهدئها هامسا لها بعدة كلمات ومازال يزداد صراخها الى ان وصلت السيارة وبالفعل كان الممرضين فى انتظارهم بعد ان هاتفهم حسام ليجهزوا غرفة العمليات ودخل معها لانه طبيبها
وقف بالخارج يشعر بالخوف والقلق على صغيرته يحمد الله انه كان قريبا منها فى هذه اللحظة يريد ان يطمئن عليها وبعد قليل خرج حسام ليندفع تجاهه ماهر طمنىي يادكتور نور عاملة ايه
الحمد لله يادكتور ماهر نور بخير وجابت بنوتة زى القمر اول ماتفوق هتتنقل على غرفة تانية وتقدر تشوفها وتطمن عليها حمدالله على سلامتها تركه وبعد فترة خرجت على سرير متحرك ليندفع تجاهه ولكنها كانت مازالت فى حالة اللاوعى تم وضعها فى الغرفة ليقترب منها والدها يقبل جبينها ويمسد على شعرها لتفتح له عينيها بضعف :حمدالله على السلامة ياست البنات
بخفوت وضعف ردت :الله يسلمك يابابا شوفتها
لا ياحبيبتى حبيت اطمن عليكي الاول
ارجوك يابابى كلمهم عاوزة اشوفها
بعد قليل اتت الصغيرة فى سرير صغير متحرك يحمل اللون الوردى شهقت نور بصمت بينما تناولها والدها برقة وعيناه تتلالان حبا ودموعا تسيل على وجهه قربها منه ليقبل وجنتها الناعمة ثم همس الله اكبر في اذنها همست نور بلهفة : بابى عاوزة اخدها فى حضنى ساعدها والدها لتستقيم قليلا برفق ثم ناولها الصغيرة بين ذراعيها وهو يسند ظهرها بذراعه ضمتها نور الى حضنها بلهفةٍ وهي تنظر الى عينيها اللتين فتحتا الآن لقد كانت اية فى الجمال تحمل ملامح والدتها بعينيها لذهبية الساحرة وشعرها الحريرى كسلاسل الذهب

وعادت نور الى منزلها بعد ان تماثلت الشفاء يحتضنها والدها بكل حب وسعادة
ها يانور ناوية على ايه
فى ايه يابابى
ابوها لازم يعرف يانور انا مش ممكن اشترك معاكى فى الجريمة ديه ابدا
ارجوك يابابى بلاش تظلمنى
انتى اللى بتظلمى نفسك وبتظلمى اللى حواليكي
ابوها لازم يعرف فاهمة ولا لا
لا يابابى مش دلوقت على الاقل لما ارجع
وان شاء الله ناوية ترجعى امتى
بعد ماخد الدكتوراه
وانا مستحيل هسكت يانور فاهمة مستحيل
ارجوك يابابى بلاش تكون انت كمان عليا
للاسف يانور انتى مابتحترميش كلامى ولما تعرفى ان ليكي اب تقدريه انتى عارفة مكانى
كانت دموعها تجرى كنهر جارف على خديها حيث تركها والدها وغادر ولم يلتفت لها وهى فى اشد الاحتياج لوجوده قربها …..

خرجت نور من مكتبها تهرول والرؤية ضبابية امامها حيث ازداد نحيبها لمحها من بعيد ليسرع الخطا وراءها مناديا عليها :نور مالك فى ايه بتجرى كدة ليه
التفتت له هاتفة :الحقنى ياحسام ….

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى