رواية مغرم مجنون الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم خديجة أحمد - The Last Line
روايات

رواية مغرم مجنون الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم خديجة أحمد

رواية مغرم مجنون الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم خديجة أحمد

 

 

البارت الثاني والعشرون

 

#مغرم_مجنون
البارت الاتنين وعشرين
وصلوا البيت، وكل واحد فيهم دخل أوضته في صمت.
هاجر كانت مرهقة من اليوم كله، دخلت سريرها وسرحت في اللي حصل، في نظرات راكان، في طريقته، وفي مشاعرها المتلخبطة بين خوف وارتباك ودفء غريب بتحسه ناحيته رغم كل اللي عمله.
أغمضت عينيها ببطء وغرقت في النوم.
أما راكان، فكان قاعد على طرف السرير، ماسك صورة قديمة لأمه بين إيديه، وقال بصوت واطي:
— هجيبك ي امي اريحك ف حياتك الباقيه
وبعدها نام وهو لسه ماسك الصورة.
•••
تاني يوم الصبح، الشمس كانت داخلة من الشباك تدفي المكان.

 

 

هاجر صحيت، وقفت قدام المراية وهي بتلبس فستانها اللي اشترته امبارح، شعرها نازل على كتفها بشكل بسيط لكنه أنيق.
في الناحية التانية، راكان كان بيظبط رابطة الكرافته قدام المراية، وابتسامة خفيفة مرسومة على وشه، يمكن لأنه هيشوفها النهارده بشكل مختلف.
خلص تجهيزاته واتجه ناحية أوضتها، أول ما فتح الباب اتسحر بجمالها…
شعرها كان نازل على كتفها بنعومة، وعيونها مرسومة بهدوء يخطف الأنفاس، وكل تفصيلة فيها كانت تبهره.
وقف لحظة مش قادر يبعد نظره عنها، ووشه اتغير، النظرة اللي بين الإعجاب والدهشة سابته من غير كلام.
هي اتوترت من نظراته، حاولت تخبي ارتباكها وقالت بجفاء خفيف:
— يلا عشان منتأخرش.
هو ابتسم ابتسامة خفيفة وقال بهدوء:
— تمام… يلا بينا.
عدّت من جنبه بسرعة، وريح عطرها لمسته، فتنفس بعمق وكأنه بيحاول يلم نفسه، ونزل وراها بخطوات بطيئة.
ركبوا العربية، الجو كان ساكت، مفيش صوت غير أنفاسهم والمزيكا الخفيفة اللي شغالة في الخلفية، وكل واحد فيهم غرق في تفكيره.
قطع الصمت صوت راكان وهو بيغمز بمغازلة خفيفة:
— شكلك تحفة.
هاجر اتوترت وبصت من شباك العربية بسرعة، وردت بخفة:
— شكراً.
سكتت شويه، وبعد لحظة ضحكت بخجل وأضافت:
— وانت برضه شكلك حلو.
راكان ابتسم ابتسامة هادية، عيونه عليها وهي بتحاول تخبي خجلها، وكأن الجو كله اتملأ بمشاعر بسيطة ولطيفة بينهما، رغم كل اللي حصل قبل كد
وصلوا شقة عبدالرحمن.
راكان بدأ يسلم عليه بحرارة، وهاجر سلمت على ياسمين بابتسامة هادية.
ياسمين كانت لابسة فستان رقيق باللون الوردي، وشعرها ملموم على شكل كعكة بسيطة، تضيف ليها لمسة أنيقة وناعمة.
قالت ياسمين بابتسامة مهذبة:
— اتشرفت بمعرفتك.
هاجر ردت وهي مبتسمة:
— أنا أكتر.
بعدين وجهت ياسمين كلامها لراكان وقالت:
— نورت يا مستر راكان.
راكان ابتسم بخفة وقال:

 

 

— دا بنوركوا.
الجو كان مليان توتر لطيف وحماس بسيط، وكل واحد فيهم بيلاحظ جمال وروعة الآخر بدون ما يقول كلمة زيادة.
المكان كان هادي وبسيط، بس كله مرتب بعناية عشان يوم كتب الكتاب.
راكان وهاجر قاعدين جنب بعض، وعيونه كل شوية تتلاقى مع بعضهم، مشاعرهم مختلطة بين توتر وحب وخوف من الماضي اللي لسه موجود.
المأذون قاعد قدامهم، بيجهز الأوراق وبيشرح خطوات كتابة الكتاب، وكل كلمة منه كانت رسمية لكنها بسيطة.
الجو كله كان مركز على اللحظة، كل واحد فيهم عايز اليوم ده يعدي بسلاسة، وهما اللي هيكونوا شهود على أهم خطوة في حياة ياسمين وعبدالرحمن.
بدأ المأذون يقرأ الأوراق، ويشرح لكل طرف إيه المطلوب: توقيع على العقد، وعد بالالتزام، وكل التفاصيل الرسمية اللي بتخلي اليوم ده قانوني.
ياسمين كانت واقفة جنب عبدالرحمن، وشويّة توتر في عيونها لكنها مسكت إيده بثقة، عشان تحس بالأمان.
عبدالرحمن ابتسم لها وراح يمسح خجلها بخفة:
— هيعدي يومنا ده على خير، ما تقلقيش.
راكان وهاجر واقفين جنبهم كشهود، عيونهما على كل حركة وتفصيلة، وقلوبهم مليانة مشاعر مختلطة… فرحة لياسمين وعبدالرحمن، وحزن وحنين وحب صامت بينهم هما الاتنين.
لما جه وقت التوقيع، ياسمين وقفت مع ورقة الكتاب، وأمسكت القلم، وكتبته بتوتر وخفة، وبعدها
عبدالرحمن كتب باسمه، وعينيهم التقت بسرعة… ابتسامة صغيرة بينهم، كأنهم شاركوا لحظة خاصة رغم كل الرسميات.
المأذون ابتسم وقال:
— ألف مبروك… عقد الكتاب تم، ربنا يسعدكم جميعاً ويرزقكم بالذريه.
راكان اتنهد بصمت، وبص لهاجر بعينيه، وكأنها فهمت كل اللي في قلبه… وهاجر اكتفت بابتسامة هادية، عارفه إن اللحظة دي كبرت المشاعر بينهم شوية.
راكان حضن عبدالرحمن بخفة وقال:
— مبروك يا صاحبي.
عبدالرحمن ضحك بحب ورد:
— الله يبارك فيك يا معلم.
هاجر قربت لياسمين وحضنتها بخفة، وقالت بابتسامة:
— ألف مبروك.
ياسمين ردت بابتسامة مشرقة:
— الله يبارك فيكي… وشكلك ما شاء الله تحفة.
ثم خفضت صوتها شويه وقالت وعيونها مليانة إعجاب:
— إنتوا الاتنين لايقين على بعض فعلاً.
هاجر ابتسمت لها بتوتر وهي بتفكر ف كلامها
أما عبدالرحمن قرب من راكان وقال بهدوء:
— عملت إيه في موضوع مامتك؟
راكان تنهد وقال:
— والله يا عبدالرحمن بحاول أمشي في إجراءات خروجها، بس المشكلة إن ملفها باسم واحدة تانية، فالموضوع صعب عليا شويه.
عبدالرحمن ابتسم وطمّنه:
— خلاص يا عم، ولا يهمك… أنا هخلصلك كل الليلة دي.
راكان اتفاجأ وقال:

 

 

— بجد؟
عبدالرحمن ضحك وقال:
— آه، اعتبره مأضي.
راكان ابتسم وهو حاسس بالامتنان وقال:
— تسلم يا حبيب أخوك.
راكان غمز لعبدالرحمن وقال:
— نسيبك أنت بقى والعروسة ونتكل على الله.
عبدالرحمن ضحك وقال:
— يعم، خليك شويه.
راكان ضحك بدوره:
— يسطا، باين في عينك إنك هتموت ونمشي عشان تاخد راحتك.
ضحك عبدالرحمن على كلامه بخفة.
بعدها راكان وجه كلامه لهاجر:
— يلا عشان هنمشي.
هاجر هزت له رأسها، وسلمت على ياسمين.
ياسمين بابتسامة لطيفة:
— عايزين نبقى نشوفك تاني.
هاجر ابتسمت وقالت:
— إن شاء الله، أكيد لينا لقاء تاني.
مشيوا، ومفاضلش غير عبدالرحمن وياسمين.
ياسمين كانت ماشية ساكتة، عينيها لارض ويديها مشغولة بين بعضها، قلبها بيدق بسرعة وكأنها عايزة تختفي عن العالم كله. الخجل مسيطر عليها، ومش عارفة تقول ولا تعمل أي حاجة.
عبدالرحمن قرب منها بخفة، رفع دقنها عشان تبصله في عينيه، وعيونه مليانة دفء وطمأنينة. قلبه كان بيرتعش شوية من الإحساس اللي جواه، بس صوته كان ثابت وهو بيقول:
— دا أحلى يوم في حياتي بعد جوازنا… متقلقيش من ابن عمك ولا من أي حد تاني.
ياسمين حسّت بسكينة غريبة ماشية جوه صدرها، وابتسامة خفيفة ظهرت على وشها، رغم خجلها.
سحب إيدها بلطف، وخلاها تقعد على رجله، كأنها جزء منه والدفء بينهم ملموس. عيونه كانت بتحكي كل اللي مش قادر يقوله لسانه، مليانة حب وحنية واطمئنان.
بدأ يمسح بخفة على شعرها بحنان، وكل حركة منه كانت بتوصلها رسالة: “أنا موجود، ومش هسيبك”.
ياسمين حسّت بالأمان والدفء بيملأ قلبها، وكأن كل خوفها وقلقها اللي كان جوه قلبها بدأ يهدأ. رست برأسها على كتفه بهدوء.
عبدالرحمن حس إن ياسمين محتاجة تسمع كلماته، فبدأ بصوت واطي مليان حنية:
— ياسمين… أنا فعلاً بحبك. مش عايزك تشكي في أي لحظة من حياتك، مش هسيبك وحدك.
ياسمين رفعت وشها على كتفه شوية، عيونها لسه فيها توتر لكنها حاولت تطمنه:
— أنا… أنا كمان بحس بحاجة ليك، بس خايفة… خايفة من اللي ممكن يحصل.
ابتسم لها بخفة، ويده متمسكة بإيدها:
— متخافيش… أنا هنا، ومعايا هتحسي بالأمان دايمًا.
قعدوا كده شوية، الصمت المرة دي كان مليان حب وكلام مش محتاج يتقال، بس كل لمسة، كل نظرة، كل حركة كانت بتوصل لهم شعورهم لبعضهم أكتر من أي كلام.
ياسمين بدأت تهدأ شوية، ودفء حضنه خلاها تحس إن الدنيا ممكن تكون أحسن، حتى بعد كل اللي حصل.
عند راكان وهاجر
راكان اقترح انهم يتغدوا برا وهي وافقت على مضدد
قعدوا في المطعم، الطاولة الصغيرة اللي بينهم كانت شاهد صامت على كل حاجة متقالتش.
الجو حواليهم هادي، بس بين عيونهم كان في دوشة مشاعر مكتومة.
راكان وهو بيقلب المنيو، بصّ لها وقال بنبرة هادية:
— تحبي تطلبي إيه؟
هاجر ردّت وهي مش رافعة عينيها عنه:
— أي حاجة.
ابتسم بخفة وقال:
— خلاص، أنا هطلبلك على ذوقي.
فضل يبصّ لها وهي ساكتة، حركاتها بسيطة بس كانت تشغله أكتر من أي كلام.
شعرها النازل على كتفها، نبرة صوتها الهادية اللي فيها وجع خفي، كل حاجة فيها كانت بتفكره ليه وقع فيها من الأول.
بعد لحظات صمت، قال وهو بيحاول يكون صوته طبيعي:
— على فكرة، اللون اللي لابساه النهارده لايق عليكي جدًا.
هاجر رفعت عينيها له بسرعة، نظرة فيها استغراب وشيء بسيط من الارتباك، وقالت ببرود متعمّد:
— شكرًا.
ضحك بخفة وقال:
— انتي دايمًا بتحاولي تبيني إنك مش مهتمة، بس عيونك بتكذبك.
هاجر رجّعت نظرها بعيد وقالت بنبرة متماسكة:
— مفيش حاجة أفضحها يا راكان. إحنا جينا هنا نتغدى ونرجع، مش أكتر.
سكت، بس ملامحه كانت بتحكي عكس سكوته.
كان بيبصلها كأنه بيحاول يحفظ كل تفصيلة منها، يمكن عشان جواه خوف إنها في لحظة تختفي من حياته تاني.
دخل الجرسون وبدأ يحط الأكل قدامهم.
الصمت كان سيد الموقف، حتى صوت الكاسات وهي بتتخبط خفيف ببعض كان مسموع وسط الجو الهادّي.
هاجر كانت غارقة في أفكارها، بتبص في الطبق قدامها من غير ما تاكل.
وفجأة، رفعت راسها وقالت بصوت واطي لكنه مليان ثقل:
— أنا فكّرت.
رفع راكان عينه ليها، حاجبه اتعلا شوية وقال بهدوء:
— فكرتي في إيه؟

 

 

سكتت ثواني، خدت نفس خفيف، وقالت وهي بتبصله في عينه للحظة قبل ما تبص بعيد:
— فكرت في مشاعري من ناحيتك.
الوقت وقف لحظة، وكأن الهوى نفسه نحبس في صدره.
فضل ساكت مستني تكمل، نظراته متعلقة بيها كأنه بيخاف الكلمة الجاية تهده أو تبني فيه أمل جديد.
هاجر كملت بنبرة فيها تردد:
— كنت فاكرة إني خلاص… إنك وجعتني كفاية تخلي قلبي يقفل… بس لما فكرت، اكتشفت إني لسه…
سكتت، مكمّلتش، كأن الكلمة الأخيرة مش قادرة تطلع، كأنها تقيلة أوي على لسانها.
راكان قال بهدوء وهو بيحاول يخفي الرجفة في صوته:
— لسه إيه يا هاجر؟
هاجر بصت له بهدوء، ملامحها فيها مزيج من الحزن والحسم:
— إن لسه في مشاعر من ناحيتك، بس أنا مستعدة أدوس عليها لو اللي قدامي مصدر وجع أو أذى ليا.
راكان بسرعة وبصوت متوتر:
— وانا والله عمري م هكون مصدر وجع ليكي ولا أذى، يا هاجر.
هاجر ردّت ببرود واضح:
— هنشوف.
سكتت شوية، خدت نفس وقالت:
— أنا ليا شوية طلبات.
راكان قرب منها شوية وقال باهتمام حقيقي:
— قولي، أنا سامعك.
هاجر:
— أول طلب… إنك تروح لثيرابيست.
اتجمد مكانه، وبص لها باستغراب وصوته عالي شوية:
— أتعالج؟ أنا مش مجنون يا هاجر!
هاجر رفعت حاجبها وقالت بنبرة هادية بس فيها وجع:
— أنا مقصدش كده، وبعدين ما أنا كنت بتعالج برضه، ولا تقصد إن أنا كمان مجنونة؟
راكان بسرعة وهو بيحاول يلحق الموقف:
— لا طبعًا، لا… مقصدش كده خالص. بس أنا فعلاً مش حاسس إن عندي حاجة محتاجة علاج.
هاجر نظرت له نظرة عميقة وقالت بنبرة فيها صدق:
— المشكلة إنك مش حاسس، مش إن مفيش حاجة.
هاجر بصتله بنظرة فيها وجع وهدوء في نفس الوقت وقالت:
— عندك يا راكان… وجع كبير مستخبيه جواك ومش راضي تعترف بيه، وده أخطر من أي جنون.
اتنهدت وكملت بنبرة فيها حزم:
— انت محتاج تتكلم، محتاج تطلع اللي جواك بدل ما تفضل تدفن في نفسك لحد ما توجع كل اللي حواليك من غير قصد.
راكان كان ساكت، عيونه اتحركت يمين وشمال كأنه بيحاول يهرب من كلامها، بس كلامها كان داخل جوه قلبه زي سهم هادي بس مؤلم.
مسك الكوباية اللي قدامه، لفها بين إيديه وقال بصوت واطي:
— انتي شايفاني وحش للدرجة دي؟
هاجر ردّت بهدوء:
— لا… أنا شايفاك إنسان تايه ومحتاج يلاقي نفسه تاني.
سكتت لحظة، وبصت له بعينين فيها صدق وقالت:
— وأنا ممكن أكون جنبك في ده… بس مش قبل ما تبدأ تساعد نفسك.
فضل يبصلها، صوته اتكسر وهو بيقول:
— يعني لو عملت اللي بتقولي عليه… ممكن تسامحيني؟
هاجر بتنهيدة خفيفة:
— سامحك؟ يمكن… بس الأهم إنك تكون صادق معايه ومع نفسك.
راكان بصوت هادي فيه رجاء: في طلب تاني يا هاجر؟
هاجر ببساطة لكنها مصممة:
_ أيوه، تودّيني أقعد مع بابا.
راكان بلهفة اتكسرت في عينيه:
_ هاجر… أنا مش هقدر أعيش من غيرك.
هاجر وهي تبصله بثبات:
_اسمعني للآخر، أنا هروح أقعد مع بابا، ولو فعلًا بتحبني ونيّتك صافية، تيجي تطلب إيدي منه رسمي.
راكان بتوتر باين في نبرته:
_طب وافرَضي رفض؟ خصوصًا وأنا ابن جوز نيهال؟
هاجر بهدوء وثقة:
_ مظنش إنه هيرفض عشان كده، بس حتى لو رفض… لما يشوف في عيونك حب حقيقي وإصرار، ويشوفني راضية، عمره ما هيقف قدام سعادتي.
يتبععع

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *