روايات

رواية عائلة الشناوي الفصل الثاني عشر 12 بقلم مصطفى محسن

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية عائلة الشناوي الفصل الثاني عشر 12 بقلم مصطفى محسن

 

 

البارت الثاني عشر

 

 

الراجل اللي لافف الشال الأسود بدأ يشيله عن وشه بهدوء.

قلب عادل وقع في رجليه. اللي واقف قصاده كان شبهه بالظبط — نفس الملامح، نفس النظرة، بس في العيون حاجة غريبة.

النسخة دي بصت له بعينين شرسة وقالت بصوت واطي لكن مرعب:
ـ «ما تخافش مني يا عادل…»

عادل اتراجع خطوتين لورا، وكان بياخد نفسه متقطع. قال: «إنت… إنت مين؟! جِن؟ ولا إنس؟»

الراجل ابتسم وقال:
ـ «آه… أنا جِن. بس مش أي جِن. أنا خادم بيت الشناوي، حامي العيلة من زمان قوي.»

عادل واقف مش فاهم: «إزاي يعني حامي وإنت شايف أمي كل يوم بتتعب أكتر من اليوم اللي قبله؟»

الجن اقرب من عادل، ومد إيده ناحية قلبه كأنه بيطمنه وقاله:
ـ «أنا مش هقدر أدخل في كل حاجة… لكن أنقَذتك قبل كده كتير، وأنقَذت أمك قبل كده أكتر. لو ماكنتش أنا موجود كان في حاجات كتير كانت هتحصل. أنا مربوط بالبيت وبعيلتكم من مئات السنين.»

الكلام نزل على دماغ عادل زي ميّة ساقعة.

 

 

 

الجِن قال:
ـ «ما تخافش… أنا مش جاي أؤذيك. أنا جاي أحميك. بس في أسرار في الأرض دي أكبر مننا كلنا.» وبعدها مد إيده في الهوا واختفى.

عادل وقع على السرير، وبياخد نفسه بسرعة. قال: «ده حلم؟ ولا حقيقي؟ أنا خلاص عقلي مش قادر يستوعب اى حاجة.»

الباب خبط. عادل قال: «مين؟» أمه دخلت بهدوء، وشها باين عليه القلق رغم الابتسامة، وقالت:
ـ «مالك يا ابني؟ شكلك متغيّر ليه؟»

عادل بص لها وقال: «ولا حاجة يا امى… أنا بس قلقان عليكي.»

أمه ردت بنبرة فيها حنية: «أنا كويسة، ما تشيلش همّي.» وقامت تحضّر الأكل وخرجت برا الأوضة.

عادل ما كانش لسه لاحق ياخد نفسه، الجن ظهر تاني قدامه، المرة دي من غير شال. ملامحه أوضح — نفس نسخة عادل — وقاله:
ـ «لو لسه خايف ومش مصدقني… ادخل أوضة جدك الشناوي. هناك هتلاقي السر كله.»
الكلام كان قصير واختفى.

عادل ما استناش. طلع فوق وفتح باب أوضة جده؛ ريحة قديمة وغبار مالين المكان.

وهو بيدوّر، في الدولاب سمع نفس صوت الجن لكن المرادى مكنش ظاهر كان صوته بس وقاله: «دور تحت السرير يا عادل.»

عادل ركع وبص تحت السرير ولقى صندوق خشب قديم عليه سبحة قديمة. سحبها وفتح الصندوق بإيد مرتعشة، لاقى أوراق قديمة مكتوبة بخط مش مفهوم، ورموز غريبة.

صوت الجن رجع تانى وقاله: «طلع كل الورق اللي جوا الصندوق.»

فجأة باب الصندوق اتقفل بقوة، واللمبة الأوضة انطفت.وسمعت صوت زحف جاى من تحت السرير مش باين غير عينين حمرا ولف حوالين عادل. عادل حس إن حد ماسكه من رجله، وبصوت غريب قال: «ما تخرجش الورق…»

في نفس اللحظة الباب خبط والنور رجع وصوت اختفى. أمه دخلت وقالت له: «بتعمل إيه هنا يا عادل؟»

عادل قالها وهو باين عليه علامات الرعب: «بشوف… أوراق البيت.»

أمه قالته: «إنت وشك مخطوف كدة ليه؟»

عادل بصوت مهزوز قالها: «ما فيش حاجة، متقلقيش.»

 

 

أمه قالته: «عاوز اوراق البيت ليه؟»

عادل قالها: «عشان هنبيعه وهنروح القاهرة أنا وإنتِى.»

أمه قاطعته بعينين فيها قوة وقالت: «البيت ده أصلنا وجدرنا. مش هيتباع مهما حصل.»

عادل حس بلخبطة ما بين خوف وراحة. حط الصندوق تحت السرير، وقال لأمه: «متخافيش يا امى، مش هبيع البيت، ولو هيحصل إيه…» وخرجوا هو وأمه برا الأوضة.

في نفس الوقت، الجن ظهر عند الشيخ إبراهيم. إبراهيم بصله بغضب وقاله: «فين اللي وعدتني بيه؟!»

الجن رد وهو مكسور: «كنت خلاص هخلصك من عادل، بس أم عادل منعتني.»

إبراهيم زعق وقاله: «إزاي؟! ده أنا علمتك كل اللي انت عايزه!»

الجن هز راسه وقال: «متخافش… قريب هخلصك منه.» وبعدها اختفى.

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x