رواية ظلمات ال نعمان الفصل السادس 6 بقلم لادو غيم
رواية ظلمات ال نعمان الفصل السادس 6 بقلم لادو غيم
البارت السادس
بـحجرة نومهم تـقف أمام المرأة تنظر إلى ثوب زفافها الأبيض الذي أستعارته من «داليدا» فقد كانَ ثوباً حريرياً فضفاض يـخفئ معالم جسدها و يعتليه حجابها بذات الون فكانت على حده من الجمال الهادئ’
«هتفضلي متنحه قدام المرايه كدا كتير’! ايه مفكره نفسك عروسه بجد و إلا الهانم بتفتكر أفرحها السابقه’؟
هكذا هتفَ بـجحود أثناء ربطه لرابط حذائه و هو جالس علي الفراش’فـلتفتت له و باتت الدموع ظاهره بسودويتها حينما قالت بـحزناً ملموس:
الجوزات اللى بتتكلم عنها دى عامله زى الكابوس الأسود فى حياتى’؟ أنا عمرى ما وافقت على أى جوازه منهم كنت بتغصب عليهم’أنا عارفه أنك مش مصدقنى و إلا حتى هتصدقنى بس بلاش بالله عليك تفتح في القديم أنا مش قادره أستحمل أي كلام وحش منك أنا فيا اللي مكفينى’!
القديم دا بقا بصمة عار ملازمه مستقبلي’
أنتفض من مجلسه بحنقاً متحدثاً:
أنتِ مفكرانى بتجوزك دلوقتي بمزاجى لاء للأسف غصبن عنى عارفه ليه لأنك خلاص وسختى أسمى و اللي حصل حصل’! و فكرت إنى أسيبك تمشي و أنسا اللي حصل صعبه أوى’
أنتِ النقطه السودا فى ملف حياتى و للأسف النقطه دي مبتتمسحش لا بطلاق و إلا ببعد و الا بنسيان لأنى مهما حاولت الناس هتفضل فاكره و عارفه أنك دخلتى حياتى و الغلطه الوحيده اللي عملتها أنى فكرت أتجوزك عشان أساعدك’؟
«دهسة ما تبقا من كرامتها فدافعت عن كيانها المحطم بـحنقاً متبادل:
أنتَ أتجوزتنى عشان نفسك عشان الأنتخابات يا «خليل بيه» بلاش تعمل فيها مضحى و بطل لأننا عارفين كويس سبب جوازك منى و لوله الأنتخابات و خوفك من المترشحين قدامك لا يعرفوا بحوار الڤيديو و اسمك يتوسخ مكنتش أتجوزتنى !
حتى دلوقتي لما قررت تتجوزنى تانى بعد ما عرفت الحقيقه بتعمل كدا عشان نفسك عشان مصلحتك’خايف لا أسيبك و أمشي و أرجع لأخويا فيقوم مستغل اللي حصل و يدبسك فى مصيبه جديده عشان كدا عاوز تتجوزنى تانى عشان تضمن نجاحك مش أكتر من كدا’؟
ما ذلك العبث التى تفوهت به هذا ما قاله عقله بتلك الحظه قبل أن ينطق لسانه بنزعاج:
لو كان في جزء من كلامك صح فالجزء التانى مبيدلش غير علي جهلك و قلة وعيك’و أخوكى دا اللي بتتكلمى عنه يمين بالله أقدر أحطه في السجن و مفيش قوة تقدر تخرجه مهما عمل’؟ متفكريش أنكم ماسكين عليا ذلة لويه دراعى لاء أنا لو بتجوزك تانى فعشان طول مانتِ على زمتى هقدر أخد حقى منك و أكسر اللي فاضل فيكى’! جوازى منك عقاب ليا الحد لما أشوف هعرف أزى أخلص من النقطه السودا اللي رسمتيها في حياتى’
القى ببعض الحقيقه بوجهها من ثم أتجها ليكمل طلته بينما هى فجلست علي حافة الفراش تصارع أحزانها بدموعاً عبرة عن مأساتها
ـــــــــــــــــ”
مـرا الوقت و أذنة العشاء و عاده «سلطان» إلى الحاره يعتلى مقعده علي قهوته’فـلفت أنتباهه أحد. الشباب الجالسين يتطلع للأعلى ببتسامة شهوائيه أدركها فـوراً’فـرفع رأسه ليرا على ما ينظر فاذا بمقلتيه تراها تقف أمام شـرفة نومها بـقميص نوماً أسود و شعرها الغجري منسدل كادا يصل إلى منعطف ظهرها’
فـغض بصره علي الفور و نهضا بـختناق إلى ذاك الشاب قائلاً:
ما تنزل عينك بدل ما خزء هوملك يا حنين’؟
نـهضا الشاب بـرتباك:
فى إيه بس يا ريس«سلطان»
«سلطان بحنق»
فى قلة أدب تحب تاخد’! بقولك ايه يلا قسماً بدين الله لو لمحتك قاعد علي قهوتى تانى أو عينك بتلف و لو بالصدفه نحية بيتى هكون مسففك تراب الحاره’! ياله يلا من هنا’!
لم يتناقش الشاب بل أستكفي بالذهاب’بينما هـو فـتجها لمنزله’و فـور وصوله لشقتها طرق الباب بـقوة فاتاه صوتها المزعور:
وااه مين اللي بيدبدب اكده’! چايه يلي ع الباب’
فتحت الباب بعد دقيقه مرتديه عبائتها و برقع عيناها التى وقعت علي طلته الغاضبه فقالت بـستغراب:
مالك يا «سلطان» مضايج أكده ليه حصول حاچه و إلا إيه’!
«سلطان بـحنق»
فيه مياصه وقلة أدب’أنتِ واقفه ورا الشباك بقميص نوم و عماله تتمخطري يمين و شمال و الرجاله تحت عينيهم أتحولة معاكِ’
برقت مقلتيها بـدهشه:
نهار أسود الرچاله بتتفرچ عليا يا فضيحتك يا «سمرا» بـجولك ايه أوعا تكون اتفرچت معاهم’!
ضرب كفتيه بغيظ:
هو ماتش كوره هانتقسموه سوا ‘!«سمرا» مطلعيش
مـيـ تين أهلى أنا على أخرى’!
زارة البسمة شفتاها فقد راق لها غضبه فقالت:
معاش و إلا كان اللى يضايجك يا «سلطان» بس جولى أنتَ بتغير عليا و إلا ايه’؟
أغير إيه و نيل إيه أنتِ ايه مفيش مخ خالص’! من الأخر كدا الشباك ميتفتحش تانى و لو حصل عكس اللي بقوله قسماً بدين الله هجيب صنايعى يمسمر كل الشبابيك و أخلي هالك ضلمه’! مش علي أخر الزمن الناس هتقول عليا عره و حريمى بقت فرجه للخلق’!
تحدثت بأعجاب:
خلاص متبجاش حمجى جوى أكده اللى تأمر بيه لو علي الشباك مش هيتفتح تانى’؟ تأمر بحاچه تانيه’!
قطب حاجبيه بـستسلاماً منها بقولاً:
عليكِ كمية برود أعصاب تحرق الدم’!أدخلى ياله أقفلى الزفت و نامى’؟
حركت رأسها بـقبولاً لأوامره و أغلقت الباب فـتنهدا بقولاً:
أنا بليت نفسي بمصيبه والله
ــــــــــــــــ”
بـقصر النعمان’بـعد كتب الكتاب بدقائق أقتحم «سليم» مكتب «خليل» قائلاً بـذهولاً:
سمعت «برهان» بيقول أيه على مراتك فى أول تصريح ليه بعد ما خرج’الكلام اللي بيقوله دا حقيقي يا «خليل»؟!
ــــــــــــــ”يتبع
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية ظلمات ال نعمان)