رواية نبض من غربة الفصل الثاني 2 بقلم دعاء دفيع
رواية نبض من غربة الفصل الثاني 2 بقلم دعاء دفيع
البارت الثاني
صوت صريخ عالي هز العمارة، صوت بنت بتستغيث من الدور اللي تحت شقة آدم.
ياسمين وهي بتفتح عيونها بخوف:
– يا ساتر يا رب! هاد صوت شمس، صح؟
آدم اتجه بسرعة ناحية الباب، قلبه بيرفرف من القلق، وطلع يجري على السلالم، لقى الجيران واقفين في الرُدهة، متجمعين، بس محدش قادر يقرّب.
بدأ يخبط على الباب بقوة، وصوت الصراخ لسه شغال.
أم آدم من فوق وهي بتصرخ:
– يا ابني خلّيك بحالك، إحنا ما بدنا مشاكل مع الناس!
آدم بعصبية وهو بيكمل يخبط:
– كيف يعني يا أمي؟ البنت عم تصرخ من وجعها وأنا أضل ساكت؟!
بدأ يضرب الباب بجسمه بكل قوته لحد ما انكسر، ودخل متصدم من المشهد.
شمس مربوطة على كرسي، ونادر ماسك حزام ونازل فيها جلد كأنه بياخد حق دم، والطفلين متكورين في الركن، بيرتعشوا ويبكوا بخوف.
آدم وهو بيزقه بعنف:
– شو بتعمل يا مجنون؟!
نادر حاول يهجم عليه، بس آدم مسكه ولكمه مرتين بقوة لحد ما وقع على الأرض.
فكّ الحبل عن شمس وقال لياسمين اللي كانت وراه:
– خُديها عالبيت عندنا بسرعة!
نزل آدم بسرعة الصيدلية واشترى أدوية ومرهم، ولما رجع، دخل وهو ماسك الشنطة.
ياسمين بصوت متوتر:
– هو دا جوزك؟ وليه بيعمل فيكِ هيك؟
شمس سكتت ومردتش.
آدم بلهجة حزينة وهو بيحاول يسيطر على نفسه:
– ياسمين، مش وقت كلام… هاي الأدوية، خُدي وادهني إلها على آثار الضرب.
دخلت ياسمين معاها الأوضة، بدأت تداويها بهدوء.
رن الجرس، فتح آدم الباب، لقى الطفلين واقفين وعيونهم حمرا من البكا.
مصطفى وهو بيعيط:
– ماما شمس عندكم؟
آدم انحنى وهو بيمد إيده:
– تعال حبيبي، لا تخاف، الكل بخير.
ضمّهم الاتنين بحنية، ويوسف قال بصوت طفولي مرتجف:
– يا عمّو، خلينا عندك، خالي نادر شرير… ومرة كان هيدبحها بالسكين!
آدم عيونه اتسعت من الصدمة:
– شو؟ ليه بده يعمل هيك؟
مصطفى: علشان بياخد كل الفلوس اللي معانا، وهي مش عايزة تديله… بيقول عليها بخيلة، بس هو بيصرفها على حاجات حرام.
آدم فهم وقتها الحقيقة: نادر مدمن، ومجنون كمان.
قال بهدوء:
– تعالوا، مامتكم جوّا، بدها تشوفكم.
دخلوا عليها، أول ما شافوها ركضوا وباسوا راسها، وهي ضمتهم بحنان ودموعها نازلة.
رن الجرس من جديد، فتح آدم الباب، لقى ضابط واقف.
الضابط:
– الأستاذ آدم المقدسي؟ حضرتك مطلوب في القسم، بتهمة الهجوم والاعتداء على جارك نادر.
ياسمين طلعت بخضة، وشمس وقفت مصدومة، وهم بياخدوه.
—
في القسم:
آدم:
– يا حضرة الضابط، أنا ما اعتديت على حدا، أنا بس سمعت صراخ وكسرت الباب لأنقذها.
الضابط:
– بس الكاميرات بتقول إنك هجمت، والراجل وشه بيتكلم بيقول إن ايدك رشقت فيه.
آدم بحماس:
– يعني بدكوا تحاكموني لأني حاولت أنقذ إنسانة؟!
الضابط:
– الكلام دا صحيح يا شمس؟
بصّ نادر لها بنظرة تهديد واضحة.
شمس وهي بتبلع ريقها وصوتها بيرتعش:
– لا… الأستاذ آدم دخل عندنا من غير إذن، وماكانش في حاجة.
يتبع
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية نبض من غربة)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)