رواية صرخة الإنتقام الفصل الأول 1 بقلم نور كارم
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية صرخة الإنتقام الفصل الأول 1 بقلم نور كارم
البارت الأول
ماشي يا حبيبي مستنياك بليل!!
قالتها وهي بتبتسم بحب، تحاوط عنقه بدلال، مال عليها يقبّل شفايفها وقال بحب:
-مـاشي يا حبيبتي، هحاول متأخرش!!
بس في حاجة، هستناك بليل، وهنسألك اللي عملته إمبارح بس بشرط!!!
قالتها بحزم وهي تضع سبابتها أمام عينه، لتُكمل بنبرة حادة زائفة:
تجيبلي حاجة حلوة وإنتَ جاي!!!
أبتسم بحب ومال وقبّل شفايفها المتفرقة بعمق وكأنه بيتنفسها، ورجع قال بحب قبل أن يرحل من أمامها:
– أشطـا.. أحلـى حاجة حلوة لأحلى زوجة في الدنيا كلها!!!
حبيب قلبها إنتَ!!
قالتها بحب أكبر قبل أن تعانقه ويرحل من أمامها. نظرت إلى طيفه بحب كبير وتنهدت تنهيدة عميقة وهي تبتسم، ثم أغلقت الباب من خلفه!
على الأكيد بأن علامات الاستفهام تطايرت من حولكم الآن، لكن!!!!!!!
كل ده حصل قبل ما أجري على تليفوني بعد ما أفتكرته نسي حاجة، بس الصدمة جتلي لما لقيت رسالة وصور بتقول:
جـوزك بيخونك يا مدام ليليان!!!!
خدت الصدمة وإيدي بترتعش بهستيريا وكأن العالم قد وقف في لاحظتها!!! حطيت إيدي على قلبي وأنا بنفي بهستيريا إنه مستحيل يعمل كده!! بس إزاي ده!!!؟ ده مبعوتلي صور ليه مع عشيقته.. ولو وريتها لحد الكل هيقولي عادي يعني،وفيها إيه؟! ممكن تكون مجرد صور Ai!!! حتى أنا افتكرت كده.
بس كل ظنوني أتكدبت لما لقيت رسالة تاني من نفس الرقم بتقولي:
– ده عنوان في مكان *****!!!! هتلاقي جوزك هناك ومعاه عشيقته!!!
قبل ما أكمل الرسالة كنت بجري على أوضتي بلبس بسرعة عشان ألحق وأشوف إذا كان كدب ولا صدق معرفش أنا خلصت أزي ولا لبست إيه حتى دموعي منهاره وقلبي بيتعصر من كتر الخوف ورفم الصور ورغم الادله اللي جاتلي كُنت لسه بتمني أن كل ده يطلع مجرد كابوس!!!!!!!
لكن فجأة اتسحبت أنفاسي وكأن الزمن وقف في اللحظة دي!!!! وأنا شايفة جوزي وحبيب عمري بيخوني مع واحدة تانية!!!! لاء ومش بس كده، ده بيودعها قدام بيتها زي ما كان بيودعني الصبح، وبيبوسها وبيقولها:
-“أشوفك بعدين”!!
قد إيه راجل خاين فعلاً!!!… إزاي يقدر يخون بالطريقة دي!!؟ إزاي بيمثل مشاعره!!؟ بيمثل العشق وهو كداب!!؟
بقى دي جزاتي؟ بقى دي جزاتي بعد ما وقفت جنبه واتخليت عن أهلي عشانه!؟ بقى دي جزاتي إنه يكسرني ويهدم كل حاجة حلمت بيها وكل حاجة بنيتها معاه!!! ويهدم عشقه في قلبي بالطريقة دي!!! أنا تخيلت الخيانة من أي راجل في العالم إلا هو، لكن هنقول إيه؟ هما دول الرجالة!!!
كنت ناوية أدخل عليه وأضربه بالقلم وأقوله يطلقني، وإنه واحد خاين وميستهلش حبي ولا ثقتي، ولا حتى يستاهل قهرة قلبي والإحساس البشع اللي أنا حاسة بيه دلوقتي!!!
لكن! ماحستش بنفسي غير وأنا بمشي بالعافية، رجليا مش شايلاني من على الأرض.. مش قادرة أواجهه… مش قادرة أشوفه… ومش قادرة أشوف كدبه أكتر من كده في لحظة زي دي!!!
وقعت في نص الطريق وأنا منهارة، مش قادرة أستوعب، حاسة نفسي في حلم وبتمنى أطلع منه لأنه كان زي الكابوس بيخنق، بكدب نفسي وبكدب عيني ولسه بقول انه مستحيل يعملها!!!!
ومع الوجع اللي حسيتُه منه في اليوم ده، وعن العذاب النفسي اللي مريت بيه وأنا شايفاه بيمثل قدامي دور الملاك العاشق، ماحستش غير بنار الأنتقام بتقتل قلبي وتعذب روحي!!! ومن ساعتها ماحستش غير إني عايزة أنتقم من كدبه بطريقة تكشف ألاعيبه القذرة وتوقعه في أشرّ أعماله، لكن لأن الانتقام فن.. فكان لازم نلعب شوية، لأن الانتقام أكلة لازم تتآكل على البارد!!!!!!
• • • • •
وبعد مرور أسبوع من اكتشافي خيانته، كنت حاسة بنار بتكوي قلبي كل ما يقرب مني!!! بس كان لازم أصبّر لحد ما أعرف مين الست دي.
ومن جرأته وعينه الفارغة، جه وعرفني عليها وقالي إنها زوجة شريكه في الشركة “زين الهواري”، راجل أعمال كبير لسه
راجع مصر بعد غياب 18 سنة كان بيأسس فيها نفسه، لحد ما شركته تخطّت حدود أفريقيا كلها، مش مصر بس!!
كان ليه هيبة ووقار غريب، وأول مرة أشوفه في راجل… رغم إنه كان أكبر مني سنًّا، لكن كنت بحسّه أصغر بكتير من سنه. شكله رياضي وجسمه كله هيبة ورجولة، ولا أجدعها شاب في العشرينات.
عرفت إنه اتجوز البنت دي من خمس سنين. ورغم السلطه والمال والجاه اللي حققه، مقدرش يأسس عيلة ولا حتى يجيب أولاد يسندوه لما يكبر!!
اتعرّفت عليهم، وحقيقي كنت مشفقة على “زين بيه”، لأنه مغفّل زيّي بالضبط. فاكر إن مراته ست شريفة… زي ما أنا افتكرت إن جوزي محل ثقة، وإني أقدر أمشي وراه وأنا مغمضة عيني!!
لكن هنقول إيه… اللي نفتكره موسى، طلع فرعون!!!!
كانت واقفة في غرفتها، تُجهّز نفسها للحظة المرتقبة… الضيوف على وشك الوصول، والصدمة التي أعدّتها ستنفجر في وجوههم كقنبلة لن ينجو منها أحد.
التقطت عقدًا من اللؤلؤ، وعلّقته على عنقها المرمري، ليزيده بريقًا وفتنةً تفوق الوصف، ثم لامست وجهها بلمسات خفيفة من المساحيق، فلم تُزدها إلا سحرًا فوق سحرها.
ارتدت فستانًا أسود، يلتصق بجسدها التصاقًا قاتلًا، يُبرز رشاقتها وكأنها سلاحها الأول، ويجعل فتنتها لعنةً تُسقط أعتى الرجال عند قدميها!!
أكملت إطلالتها بحذاء كعبٍ عالٍ، يلتفّ كالثعبان حول كاحلها، كأنه يعلن أن خطواتها القادمة ليست سوى فخّ مرسوم بإتقان. ثم التقطت أحمر شفاه بلون الدم، ولطخت به شفتَيها ببطء، لتتحول ابتسامتها إلى خنجر يذبح كل من يجرؤ على النظر إليها.
حدّقت في المرآة، ارتسمت على ملامحها ابتسامة خالية من المرح، جامدة كأنها وعدٌ بالانتقام، وهمست بصوتٍ يقطر ثقة:
– يلا يا ليليان… وريهم إنتي تقدري تعملي إيه.
لازم كل واحد يعرف قيمته… ويعرف مين اللي قدامه، غصب عن الكل!!!
• • • • •
وبالمساء حضروا الضيوف في بيتها زي ما كانت مستنيّة بالظبط، الجو شكله عادي لكن في عيونها كان في حاجة مستخبية. “زياد” جوزها ما كانش سايبها من عينه لحظة، بيراقبها باستغراب من تصرّفاتها في الأيام الأخيرة. هي ما اتغيّرتش في معاملتها معاه، لسه لطيفة وهادية، لكن هو حاسس جواها بسرّ متخبي، حاجة مش مفهومة… حاجة مش عارف يوصلها!
– بس بيتك حلو اوي يا ليليان هانم!!
قالتها تلك الحربيه التي تدعى بـ “نرمين” وهي تبتسم بهدوء تحتسي من كوب العصير بين أناملها ، لم تحترم حتى بانها بمنزل زوجته بل كان تطالعه بنظرات خبيثه مثلها دونًا ان يلحظ زوجها ولكنني كونت ارقبهم وبشده، تنهدت بعمق وقالت “ليليان” بابتسامه جميله فوق شفايفها:
– بس قولي يا زين بين إي رأي حضرنك في الغدا!!!
– تسلم إيدك يا مدام ليليان، بجد كل حاجة شئ تحفة وفوق الوصف!”
قالها وهو بيرمقها بابتسامة هادئة، عينيه متعلقة بيها بإعجاب واضح ما قدرش يخبيه. لحظة صمت قصيرة مرّت بينهم قبل ما يكمّل كلامه بنبرة صريحة:
– بس اسمحيلي أقولك حاجة… فستان حضرتك النهارده، فعلاً يجنن!”
قهقهت بمرح وهي بتلمح نظرات “زياد” اللي اتحولت لغيرة واضحة في عينيه. كان المعنى باين: هو مش بيكتفي بواحدة بس… ده عايز الاتنين. وهي عامدة قصدها، كانت عايزة تشعل جواه نار الغيرة زي ما هو أشعل فيها من نيران الألم والخذلان. ابتسمت بهدوء ورقّة، وقالت بنبرة فيها ثقة خفيفة:
– دي عيون حضرتك اللي حلوة… وبصراحة، حضرتك كمان شكلك شيك أوي!”
– طب ناكل بقا!!!
قالها زياد ببرود رغم نار الغيره في عينه، لـ تبتسم هي بكر وكأنها تنشفى بما اذقـه لها من خذلان والألمٍ، وقفت في جلستها لـ تتناول كأسٍ فراغٍ من فوق الطاوله وأبتسمت ابتسامه خاليا من المرح وكأنه قنبله موقته تستعد للأنفجار في إي لحظه، أطرقت فوق الكأس بعض طرقات ثم قالت:
– طب يا جماعه في موضوع مهم جداً، ولازم أتكلم فيه قدامك يا زين بيه!!!
بصالها “زين” بأنتباه وهي خذت نفساً عميق وكأنها تستعد للأنفجار الأخير وقالت:
– أنـا دلوقتي عندي خبرين واحد حلو والتاني وحش تحبه أبدءا بأنهي!؟
– خلينا في الحلو!”
قالها زياد بابتسامة واثقة، وما كانش يعرف إن اللي جاي مش هيكون كله فرح. نظرت له “ليليان” للحظة، زفرت تنهيدة طويلة كأنها بتحاول تلمّ جروحها، وبعدين رجّعت نفس الابتسامة… ابتسامة ظاهرها هدوء، لكن باطنها كله وجع ما قدرتش تخفيه. رفعت عينيها ناحيته وقالت بصوت هادي لكن تقيل بالمعنى:
-الخبر الأول… واللي هو فعلًا حلو جدًا… إني أنـا حامــــــل!
اتسعت عينا “زياد” و”نرمين” معًا… لكن كل واحد فيهم كان رد فعله مختلف زياد اتجمّد مكانه بين صدمة وفرحة غامرة مش عارف يخبّيها، أما نرمين فرسمت ابتسامة مصطنعة على شفايفها، رغم الغيرة اللي كانت بتلمع في عينيها وقالت بنبرة زائفة:
-بجد؟ مبروك يا مدام ليليان!”
وقف الآخر من جلستُه بفرحه عارمه حتى انه لم يهتم لتلك المشتعله بالخلف، قرب منها وقام حضانها بعمق وهو بيتنفسها
وقال بحب وهو بيحضانها:
– مبروك يا حبيبتي يتربى في عزك وفي عزي يا رب!
رمقته بنظرة تقطّع القلب، نظرة كلها وجع وكأنها بتسأله من غير كلام: “ليه عملت فينا كده؟”
لكن طبعًا… لأنه أعمى القلب قبل العين، صدّق إن الدموع اللي غرّقت عينيها دي دموع فرحة، فرحة إنها وأخيرًا هتبقى أم!!! أرتسمت على شفايفها ابتسامة زائفة، ابتسامة مكسورة ما غطّتش على نار الألم اللي كانت بتنهش في قلبها. رفعت عينيها ليه من تاني، وقالت بصوت هادي لكنه مليان وجع:
– مش عايز تعرف الخبر التاني… ولا إيه؟”
قالها وهو بيقرب منها بابتسامة مليانة حماس وحب أو على الأقل ده اللي هو حاسه بس في عينيها هي ماكانتش غير ابتسامة زائفة، ابتسامة غريبة ومؤلمة، كأنها سكين بيلف جوّاها:
– حبيبتي دلوقتي أنا مش عايز أسمع أي حاجة… أنا بس عايز أحتفل معاكِ بابننا.”
صوته كان واصلها كأنه بعيد، كأنه مش بيكلمها هي… كأنه بيكلم صورة في خياله هي خدت نفس عميق، النفس كان بيقطع في صدرها كأنه شوك، والدمع بيحرق جوّا عينيها بس ماسكاه بالعافية رسمت أبتسامة زائفة على وشها، أبتسامة مكسورة حتى الشفافة منها ارتجفت، وقالت بصوت هادي لكنه زي السهم:
– لا… معلش يا زياد. ده موضوع مهم جدًا… ولازم الكل هنا يعرفه.”
كان صوتها هادي بس تقيل، مليان غصة ما طلعتش من قلبها من سنين، واللحظة كلها تحولت من فرحة لحاجة شبه حكم الإعدام.
تعجبه جميعاً منها، خصتًا “زين” الذي يسهر بان دخلها غصةً ما ويجب أن تفوه بها لـ يقول:
– الله قولي يا “ليليان هانم” شوقتني أعرف الخبر التاني!؟
– أوي أوي يا زين بيه!
نطقتها بابتسامة باردة، خالية من أي أثر للمرح، وهي توزّع نظراتها ما بين زياد الغادر ونرمين الخائنة.
أخذت نفسًا عميقًا، كأنها بتجمع آخر ما تبقّى من قوتها قبل ما تفجّر القنبلة في وشهم جميعًا. ارتسمت ابتسامة ثانية على ملامحها، ابتسامة زائفة لكنها حادة كالسيف، وقالت بنبرة مشوبة بالمرارة:
– أنا دلوقتي قلتلكم الخبر الحلو يا زين باشا… لكن الخبر الأحلى بقى، إن مراتك الست الشريفة العفيفة… وصديقتي الوفية… على علاقة بجوزي!
تجمّدت الوجوه في مكانها كأن الزمن توقف للحظة، العيون اتسعت بذهول مرعب، وكأن الأرض اتفتحت تحتهم وبلعت كل يقين كان عندهم. ارتجف الهواء في القاعة، والصمت بقى أثقل من الرصاص، حتى النفس بقى يتسحب بصعوبة.
هي وحدها اللي كسرت الجمود بابتسامة متلذذة بطعم الانتقام، ابتسامة باردة فيها نشوة انتصار مُرّ، وقالت بحدة مسمومة:
– ومش بس كده… دول كمان بيخلوك تطلع من بيتك، ويغفلوك ويغفلوني، وجوزي بيجي عندك… والله أعلم بقى بيعملوا إيه!!!
“ليليان، إنتِ اتجننتي؟! إيه الهبل اللي بتقوليه ده؟!”
انفجرت كلماته بصوت جهوري، صرخة أقرب لهذيان المجنون، عروقه نافرة ووشه ملتهب من الغضب، كأنه هيهجم عليها في أي لحظة.
لكنها ما اهتزتش، بالعكس… رفعت راسها ونظرت له بعينين مولّعين، فيها غضب يفوق غضبه بأضعاف، ووجع بيقطع القلب أربًا. ملامحها كانت بتصرخ كره وحسرة في نفس الوقت شفتاها ارتجفت وهي بتحدّق فيه بقسوة، وصوتها خرج حاد زي السكين:
-بقولك… طلقني يا زياد!!!
لأنك طلعت إنسان… قــــــــــذار!!!”
الكلمة الأخيرة دوّت في القاعة كصفعة نار، خلت الجو كله يرتجف معاها
كانت “نرمين” جالسة في مكانها كأن روحها اتسحبت من جسدها، عينيها متسعة ووشها متجمّد، ولا قادرة تتحرك ولا حتى
تنطق… أما “زين” فكان بيطالعها مذهول، صدمة خانقة مخلياه مش قادر يصدّق لا اللي بيسمعه ولا اللي شايفه قدامه!!!!
وسط ده كله هي… ليليان، كانت الوحيدة اللي واقفة، ملامحها ثابتة لكن في عينيها نار ولهيب.
أرتسمت على شفايفها أبتسامة باردة، أبتسامة مُرة، فيها نشوة انتقام بتتلذذ بطعنهم بنفس الألم اللي هي عاشته. أبتسامة ظاهرها قوة، وباطنها وجع مبحر مفيش غير ربنا اللي عارفه رفعت كاسها ببطء، وعيونها بتلف عليهم واحد واحد، وقالت بنبرة قاطعة كأنها بتختم المشهد بختم النهاية:
– أحب أقولكوا بقى يا جماعة… Enjoy ليكم جميعًا!”
الكلمة نزلت عليهم زي سيف، والجو اتقلب نار دخانها بيخنق المكان. الصمت بقى أثقل من الجبال، وكل نفس اتسحب كأنه شهقة أخيرة قبل الانهيار.
حطّت الكاس مكانه وسبتلهم الساحه يولّعوا في بعض!! أنفاسها بقت تقيله، كأن في حجر مرمي جوّه صدرها بيكتمها، حتى وهي متشفّيه حتى وهي حاسّه إنها خدّت حقها، في حاجه جواها لسه مرّه… جرح عميق مش هيداويه الزمن مهما عدى.
طلعت أوضتها بخطوات سريعه، بتلمّ حاجتها وكأنها عايزه تسرق لحظة هروب من دوّامة مالهاش آخر. كل حاجه حواليها بتتحرك في بطء، بس تحت… تحت كان في بركان بينفجرصرخات، سباب، وخبط زي ما يكون المكان اتحوّل لساحة حرب.
-إيـه اللي هي بتقوله ده!!!؟”
صوته كان هادر، عينه مولعه نار بتولّع مع قلبه اللي هو نفسه بيتاكل.
التانيه صرخت بوجهه، دموعها بتنزل بس صوتها متقطّع، جسمها كله بيرتعش من العاصفه اللي جايه:
-متصدقهاش يا زين… دي كدبه، صدقني!!”
– كدّابه!!! دانا مش هرتاح غير لما اقتلكم إنتو الاتنين!!!”
هجم على زياد بعنف، مسكه من رقبته وزمجه في الحيطه، صوته نازل من بطنه، غليظ، مليان وجع وغضب:
– إنتَ… إنتَ يا زياد!!! دانا ممكن أصدق أي حد يعملها… إلا إنت!!”
زياد كان واقف متسمّر، ملامحه متكسّره كأنه لسه بيستوعب المصيبه اللي وقع فيها. عيناه مش قادره حتى ترد. وفي اللحظه دي التاني مدّ إيده، طلع سلاحه الخاص، رفعه في الهوا… صوت الأمان وهو بيتحرّر دوّى في ودانهم زي حكم إعدام.
وجّه السلاح في وشه، عينه مليانه حقد وكره، وصوته اتكسر بين السخرية والدعاء:
-قول على روحك… يا رحمن… يا رحيم…”
ودوّى صوت الرصاص…
الطلقة جرّحت المكان كله، كسرت الصمت، غرست نفسها في جدار اللحظه. الدنيا وقفت لحظة، حتى النفس اتجمّد، كل واحد فيهم ع وشّه انطباع واحد صدمه، رهبه، وندم متأخر.
يتبع….
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية صرخة الإنتقام)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)