رواية شيخ عائلتي الفصل السابع 7 بقلم بسملة عمارة
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية شيخ عائلتي الفصل السابع 7 بقلم بسملة عمارة
البارت السابع
كانت معه في السيارة بعدما قاموا بتوصيل والدها و شقيقها للمطار
مازالت تبكي ظن انها فقط دقائق و ستهدأ وحدها لكن استمع لشهقات بكاءها التي تعالت ليوقف السيارة جانباً.
ما ان فعل حتى لفت رأسها له بعدم فهم ليراقب ملامحها بداية من عينيها الحمراء ف وجنتيها و شفتيها البارزة تلك استغفر بصوت مسموع ” استغفر الله العظيم يارب بتعيطي ليه دلوقتي طيب أظن انك مش عيلة صغيرة يعني ”
حدثته بنبرتها الباكية ” مش عيلة بس بني أدمه بحس أنا بكره المطار أوي يا عَليّ ”
مد يده لها بتلك المنشفة الورقية و هو يجد مظهرها الباكي ألطف شيء قد يراه ” لا متكرهيهوش يلا امسحي دموعك عايزين نروح ”
جففت دموعها برفق تحت أعينه المراقبة لها ما ان انتهت حتى تحرك بالسيارة بينما هي تنهدت و قد بدأت تشعر بالاشتياق لهم من الآن سَيُعيدك لهم قريباً عزيزتي لا تقلقي
راقبها بطرف عينيه ملاحظاً حزنها ليوقف سيارته بعد ذلك امام احدى المحلات ليخبرها بهدوء” دقيقة بالظبط هجيب حاجة و أجي”
هبط من السيارة ليدخل إلى هذا الماركت الذي رحب به صاحبه بحفاوة ” اهلاً اهلاً عاش من شافك يا شيخ عَليّ ”
مد يده مصافحاً اياه ” الحمدلله كل سنة و انت طيب يا حاج ”
ألقى نظرة على الأرفف و هو يحاول إنعاش ذاكرته بما تفضله تلك الفتاة في السيارة هناك تحب الشوكولاته لكن تفضل الطعام الصحي كذلك
سحب تلك العلبة القيمة التي تحتوي على تمر مغطى بالشكولاتة السوداء و محشوة بالفستق و اخذ الشوكولاتة المفضلة لشقيقته و كذلك بعض الأشياء لكلاً منهما صنع لكل فتاة حقيبة بلاستيكية تحتوي على ما لذ و طاب
أشياء كفيلة بتغيير مزاج أي فتاة خرج من المحل ليجدها عينيها على باب المحل كأنها تنتظر ان تلمحه
رمقت الحقيبتين بفضول ليصعد إلى السيارة ثم أعطاها حقيبتها ” اتفضلي يا ستي ”
اخذتها منه لتفتحها ناظره بداخلها بفضول رأت تلك الحلويات التي كانت تأكلها منذ ان أتت هنا ثم علبة التمر الراقية لترفع عينيها له لكن تلك المرة تزينها لمعة من نوع آخر ” ميرسي يا عَليّ ليه تعبت نفسك مكنش ليه داعي”
ابتسم على ردة فعلها الحقيقية التي رآها في عينيها ” ولا تعب ولا حاجة ” تحرك بالسيارة ليصلوا إلى المنزل سريعاً لقرب هذا المحل منه
هبطت حاملة تلك الحقيبة البلاستيكية ب ابتسامة تخالف ملامحها الباكية قبل لحظات كانت كالطفلة التي كافئها والدها
حسناً هذا الرجل عَليّ الناجي تخرج منه تصرفات تصيب قلبها في مقتل و تجعله أسير له
ما ان دخلوا للمنزل حتى تراجع خطوتين و هو يرى خاله و زوجته و هيثم لما أتوا اليوم و الان
هو لا يطمئن لتجمع والدته مع زوجة خاله أبداً بدل نظره بين الحقيبة التي تحملها رَماسّ و قرينتها خاصة شقيقته التي يحملها هو ستكن الحفلة عليه اليوم ياللروعة
وقف له هيثم ليضيق عينيه مراقباً اياه قبل ان يغمز له بمكر جعله يبتسم له بتوتر قبل ان يحدثه بمرح ” ايه مش تقول انك مروح بيتكم ساعتين بس ”
قبل ان يجيب عليه صدح صوت والدته التي تحدثت ب تلقائية ستصيب عَليّ بذبحة صدرية “بسم الله ما شاء الله بدر منور ”
كانت تتحدث عنها بالطبع نظر لتلك المصدومة من طرف عينه خاصة و هو يجد زوجة خاله تعانقها بقوة تحت صدمتها
نظر لوالدته لتعرفها عليهم بلطف ” دي يا حبيبتي تحية مرات اخويا و الي قاعد ده اخويا الوحيد أحمد ”
ابتسمت لهم لترحب بهم ب أدب” اهلا وسهلا تشرفنا ”
اقترب عَليّ من خاله معانقاً اياه لتصافحه رَماسّ بعد ذلك قبل ان تجلس على الأريكة التي تجلس عليها سلمى
جلس هو الاخر بجانب هيثم بينما عادت زوجة خاله لجلستها بجانب والدته يتهامسون على رَماسّ و هو بالطبع
بالتأكيد حصل على العديد من الصفات السيئة من والدته الآن همس بتلك الصفات بصوت غير مسموع و هو يحاول قراءة شفايفهم ” بارد ، معندوش نظر ، ياختي خسارة البت ”
بينما امامه كانت تلك الألفاظ تُقال فعلاً حتى تحدثت زوجة خاله بضيق لوالدته ” و النبي عندك حق يا سلوى البت خسارة خلاص لو اكيد ابنك بره الليلة دي أشوف حد من ولاد اخواتي ”
شهقت سلوى ضاربة على صدرها لتلفت الأنظار حولها مع سؤال سلمى الفضولي التي كانت تراقبهم ك شقيقها ” خير يا ماما ”
استوعبت انها لفتت الأنظار ” مفيش حاجة يا بت قومي شوفي الكحك و البيتيفور و قدمي لخالك ”
وقفت بضيق و فضولها يزعجها لتقف معها رَماسّ التي ضجرت” استني جاية معاكي ”
لتعلق عليها تحية ” قومي يا عروسة النبي حارسك و صاينك ”
عَدل عليها عَليّ فوراً ” الباش مهندسة رَماسّ يا توحة مش عايزينها تزعل ”
التفت له لترفع حاجبها ب اعتراض ولا تعلم ما يقصد بحديثه هذا ” و أنا ازعل ليه براحتك يا طنط ”
لاعبت تحية له حاجبيها بمكر ” زينة العرايس يا حبيبتي ”
حرك رأسه عليهم بقلة حيلة و هو يتابع ذهاب الأخرى و ما ان تأكد من ذهابها
حتى حدثهم بغيظ ” هو في ايه طول عمري اسمع ان مرات الاخ و اخته بيبقوا مش طايقين بعض ايه اشمعنا انتوا يعني ”
دقت تحية على الخشب ” يا ساتر يارب سمي الله في قلبك يا شيخنا هو أنا الي هعلمك ولا ايه ما تشوفي ابنك يا سلوى بيحسدنا ”
حرك كفيه بسخرية ” اسكتي مش متحصنين اه و الله متحصنين اصلي حاولت كتير قبل كدة و لسة زي ما انتم ما تشوف امك يا هيثم ”
اعاد هيثم كلمته بعدم تصديق ليفقده الباقي من عقله ببرودة رده ” أمك؟؟ لا أخلاقك باظت يا شيخنا ”
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
مرت الأيام عليهم لكن كان عَليّ مبتعداً عن العمل الخاص بالعائلة بسبب فترة امتحانات منتصف الترم في الجامعة
على عكس رَماسّ التي كانت منتظمة في ذهابها مع جدهاو التجول مع سلمى في بعض المناطق هما صديقتين الان
و ما ساعدها هو تدريبها على القيادة في مصر و اصبحت الآن تتجول بسيارتها الخاصة أتى لها بعض عروض عمل من بعض الشركات لكنها رفضت الجميع بسبب عدم تفرغها كونها في مرحلة عصيبة من عام تخرجها
خاصة مع فرق التوقيت هذا الذي كان يحرمها من النوم في بعض الأيام
في منتصف احدى الايام وقفت رَماسّ للحظات امام غرفة مكتبه للحظات شاعرة بالتوتر ولا تعلم كيف سيواجهها بينما هو كان يتهرب من وجوده معها طوال تلك الايام الفائتة
دقت على الباب مرتين ليصل لها صوته من الداخل فتحت الباب لتخطوا خطوتين للداخل ” مساء الخير كنت محتاجة اتكلم معاك بس لو هعطلك عادي اجي وقت تاني ”
رفع رأسه عن تلك الأوراق امامه و هو لا يريد ان يجتمع معها من بعد رمضان كون ملابسها الان تغيرت اصبحت ترتدي ملابس ذو ربع اكمام و نصف اكمام و فساتين قصيرة تتعدي ركبتيها و فقط و بالطبع تلك الأوشام التي ظهرت سواء على ذراعها او ترقوتها
كل تلك الأشياء كانت تزعجه و تفقده أعصابه لذلك رغب ان يبتعد عنها حتى نصيحة لم يكن يريد ان يخبرها خاصة و هو يرى صمت الجميع على تلك الوشوم
حتى مجيئة للنوم هنا كان يريد ان لا يفعله لكن ما باليد حيلة كانت ترمقه بعدم فهم لتأخره في اجابتها ” عَليّ انت سمعتني ”
حرك رأسه لها بهدوء ” اه اتفضلي اقدر أساعدك ازاي ”
اقتربت منه حتى جلست على المقعد امام مكتبه مرتدية فستانها المنزلي الذي كان مسدول على جسدها دون نصف أكمام باللون القرمزي المرصع بالورود البيضاء يصل لكاحليها
و شعرها مفرود على ظهرها كذلك تحمحمت قبل ان تبدأ بالحديث بجدية ” مطلوب مني بحث اعمله عن أوجه الشبه و الاختلاف بين التعليم البرمجي في مصر و استراليا و قولت ان مفيش حد هيقدر يساعدني غيرك ”
شرد لحظات و هو يفكر هل يساعدها ام يخبرها ببساطة انه غير متفرغ لتلك الأشياء الان كأنها قرأت ما يدور في عقله لذلك أخبرته بتوضيح ” عليه درجات مهمة هتفرق معايا بجد ”
تنهد بقوة كأنه يحارب شيئاً ما في داخله ” تمام خلاص هشوف بكرا و لو كدة هتعدي عليا في الجامعة ”
اتسعت ابتسامتها ” بجد شكرا كنت متأكدة ان محدش غيرك هيساعدني ”
ليفاجأها بقوله ” بس ياريت متجيش مبينه ده كله يعني من الأفضل تداري الوشوم دي كلها ربنا بيقول إذا بليتم فاستتروا ”
ضيقت عينيها تحاول استيعاب ما يقوله و لحظات و قهقة رقيقة خرجت منها و احمر وجهها بحرج انه لتلك الدرجة كان يدقق بها لا تتذكر انها أمسكته بهذا الجرم و هو النظر لها ” ده temporary tattoos اكيد مش هكون عاملة وشم و بصلي معاك التراويح في المسجد يعني ولا ايه يا شيخنا ”
توسعت عينيه بعدم تصديق ليشعر بالحزن بما ظنه بها لذلك بينما هي تابعت بتوضيح ” أنا طول عمري مبهورة بالوشوم بس عندنا في دينا حرام و مادام حرام يبقى مفيهاش نقاش بس في عندي بديل زي الحنة او التاتو المؤقت الي أنا حاطاه و بالنسبالي الخيار التاني الطف كتير و اسهل ”
اعتذر لها بخفوت ” اسف على سوء ظني تصبحي على خير ”
ابتسمت له بهدوء قبل ان تنسحب من امامه
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
اليوم التالي استيقظت عند العاشرة صباحاً بعد ان اعتذرت من جدها كونها لن تذهب معه اليوم لما لديها في الجامعة مع عَليّ
وقفت امام خزانتها لتنتقي ما سترتديه بعناية حسنا مطلوب منها حقاً هذا البحث لكن رغبتها الأولى هي الذهاب لرؤية الفتيات المحيطة به هناك
انتقت فستان باللون الأسود كونه سيد الألوان كان ب أكمام قصيرة و فتحة صدر متوسطة الحجم كان فستان بسيط فقط تزينه تلك الأزرار العسلية من المنتصف حتى قبل نهاية طوله الذي يصل لكاحليها بعدة انشات
انتقت فستان باللون الأسود كونه سيد الألوان كان ب أكمام قصيرة و فتحة صدر متوسطة الحجم كان فستان بسيط فقط تزينه تلك الأزرار العسلية من المنتصف حتى قبل نهاية طوله الذي يصل لكاحليها بعدة انشات
رمقت مظهرها برضا لتفرد شعرها مموجه اياه قليلاً من الامام زينة وجهها ب ملمع شفاه و رسمت عينيها ببراعة (الصورة اللبس بس مش المودل 👀💁🏻♀️)
تنفست بعمق قبل ان ترتدي حذاء رياضي ذو قالب مرتفع باللون الأزرار نفسها و حقيبة من اللون ذاته
هبطت للاسفل لتقابلها سلوى ب ابتسامه كونها الوحيد الباقية في المنزل لتلك الساعة ” يا صباح الجمال رايحة على فين كدة ”
خرج صوتها خافت لا تعلم من خجلها ام من فقط غرابة الموقف ” رايحة ل عَليّ الجامعة علشان يساعدني زي ما جدو اقترح ”
اتسعت ابتسامة سلوى لكن تلك المرة كانت ماكرة سعيدة في الوقت ذاته ” بالحلاوة دي كلها اخاف عليكي ”
اقترب منها مقبلة وجنتها بحب حقيقي لتلك المرأة ” مش احلى من عيونك يا طنط ”
رمقتها بطرف عينيها و هي تدعوا لولدها في داخلها ان يتزوجها هي و فقط ” اه يا بكاشة اومال العيون الخضر دول ايه ”
لاعبتها بعبث لاق بها ” العسلي أحلى كتير بالنسبالي يعني ”
خاصة إذا كان صاحب تلك العيون هو عليّ الناجي
في الناحية الأخرى تحديداً في مكتب الاستاذ عَليّ الناجي دكتور الشريعة و القانون الذي التف حوله الطلبة ليأخذوا أي المعلومات او اللمحات عن الامتحان
كان يتلقى اسئلتهم بصدر رحب و يتحاور معهم لتهمس احدى الفتيات للأخرى ” مش عارفة ازاي ده لغاية دلوقتي متجوزش ادب و أخلاق و وسامة ايه الي مقعده لغاية دلوقتي ”
علقت عليها صديقتها بوقاحة ” يمكن باب النجار مخلع ولا حاجة”
حاولت السيطرة على ضحكتها لكن ظهرت و استمع لها هو لذلك نهرها بصرامة ” ياريت لو حد مش فارق معاه التجمع ده يخرج أفضل بدل ما يعمل شوشرة ل زمايله ”
سيطر الصمت بعد ذلك عدا الأسئلة التي تخرج و إجاباته عليهم ب سلاسة حتى دق الباب ثلاثة دقات يليه فتحة و طلت من خلفه هي لم يستوعب وجودها هنا في الحرم الجامعي بل و امام مكتبه التف جميع الطلبة الواقفين حوله لها هو اخبرها انه يمكنه مساعدتها لكن ليس ان تأتي له و هنا ؟!!! سحقاً هو اخبرها ان تأتي اليوم لكن ليس الان اثناء تواجد الجميع
تحمحمت بخفوت ” السلام عليكم حضرتك لو مشغول ممكن اجيلك وقت تاني ”
حرك رأسه عليها بقلة حيلة ” لا خالص اتفضلي اقعدي الشباب قربوا يخلصوا اسئلتهم ” لكن الشباب و الفتيات كانوا يتفحصونها بفضول لمعرفة من تكون تلك المرأة
لذلك اعاد حديثه بحدة ليلتفتوا له ” أظاهر ان معندهمش اسئلة تانية خلاص اتفضلوا وقتكم خلص ”
التف له الجميع مرة أخرى ليتأسف له البعض قبل ان ينسحبوا بهدوء يسيطر على البعض منهم الفضول لمعرفة هويتها
ما ان خرجوا حتى جلست على المقعد امام مكتبه متسائلة بتوتر”شكلي جيت في وقت مش مناسب ”
لتتفاجأ من هجومه ” جيتي ليه أصلاً قلتلك هبقى اقولك لو كدة تعدي عليا في الجامعة لكن مش تجيلي دلوقتي و كل الطلبة و كل الناس موجودة ”
عضت على شفتيها بحرج لتقف من جلستها سريعاً ” اسفه خلاص اعتبرني مجتش و خلاص مش عايزة منك حاجة أنا هتصرف ”
ارتفع حاجبه ب استنكار واضح ل يأمرها ” فعلاً طب اقعدي يا رَماسّ خليني اخلص من الي أنتِ عايزاه ”
رفع هاتفه ليدق على هذا الرقم الذي اجابه بعد لحظات “باش مهندس محمود ازيك لو حضرتك متفرغ ممكن تيجيلي مكتبي نشرب فنجان قهوة ”
استغرب الآخر الأمر قليلاً قبل ان يجيبه بهدوء ” الحمدلله يا استاذ عَليّ تمام دقايق و هكون عندك ”
بالفعل دقائق و دخل عليهم الغرفة ليقف الاثنان اشار عَليّ عليها ” اقدملك يا دكتور رَماسّ بنت عمي و ده دكتور محمود اشطر معيد في حاسبات و معلومات ”
نظرت له الأخرى كانت تظنه رجل أربعيني على الاقل لكن امامها شاب في منتصف العشرينات ربما او في سن عَليّ ابتسمت له بهدوء ليتحدثوا سوياً ” أهلاً و سهلاً تشرفنا ”
نظر لها علي لتتحدث ” بصراحة هو أنا الي محتاجة حضرتك مش عَليّ قهوتك ايه الاول ”
بادلها ابتسمتها ليجلس على المقعد أمامها ” مظبوط و ملهاش لازمة حضرتك اعتقد ان سننا قريب من بعض ”
بدأوا يتحدثون تحت أعين عَليّ الثاقبة هي فقط كانت تشرح له ما تريد ليفاجأها بحماسه ” حلو جدا معنديش مانع و الحاجة دي هتساعدني أنا كمان في رسالة الدكتوراة بتاعتي ”
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
مرت الايام عليهم مع تردد رَماسّ قليلاً على الجامعة و تردد دكتور محمود على الشركة لهدف مساعدتها ليس إلا و تبادل المعلومات او هذا كان الظاهر
حتى أتى هذا اليوم الذي عاد به علي من الجامعة ليدخل للشركة بملامح غاضبة كأنه على وشك الإطاحة ب أحدهم
لأول مرة يمر على حنان دون ان يرمي عليها السلام فقط اخبرها بصرامة ” ابعتي ل رَماسّ خليها تكون قدامي في دقايق ”
كان يتحرك ذهاباً و اياباً في مكتبه شاعراً بغضب بل نيران تلتهمه هو لن يستطيع ان يبقى هكذا و اخيراً دقت الباب و دخلت لتسأله بلطف ” خير يا عَليّ حنان قالتلي انك عايزني في ايه ”
عدل عليها بحدة ” أستاذ عَليّ أنا عايز اعرف في ايه انتِ جاية هنا تعملي ايه بالظبط الشركة و الجامعة ليه الي خلقك مخلقش غيرك عمال اسمع كلام من هنا و هنا و ساكت لكن خلاص أنا مينفعش معايا الحال المايل ده المفروض انك كبيرة كفاية ”
توسعت عينيها و هي تستمع لإتهاماته تباعاً كان يبدوا ك من فقد عقله لذلك صرخت به عله يتوقف ” براحة في ايه أنا مش فاهمة حاجة ”
ليجيبها بغضب تحكم به هذا الاشتعال الذي يزداد في صدره “جايالي كل يوم كأنك رايحة عرض أزياء و نسيتي مركزنا و عيلتنا ده مش بقى مكان شغل ده مكان جاية الهانم تستعرض فيه جمالها ”
ارتفع حاجبيها بعدم استيعاب ” انت بتتكلم كدة ليه أصلا أنا مبجيش عريانة لبسي حلو و شيك و محتشم في حد قالك حاجة مش كويسة ”
لف وجهه عنها و هو يمسح على وجهه بعنف ليخبرها بقسوة دون النظر لها ” أظن انك خلصتي الي كنتِ جاية علشانه و أنا مش محتاج منك حاجة تاني ولا احتجت أولاني أصلاً حاجة و اتفرضت عليا و خلاص خلصنا ”
ابتلعت غصتها بصعوبة لتتساءل بتعلثم و لديها رغبة قوية في البكاء للمرة الأولى التي يُحدثها أحدهم بتلك الطريقة الغليظة ” انت عايزني امشي من الشغل ”
ليفاجأها بل يصدمها ” تروحي ل ألي جابك و تقوليله انك خلاص خلصتي الي مطلوب منك و ملهاش لازمة وجودك هنا أكتر أظن انك عندك امتحانات دلوقتي و لازم تسافري ولا ايه حظك حلو في تذكرة الفجر و حجزتهالك ف يدوبك تلحقي تبلغيهم ”
هو يُريد التخلص منها نهائياً ليس فقط العمل بل و خطط اليوم كذلك و حجز الطيران لذلك تحركت منسحبة من مكتبه بخطوات سريعة و هي تتحرك لمكتبها حتى تسحب متعلقاتها الشخصية للذهاب من هنا
ما ان وصلت المنزل حتى القت عليهم السلام و هي تصعد لغرفتها ركضاً
و للأسف بعد ان اغلقت باب الغرفة انهارت باكية جالسه أرضاً خلف الباب
ليقع نظرها على مظهرها بالمرآة امامها لتحدث نفسها بغضب من سذاجتها ” غبية ده معندوش قلب علشان يحس أصلا أنا فعلا لازم امشي من هنا ”
لملمت حقيبتها و هي تعي انه اليوم الذي يتجمع به جميع العائلة و يوم وداعها لهم
غسلت وجهها مراراً بالمياه الباردة علها تخفي أثار بكائها قبل ان تاخذ هذا الفستان الأسود القطني الطويل الذي يعانق جسدها ببراعة
و ارتدته فوق جسدها و حضرت البالطو الخاص بها باللون البيچ كون الوقت الحالي في استراليا الخريف و آخر ما تريده هي ان تمرض مع وصولها
ابتلعت بصعوبة مراقبة مظهرها في المرآه قبل ان تفرد خصلات شعرها الحالكة غير مهتمة بكل تلك التحذيرات التي تلقتها منه
انتعلت حذاء رياضي ابيض لتلقي نظره على مظهرها للمرة الأخيرة و هي تردد ما ستقوله لهم في الاسفل
ثم هبطت بخطوات واثقة تاركة حقيبتها و البالطوا الخاص بها بجانب باب الغرفة
حدثها جدها ب غزل ما ان رأها تتقدم نحوه ” اهو القمر بيهل اهو”
ابتسمت له بحب قبل ان تنحني مقبلة يده ” عيونك الحلوة يا جدو”
اعتدلت مراقبة الجميع حولها قبل ان تتحمحم ” كويس أنكم موجودين كلكم علشان اسلم عليكم قبل ما اسافر ”
اعتدل الجميع في جلستهم ب انصات لتتساءل سلوى بحزن ” ليه كدة يا حبيبتي في حد زعلك ”
رمقته بطرف عينيها لتجده ينظر بعيداً عنها ” لا بس انا عندي امتحانات و لازم أسافر ”
اعترض الجد ” لا على حسب الكلام قبل ما تنزلي ان معظم الامتحانات بتحتاج نت كويس و لاب توب و الاتنين متوفرين يبقى ليه السفر ”
ابتلعت رمقها بغصة مع تذكرها لحديث هذا المتجبر الذي يجلس هناك ” ملوش لازمة قعدتي هنا يا جدو و بعدين كفاية اني متقله على عَليّ احم قصدي أستاذ عَليّ في شغله ”
رمقه نصف عائلته المحبة لوجود تلك الفتاة بضيق من ما قد فعله حتى يجعلها ترحل
بينما اخرى هناك ابتسمت بسخرية لاذعة و هي تعيد الحديث الذي استمعت له بخفوت ” واضح انه بدأ يميل ليها هه ده طفشها”
تساءلت سلمي و هي كذلك يسيطر عليها الضيق من شقيقها ليس إلا ” طب و هتسافري امتى و هترجعي تاني ولا لأ ”
ابتسمت لها بحب ” هرجع تاني ولا لأ معرفش لسه موعدكيش بصراحة هسافر امتى بقى أخوكي الاستاذ عَليّ حجزلي الطيارة بنفسه هسهر معاكم و اطلع على المطار ”
جلست معهم بحزن خيم على ملامحها و هي تحاول الابتسام على دعابتهم لتحدثها داليا ب ابتسامة مستفزة من وجهة نظرها ” كلها سنة ولا حاجة و هتنزلي ب راجل استرالي ملون كدة في ايدك ”
بادلتها ابتسامتها ب أخرى مماثلة ” و ليه استرالي العرب هناك كتير و كويسين اوي لو أنتِ عايزة استرالي ممكن أساعدك ”
منعت سلمى ابتسامتها بصعوبة لتتحمحم متابعة حتى لا يترصد للموقف أحدهم ” ايوة طبعا عربي مسلم يتقي ربنا بس المهم نكون بنحبه مش كدة يا رَماسّ ”
ابتسمت لها ب أعين دامعة ” اكيد طبعاً المهم ان هو كمان يحبنا نظرت لساعتها كفاية كدة هطلب اوبر و اتحرك أنا بقى علشان متأخرش ”
اعاد جدها حديثها بعدم استيعاب ” اوبر هتروحي المطار ب اوبر ليه يا حبيبتي ”
قبل ان تجيبه تدخل عَليّ ” أنا هوصلها يا جدو شنطك فين ”
خرج صوتها هامس شبه مسموع ” فوق جنب باب أوضتي ”
انزل حقائبها و حنان البالطوا على ذراعيها عانقها الجميع بدموعهم خاصة سلوى التي دعت من قلبها ” أشوفك على خير يا حبيبتي ابقي كلميني على طول اوعي تنسيني ”
أغتصبت ابتسامه على وجهها ” مقدرش انساكي ادعيلي بس ”
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
أوصلها هو للمطار و هذا آخر ما ارادته هي صدقاً ، اوقف سيارته امام احدى صالات سفر مطار القاهرة
لتحدثه بغصه دون النظر له و هي تتحكم في دموعها بصعوبة متذكرة حديثه القاسي ” اسفه لو كنت لخبطتلك حاجات كتير لما جيت بس أنا جيت بطلب من جدو و أكيد لو اعرف اني مفروضة عليك مكنتش نزلت أصلا أو حتى مكنتش قعدت الفترة دي ”
تنهدت بقوة و هي ترمش بوتيرة سريعة مانعة تلك الدموع اللعينة التي تحارب لتسقط من عينيها ” اه على فكرة أنا وجودي كان ليه لازمة و أظن ان ده ظهر بعد ما مبيعاتك وصلت للضعف بعد الي أنا عملته عن اذنك ”
نزلت من السيارة تحت صمته المميت له قبلها نزل معها و كان على وشك مساعدتها في تنزيل حقائبها لتوقفه بصرامة ” شكرا مش عايزة مساعدتك زي ما جيت لوحدي همشي بردوا لوحدي ”
انزلت حقيبتيها بقوة تنبع من ما تشعر به لتضعهم على عربة المطار
كانت ستنسى مدت يدها خلف رقبتها لتخلع تلك السلسة التي كانت عديتها منه و لم تخلعها منذ ذلك اليوم سوى الأن ثم وضعتها في يده ” أتفضل اكيد دي بردوا حاجة اتفرضت عليك زي وجودي ”
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية شيخ عائلتي)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)