روايات

رواية شقة المصيف الفصل الأول 1 بقلم هالة صلاح

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية شقة المصيف الفصل الأول 1 بقلم هالة صلاح

 

البارت الأول

 

الجو يومها كان حر أوي ، الساعة 7 المغرب.
الولاد مش ساكتين،
زن زن زن…
— “ماما، جعان!”
— “ماما، العبي معانا!”
— “مامااااا!”
— “ماما، متناميش!”
— “ماما، زهقنااااا! عايزين نروح مصيف!”
(بيني وبين نفسي)
أنا كمان، والله… محتاجة المصيف أكتر منكم. نفسي أهرب يومين بس من الهم والحر والخنقة.
بس أقول إيه؟
هنروح مصيف إزاي والأسعار نار؟ الظروف مش مساعده، وإسماعيل لسه شاري عربية جديدة علشان يشتغل عليها… وبيقسطها بالعافية.
ربنا يعينه علينا بصراحة…
يشاء القدر بالصدفة وأنا ماسكة التليفون وبقلب في الفيسبوك، لقيت إعلان شقة للمصيف بـ100 جنيه في الليلة.
ندهت على جوزي،
= “تعالَي يا إسماعيل بسرعة! تعالوا يا ولاد! لقيت إعلان عن شقة للمصيف لقطة بـ100 جنيه في الليلة!”
بص الصور يا إسماعيل… بصوا يا ولاد… الشقة شكلها حلو وكبيرة.
إسماعيل ضحك ضحكة سخرية وقال لي:
— “يبقى أكيد شقة مسكونة، هاهاها!”
= “هو انت مفيش حاجة بتعجبك خالص يا عم؟!!”
— “لا يا ستي، بيعجبني… بس بالعقل، شقة إيه اللي في عز الموسم بالسعر ده؟!”
= “هنتصل ونشوف التفاصيل، مش هنخسر حاجة.”
— “برضو إنتِي بتصدقي أي حاجة؟ عموماً يا ستي، اتصلي… تراهني على كام إنك هتلاقي الرقم المكتوب غلط.. أو محدش هيرد عليكي؟”
= “ههههههه لا يا خويا، الرهان حرام ، اصل بصراحة كل مرة إسماعيل بيراهني ..بخسر الرهان
برضو هتصل..ادعي بس ميكونش حد اتصل وحجزها…”
طلبت الرقم، وإسماعيل قاعد جنبي بيبص لي من فوق الموبايل وهو بيشرب الشاي.
— “رنيتي؟ أكيد مش هيرد… دي إعلانات بتتعمل علشان يسرقوا بياناتك. ولا هتلاقيهم تجار أعضاء، عايزين زباين جديدة، هاهاهاها.
= “يا عم اسكت، خليني أجرب. يمكن خير، مش يمكن حد طيب كده وبيأجرها لوجه الله؟”
الرقم بيرن؛
ترن…
ترن…
ترن…
— “شايفة؟ أهو قلتلك مش هيرد.”
= “اسكت بقى!”
= “أيوه، في حد بيرد أهو!”
~آلووو…
صوت ست كبيرة في السن… ناعم جدًا، مفيهوش أي ملامح. لا ترحيب ولا برود… كأنه مسجل.
= “آلووو، مساء الخير… أنا بتصل علشان شقة المصيف اللي في الإعلان هل الشقة متاحة؟”
~ “أيوه، متاحة. عددكم كام؟”
إسماعيل قاعد جنبي بيشاور لي:
— “قولي اتنين كبار وولدين شياطين، وقطة ممكن تمشي على الحيط!”
كتمت ضحكتي بالعافية؛
= “إحنا أسرة صغيرة كده، 4 أفراد وقطة … ينفع؟”
~ “ينفع. الشقة متاحة بكرة الصبح، “قبل شروق الشمس”
لو في تأخير، مش هينفع تستلموا الشقة.”
=لالا، مفيش تأخير، هنكون موجودين في الميعاد “إن شاء الله.”
ردت عليّا الست بنفس الصوت، وقالت:
~ “في انتظاركم.”
= “طب لحظة واحدة… ده نظام جديد ده ولا إيه؟ يعني إحنا نروح كده على طول واشمعني قبل شروق الشمس 👀؟”
“طيب والدفع إزاي؟! والعنوان؟!”
~”هتعرفوا كل حاجة لما توصلوا”
~ ” العنوان: شارع 13، جنب الكورنيش القديم، العمارة الوحيدة اللي شبابيكها مقفولة الدور الثالث…”
(وبعدين الصوت اتغير لحظة، بقى كأنه راجل بيتكلم)
~ “متتأخروووش…”
والسكة اتقفلت..
وقفت لحظة ، قلبي اتقبض…
يعني إيه “قبل شروق الشمس”؟
ومين الراجل اللي دخل في آخر المكالمة؟
وصوت الست كان غريب أوي…
بس فرحتي خدتني من القلق.

إسماعيل كان لسه بيبص لي باستغراب:
—ميعاد إيه اللي مش هتتأخري عنه ده يامريم؟!!
“انتي مستوعبة؟! ده مصيف ولا امتحان قدرات؟”
=”يا إسماعيل، فرصة ما تتفوتش! إحنا نادرا ما بنخرج كده.
” الموضوع مش هزار. الشقة دي فرصة مش بتتكرر.”
إسماعيل ضحك، بس ضحكته فيها استهزاء:
— “فرصة؟ يا ستي، لو دي فرصة، يبقى أنا بشتري قصر مسكون بالعفاريت! 100 جنيه في عز الصيف؟ ده سعر كوباية شاي في القهوة!”
= “مفيش حاجة اسمها عفاريت يا عم! ما عفريت إلا بني آدم، ههههههه!
وبعدين انت مستخسر فينا نفرح؟ والله شكلها ست طيبة وحاسة بظروف الناس…”
وحياتي عندك وافق بقي
عشان خاطري..
—يعني لازم أوافق علشان ماتعيطيش؟”
= “مش عشاني… علشان سيف وسليم. نفسي يفرحوا. بالله عليك…”
إسماعيل اتنهد، وبص للولاد اللي تعبوا من الانتظار ما بين رفضه وإصراري:
— “خلاص ياولاد … هانروح بس لو الشقة دي طلعت فعلاً مسكونة، أول واحد هيهرب هو أنا، ههههههه!”
ضحك الأولاد وفرحوا:
— “هييييه هييييه هييييه🥳!”
وأنا حسيت إني كسبت معركة صغيرة… أنا مش سهلة برضو.
أنا بابتسامة عريضة:
= “أخيرًا أقنعتك يا إسماعيل! طب إيه رأيك ناخد ماما وشيماء أختي معانا؟”
— “آه طب وماله! وبعدين ناخد خالتك نادية وأولادها كمان؟!
بقولك إيه يامريم اسكتي بدل ما ارجع في كلامي ومفيش مصيف..
— “يا لهوي عليك يا إسماعيل، انت فعلاً مشكلة لا خلاص مش مهم .
المهم إنك وافقت وهنروح المصيف…”
= “آه صحيح، فكرتني، لازم أكلم ليلي زميلتي في الشغل عشان تعمل لي أسبوع أجازة من بكرة.”
إسماعيل بابتسامة خفيفة”
— انا ممكن عشان خاطرك ناخد ليلي معانا هه هه هه ..
=لا والله اشمعني ليلي بقي !!!
لا ياحبيبي شكراً ابعد عن ليلي مش عايزة حد معانا..
هو إسماعيل كدة بيحب يعاكس ليلي قدامي علشان يشوفني وانا غيرانة ،،
بس حقيقي معنديش وقت للغيرة الساعة بقت 10 والمفروض نستلم الشقة ” قبل شروق الشمس ”
مش عارفة إيه الميعاد الغريب ده بس ممكن الناس ظروفهم كدة …
بدأت في تجهيز الشنط بسرعة، مفيش وقت نضيعه.
=”لسه في حاجات كتير ناقصانا.”
إسماعيل فرحان فيّا:
— “إنتِي اللي دايما مستعجلة كده! أنا مش فاهم إيه اللي يخلينا لازم نسافر في التوقيت ده هي الدنيا طارت.
انا مش مرتاح وفي الاخر هتلاقيها عشة فوق السطوح في الدور ال العاشر ومن غير اسانسير كمان”
رديت عليه بابتسامة علشان اطمنه ،
= “ما أنا قولتلك يا سمعة… دي فرصة مش هتتكرر.”
إسماعيل بيرد عليا وهو مش عاجبه كلامي…
— “يا سمعة! ماشي يا ستي، خليني وراكي للآخر…
أصلي مبسمعش الدلع ده غير لما بتكوني عاوزة مني حاجة.”
— “عموماً، لو في حاجة ناقصة، نبقى نحاول نجيبها من هناك.”
انا داخل اريح شوية ،
=تمام
تصبح على خير ياحبيبي،
الساعة عدّت 12، إسماعيل نام، والولاد نايمين في حضني… وأنا بعافر أنام شوية قبل ما نصحى الساعة 2 ونمشي.
بس انا” مش مرتاحة وقلقانة”
صوت ست غريب في التليفون,
🌅 شرط غريب جدًا: “تستلموا قبل شروق الشمس”
👁️ وآخر كلمة اتقالت؟
“متتأخروش…”
حاولت اقنع نفسي إن كل حاجة تمام بس معرفتش.
الدنيا كانت هادية… هادية زيادة عن اللزوم. حتى صوت المروحة اللي بيزن دايمًا، سكت فجأة.
وأنا مغمضة عيني، سمعت حاجة… حاجة مش مفهومة.
خربشة… كأن في صوت أظافر على الشباك!
فتحت عيني ببُطء، قلبي بيدق… الشباك مقفول، بس الستارة بتتحرك، كأن في حد واقف وراها.
قربت أقوم، لكن جسمي تقيل اوي … حرفيًا مش قادرة أتحرك. زي الكوابيس اللي بتكون صاحي فيها بس متكتّف.
سمعته تاني… الصوت هو…
مش خربشة المرة دي… لأ.
ده كان صوت الست … بتهمس جوه ودني:
“اتأخرتوووا…”
بعديها، فجأة… صوت الراجل!
“اللي بيتأخر، بيفضل عندنا… للأبد.”
قمت مفزوعة، بتنهّد وعرق على جبيني، والساعة قدامي على الحيطة 2:30 صباحًا.
وفجأة !! لقيت إسماعيل واقف جنبي بيبصلي …
— “يلا يا مريم قومي، اتأخرنا. الشمس قربت تطلع.”
يتبع….

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *