رواية شظاية البلور الفصل الاول 1 بقلم انجي عصام - The Last Line
روايات

رواية شظاية البلور الفصل الاول 1 بقلم انجي عصام

رواية شظاية البلور الفصل الاول 1 بقلم انجي عصام

 

البارت الاول

 

في القاهرة حيث النيل يشدو بالأماني والهوى
وحيث الحلم يولد بين أزقة ما نامت الدنى
هناك تبدأ حكايتنا على وقع الزهور وماء الروى
وفي متجر صغير كأنه لوحة من ألف حكاية تروى
فتاة بالحجاب النور يحيط خطاها
كأنها من وحي القصائد أو نداء سماها
تحادث الهاتف كأنه سر تخفيه عيناها
وفي قلبها مئة سؤال وألف حكاية تناجي مولاها
يقترب منها الصمت في صورة امرأة تنتظر
بطنها حكاية حياة ونظراتها همس قدر
وبين صمت الانتظار وكلمات ما قيلت بعد
تولد بداية تغير ما كان وتفتح باب المدى
فلا الزهر بعد اليوم سيبقى كما كان
ولا القلوب ستعرف السلام بلا امتحان
فانطلقوا معنا في رواية تهمس بالحنين
في عالم من ورد ودمع وشوق دفين
باسم الله نبدأ وعلى بركته نسير
ولا تنس أن تجعل الصلاة أول اهتماماتك مهما شغلتك اللحظات
الفصل الأول
في قلب القاهرة داخل متجر هادئ يعج بعطر الورود المنعشة كانت هناك فتاة متوسطة الطول ترتدي الحجاب تقف أمام منضدة العرض وتتحدث عبر الهاتف بانسجام
لم تمض لحظات حتى اقتربت منها سيدة يظهر عليها الحمل ووقفت بلطف تنتظر انتهاء المكالمة
وما إن أنهت الفتاة اتصالها حتى قالت لها السيدة الحامل
مين اللى كان على التليفون يا ياقوت
ياقوت دي مدام تهاني بتأكد على طلبية الورد بتاعت حفلة يوم الخميس يا اسماء اه صحيح امال فين جلال مفروض كان يوصل الاوردر بتاع شركة العالي
اسماء مهو ده اللي كنت جايه ليكي عشانه عربية التوصيل عطلت وجلال دلوقتي بيصلحها في الورشه فمعلش هتروحي انت توصلي الاوردر ده بعربية جلال
ياقوت بتوتر اروح انا ازاي يعني انت عارفه ان انا مش بخرج من المحل غير على البيت ومش بحب اروح في حته تانيه
اسماء عارفه والله بس اديكي شايفاني مقدرش اروح انا وكمان مټخافيش انت عمرك ما هتلاقي حد يعرفك في الشركة دي وكمان انت يادوب هتوصلي البوكيه وترجعي على طول
ياقوت بتوتر مش عارفه انا بقول بلاش منها التوصيله دي
اسماء ياريت كان ينفع انت عارفه اننا بنتمنى الشركة دي تعمل معانا تعاقد عشان الزينه بتاعت الحفلات بتاعتها فحركه ذي دي هتضيع كل مجهودنا في الارض وخصوصا اننا مش شركه كبيره دا احنا يادوب محل ورد
ياقوت بتفكير عندك حق خلاص انا هروح وامري لله
اسماء متقلقيش ان شاء الله خير والله
حركت ياقوت رأسها بالايجاب وابتعدت عن الطاولة واخذت تنهدم ملابسها والتي كانت عبارة عن قميص نسائي بأكمام باللون الاصفر يحمل شعار المتجر وجيب باللون الاسود وحجاب من اللونين وخلا وجهها الشاحب من اي مواد صناعية حملت الباقة بين كفيها وقامت بتوديع اسماء لتتجه الى الخارج وتستقل سيارة جلال التي اخذت مفاتيحها مسبقا وانطلقت وبعد لحظات كانت تقف في المصعد الخاص بالشركة تتجه الى الطابق الخامس بعد ان قامت فتاة الاستقبال بأخبارها عن وجهتها سارت بهدوء في الطابق حتى وصلت الى مكتب المدير فأبتسمت لمساعدة المدير الشخصية وهي تقول بصوت خفيض
انا معايا اوردر الورد اللي الاستاذ عاصم العالي طلبه من محل بداية جديدة للزهور
المساعده الشخصيه بأبتسامة اهلا بيكي في الحقيقه عاصم بيه قال ان اللي هيجيب الورد استاذ جلال
ياقوت بتوتر ايوه حصلت ظروف ومقدرش هو اللي يجيبه انا ياقوت شريكته في المحل
المساعدة الشخصية اهلا بيكي هبلغ عاصم بيه بوجودك
حركت ياقوت رأسها بالايجاب وراقبت ابتعاد الفتاة عنها وحاولت تهدئة نفسها بأن الامر يسير كما تريد وفي خلال لحظات أذنت لها الفتاة بالدخول وقامت بتسليم باقة الورود الى المدعو عاصم الذي نقل بصره من الباقة اليها وهو يقول
بصراحه يا انسه ياقوت الورد جميل جدا وكمان انا سألت عليكم وعرفت ان محدش اتعاقد معاكم وندم عشان كدا انا هنتظرك انت وجلال عشان نمضي العقود مع بعض عشان تكونوا انتوا المسؤلين عن تزيين كل حفلات الشركة
ياقوت بصراحه دا شرف كبير لينا شكرا بجد لحضرتك وانا
توقفت ياقوت عن الحديث بسبب الرجل الذي خرج من باب بداخل الغرفة يبدوا انه يتصل بغرفة اخرى وقبل ان يترجم عقلها اي شيء ركضت الى الخارج مسرعة لتستقل المصعد وما ان هبط الى الاسفل حتى ركضت الى السيارة لتقودها مسرعة وكأن الاشباح تطاردها
بينما اتسعت اعين عاصم بسبب هروب ياقوت المفاجىء ما ان رأت صديقه

الذي كان لايزال يقف مكانه هو الاخر وقال بمزاح
هو ايه اللي حصل يا محمد مكنتش اعرف ان شكلك پيخوف كدا شوفت انت البنت طلعت تجري ازاي اول ما شافتك هههههههههه
لم يجيبه محمد بل تقدم قليلا ليجلس على المقعد القريب من باب الغرفة وهو يتذكر وجهها الشاحب وعيناها البنية المتسعة بړعب وكأنها قد رأت وحشا ما ابتسم بسخرية وهو يفكر الم يكن هو اكثر وحوشها ړعبا في السابق لما شعر بالذهول عندما هربت من امامه الان
تمكنت ياقوت من ايقاف السيارة امام المتجر وهبطت منها مسىرعة لتركض الى داخل المتجر فأقتربت منها اسماء وهي تقول بقلق
فيه ايه يا ياقوت مالك وشك اصفر وبتترعشي كدا ليه
ياقوت بړعب انا شوفته يا اسماء شوفته كان هناك في الشركة شوفته وهو شافني واكملت قائلة پذعر وهي ترتجف شافني شافني شافني
اسماء اهدي يا ياقوت اهدي علشان خاطري اهدي احسن النوبه تيجيلك تاني
ياقوت پبكاء وهي ترتجف انا لازم امشي من هنا لازم اهرب قبل ما ييجي ورايا اكيد هيعرف عنوان المحل من السكرتيرة انا لازم
اسماء مقاطعة بحزم لا مفيش هروب تاني انت هتيجي معايا نروح دلوقتي ومحدش هنا يعرف بيتنا فين لازم نروح البيت وانا هكلم جلال عشان يرجع على البيت وميردش على اي حد يتصل بيه مټخافيش يا ياقوت انت مش لوحدك المره دي مش هيقدر يأذيكي تاني
حركت ياقوت رأسها بالايجاب بينما مازالت ترتجف فهي منذ ان رأته وهي
لا تستطيع تمالك اعصابها ولا تعلم كيف تمكنت من
القيادة
من الشركة الى هنا دون ان ټحطم السيارة او تتسب في حاډث ما سارت بجوار اسماء التي اصرت عليها ان تتمدد في المقعد الخلفي للسيارة بينما اهتمت هي بالقيادة فقامت ياقوت بضم ساقيها الى صدرها وهي تحاول ان توقف ارتجاف جسدها وما ان وصلوا الى المنزل حتى دلفت الى غرفتها في منزل اسماء و جلال وتمددت بكامل ملابسها على الفراش واغمضت عينيها بقوة لعلها تتمكن من ايقاف ارتجاف جسدها
نظر عاصم بعدم فهم الى محمد الذي يبدوا شاردا منذ ان هربت ياقوت من امامهم ولم يتفاعل مع اي من مزحاته التي قالها بشأن هذا الامر نهض من مجلسه واتجه اليه وجلس بجواره وهو يقول بهدوء
فيه ايه يا محمد هو انت تعرف البنت دي
محمد وهو ينظر اليه ايوه كنت اعرفها من كام سنه
عاصم بتساؤل طيب هي خاڤت كدا ليه لما شافتك ايه اللي حصل زمان يخليها تهرب بالطريقه دي لما تشوفك
محمد هبقى احكيلك كل حاجه يا عاصم بس لازم امشي دلوقتي عشان سايب جميله في البيت لوحدها في اسكندريه
عاصم ماشي يا سيدي بس ابقى حاول تجيبها تقعد هنا معاك بدل الشحططه دي
محمد ان شاء الله عايز مني اي حاجه دلوقتي
عاصم عايز سلامتك
محمد بتساؤل اااه صحيح هي ياقوت كانت هنا بتعمل ايه
عاصم ابدا هي شريكه في محل ورد وهعمل معاهم تعاقد عشان الزينه بتاعت الحفلات هما محل صغير صحيح بس ذوقهم عالي جدا وكمان مناسبين لينا اوي وبصراحه كام واحد من صحابي رشحهم ليا
محمد تمام انا همشي بقى
عاصم ماشي يا محمد خلي بالك من نفسك
حرك محمد رأسه بالايجاب واتجه الى خارج الغرفة بينما يرتسم الجمود على وجهه فمن كان يعتقد ان سيراها هنا بعد هروبها منه قبل عامين
دلف جلال مسرعا الى داخل منزله فبعد ان قامت اسماء بمهاتفته حتى اتى مسرعا وترك السيارة في ورشة التصليح وما ان رأى زوجته حتى تسائل بقلق
هاه يا اسماء عامله ايه ياقوت دلوقتي
اسماء كويسه انا خفت لتجيلها النوبة حطيتلها منوم في العصير وهي دلوقتي نايمه
جلال هي عيطت كتير ولا ايه
اسماء عينيها ورمت من كتر العياط وجسمها كله كان بيرتعش ووشها بقى اصفر انا خاېفه عليها اوي يا جلال انت فاكر ايام ما كانت بتجيلها النوبه كانت بتبقى عامله ازاي
جلال فاكر طبعا بس متقلقيش انا لا يمكن اسمح للراجل ده انه يأذيها تاني انا لغاية دلوقتي مش قادر انسى هي كانت عامله ازاي يوم ما شوفناها اول مرة من سنتين لما كنا هنخبطها بالعربيه
اسماء بحزن متفكرنيش دي كانت متدمره ربنا ينتقم منه على اللي عمله فيها المهم دلوقتي انه ميوصلهاش تاني
جلال متقلقيش هو لو حاول يعمل اي حاجه هيلاقينا في وشه انا لا يمكن اسمحله يأذيها تاني
حركت اسماء رأسها بحزن ووضعت رأسها على صدره فقام بحب والتربيت على انتفاخ بطنها موضع طفله وهو يفكر في ما ينتظرهم الايام القادمة
الفصل
الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن ذكر الله
في اليوم التالي
استيقظت ياقوت من نومها ونظرت الى الساعة المجاورة للفراش فوجدت انها التاسعة صباحا فأعتدلت وهي تشعر بخمول جسدها وقطبت حاجبيها وهي ترى انها مازالت ترتدي ملابس العمل ولكن ما لبثت ان ارتجف جسدها وعقلها يسترجع كل ما حدث بالامس فهبت واقفة واتجهت الى دورة المياه لعل برودة المياه توقف عقلها عن التفكير ولكن ما ان اصبحت بالداخل حتى نظرت الى المرآة لتتساقط الدموع على وجنتيها وهي تستعيد امام عينيها كل ما حدث قبل اربع اعوام
قبل اربع اعوام
قامت ياقوت بترتيب فراشها في الغرفة التي تقطن فيها مع خمسة فتيات اخريات في ملجأ الايتام الذي تقطن به منذ ان قتل والديها في حاډث سيارة منذ عشرة اعوام واخذت تفكر في سبب استدعاء مديرة الدار لها وكانت تشعر بالقلق الشديد من ان تخبرها تلك المرأة القاسېة انها يجب ان ترحل من الملجأ بعد عدة ايام لبلوغها الثامنة عشر من عمرها وهو عمر خروج الفتيات من الملجأ فهي لا تعلم الى اين ستذهب اتجهت الى حجرة المديرة وهي تحاول ابعاد الافكار السوداء عن رأسها وما ان دقت باب الغرفة حتى سمحت لها المرأة بالدخول فدلفت وهي تنظر أرضا وتقول
حضرتك عايزاني يا مدام عفت
عفت تعالي يا ياقوت فيه ضيف علشانك
رفعت ياقوت رأسها سريعا فهي لم يسبق لها ان حضر اي شخص لرؤيتها ورأت رجلا يبدوا في الخمسين من عمره بسبب التجاعيد الي خطت في وجهه وشعره الاسود الذي غلبه اللون الابيض وكان ينظر لها بهدوء فتوترت ونظرت الى عفت وهي تقول بصوت خفيض
ياقوت ضيف عشاني انا
عفت ايوه تعالي اقعدي ده الحاج سعيد العشري يبقى خالك يا ياقوت
نظرت لها ياقوت بذهول وقبل ان تتحدث تحدث
سعيد اولا
قائلا
اقعدي يا ياقوت يا بنتي انا خالك اخو مامتك سلوى الله يرحمها
ياقوت وهي تجلس طيب حضرتك كنت
فين العشر سنين اللي فاتوا دول
سعيد امك الله يرحمها اتجوزت ابوكي ڠصب عننا كلنا علشان كده مكناش نعلم بمۏتها ولا بوجودك حتى الا لما ابويا تعب جامد من كام شهر وطلب انه يشوفها ولما قدرت اوصل لمكان بيتكم عرفت من الجيران اللي حصل فجيت على هنا على طول
ياقوت پبكاء يعني حضرتك جاي تأخدني معاك
سعيد ايوه طبعا احنا منرميش لحمنا مهما حصل يلا يا بنتي قومي هاتي حاجاتك عشان تيجي معايا اسكندريه احنا عايشين هناك
حركت ياقوت رأسها بالايجاب وركضت الى الخارج لتتجه مباشرة الى الغرفة لتقوم بجمع حاجياتها القليلة للغاية وتقوم بتوديع صديقاتها وهي لا تستطيع التصديق انها لديها عائلة وستنتقل للاقامة معهم وفي خلال لحظات
كانت
تجلس بجوار سعيد في سيارته متجهين الى منزل عائلتها ونظرت من النافذة وهي تبتسم فيبدوا ان الحياة ستبتسم لها أخيرا
بعد مرور اربع ساعات
في الاسكندريه
توقفت السيارة امام احد المنازل الذي كانت هيئته تدل على ثراء صاحبه شعرت بالتوتر وهي تهبط من السيارات بجوار سعيد الذي حثها على التقدم بجواره وما ان اصبحت بداخل المنزل حتى تقدمت منها امرأة تبدوا في عمر خالها و فتاة شابة تشبهه وما ان وقفوا امامها حتى تحدث سعيد قائلا وهو يشير الى المرأة الاكبر سنا
ديه تبقى خالتك نجيه مراتي واللي جنبها دي جميله بنتي ثم اشار اليها وقال دي بقى ياقوت بنت سلوى اختي الله يرحمها
ياقوت بأبتسامه اهلا بيكم اتشرفت اني شفتكم
جميلة بسعاده اهلا بيكي شرفتي و نورتي والله
نجية اهلا بيكي يا ياقوت عامله ايه
ياقوت الحمد لله شكرا لحضرتك
سعيد يلا يا جميله خذي بنت عمتك وفرجيها على اوضتها عشان ترتاح من تعب المشوار
جميلة حاضر يا بابا يلا بينا يا ياقوت
ابتسمت لها ياقوت وسارت بجوارها بينما تتأمل ما حولها فهي لم تغادر جدران الملجأ من قبل ولا تتذكر حياتها قبل دخول الملجأ بسبب صغر عمرها في ذلك الوقت وما ان دلفت الى داخل الغرفة التي ارشدتها جميلة اليها حتى جلست على الفراش وابتسمت وهي تشعر بنعومته تحتها وتذكرت فراش الملجأ الصلب والضيق ونظرت حولها بتأمل وهي ترى الغرفة التي تعادل ثلاثة غرف من غرف الملجأ في الحجم وذات الوان زاهية ابتسمت وهي تلاحظ جميلة التي مازالت تقف بجوار الفراش وقالت
اقعدي يا جميلة واقفه ليه
جميلة لا انا هسيبك ترتاحي دلوقتي ولما تصحي نبقى نقعد
ونتكلم براحتنا
ياقوت ماشي زي ما تحبي
جميلة لو احتاجتي حاجه هتلاقيني تحت بس ابقي ألبسي طرحتك وانت نازله ليكون محمد رجع من الشركه
ياقوت بتسائل محمد مين
جميلة اخويا هو دلوقتي في الشركة وبيرجع قبل المغرب
ياقوت تمام ماشي
ابتسمت ياقوت وراقبت جميلة وهي تخرج من باب الغرفة وما ان اصبحت بمفردها حتى تخلصت سريعا من حذائها وصعدت على الفراش واخذت تقفز عليه بسعادة حتى شعرت بالارهاق فأستلقت بكامل ملابسها على الفراش وهي تضحك بطفوليه وما هي الا لحظات حتى غطت في نوم عميق
كانت الساعه تقترب من السادسة مساءا عندما هبطت ياقوت درجات السلم متجه الى الاسفل وما ان رأت جميلة التي كانت تصعد السلم حتى ابتسمت وهي تقول بخجل
واضح ان انا نمت كتير صح
جميلة بأبتسامة ولا يهمك انا كنت طالعه اصحيكي عشان كلنا قاعدين تحت وجدو مهران كان عايز يشوفك
ياقوت والله وانا كمان نفسي اشوفه اوي
جميلة طيب يلا بينا ننزل مع بعض
اطاعتها ياقوت وهبطت معها درجات السلم وماهي الا لحظات حتى كانت تجلس بجوار مهران الذي يقوم من حين لاخر بسعادة بينما كان الجميع يقومون بالترحيب بها واخذوا يتحدثون عن عدة موضوعات ولكنها لاحظت نظرات ابن شقيق والدتها محمد الذي قام جدها بالتعريف عنه منذ قليل وتحدثت عنه جميلة بالسابق والذي كان يبدوا في اواخر العشرينات من عمره بجسد رجولي يبدوا عليه القوة ووجه يبدوا عليه الحزم شعرت بقشعريرة غير مألوفة في جسدها عندما تلاقت اعينها البنية مع عيناه السوداء التي تنظر اليها بثبات فقامت بأبعاد عيناها عنه سريعا وهي تشعر بالحرارة تنتشر في وجنتيها
بعد مرور شهران
كانت ياقوت تجلس في الحديقة الخاصة بالمنزل عندما تقدم محمد منها وجلس على المقعد المجاور لها وهو يقول
قاعده لوحدك ليه امال فين جميلة
ياقوت بخجل جميلة كانت قاعده معايا بس طنط نادت عليها فراحت ليها
محمد تمام انتي عامله ايه مبسوطه معانا هنا
ياقوت ايوه طبعا انا طول عمري كان نفسي يبقى ليا عيله والحمد لله ربنا استجاب لدعواتي
محمد وهو يتأملها فعلا الحمد لله اننا عرفنا بوجودك
ابتسمت له ياقوت بتوتر فجملته كانت عادية للغاية ولكن طريقته في قولها جلبت الاحمرار الى وجنتيها وسمعته يضحك بصوت مرتفع وشعرت بالخجل اكثر وهي تستمع اليه وهو يقول
شكلك بقى
زي القمر
وانت مكسوفه عارفه يا ياقوت انا طول عمري مش بفكر في الارتباط بس شكلك كدا غيرتي تفكيري
ياقوت بتساؤل تقصد ايه
محمد وهو يتقدم منها في مجلسه بقول انا عايز اتجوزك ايه رأيك تتجوزيني
بسم
الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الثالث
انت بتدق جامد كدا ليه كل ما افكر في محمد هو انت حبيته في الفتره القصيره دي ولا ايه ايه يا ياقوت خلي بالك هو مجابش سيرة انه بيحبك في كلامه بس بردوا قال انه شاف انك غيرتي فكرته عن الارتباط يعني اكيد حاسس حاجه من ناحيتي
تنهدت ياقوت وهي تفكر في حديث محمد فهي تشعر بقابلية كبيرة لهذا الارتباط تنهدت بتفكير فهي قضت عشر سنوات من عمرها بداخل ملجأ لم تجد به اي ذرة من الحب وتحتاج لمن يقوم بالتعويض عنها فهي كما يقولون جائعة للحب والمشاعر الدافئة وقفت واتجهت الى داخل الغرفة وتمددت على فراشها وهي تبتسم بحب وتفكر ان محمد رجل ناضج واذا طلبها للزواج فلابد انه يريدها ان تكون معه وملكه وهي تشعر بمشاعر كثيرة بأتجاهه وتتمنى ان تصبح زوجته لذلك لا داعي للتفكير فهي تشعر انه هو من سيقوم بتعويضها عن سنوات الحرمان التي قضتها في الملجأ بعيدا عن الجو الاسري الذي يقدمه لها محمد الان على طبق من ذهب
في اليوم التالي
كانت ياقوت تشعر انها ستختفي من الخجل الذي تشعر به فما ان اخبرت محمد بموافقتها حتى اخبر الجميع بموافقتها وعلمت انهم كانوا يعلمون برغبته في الزواج منها واصر مهران على ان يكون الزفاف بعد ثلاثة ايام فلا حاجة للانتظار اكثر من ذلك وخاصة انهم يعيشون معا في المنزل نفسه والمنزل الخاص بمحمد لا ينقصه اي شيء فقد تم الانتهاء من تأثيثه منذ عدة اشهر ابتسمت لهم ياقوت بحب فالجميع يتعامل معها وكأنها فردا منهم منذ الازل وليس منذ شهران فقط مهران وربت على رأسها وهو يقول
قوليلي بقى يا ياقوت نفسك في ايه اجبهولك هديه لفرحك
ياقوت وهي ولا اي حاجه
يا جدي كل اللي انا عايزاه هو انك تكون دايما جانبي
مهران ربنا يباركلك يا بنتي على العموم انا عارف انا هجبلك ايه هديه اهم حاجه عندي

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *