رواية شظايا الكلمات أثير وراكان الفصل السادس 6 بقلم جهاد وجية
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية شظايا الكلمات أثير وراكان الفصل السادس 6 بقلم جهاد وجية
البارت السادس
_إلىَ أين بعد المفر منك؟!
= لقلبي
_وبعد هَجرك؟
= لروحي
*****************
استندت بجسدها على أقرب مقعد طالته قدmيها، مظهره والدmاء تقطر من أنفه ووجهه الشاحب وشفتيه البَنفسجيتين جعلها ترتجف عند الاقتراب منه، للآن تشعر بألــمٍ حادٍ بقلبها، حبست أنفاسها ودعت الله بنفسها، لقد مضى نصف ساعة منذ أن آتت به للمشفى واختفى خلف الغرفة الزجاجية، كانت تنوي صفعه ولكمه والصراخ عليه وسؤاله عن أسباب غيابه ولكن بعدmا رأت حالته باتت تريد فقط ضمه والبقاء بين أحضانه!! اللعنة على قلبها العاهر الذي تعلق به وأحبه، تنهدت بجزعٍ ونهضت تنوي الدلوف له ولكنها اصتدmت بالطبيب الخاص به، طغت اللهفة عليها وأردفت بقلق: براء عامل إيه يا دكتور
نظر لها الطبيب ببعض التوجس وتمتم: حضرتك مـ.ـر.اته؟!
ابتلعت ريقها بتردد ورسمت بسمة زائفة وهمست: ايوا
هز الطبيب رأسه بموافقة وتحدث بجدية: إحنا عملنا ليه شوية فحوصات وتحاليل وهي هتبين لينا حالته بالظبط
هزت رأسها بخــــوفٍ وتمسكت بثوبها وتمتمت بتوجس: حضرتك شاكك في حاجه؟
تفحص الطبيب الأوراق التي بيديه بدقة ومن ثم رمقها بنظرة شاملة وهتف: ورم
غادر الطبيب وتركها تتخبط وتردد كلمته التي بصقها لتسقط بخواء روحها ورحل!!! من المؤكد أنه يمزح!! عن أي ورمٍ يتحدث!!! هل؟؟ هل براء يُعاني؟! هزت رأسها بسخرية وابتسمت بتهكم لحديث الطبيب الكاذب من وجهة نظرها!! وجلست بتحدي أمام غرفته تنتظر ظهور نتائج الفحوصات التي ستكون الضـ.ـر.بة القاضية لها…..
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
مضت الدقائق عليهم بطيئة، توقفت دقات الساعة عند تلك اللحظات التي اختلسوها من الزمن، هي بضعفها واحتياجها وهو بقوته ومساندته لها، تلك الضمة ما كانت تحتاجه فقط، رغبت بإلاحتواء منه، ببطءٍ رفعت رأسها من عنقه ونظرت له بطريقة لأول مرة يختبرها قلبه منها، نظرة حالمة لأبعد الحدود، نظرة عاشقة متيمة برجلها الأول، ابتعد عنه واعتدلت في مقعدها ولكنها لم تفصل تشابك كفيهما وهمست بخفوتٍ: شكراً لوجودك
ابتسم بعشقٍ يتخلل روحه وتحدث بنبرة جعلتها ترفرف بعنان السماء: دا مكانك من غير ما تطلبي، حـ.ـضـ.ـني بيتك حتى لو زعلانين من بعض، أثير أنا معرفتش أحب غير بيكِ
ضحكت وسط دmـ.ـو.عها التي مازالت تهطل ورفعت كفه لشفتيها وطبعت قبلة رطبة فوقه وأردفت بنبرة ممتنه: وجودك زي البلسم بيداويني ويشفي قلبي
مدة من الصمت تخللها صوت أنفاسهم العالية وتنهيداتهم المطمئنة، مدة من النظرات الدافئة والحنونة والعاشقة، اللغة السائدة بينهم هي نظراتهم الشغوفة والصابره، قطع الصمت صوتها العـ.ـذ.ب: ممكن نروح مكان قريب من هنا؟!
ابتسم لصفاء عينيها وانعكاس أشعة الشمس عليها التي جعلت منها لوحة فنية بديعة أوضحت عظمة خالقها، هز رأسه بموافقة وتتبع شرحها له ولم تغادر شفتيه تلك الابتسامة الدافئة التي أبردت نيران قلبه……
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
استيقظت براحة عكس أيامها السابقة وتمطأت بدلالٍ شـ.ـديد ثم رفرفت بأهدابها عنـ.ـد.ما أبصرت شقيقتها بنظراتها الثاقبة، ابتسمت بتـ.ـو.تر وتحدثت بنعاسٍ: صباح القمر يا رحوم
رمقتها « رحمه» بنظرة مستهزئة ورطبت شفتيها وتحدثت: امممم بتثبتيني صح؟!
ضحكت على غـــضــــب شقيقتها واقتربت منها بخفة محتضنة إياها وتمتمت بمهادنه: إيه مزعل ست رحمه مننا طيب
رفعت الصغيرة رأسها بشموخٍ وتحدثت: إزاي تروحي لثائر ومتخدنيش معاكِ؟!
ضحكت « هبه» بشـ.ـدة على دراما الصغيرة المرحة وأردفت بنبرة مصطنعة الحـ.ـز.ن: والله هو اللي جه خادني يا رحمه وقال ماما عوزاكي وبس يعني
جحدتها الصغيرة بنظرة متوجسة وجذبت أذنها بخفة وأردفت: قلبك وقع تاني يا هبه؟
تلبكت بحديثها وشردت قليلاً به، هو بعنفوانه وقوته وشخصيته الطاغية اقتحم أسوار قلبها المتينة و.جـ.ـعلها كمراهقة تبتسم لكلمة غزلٍ عابرة، ابتعدت عن شقيقتها وتوجهت للشرفة وتركت للهواء حريته بالتخلخل بين خصلاتها الطويلة، ابتسمت لنسمة عابرة حـ.ـضـ.ـنت وجهها وتحدثت بخفوتٍ مُتيم: مش هتفهمي كلامي دلوقت بس رغم كدا هقولك، ثائر زي التلج اللي نزل على قلبي في عِز النار عشان يطفيه، يشبه تتر مسلسل قديم أو بيت طيب لجدودنا أو يمكن زي بسمة طفل لأم فضلت سنين عمرها تستناه، قلبي مكنش قدامه اختيار بين إنه يحبه أو لأ، قلبي وقع غـ.ـصـ.ـب عنه، ممرش وقت طويل بس زي ما بيقولوا مهما تخبى وتداري قلبك مسيره يحب ويدادي ويمكن قلبه مرايدنيش مش هكون حزينة والله لأن قلبي كفاية عليه حبي ليه، عمري ما فرحت بقصص الحب اللي بتتداول بين الناس لأني شايفه الحب من منظور تاني، الحب لمسة حنينه في وقت تعب، ضحكة صافية في وقت و.جـ.ـع، رسالة غزل في وقت حـ.ـز.ن وعتاب، ضمة في وقت خــــوف، ثقة في وقت خذلان، قوة في لحظة ضعف أو حتى كلمة في وقت ضياع، الحب مش مجرد كلمـ.ـا.ت بنقولها لا دا حاجه أعظم، يمكن مليش نصيب أتحب وقلبي يرفرف بلمسه من شخص قلبي يتنفض بشوفته بس قلبي راضي بشوفته، الحب أسطوره قديمة بتحيا بيها قلوبنا….
استطرد قليلاً ثم نظرت لشقيقتها المستفهمه وتمتمت بسلامٍ تام: عارفه إنك مش فاهمه أغلب كلامي بس وقت ما قلبك يدق هتفتكريه
ابتسمت «رحمه» وتمتمت باستفسار: وثائر بالنسبالك إيه بقا؟!
عادت لشرودها مرة أخرى تراقب قطرات المياه وهي تتمسح بزجاج السيارات المارة وتلك الهرة الخائفة من العبور، إنه الصباح ولم تغفل السماء عن إنزال رونقها الخاص للعالم، عقدت يديها حول صدرها وهمست بنبرة عميقة: ثائر زي المطر بعد صيف طويل وقحط مؤذي لتربة كانت خِصبه، ثائر بيمثل كل معاني الحب ليا رغم تناقض معانيه جوايا، هو كل حاجه حلوة عيني بتشوفها أو يمكن هو كل اللي عيوني شيفاه؟!…..
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فركت أصابعها بتـ.ـو.تر عنـ.ـد.ما تأخر في الخروج، فبعد لحظات ضعفها قررت ترك قلبها له وها هو حدد مع والدها موعد زفافِهم بعد غد!!!!
عدلت « أثير» وضع نظارتها الشمسية التي جعلتها بأروع إطلالة على الأطـ.ـلا.ق ووقفت بلهفة تنتظر خروجه من غرفة تبديل الملابس، فهو اصر عليها بأن ترافقه لاختيار بذلته زفافهم، ابتسمت عنـ.ـد.ما أبصرته حتى ظهرت نُغزتيها المُغريتين وعينيها تفيضان عشقًا له وأردفت: البدلة بقت حلوة بيك يا راكان
دار راكان بنظرة حولهم وابتسم بخبثٍ وأردف: طب ممكن تعدليلي لياقة القميص لأنها مضيقاني؟!
أومأت بموافقة واقتربت منه بعدmا خلعت نظارتها ووضعتها على أحد المقاعد، ها هو ذلك الرجل الذي ستذهب لبيته بعد غد ومن ثم تصبح زوجته قولاً وفعلاً، هو ذلك الرجل الذي أثنى على قلبها وربط روحها بروحه ليسكنها بظِلهُ وتصبح فتاته، كادت أن تقترب منه ولكن ظهرت فتاة من العدm تتغنج بوقفتها أمامه وثيابها تفضح أكثر ما تستر من جسدها وتتدلل عليه، غلت الدmاء بقلبها حتى وصلت لأبراج عقلها ليدق إنذار الخطر، لأول مرة تتخلى عن ضعفها وتقترب منها بلمحة وتدير وجهها عن « راكان» الخاص بها وتهتف بتملك: معلش أصل عنده حساسية بعيد عنك وكمان محتاج تهويه أصل المكان بقى خنيق فجأة
ناظرتها الفتاة بسخرية وتهكم وتمتمت وعينيها تدور على جسدها: وأنتِ مين بقا يا ست الحُسن
رأت الهجوم بعيني «راكان» ولكنها بادلته نظراته المشتعلة بأخرى مُسالمة وهادئة وقبضت بقوة على ذراع الفتاة وهتفت بكـبـــــريـاء وثقة: هي ماما معلمتكيش إنك متبصيش على حاجة غيرك لأن ممكن صاحبها يحط صباعه في عينك وتبقى بعين واحده أو من غير الاتنين أيهم أقرب يا…
هزت رأسها بتهكم وأكملت وهي تترك يديها وتتوجه لزوجها: يا ست الحسن!
لم تنتظر لتسمع ردة فعلها فيكفيها نظرات راكان الخبيثة ونظرات الفتاة الحارقة بل دفعته لغرفة الملابس وأغلقتها واستندت على الباب تلتقط أنفاسها بعد تلك المواجهة التي سُجلت أول اهدافها الرابحة بها….
أما ذلك الماكر…
نظرته الخبيثة لها أوضحت نواياه الكامنة ولكنه لم يدعها تستوعب بل دفن اعتراضها بجوفة بهجومه الكاسح عليها مما جعلها ترفع يديها لتحيط بعنقه بقوة لتتشبث به وليتها لم تفعل فحركتها البريئة ايقظت نيرانه الخامدة و.جـ.ـعلته يتعمق بقبلته المتلهفة لتنسحب أنفاسها وتشعر بوغزة ممُتعة تُدغدغ حواسها لتبتسم له وتبتعد عنه في خجل من استسلامها تلك المرة أيضاً وتخفض رأسها لأسفل لتتهرب من عيناه ولكنه استجمع رباط قوته ورفع مقلتيها الخجولتين وهمس بجانب أذنها: إحنا ملكية خاصه لأثير هانم ولقلب أثير هانم بس هي ترضى علينا بلمعة حب من عيونها وإحنا قلوبنا ترفرف وراها….
ابتعدت عنه بأنفاسٍ متهدجة ونبضاتٍ ثائرة ورطبت شفتيها بتـ.ـو.تر وتمتمت بخجل: يلا نمشي يا راكان
راقص حاجبيه ومرر إبهامه على شفتيها بحركات بطيئة جعلتها تتلبك بوقفتها وتشعر بصاعقة ضارية تحتل جسدها وأغمضت عينيها وحاولت تنظيم أنفاسها من قُربه المُهلك لقلبها وهمست بتعلثم : راكان… م ينفعش… بليز…زز
تركها وابتعد عنها لتشعر هي بالهواء يداهم جسدها بعد دفء حضوره فسارعت بفتح عينيها وصعقت لما رأته، بلعت لُعابها المُفرط وهمست بتوجس: أنتَ بتعمل إيه؟! … بتخلع كدا لي؟!
أكمل « راكان» خلع قميصه الأبيض وعيناه مصوبة فوق جسدها الخَجِل ونظرة عابثة تغزو مقلتيه الداكنتين وتمتم بجدية زائفة: بخلع اومال نمشي بالبدلة؟!
تلجلجت بوقفتها ودرات بنظرها بالغرفة الصغيرة وبلعت رَيقها وهمست وهي تنوي الخروج: طب أنا هستناك برا
لاعب حاجبيه بمكرً وغمر لها ثم تحدث بنبرة عابثة : ومالو كلها يومين يا أثير هانم
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
أما تلك المُتألــمة بقت بضع دقائق تمنع نفسها من الدلوف إليه ولكن لهفتها وقلقها غلبا عليها وها هي تُراقب ملامحه المُتعبة وكأنه خرج من إحدى ساحات القتال الشرسة، تقدmت من فراشه بقلبٍ ينتفض رُعبًا عليه، جلست على ركبتيها أمامه وأمسكت بكفه المُرتخي وبترددٍ ورجفة قربته من فمها لاثمة إياه بقبلة نازفة، قُبلة راجية وحزينة لما وصلا إليه!…
بللت شفتيها بطرف لسانها وخرج صوتها المرتعش بهمسٍ خافت ولكنه صاعق للقلوب : من سنين عدت مقدرش أعدها قضيتها في حبك، من أول مشكلة لينا سوا وأنا حبيتك، كنت ديما تهزر معايا وتقولي يا أوزعه وتتريق على مشيتي وطول وأنا أرد عليك وأزعق وأبقى نفسي أضـ.ـر.بك بس دا في الأول يوم ورا التاني وشهر ورا التاني لقتني بستنى هزارك دا بس لما كان بينا ؟ ايه خرجته برا؟ مكنتش كدا ؟ ايه بدل حالك يا كل حالي وكل غالي على قلبي، بيقولوا القط مبيحبش إلا خناقه دا مثل قديم كدا بينطبق عليا رغم كل اللي عملته في قلبي وكل و.جـ.ـع زرعته فيا لسه قلبي الجاهل بيحبك
صمتت قليلاً لتستجمع حروفها المُهاجرة وترقرقت الدmـ.ـو.ع بمقلتيها السوداويتين وهمست بضعف : متعودتش عليك ساكت، حبيتك وأنت بتشاكسني يا براء ….. خليك قوي بالله
انتصبت واقفة وطبعت قبلة عميقة فوق جبهته ودmـ.ـو.عها لأول مرة تصاحبها وتهطل لتواري ضعفها وقلة حيلتها، لم تدري لما فعلت ذلك ولا كيف ولكنها اتبعت ما يُمليه عليه قلبها، لم تكن قبلتها سوى عطوفة وحانية وراجية له، راجية ومتمنية عودته بقوته من جديد، كانت تحتاج تلك القبلة أكثر منه وقد كان وانتهى الأمر ……
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
مرَ بقية اليوم عليها بسلامٍ، لم تذهب لعملها التي كانت تتفانى به لأجل أن تحيا هي وشقيقتها ولكنها الآن لا ترغب بالابتعاد عن مُحيطه، جاذبية مجهولة تُلصقها به، تنهدت بيأس من مراقبته، باتت مُراهقة ساذجة تُراقب حبيبها من خلف شرفتها بانتظار عودته، لاح بعقلها صديقتها (ورده) !! ولكن كيف نسيتها ولم تسأل عن أحوالها ؟ أسرعت ملتقطة هاتفها وهاتفتها …..
_ عاملة إيه يا بشكير
قالتها (هبه) بمزاحٍ عنـ.ـد.ما طال الصمت إلا من أنفاس صديقتها العالية
= محتاجاكِ يا هبه
تمتمت بها (ورده) بضعفٍ عام وهمسٍ نازف نابع من قلبها المُرهق
سقط قلب الأخرى عنـ.ـد.ما وصل لها ما تشعر به رفيقتها فجذبت خِمارها ونقابها على عجلٍ وهي تسألها
_ أنتِ فين يا وردة
= في مستشفى *****
همست بها ( ورده) وبدأت دmـ.ـو.عها تتساقط من جديد مُعلنة بداية جديدة لها بمأساتها الجديدة التي ستطيح بصبرها !!!!……
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بلهفة وتسرع التهمت الدرج وهي تُعدل من ثيابها ولم تنتبه للحائط البشري المُقدm عليها ، رفعت عينيها بلامبالاة عنـ.ـد.ما رأت ظلٍ رجولي أصبح حائل بينها وبين باب البناية، كادت أن تصيح فيه بالابتعاد ولكنها عنـ.ـد.ما رأته أخفضت رأسها بينما هو بادر بسؤاله الغاضب : راحه فين يا هبه دلوقت ومستعجله كدا ليه حتى مربطيش نقابك كويس
هزت رأسها بنفي وتمتمت ويديها تقبض على رِباط نقابها : راحه المستشفى لورده ممكن لو سمحت تعديني ؟
أفسح (ثائر) لها الطريق وسبقها متحدثًا بأمرٍ : اتفضلي ورايا هوصلك
لم يكن لديها مجالاً للمناقشة أو الرفض وسارت خلفه بخنوعٍ وقلبها ينبض بعنف من هواجسها التي تصور لها السوء برفيقتها، جلست بالمقعد جواره وشردت قليلاً بحالها ولكن …..
شرد هو بها، بداية من عينيها البُنيتين اللامعتين بالعَبرات حتى صوتها الهامس الذي بات يُدmنه ويعتاد عليه، تُشبه زهرة الربيع المُتفتحة التي مرت بقلبه لتتهادى بخطواتها المدللة فوق دقاته العالية، حمحم ( ثائر) بصوته قاطعًا الصمت وأردف بهدوء : مين ورده دي ؟
ابتسمت لصوته الذي تخطى جميع الحواجز ليعبر لقلبها ورمقته بنظرة جاهدت لإخفاء ارتباكها وهمست بحـ.ـز.ن : صحبتي الوحيدة
صمت قليلاً وراقب الطريق من حولهم، السماء ليست بحالة جيدة الليلة، من المؤكد أن موجة من الأمطار قادmة، اختلس بعض النظرات لها ليرى تلك البُقعة المالحة أسفل عينيها والتي أكدت حِدثه بأنها تبكي، قبض على مقود السيارة بعنف حتى أبيضت سُلمياته ولكنه تمالك غـــضــــبه من حـ.ـز.نها وأردف بتوجس : عرفتيها إزاي ؟
حسناً هي تحتاج الحديث وها هو يُقدm لها بطاقة البِدء على طبقٍ من ذهب، أشاحت بوجهها للطريق حيث بدأت قطرات المياه بالهطول وصوت الرياح بدأ بالعزف على أحزانها وكأن الجميع يشاركها تلك اللحظة الفريدة وكم هي ممنونة لهم، فركت كفيها بتـ.ـو.تر وتحدثت ببسمة استشفها هو من صوتها : لما دخلت الحاره اللي والدة فاضل قالتلي هتعيشي فيها كنت تايهه، معرفش حد، خايفه، كنت تعبانه، كل ذرة بتئن من الو.جـ.ـع جوايا غير و.جـ.ـع قلبي، كنت ماشية بتسند على الحيطان لحد ما ظهرتلي بـ.ـنت شالت عني شنطتي ومسكت رحمه ودورتلي على شقة فيها، فضلت معايا طول اليوم لحد ما نضفت الشقة وجابلتي أكل وبعدين سابتني، تاني يوم لقيتها جايه بتطمن عليا، وجابتلي دكتور والعلاج وفضل الوضع دا لحد ما خفيت، كنت بسيب رحمه عند مامتها وقت شغلي لأني خايفه عليها، صادف وشغلي كان معاها في نفس الشركة، كل دا ومكنتش تعرف حكايتي ولا اسمي غير بعدها بإسبوعين لما خفيت، مكنتش خايفه من وجودها، كنت مطمنه، حد بيطيب جـ.ـر.حك ببسمة منه وهو مفتقدها، حد بيحـ.ـضـ.ـنك لما تتعب بعد ما كنت وحيد بتعاني، ورده زي الحلم، أنا لو بحمد ربنا على رزق هيبقى ورده، علاقتنا مش صحاب ولا مجرد فترة وهتعدي، إحنا بنبعد وقت المشاكل لإننا محتاجين هُدنه بس لما قلوبنا بتحتاج بعضها بنرجع من غير تفكير، أصل الصحاب من بالعدد ولا بالكلام لا بالفعل والأوقات …..
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دقت الساعة التاسعة وهم جالسان بالحديقة يتحدثان، رُغماً عنها أجلسها ووضع رأسه فوق فخذها وأغمض عينيه براحة، قلبه هادئ، روحه سعيدة، يومين فقط وستذهب معه لبيته ويستيقظ يحتضنها كل صباح، يومين فقط وستصبح ملكه!!
جذب (راكان) أناملها الرقيقة ووضعها بين منابت شعره الأسود وأغمض عينيه بعشق وهمس باسمها بتأني : أثير
ابتسمت هي الأخرى ولكن بخجل واحمرت وجنتيها وهمست بنعومة : نعم …
بلع ريقه بصعوبة من همسها الناعم الذي أطرب أذنيه و.جـ.ـعله يتخيل أشياءٍ لو علمتها هي لسقطت فاقدة للوعي من خجلها، أمسك كفها من بين خصلاته ووضعه برفقٍ فوق خافقه لتصبح قبضتها تتراقص على نبضاته السريعة وأنفاسه السطحية وأردف بتمني : أوعي تفرطي في قلبي يا أثير….لو في يوم حصل بينا مشكلة واجهيني بيها وعاتبيني بس متمشيش ولا تسكتي، متبعديش عن قلبي لأنه ضعيف من غيرك والله
غَصة مؤلمة اجتاحت حلقه يعرفها جيداً تلك التي تسبق بكاؤه جعلته يغمض عينيه ويتحدث متهربًا منها : ا عـ.ـر.في إن أي حاجه وكل حاجه بعملها عشانك والله، متفكريش تسيبيني من قبل ما تواجهيني وتلوميني، أنا عمري ما هقصد في يوم أو.جـ.ـعك ولا أجـ.ـر.حك ولو حصل بيبقى غـ.ـصـ.ـب عني …
ابتسمت بحنانٍ لتـ.ـو.تره وحديثه الغامض عليها وربتت فوق صدره هامسة برقتها المعهودة : اللي بيحب مبيوجـ.ـعش يا راكان
هز رأسه بيأس من تلك الدmـ.ـو.ع التي تعنفه رغبة بالهطول وزاغ ببصره نحو النجوم العالية وتحدث برجاء : لا بيوجـ.ـع وبيقــ,تــل، بس ممكن ميبقاش قاصد ممكن يكون بيختارله و.جـ.ـع أخف من و.جـ.ـع ويضطر يوجـ.ـع نفسه معاه، اللي بيحب بيوجـ.ـع يا أثير
احتارت من صوته المتألــم عكس لهفته وفرحته منذ قليل، ولما ذلك الو.جـ.ـع بنبرته؟! رفعت رأسه ببطء من فوق قدmها وثقبته بعينيها بنظرة شاملة وكورت وجهه بين كفيها بجرأة جديدة وأردفت : مالك يا راكان
اقترب بوجهه من كفيها أكثر وأغمض عينيه بألــم ودmـ.ـو.عٍ تشتاق للنزول وهمس بخفوت : احـ.ـضـ.ـنيني ….
لبت رغبته على الفور وفتحت ذراعيها بلهفة كدعوة صريحة له ليُلقي بألــمه بين ثناياها الرقيقة، دفن وجهه بعنفٍ بين خصلاتها النارية وذراعيه متشبثين بخصرها بقوة وكأنه يخشى ذهابها ؟! همس بتعب : بحبك يا أثير … بحبك والله
ضمته بقوة مماثلة لقوته لعلها تستشف سبب تألــمه ونزاع عقله الخائف من سببٍ مجهول!! رغبت لو همست له بحبها الجديد ولهفتها عليه ورغبتها بالبكاء على حـ.ـز.نه وو.جـ.ـعه ولكنها يجب عليها التحلي بالقوة لأجله !! ولكن هل للقدر ظنونٍ أخرى !!!؟
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بخطواتٍ متعثرة بحثت عنها وقلبها بخفق بقوة وهلع، هوى قلبها للحافة عنـ.ـد.ما ناظرتها جالسة على الأرضية البـ.ـاردة واضعة رأسها بين قدmيها وصوت نحيبها يصل لها، أسرعت مقتربة منها حتى وصلت إليها وجلست أمامها وهمست بقلق : ورده !!
رفعت ( ورده) رأسها ببطء لترى رفيقتها الوحيدة بلهفتها وقلقها الواضح على محياها وملابسه الغير مرتبة وصوتها الخائف!، ابتسمت بحـ.ـز.ن ورَمت بذاتها بين ذراعيها، لم تأبه بالمكان ولا العالم هي فقط رغبت بصدرٍ يستقبل و.جـ.ـعها ويضم قلبها، رغبت ولو بشفقة تخفف عنها أنين قلبها، بعدmا صرح لها الطبيب بـ.ـنتيجة الفحوصات التي أظهرت شـ.ـدة مرضه لم تشعر بنفسها للآن، مازال فاقدًا للوعي وهي هنا تُصارع هواجسها المُرتعبة، بضعفٍ وتعب أغمضت عينيها وهمست بوهنٍ : هيروح مني يا هبه، بعد حُبي ليه دا كله بيضيع مني، بعد ما حبيت عيوبه وتعبه لقلبي عاوز يمشي ويسيبني يا هبه، براء عنده كانسر في حالة متاخرة يا هبه، كانسر عارفه يعني إيه ؟؟ يعني … يعني هيمـ.ـو.ت !! يعني بعد ما و.جـ.ـع قلبي هيمشي بسهوله كدا!!! دا قلبي بينزف بسببه وعشانه!! أنا قولت ليه مش عاوزة أشوفك بس مكنش قصدي كدا والله، أنتِ عارفه كدا صح ؟!!
تساقطت دmـ.ـو.ع ( هبه) المُشفقة والحزينة على حال رفيقتها التي مازالت تُدافع القدر لعله يبتسم لها ولكن بكل مرة تسقط مُدmرة وفاقدة لجزءٍ منها، لكل مرة تفقد قوتها وقلبها وتتحطم آمالها، هزت رأسها بصدmة من تلك الهيستيريا التي عليها ( ورده) وضمتها بقوة وهمست لها بتأكيد : عارفه يا قلب هبه …. عارفه والله
دفنت وجهها أكثر بصدر ( هبه) وببكاءٍ مكتوم همست : والله يا هبه مكنتش اقصد، كنت بس عاوزه هدنه بعيد عنه عشان قلبي تعب من حبه، رَجع ليها يوجـ.ـعني بالحقيقة دي، أنا قلبي مبقاش حمل و.جـ.ـع جديد، هو مش هيمشي ويسيبني صح !!! هو بيحبني صح !!!؟
صوت نحيبهم جعل المارين يشفقون عليهم ومنهم من بكىَ حـ.ـز.نًا على حالهم…..
علا صوت نشيج كلتاهما وتراخت قوتهم وهتفت (هبه) مؤكدة : والله مش هيمشي عشانك والله بيحبك بس اهدي …
تراخت قوة ( ورده) وضعفها خلف سِتار حـ.ـز.نها وو.جـ.ـعها المزمن وسقطت قبضتها المتشبثة بصديقتها وسقطت غائبة عن الوعي، تاركة قلب ( هبه) ينتفض خــــوفا عليها……
هل ستنتهي قصتهم المأساوية عند ذلك السطر بنقطة سوداء أم فصلة متعددة تُبشر ببداية زهرية عليهم!!!
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية شظايا الكلمات أثير وراكان)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)