رواية شظايا الكلمات أثير وراكان الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم جهاد وجية
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية شظايا الكلمات أثير وراكان الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم جهاد وجية
البارت الثاني والعشرون
بين ذهابٍ وعودة سـتبقى مَسكني الوحيد وشِفاء فؤادي النابض ولُطف العالم لـروحي المتألــمة…
لاشك أن التناقض الدائم بـالمشاعر يُولد غريزة من التشتت والضياع تؤرجح الأنفس بين الإقدام على الفعل أو النفور منه، تؤخر السعادة والراحة التي من المفترض أن تسكن القلوب وتُعمرها!! من رحمة الله بنا فقط أنه يهبنا سَكينة لـحظية بـأوقات الألــم التي لا تحتمل لـنُعيد أدراجنا ونحاول من جديد فِهم مُلابسات الأمور وخباياها!!
«حبه أشبه بـنيران تـحرقني وجحيمٍ يـضمني»
منذ تلك الليلة ولـشهرٍ كامل تتجاهله!! بـالأحرى تتهرب منه!! تعتني بـ «حمزه» وتظل جانبه طيلة الوقت حتى ينام ومن ثم تبدأ معاناتها التي يستمع لها بـروحه النازفة، يستمع لـصوت بكائها ليلاً وأنينها الخافت!! تحرقه دmـ.ـو.عها وهو عاجزًا عن الذهاب إليها وضمها والاعتذار منها!! لعن نفسه ألف مرة على ما تفوه به عنـ.ـد.ما أخبرها أن تأخذ وقتها وأنه لن يتدخل بـقرارها وسيتركها حتى تعود إليه!!! أين كان عقله عنـ.ـد.ما بصق جوفه بـتلك الحروف!! هو الآن أشبه بـمن بُترت يداه بـمحض إرادته الحرة وبقى يراقبها تفترق عنه!! عَلم أن مواجهتها البسيطة مع أهلها سـتفتح لها أبوابًا من الجِراح التي لن تتحملها بالمره!! يشعر بـلومها وجلدها لـذاتها بسببه!! ضـ.ـر.ب رأسه بـقوة بـالحائط لـتتوقف تلك الآلام العنيفة وتقطع سيل أفكاره ولكن شعر بـشئٍ يحول بين رأسه والحائط وما كانت سوى يدها الرقيقة التي منعته!!! رفع رأسه لـتتلاقى نظراتهم بـشغفٍ وشوقٍ ونـ.ـد.مٍ منه وهدوءٍ وفراغٍ منها!! تحركت خطوتين مبتعدة عنه لـتدخل غرفتها ولكنه لن يبقى الطرف الصامت هذه المرة وتمتم بـنـ.ـد.م
_ أثـير كفايه كدا، أنا آسف وهفضل طول عمري اتأسف لو دا هيخليكي ترجعيلي وتبطلي تتجلدي نفسك وتعـ.ـذ.بي روحك كل ليله ، كفايه بُعد وتجاهل
لم تلتف له ورطبت شفتيها بـهدوء متمتمة بـنَبرة فارغة
_ بتتأسف على إيه مفيش حاجه تستاهل الأسف ولا حتى النـ.ـد.م وبالنسبه لـلي بعمله في نفسي دا شيء يخصني وأنا حره
شعر بـفراغ روحها من صوتها وتصلب جسدها أمامه!! أين الفتاة التي أحبها!؟ أهو من بدلها لـتلك النسخة الجافية التي عليها؟! أهو من صنع تلك الشاحبة التي أمامه؟! تحرك مقتربًا منها حتى بات لا يفصل بينهم سوى بعض الإنشات وهمس بـرجاءٍ وتوسل
_ كل حاجه هتتعدل لما نكون سوا، لوميني وعاتبيني وحتى اضـ.ـر.بيني واعملي كل اللي يمليه عليكي قلبك بس سامحيني وارجعي زي الأول، ضحكتي وحـ.ـشـ.ـتني يا أثـير، أنا مش متحمل أشوفك بـتتبدلي قدامي كل يوم وتبعدي أكتر….
ابتعد عنه فاركة جبهتها بـإرهاق هامسة
_ بعد إذنك أنا تعبانه ومحتاجه ارتاح شوي
ظنت أن بذلك ستهرب منه كعادتها ولكنها لا تعلم أنه قرر اليوم وضع حدًا لـتلك الشاكلة التي عليها وجذبها قابضًا على كتفيها بـقوة مسلطًا عيناه على حدقتيها البـ.ـاردتين وهتف بـحرقة وغـــضــــب
_ هتنامي الساعه 9 الصبح!!! مش زي كل ليله تتهربي وتدخلي، عاوزه ترتاحي ولا عاوزه تدخلي تعيطي وتكتمي و.جـ.ـعك زي كل ليله وتخبي عني ضياعك وتفضلي بعيده عني، عوزاني أسيبك بالطريقة دي تستنزفي قوتك لحد ما اصحى في يوم ملاقكيش؟! عوزاني لأمتى اشوفك بتمـ.ـو.تي قدامي وأقول دا قرارها سبها تاخد وقتها وهترجع!!! بس لا دا حالتك بتسوء وتعـ.ـذ.بي روحك وتجلديها وكأنها اذنبت!!!
فاضت محاولاتها لـتصنع الصمت والبرود وأخذ الجفاء سبيلاً معه وبـصعوبة أبعدت كفيه عن كتفيها وقست ملامحها كليًا وهتفت بـقوة وغـــضــــب ممـ.ـيـ.ـت أحرق روحها
_ بهرب منك وببعد عنك عشان محملكش ذنب إني مشيت أهلي مكـ.ـسورين من بيتي وعشان مش كل ما أشوفك افتكر و.جـ.ـع بحارب عشان ادفنه وأكمل بهدوء، بجلد نفسها لأني غـ.ـصـ.ـب عني لسه بحبك كل يوم أكتر من اللي قبله كأنك مرض بتتكاثر جوايا مش هبطل أحبك غير لما تمـ.ـو.تني أنتَ!!! بهرب من نفسي الضعيفه البشعه اللي اتحملت فوق طاقتها واستنزفت كل محاولاتها عشان تواسي روحي!!! بهرب من قلبي اللي بيبكي كل يوم من الو.جـ.ـع وأنا بفتكر اللي عيشه وبشاعة اللي اتعرضت ليه!!! عاوز تعرف اللي قلبي بيمليه عليا!! إني أبعد واهجر كل حاحه بتجمعني بيك وأبدأ من الصفر بعيد عن حبك وعن طيفك وعنك!!! أنا فضلت عشان حمزه ولحد الآن مش عشانك ولا عشاني، لا عشان الطفل اللي ملوش ذنب في حاجه، أنا لا هلومك ولا هعاتبك
نزلت كلمـ.ـا.تها عليه كـطـــعـــنات حادة شقت روحه لـأجزاءٍ متساوية ولكنها مشوهة كلياًّ!! لم يهتم لما يعانيه قلبه الآن ولكن مظهرها ودmـ.ـو.عها التي تساقطت بلا إرادة منها من بين حديثها ورجفة جسدها الغاضب وأنفاسها التي تلمست وجهه جعلته يتمنى المـ.ـو.ت عوضًا عن ما سببه لها من جروحٍ غائرة جعلتها تتألــم وتبكي دmاً!!! ابتلع غِصة مريرة بـحلقه واقتربت أنامله لـتزيل دmـ.ـو.عها بـعشقٍ ونـ.ـد.م هامسًا
_ المره اللي فاتت كنت معاكي في قرارك ووقفت جنبك وسيبتك تاخدي وشوفتك بـتعـ.ـذ.بي نفسك في كل دقيقة بتمر عليكي وأنا عاجز حتى عن إني اكـ.ـسر باب الأوضه اللي فاصل بينا واحـ.ـضـ.ـنك وأخبيكي جوايا وأخد ألــمك بس المره دي لأ… المره دي هفضل جنبك بس بطريقتي وبشروطي… هنرجع سوا عشانا وعشان قلوبنا اللي بنعـ.ـذ.بها، مش هسمحلك تبكي تاني ولا تنـ.ـد.مي ولا ترهقي قلبك، مش هقدmلك فرصه واحده تتو.جـ.ـعي منها وتجبرك تهربي مني، مبقتش قادر اتحمل بعدك يا أثـير، مبقتش عارف أكمل من غيرك ولا قادر حتى ارتاح….
أغمضت عينيها تاركًا لـروحها الشعور بـقربه منها وملمس أصابعه الخشنة وهي تتحسس بـشرتها جعلتها لا إراديًا تُلقي بـنفسها وسط أحضانه غارقة به متشبثة بـعنقه بـكل ما لديها من قوة باقية وانسابت المزيد والمزيد من دmـ.ـو.عها مبللة ثيابه وكم أرهقته فعلتها!! كم تَعِبَ قلبه منذ مدة لـيحصل على أنفاسها بـقربه فهي لم تترك له مجالاً لـيقترب منها كانت تغلق غرفتها من الداخل ليلاً حتى لا يراها!! أغمض عينيه متنهدًا ولف ذراعيه حول جسدها ورفعها دافنًا وجهه بـعنقها ساحبًا رحيقها الهادئ الذي اعاده للحياة مجدداً!! تنفس بقوة كـمدmنٍ حصل للتو على جرعته بعد غيابٍ بعثره وهمس بـحب وصدق
_ مش هسمحلك تفارقيني وتبعدي تاني، قلبي تعب في بعدك كفايه وأنا مش هعافر تاني غير عشانك، بلاش تتعبي قلبي، حالي كان ضايع بـغيابك وغياب روحك عني يا كل حالي
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
حالِها كـحال الغريق بلا طرق نجاة، انتقلت بعد ذهابه بـإصرارٍ شـ.ـديد من والدته لـتمكث معها حتى عودته، منعت نفسها من توديعه وكذلك مهاتفته فقط كانت تسترق السمع لـمكالمته مع والدته يومًا وتعبه الظاهر بـصوته المحبب لها، مضى شهرًا ويومان وسبع ساعاتٍ على غيابه، كم كانت الثوان طويلة الأمد عليها وكأنها سنوات قضتها بـالعـ.ـذ.اب!! ما يقلقها أن والدته لم تتحدث بشأن عودته وهذا ما يحـ.ـز.نها أيمكن أن يطول غيابه عنها!؟ شطفت وجهها بـالماء البـ.ـارد وجففته بـشرودٍ وعينيها زائغة بـنقطة من الفراغ الذي يحوي قلبها المشتاق له!! أنزلت نقابها والتفت عائدة ولكنها….شهقت بـصدmة ورُعب عنـ.ـد.ما رأته يدلف من باب المرحاض الخاص بـالشركة بـكل قوة وعلى وجهه المندوب بـسمة خبيثة جعلاها تبتلع ما بقى من رعـ.ـبها وتعض على شفتيها بـقوة أدmتها وتدعو بـسرها أن يكون ذلك ما هو إلا تخيل وسيختفي!!! ولكن ما بث الهلع بها هو صوت خطواته التي اقتربت منها وصوت إغلاقه لـلباب فـأصبحت معه بـغرفة شعرت بـغياب الأكسجين بها!!
اصطدmت بـعنف بـالحائط الزجاجي خلفها من فرط تـ.ـو.ترها وخــــوفها منه!!! مصدر كوابيسها الأول ومخاوفها الأبدية!! تراجعت بـجسدها قدر المستطاع عن مرمي بصره بل عن طيفه المحاصر لها وكممت فمها بيديها مانعة شهقة مصدومة أن تنفلت منه!! ولكنه لم يرحم خــــوفها وظل يقترب منها حتى لفحت أنفاسه المشمئزة نقابها وهمس بـبرود:
_ هي الحلوه خايفه ليه؟! احنا هنتسلى شوي زي زمان وخلاص!! فاكره أيامنا سوا؟!!!
فتحت فمها مقررة نهره أو ربما الصراخ عليه ولكن اختفت كلمتها لا تعرف أين بينما ابتسم هو بـرعـ.ـب وهتف بـتوعد بـتسلية:
_ فين الدكر اللي كنتي بتتحامي فيه؟!! طلع أحسن مني في إيه؟! بيبسطك كويس يعني؟! شبهك ونفس وساختك صح؟!!!!
أغمضت عينيها بـألــم وعزيمة كامنة انبثقت من حدقتيها عنـ.ـد.ما افرجت عنهم تزامنًا مع صوت صفعتها التي هوت بـعنف وقسوة على وجهه تاركة آثارًا بديعة به!! ابتسمت بـاستهزاء لـنظرة الشر التي اندلعت منه وهمست بـقوة وثبات:
_ اللي بتتكلم عنه دا أشرف منك ومن أمثالك كلهم ولو فضلت طول عمرك مش هتعرف تكون شعره واحده منه لأنك ندل ووا.طـ.ـي وقذر فاهم!!!! أنتَ نَكره!!!
لن تنكر أن بسمته المريـ.ـضة التي عَلت ثِغره ولمعت عيناه التي تتذكرها جيداً جعلتها ترتجف بـردًا رغم قسوة المناخ الحار!! حاولت دفعه ولكنه لم يترك لها فرصة وقبض بـشراسة على مؤخرة رأسه مقربًا أنفاسه منها أكثر وأردف من بين أسنانه بـحدة وغـــضــــبٍ أعمى:
_ مش أنا اللي واحدة وسـ.ـخه زيك تغلط فيه ويسيبها يا حلوه، وحياة أمك لـأدفعك تمن كل اللي عمله الكـ.ـلـ.ـب بـتاعك وأعرفك اللي بيجي عليا بيحصله إيه!!!
سقطت دmـ.ـو.عها بسبب كم الإهانات والآثام التي يُلقيها بها وآلالام جسدها بـسبب قسوته وعنفه عليها وتلك الغصة التي تحرق حلقها لم تساعدها!!! مما جعلها تتمنى المـ.ـو.ت عوضًا عن رؤية ذاتها الآن!! وحاولت انتشال رأسها من يده ولكنه سبقها ضاربًا جسدها بـالزجاج محاوطًا عنقها حتى اختفت أنفاسها وتمتم بـلذة واستمتاع:
_ خايفه ليه مفروض تكوني اتعودتي على كدا مني ومش جديد عليكي بس أنا بقولك خافي لأن الجديد هيخليكي تتمني المـ.ـو.ت
لم ينفعها ضعفها وقلة حيلتها أمامه فـتنفست محاولة جذب أنفاسها التي يحجرها عليها وباغتته بـركلة بين ساقيه ارتدَ على أثرها للخلف تاركًا جسدها وهتفت هي بـقوة مزيفة وبكاء:
_ منك للاااه ربنا عمرهما هينصرك وهياخدلي حقي وينتقم منك ويومك قرب ووقتها مش هتلاقي اللي ينجدك لأن اللي زيك مسخ ومريـ.ـض، شبه الكـ.ـلـ.ـب بيعض كل اللي حواليه دا حتى الكل أوفى منك، إياك تقرب مني ولا ألــمح طيفك في مكان أنا فيه لأنك مجربتش قسوة واحدة ست ولا مُكرها وغـــضــــبها ممكن يحرقوك ويدفنوك حي …..
بصقت حروفها بـحرقة وغـــضــــب لن تجتازه يومًا ودفعت جسدها للمغادرة بعيدًا محيطه الذي يسبب لها الغثيان الإجبـ.ـاري ولكنه لم يتركها بل صدmها بـوقوفه بـقوة وغـــضــــب ساحق قابضًا على معصمها غارسًا أظافره بـعنف أصدرت هي صرخة تستحث أي بشرًا لـنجدتها ظنًا منها أنه سيتركها ويرحل! ولكنه صك على أسنانه بـشرهٍ وتهدجت أنفاسه مُلقية الرعـ.ـب بـقلبها!!! وتمتم بـصوتٍ جعلها تتمنى الأختفاء
_ كل اللي عمله فيا هطلعه عليكي وعلى جـ.ـسمك الحلو دا، أصلك بقيتي حلوه آخر حاجه
تجعدت ملامحها بـنفورٍ واشمئزاز ورغبت بالتقيؤ من حديثه الوقح ونظراته التي جعلتها تشك بـثيابها التي تغطيها كاملاً ولكنه يشعرها بأنها عارية أمامه!! دار بـعقلها دmـ.ـو.عها التي كانت لا تتوقف وأنينها الذي استمع له بـتلذذ وصوت صفعاته التي كان يمطرها بها كأنها حـ.ـيو.انًا مُجرد من انسانيته وله الحق بـإهانته وإذلاله كيفما يشاء!! ضـ.ـر.ب قلبها ليلة زفافها التي كانت كـجحيمًا من نوعٍ خاص عليها فقد أذاقها ألوان العـ.ـذ.اب وأخذها مرة تلو الأخرى دون رحمة أو شفقة بـجسدها الذي يختبر هذه الأمور للمرة الأولى!! لم تأتيه رأفة بـدmائها التي طغت على الفراش أسفلها ولا ازرقاق شفتيها وبرودة جسدها واستمر باغـ.ـتـ.ـsـ.ـابها حتى فقدت وعيها هروبًا من واقعها المأساوي!! صُراخها لم يؤثر به، نشيجها وحالات الفزع التي كانت تأخذها من الواقع لم يرأفوا لها عنده!! أيمتلك قلبًا أم قسوة وحجرا!!! نعتها بالمشوهة واضحت كذلك ليس خارجيًا بل ومن الداخل أيضاً من صميم روحها!! كل تلك اللحظات التي تركت الندبات بـفؤادها قبل جسدها جعلتها تنحني قاضمة كفه بـعنف حتى وسط محاولاته لإبعادها حتى ظنت أنها اقلعت لحمه بين أسنانها من فرط ألــمها منه وجرها وكل تلك الدmـ.ـو.ع التي ذرفتها بسببه!!! رفعت رأسها بقوة بُثت بها ورمقته بـنظرة مُقرفة وركلته بـحقد بـمعدته بعدmا انحنى ممسكًا بـرسغه الدامي!!! هي حقاً عضته حتى نزف!! هرولت مسرعة للخارج بـخطوات متعثرة تركض بلا وجهة وغشاوة الدmـ.ـو.ع بعينيها جعلتها تترنح بين خطوة وأخرى…
من بين طيات الطيبة تنفرج أبواب القسوة والحقد بعدmا ينطوي القلب ألــمًا وحسرة ممن وثق وأحب!! من رحم الحب الخالص تتولد القوة والبرودة والجفاء عندها تُخمد ثورة العشق و تشتعل نيران البُغض والذكريات المريرة بـرغبة مُلحة للثأر والانتقام بـقسوة لم يعهدها القلب البشري، بـظنك أن الجفاء واللوم الدائم والابتعاد وسائل لكسب المزيد من الحب فـأنت بـسذاجة طفلٍ في السادسة فكل تلك الأمور تترك الخذلان والفراغ بـالفؤاد وتُشيد من القسوة بروجًا عاتية…
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
وقفت بـتـ.ـو.تر تنتظر نتيجة ذلك الفحص وقلبها ينتفض بـفرحة خفية عليه، لم تُجربه إلا بعدmا خلفتها عادتها الشهرية وأتتها بعض لحظات الوهن!! أخرجت الشريط الأبيض ووضعته أمامها مغمضة عينيها وكأنها تستعد لـإيقاف قُنبلة ما!! فتحت إحدى عينيها بـتوجس وألقت نظرة عليها وسرعان ما صرخت بـفرحة وسعادة عنـ.ـد.ما ظهر الخط الأحمر الثاني الذي يبين إجابية حملها!! وضعت يديها على بطنها بـرقة وتساقطت دmعة مسرورة من مقلتيها متلمسة إياها بـعاطفة، هنا يقبع نطفة صغيرة منه!! هنا طفلها الثاني فهو رغم عمره الذي يفوقها تعتبره طفلها الأول!! لقد تلقى جرعتين من علاجه وبدا شعره يسقط مؤخراً ولكنه يعافر!! أهداهم الله تلك النعمة لـيؤكد لهم قُرب الفرج! ونهاية قصور الزلام الحالك الراقدين به، استندت بـحب على السطح الرخامي ونظرت لانعكاس صورتها بالمرأة عنـ.ـد.ما فُتحَ باب المرحاض لـيدلف « براء» بـقلق وعيناه الزيتونية تدور عليها بـلهفة وهتف
_ في إيه يا حبيبتي سمعتك بـتصرخي، أنتِ بخير؟! في حاجه و.جـ.ـعاكي؟!
ابتسمت بـعشق واقتربت منه بـشغف واشبعته تقبيلاً كـإجابة على أسئلته المتتالية، فتحت كفه بـحنان واضعة الاختبـ.ـار بها واتسعت بسمتها وهمست بـهيام
_ بـتمنى عيونه تكون شبهك وقلبه نسخه من قلبك
لم يفهم حديثها وظهر الغباء جليًا على ملامحه ولكنه نظر بـتعجب للاختبـ.ـار بيده وتلمس مغزي حديثها وبزغت بسمته هو الآخر وتحولت لـضحكاتٍ سعيدة وراضية وهمس بينما يضمها لـقلبه
_ هحبك أكتر من كدا إيه، كل يوم بكتشف إن حبي قليل عليكي وعلى طيبة ونقاء قلبك وروحك، كل يوم بتديني أمل جديد أعافر بيه عشان أخف وأكون أحسن، لو فضلت طول عمري أشكرك مش هوفيكي حقك وردة ربيعي
تلمست لحيته السوداء بـتتيم خاص به وسارت عينيها تلتهم ملامحه بـشغفٍ وصبابة فياضة وهمست بـنعومة وصدق
_ أنا اللي لو فضلت طول حياتي أحمد ربنا على وجودك مش هقدر أوفيه، أنا مبقتش عارفه اتنفس من غير وجود طيفك وهو بيحاوطني، بقيت مربوطه بيك وقلبي مرافق قلبك ومهما كان التمن اللي هندفعه عشان نكون سوا مش هتردد أقدmه ليك عشان تفضل تنور حياتي
شعور من الراحة والسعادة اللانهائية تخلل فؤاده وجسده الذي كان يتألــم منذ دقائق!! ولكن اختفى كل ذلك الألــم وحلت الفرحة عليه كـقدوم الربيع بـازدهاره وينابيعه الصافية، ضمها بـقوة لـصدره راغبًا بـجعلها أحد ضلوع قفصه الصظري لـتصبح على مقربة من خافقه الذي ينبض لأجل محياها الطيب وبسمتها البديعة ورقتها الفاتنه!!
مهما غطت السُحب السماء ليلاً هي مُجبرة على الابتعاد لـتسمح للشمس بـفرش أشعتها الحامية على الأرض باعثة الأمل والضياء بـالقلوب الذي أنهكها الليل المظلم بـطوله المؤلم، مهما طال اليأس والقنوط بيومٍ ما ونهارٍ ما سيركض التفاؤل والفرحة لـلقلوب الفَقيدة لهم!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بـنهاية اليوم وقفت « أثـيـر» أمام المرأة بـحـ.ـز.ن تنظر لـهيئتها المبعثره! وجهها الشاحب، الهالات السوداء التي تمكنت من عينيها، شفتيها الجافتين وأخيراً جسدها!! مصدر تعاستها الأول والأخير!! مكمن حـ.ـز.نها وشقائها!! تحسست معالم جسدها الأنوثي بـضجر وضيق وهمست
_ يعني الناس بتروح تدفع وتكلف عشان تنفخ الحاجات وأنا اللي عندي الحاجات مش عاجبني!
_ قولي لـنفسك والنبي يختي، دا أنتِ جـ.ـا.مده أخر حاجه يا هانم قلبي
صدحت كلمـ.ـا.ته المغازلة لها بـوقاحة رأتها بـعينيها بـانعكاس صورته معها بالمرأة مما جعلها تبتعد بـعينيها عنه وتبتسم بـحرج هامسة
_ أنتَ إزاي تدخل من غير ما تخبط!!
استند « راكــان» بـتسلية وسعادة على الخزانة عاقدًا ذراعيه أمام صدره وأردف بـخبث وعيناه تلتهمها
_ والله خبط بس أنتِ اللي كنتي مركزه مع الحاجات مش ذنبي!!
رمقتها بـخجل عنـ.ـد.ما رفع كتفيه واخدلهم بـاستسلام وبراءة جعلتها تبتسم رغمًا عنها وهمست بـغـــضــــب مصطنع
_ أنتَ بتبص على إيه يا سـ.ـا.فل؟
عض « راكــان» شفتيه بـخبث ووقاحة واشار لـجسدها هاتفًا
_ على الحاجات، أصلها من الآخر بطل
قضمت « أثـير» شفتيها بـخجل مُضاعف وتمتمت متعلثمة
_ طب يلا وريني جمال خطوتك عشان عاوزه أنام
رفع الآخر حاجبيه بـإهمال واقترب منها محاوطًا خصرها واسند رأسه على كتفها وهمس بـمرح
_ لا أنسى أنا الليله مش نايم غير معاكي وجنبك، داخلين على شهرين يا قادره، ارحميني دا أنا عريس حتى وملحقتش اتهنى
زمت « أثـير» شفتيها بـإغراء وابتعدت عنه بـدلال هامسة
_ ميخصنيش أنا اتعودت أنام لواحدي وبصراحه أنتَ بتشخر كتير بالليل وتفرك في السرير وأنا بحب الهدوء
جحظت عيني « راكــان» من ما تفوهت به وأشار على نفسه متحدثًا
_ أنا بشخر وبفرك؟! مبسقفش كمان وارقص؟!
رفعت يدها بـإهمال له وأردفت بـضيق
_ هو فرح مامتك هو؟!
ضيق عينيه بـتوجس واقترب منها وهمس أمام شفتيها
_ مش هنام غير هنا يا أثـير وأنتِ في حـ.ـضـ.ـني واللي عندك اعمليه
انتابتها نوبة من الضحك الشـ.ـديد أدmعت عينيها لها وهمست من بين ضحكاتها للذي يناظرها بـسعادة وكأنه حصل على ما تمناه يومًا
_ لو على اللي هعمله فهو كتير الدور والباقي عليك اللي مش هتقدر تعمل حاجه يا عيني وهتقعد تتفرج بس
صدحت ضحكاتها بـقوة وترنح جسدها للخلف من شـ.ـدة الضحك بينما استوعب عقل الآخر مخزى حديثها وهمس بـتساؤل مبطن
_ اوعى تكون اللي في البالي؟ هي مستقصداني؟!
تصنعت التفكير وهتفت من بين ضحكاتها
_ النهارده كم في الشهر!!؟
تهجم وجه « راكــان» وعض شفتيه بـحنق وتمتم
_ هو حد باصصلي في الجوازه دي عارف
كتمت ضحكاتها قدر الإمكان ولكنها لم تستطع وهزت رأسها بـتأكيد وجذبت ثياب النوم من الخزانة وهرولت للمرحاض ولم تتوقف ضحكاتها بين لكم هو الخزانة بـحسرة وتمتم
_ وأدي تلت أيام جاين مضروبين يا منحوس، جتك واكسه أكتر ما أنتَ في حظك الهِباب
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
وصلت أخيراً بعد ساعاتٍ من السير المجهول أمام المياه الزرقاء التي لوثها البشر بـأسرارهم الخفية وجِراحهم البشعة، جلست بـإهمال على الرمال محتضنة جسدها بـتعب بلغ مبلغه منها، تلاقت جفونها بـحرقة مُسقطة دmـ.ـو.عًا متتالية منسجمة مع تهدج أنفاسها وتفكك أعصابها، لـبرهة حمدت ربها على تلك الذكريات التي حقنتها بـقسوة غريبة عليها و.جـ.ـعلتها تفر هاربة من ذلك المريـ.ـض وما كان ينوي فعله بها، ظنت أن جميع مخاوفها اختفت بـابتعاده وأنه لن يعود وستعيش الحياة التي تمنتها يومًا مع من أحبت ولكن ثُقبت سفينة أحلامها وغرقت بـأعماق مُحيط ظلالها السوادء!! رأت بـوجهه ندبات مختلفة جعلته أبشع مما تصورت يومًا وكأن احدهم قصد ما فعل لـيخرجه للعالم بـصورة مسخٍ حقيقي!!، هناك بـبقعة مظلمة من فؤادها فتاة كانت مراهقة سعيدة تتراقص على انغام الموسيقى وتفرح مع قدوم الأنوار وتبتهج بـإحتضان والديها الآن هي متكورة على نفسها تناظرها بـلومٍ وعتاب وألــم يُضاعف و.جـ.ـعها!! أظنت بـأسوأ كوابيسها أن سـتبغض من تحب ذات يوم وتتمنى فناؤه!!
للقلب حرية الحب وكيفية الحب ولكن ما إن تخطى الأمر حد الألــم يصبح للعقل حزم العاطفة ودفن العشق بـقلعة سَجانها أقسى من المُعتدي وأسوارها أعلى من ناطحات السحاب!! يظل العقل يراقب معاناة الفؤاد وشناعة ما يرتكبه ويرفض التدخل حتى يصل الأمر للروح!! تلك الجزء المتبقي من السجية التي نحن عليها، تلك التي تجعلنا بشرًا!! ما إن يصل الأمر لها هيئناً للمذنب بـلعنة أحد من السيف وأقسى من الجمر
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
دلفت « هبه» بـخطواتٍ بـطيئة بعد وقتٍ طويل أخرجت به صناديق بأسها ويأسها، استمعت لـصوت ضحكاتٍ سعيدة تأتي من الداخل ولكنها تجاهلتها وكادت أن تدلف لـغرفتها ولكن هذا الصوت تعرفه!! صوته هو!! هل عاد!! تحملت على جسدها وأسرعت لهم بـبسمة تشع من قزحيتيها الحزينتين!! وقفت أمامه تنظر له بـحب وشوق والكثير من العواطف التي تدفعها لـإلقاء ذاتها بين أحضانه ولكنها انتبهت لـتلك الفتاة الفاتنة التي تنظر له بـحب وتبتسم محتضنة ذراعيه وهو كذلك!! وقع قلبها من هاوية عالية بـألــم وترقرقت العبـ.ـارات بـمقلتيها وناظرته بـقوة تتأكد من أنه هو الآخر يحتضنها بـقوة ويلف ذراعه حول عنقها مقربة إياها من صدره!!! أهذا هو من أحبت وانتظرت وهرولت إليه!!! أهذا من كان ملجأ قلبها الأوحد!!!
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية شظايا الكلمات أثير وراكان)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)