روايات

رواية شظايا الكلمات أثير وراكان الفصل الخامس عشر 15 بقلم جهاد وجية

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية شظايا الكلمات أثير وراكان الفصل الخامس عشر 15 بقلم جهاد وجية

 

 

البارت الخامس عشر

 

اتساع وخزات الألــم مؤشر جيد لتباين جمود الفؤاد

احتمالية نجاح العلاقات مرتبطة بنسبة مئوية يضعها الطرفين بـالمثابرة والإيثار كلاهما يتحتم عليهم ربط حِزام الأمان للإقلاع لأرضٍ عامرة بالتغيرات الفسيولوجية والنفسية والدنيوية!! ليس من السهل تقديم الحب بإفراط ومعه إيصالٍ أبدي لـضمان الوجود!! يتنحى العقل بـتلك المعركة المحسومة ليتخذ وضع المُراقب! لحين سقوط ثبات الفؤاد وإعلانه التخفي الكامل ليستلم اللُب الوِجهة لانتزاع الألــم وهدm أسوار الحـ.ـز.ن والشوق!!

بـمركز الشرطة وقفت «أثـير» بـخــــوف وألــم يمزق أحشاءها تبكي هلعًا مما قد يصيبه، مضت ساعة وهي على سجيتها تنتظر خروجه، لازالت لم تستوعب لما أُخذَ بتلك التهمة وكيف وهو لم يتثنى له الخروج من البيت كما أخبرها «ثائـر»!! دفنت وجهها الساخن بين كفيها المرتجفين وتوالت دmـ.ـو.عها الملتهبة تحرقها من الداخل، لم تقدر «هبه» على القدوم لمرضها وكل من بقى معها الآن هو «ثائـر»!! كيف تتساقط عليها كل تلك اللعنات من بداية زواجها الذي لم يَدُم لأيامٍ قليلة وجاءت غريبة وانتزعت فرحتها منها ولم تبالي بالفجوة التي أحدثتها بـفؤادها حتى أضحى منقلبًا عليها وتزداد وتيرة آلالامه!! ترغب بضمة واحدة من جدها أو ربما والدها ولا بأس ببسمة والدتها الحنونة ولكن بأي محيا ستواجههم!! كيف ستخبرهم بتلك المصائب التي تُصب فوق عقلها بلا تأني!! خطة زوجها المزعوم سعادته كانت فاشلة ورُسمت بقلمٍ رصاص سهل المحو ولم تصمد فهي بالكاد تتشبث بالبقاء!! انتبهت لـخروج «راكــان» مُكبل الرسغين مُكفر الوجه وعلامـ.ـا.ت الغـــضــــب ترتسم باحترافية على محياه ولكنها لم تُخفي ألــم قزحيتيه الراجيتين، هرولت إليه ودmـ.ـو.عها لم تتوقف وهتفت بغـــضــــب مشيرة ليديه:

_ راكــان في إيه وواخدينك على فين؟!
رأته يستسمح الرجل الممسك به بعيناه وانتقل ببصره لها بنظرة فارغة ولكنها حانية وهتف مقترباً منها:

_ متخافيش شوية إجراءات هتخلص ونرجع بيتنا بس ارجعي أنتِ

عن أي هراءٍ يتحدث يظنها طفلة وهكذا يضحك عليها بكلمتين!! دفعته بـغـــضــــب وحرقة بـصدره بكلتا يديها وهتفت بـصراخٍ مزقه:

_ لسه بردو بتضحك عليا!!! قولي هم لي بيعملوا فيك كدا!!!! أنت قــ,تــلتها!!!!

قاطعها نافيًا بشـ.ـدة وأمسك بكفيها بين يديه بـقوة يفتقدها وتحدث متهربًا بعيناه عنها:

_ لا لا… والله لا… هي أكيد ورا الكدبة دي… أنا معرفش يا أثـير… ارجعي البيت ومتخافيش

أنهى حديثه ونظر للرجل ليجذبه وتابعتهم بعيناه بـقلبٍ منفطر وروحٍ قاربت على الهلاك حتى اختفيا خلف جِدارٍ قاتم كـعيناه الدامعتين، تشعر بتشتته الهائل ولكن ما أقلقها هو هروب عيناه!!! دوماً كانت هي سبيلها الوحيد لتصديقه ولكن الآن!!

********************

بـمنتصف اليوم جلست «ورده» بـجانبه على أحد مقاعد الحديقة الذي أصرت على «براء» للخروج لها حتى يتعدل مزاجه قليلاً قبل جلسته الأولى غداً!! رأت حيرته وتدفق التساؤلات اللانهائية من عقله عن كيفية تلك الجلسات المرهونة حياته بها، ابتسمت بـحـ.ـز.ن لحاله ولكنها لن تسمح له بالانخراط بأفكاره فـقاطعته بـقرصة خفيفة بـخصره جعلته ينتفض من مكانه ويهتف بهلع و بـغـــضــــب مصطنع:

_ بتقرصي بقرة يا بقرة

لوت شفتيها بـضيقٍ زائف وعادت الكرة مرة أخرى ولكن أقوى وهتفت بكـبـــــريـاءٍ مازح:

_ ما هي البقرة مبتقعدش غير مع البقرة اللي زيها

تصنع «براء» الصدmة وخبط على صدره بـدراما وهتف بغباء:

_ تقصدي إني بقرة!؟

هزت «ورده» رأسها بـنفي وانفلتت منها ضحكة مرحة عليه وتمتمت بإنكار:

_ لا العفو يا قلبي عيب دا أنتَ مهما كان جوزي

جذبها «براء» لـصدره بـثقة ونصر وغمغم بغــــرور:

_ ايوا هي دي وردتي

كتمت ضحكاتها المستمتعة عليه وتمتمت بتماسك زائف:

_ أنتَ طوووور يا قلبي طوووووور

لم يدعها تكمل حيث دفعها من صدره كما جذبها لتقع على الارضية الخضراء وهتف بتشفي واشمئزاز مصطنع:

_ بالشفا يا قلبي

اعتدلت بـجلسته على الأرض ونظرت له من بين جفنيها المُغلقين نسبيًا بسبب أشعة الشمس وهتفت:

_ أما راجـ.ـل قليل الأصل صحيح.. يعني مأكلاك ومنضفاك وخرجتك تتشمش وفي الآخر دي جزاتي!!!!!… رجـ.ـاله توكس

ضحك «براء» بـشـ.ـدة عليها حتى ادmعت عيناه وتمتم من بين ضحكاته:

_ اسمها تتشمس يا جاهله… يا تعليم حكومي

لوحت «ورده» بـكفيها معاً بعدmا نهضت عازمة على وصلة من «الردح» المصري وهتفت:

_ حوش حوووش تعليم الخاص والاجنبي يخويا…. حتة براده بتتكلم أول مره أشوف حتة براده حديد بتتكلم يا جدع سبحان الله يحيي العظام

لم يتمالك زمام ضحكاته وانفجر ضاحكًا على معالم وجهها الشرسة وعقدة حاجبيها بدت رغم همجيتها عفوية له!!بدت ترياقًا خاص لسعادته وإعادة بريق ملامحه الشاحبة!! تلك الفتاة بـقوتها المتناهية تكفيه وتغنيه عن العالم برونقها الخاص!! جذبها من كفيها ونهض ضاحكا ثم هتف:

_ أنا تعليمك يا حلو يا مقطقط أنت

مدت شفتيها بـقرف و.جـ.ـعدت أنفها وتمتمت بـقلق وتوجس:

_ دا أخرك في الرومانسيه؟؟؟ مقطقط؟؟؟ قولي يا ابني لو أنت مش تمام ألحق نفسي قبل ما ألبس

غمزها «براء» من بين ضحكاتها وهتف بـوقاحة:

_ اديني فرصتي وهتعرف بنفسك يا بطل

بادلته وقاحته بأخرى مماثلة وجذبته من مقدmة قميصه وهمست أمام شفتيه بنبرة ناعمة:

_ هنشوف يا أبو عيون دوختني

استمعت لصدى ضحكاته بقلبها لا أذنها وهذا ما ارادته عن رغبة منها أن ينسى حـ.ـز.نه وأفكاره ويخرج معها قليلاً يشاركها عالمها المرح!! ستسحبه للعالم المُزهر حتى تنتهي فترة علاجه حتى ولو كلفها ذلك روحها، لن ينهزم أمامه السرطان ولا تُخار قوته!!

*******************
بـنهاية اليوم بعد العديد من الإثباتات والتحريات جلسوا جميعًا بـبيت «ثائر» ولم تنفك قزحيتي «أثـير» عن ذرف الدmـ.ـو.ع مما جعلها بحالة يرثى لها، جلست والدة «ثائر» محتضنة «دعاء» والدة «راكــان» المنهاره…

خيم الحـ.ـز.ن على الجميع بعد فشل «ثائـر» بالتوصل لحلٍ نهائي، ضمت «أثـير» جسدها لـ «هبه» بـضعف وتمتمت:

_ هو مقــ,تــلهاش يا هبه مستحيل راكــان يعمل كدا مهما حصل… صدقيني

فقيره للأصدقاء ووحيدة بالحياة فقدت ثقتها بـروحها خانها مصدر الأمان المُخزن لها فـتركت الأمواج تتقاذفها كـخرقة باليه لا حياة بها، ضُمت لتُكمل ثلاثي عُجت أرواحهم بـالندبات المماثلة مع اختلاف تأثيرها ولكن أضعفهم هي!!
جذبتها « هبه» بين ذراعيها بـحنانٍ وتمتمت وعيناه تتوسل «ثائـر»:

_ مصدقاكي بس اهدي عشان نفكر

قرر «ثائر» بـالخروج عن صمته الطائل وتمتم موجهًا حديثه لـ « أثـير»:

_ أثـير لازم تكوني أقوى من كدا عشان نعرف مين ورا اللعبه دي ومين عاوز يضر راكــان بالطريقة دي

ابتعدت « أثـير» عن أحضان «هبه» وضحكت بـتهكم هاتفة بـحرقة:

_ أنتَ بتقولي أقوى صح!!! وهبه عوزاني اهدى!!! اهدي وجوزي كل الادله بتثبت إنه فعلاً قــ,تــلها!!! قــ,تــل مـ.ـر.اته بعد ما هددها قدامنا كلنا!!! قــ,تــل مـ.ـر.اته بعد ما اعترفت ليه بوجود ابن منه!!! ابن زنا منه!!! حاضر ههدى وهكون أقوى بس بعدها محدش يلومني!!! محدش فيكوا حاسس بيا!!!

حاولت « هبه» تهدئتها وجذبها ولكنها دفعتها عنها بـغـــضــــب وألــم وأكملت بصياحٍ مؤلم:

_ محدش حاسس ولا فاهم….. جوزي طلع متجوز عليا وأنا زي الهبله بين كام ساعه حنيت ليه وكنت هسامحه!!! بس ربك كبير وضحلي وساخته وطلع عنده ولد كمان!!! مش كفايه صح!!! لا يقــ,تــل مـ.ـر.اته عشان يداري على قذارته بجريمه!!!! حد فيكوا شايف النار اللي بتنهش فيا!!! شايفين دmـ.ـو.عي دي!!! ولا حاجه ولا حاجه جنب كـ.ـسرتي وقلة حيلتي وأنا عاجزه حتى اروح لأهلي عشان يساعدوني!!! كفايه كـ.ـسرتي مش هكـ.ـسرهم معايا، أنا مش مسمحاه بس مش هبقى زيه، مش هكدب ولا ههرب، هعمل بأصلي وهقف جنبه وبعدها همحيه من حياتي ولو دا هيكلفني كل حياتي…

أنهت حديثها وخرجت مندفعة كـنيران ملتهبة وصفعت الباب بقوة خلفها انتفض الجميع على أثره وقلب تلك الأم يلتاع حـ.ـز.نًا ونـ.ـز.يفًا لحال فلذة كبدها الوحيد!!

عدة دقائق من القلق مرت عليهم قطعتهم والدة «راكــان» بـهمسٍ خافت موجهه حديثها لـ «ثائر»:

_ قولي يا ابني طمني على ابني

فرك «ثائر» جبهته بـتعب وإرهاق وهتف موضحًا:

_ راكــان فعلاً مكنش في البيت في الوقت اللي ميار اتقــ,تــلت فيه ودا اللي هتجنن وأعرفه لأنه كان بايت هنا معايا وصحيت لقيته جنبي وفي تسجيلات من مصدر مجهول بتهديد راكــان لـ ميار لما كانت هنا ومحاولته أنه يخـ.ـنـ.ـقها وكل كلامنا، في أدله كتير ضده ولسه بيدوروا

تساقطت دmـ.ـو.ع السيدتان وهتفت والدته بـرجاء:
_ والمحامي قال إيه

أغمض « ثائر» عيناه وتنفس بـقوة ليجابه غـــضــــبه وهتف:
_ موقفه في القضيه ضعيف

لطـ.ـمـ.ـت السيدة «دعاء» صدرها بـقوة وشهقت بألــم لحال ولدها الوحيد وصاحت بدmـ.ـو.عٍ:
_ يعني إيه؟!!! يعني ابني قــ,تــلها؟!!! لالا راكــان مستحيل يعمل كدا…. ابني مستحيل يعمل كدا

********************
بـنهاية ذلك اليوم المأساوي وقفت «هبه» بـشرفتها سامحة للهواء بتلامس بشرتها بعد نزعها نقابها، كل تلك الأحداث عجز عقلها عن مواكبة سيرها والإختلاط بها، تُشفق على تلك الفتاة التي لا حول لها ولا قوة تبدو هشة، ضعيفة، هينة وسهلة الكـ.ـسر، يـ.ـؤ.لمها قلبها لدmـ.ـو.عها التي لم تتوقف منذ رؤيتها لها وحال فؤادها المُحطم، هي بالأخير مرأة وضعت حبها لـرجل استغل نعومتها وطيبتها الشـ.ـديدة لـيخفي جريمته بحقها، هي جريمة بكل ما تحمله الكلمة من سوء، يميل قلبها لتصديق لمعة عيناي ذلك الرجل عنـ.ـد.ما رأى ابتسامتها يبدو صادقً!! قطع سيل تحليلها صوت طرقات تعرفها، ابتسمت بـحب وجذبت نقابها لـترتديه، اطلع بهيئته المتعبة ووجهه المرهق وثيابه غير المهنـ.ـد.مة من خلف بابها مما جعلها تسأله بتعجب:
_ في حاجه يا ثائـر؟!

لم يكترث لدهشتها بل تمتم بـتعب وحيره:
_ محتاج اتكلم معاكي شوي

أفسحت له المجال للدخول وتبعته بعدmا تأكدت من استيقاظ «رحمه» وترك باب المنزل مفتوح، جلست أمامه بعينين مستفهمتين لم يقابلها سوى بنظراتٍ ساكنة جعلتها تشك بحاله وهتفت:
_ ثائـر في إيه متقلقنيش

أراح ظهره على المقعد من خلفه بـوهنٍ وتمتم بـتشتت:
_ خايف يكون راكــان عملها في لحظة غـــضــــب وتهور منه

قاطعته بـثقة لا تعلم مصدرها:
_ لا

اعتدل بـجلسته وعقد ذراعيه من ثقتها بـرجلٍ لا تعلم هويته وتمتم بتوجس:
_ وإيه سر الثقه دي

رفعت كتفيها ثم اخدلتهم وتمتمت:
_ معرفش بس يمكن لأنه بيحب مـ.ـر.اته؟! لا دا يمكن بيعشقها؟!

ضيق عيناه بـاستفهام وتحدث:
_ إيه علاقة دا بأنه ميقــ,تــلش؟!

ابتسمت بـخفوت وعقدت ذراعيها ثم تنهدت هاتفة:

_ إنه عارف حجم الجـ.ـر.ح اللي سببه لمـ.ـر.اته بكذبه، أنا شوفت شكله يوم الفرح وصعب أقدر انساه ودي حاجه غير عاديه ليا، أنا بنسى بسهوله بس صاحبك عيونه كانت بتحكي حبه وانا شوفتها غفله؟! يمكن شيطانه يصورله إن مـ.ـو.تها هو الحل بس إنه يقــ,تــلها حتى لو بالغلط لا!! معاك إنه متهور بس بيحط حبه لمـ.ـر.اته قبل كل حاجه!! في نقطه ضايعه إزاي أنتَ بتقول كان موجود معاك وازاي اثبتوا إنه كان في مسرح الجريمه!! وأنتَ بتقول إنه كان نايم وصحيت لقيته نايم!!!

هدأ قلبه قليلاً من ناحية تلك الشكوك التي تساوره ولكنه تم إشعاله بنجاحٍ بسبب حديثها ولو بتوضيح عن رجلٍ غيره فهتف بغيرة:
_ وأنتِ لحقتي عرفتي كل دا عن راكــان بعد مرتين شوفتيه فيهم؟!

ابتسمت بـخجل وتفهم وغمغمت:
_ قولتلك حاجه مش من عادتي إني افتكر حد بالطريقة دي بس سميها صدفه عابره جت عشان تأكدلك إن صاحبك مقــ,تــلش… مجرد شعور بس

صمتت قليلاً ثم همست بـخجلٍ:
_ ومفيش داعي للغيره دي

ابتسم هو الآخر لخجلها البادي من صوتها العـ.ـذ.ب وتمتم بـحب:
_ لو مفيش غيره مفيش حب يا حلو

نهض مغادرًا ولكنه توقف عند الباب وهتف بـعشق:
_تصبحي على خير يا هبه

ابتسمت بـخفوت عنـ.ـد.ما تلاقت نظراتهم بـعناقٍ دافئ وهمست لذاتها وكأنه يسمعها:
_ وأنتَ بخير يا قلب هبه

********************
هل تلك النهايه؟! هل كُتب عليهم الفُراق بلا بدايه؟! أحقًا فؤادُها الحاني هجره؟! أكانت تستحق ذلك منه؟! أتلك التي وعدها بالحب والوفاء والأمان؟! جميع الاستفهامـ.ـا.ت تُطرح بـعقله بينما جسده يرتجف بردًا من جلوسه على الارضية البـ.ـارده بـآواخر الليل الطويل وسط مجموعة من المجرمين، ضحك بـسخرية على حاله وما وصل إليه من مأساة أطاحت به، الأستاذ الجامعي المنمق ينتهي به الأمر بزنزانة ورائحة حُرمِه تفوح منه!!! خبرٌ سيتصدر مكان عمله غدًا ليصبح حديث اليوم للشامتين، لا بأس لا يهمه الأمر إن كان سيرى لهفتها عليه كما اليوم!! لا بأس أيضاً بـدmـ.ـو.عه وآلالام جسده المُبرحة!! لا بأس بحالة قلبه الهجين!! لا بأس بشوقه الجارف لها….
عاد بهِ عقله لـبداية اليوم…

#فلاش_بالك

أفاق من نومه بـصعوبة على صوت رسالة وارده لـهاتف «ثائر» فـتناوله بـحرص حتى يخفض صوته ولكن كانت الصدmة من نصيبه حينما لمح محتوى الرسالة والتي نصت على ..
( عاوزنا نصفي اللي بينا تعالي عمارة **** لواحدك ووقتها هثبتلك حمزه ابنك ولالا)

لم يعطي لـعقله فرصة للتهاون بل نهض مسرعًا وسار على اطراف أصابعه حتى لا يوقظ «ثائـر» وخرج غافلاً عن سهولة الفخ الذي نُصب له!! لم ينتبه لـكيف وصل رقم صديقه لتلك المرأة ولما بعثت برسالتها له هو!! كل ما جال بعقله أنها ستثبت له وهو موقن من براءته من هذا الذنب، بعد مدة وصل المكان المنشود وصعد البناية نافضًا قلقه مع أدراج الرياح العاتية سامحًا لشيطانه بالتدخل والتحكم، طرق بـهدوء على الباب وانتظر عدة دقائق حتى تلقى الرد…

لم يكترث بها وإنما دفعها بـقوة للداخل غالقًا الباب بـقدmيه وهتف بـحزم:
_ قولتي إن عندك إثبات… حابب أعرفه… وحالا

جلست «ميار» بـكـبـــــريـاء أمامه وعيناه ترمقه بـنظرات ساخطة وتمتمت بـصدق:
_ من غير لف ودروان كتير… حمزه ابنك وعنده 9 سنين وتلت شهور وأظن كدا واضح هو جه إزاي

ضحك «راكــان» بتهكم واقترب منها هامسًا بفحيحٍ كأفعى مُمـ.ـيـ.ـته:
_ وبس صح؟! كدا أصدق؟! ولو نفترض إني صدقت ليه طالما كنتي حامل هـ.ـر.بتي؟! ولو بردو عندك أسباب تهربي عشانها رجعتي ليه؟!

اقتربت منه بـثقة وحقد وهمست بـنبرة لـعوب:
_ تصدق أو لا حاجه ترجعلك أما بالنسبه فمشيت ليه ببساطه لأنك مكنتش معترف إنك متجوز وأما إني رجعت فـأنا رجعت عشان أدmر حياتك!

هز «راكــان» رأسه وانتصب واقفًا على مقربة منها وعض شفتيه بـبديهة لـغـــضــــبه وتمتم بـتماسك:
_ حلو كدا اللعب يبقى نضيف طالما كل الورق مكشوف!

انفرج ثِغرها عن بسمة ماكرة وهزت رأسها بتأكيد منافيًا للحقيقة وغمغمت:
_ يمكن اه…. ويمكن لا

ضم «راكــان» شفتيه معا ولوح بـسبابته أمام وجهها هاتفًا بـضحكة مكتومة:
_ عندك حق…. بس أنا بحب ألعب على نضافه… بيبقى اللعب فيه جو حماس كدا… زي كدا

بلمحة كان قابضًا على خصلاتها جاذبًا إياها بـعنف وعيناه ترمقها باشمئزازٍ جلي وهسهس من بين أسنانه:
_ مش أنا اللي تلعبي عليه وتفكري إنك كدا بتلوي دراعي، أنا لو حطيتك في دmاغي هخليكي تتمني المـ.ـو.ت، حطيها في بالك مش راكــان البدري اللي يتلعب عليه يا بـ.ـنت الشربيني

نفض يده عنها باشمئزاز واقترب من عُلبه المناديل الموضوعة على المنضدة وتناول أحدهم ماسحًا يديه وكأنها لعنة اشتبكت له وغادر لبيت «ثائـر»

 

عاد من زكرياته على صوت أذان الفجر تزامنًا مع انقباضة قوية بـقلبه جعلت عيناه تفيض دmعًا فرفع رأسه للنافذة الصغيرة العالية وهمس بـرجاء:
_ يــارب

****************

بـمنتصف اليوم التالي قبيل الظهيرة جلست «ورده» بـقلق جوار « براء» تراقبه منذ بداية الجلسه، بداخلها تستعد لكل شيء، قرأت الكثير والكثير عن ذلك المرض الخبيث الذي احتل جسد زوجها سارقًا شبابه وسعادته، يداخلها قلقٍ خفي من القادm، تشعر بهجومٍ كاسح من العقـ.ـا.بات ستحتل طريقهم، تنهدت بـحب بعدmا شعرت بكفه يلاطف يديها وهمست بـحنان:
_ محتاج حاجه يا قلبي؟ أو في حاجه و.جـ.ـعاك!!

ابتسم «براء» بـعشق وتمتمت برجاء:
_ محتاجك جنبي يا ورده

تلاقت جفونها ببسمة حزينة لم تصل إليه وضغطت بـقوة أكبر على يده وأردفت بتأكيد:
_ أنا جنبك ومعاك وديما هكون معاك يا روح وكيان ورده

أبصرته يضم كفها لـقلبه لتشعر بـدقات خافقه الهائج فأشاحت بوجهها عنه في ضعف ألتمسه هو فـهتف:
_ عاوزك متخافيش مهما حصل، كل مره هتحسي بخــــوف افتكري إن معاكي بروحي وبراقبك… عاوزك قويه عشاني

ترقرقت الدmـ.ـو.ع بعينيها ولم تتمالك نفسها فسحبت يديها من براثينه وانحنت طابعة قبلة راجية على جبهته وتساقطت إحدى دmـ.ـو.عها لتلامس وجهها بـحنانٍ وخــــوف ليسكن الهدوء قلبه ويبتسم بـهيام

****************

دلفت بـثقة لـمركز الشرطة بعدmا رأت خروج «ثائر» منذ دقائق عكس مرتها الأولى التي ماثلت المـ.ـو.تى!!، وقفت أمام المكتب تنتظر خروجه وقلبها الخائن رغم ما قاساه ينبض بـقلق على ذلك الرجل، تنفست بـعمق بعدmا أبصرته يخرج ضعيفًا وهزيلاً وكأن ليلة واحده قضت نحبها منه!!! وأنزلت به الآلام الكارثية!!، ودت إلقاء نفسها بأحضانه لتنعم ولو قليلاً بـالراحة التي كانت تشعر بها معه ولكن لن تضعف وتتهاون من الآن، لم تُبرح مكانها وتركت مسافة كبيرة بينهم لتوصل له رسالتها بـبُعد طريقهم وصعوبته وكم ألــمه مظهرها المصطنع الذي ترسمه لتظهر قوتها المفقودة وتخفي أوجاعِها، لم يرغب بالضغط عليها وإنما اكتفى ببسمة باهته وهمس بـضعفٍ وصلها وإن كبرت المسافات وتفرقت الطرق:
_ بحبك

أشاحت بوجهها عنه حتى اطمأنت لـذهابه فاقتربت من محاميه بـلهفة سائلة:
_ حصل إيه ولي هو هنا النهارده تاني؟!

ناظرها الرجل بـتعجب من لهفتها التي تولدت بعد ذهاب «راكــان» وتمتمت بتعجب:
_ أنتِ مين حضرتك

أغمضت عينيها بـنفاذ صبر وهتفت بـحدة:
_ أنا مـ.ـر.اته وعاوزه أعرف وضعه إيه في القضية

هز الرحل رأسه بتفهم وتحدث مُعرفًا نفسه:
_ أنا سمير محامي الدكتور راكــان

هل تقضم رأسه عنوة وتفصله عن جسده؟!أم تجلس عليه حتى تنقطع أنفاسه وبهذا تستفيد من زيادة وزنها لمرة بـحياتها!! بينما هي تتقلب على نيرانٍ ملتهبة هو يعرف ذاته بكل برودة وجفاء!!، حسناً حسناً بعض الهدوء والشهيق والزفير هيا يا فتاة… أجل… ابتسمت بـتكلف وتمتمت:
_ أهلاً بحضرتك بس عاوزه اعرف وضع جوزي إيه في القضية وليه بات امبـ.ـارح في السـ.ـجـ.ـن

نظر «سمير» بـساعته وعاد بـنظره لها متحدثًا:
_ اتفضلي حضرتك نقعد في أي مكان بدل الوقفه دي وهعرفك كل حاجه

رفعت كفها بالهواء وبـصعوبة ضمته مجدداً جانبها وهزت رأسها بموافقة وتمتمت من بين أسنانها:
_ تمام اتفضل

**********************

جلست « أثـير» تنتظره أن ينهي مكالمته التي استطالت و.جـ.ـعلتها ترغب بالتهامه بـشعيراته البيضاء القليلة ليسد الشره الذي انتابها بـقوة بسبب غـــضــــبها، ضـ.ـر.بت بـقبضتها على المنضدة وهتفت بـجزع:
_ ممكن تركز معايا شوي

أغلق «سمير» الهاتف ووضعه جانبًا وابتسم بـرزانة وتمتم:
_ ممكن حضرتك تهدي عشان تفهمي اللي هقوله

اومأت برأسها بـتأكيد وعقدة ذراعيها أمام صدرها بينما اتسعت بـسمة الرجل فأخفاها سريعًا وهتف بجدية:
_ الدكتور راكــان كل الأدله ضده، في بصمه ليه على جـ.ـسم الضحية وبصمـ.ـا.ت تانيه في أماكن مختلفه من شقتها وفي تسجيل صوتي وهو بيهددها عشان ابنه!! حتى لما الظابط سأله عن سبب ذهابه ليه مأنكرش بالعكس قال إنه فعلاً راح ومحدش كان عارف وراح عشان يعرف حقيقة ابنه!! في التحيرات لقوا في شقة القتيلة تحليل DNAيثبت إنه الولد ابن راكــان فعلاً ودا دافع قوي للجريمه كل الأدلة أثبتت الجريمه عليه.. بعد يومين هيتحول للنيابه بس في نقطه واقعه…

*******************

اتخذ من ركنًا مظلم جلسته متخفيًا من ضعفه ونظراتها البعيده تحاوطه معاتبتة قلبه الخائن، النـ.ـد.م يلتهمه من الداخل، ماذا لو أخبرها وانتهى الأمر؟؟! هل حقاً أُثبتت الجريمة عليه وسيقضي ما تبقى من عمره بالسـ.ـجـ.ـن أو ربما يلقى حتفه قبل ذلك؟! يالسخرية القدر؛ عاجزًا عن ربط الأحداث، شخصيته الحازمة حُجبت بـغـــضــــبه وتركته أحمقًا!! لا تبدو الأمور على شكيتها المفترضة، هناك ثغرة مفقودة بالأمر!!…

كم بدى غـ.ـبـ.ـيًا وحقيراً أمام المحقق وهو يخبره يتواجد أوراقًا تثبت أبويته لذلك الطفل!! هل كانت حاملاً به أثناء هجرها له؟! فاق من شروده على صوت فتح الزنزانة تبعه صوت أحد الرجـ.ـال لطلب رؤيته!!!

جلس منتظرًا ذلك الزائر الغريب الذي أتاه خلسة فمن الصعب على أحد رؤيته هنا!! دفن وجهه بين كفيه بـتعب ولكنه استمع لـصوت خطواتٍ تقترب منه، رفع رأسه فوجد إمرأة منتقبة تقف أمامه ولكنها قوية!! أجل يرى قوتها بعينيها ولكن لما تبدو مألوفة له!!

_ أتمنى تكون اللعبه عجبتك يا دكتور… راكــان

حجظت عيناه صدmة عنـ.ـد.ما رفعت نقابها الأسود ليتبين وجهها الماكر وبسمتها الحاقدة التي أودت بحياتها خلف الجحيم!! نهض بـتعثر ليقترب منها ولكنها أوقفته بإشارة منها وتمتمت بـهمس:
_ ما قولتلك أنتَ متعرفش ميار الشربيني يا ابن البدري..

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x