رواية شارع مدني الفصل الأول 1 بقلم سبأ النيل
رواية شارع مدني الفصل الأول 1 بقلم سبأ النيل
البارت الأول
سايق الساعة 12 بليل في شارع مدني في أمان الله معاي صحبي، فجأة نور العربية كشف لينا بت واقفة طرف الشارع وبتأشر لينا.
كنا مسافرين من الخرطوم ماشيين على مدني وفي شوية حاجات أخرتنا من الطلوع عشان كده الليل نزل علينا ونحن في الشارع.
الشارع كان فاضي تمامًا وخلا وكنت سايق بسرعة متوسطة عشان شارع مدني معروف كعب شديد، مدثر صحبي كان راكب جنبي ومولع سجارتو وماسك في تلفونو بتصفح فيهو وكنا مشغليين اغنية بصوت منخفض وماشيين برواااقة.
وفجأة وانا سايق بديت المح خيال بعيد في نهاية الشارع، عقدت حواجبي بإستغراب وضيقت عيوني بحاول اشوف الحاجة دي حقيقة ولا خيال وانا بقرب راسي من القزاز القدامي، شفت انو فعلا في حاجة واقفة بي جانب الشارع، مديت يدي وغيرت نور العربية للنور الطويل والنور طوالي كشف في الزول الواقف واتفاجئت لمن لقيتها بت.
مدثر انتبه اني غيرت النور ورفع راسو عاين قدامو بإستغراب وبعدين عاين لي وقالي : “مالك؟”.
أشرت ليهو بأصبع يدي الماسك بيها الدركسون وقلت ليهز شوف البت دي.
عاين محل ما بأشر واستغرب اكتر مني وقالي :” غريبة، الجايبها هنا زي الزمن ده شنن وجات من وين اصلا؟، ما اظن في بيوت قريبة هنا”.
قلت ليهو :” الله اعلم يمكن الشارع انقطع بيها خصوصا انو ماف اي عربية زي الزمن دة، خلينا كدي نقيف ليها نشوفها ماشة وين”.
قالي بسرعة: ” دقايق يا قصي احتمال معاها ناس قطاعين طرق ودة مجرد شرك ما اكتر”.
سكتت بتفكير وقلت ليهو :” صراحة معاك حق، بس لو كانت فعلا محتاجة مساعدة؟”.
مدثر سكت وشهامتو غلبت على خوفو وقالي: “طيب مسدسك معاك صاح؟”.
قلت ليهو “اي في درج العربية،خلينا نشوف حكايتها شنو.”
اول ما قربنا منها هي رفعت يدها وبقت بتأشر لينا، كانت لابسة عباية وطرحة سودا وكانت بشرتها بيضها عاكسة مع لون العباية.
قربنا منها وانا خففت سرعة العربية لغاية ما وقفنا جنبها بالظبط ومدثر نزل القزاز عشان يسألها وهنا اتفاجأنا بي بت اقل ما يقال عنها أنها فاااتنة، كانت ملامحها حلوة شديد، عيونها كبيرة ووشها مدور ورموشها وحواجبها غزيرة وسودااااا.
مدثر ارتبك لانو ما اتوقع تكون بالجمال دة وليها حق طبعا، اتنحن وقاليها: ” السلام عليكم يا اخت، خير ان شاء الله واقفة براك في المكان دة في الوقت المتأخر دة”.
هي قربت من الشباك بتعبير حسيت بيها جامدة وقالت ليهو: ” انقطعت هنا وما قدرت اصل للحلة بتاعتنا”.
قاليها : ” الحلة بتاعتكم وين في شارعنا؟”.
قالت ليهو: ايوا قدام شوية كده”.
عاين لي بإبتسامة ورجع عاين ليها وقاليها :” خلاص اركبي نوصلك معانا”.
هي ابتسمت ابتسامة بسيطة ومشت فتحت الباب الورا وخلت مدثر يتكشم ساي وظاهر انو مبسوط، بس انا كنت عكسي تماما، عاينت ليها بالمراية وهي بتركب، كنت حاسي بيها غريبة غريبة، بشرتها كانت بيضا لكن باااهتة وتحس انها شفافة كده، حتى حركتها كانت خلفية واكاد أجزم انو العربية ما اتحركت اثناء ما هي بتركب.
حسيت اني ما متطمن بس حاولت ما اركز وقلت في نفسي “عادي يا قصي”.
استعدلت بالعربية وطلعت في الزلط تاني وبقينا متحركين والجو كان هادي عدا صوت الاغاني البعيد الجاي من مسجل العربية.
كنت بعاين ليها بالمراية بين كل لحظة والتانية، كنت حاسي امها عارفاني بعاين ليها.
مدثر قاليها بإبتسامة :” وانتي اسمك منو يا اخت؟”.
قالت ليهو :” أنا اسمي مليحة”
قاليها :” مليحة؟، اول مرة اسمع بيهو، معناها شنو؟”
قالت ليهو:” الجميلة أو الحسناء”.
قاليها:” ايوااا، فعلا ما شاء الله اسم هلة مسمى، طيب والوالد الكريم اسمو منو؟”.
قالت ليهو :” دهليز”.
قاليها :” منو منو؟”.
قالت: “دهليز، ومعناهو طريق أو مدخل”.
قاليها: “أها، كويس”.
انا عاينت ليهو مسافة بحاول اقوليهو انت بتعمل في شنو ودي شنو البت الغريبة والاسماء المغرب دي.
هو عاين لي ورفع حواجبو بتساؤل وكانو بقولي “مالك؟”.
رجعت عاينت قدامي وفي خوف بدأ يتسلل في قلبي بس من شنو ما عارف، رفعت عيوني عاينت ليها بالمراية وقلبي عمل شححح لمن لقيتها بتعاين لي واول ما عاينت ليها ابتسمت ابتسامة حسبتها باااردة كدة.
عاينت قدامي بسرعة، ما عارف هل عشان هي حلوة شديد ولا عشان حاسيها ما طبيعية.
نفسي بدأ يزيد من التوتر، مديت يدي للمسجد بتاع العربية وغيرت القناة من اغاني لقرآن، مدثر رفع راسو من تلفونو عاين لي بإستغراب وقبل ما يفتح خشمو فجأة المسجل بدأ يشخشخ شديد ويعمل صوت مزعج وفجأة وقف.
مدثر ختا تلفونو في رجلينو ومدا يدو بحاول يشغل المسجل وهو بقول: ” الله؟!، ده مالو كمان؟”.
بقا بحاول فيهو وانا ساكت ما كنت قادر اتكلم لغاية ما سمعنا صوت مليحة وهي بتقول: ” ديك حلتنا”.
رفعت راسي عاينت مكان بتأشر، كان في حلة برا الزلط بعيييدة كده ما ظاهر الا انوارها وكانت انوار باهتة وتتحرك وكأنها انوار نار ما لمبات.
اتحركت بالعربية ونزلت من الزلط ووقفت بالجنبة، مدثر طوالي عاين لي بإستغراب وقالي بي همس: ” قصي ما توصل البت للحلة دي شنو قلة الذوق دي”.
ما اشتغلت بيهو وعاينت ليها وقلت: “امشي ونحن بنعاين ليك لغاية ما تصلي”.
مدثر جراني من يدي وقالي بهمس حاد: ” يا زول ما توصل البت عيب كده”.
قلت ليهو بنفس الهمس: ” مدثر ماف داعي ياهندي خمسة دقايق وبتحصل”.
هو ما عارفني اني متوتر وما مرتاح.
اثناء ما نحن بتناقش فجأة سمعنا صوت بدق في شباكي، اتخلعت وعاينت ليهو، لقيت راجل شايل ليهو فانوس وواقف قدام الباب، عاينت ليهو بإستغراب ونزلت الشباك وانا مستغرب هو جا من وين اصلا وقلت ليهو اتفضل؟.
عاين للكرسي الورا طوالي وقال: ” مليحة، ياداب جيتي”؟.
قالت ليهو: “آي يا ابوي، الشباب ديل وصلوني”.
عاين لينا بإبتسامة وقال: ” شكرا ليكم، اتفضلو ارتاحوا عندنا واتحركو الصباح، الشارع لسة بعيد”.
مدثر ضحك وقاليهو ماف داعي يا عمي وما عايزين نتعبكم وبتاع وانا اصلا مستغرب هو كيف اصلا ما سألها اتأخرت ليه وكانت وين وكيف تركب مع ولدين غريبين وليه تعاملهم غريب كده.
والراجل كان ما بيشبهها، كان لونو اسمر وشعرو غزير ويدينو مشعرة لكن عندو نفس النظرة الجامدة العند بتو وابتسامتهم برضو تحسها ما حقيقية.
كان مُصر اننا ننزل نمشي معاهم نرتاح للصباح بس انا رفعت الشباك شوية وقلت ليهو لالا ماف داعي يا عمي عندنا وفا ماشين نلحقها”.
مدثر عاين لي بإستغراب لانو ما كان عندنا اي وفا وبالعكس كنا ماشيين مناسبة.
كلهم سكتو والبت عاينت لابوها ونزلت ووقفت جنب العربية، انا طوالي دورت العربية تحت نظرات مدثر المستغربة ونظرات مليحة وابوها الجامدة وهو رافع الفانوس قصاد وشو بضوي بيهو.
“الرواية بقلم الكاتبة: سبأ النيل “.
دورت العربية بسرعة واول ما جيت اتحرك فجأة المحرك عمل صوت وسييييت وقف، اتفاحئت وبقيت بحالو اشغل العربية بس حلفت ستين يمين ما تشتغل وانا مستغرب لانو ما كان فيها أي مشكلة.
الراجل دقا لي الشباك تاني ف عاينت ليهو ونزلت الشباك وهو ما قال غير جملة واحدة: ” انزلو معانا بيتو وفي ميكانيكي ح يشوف ليكم العربية”.
انا ومدثر اتبادلنا النظرات وهو حرك راسو بإيجاب بمعنى خلينا ننزل، عارف انو البت عجبتو، وللاسف، ما كان في حل غير اني انزل معاهو واتجاهل احساس عدم الاطمئنان العندي.
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية شارع مدني)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)