روايات كاملة

رواية سيطرة ناعمة كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم سوما العربي

رواية سيطرة ناعمة كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم سوما العربي

رواية سيطرة ناعمة هي أحدث روايات الكاتبة المميزة والغنية عن التعريف سوما العربي، ونوفرها لكم اليوم للقراءة المباشرة كاملة في صفحة واحدة على موقع The Last Line 

كل ما عليك فعله الآن، هو الاستعداد لهذه الرحلة، حضر مشروبك .. ويلا بينا.

رواية سيطرة ناعمة كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم سوما العربي
رواية سيطرة ناعمة كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم سوما العربي

رواية سيطرة ناعمة الفصل الأول

-اااه كنتي وحشاني بشكل
-بكرهك
همست بها لونا بقهر قبلما يقهقه عاليا بينما يجذبها لأحضانه المتعرقه العاريه وجسده يهتز من شدة جلجلة ضحكاته، مسح جبينها المتعرق إثر فعلته ثم أكمل:
-وانا كمان بكرهك يا روحي
حاولت التملص من بين أحضانه لتخرج منها وتبتعد عنه فهمس:
-إثبتي بقا لسه فيكي حيل
فقالت بغضب مكبوت:
-سيييبني
تحولت ملامح وجهه على الفور للضيق والتجهم فحررها من بين ذراعيه كما أرادت لتلتف بسرعه وكأنها تبتعد عن ملقف للقمامة تستعد للذهاب للمرحاض فقال:
-رايحه فين؟
وقفت توليه ظهرها ولم تجيب فقال:
-رايحه تستحمي بسرعه عشان تشيلي اي أثر مني عليكي مش كده
اطبقت جفناها تبكي بقهر شديد فصرخ فيها:
-ليه كل مره أقرب منك تعملي كده ليه كل مره تبقى بالغصب ، انتي مراتي وانا ليا حق فيكي وباخده
-انت ايه الي جابك هو مش خطوبتك بكره؟
أظلمت عيناه وتعاقبت عليه مشاعر وئدها سريعاً ثم اعتدل في جلسته وقال:
-ماكنتيش عايزه تشوفيني مش كده؟ جيت اخدك عشان تحضري فرحي مش انا ابن خالك بردو؟
-على اساس أنكم معترفين اني من عيلتكم اصلا ولا حد مهتم، حضرت أو ماحضرتش ماحدش هياخد باله.
رفع عيناه لها بصمت، يطالعها ….يراقب جمالها عن كثب….
لونا ابنة عمته صاحبة وجه الحوريه والعيون الواسعه البنيه وشعرها كذلك، كانت تضوي كالنور …جمالها متدلل …متدلع…متغنج، حتى لو كانت في أسوء حالتها ….حتى وان كانت بمزاج سيئ…انها تقتلته…تذبحه في كل مره يراها فيها….يعلم انها ذات أثر وحضور، يُعمل لها الف حساب حتى لو كنت تكرهها.
نفض كل تلك الأفكار عن عقله، لابد من التماسك دوماً
فهز كتفيه وقال بيرود:
-ولو…شكليات…تفتكري اهل خطيبتي هيقولوا ايه لما ما تحضريش خصوصاً ام العروسه انتي عارفه هي مركزه معاكي أد ايه؟

-مانا سيبت لها البلد كلها ومشيت اعمل ايه تاني.
وقف عن الفراش يلتقط ملائه صغيره يواري بها سوئته ثم قال بحاجب مرفوع:
-انا وأنتي عارفين انتي سافرتي ليه ولا ناسيه
اهتزت شفتيها بغضب ثم همست:
-لأ مش ناسيه
صمتت لثواني ثم قالت:
-المفروض تطلقني…انت خلاص هتخطب أهو.
اغمضً عيناه يخفي غضبه ثم قال:
-عايزاني أطلقك عشان تدوري هنا على حل شعرك مش كده؟
ابتلعت غصه مريره بحلقها فهي تدور معه بحلقه مفرغه لم ولن يغير فكرته عنها فقالت:
-لأ…عايزه اخلصك من عاري وان اسمي يرتبط بأسم حد محترم وله وزنه زيك.
-ماحدش عارف انك مراتي غير عمك اللي جوزك ليا والشويه الي فاضلين عايشين من عيلة ابوكي مالكيش دعوة انتي بأعمامي وبطلي لعب بالكلام عشان انا قاريكي.
-بسس…
قاطعها بغضب:
-مابسش..انتي مش كنتي داخله تستحمي…اتفضلي ادخلي ومش عايز كلام تاني.
تحركت بكره وغضب وتركته يرتمي على الفراش خلفه يضع كفيه على دماغه كأنه يسارع أصوات كثيرة متداخله تدور داخلها
وهي بالداخل تقف أسفل المياه تغسل جسدها بقوه شديدة ودموعها تختلط بالمياه الغزيرة المتدفقه عليها تعيد الغسل بقوه أكبر تمحو أثره من عليها ولكن عبثاً تشعر بالنفور والغضب…تباً لما لا تتخلص منه لما.
أرتدت روب الإستحمام بأهمال وخرجت من المرحاض تتقدم من الفراش تنتوي النوم هكذا لن تصحو لمده اطول تواجه فيه كابوسها….”ماهر”…”ماهر عزام الوراقي” ابن خالها هو أسوء كابوس…أسوأ من عمها وما فعله بها هو الأسوء على الإطلاق.

نامت على اخر مكان بطرف السرير وتكورت على نفسها تكتم صوت بكائها تخشى أن يسمعه لتشهق بصدمه وهي تشعر بيده الغليظه تسحبها لعنده حتى أستقرت في أحضانه العاريه من جديد .
حاولت التملص منه يظهر نفورها ليأمرها بحزم:
-بطلي حركه…نامي
سكنت بأمر واحد ولم تتحرك لتمر تلك الليلة المريرة عليها ويذهب لحال سبيله تشغله عنها حياته التي كانت هي دوماً خارجها ويتذكرها كل حين فتتنفس هي …صبرت نفسها بهذا الامل كي تساعد حالها على الإطمئنان ولو مؤقتاً حتى تغرق في النوم وينتهي كابوسها معه لكنه لم يتركها بحالها وهمس :
-لونا
لم تجيب فقط صمتت وهو يعلم أنه لو تركها ينتظر جواب فسينتظر سنين، هي مقطوع منها الامل لذا أكمل:
-نفسي ولو لموة تجيلي انتي…نفسي في مرة بمزاجك.
-انت ناسي حكايتنا وناسي اتجوزنا أزاي؟
أغمض عيناه بحزن يتدفق لعقله ماحدث في وقت ماضي
قبل ثلاثة أشهر
كان يجلس باحد مقر شركات عائلته
انه ماهر عزام الوراقي صاحب الأربعه وثلاثون عاماً،طويل الجذع عظيم الجرم شعره مصفف بعنايه ورائحة عطره القويه تملأ المكان، كان يشع فخامه وكأن المال يتحدث.
يتابع في إجتماع مغلق مع عمه و والده بعض المستجدات لاحد أهم مشاريعهم في الوقت الذي فصلهم دقات متعاليه على هاتف والده .
نظر عزام للهاتف ثم اغلق الاتصال الذي عاود الدق من جديد فقال فاخر:في ايه؟
لم يجيب ليعود الاتصال من جديد فينظر فاخر للهاتف ثم يعود بالنظر لأخيه ويقول:
-هو وصلك وكلمك؟!

-ده راجل وسخ وابن كلب
استغرب ماهر مجريات الحديث فسأل:
-في ايه هو مين ده وماله بيكم
ليقول فاخر:
-ده راجل نصاب كان عايز يشتغلني انا وابوك بس احنا سكيناه على قفاه يالا نكمل شغل وسيبك منه.
بتلك اللحظة انفتح الباب فانتفض ثلاثتهم بلهفه أثر ولوج رجل عجوز يتحرك بصعوبه فأسرع اليه ثلاثتهم يساعدونه على التحرك بينما قال ماهر:
-ايه الي نزل بس يا جدي
سعل الجد وقال بصوت متحشرج:
-قعدت البيت دي تقصف العمر مش عايزها ..عايز أشتغل.
ثم نظر لابنه الكبير وقال:
-عملت إيه في الموضوع الي كلفتك بيه يا عزام؟
كور عزام قبضة يده ولم يجيب فهتف الوالد بصوت اعلى:
-عملت ايه يا عزام بقولك
ليلتف عزام وينظر لفاخر ثم نظر أثنتيهم بغضب لوالدهما وبعدها قال فاخر:
-انت لسه يا بابا بتدور ورا الفاجره دي
-بنتي يا فخري…مهما عملت هتفضل بنتي
-بنتك هربت مع ابن النجار الي كان شغال عندنا من خمسه وعشرين سنه وجابت لنا العار.
هتف الجد بغضب:
-اخرس ماتقولش كده على اختك

ليتدخل عزام:
-مايقولش ايه ماهي دي الحقيقه كنا هنستنى ايه من واحده امها دخلت بيتنا خدامه ولعبت على البيه وحملت منه فاتجوزها عرفي وجابت لنا بنت حرام …خلف الندامه الي لما كبرت فجرت وهربت مع عشيقها
وقف الجد يقول بغضب:
-اخرس يا عزام بقولك…الحكايه مش كده واختك كانت ضحيه طول عمرها.
شدد عزام على حديثه وقال بينما يلتف حول والده ولم يرحب شيبته:
-ضحيه…بنتك دي سليلة عار وعشان تتأكد خلفت بنت فاجرة وقادرة زيها وسمعتها زي الزفت في المنطقه اللي عايشه فيها ابوها سابهم وطفش ولا همه وعمها مش قادر عليها كل شويه يكلمني عشان اروح اخدها والمها
التفت الاب وسأل بلهفه:
-بجد؟!
فرد عزام:
-لسه كان بيرن عليا قبل ما تدخل وكلم فاخر قبلها …تلاقيها عملت عمله جديده وقرطتسته فبيكلمنا
-طب هي فين؟! و رحيل بنتي فين؟! روح…روح هاتها ..روح هاتها يا عزام.
احمرت عينا عزام من الغضب وقال:
-أجيب مين…انت تحمد ربنا اني ماخنقتهاش بأيدي دول وخلصت العيله كلها من فجرها وسمعتها الي زي الزفت
-طب روح انت يا فاخر
ليرد فاخر بغضب:
-اروح فين واجيب مين…اسمع يا بابا انا مستحيل اتقبل البت دي ولا ادخلها عيلتنا زي ما انت عايز انا حتى اخاف على بناتي منها واخاف كمان على سمعتهم…دي عيله وسخه مش لاقيه الي يلمها ولا يربيها ولا انا هستغرب ليه ماهي جدتها الخدامه الي اتجوزت البيه عرفي وامها فاجره هربت مع عشيقها وابوها راجل قبل بكده الكوكتيل ده هيجيب واحده جنس ملتها ايه اكيد صورس نجاسه وكلاحه بيور.

توسلهم الجد يقول:
-عشان خاطري ياولاد…أدوها فرصه…والله أنتوا فاهمين غلط..عشان خاطر أبوك يا عزام تروح تجيبها.
-وخاطر امي الي ماعملتلوش اي حساب…امي بنت الحسب والنسب الي جوازك منها رفعك ورقاك وحطك في حته تانيه خالص وفي الاخر رافقت عليها الخدامه وعيشتها مقهوره العمر كله…عايزني اروح اجيب خلفتها تعيش قدامي ليل نهار…ده لا يحصل ولا يكون.
ثم تحرك عزام وترك لهم الغرفه غير مبالي بنداء والده الذي التف لفاخر وقال:
-طب روح انت يا فاخر…عشان خاطر أبوك
-مستحيل ادخل واخده زي دي على عيلتي والناس تعرفها انا عندي بنات يا بابا مستحيل اعمل كده..مستحيل أقبلها مستحيل.
ثم تحرك مغادراً كما فعل أخيه تاركاً الاب يناديهما متوسلاً:
-يا فاخر…يا عزام…بنت اختكم ياولاد.
اهتز جسده بعجز فهرول ماهر بلهفه يسنده قائلا:
-سلامتك ياجدي
-سندني يا ماهر…سند جدك.
ساعده ماهر كي يقترب من اول أريكه ويرتمي عليها قائلاً :
-سلامتك يا جدي
-اااه…عايز سلامتي بحق يا ماهر.
صمت ماهر وقد فطن القادم وبالفعل تحدث الجد:
-روح شوف بنت عمتك وهاتها لعندي…انت الوحيد اللي تقدر تعمل كده….انا قلبي مش مرتاح يابني..كفايه ظلمت امها..هظلمها هي كمان واتخلي عنها
-بس ياجدي…
-ماتسمعشً الي ابوك وعمك بيقولوه …رحيل مظلومة…رحيل هربت بعد ما ابوك وعمك كانوا عايزين يستغلوها وهي عايزه حاجة تانيه وانا ربنا يسامحني كنت مطاوعهم…كانت المصلحه عمياني ماكنتش بشوف غير المصلحه والفلوس بس انا دلوقتي شوفت بعد ما شبعت فلوس …لو بتحب جدك وخايف عليا بحق روح وجيبها يا ماهر…طول عمرك مش بيهمك ولا بتهاب حد…مش هيهمك كلام ابوك وهتروح انا عارف

-ياجدي دي…
-عشان خاطري يا ماهر ده انا محمد الوراقي عمري ماتحايلت على حد كده وبتحايل عليك.
عجز ماهر امام توسلات جده فقال بعدم تقبل:
– حاضر يا جدي…حاضر
-هتوصلها ازاي
-هحاول اغفل بابا واخد رقم عمها من موبايله شكله واقع وعايز يوصل لأي حد فينا
-ربنا يباركلك يابني …طب روح…روح بسرعه يالا
-دلوقتي
-دلوقتي بالله عليك
-خلاص يا جدي حاضر..مش عايز أشوفك كده الله يخليك
-حاضر بس تروح النهارده ..النهارده يا ماهر
-حاضر…النهارده والله
في احد مقار الشركات الكبرى جلست فتاة بديعة المحية ممتلئة القوام لها طله مميزه لكنها متوتره تفرك كفيها ببعض من شدة الارتباك وانتفضت منتبهه على صوت قوي من فتاة في سن مقارب لها تسأل بقوة:
اشتغلتي فين قبل كده
-أا..بصراحه…دي …أول مرة أشتغل
نظرت الفتاة الأنيقة لزميلتها التي بادلتها النظرة بسأم وترفع ثم اتجهت أنظار كل منهما لتلك المهتزة التي تجلس أمامهما بتوتر و وجه شاحب
لترفع الفتاة ذات البذلة العمليه والشعر المصفف بعنايه حاجبها وتقول بترفع:
-نعم …انتي جايه تهزري؟! مش عارفه شركة ايه دي الي مقدمة فيها والوظيفة ايه؟؟

انكفت “لونا” تفتح حقيبتها بتوتر وتلجلج من شدة الإرتباك والإحساس بالدونيه أمامهما وحاولت ان تسرع في اخراج رزمة من الأوراق تعرضها أمامهم في محاولة منها للفخر وتقول:
-أنا….الرسومات دي بتاعتي انا الي عملاها انا شغلي حلو قوي في التصميم والجرافيك.
نظرت كل فتاة للأوراق شزراً ثم عاودوا النظر لها لتلتقط إحداهن الاوراق منها وتلقيها بأحتقار على الطاوله الفاصلة بينهم ثم اكملت بإمتعاض:
-اتعلمتي التصميم والجرافيك فين
توترت لونا ثم جاوبت بأهتزاز:
-واحده جارتي علمتني
لاحظت تبادل الفتيات النظر لبعض بسخريه منها مضاف إليه الإستحقار والإستعلاء لتقول الأولى للثانيه:
-أنا مش عارفة موظفين الأتش أر الي بيدوا مواعيد للمتقدمين دول بيدوهم ويقبلوهم على أساس ايه؟!
لتوافقها الثانية الرأي وتقول مكملة:
-ناقص نروح نعملهم شغلهم كمان.
لتعود الأولى والتي يبدو من فخامتها وثقتها انها المديرة لتسأل لونا:
-أنتي اصلا خريجة ايه
توترت لونا وتعرقت ثم قالت بصوت متحشرج من شدة شعورها بالدونية:
– لا أنا ماخلصتش ثانويه عامة عشان
ضحكت الفتاتان وقالت الأولى باحتقار:
-يعني معاكي إعداديه …ههه مش متخيلة معاكي إعداديه وجايه تقدمي على وظيفة جرافيك ديزاين في شركه كبيره زي الوراقي بجد مش عارفة جبتي الثقه دي منين
تلجلجت لونا ثم قالت:
-طب بصي في التصاميم وهتعرفي اني…

-آه اه خلاص عرفنا انك جامده جداً هههههههه اتفضلي اتفضلي
ثم تجاهلتها وكأن رحيلها من عدمه لا يهمها ثم بدأت تتحدث مع زميلتها باحتقار وسخريه عن الوضع وأصوات ضحكاتهم عاليه لتقف لونا بهزال وتتحرك ناحية الباب وهي مستمعه لأصواتهم الواضحة كلها سخريه لاذعه عنها.
وصلت لحيها تجر أزيال الخيبة والذل بعدما جرى معها هناك مرت على منزل صديقتها مقرره انها لن تفوت عليها لا تريد التحدث عن ماصار هناك.
اغلقت باب شقّتها عليها تحمد ربها انها لم تقابل في طريق الصعود عمها البغيض ولا زوجته ذات اللسان السليط و وقفت تتطلع لبيتها الجميل المؤثث بأثاث راقي جداً لكنه بات خالياً عليها منذ اختفاء والدها وهي لا تعلم اين هو فتلك القصه هي هم اخر لوحدها.
أغلقت عيناها تطفئ كل الأصوات الصارخه داخل عقلها وذهبت لأخذ حمام دافئ يريحها ثم تخرخ من الفراش للنوم ربما نست ما جرى.
وبعد عشرون دقيقة كامله خرجت من المرحاض تلف روب الأستحمام الأبيض السميك خلف جسمها وعلى رأسها المنشفه ثم ذهبت بإتجاه المبرد الضخم ذو البابين تفتحه لتواجه الحقيقة انها لا تملك طعام اليوم .
اغلقت الباب بغضب فوالدها مختفي ولا تعرف بأي بنك أدخر أمواله وما تركه في المنزل قد لملمته وعاشت عليه طوال الأشهر المنصرمة حتى نفذ.
ماذا ستأكل الان وكيف ستعيش……
التفت بخوف وهي تشعر بشيء وكأنه قد قذف في الشرفه المفتوحه لتشهق برعب وهي ترى رجل عريض وضحم الجثه يخلع قميصه ثم يقترب منها في نفس اللحظة التي فتح فيها الباب لتجد عنها”انور” ومعه رجل أخر يصرخ بأعلى صوت عنده:
-شووووفت….شوفت يا ماهر بيه…شوفت بعينك…اهو…اهو….الفاجرة بنت عمتك جايبه عشيقها للبيت.
وبسرعة البرق قزح الرجل من الشرفه كما دلف وبقت هي متسعة العين مرعوبة تقف متفززه الجسد مقابل عمها سندها سترها وغطاها وذلك الرجل الغريب الذي يقف والشر يتطاير من عينه ثم هجم عليها يقبض على ذراعها ويلويه خلفها بغضب مقربا وجهها من وجهها يسألها بغضب عاصف:
-مين ده انطقي…ده كده الي بيتقال عليكي صح ..
-انت الي مين وماسكني كده ليه ..سيبني
تقدم أنور يقول بأعين لامعه منتصرة:

-شوفت بنفسك اهو ياباشا ماحدش قالك.. خلاص حطيت صوابعي العشره في الشق منها…ومن النهارده البت دي لا بنت اخويا ولا اعرفها…تاخدوها تحرقوها تغوروها تودوها في مصيبه ماليش فيه
تقدمت منه تهتف بشراسه:
-انت بتقول ايه انا مش متحركه من بيت ابويا انت فاكرها سايبه
-بيت ابوكي..ابوكي باع لي البيت ده كله بيع وشرا قبل ما يطفش متك ومن سمعتك الي زي الهباب
-والله وفلوسه حولها لك بأسمك مكافأة ليك بالمره؟!
-اه وابقي روحي أسأليه ده لو عرفتي توصلي له
-لاخر مره هسألك بالحسنى يا عمي وديت ابويا فين؟
-ابوكي هوب وطفش …من سيرتك يا قادره
-اقطع لسان اي حد يجيب سيرتي انا المنطقة كلها بتحلف بأخلاقي الدور والباقي على العواطلي الي اغتنى فجأه بعد ما ابويا فص ملح وداب
نجحت في استفزاز انور الذي رفع كفه بغضب يصرخ فيها:
-لمي نفسك يا قليلة الادب يا معدومة الربايه
أستعدت لونا لتلقي صفعه قويه جديده فأغضمت عيناها بخوف شديد لتفتحهم مجدداً بدهشه على صوت ماهر القوي:
-انت هتمد إيدك عليها وانا واقف؟
-مش سامع قلة أدبها…البت دي مش هتقعد هنا يعني مش هتقعد هنا..يا تاخدها معاك دلوقتي يا انا هتصرف
-هتعمل ايه يعني
-هجوزها بقا
صرخت لونا برعب:
-عايز يجوزني راجل اصغر من ابويا بكام سنه

-اهو راجل يسترك ولا انتي عشان عايزه تفضلي سايبه على نفسك انا الي عندي قولته وانتي عارفه بقا..
نظر لها نظره متوعده علمت من خلالها ان من قفز للبيت منذ دقائق كان باتفاق معه لما لا وقد فعلها مسبقاً بل ألف قصص دار بها على كل سكان الحي حتى صدقوه وباتت بنظرهم فتاه لعوب مقطوع منها الامل وبدأت العلاقات بالجيران تتقطع معها حتى توقف الجميع عن محادثتها وباتت بنظر الكل “شمال” بفضل عمها .
لذا علمت أن ماحدث قد يتكرر وربما بصورة أبشع..أو ان تتزوج من رجل عجوز غني يملئ جيب عمها …حتى العمل رفضت منه .
ماذا تفعل وإلى أين تذهب.
لترفع عيناها على صوت ماهر الذي قال:
-خلاص سيبها…هاخدها….جدها عايزها.
بعد دقائق في سيارة ماهر كانت تجلس بتوتر بات مرافقها الوحيد ولاحظت توقق السياره فمدت يدها تفتحها لكن أوقفها يقول:
-ياريت تكوني عاقله وبلاش مشاكل كلهم مش طايقينك وسمعتك الهايله واصله لعندهم سامعه.
كظمت عيظها مضطره على بلع وتقبّل الإهانه وهزت رأسها بإذعان تستعد للدخول عند أل وراقي فكيف سيكون إستقبالهم لها وماهو القادم وكيف أختفى والدها …..سنرى

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل الثاني

الفصل الثاني هو البداية الحقيقية للرواية، الأحداث بدأت تسخن بشكل أقوى .. استمتعوا

هل يعيشون بقصر الرئاسة ؟!!!!!
كان أول سؤال صرخ بع عقل لونا وهي تطالع ذلك البيت الواسع الكبير الملتف بحديقه كبيره واسعه يتوسطها أكثر من حمام سباحه ومرأب للسيارات صفّ بها ماهر سيارته الرولز رايس.
طالعتها متأمله بإبتسامة حزينه وعقبت:
-عربيتك حلوه قوي
كانت تتحدث بعذوبه وهدوء ليرمقها من اسفل لأعلى يإزدراء ثم قال:
-خليكي في حالك
فتحت فهما وشحب لونها بعد إحراجه وكبسه لها، لو ضربها لكان أقل هواناً، هي كانت تحدثه بحلاوة وعذوبه معتقده أنهم أقارب.
لكنه أيقظها من أحلامها الساذجه حيت حدثها بتجهم وسار أمامها يتقدم يريها الطريق نحو الداخل وهي خلفه.
تتبعته بصمت تام، لا جرئة لديها على الحديث بعد ما رأته، تهز رأسه وتسب نفسها بأقذر انواع السباب، فدوما سذاجتها تقودها نحو الإهانه….كيف نست علاقتها بهم وكيف نست ما قصته لها والدتها عن شقيقيها وأسرتها…ههه ماذا كانت تنتظر هي منهم وهم بالأساس لم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال عنها بل بالأساس لم يهتموا بالسؤال عن شقيقتهم المريضه .
راقبت ملامحه المتجهمة والتي لا تنكر انها وسيمه وهو يرمقها بإحتقار شديد لتهز رأسها بعنف ….هي غبيه وباردة ومستفزة..فبعد كل ما حدث معها مازالت تنتظر الإحسان من الأخرين.
أعتقدت أنها ستذهب لأهل والدتها ليحتضنوها برعايه وأهتمام ..على أي أساس ؟؟؟؟ على أي أساس فكرت بذلك وانتظرته من أناس لم يسألوا عنها ليوم في حين ان من يعرفونها ويعتبروا سترها وغطاها قد إستغلوها وسرقوها والله أعلم ماذا فعلوا ايضاً.
لما هي دوماً بحاجة للمزيد من الصفعات حتى تتعلم ولما دوماً تصبح هي رد الفعل وليست الفعل بعين ذاته.
نظرت له بجانب عيناها ورق القلب….انه فخم …فخم جداً،نجوم السينما بجواره رعاع …. ييدو مقدام ،مهيب،هل سيصبح أخ لها يقف لأي شخص قد يعترضها؟ كم تمنت ذلك مذ كانت طفلة لا احد يلعب معها ولا أصدقاء لها.
دلف بها لبهو عظيم يلمع من النظافة والترتيب كان مؤثث بأثاث حديث راقي.
لتتفاجأ بتقدم فتاة غايه في الجمال والروعه تقريباً من نفس سنها ترتدي شورت قصير ومن الأعلى (كروب توب) أظهر معدتها المسطحه بسرتها، ارتمت في أحضان ماهو تردد:
-ماهر ،ايه الي أخرك؟ كلنا مستنينك ع الغدا
-ماعلش كنت في مشوار مهم.

كانت تنظر لهم بصمت وهي تسأل داخلها (مراته دي؟ بس حلوة قوي ماشاء الله)
لكنها تحيرت وهي تسمع تلك الجميلة تسأله مارحه:
-مين المزه دي يا ميرو انت اتجوزت من ورانا ولا ايه؟
التف ماهر ينظر لها بضيق ثم قال:
-لأ طبعاً
-امال مين دي؟
-تعالي جوا هتعرفي دلوقتي
قادها لتتقدم أمامهم لكن ذلك لم يمنع الفتاه من ان تلتف لها وتبتسم مرحبه:
-أهلاً وسهلاً انا جنا اخت ماهر..
شملتها بنظره منبهرة وأكملت:
-أنتي جميلة قوي.
غبطت لونا من كلماتها التي اخترقت روحها فأنعشته رغم كونها معتادة على سماع الكثير من السناء على خلقتها لكن داخل هذا البيت لم تتوقع لذا انتعشت ملامحها ومدت يدها للسلام تقول:
-انتي الي قمورة قوي …أنا أسمي لونا
بينما كان ماهر يقف ينفخ دخان سيجارة الفاخر للأعلى وعيناه تمر لأسفل يستمع لما يحدث وعيناه تسرح على لونا الفاتنة تفصصها تندرج منه على مؤخرتها المستديرة وصدرها المنتفخ ثم معدتها المسطحة ووجها رائع التكوين الملتف حوله قصة شعرها البني مائل للعسل يصنع منها فتنه متددلة تجذب الأنظار .
لف رأسه يسب ويلعن….يصك أسنانه …تباً انها بالفعل جميلة و جداً بعد.
كاد ان يتحدث يحثهم على التحرك للدخول لكن أستوقفه سؤال شقيقته المستعجبه:
-والحقيقي أيه؟

ابتسمت لونا وبدت معتاده على هكذا سؤال وردت بثقه متدلعة :
-لأ ده الحقيقي.
شملها بعيناه…طريقتها متغنجة حتى وهي تتحدث تتعمد إغواء من حولها، تلك الفتاة منحله سائبة بالتأكيد كما قال عنها عمها فصوتها وحده به من الإغواء الكثير تتحدث كما لو كانت (هند رستم) تقف أمامك.
تجهمت ملامحه ووقف يسمع صوتها المغوي ووجها الذي برع في تمثيل الكسوف فيما سألت چنا بجبين مقطب:
-بجد؟ يعني ايه لونا.
-يعني القمر
-هممم انتي فعلاً قمر يا لونا.
ضحكت چنا رغماً عنها تضرب كف بكف وتقول:
-مش معقول إسمك مزيكا وانتي تجنني ايه ده هو في كده؟!!
إحمر وجه لونا وبقت كما هي دوماً عاجزة عن الرد على كلمات الغزل الصريح التي تغمر بها من النساء والرجال ولا تحد ماتقوله لتلك الفتاة الأكثر من لطيفه ليقطع عليهما كل ذلك صوت ماهر :
-مش يالا بقا ولا ايه
وبعدها رمق لونا بنظره متجهمه جمدت ضحكتها لثواني قبلما تقول چنا:
-ايوه صح دول حاطين الغدا من بدري…على فكره يا ماهر عايزاك في حوار.
كاد ان يتحرك لولا جملتها فوقف يقول:
-حاجه حصلت تاني؟
فركت كفّها ثم قالت:
-بعد الغدا بقا

-انطقي اخلصي
-خلاص يا ماهر بعد الغدا …واصلا انا عايزه اعرف مين المزه دي الأول
شد نفسه في وقفته قبلما يتحرك مردداً:
-مش هنتكلم مرتين تعالي وانتي تعرفي…يالاا
الكلمة الاخيره العاليه كانت بالطبع من نصيب لونا التي حاولت التغاضي عن كل ما يحدث وتحركت خلفهما تدلف لغرفة كبيرة تضم مائدة طعام طويلة جدا وفوقها أصناف متعددة شهية من الطعام المصري .
القى ماهر عليهم السلام ليرفعوا رأسهم جميعاً ولم يردوا السلام حيث هتف عزام بحده:
-ايه الي دخل البت دي هنا…انت بتتخطاني يا ماهر؟
وقف فاخر يقول:
-هي دي يا عزام …انا ماكنتش شوفتها..البت دي ايه الي دخلها بيت امي.
دوى صوت ضربة عكاز قويه على الارض أعقبها صوت محمد الوراقي:
-ده بيت محمد الوراقي يا فاخر
وقف بصعوبه يحاول ان يلتف لا يسعفه عظامه المهشهشة ولا ظهره لكنه التف يطالعها بإنبهار:
-بسم الله تبارك الله فيما خلق…انتي بنت رحيل؟بسم الله ماشاء الله..تعالي …تعالي في حضني يا لونا..أنا جدك.
لم تتقدم منه، بقت واقفه متيبسة تنظر لهم جميعاً فرد فرد من أول ذلك الرجل عزام والذي رأته مسبقاً مع عمها وقد رفض أخذها معه بل سبها وأهانها هي وعمها وعائلتها كلها ثم غادر ولجواره تلك المرأة الثلاثينية التي لا تعرف ماهيتها لكن ترى نظرات الإزدراء والكبر تفوح من عيناها، تخططا تنظر على ذلك الرجل الثاني الذي رفضها للتو هو الأخر ولجواره فتاتان بأعمار متقاربه في متوسط ال١٧ وال١٨ ثم عادت تنظر لماهر ولجواره شقيقته ثم للجد الذي مازال يقف ينتظرها بفرحه ممزوجه باللهفه يردد:
-تعالي يا لونا.

لاحظت نظرات ماهر الحاده التي أرفقها برفعة حاجب من عينه وكأنه يسألها (الراجل فاتح لك حضنه يابجحه)
تقدمت منه بعدم تقبل واضح و وضعت نفسها بأحضانه دون ان تنغمر لكن محمد الوراقي قطع عليها الفرصه حين رمى عكازه أرضاً وضمها له بقوه بين ذراعيه وهي لا تبادله العناق تقف بين أحضانه مرغمة تحت نظرات ماهر القوية الغاضبه وكأنها ينهرها يطلب منها ان تبادله العناق بحرارة…وبرغم ذلك لم تفعل…ظلت متيسبه لكن الوراقي لم يبالي هو سعيد ..يكفيه وجودها بينهم الأن.
أخرجها من أحضانه يقبل وجنتيها بالتبادل مردداً:
-اخيراً نورتي بيتك يا بنتي ..نورتي بيتك…ماشاءالله..ماشاءالله عليكي…قمر ماشي على رجلين ماشاءالله اللهم بارك.
تمم عليها بيده بصورة متلهفة أسترعت انتباه الجميع بينما يردد:
-انتي كويسه…عمك عملك حاجة..انتي هتعيشي معانا هنا على فكرك..شايفه العز ده كله…انتي ليكي فيه ..ده ورثك من أمك.
إلى هنا ولم يتحمل كل من ماهر وفاخر وبدأو بالصراخ رافضين:
-ليها ايه و ورث ايه انت بتقول ايه يا بابا
-اسمع يا بابا البت دي لا يمكن تعيش هنا مع بناتي انت فاهم.
التف لهم الوراقي ببط ثم هتف:
-عايزني ارمي بنت بنتي زي ما بسببكم رميت امها زمان.
-امها الي كانت…..
قاطعه الوراقي بحسم شديد وتعصب لم يحدث من سنون حيث ضرب بالأرض عكازه وهتف:
-البيت ده بيت محمد الوراقي ..انا الي اقول مين يمشي ومين يقعد ولونا قاعده في ورثها حقها هي وأمها.
فهتف صوت أنثوي بنزق:
-هي إسمها لونا؟!!!
كان من تلك السيده الثلاثينيه التي تقف لجوار عزام ومن بعدها غادر عزام يترك الطعام بغضب شديد يعقبه فاخر بل غادروا البيت كله محتجين.

التف محمد الوراقي ليجلس ومارالت يده بيد لونا التي لم تكلف نفسها عناء مساعدته رغم رؤيتها لإرتعاش ذراعيه فيما تقدم ماهر يسانده قائلاً:
-سلامتك يا جدي..تعالى.
حركها بيده كي يصبح هو القريب من جده ويتثنى له مساعدته ليجلس الجد مردداً:
-تعالي يا لونا.
لم تستجب لونا وبقت واقفه ليقول ماهر :
-تعالي
فتقدمت تنتظر ليرمق الجد ماهر أولاً ثم لونا التي لم تتحرك الا حينما أمرها فاقتربت ليقول :
-أقعدي عشان تتغدي..أقعدي هنا جنب ماهر كرسيه لسه فاضي.
قال الأخيرة بإبتسامة ليرمقه ماهر بحاجب مرفوع فينا ضحك الجد بصمت خبيث .
ضحكته الخبيثه لفتت إنتباه ماهر للونا ينظر عليها بنظرة جديدة يمشطها ويمشط كيرڤاتها المثيرة لرجولته لتتلاقى عيناه بعينا جده فتتجلجل ضحكاته وتعصف عينا ماهر بغضب فيبعد عيناه بسرعه عنها ويحاول التقاط شوكته كي يشرع في الطعام.
تحت أنظار الجميع لا يفهمهم سوى تلك الثلاثينيه التي كانت تجلس لجوار عزام قبلما يغادر.
وأول من فتح الحديث كانت چنا التي قالت:
-هو في ايه يا جدو وايه الحكايه؟
سحب الجد نفس عميق ونظر أولاً لماهر ثم نظر للمتبقين جالسين وقال:
-دي لونا بنت رحيل بنتي الله يرحمها وهتعيش معانا خلاص
-أمال بابا وعمو مشيوا زعلانين ليه؟شكلهم زعلانين منها
-لأ ده سوء تفاهم وأنا متكفل بيه..
ثم نظر للونا وقال مبتسماً:

-دول عيتلك يا لونا ..دي چنا اخت ماهر وبنت خالك.
نظرت لها لونا مبتسمة لتبادلها جنا نفس الإبتسامة فيما أكمل الجد وهو يشير على تلك المرأه التي يقفز من وجهها الصفار:
-ودي چيلان …مرات خالك عزام.
زم ماهر شفتيه وهو يرى رقبة لونا تلوح بوجهها تنظر له مستغربه فعمر تلك السيدة تقريباً مثل عمره كيف؟
ليقول الجد موضحاً:
-دي مرات عزام الجديدة مش أم ماهر..أم ماهر مريضه شويه.
فعقبت متعاطفه :
-ألف سلامه
لتهمس جيلان جانباً (محنوو)
صوت لونا كان لامع..متغنج ومتدلل مثلها هي وملامحها وكل ذلك يجلب لها المشاكل ويصيبها بالتعب ويضعها دوماً موضع إتهام.
ضحك الجد ثم قال:
-دلوقتي بس سمعنا صوتك؟!
ورمق بعدها حفيده بنظره خاصه وكأنه يخبره دون حديث(انت عاجبها)
جعلت ماهر يهتز داخليا رغم الثبات الظاهر عليه وبلا إرادة منه بدأت عيناه تنظر على لونا كامرأة تُشتهى.
________سوما العربي________
جلست على طرف الفراش الكبير الذي يتوسط غرفتها وقد مر عليها حوالي ساعتين اتخذتهم لمطالعة وإكتشاف الغرفه بعد ذلك الغداء الكارثي والذي لم تأكل فيه بل لم يأكل أحد بعد ما صار.
لا تعرف ما القادم ولا كيف ستعيش هنا والى متى يوم ؟يومان؟ثلاثة؟ أم أكثر؟
هي غير مستسيغة ماجرى ولا ان يجردها عمها من كل حقوقها ويلبسها مصيبه بعد تشويهه سمعتها لن تمرر ما جرى مطلقاً.

التقطت هاتفها وبدأت تتصل على صديقتها وجارتها ليستغرق الإتصال وقتها طويلاً
حيث ذلك المنزل الكبير بالحي الراقي تركض سيدة في منتصف الثلاثين نحو الهاتف تنظر للشاشة التي تضوي بإسم صديقتها فتفتح المكالمة وتلتف لتكمل ما بدأته
فوضعت الهاتف بين أذنها وزراعيها بينما كانت مستمرة في إغلاق أزرار بلوزتها تسأل بإهتمام:
-هااا عملتي ايه؟!
-أنا هنأك دلوقتى
ثم بدأت تقص على مسامعها كل ما جرى والأخرى تسمع لها بإهتمام شديد الى أن انتهت لونا تقول:
-سما…انتي معايا
-معاكي بس كنت بلبس الولد عشان رايحين لحماتي
-طب ايه رأيك اعمل ايه وهتصرف ازاي مع عمي؟
-بقولك ايه بلا عمك بلا زفت حد يسيب العز ده ويرجع للراجل ده الي كان كل يوم يلبسك مصيبه
-وبابا يا سما انا مش عارفه هو فين
سحبت سما نفس عميق ثم قالت:
-والي هو ابن خالك ده قولتي لي أسمه ايه؟
-ماهر..ماله
-بصي الراجل ده شكله تمام وله وزنه ما تحاولي تكسبيه لصفك
-إشمعنى يعني.
-يابت فتحي دماغك معايا …مش ملاحظة ان هو الوحيد الي جه واخدك وماخفش من ابوه ومن حكيك باين عليه شخصية إكسبيه ممكن يساعدك تاخدي حقك ناشف وساعتها تعيشي ملكة تدوري على أبوكي بعيد عن عمك.
تحيرت لونا وبقت تفرك في أصابعها وسألت:

-تفتكري؟
-أسمعي مني…قربي منه واعتبريه زي اخوكي وصاحبيه هو وأخته شكلهم قويبين مش صعبين واهو يبقى لك قرايب
-بس انا مش طايقاهم كلهم.
زمت سما شفتيها بقلة حيلة وهي تمشط شعر صغيرها وتكمل:
-قلبك بلاك أسود انا عارفه بس امك الي ظلمها أبوها واخواتها لكن الأحفاد زيهم زيك يا لونا .. هااا
-هحاول…ربنا يسهل
-هو ونعم بالله وكل حاجه بس مافيش وقت حضرتك ابوكي بقاله شهور مختفي لازم نتحرك..بصي انا هقفل معاكي عشان محمود على الوايت شكله جه تحت وهنزله لما أرجع هكلمك أشوفك وصلتي لأيه سلام.
أغلقت معها الهاتف وبقت جالسه لدقائق تفكر في نصيحة سما وخطتها .
وبعد دقائق خرجت من غرفتها تشعر بالعطش و وقفت على أعتاب غرفة ماهر تدقها بهدوء لكنها لم تتلقى لرد رغم صوت الأغاني الصادحه بالداخل تخبرها بأن هناك لكنه لا يسمعها منها لذا فتحت الباب بهدوء تناديه وتقدمت بخطوات حذره تناديه وهو تتجه نحو الشرفه المفتوحه ربما كان هناك وأخذت تردد بصوتها المسهوك المغوي:
-ماهر….ماهر…ماهر.
كان قد خرج من حمامه المثلج للتو الماء يتصبب على طول جزعه الضخم المستور بالأسفل فقط بمنشفه بيضاء كبيرة يراها بذلك الثوب الصيفي النبيذي المجسم لجسمها الغض يهتز أمامه بليونه وهو يتقدم خلفها حيث المرحاض المقابل للشرفه يسمع إسمه لأول مره من حسها الأنثوي الذي يزلزل كيان أي رجل مهما كانت درجة تحمله
وهي حينما لم تجد أحد في الشرفه التفت لتغادر لتشهق برعب وهي تراه خلفها تماماً عيناه مظلمة بقتامة هزتها.
لكن ما أثار رعبها هو وقوفه عاري لتكتشف انه لم يجيب لأنه كان يأخذ حماماً…وضعت يدها على فمها مصدومة تسأل(ماذا سيقول عنها الأن)
نظر لها بجسد يأن جوعاً رغماً عنه وقال بصوت عميق:

-بتنادي عليا ليه؟
تلجلجت برعب وهي ترى عيناه تتدحرج منه لتنظر على نهديها الظاهران من قميصها ثم لقدميها الملفوفتان وأحياناً خصرها ثم يعود لوجهها وشفتيها فأرتعبت وذهب تفكيرها مع الريح تقول:
-أصل…أصل.
تقدم خطوة يعدم المسافات ثم يقول بتلكئ:
-أصل إيه؟!!
وقوفها أمامه وهو عاري يشرف عليها بجزعه الضخم كان مهلكاً له بل مزلزلاً مفتااً ذلك الحجر … ومرعباً لها.
ابتلعت رمقها بصعوبه وقالت:
-كنت هسألك على حاجة بس خلاص
همت لتغادر لكنه أوقفها يقول:
-هو ايه اللي خلاص..انتي مش دخلتي أوضتي .
نظر لها من كل الجوانب يخصها بنظرة رجل تعجبه إمرأة ثم أكمل:
-يبقى تقولي بقا كنتي عايزاني في ايه؟
حاولت تفكيك ذراعها منه ثم قالت وهي تبعد عيناه عنه وتقول:
-للللما تلبس نتكلم
ليكمل بلهاس:
-ليه ماكده حلو
-للأ.
لاحظ انه يتحرك داخياً وهو كاب قوسين أو أدنى من إرتكاب الخطيئة خصوصاً وهو مازال يلفها بعيناها فهتف بنفاذ صبر وتحمل:

-روحي على أوضتك بسرعه.
هرولت سريعاً تجاه غرفتها وهي تنهر نفسها على تهورها وفعلتها وهو يلتف ويتجه للمرحاض يغلقه بغضب شديد.
وبعدها خرج من البيت يترك لها البيت كله ولجأ للعودة لعمله.
وبينما هو يجلس هناك دلف لعنده أحد الرجال يقول:
-مسا الفل يا باشا.
رفع له ماهر عيناه يقول:
-وصلت لحاجه ولا فيستك بردو
-بص يا باشا …الراجل الي اسمه انور ده شكله كده عوق وأنا وأنا براقبه زي ما فخامتك أمرت من الصبح والله زي ما أمرت يا زعامه لاقيته بيتخانق مع جدع كده باين عليه شمال
-كانوا بيتخانقوا يقولوا ايه
-كان بيقولوا ده ماكنش إتفاقنا والفلوس كده مش كامله.
-وايه كان اتفاقهم؟
-علمي علمك يا ريس بس انا صورته وقولت من صورته أكيد معاليك هتقدر توصل لحاجة
-طب أبعتها لي ..
مر اليوم عليه وعقله يعمل في كل الإتجاهات وللأن لم يقابل لا عمه ولا والده ولا يعلم أين ذهبا.
دلف للبيت بمنتصف الليل يفتح أزرار قميصه الأبيض ويحمل جاكيت بذلته على كتفه بإهمال وتعب ليقف متصنم وهو يرى……..

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل الثالث

كانت طلتم خدها وهي تستمع سباب صديقتها لها عبر الهاتف حيث صرخت فيها:
-انتي غبيه يابت مابتفهميش…رايحه له أوضته
-مش انتي الي قولتي لي قربي منهم
-ما عندك اخته قربي منها الأول ومنها تبقى مدخل ليه لكن ايه داخلة الغشومية دي.
انتهت المكالمة بوابل من التوبيخ والسباب الصادر عن سما وكان من نصيب لونا التي وقفت تفكر ماذا ستفعل، هي لا تملك رفاهية الوقت كما ذكرتها مراراً فوالدها مختفي وعمها لا يرحم.
خرجت من غرفتها بهدوء واتجهت نحو غرفه چنا الكامنة بأخر الممر تدق الباب دقات متتالية خفيفة الى أن أذنت لها جنا بالدخول ففتحت الباب مبتسمه تقول:
-هزعجك لو قعدت معاكي شوية
-لا أبداً…تعالي.
تقدمت لونا وقد غيرت ثيابها لثوب أخر أبيض قطني عاري الأكتاف محبك على جسمها الممتلئ تتقدم وهي تتهادى في خطواتها فتقول جناً مازحه:
-صلاة النبي أحسن إيه الحلاويات دي
إبتسمت لونا بنعومه تصدر عنها دوماً ثم تقدمت تقول:
-مش احلى منك..على فكرة أنا ارتحت لك جداً..ممكن نبقى صحاب؟
-ده كده كده يعني…انتي عارفه انا مش عندي اخوات بنات
-بس عندك ماهر
اتسعت ابتسامة جنا تقول :
-ماهر….ده احلى وأحن أخ في الدنيا…مش متخيله هو حنين عليا أد إيه بحبه اكتر من نفسي ربنا يخليه ليا وافرح بيه قريب.
تبسمت لونا وهي تستشعر صدق إحساسها…إحساس لم تذقه ولم تجربه من قبل وتمنت…تمنت لو يصبح لها أخ مثلما هو لچنا فقالت:
-شكله كده فعلاً وشكلك متعلقه بيه
-هو طيب وحنين عليا على فكره أوعي يغرك انه متعصب وكلمته واحده وكده ده كتكوته خالص وجميل من جوا.
حاولت التدحلب بزياده وان تدخل في خصوصياتها أكثر لكي تسرع التقارب فسألت:
-انتي في حاجة قلقاكي؟
رمقتها جنا بتعجب فتداركت لونا موضحه:
-أصلي شوفتك زي ما تكوني قلقانه وعايزه تكلمي ماهر في موضوع شاغلك وحصل فيه حاجة جديدة.
زمت جنا شفتيها تنظر للونا بتقييم ثم قالت:

-اه..في…واحد قريب واحده صاحبتي دايما بيعترض طريقي وبيضايقني
-وساكته له ليه أدي له فوق دماغه ولااا؟؟
صمتت لونا لبرهه وهمست مبتسمه بتساؤل لطيف:
-هو عاجبك؟
-لأ طبعا…ده تنح وبارد
-خلاص ادي له فوق دماغه
-المشكلة اكبر من كده شويه اصل باباه في شغل مشترك بينه وبين بابا بس انا كلمت ماهر وهو وعدني هيتصرف.. كنت خايفه من بابا لأنه في الشغل والمصالح مابيهزرش بس خلااااص طالما ماهر أتدخل يبقى أحط في بطني بطيخه صيفي.
تبسمت لونا بحزن تحسدها …هنيئاً لها بأخ كماهر…ياليته ينظر لها بالشموليه والرعايه ويتخذها شقيقه كچنا.
صمتت مفكرة سما كانت محقه مئة بالمئة.
انتضفت متفززة على صوت چنا تقول:
-بتعرفي تطبخي؟
-نعم؟!
-ماهر بيحب الباستا ..تلاقيه قرب ييجي تعالي نعملها له.
-باستا ايه الوقت اتأخر الساعه داخله على ١١
-وفيها ايه ما احنا سهرانين
-لأ انا مش ق
لكن چنا جذبتها بسرعه تقول :
-انتي لسه هتفكري قومي ده هيفرح قوي لما يرجع ويلاقيها.

وقفت معها لونا موافقه هي بالفعل تريد كسب ود وأخوة ماهر ستفعل ربما رأى فيها شقيقه وديعه ونقيه بخلاف تلك الصورة التي وصلته.
فوقفت في المطبخ مع جنا تعد الصلصة الحمراء وتسلق المعكرونة فيما ظلت چنا تحكي وتثرثر عن مغامرات طفولتها ولعبها مع ماهر وأبن عمهم فاخر الذي سافر منذ سنوات للعمل والدراسة فسألت لونا:
-هو في ابن خال ليا كمان؟!!
-أمممم..اسمه كمال اصغر من ماهر بسنه سافر يدرس طب أسنان برا وجاله فرصه شغل حلوه في مجاله ففضل هناك بس بييجي كل شهرين تلاته مش بيقطع خالص وكمان دايما بيكلمني فيديو كول…بس اييه عسسل اساساً كل احفاد العيلة عسل.
ضحكت لونا بحزن ثم نظرت لتلك الفتاة الحالمة وقالت:
-والله انتي الي عسل يا چنا وتستاهلي كل خير.
-حبيبيتي
-وكمال ده بقا وضعه ايه متجوز ولا خاطب ولا ايه
-كمال …ده بتاع بنات درجة أولى…مش عارفة ليه طالع كده مش محترم زي ماهر..كمال ده كل يوم حرفياً مع واحدة فظيع فظييع بس عسليه ودمه خفيف انا شخصياً بحبه جداً.
تهلل وجهها تقول:
-ايه ده!! ده بيتصل ..تعالي..تعالي نطلع نكلمه من شاشة الاب توب احسن…وبالمره اعرفه عليكي
-لا والصلصه الي بتتسلك والمكرونه الي في المايه دي…قولت لك الوقت اتأخر ماسمعتيش كلامي.
-هي خلاص بتخلص أهي..يالا قبل ما يقطع الاتصال…تعالي بقا.
-أطلعي انتي كلميه وانا هفنش كل ده وأحصلك.
لم تتخذ چنا وقتاً في التفكير بل أيدت فكرتها وهرولت مغادره لتحادث كمال فيما بقيت لونا وحيده تنهي وضع الصلصة الحمراء على المعكرونه ثم تقدمها في طبق متوسط وتزينه بأهتمام كي ينال رضاه مراعيه ان العين تأكل قبل الفم.

ثم خرجت من المطبخ نحو الطاوله الموضوعه بغرفه واسعه مقابل البهو تضم أرائك كبيره وشاشة عرض ضخمه.
وضعت عليها أطباق الباستا ثم عدت أكواب من المياه الغازيه و وضعتهم بجوار الأطباق في محاولة منها لتقديم سفره بسيطه ولكن منمقة وبينما هي منكفيه تنهي مابدأت كان قد عاد لتوه من الخارج يخلع عنه معطفه ويحمله بإهمال وتعب فوق احدى كتفيه وبقى بقميصه الابيض مشمر أكمامه وأزراره مفتوحه لما يقارب معدته.
و ولج للداخل ليقف مصدرم وهو يرى تلك الفتنة أمام عينه وكأنها تتحداه أن يقاوم …انها بالحق فتنه ..
واخذ يقترب بأنفاس لاهثه وهو يراها بذلك الثوب الأبيض المجسم على منحناياتها الكيرڤيه الجباره وقد زادت الأمر سخونه وهي منكفيه تهندم وتضبط الأطباق ثم أستقامت وهي موليه ظهرها له تنظر بتققيم للأطباق ثم التفت لتتسع عيناها متفاجئة من وصوله لكن ما لبثت ان ابتسمت لتهديه أجمل إطلاله وهو يقف يرمق جمالها المستفز خصوصاً وقد رفعت شعوها فوق رأسها بفوضوية سامحه له بالنظر لطول عنقها الأبيض .
ورغماً عنه تسرح عيناه على جسدها ذو الأنوثه الفتاكة تقف منه رغماً عنه في أماكن محدده ثم تنتقل لأماكن أسوء وأضل سبيل.
علت وتيرة أنفاسه وهو يجاهد متحكماً بينما يسأل:
-ايه ده؟
لترد بصوتها الذي لا يعرف أهي تتصنعه أم لا لكنه كان به من الدلال والميوعه ما يكفي حين ردّت مبتسمه تنتظر إطراء على فعلتها:
-چنا قالت لي انك بتحب الباستا فعملتها لك.
انتظرت ان يتقدم ويشكرها بحبور ثم يشرع في تناول ما فعلت لكنه لم يفعل وبقى في مكانه يطالعها بصمت مغلف بقسوه وقتامه.
لا تعلم انه يشعر بجفاف حلقه من جرعة الأنوثة والليونة التي يراها ويأخذها في اليوم أكثر من مره بعدما دخلت لبيتهم ..أفكار شيطانيه تملكته وهو ينظر ناحيتها..جمالها متحدي…مغوي..غير مقدور عليه..هي بارعه فينا تفعل على ما يبدو…وقد بدأت قوة تحمله في التداعي أمامها.
فهرول ناحية المطبخ يتركها وصب لنفسه الماء كي يروي حلقه الظمأن من شدة تأثره.
فتحركت خلفه دون تفكير مستغربه تسأل ما به وكأنها لا تعلم ان صوتها وتصرفاتها وأفعالها التي تعتقدها عفويه تديد من جرمها دون عمد.
فقد دلفت خلفه مهتمه تسأل بصوتها الذي بات مميزا متدلعاً وهو يعرف:
-مالك يا ماهر؟!

لم يجيب ووقف أمام المبرد يوليها ظهره يحاول إرتشاف الماء والسكوت لثواني لكنها لم تريحه وترحم حالها بل أقتربت بقلق تسأل:
-ماهر انت تعبان؟
ليلتف لها بسرعه وينظر لها صامتاً فتبتسم لها ومالبس ان شهقت عالياً برعب حين وجدته يهجم عليها ويعود بها للخلف يحسرها بينه وبين الحائط وقد نفذت طاقة تحمله ولم يستطع مقاومة إغوائها وأنوثتها فقال بأنفاس لاهسه وهو يضع يده على عنقها وعيناه تسرح منه على وجهها الجميل:
-انتي عايزه ايه؟! عايزه توصلي لأيه بعاميلك دي؟!!! هاااه!!
عض شفته السفلى وقد تمكن منه تأثيرها عليه وحكمته الرغبه حين أكمل بلهاث:
-عايزه ايه قولي..عايزه ليله في حضني؟! ولا عايزه ايه؟!
شهقت برعب وقد شق كلامه قلبها وفتحت فمها من الصدمة لتريد الأمر سواء كما تفعل في نفسها دوماً فبفعلتها قد زادت إغواء لكن هزت رأسها بأسى تقول:
-عايزاك أخ ليا يا ماهر
-أخ؟!!!!
سأل بغضب وإستنكار مختلط بالسخريه وقد إستفزه تصريحها في حين فقد القدرة على السيطرة على نفسه وهجم على فمها المنتفخ المفتوح يقبله كما يريد وليحدث ما يحدث.
وظن انه سيرتاح حين يقبلها لم يكن يعلم أنها بداية اللعنه…..
شعور القهر الشديد وخيبة ألامل المتكررة تمكنت منها فأبعدته عنها بقوة جعلته يرتد للخلف مصدوم مما جرى و الى اين وصلت الأمور.
كانت تتحكم في نفسها الا تبكي لكن خرج صوتها متحشرجاً وهي تقول:
-أنت اتجننت؟!
وقف بأنفاس لاهثه ومازال مايريده يتحكم فيه فس حين هتفت بحده:
-بس الحق مش عليك الحق كله عليا انا الغلطانه لما فكرت انك ممكن تبقى أخ ليا وتحميني..الغلط كله عليا مش علييك.
صرخت بالأخيرة بقهر شديد ثم هرولت مغادرة تجاه غرفتها تغلقها عليها جيداً.

لكن ماهر مازال واقفاً مكانه بأنفاس متلاحقه ورغماً عنه تمدت أنامله يتلمس شفتيه التي أقطفت منها قبله منذ قليل ومن ضرب الجنون انه شعر بحلاوة رفت قلبه وجعلته يبتسم.
وجلس على أول كرسي خلفه يتذكر قبلته لها ثم يعاود الإبتسامة بشرود
في غرفة جنا
جلست على السرير تتحدث في شاشة اللاب توب وقد فتحت مكالمة فيديو مع كمال ابن عمها وكانت متحمسه بشدة وهي تراه يحادثها ومعه بجواره تجلس فتاة أجنبه حسناء قد تعرف عليها مؤخراً لتصفر محفزة:
-الله يسلهووو..حته جديده دي يا كموله؟
ضحك الوسيم بجلال يناسبه ثم أضاف:
-ايه رأيك في اختياراتي
-جاااامده…قولها انها جامده
-قولت يا چوچو قولت…انا احب قوي اعبر عن الجمال
-وشكلها معمره معاك..طالما تجاوزت الشهرين يبقى في أمل تعمر
ضحك كمال وأكمل حديثه المتقطع بسبب سوء الأنترنت بدا يسأل عن ماهر وان كان موجود ليحدثه لكن قوة شبكة الأنترنت لم تسعفه وانتهى الإتصال
في الوقت الذي دق فيه ماهر الباب وأنتظر إذنها للدخول حتى سمحت له فدلف بخطوات هادئة لكن بوجه خالي من التعابير يقول:
-مساء الخير..كنتي بتعملي إيه
-كنت بكلم كمال .. صاحب مزه جديده بس بقولك….جااامدة ..تقريباً كان يكلمك بس الفيديو كول قطع والنت هنج وهو مارجعش اتصل تاني…هههه طبعاً ماهو مش هيسيب المزه ويقعد يكلمنا احنا
إبتسم باقتضاب ثم قال:
-كنتي عايزه تقولي لي حاجه النهارده

-اه…مروان قال قدام شلة النادي انه هيتقدم لي وانا خايفه بابا يوافق انت عارف انا مش بطيييقه
تشدق بإبتسامة مطمئنه يمسح على خدها قائلاً:
-ماتقلقيش مش هيحصل غير الي انتي عايزاه وبس…
ثم وقف ليغادر فقالت بلهفه:
-استنى رايح فين؟
مد يده لجيب معطفه واخرج مغلف من الحلوه ثم أعطاه لها قائلاً:
-ماتقلقيش مانستش اجيب لك حاجه حلوه زي كل يوم …الشكولا اللي بتحبيها اهي يا ستي.
اختطفتها منه بفرحه ثم قالت متدلله:
-كنت عارفه حبيب اخته مستحيل ينساها…بس مش ده قصدي انا قصدي نسهر مع بعض شويه و…
قاطعها واقفاً يخطو نحو الباب كي يغادر:
-مش قادر أنا هروح امسي على ماما واقعد معاها شويه عشان ماشفتهاش النهارده وادخل انام.
-ماما اما عيشتها واديتها الدوا فنامت تعالى اسهر معانا نشوف فيلم حلو.
-أنتو مين؟!
-انا و لونا.
رفع إحدى حاجبيه وسأل:
-ده انتو بقيتوا صحاب بقا؟!!
-اه دي طيوبه قوي.
هم ليغادر وهو لا يعجبه الحال لتتوقف قداماه وهو يسمعها تكمل:
-تعالى بقا ماتبقاش غلس ده انا اتحايلت عليها تعملك الباستا الي بتحبها وهي أخيراً وافقت.

التف لها ببطء شديد ثم سأل:
-هو انتي الي طلبتي منها؟!!
-واتحايلت عليها كمان كانت مكسله ورافضه وبتقول الوقت إتأخر.
لمعت عيناه ببريق مفاجئ ثم تحرك يغادر الغرفه وما ان فعل حتى فتح الباب من جديد يقول:
-چنا
-نعم
-ماتقوليلهاش اني عرفت انك انتي الي طلبتي منها واتحايلتي عليها
-ماشي بس ليه؟!
-قولي حاضر وبس ده الشكولاته لسه في إيدك ماكلتيهاش حتى.
فضحكت جنا وهو غادر بصمت رهيب..دلف لغرفته يغلق الباب وهو متخبط ثم إرتمى على فراشه يفكر شارداً مالبث ان ملس بأصابعه على شفتيه من جديد مكان قبلتها والإبتسامة السعيدة تملأ وجهه كله.
في صباح يوم جديد
إستيقظت متحامله وغيرت ملابسها بهدوء شديد، على مايبدو أنها إعتادت على الخزلان وعدم التقبل
فتحت باب غرفتها لتتفاجأ بچنا تقابلها خارجه من غرفتها هي الأخرى:
-صباح الخير ..هو احنا هنصطبح بالجمال ده كل يوم؟ لا كتير علينا.
ابتسمت لونا بتعب وتكلف تشعر بالغرابه، طوال عمرها كانت مرفوضه من الفتيات لكن حظها عظيم مع الأولاد الا بهذا البير فقد تقبلتها چنا بينما رفضها ماهر.
على ذكر سيرة ماهر تجهمت ملامحها فقد ظلت طوال ليلها تبكي وهي لا تستطيع ان تنسى كيف تم سلبها حق تحويش قبلتها الأولى…بل وإتهامه لها بالرخص ومحاولة إغواءه…ياله من حقير لكن هي المخطئة بالفعل كما أخبرتها سما.
بتلك اللحظة خرج ماهر من غرفته ليقف لثواني وقد بدأصباحه بها .

ثم تحرك وهو يلاحظ أنها لم تنظر حتى ناحية غرفته رغم علمها بخروجه الآن وتقدمه ناحيتهم حتى ان شقيقته ألتفت له مصبحه:
-يا صباح الشياكه يا ميروو مش معقول جمال على اليمين وشياكه على الشمال مش قادره كتير عليا والله.
ضربها على رأسها وهو يقول مازحاً بينما يختلس النظرات ناحية تلك الفاتنة المغويه عله يطول نظره منها :
-صباح البكش على الصبح..أبقي فكريني أقص لك لسانك…
تفاجأ بها تتركهم يكملا حديثهم وتتحرك هي وكأن ما يدور لا يعنيها.
لونا كانت قد إستفاقت من أحلامها…واقع مر أفضل من احلام ورديه لن تتحقق ولن تجلب من خلفها سوى تهم ملفقة بالملي.
لذا تحركت أمره هو بالفعل وعلى وجه الخصوص بات لا يعنيها…بل الأسوء من ذلك هو الشعور المعاكس للحب والتقبل والذي ذرعت بذرته أمس بعدما فعل وقال.
الكره شعور عظيم وضخم من الصعب ان تطلقه على أحدهم ..لم تكره بعد لكنها تقسم أنها ماعادت ترجوا تقبله مادام قد رفضها ونعتها وسب شرفها وأخلاقها.
لكن على ما يبدو ان ذلك النرجسي لم يروقه ما يحدث و أوقفها كأنه ينتظر رد فعل معين ثم قال:
-لونا.
توقفت إثر سماعها صوته لكنها مازالت توليه ظهرها فقال:
-مش بكلمك …بصي لي.
لا يعلم لما طلب…عدم أكتراثها يعينه وجداً بعد وزاد تخفزه وهو يراها مازالت لم تهتم ليترك شقيقته ويتقدم لعندها قائلاً:
-بصي لي بقولك.
إلتفت لتريه حسنها البديع الذي شق صدره وهو لا يستطيع كبت عينه عن الا تمر عليها بشغف يتفقد كل هذا الجمال، لكنه برع في كسو وجهه بالتجهم والبرود وهو يأمرها بقسوه:
-بابا وعمي جايين دلوقتي بصعوبه وبعد محايله مني مش عايز طولة لسان ولا تهور سامعه.
-انا لساني مش طويل يا ماهر باشا.
ابتسم داخليا سعيد لمجرد ردها ومجادلتها رغم كونها ترد بتهذب كأنها ترغب في الرد لا تستطيع تمرير المزيد من الإهانات وبنفس الوقت لا تريد مشاكل ليقول:

-أنا نبهت عليكي وانتي حره سامعه.
لم تجيب عليه وإنما تحركت مغادرة تقول:
-سامعه.
زم شفتيه بضيق ثم تحرك خلفها وبالأسفل كانت الجلسه صعبه مشددة
فقد عاد كل من فاخر وعزام متفقين ومتحفيز..كلمة واحدة ولا أخرى بعدها…لا مكان لتلك الفتاة بييتهم فهي فقط ليست وصمة عار بل جاءت لتأخذ حصة ليست بالقليلة من التركة…لم ولن يحدث:
-على جثتي.
كان هذا صوت عزام الذي قالها بحسم ويكمل فاخر:
-مش احنا الي هنسيب بيتنا عشان بت شمال زي دي …ده بيتنا يعني هي برا واحنا جوا.
ليهتف محمد الوراقي:
-هتطردوا بنت بنتي وانا على وش الدنيا
-بنتك الفاجره الي هربت مع عشيقها؟!
-هربت منك ومن طمعك بعد ما كنت عايز تجوزها لواحد اكبر منها ب١١سنه وكان متهم بقتل مراته وكل ده عشان تعلو الشراكه الي مابينكم …بس الغلط مش عليك الغلط على أبوها الي كان مرافقكم وكان عايز يكبر تجارته بأي شكل حتى لو هيبيع بنته.
ليقف فاخر قائلاً:
-هو لو من ناحية الغلط عليك فهو عليك اه…من اول ما غوتك البت الخدامه وخنت مراتك الي عملتك معاها.
-اخرس…انا دراعي هو الي عملني.
-دراعك….هأووو…انت كنت حي الله واحد شغال على عربية موز بالليل وبالنهار بتشيل توب…جوازتك من امي عملتك بييه وفي الأخر جزيتها بأيه روحت اتجوزت عليها الشغاله بتاعتها عشان تقهرها وتكسر مناخيرها الأرض مش كده ودلوقتي تقولي عملك دراعك .

-أخررر…
لم يستطع محمد الوراقي الصمود او تكملة كلمته وإنما وقّع أرضاً مغشي عليه….
__________سوما العربي_______
وقفت على أعتاب باب شقة والدها لتفتحها رغم الرعب الذي يحاوطها لا تستطيع التنبؤ بما سيفعله عمها تلك المره…لم تكن ترغب في العودة لكنها لا تملك مكان تذهب اليه بعدما وقع جدها
فبعد ما جرى أخبرهم الطبيب بحرج الحاله وانه سيمكث بالعناية المركزه وانشغل به ماهر بينما إستفرد بها كل من عزام وفاخر فطردوها شر طردة غير مبالين بوالدهما ولا اين ستذهب تلك الفتاة فلم يكن أمامها سوى العودة للبيت.
وبينما كان أنور يجلس يدخن أرجيلته بمزاج وقد خلى له البيت فإذ به ينتفض على صوت زوجته التي دلفت تعدد صائحة:
-قووووم يا منيل المزغودة بنت اخوك رجعت وفتحت الشقه.
-بتقولي ايه يا وليه؟!
-زي ما اتهببت سمعت…انت مش قولت انك غورتها…ايه الي رجعها.
ليقف انور بنفاذ صبر وقال:
-وبعدين بقاااا..هو انا كل ما أزيحها ترجع طب مااااشي…جت لقضاها مابدهاش بقاااااا.
صباح اليوم التالي
إستيقظت لونا تتمطئ بتعب وخمول مستغربه الهدوء وكيف لم يعترض او يزعجها عمها ومالبث أن انتفضت صارخه بهلع حينما أدركت الوضع الذي هي فيه…..

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل الرابع

صرخه مدوية أطلقتها لونا بعدما وجدت نفسها وسط قبيلة من الفئران داخل غرفتها
انتفضت واقفه برعب شديد وشعور التقزز والغثيان يتملكها، لا تعلم ماذا تفعل.
ظلت تصرخ بعزم ما فيها من قوه حتى انتحب صوتها تنادي عمها أو حتى الناس لكن ما من مجيب.
هرولت سريعاً وهي تصرخ بعدما التقطت مأزر بأكمام على منامتها البيضاء.
وهربت باتجاه شقة عمها واخذت تقرع الباب وترن الجرس بأن لكنه كان يقف خلف باب الشقه يراقب رعبها وهلعها من العين السحريه يراهن أنها في خلال دقائق ستفر هاربه.
وكما توقع فلونا وبعدما فقدت ألامل تحركت بسوعه تغادر البناية كلها وخرجت للشارع ترتدي المأزر فوق المنامة القطنيه وبقدميها خف منزلي صغير.
والمارة بالشارع ينظرون عليها بتعجب يحملقون مستغربين تصرفات تلك الفتاة ، على ما يبدو أن ما يشاع عنها صحيح فلا توجد فتاة عاقلة تخرج من بيتها بهكذا هيئة.
كانت على يقين تام بنظرات الناس عليها، وهي تسير دائبة بجلدها من بحلقتهم فيها لكن ما باليد حيلة، وصلت بصعوبة بالغة لمنزل صديقتها الوحيدة سما ودقت الباب.
لكنها تفاجأت بابنها الصغير يخبرها ان والدته ذهبت لعملها و لا يوجد بالداخل سوى والده..
أغمضت عيناها بتعب شديد لا تعرف كيف تتصرف.
لقد بات من المستحيل الإحتماء ببيت رفيقتها الوحيدة فمحمود زوجها يرفضها تمام الرفض وبالأساس سما تحادثها دون علمه.
لن تقدم ابداً على صنع مشكلة لصديقتها بل هي بالأساس لن تعرض نفسها للإحراج من قبل محمود .
صكت أسنانها بخوف ورعب ولم تجد بد أمامها سوى حل واحد.
_______سوما العربي__________
-انت أتجننت يا راجل…بقا هو ده الي اتفقنا عليه؟! رايح تجيب لها شويه فيران؟! بقا هو ده الي هيخليها ماتعتبش هنا تاني يا دكري؟!
رمقها أنور بأمتعاض ثم قال:
-كنتي عايزاني اعمل إيه يعني مانا كان لازم اتصرف
-فين الجدع اللي كان هييجي لها البيت
القى أنور مبسم الأرجيلة وقال بغيظ:
-أبن الهرمه ساحب عليا عالي وعايز دوبل الفلوس
-أديلوا خلينا نغوراها خالص بدل ماهي كل يوم والتاني ناطه لنا زي فرقع لوز.
-ابن الوسخه مابيردش عليا أصلا
-وبعدين؟!هتعمل ايه ولا توصله ازاي؟؟ البت دي بنت كلب ودماغها صرمه…هترجع انا عارفه…انت لازم توصله او شوف غيره

-لاااا…خليكي ناصحه…أهم من الشغل تظبيط الشغل..الواد ابن خالها جه ولمحه مش هينفع نجيب حد غيره
هزت زوجته كتفيها وقالت ببكاسة:
-عادي…رجالتها كتير…وكل يوم والتاني مدخله راجل شكل..فاجره بقا.
نظر لها أنور وعيناه تلمع بوميض الشر وهو يسحب أنفاس أرجيلته ثم ردد:
-خليني أستف الكلام في دماغي كده عشان مانبوظش كل حاجة
___________سوما العربي________
وقف يتابع جده الدي خرج من العناية المركزه وانتقل لغرفه عاديه..نائم على سريره ذاهب في ثبات عميق والممرضه تحقن له الأدوية في المحلول الموصل بوريده.
ثم التفت له تقول:
-الحقنه التانيه بعد ساعتين …الف سلامه عليه
-هو هيفضل نايم كده؟! انا مش فاهم حاجه فين الدكتور الي متابع حالته امال لو ماكناش في مستشفى خاصه بقا
حاولت الممرضه إمتصاص غضبه وقالت بهدوء تحسد عليه:
-هدي نفسك يا فندم…الدكتور جاي لحضرتك دلوقتي هو كان عنده من نص ساعه بس ماحدش كان موجود…عنئذنك.
زفرت تعب سيطرت عليه هو بالفعل قد انشغل بالهاتف منذ دقائق ولا أحد معه، فوالده وعمه ذهبا لمتابعة العمل قائلين أن البركة فيه بغيابهما.
فتح عيناه منتبهاً لدقات خفيفه على باب الغرفه فتحرك يفتحه لتتسع عيناه بصدمه وهو يرى لونا تقف أمامه بتلك الهيئه فما كان منه سوى أن مد يده وسحبها لعنده بالداخل ثم أغلق الباب والتف لها يطالعها بأعين متسعه هاتفاً:
-أنتي أتجننتي؟!! ازاي تمشي كده في الشارع.
بكت…بكت بحرقه كطفلة صغيره تنظر أرضاً وتفرك أصابعها بتوتر شديد…شق قلبه مظهرها ولا يعلم لما وكيف فعل لكنه أقترب منها بإمتعاض يضع كفه على رأسها يدفعها داخل أحضانه الدافئة.
وللعجب أن لونا المتمردة سكنت للحظه وهي تشهق في البكاء بينما ماهر يمرر يده على ذراعها وظهرها وكأنه يحاول تدفئتها وتهدئتها هامساً:

-ششششششششش
ألجمتها الصعقه وتنبه عقلها حين أدركت ما يحدث وأنها بأحضان ماهر الأن لتنتفض من حضنه سريعاً وتبتعد عنه فتقف متوترة تنظر أرضاً.
لعن من بين أنفاسه ليدرك أنه هو من مكان متدفئ بها وقد سلبته ذلك حين ابتعدت.
اقترب منها الخطوة التي ابتعدتها وسأل:
-إيه الي مخرجك كده
تعالت شهقاتها وحاولت التحدث من بينها تقول:
-صحيت…صحيت من النوم لاقيت البيت كله فيران
-نعم؟! فيران ازاي يعني؟!!
-والله ده الي حصل
ربع كتفيه حول فبدا متحفز غير مصدق ومن ثم أردف:
-وبعدين..كملي
-أخدت الروب عليا وطلعت اجري روحت لجارتي بس مالقتهاش وماكنتش عارفه اروح فين ولا اعمل ايه ف…ف…فكرت اروح البيت عندكم بس خوفت قولت أجي ع المستشفى أكيد مش هتتحانقوا معايا وتطردوني من هنا.
-لا ممكن نطردك عادي
اتسعت عيناها برعب لتقابل وجهه الجامد الذي سألها :
-ولما انتي خرجتي بالجامه والروب جيتي لحد هنا ازاي؟
-أخدت تاكسي و…
قاطعها هاتفاً:
-نعم؟! وكنتي مع سواق التاكسي بالبجامة والروب الي لازقين عليكي دول؟!!!

هزت رأسها بخري ليسأل بشك:
-وحاسبتيه بأيه بقا؟!
طالعته بجهل لم تفطن مقصده بعد لكنها جاوبت:
-ماحسبتوش لسه هو مستني تحت قولت له ان أخويا مستنيني وهينزل يحاسبه.
-أخوكي!!
قالها بضيق شديد وتحرك بعدها مغادراً الغرفة، لكن مالبث أن عاد يفتح الباب ويطل منه محذراً:
-إياكي تخرجي لحد ما أجي.. بحذرك..فاهمه؟!
-حاضر
تحرك مغادراً وهي تقدمت تجلس على أقرب كرسي مقابل لسرير جدها تضع وجهها بين راحتيها وقد تعبت من كل ما يجري معها فقد باتت غير قادرة على التحمل والصد، اصبحت خائرة القوة بينما مازال خلفها شوط كبير فهي لم تفعل شيئاً..لم تؤمن عمل ولا بيت ولم تستعيد أموالها من عمها ولم تتوصل أين والدها.. هي حتى لا تعرف من أين تبدأ.
وفي خضم تلك التوهه والضغوط تم الدق على الباب دقه واحده فقط ومن بعدها دلف الطبيب يقول:
-صباح الخير…أخبار مريضنا اي……
أقتطع حديثه مرغماً وهو يواجه سحر لونا وردد بلا إرادة:
-بسم الله ماشاء الله.
وقفت مرتبكة لا تعرف كيف تتصرف هي لا إرادياً فقط وضعت يدها على طرفيّ المأزر تلملمه من عند الصدر وتحمه حول رقبتها لكن جمالها كان لوحده صارخ فلتداري ما تداري هي جميلة ومغويه مهما فعلت.
تقدم الطبيب بإبتسامة شخص يرى لوحه فنيه بديعه الصنع لا تقدر بثمن وحاول قياس نبض محمد الوراقي ومتابعة حالته لكنه غير قادر فعيناه تسرح منه لعند تلك الدلوعه فسألها:

-أنتي قريبة المريض؟
بصعوبه خرج صوتها :
-أيوه.
-يقربلك ايه بقا؟
-جدي
-أنتي إسمك ايه بقا؟
-لونا
-بجد!!! ده الحقيقي؟!
-أه
إبتسم بعذوبه ثم قال:
-ماتقلقيش يا لونا جدو هيبقى زي الفل.
=لا هي مش قلقانة خالص…اتفضل يا دكتور تعبناك.
شعر الطبيب بالتوتر والحرج فلجأ لأن يغادر سريعاً وترك تلك اللينة مع ذلك القاسي يقف والشر يتطاير من عيناه المظلمه يقول من بين أسنانه :
-هو أنا مش قولتلك ماحدش يشوفك بالشكل ده ؟ انتي أتجننتي؟
-أنت قولت لي ماخرجش من الأوضه انا كنت قاعدة لاقيته دخل و….
فأكمل هو بغل:
-فقعدتي تتسايري معاه وكمان عرف إسمك…إنتي ازاي سهله كده؟!
أتسعت عيناها بغضب شديد لتقول:
-انت بتقول إيه؟!

-بقول ايه؟ واضح انك متعودة دايماً..ده انا حتى نزلت مالقتش تاكسي ولا حاجة واضح انه خد حقك مبلول ولا ايه؟
تحفزت كل خلاياها وعلى تنفسها بصورة واضحه ولم يكن بوسعها فعل شيء سوى انها تحركت مغادرة لتترك له المكان هو وافكاره عنها لكنه قبض على ذراعها ومنعها يقول:
-أستني عندك..انتي رايحه فين
-سيب أيدي…سيب بقولك
-لو مش عايزاني أكسرها لك هي ورجلك الي فرحانه بيها دي تخرصي خالص وتترزعي هنا ماتتحركيش انتي سامعه.
دفعها بعنف على الأريكه الوحيدة الموجودة بالغرفه فارتمت فوقها برعب وجلس مقابلها يهاتف شقيقته:
-ألو…أيوه يا چنا…لا أنا كويس وجدك كويس ماتقلقيش..عايزك تجيبي لي لبس من عندك.
شمل لونا بنظرة متفحصة وقال بجرأة:
-لا أكبر من مقاسك نمرتين.
شهقت لونا بحرج شديد بينما هو كبت ضحكته وحاول الظهور بثبات يرد على سيل أسئلتها:
-چنا…مش عايز كلام كتير انا دناغي ورامه أصلا…تجهزي الي قولت لك عليه وتبعتيه مع السواق يا چنا ماتنزليش وتسيبي ماما…سامعه؟ ماشي يا حبيبيتي سلام.
أغلق الهاتف والقاه بجانبه..ماهو كتلة من الفخامة تجلس وتتصرف بكاريزما عاليه له هالة من الهيبة تخصه وحده.
أبعدت عيناها عنه ما كانت تتمنى أن تصبح علاقتهم هكذا…ترى كيف بكل حنو ورعاية يعامل شقيقته بينما هي ….صمتت ولم تكمل تردد داخلها(هي جت عليه يعني)
بينما جلس ماهر على كرسيه يطالعها متئملاً فرغما عنه جمالها يستدعي الأعين لمطالعته. حرفياً عيناه تأكلها يمررها عليها من قدميها لرأسها ببطء وتروي ثم من رأسها يعود لقدميها بنفس البطء الشديد وذاكرته تشرد منه لبضع دقائق قد مرت حين خرج من المشفى يبحث عن سيارة الأجرة ولم يجدها فأقترب منه أحد أفراد الامن يسأل:
-في حاجة ياباشا؟
-لا بس المفروض في تاكسي وأقف مستنيني هنا عشان أحاسبه بس مش لاقي حاجة
ليرد الشاب بلهفه:

-يا خبر يا باشا…هو تبعك؟!
-يعني كان هنا فعلاً؟!!!
-أيوه وكان مستني حسابه من الأنسه الي كانت معاه بس هي اتأخرت قوي وبتاع الونش جه وكان هيكلبش له العربيه فقال يمشي هو مش حمل تمن المخالفه وادي جزاء الي يعمل خير….لو اعرف يا باشا انها تبعك كنت دفعت انا والله .
ربط ماهر على كتف الشاب يقول:
-حصل خير حصل خير.
عاد من شروده على صوتها الذي قررت ان تخرجه وليحدث ما يحدث:
-بطل تبحلق فيا كده …عيب انا زي أختك.
(أختتي) هكذا ضحك ساخراً بداخله ولم يستطع كبتها فقال :
-بس يا عبيطة
-عبيطة؟!!! لا ده انت زودتها قوي.
رمقها بتسلي وقد راقه غضبها لينتبه للباب الذي يدق فيقول:
-قومي ادخلي الحمام واقفلي عليكي.
لكنها ومن شدة غضبها منه لم تتحرك فعادها:
-قومي يالا واقفلي على نفسك.
-لا هقعد عادي مانا كده كده سهله
-قومي يا لونا أحسن لك.
لكنها عاندت ولم تقوم…ليهم واقفاً من مكانها كأنه ينتوي لها فتنتفض سريعا وتفر ناحية الحمام تغلق بابه عليها.
وأخيراً تثنى له الضحك تشق الضحكه فمه وتملأ صدره بإنتعاش.

ذهب باتجاه الباب يستلم كيس الملابس من السائق ومن قاحته فتش فيه ينظر على أشيائها الخاصه ثم يبتسم بإعجاب.
على ما يبدو أن لماهر شخصية أخرى غير تلك التي يعرفها فهو قد فتح عليها الباب لتصرخ في وجهه:
-انت ازاي كده …مش المفروض تخبط.
فرد ببرود وبابتسامة مستفزة:
-تؤ
ناولها الكيس الكرتوني ثم قال:
-جبت لك لبس بس ..
صمت يزم شفتيه ثم أكمل:
-چنا ماعرفتش تنشن صح شكلهم هيبقوا ضيقين عليكي بدرجة.
اتسعت عيونها الجميله من وقاحته الفجة تلتقط من الكيس وتصرخ في وجهه:
-أنت بأي حق تكلمني وتعاملني كده…مين إداك الحق ده،
ليرد بتجبر وتملك:
-أنا أديته لنفسي .
ثم أمرها:
-عشر دقايق وتكوني برا..فاهمه يا ….لونا.
نطق إسمها بخصوصية….خصوصية تخصه وحده.
وذهب ينتظرها على الكرسي بالغرفه وهو شارد……من العجب ان تتفجر بداخلك بودار لأشياء ماكنت تعرفها عن نفسك…بل من المرعب أنك تمتلك شخصية أخرى خاصه بك لا تستطيع إظهارها للعلن.
والأشد رعباً هو ذلك الشخص الوحيد الذي تتفجر معه كل تلك الخفايا ما ان تراه وتقابله فتتجلى معه كل ما تخفيه وتحبذ إطلاق العنان لشخصيتك الدفينه التي أكتشفتها للتو وللعجب بعد ان تلك الشخصية هي من تعطيك جرعة اللذة التي تحتاجها كي تحلو الأيام…فتباً للونا.

أسند رأسه على الكرسي من خلفه متنهداً وقد أتعبه ما أكتشف ليتعب أكثر وتنتفض كل خلاياه الرجولية بعدما فتح الباب وطل “الملبن” من خلف الباب..المأزر وخف المنزل كان أرحم.
فقد أرسلت شقيقته فستان نهاري بلون البنفسج الناعم يتلف حول قدها المياس بروعه تفتن وهي بالأساس تسير بخطوات متهادية تفتك به وبأعصابه.
هز رأسه وما عاد قادر على التحمل ليأمرها بإرهاق شديد:
-أرجعي البسي الي كنتي لبساه.
-بس
صرخ فيها:
-مابسش….سمعتي انا قولت ايه
-مش هروح ايه قلة القيمه دي وبعدين انا حره.
ثم تقدمت تجلس على الأريكه بعند شديد مالبس ان تحول لضيق تحت نظراته المتفحصة وهي تحاول تحريك الملابس حول صدرها ليسأل بضحكة وقحه:
-قولت لك المقاس ضيق.
أهدته نظره ناريه جعلته يقهقه عالياً فقالت بجنون:
-ياريت واحد محترم زيك مايكلمش واحده سهله زيي؟ ولا انت بحالات؟!
قالتها تذكره بغضبه واتهاماته التي لم يمر عليها الكثير ليقف من مكانه ويتحرك ناحيتها لكن أوقفه صوت هاتفه الذي أعلن عن إتصال من والده.
ليجيب على الهاتف :
-ألو
-ايوه يا ماهر…جدك عامل ايه
-والله يا بابا حقك تيجي تشوفه بنفسك
-مانت موجود والموجود يسد ولا مش مخلف راجل مثلاً انت في المستشفى وانا في الشغل ولا هو كل حاجه لازم تقف يعني؟

رفر ماهر بتعب ثم قال بمهادنة:
-ماشي يا بابا..جدي كويس وخرج من الرعايه بس لسه نايم مش هيصحى دلوقتي وانا معاه اهو.
-طب بقولك ايه…كلم چنا اختك ولا چيلان ييجوا يقعدوا معاه وتعالى لي انت على الشركه ….مجدى أبو شقره وعايزين نفاحته في الموضوع إياه
القى ماهر نظرة على لونا ثم همس من بين أسنانه:
-بردو يا بابا مصمم قولت لك ان انا مش صغير عشان أتجوز بالطريقة دي
ليرد عليه والده بقوه وتصميم:
-ماهو عشان انت مش صغير فلازملك جوازه تليق بيك ومافيش اكبر مت عيلة أبو شقرة عشان نناسبها انا ماصدقت…ده هيعلي أسهمك في السوق العيلة دي مش اي حد بيقدر يقرب ناحيتها…
رمق ماهر لوناً بنظرات غير مفهومة هو يستمع لبقية كلام والده:
-بس البنت بقا عينها كانت هتطلع عليك في اخر حفله كنا فيها وبقت عماله تتلزق فيك وتفتح معاك اي مجال للكلام وده هيخليها هي الي تضغط على أبوها وهيوافق انا عارف مش بيرفض لها طلب ابداً…وبعدين في ايه مالك كده…هو انت عايز ايه غير واحده من نفس بيئتك ومستواك وصغيره وغنيه وتقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك تفتكر هتبقى بتدور على ايه تاني مش فيها…أعقل يا ماهر وتعالى يالا عشان انا كده ولا كده لمحت له وهو فهم وشكله مرحب ف No way نرجع في كلامنا فاهم
اغلق المكالمة مع والده ثم نظر للونا بصمت طال وطال …طال لدرجة أنها خافت وسألت:
-في ايه؟
ليقول بأمر واضح شديد اللهجة:
-قومي يالا هروحك
-ايه
-ايه..هوديكي بيت ابوكي

لتقول بخوف:
-بس انا خايفه من عمي والفيران على فكرة انا والله مش كده مش زي ما بيقول عني خليني اروح بيتكم.
رفض بأعين قاتمه غامضه ثم أردف:
-عمي فاخر هناك مش هيسبك
صمت لثواني وأكمل بأعين موحيه:
-ولو انا مش معاكي كله هيدوس عليكي.
رسالته كانت واضحه وضوح الشمس..فهمتها هي ليست بغبيه.
فيما أكمل هو:
-تعالي بقا نشوف في فيران في شقتكم أصلا ولا دي كمان كدبه زي أجرة التاكسي.
نزل كلامها عليها كالكهرباء زلزلها لكنها لم تكن تملك أي خيار فنهضت قائلة بحزن شديد وكر بات ينمو له داخلها:
-لأ شكرا انا هعرف اروح لوحدي.
نبرتها قطعت وتينه….علم ما باتت تكنه له لكن يبالي على الأقل حالياً…أجل كل شيء هو في عجله من أمره وقال بحده غير قابله للجدال:
-أنا مش بناقشك….يالا.
_________سوما العربي ________
دلف معها للشقة التي كانت تلمع كالزجاج رمقها بنظرة إتهام واضحه لتقول بلهفه وتبرير:
-والله والله كان…
-شششش أخرسي…تعرفي تخرسي…انا لولا اني مش فاضي لك كنت دفنتك مكانك…تقعدي هنا ماتتحركيش وانا رايح مشوار ساعتين تلاته وهكوه هنا ….فاهمه
لم تجيب وهو لم ينتظر ردها بل تحرك مغادراً وذهب حيث صف سيارته بعيداً في الشارع العمومي ليشك بأحدهم ومشيته…كأنه يعرفه.
همهم متذكراً فهذا الرجل هو عم لونا..مشيته مريبه لما يتلفت خلفه هكذا.

لا يعرف لكنه تحرك خلفه يتتبعه حيث ذهب.
بينما كانت لونا تجلس في شقتها حيث أمرها ماهر وهي بخوف نفذت لا تملك أية خيارات لكنها حاولت مهاتفة سما ربما دلتها على حل أخر غير الإنتظار وتحمل الأهانات فقد باتت مدركة ان ماهر لن يتقبلها كأخت له وأخوالها يرفضونها وجدها الوحيد القادر على شملها بالحماية فهو طريح الفراش بالمشفى لا تعلم متى سيفيق.
لم تكد تلك المسكينة ان تكمل مكالمتها فقد تفاجأت بدق الباب لتصرخ برعب وهي تجد أحدهم يكمم فهمها عن الصراخ بينما يقول عمها الذي وقف بكشفة وجه لجواره يفح الغل ونفاذ الصبر من صوته:
-مقفلة كل الشبابيك والبلاكونات لا ناصحه يابت..هندخلك هندخلك وديني لاخلص منك .
حاولت لونا الصراخ من جديد ليقول أنور للرجل العريض :
-شوف شغلك بس بالهداوه لحد ما اكلم الي اسمه ماهر.
خرج وأغلق الباب تاركاً أبنة أخيه مع رجل غريب يكممها وهاتف ماهر الذي كان يصعد السلم بالأساس فقال:
-ماهر باشا…كويس انك جيت…الفاجرة رجعت تاني ومعاها عشيقها…مابتسلاهوش يا باشا ولا بتكتفي…انا غلبت..دي كمان مش راضيه تفتح لي الباب.
دفش ماهر الباب بكتفه عدة مرات الى ان كسر ليجد لونا تقف وقد حررها الرجل مه ذراعيه ليصرخ أنور:
-شوفت بعينك اهو يا باشا.
هرول ماهر ليهجم على الرجل لكنه سارع بالركض نحو الشرفة فتحها وهوب منها سريعاً ليعود ماهر نحو لونا بخطوات متثاقلة كأنه سينقض عليها لكن صبر أنور كان قد نفذ فقال:
-البت دي مش هتقعد يوم في البيت ده وقسماً بالله لاتخرج من هنا بفصيحه او أقتلها وأغسل عاري بأيدي.
ليصرح ماهر:
-عنك انت…حرام تدخل فيها السجن..
صمت بترقب ثم قال:
-إتصل هات المأذون

-هاااااااااه؟!!!!!
فصرخت لونا :
-لااااااا….مسحيل أوافق…مستحيل أنا بكرهك
-مش أكتر مني
ثم نظر لعمها يأمره:
-يالا إتصل بالمأذون قولت لك.
وضعت لونا يدها على فمها برعب تقول:
-لاااا حرام ماتعملوش فيا كده…ده عايز بجوزني لمقاول اكبر من ب١٥سنه ومتجوز مرتين ماتعملش فيا كده يا ماهر.
-أهو الي رضي بيكي وبعارك يا وسخه.
رمقه ماهر بنطرة ناريه جعلته يرتجع للخلف وصمت ليقول ماهر:
-كلم المأذون وهات الباقي من عيتلكم….أنا العريس…
كلمه كانت الأشد رعباً للونا التي بهت لونها وشعرت بالضياع أكثر….

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل الخامس

وقف أنور مذبذباً لا يعلم هل مايحدث سيسير وفق مصلحته ام لا؟ هو على علم بماهر وعائلة ماهر وهو الان سيصبح زوجها.
شعر بالتوتر الشديد وبدأ يتلجلج أمام ماهر الذي ينظر ناحية تلك المغويه الجالسة بالفستان البنفسجي يظهر ليونة وغضاضة جسمها فهتف بحده:
-أدخلي وأقفلي على نفسك.
لكنها مازالت منشغلة في البكاء ولم تجيب فيما التف هو ينظر لعمها وقد نفذ صبره فسأل :
-فين المأذون ماجاش ليه؟
ابتلع ريقه بتوتر وهو يفرك يديه معاً ثم قال:
-ماهو ياباشا يعني…أصل
-أصل ايه وفصل ايه؟ ايه الحكايه بالظبط؟!
-اصل انا بصراحه بقا عمها وانا أدرى الناس بمصلحتها وهي متقدم لها عريس تاني احسن ودافع مهر أكبر
تجهمت ملامح ماهر وشعور من نار يتدفق داخل صدره لا يفطن من أين ولد، نظر لتلك المنخرطة في البكاء بجواره وأمرها:
-انتي لسه قاعدة؟!قولت ادخلي وأقفلي على نفسك الباب
أمره كان حاد وعنيف جعلها تتحرك دون رفض فدلفت وأغلقت الباب كما أمره ليتبقى أنور وحده في مواجهة ماهر الذي وقف من مجلسه وأخذ يتقدم منه بخطوات بطيئة بثت الرعب في قلب أنور الذي قد تجلى التذبذب والخوف على ملامحه يزيد مع إقتراب ماهر منه حين وقف أمامه يردد بصوت بطيء أرعبه:
-كنت بتقول ايه بقا؟! أه انت عمها وأدرى الناس بمصلحتها مش كده
رعب أنور كان واضح خصوصاً وهو في مواجهة شخص كماهر لكن الجشع والطمع كانا أكبر فبعدما فعل الكثير والكثير للإستحواذ على مال أخيه لن يأتي ويفرط بكل ذلك خوفاً من ماهر وتهويشاته هو قتيل ذلك المال ولن يتركه مهما جرى لذا تحدث بتصميم رغم خوفه الواضح:
-كده، وانا مش موافق على الجوازه دي
-مش موافق؟! ده حلو قوي الكلام ده،طب ما إن شاء الله عنك ما وافقت،أنا ببلغك مش جاي اخد رأيك.
رفع أنور عيناه بعينا ماهر يتحداه قائلاً:
-من غيري مش هيبقى في جواز انا وليها الوحيد فمن غيري مافيش مأذون هيقدر يكتب لك الكتاب.
إبتسم ماهر بجانب فمه إبتسامة متحدية صغيره ثم قال:
-حلو ده…تعجبني..صح انت وليها مش هعرف اكتب كتاب من غيرك بس انا عايز أكتب الكتاب دلوقتى أعمل إيه؟؟
قال الاخيره بحزن شديد وقلة حيله جعلت أنور يشم أنفاسه بيعض الراحله مالبث أن سعل وجحظت عيناه حين قال ماهر بقلة حيله كأنه مضطراً:
-خلاص بقا أمري لله..كده أنا مضطر أدور بنفسي على ابوها يجوزها لي.

انخفض ضغط أنور وتباطأت دقات قلبه يدرك مايقوله ماهر وما لم يقوله ليبستم له ماهر ويضربه على كتفه كأنه يحركه بمهانة:
-شاطر…أمسك العقل كده وخليك حكيم وانزل من سكات جيب المأذون بلاش تخليني أوريك لعبي.
أدرك أنور إنفلات الأمر من يده وأنه سيخسر تلك الزيجه والمهر لا محالة لذا حاول التماسك والخروج بأقل الخسائر فصلب طوله وقال بتجبر:
-لا لو كده يبقى نتفق الأول يا باشا
-نتفق وماله بس تقولي الأول وديت أخوك فين وعملت فيه كده ليه؟
لم يجيب أنور ليهتف ماهر بحده وغضب:
-خلص…أبو لونا فين؟وفين فلوسه
-في مصحة نفسية
-إيه؟؟؟
-أخويا إتجنن يا باشا ومخه فوت بقا بيجي له خيالات وتهيؤات بحاجات مش موجودة..أعمل ايه يعني كنت مضطر أدخله مستشفى ياخدوا بالهم منه.
ليبتسم مضيفاً بثقة:
-وماحدش يقدر يعرف اسمها غيري اصلها مصحة نص كم مش مسجله فلف مهما تلف مش هتعرف توصله.
إنشق قلب ماهر على تلك المسكينة وسأله:
-وليه عملت كده؟ مش حرام؟! كان عملك ايه أخوك؟
لينفجر أنور بغل وغيظ:
-ده يستاهل الحرق…الجاحد كان عايز يكتب لبنته دي كل حاجة بيع وشرا قبل ما يموت …ابن الهرمة مش عايز حد يورث معاها…شوفت الكفر ياباشا…عايز يخالف شرع الله وباع الي وراه والي قدامه وسيلهم فلوس وماتقضلش غير البيت ده وكان رايح كمان يكتبوا للغندورة عايز يطلعني بلوشي…عايز يشفط حقي في كرشه…كان هيأكلني لبنته.
فضحك ماهر ساخراً يسأل:

-هي فلوسك ولل فلوسه ..الفلوس دي جت منين؟
-من شغله الي لمها في شولة من السفر برا ابن المحظوظة.
-يعني فلوسه هو وبتقول عليه عايز ياكل حقك ويأكلك لبنته؟
-والله بقا ده الشرع هو الي قال العم يورث اخوه الي مش مخلف ولد.
-وقال بردو ان كل واحد حر في ماله يورث فيه من يشاء على حياة عينه مش يسيب بنته تشحت من عمها ولا عمتها.
-إنت هتفتي في الدين كمان..بقولك ايه..عليا وعلى أعدائي ولو عايزني اجوزهالك لازم نتفق .
رمقه ماهر بصمت تام ثم قال:
-موافق.
مرت دقائق لا تعلم عددها وهي تجلس في غرفتها تبكي تحاول الإتصال على صديقتها سما لكن هاتفها كان مغلق منذ الصباح.
إلى أن سمعت صوت إغلاق باب الشقه فتسحبت لتخرج على أطراف أصابعها لكنه فاجأها وهو يفتح الباب يلج للداخل ينظر لها بطريقة مختلفه إرتبكت منها وإسترعاها الإندهاش وهي تراه يخلع عنه معطفه يلقيه على الأريكه وبعدها يلقي بجسده على فراشها الأنيق يزفر بتعب مرتاحاً كأنه بيت والده.
إندهشت من تصرفاته وأريحيته في التصرف، باتت تراه غريب الأطوار لكن ذلك لم يكن همها الان هي في تلك المصيبة التي وقعت على رأسها.
لذا تشجعت فتقدمت تقول:
-ماهر.
-هممممممم
همهم بخمول وهو يضع ذراعه على عينه لتقول:
-عشان خاطري يا ماهر انا مش عايزة أتجوز مش موافقة
-مش لازم توافقي
رد عليها وهو بنفس الوضعيه من الخمول والكسل لتتفزز بعصبيه:

-قوم هنا وكلمني انت مستضعفني كده ليه؟
لم يستجيب لها ولم يتحرك بل بقا على وضعته لتأخذ جوابها هو بالفعل مستضعفها فهتفت:
-انا مش هسكت على الي بيحصل ده وبعدين…انت مش شايفني سهله وشمال عايز تتجوزني ليه؟
اعتدل من نومته وجلس يواجهها مردداً بأعين حاول كسوها بالبرود:
-عشان اللمك…ومش عايز كلام تاني انا بقالي يومين مطبق في المستشفى وهموت وافرد جسمي…فمن هنا لحد مايوصل المأذون ماسمعش صوتك فاهمه.
ليبسم لا إراديا وهو يسمعها تندب بعويل:
-إنت طلعت لي منين؟! طلعت لي منين بس.
ليغمض عيناه ويسحب نفس عميق يسأل هو نفسه بجنون (أنتي الي طلعتي لي منين)
لكن فتح عيناه كالمصعوك وانتفض جسده من فوق الفراش وهو يسمعها تقول بتحدي:
-بس انا بحب واحد تاني.
في ثانيه كان مقابلها يقف على الأرض يغرز أظافره في لحم ذراعها بينما يقبض عليه ويهزّها بعنف ضرب قلبه يسألها:
-بت إيه؟! سمعيني تاني كده؟! بتحبي؟!!!!
احتدمت النيران في عيناه وزادت غلظة قبضته على ذراعها يسأل من جديد:
-هو مين؟! مين ده إنطقي
خافت وارتعبت بل ذابت في جلدها فقالت بسرعه:
-مش بحب حد…بكذب عليك والله..سيبني بقاااا.
لم يصدقها..وقلبه مشتعل نار هو فقط دفعها لتسقط أرضاً و وقف يتنفس بسرعه من شدة تلاحق أنفاسه وعلو ضغطه ينظر عليها وهي مسجاه أرضاً يسأل هل بالفعل تحب أحدهم؟! هذا ما لم يحسب له حساب.
كان يضع يديه على خصره ويقف ينظر للسقف لتتحدث هي وهي تبكي :

-بلاش جواز يا ماهر…انا زي أختك
-أخرسي..أنا أختي أشرف من الشرف.
لتقف على قدميها تمسح عيناها بشراسه وتهتف:
-ولما انت شايفني مش شريفه كده راضي ازاي على واحده زيي تشيل اسم سعادتك والعيلة الكريمة ماتسيبني…انا بكرهك ومش بطيقك مستحيل اتربط بيك العمر كله ده بالنسبه لي إسمه إنتحار.
إستفزته ببراعه فهتف من بين أسنانه بعدما جذبها من ذراعها يقرب وجهها من وجهه ويقول:
-ولا انا كمان طايق أشوف وشك بس غصب عني سمعتك بالنسبه لي فلوس بخسرها واحنا تجار راس مالنا السمعه فخيالك مايسرحش لبعيد ويكون في معلومك ماحدش من البيت عندي او حتى معارفي هيعرف إنك مراتي…عقد الجواز ده عشان تلمي نفسك.
صمت لثواني ثم أكمل:
-وعشان لو فكرتي بس مجرد تفكير تجيبي راجل تاني بيتك أقتلك ولاخدش في وسخه زيك ساعه سجن.
القاها أرضا بعد حديثه السام وختمه مردداً:
-خلي بقا الي بتحبيه ينفعك و وريني كده هيقدر يقرب ناحيتك ازاي…الله في سماه أقتلك وأقتله والقانون في صفي..فاهمه
صرخ في وجهه بحرقه نار ناشبة في صدره ولم يصرفه عنها سوى صوت جرس الباب ينبأه بعودة عمها ومعه المأذون.
ذهب يفتح الباب ليتفاجئ بالمأذون المميز بدفتره وعمها أنور ولجواره ثلاث رجال وسيدتين فسأل:
-مين دول؟
ليجيب أنور:
-مش قولت لي أجيب قرايبنا..دول ولاد عمي وبنات عمتي
هز رأسه متفهماً ثم سمح لهم بالدخول لتتقدم منهم لونا مندفعه تقول:
-أنا مش موافقه على الجواز…مش هينفع أتجوز من غير موافقتي ولا ايه يا شيخ.

ليهتف أنور بغل:
-اه يا فاجره…عينك وسع كده…بقا قافشينو معاكي في الشقه وتقولي مش عايزه اتجوزوا..مالكيش في الح….
-بسسسسسس…ولا كلمة زيادة خليني محترم سنك.
كان ذلك صوت ماهر الصارم والذي أرعب أنور وكل الحاضرين ليلتف بعدها للونا يقول:
-أدخلي جوا لحد ما كل حاجه تخلص
-مش داخله.
ثم وجهت حديثها للمأذون تقول:
-انا مش موافقه يا شيخ
-يبقى مافيش جواز يا أنسه
نظر له ماهر بحده يكاد يقتله لكن المأذون هز كتفيه وقال:
-مستحيل اكتب كتاب واحده مش موافقه على جوازه كده العقد يبقى باطل ولو طلعت من هنا وجبتوا غيري هبلغ عنكم.
سحبت لونا أنفاسها أخيراً تشكر المأذون بعيناها ليقول ماهر:
-ولو سمعت موافقتها
-ساعتها هعقد عليكم بأمر الله
-تمام…دقايق وجايلك
ثم سحبها ودلف بها لاقرب غرفه يغلق عليهما الباب مردداً:
-أنا مش عايز لعب عيال…وقسماً بالله لا تتربي على الي انتي عاملاه ده…بترفضيني قدام المأذون والناس..
فقالت بعد تفكير لثواني:
-خلاص خليها عقد عرفي عشان حجتك لو حبيت تقتلني العقد العرفي إثبات.

-أه يا شمااال..اه يا شماال..عرفي وبتقوليها كده في وشي..
لتظلم عيناه وهو يكمل:
-ولا عشان تبقى ورقه وتتقطع وتروحي تجري على حبيب القلب..عشان اقتلك ساعتها بجد.
لحظتها إستشعرت لونا شيء…شيء مختلفً جعلها تجعد مابين حاجبيها تنظر له بإستغراب ليلاحظ ذلك ويعلي نبرة صوته ينتشلها سريعاً:
-اخلصي انا مش فاضي لك..خليني ارح لجدك ولا امشي واسيبك انتي مع عمك هنا وتفضلي طول عمرك مش عارفة توصلي لأبوكي.
طالعته بحيره وتعب ليقول:
-معاكي تلات دقايق تقرري هتخرجي معايا تقولي اه ولا لأ.
صمتت ومر الوقت ولم تشعر سوى بجملة المأذون يردد:
-بارك الله لكما وبارك عليكما.
وتحرك ماهر بعدها يقترب منها ثم يميل يجمع رأسها بين كفيه ويقبل جبينها وعلى وبعيونه فرحه حقيقية وهو يقول لها بصوت رخيم:
-مبرووك يا لونا.
-!!؟؟؟!!!!
كان ذلك بالفعل هو ردة فعلها على تصرفه الأكثر من حميمي تقسم لو كان الوضع غير الوضع لكانت قد ذابت بين ذراعيه الأن من شدة رومنسيته وحميميته ودفئ صوته…لقد كان ينظر لها وكأنه أخيراً قد نالها…جعدت مابين حاجبيها تسأل هل هو مجنون ام مصاب بإنفصام الشخصية.
وقال بعدها:
-جهزي نفسك عشان هنمشي من هنا
هزت رأسها وتحركت بصمت مطيع ناحية غرفتها ليلتف له أنور ويقول:
-أظن بقا آن الأوان نتحاسب.
إبتسم له ماهر بظفر يطالعه بنظرة غموض وإنتصار.

__________سوما العربي_________
في سيارته كان يقود بمزاج مبتسماً رغما عنه وتلك الجالسه لجواره باتت زوجته…لقد تزوج لونا وهو سعيد…سعيد جداً
كلّ دقيقتين او أقل ينظر عليها ويفرح ويعود بعيناه من جديد يراقب الطريق.
لكنه ما ان وصل عند البيت حتى نظر عليها قائلاً بعدم رضا:
-ماكنش في تيشيرت تاني اطول من ده شويه
أسبلت جفناها بحزن لا تريد مجادلته الان يكفيها ما جرى..لقد قضي على مستقبلها وانتهت حياتها ولم تكن تملك اي وسيلة لتغيير كل ذلك .
تسمعه وهو يقول بعدم رضا:
-ومالك رافعه شعرك كده ورابطه التيشرت من على وسطك؟!
-هو ستايله كده
-يبقى يتغير..فكيه وماتعمليش شعرك كده تاني وانتي برا البيت فاهمه.
-فاهمه.
قالتها ثم شرعت في تفكيك التي شيرت لكن لم يعجبه وقال:
-بردو ضيق..ماتلبسيهوش تاني
لم تجيب عليه بل قالت:
-هو مش انا اتجوزتك يعني بقيت في وشك وكرامتي من كرامتك! فين حقي الي عند عمي؟! انا عايزاه.
سحب نفس عميق ثم قال متهرباً:
-مش وقته…انا لازم أنزلك واتحرك دلوقتي على المستشفى عشان كلموني…تدخلي وتطلعي على أوضتك ماتطلعيش منها ..يالا.
هز رأسها موافقه وغادرت بينما هو ظل ينظر عليها من بعيد يبتسم بفرحه يكاد يجن منها….ااااه لقد تزوجها.
بقى يراقبها حتى اختفت بالداخل ليحرك مقود السيارة ويتحرك وهو يتنهد عالياً بتعب وهيام.

_________سوما العربي__________
دلفت لونا للداخل تتلفت حولها برعب تخشى ان تقابل أحد أخوالها لكن حمدلله لم تقابل اي منهم وأنما تقابلت مع جنا التي قرصتها قي خصرها تقول:
-هالو يا مززه…كنتي فين يابنتي
-هاااه…كنت …كنت في بيتنا بجيب لي لبس.
نظرت جنا على حقيبة لونا وقالت بتفهم:
-اااه ماشي…بس ايه الشياكه والحلاوة دي؟ حذري فذري من جاي عندنا النهارده ؟
-مين؟
سألتها لونا بترقب بعدما إعتادت الخوف لتقول چنا وهي تصرخ من الحماس :
-كمال ابن عمي فاخر..سرع أجازته لما عرف ان جدو تعب
-مين ده ماعرفوش
تأبطت چنا ذراع لونا وسحبتها معها ليتحركا نحو الداخل فيما أكملت چنا:
-تؤ …إنتي لحقتي تنسي…كموله ده ابن عمي فاخر يعني ابن خالك انتي كمان وأصغر من ماهر بسنتين بس حاجة بقا كده إييه أوووز …لوووز…مز مزازه يخربيته..وبتاع بنات بقا ماقولكيش .
فكرت چنا لثواني ثم تحدثت بعبقريه:
-أنا بقترح نجوزكوا لبعض تخيلي لما الشوكولاته تتجوز المربى هيبقى الإنتاج ايه…حاجة نايتي خالص.
ضحكت لونا بهم…أه لو تعلم أه.
وبينما هما كذلك إذ بأحد الخدم يردد مهللاً:
-كمال بيه وصل .
لتهرول چنا بحماس تسلم عليه وهي تسحب لونا معها ثم تترك يدها وتقترب منه ولونا قد توقفت بفتور غير مهتمه.

ترى چنا وهي تنتظر خروجه من السياره ويفتح الباب ليخرج شاب عريض بشرته خمريه وطويل لديه مزيد ومزيد بل مزيد من الوسامة.
يبتسم بفرحه شديدة ما ان أبصر چنا يصرخ:
-چنچونة…ايه ده ده انتي على الحقيقة طلعتي مختلفه كبرتي يا عفريته.
-شوفت…احلويت أخر حاجه مش هتلاحقوا عليا من العرسان.
-ماشيه معاك يا عم..هيبقى عندهم نظر طبعاً ..ايه ده من الصاروخ العابر للقارات الي واقف هناك ده يابت يا چنچونة؟
-دي لونا الي قولت لك عليها.
-لا بس عوووود وع المظبوووط..مرتبطه بقا لونا؟
ضحكت چنا عليه وقالت:
-تعالى أخدمك وأعرفك عليها عد الجمايل.
تحرك معها وهي تكمل:
-وعلى فكرة كلمت ماهر كان رايح مشوار ولما عرف انك وصلت لف ورجع وهو اصلا ماكنش بعد ثواني وهتلاقيه هنا.
-ماهر ايه وخشونه ايه خلينا احنا مع الليونة ولونا..عرفيني عليها ينوبك ثواب اخوكي عطشان.
ضحكت تتقرب منها فتقول لها:
-لونا..ده كما…
قاطعها يقول هو وهو يمد يده ويسبل عيناه للونا:
-سيبك منها.. كمال فاخر الوراقي، ٣٠ سنه، دكتور أسنان شاطر خصوصاً الحشو، أعذب و وحيد ولم يسبق لي الزواج وابحث عن شريكه للتعارف الجاد.
لينتفض ثلاثتهم على صوت صرير سيارة ماهر وترجله السريع منها ورزعه للباب من خلفه ثم تقدمه منهم بوجه مقفهر

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل السادس

تقدم منهم بوجه مقفهر كأنهً مجرم غير مبالي بعودة إبن العم بعد غياب قد طال كل همه تلك الليونة التي تقف أمام رجل بوسامة كمال.
هو بالفعل على علم بوسامة كمال التي كانت ولازالت دوماً تغرق الفتيات في غرامه.
وهو كذلك على علم بأن لونا فتاة تعجب الباشا..وإلا ما كان ليقدم على كل ما فعل كي ينالها.
توقف عندهم يقول :
-حمدلله على السلامة يا كمال.
نظر له كمال بجنون يردد:
-حمد لله على السلامة يا كمال؟! هو انا كنت بايت في حضنك؟! ايه يا جدع انت ده ؟!
نظر لجنا يسأل:
-هو لسه غتت زي ما هو؟!
-إخس عليك يا كمال ماتقولش على ميمو كده؟
-ميمو؟؟ ده شكل ميمو ده
ظل كمال وجنا يتجادلان حول ان كان ميمو أم لا بينما لونا تقف تحاول الهرب من نظراته المميته المسلطة عليها وحدها تحاول تفاديها ببرود رغم شعورها انهز قد تكون معنية بها.
ليقدم ماهر على إحتضان كمال بحرارة حقيقية مردداً:
-حمدلله على السلامة يابن عمي نورت البيت
-آه كده انت كده ممكن نسميك ميمو ماشي انا موافق.
-شكراً ياعم على كرم أخلاقك
ثم أضاف من بين أسنانه رغما عنه:
-مش ندخل احسن ؟
ضيق عيناه بتحذير ناحية لونا يقول:
-ولا ايه؟!
نظر ناحية جنّا وسألها:
-أدخلوا انتو جهزوا السفره وانا وكمال هنيجي وراكم.
-حاضر…يالا بينا يا مزه على المطبخ.

وأخيراً تحركت لونا مع چنا للداخل تحت نظرات ماهو الغاضبه وكمال الذي أضاف:
-ده الطب أتقدم قوي في مصر.
-كماااال.
انتفض كمال يقول:
-جرى ايه ياكبير انا كده ممكن أقطع الخلف
-انا بقول تتظبط بدل ما أخليك قاطع مايه ونور خالص.
حمى كمال جسده بطريقة موحيه ثم قال:
-هي حصلت كله الا الكهربا…وبعدين في ايه ياعم بقا هو ده إستقبالك ليا اخس عليك اخس…ماكنش العشم يا ….ميمو.
-اتلم ياض واطلع قدامي نقعد في الجنينه على ما الأكل يجهز.
-ايوه انا فعلاً محتاج اطلع الجنينه أفهم منك مين لونا دي وايه حكايتها.
نار نشبت في صدر ماهر من حديث كمال عن لونا حتى رغم علمه ان كمال يمزح كالعاده..
تقدم يجلس معه في الشمس يسأل:
-أيه بقا الكلام على أيه؟
-مشاكل وحوارات..لونا تبقى بنت عمتك رحيل الي…
قاطعه كمال متذكراً:
-أيوه أيوه…ياخبر..ده تلاقي أبويا وعمي مش طايقنها..مانا عارفهم.
-هما مش طايقنها وبس؟ احنا كل يوم خناقه وأخر مرة جدك وقع فيها،المشكلة ان البنت حالياً مالهاش حد وعمها راجل إبن وسخه، لأ وراميها وكل يوم ملبسها مصيبه عشان يخلص منها اخر مره جاب لها كتيبة فيران في البيت.
-فيران؟!!!

-أه والله مش بقولك ابن وسخه..ده كمان كان ناوي يجوزها مقاول كبير في السن ومتجوز ومخلف….مش عارف هحلها ازاي دي، هي حقها تاخد ورثها و ورث أمها خصوصاً ان عمها سرق كل فلوس أبوها ومش راضي يرجعهم وجدك متمسك بيها كأنه بيكفر عن غلطه في حق أمها وأبوك وعمك قايدين البيت حريقه بسببها ومش طايقنها لا في سما ولا في أرض
اتكئ كمال في جلسته يقول:
-أنا عندي أنا حل الموضوع ده؟
نظر له ماهر بتوجس ثم سأل:
-إزاي؟
-أتجوزها واحل المشكل
تفزز جسد ماهر رغم محاولته تحجيم ذلك وقال :
-نعم؟!
-أيوه مالك بس
-لم نفسك يا كمال مش عايز أتغابى عليك
-وتتغابى ليه ياعم هي تخصك في حاجه؟!
بهتت ملامح ماهر ونيران قلبه جعلته ينتوي المجازفه وهم لأن يصرح أنه نعم هي بالفعل خاصته لكن كمال إستبق يكمل:
-أنا يعني الحق عليا كنت هحل معادلة صعبة أنا طول الوقت مسافر ومش هنا فتبعد عن ابوك وعمك وجدك يبقى مطمن عليها وهتبقى في أيد أمينه..خلينا ندلع الچيلي بقا يا ماهر.
تعصب ماهر وقال:
-كمال…إنسى الموضوع ده خالص وبعدين أنا ولونا.
=أحلى ورق عنب لأحلى كمولة في الدنيا.

أقتطع أعترافه الضروري دخول چنا التي لا يريدها أن تعلم رغم رغبته في أعلام كمال كي يضع النقاط فوق الأحرف ويتفهم أن لونا تخصه كي لا تزوغ عيناه عليها خصوصاً وهي بالفعل جميلة سيعجب بها أي رجل…إنها حقيقة علمية لا يمكن إنكارها فهنالك إشياء لا يختلف عليها إثنان ولونا بمقاييس الجمال ليست جميلة فحسب بل أيقونة.
غرق في أفكاره يبحث كيف سيخبر كمال فهو يرى ذلك ضروري جداً في حين كان كمال مندمج مع چنا يهلل:
-الحقيني بيه…أااااه ياقلبي…أنت كنت فين من زمان ده أنا معدتي نشفت من غيرك يا حبيب قلبي.
تقدمت لونا كي تخرج فوق من مكانها قبلما يراها كل من چنا أو كمال ويسألوه لماذا سحبها معه للداخل.
فتحرك لعندها يأمرها بغضب:
-قدامي على فوق.
-في ايه؟!
-من غير ولا كلمة قدامي على فوق
-لا انا جعانه ومحتاجه اكل ما أكلتش من إمبارح
-أنا بقول الكلمة مره واحده سامعه…يالا قدامي.
تحركت معه على مضض تصعد لغرفتها التي سكنتها مسبقاً تدلف وهو بعدها ثم يغلق الباب ويقول بحده:
-أيه الي حصل تحت ده؟!
-أيه آلي حصل؟!
-هو أنا مش نزلتك من العربيه وقولت لك تتزفتي تطلعي أوضتك؟
-أتزفت؟! انت بتتكلم معايا كده ليه اصلا؟أحترم نفسك بقا والتزم حدودك.
إشتعلت عيناه وهو يسمع ماتقوله ليقترب منها مرددا:
-أ..أيه؟ ألتزم حدودي…شكلك ناسيه انك مراتي يا هانم

لم تهتز من كلماته وقالت:
-وانا ماعملتش حاجة أصلا تستاهل انك تكلمني بالطريقة دي.
جذبها من كنزتها القنطنيه البديعه عليها وقال:
-وهو ده لبس تلبسه واحده محترمه مش قولت لك تغيريه
-مالو لبسي مش فاهمه
-ماله لبسك..بطنك باينه يا هانم
-ما أنا بشوف چنا بتلبس كده عادي
-اختي صغيرة
-أنا أكبر منها بسنتين
-أنا مش عايز جدال وكلام كتير الي بقوله يتسمع وتقولي حاضر فاهمه
-لا مش فاهمه انا ماعمل..
قاطعها يقول بتحذير:
-مش عايز جدال وبلاش تخليني أقلب على الوش التاني
-هو لسه في وش تاني أصلاً؟
-اه في و قسماً بالله لو ما اتعدلتي لاسود عيشتك فاهمه…واقفة تتمرقعي مع كماااال؟؟؟
صرخ بجملته الأخيرة غاضباً بشدة لتجحظ عيناها وترد بغضب هي الأخرى:
-بتمرقع؟! حلو…طب إسمع بقا…انت مش متجوزني عشان تلمني زي ما بتقول…مالكش عندي غير كده لما تبقى تظبطني معاه او مع غيره في وضع مخل أبقى تعالى أقتلني زي ما بتقول عشان انت شكلك لسه ماتعرفش مين هي لونا.
صرخت في وجهه بما تفوهت لقد وضعت في وضع صعب لدرجة انها باتت تصدق على نفسها مايتهومها به زوراً ومن كثرة التكرار رددته بلسانها عن نفسها فأي ظلم أكثر مت هذا .

رغماً عنها أجهشت في البكاء وقد صعبت عليها نفسها لينشق قلبه وهو يعلم أنه سبب كل ذلك وانها محقه.. أوصلها لأن تتفوه بما أوهمها به …لقد نجح في تشكيكها بنفسها انها أعلى درجات الظلم.
فتحرك جسده طواعية لقلبه ناحيتها وهو يحاول ان يحتضنها لكنها كانت تبتعد بنفور تبعده ثم همست بقهر:
-أنا بكرهك…وانا الي عمري ماكرهت حد في حياتي …
أتسعت عيناه وهو يسمع ماتقول لينسحب الدم من جسده فجأة وهو يسمعها تقول بصدق حقيقي:
-انت أول شخص أكرهه ويمكن تكون الوحيد.
لم يستطع مواجهة ما قيل فقد كان أكبر وأعظم منه ..
خرج من عندها يذهب لغرفته يغلقها عليه وهو يضع يده على فمه غير مصدق ما سمع لا يعلم كيف سيتصرف معها ولا مع الوضع كله.
لكن رنين هاتفه أخرجه من كل ذلك حينما وجد الانصال من والده يقول:
-أنت فين يا ماهر
-في البيت كمال رجع هاخده ونطلع لجدي ع….
قاطعه عزام يقول:
-طب كويس …خلي كمال هو الي يروح يطلع جدك وتعالى لي انت حماك على وصول.
جن جنون ماهر يسأل وهو يتحرك بلا هوادة:
-إنت خليته حمايا خلاص؟!!!
-ايوه…دي صفقة العمر…جوازه هتحطنا في حته تانيه خالص في البلد والبت عينها منك يعني سالكه زي السكينه في الحلاوه.
-أنا مش موافق ومش عايز
-خلاص يا كمال مابقاش نافع ده أنا تقريباً فاتحته
-وانت ازاي…

قاطعه عزام يقول:
-هو ايه الي ازاي ومش ازاي …انت ابني وانا شايف لك الصالح …المصلحة بتقول إنّ الجوازه دي لازم تتم والراجل لمح كذا مره وبنته مياله ..فمكنش في فرصه اعمل عبيط ساعتها كان هيقلب عليا.
-يانهار مش فايت …يعني هما أمروا ومش مهم رأيي؟! خطبوني يعني؟! ترضاهالي يابابا؟!
-أرضاهالك أه…ومارضاش بأحسن من كده لأن مافيش جوازه أحسن من كده …ماتنشف كده في ايه..الستات كلهم صنف واحده فخد بقا الي تفيدك، الستات كلهم على السرير واحد..قدامك نص ساعه وتكون عندي سامع…سلام.
أغلق المكالمة بحسم شديد وخلف ماهر يقف يشعر بالغضب والعجز يردد:
-لا…مستحيل أوافق بكده..أنا لازم أروح امنع كل ده..
صمت يتذكر جملة والده ثم ردد:
-لا كلهم مش واحد…كلهم مش لونا.
ليغمض عيناه بألم يسمع صدى جملتها في أذنه حين أخبرته انه أول من كرهت بل الوحيد وتداهمه فكرة أخرى انه مساق للزواج بأخرى.
ليشد جسده ويسحب نفس عميق…فقد فعل كل ذلك لتبقى له ومعه يضمنها وبعدها سيهون عليه اي شيء حتى لو أرغم على الزواج بعشرة لا يرغبهم فسلواه انه قد نال لونا وضمنها لنفسه حتى ولو بالزور.
مسح على وجهه وهو يقرر أن مازال الوقت معه سينسيها ما فعل بها ويحاول تغيير وجهة نظرها عنه..يؤمن ان كل شيء قابل للتغيير وهو بالأكيد مازال لديه الفرصه.
فخرج من غرفته وذهب لغرفتها يدق الباب لكن لم يتلقى رد..ليصك أسنانه بغضب وهو يفكر آنها بالتأكيد هبطت لمشاركتهم الطعام.
حاول تهدئة نفسه يقسم ان يعاملها جيداً كي يصحح ما جرى بينهما .
وصل للحديقة ليقف متأملاً بصدر منشرح جمالها وسط الورود والخضرة وما زاد جمالها هو انها تضحك أخيراً بإشراق..إبتسم بداخله فعلى مايبدو أنها لم تتمكن من الضحك إلا بعدما أخرجت شحنه من شحن غضبها في وجهه وعبرت عنه.
لكنه شعر كذلك بالضيق وقد فقأ عينه جمالها الواضح وتأنقها بحيث كانت بالفعل لذيذة وجذابه تسر الناظر لها خصوصاً بعدما بدلت ثيابها من كنزه قطنيه وجينز وارتدت فستان أخضر بسيط جعل منها لوحه فنيه ممتزجاً مع جمال شعرها الجميل ليهز رأسه بقلة حيله فماذا سيفعل وكيف سيتحكم بالأمر، ماهي بالفعل جميلة، تلك هي خلقتها وحظها لايملك تغيير الوضع وكذلك لا يمكنه التحمل،فهمس(أعمل فيها أيه بس)

زفر أنفاسه بتعب ثم تقدم منهم وعلى عيناه ابتسامة ينظر عليها كأنه مقرراً مراضاتها…
تقدم يجلس بجوار فهّمت بالإنتقال فأستغل إنشغال كمال وچنا بالحديث عن ورق العنب المصري وجماله، ليهمس لها:
-أقعدي جنبي يا لونا
-لا
ردت بإقتضاب فيقول متفهماً:
-عشان خاطري.
نظرت بضيق شديد من توسله، بمزاجه يسير عصبي وعنيف يلقي بالتهم جزافاً وبمزاجه أيضاً يقرر أن يصبح الوضع رواق ويبتزها بأسلوب راقِ كي لا يتنثنى لها الرفض.
كبت ضحكته وقد فهم عليها وفهم ايضاً انها ستصرخ في وجهه الأن بجنون ليلحقها قبلما تفتح فمها فيقول:
-شششش….أهدي أحسن لك بدل ما أقوم دلوقتي قدامهم وأعمل حاجات أنا هموت وأعملها.
هزت رأسها بجنون تقول:
-إستحالة تكون طبيعي .
ثم أضافت بجدية:
-يا ماهر انت أكيد عندك إنفصام،محتاج تتعالج.
-حاضر.
ثم إبتسم لتود أن تصرخ في وجهه بجنون من تلك الشخصية هي بالفعل لا تعلم له وجهه محدده ولا تستطيع تحديد شخصيته كل لحظة هو في حال.
قاطعهم صوت كمال الذي لاحظ همسهم يقول:
-بتترغوا تقولوا ايه..يالا انا ميت من الجوع
-صح يالا خلص أكل عشان تروح تطلع جدك من المستشفى .
-نعم يا حبيبي؟؟هو خلاص مافيش دم؟! أنا لسه جاي من السفر.

-جاي على جمل يعني يا كمال ماتنشف كده في ايه؟ أنا لازم اروح الشغل لبابا دلوقتي حالاً.
زفر بتعب والقى الشوكه من يده وهو يتذكر ما ينتظره هناك لينظر يميناً ناحية لونا ويشعر بالضيق الشديد، فجعدت مابين حاجبيها بإستغراب من نظراته لها هي بالفعل محتارة في شخصيته بينما ماهر قد أشاح بعيناه بعيداً يفكر هل سيستطيع إيجاد حيله يتهرب من خلالها من تلك الزيجة؟
وقف من مكانه مقرراً عدم التأخر سيذهب لهناك سريعاً يواجه ربما إستطاع تغيير مجرى الأمور فقال:
-أنا لازم أتحرك دلوقتي…يالا يا كمال
-و ورق العنب؟! قووم يا كمال.
-أوووف.
تحرك كمال ناحية السيارة وكذلك ماهر لكن لونا أوقفته مناديه:
-ماهر…إستنى.
ألتف ينتظرها و هو ينظر عليها مستغرباً تصرفها يراها تهل عليه مسرعه ليبتسم داخله ويسأل لما لا يتلقفها داخل أحضانه يغمرها فيها يفرح ويستمتع بها؟
فيما تقدمت لونا منه فسأل:
-في حاجة يا لونا؟
لتتحدث بإستكانة قررت تجربتها تنتطق بتهذيب:
-يا ماهر انا كلمتك عن بابا وقولت لي مش وقته بس الوقت بيعدي والوضع مش بيتغير ياريت يا ماهر تتصرفلي في الموضوع ده عشان خاطر بابا حتى أعتبره شخص بتعطف عليه لو انا يعني ماليش خاطر عندك.
ليبتسم بعذوبه ويجيب:
-بس يا عبيطة…أنتي خاطرك غالي عندي قوي يالونا.
-هااااااا؟!!
اتسعت إبتسامته من فرحتها ليضيف:

-لما أرجع النهاردة هجيب لك معايا خبر حلو…إستنيتي..أوعي تنامي.
-هستناك أكيد.
كان يود ان يقبلها حتى لو من خدها لكن چنا تجلس قريبة وستراهم لذا كبت رغبته وغادر بها تاركاً لونا خلفه تردد بجنون:
-ده وافق عادي!! ده طلع الدكتورة دي عندها حق بقا…
صفقت بيديها مهللة:
-بركاتك يا دكتورة سارة.
ثم هرولت تصعد لغرفتها تفتح جهازها المحمول تتابع فيديوهات ونصائح أخرى لنفس الدكتورة
فتحت الفيديو التالي وقد كان مقاداه كيف تستغل الصوت والنظرات والجمال في إغواء من يقابلها وتريد تطلب منه تعلمها كيف تستغل ذلك الجمال الذي لطالما كان نقمة عليها وصوتها الرقيق والدلع المنبعث من عيناها دون أدنى مجهود.
تتذكر كم قمعت من المجتمع وكانت مرفوضه من الكثيرين فكيف لمجتمع يطلب من البنت ان تسترجل في كل الأوضاع وتصبح خشنه كي لا يتم التحرش بها بدلاً من تربية ذكر البطريق الذي أنجبوه لا…يحملون شهواته على عاتق فتاة قد خلقها الله وأنزل معها حفنة من الدلال والدلع.
فكانت لونا ضحية نساء مقهورات تربين على أن الصوت المتسهوك لابد وان يحارب او ينبذ فإما أن تتغير تلك الفتاة ويخشوشن صوتها كالرجال وإلا نعتوها بقلة الأدب والحياء.
أخذت نفس عميييق تضع الهاتف جانباً تسأل نفسها تلومها كيف تركت نفسها لسنوات تحت تأثير مجتمع كهذا وكيف كانت تأخذ صورة عن نفسها من رؤيتهم لها .
إرتخت في جلستها مهمهمة بتلذذ فتهمس وهي تبتسم:
-اااه لو وافق ..هزود العيار حبتين وأخليه يجيب لي شغل.
سرحت متأملة:
-أه لو أمن شغل كويس وبيت بعيد عن عمي…ياسلام تبقى الدنيا ضحكت لك يابت يالونا.
___________سوما العربي_________

دلف لمكتب والده بخطى واثقه بعدما فكر كثيراً في طريقه للخروج الأمن لكن ما أن دلف حتى تفاجأ بوالده يقول بحبور:
-أهو العريس جه أهو
بهت وجهه..هل فاتحه مباشرة بالفعل وبات هو العريس؟!
تقدم بخطوات متثاقلة يردد:
-مساء الخير
ليرد والده والرجل الأخر:
-مساء النور يا حبيبي…تعالى سلم على حماك..إبسط يا سيدي كلمتهولك و وافق وهيعمل الخطوبه قبل لونشنج المشروع الجديد ايه رأيك..عشان تبطل تلح عليا.
لتغاضى عن النظر لأبنه المحترق وينظر للرجل الذي يجلس أمامه يرتدي بذله غاليه يبتسم وهو يدخنّ سيجارة فيكمل:
-مش عايز أقولك يا عبد الرحيم بيه هاريني زن…واضح إن الأنسه جميلة مطيرة النوم من عينه.
صوت قهقهات عاليه مستفزه صدحت في أذنه جعلته الأن فقط يدرك بل ويشعر بما حدث مع عمته رحيل منذ خمس وعشرون عاماً واذا كان هو رجل واقوى منها يقف الأن يشعر بالقهر ملازم لقلة الحيلة فما بالك بها.
________سوما العربي________
تأخر ميعاد خروج الجد فقرر العودة للبيت لتبديل ملابسه ثم اللحاق به هو كمال بالمشفى.
دلف للبيت بتعب شديد وأقدام متثاقله وكالعادة قد خلع عنه معطفه يحمله بيد واحدة على كتفه يتذكر ما فعله والده وذلك الجدال العقيم الذي لم يثمر بشيء معه فقد كان مصمم على ما يراه من مصالح كثيرة ستجنيها تلك الزيجه.
يتقدم وهو يهز رأسه بحزن شديد يسأل ماذا عنه وما يريد؟! ماذا عن لونا التي هي مايريد.
بينما كانت أفكاره تتلاعب به مثل الكره وقف في منتصف الردهة وقد تخشب جسده بعدما أتاه صوتها الغموي من خلفه يناديه:
-ماهر.
فالتف ببطء شديد ليصدم ويسقط معطفه من يده بعدما التف لها ورأى هيئتها كيف تنتظره……

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل السابع

سقط الجاكيت من يده لا إرادياً وقد فقد السيطرة وكذلك النطق..لونا فتاة كما يقال عنها بالمثل الدارح تحلُ من على حبل المشنقة، وقد أضحت زوجته .
بلل شفتيه يحاول تمالك حاله والا يفتك بها الأن وقد خرجت عليه بكامل حلّتها وزينتها وكأنها تتحداه.
لونا..ذات الليونه العالية والعيون المغوية والصوت المسهوك تتقدم منه بخطوات بطيئة مثيرة وهي متأنقة في ثوب مذهب قصير تناغم مع قدها المياس بروعه ساحره وقد حررت شعرها بتموجاته الرائعة.
تحدثه بإبتسامة متعبة للأعصاب:
-حمد لله على السلامة يا ماهر
وهل سيتمكن ماهر المسكين من الرد في كهذا، لقد حاصرته وأسرته بنجاح.
إبتلع رمقه بصعوبه وعلت أنفاسه بل سخُنت ينتظرها أن تقترب أكثر بعدما تثبتت قدميه في الأرض إحتراماً وتقديراً لهذا الجمييييل.
ولونا تمارس عليه أقصى درجات العذاب حين قالت:
-أنا أستنيتك أهو زي ما قولت لي.
ففتح ذراعيه ببلاهة يردد:
-هاتي حضن.
رمشت بأهدابها مرتبكة، لم تكن تلك هي أهدافها مطلقاً.
ظل ينتظر بإلحاح وإحتياج،هو محتاج لذلك جدداً وهي قررت أن تنادي الكلب بسيدي حتى تقضى حاجتها لذا أقتربت بتوتر وتحاملت على ان تفعل و….غمرته.
ما أن ضمته حتى أغمض عيناه متأوهاً بينما لونا تكمش ملامحها بضيق وامتعاض، تشعر أن قدرتها على التمثيل أوشكت على الإنتهاء ولن تتحمله زياده عن ذلك القدر.
لذا همت لأن تخرج من أحضانه وتبتعد لكنه لم يستطع بل تمادى المجرم وبدأ يسحبها نحو غرفته فصرخت:
-موديني فين؟!
انتهت جملتها مع إغلاقه لباب غرفته عليهما من الداخل ثم جاوب بإبتسامة:
-لأوضتي..ولا تحبي يشوفونا؟! أنا عن نفسي ماعنديش مانع.
حمحمت بإدراك ثم قالت:
-لأ وعلى أيه، الطيب أحسن.
ضحك بخفه من حلاوتها بينما لونا عادت لعقلها وقررت إكمال طريق الطلب بالإغواء فهمست:
-ماهر
رفرف قلبه بين أضلعه وإسمه من فمها بصوتها يزلزله فيردد بلا سيطرة منه على نفسه:

-ياعيون ماهر.
تشكلت داخلها علامة استفهام كبيرة فطريقته كمن يتعامل مع حبيبته وليس كما هو حالهم، لكنها أبعدت عقلها عن كل هذا لتركز على إنهاء مهمتها كونها ماعادت تتحمل المكوث معه بغرفته أكثر من ذلك فأكملت:
-قبل ما تمشي أنا كلمتك عن بابا وانت قولت لي عندك خبر حلو لما ترجع هتقولهولي.
همهم مبتسماً وسأل:
-عشان كده لابسه ومتشيكة ومستنياني.
هزت رأسها بثقة وقالت:
-انت لسه ما تعرفش مين لونا.. أنا أيقونة، ومتربية على العز، طول عمري بلبس كده جوا وبرا البيت وكل البنات كانت بتقلدني.
عض على أسنانه يضربها على ذراعها العاري مردداً بحده:
-بتطلعي بدراعاتك دي كده؟!
-أاااه…أيدي يا ماهر.
ناظرها بضيق شديد فحاولت امتصاص غضبه ريثما تحصل على ما تريد كما تعلمت مؤخراً:
-لا ده وانا صغيرة بس انا كبرت خلاص ومصيري أعقل، المهم قولي عملت إيه في موضوع بابا؟
سحب نفس عميق ثم قال:
-مستعدة يعني للي هتسمعيه؟!
ضحكت متأملة وجاوبت:
-مستعدة
-بصي يا لونا انا مش عارف ايه حصل معاه بس هو تعبان جداً وعمك كان مدخله مصحه بس مصحة شمال من الاخر.
كانت تتابع ما يقوله بوجه خالي تماماً من الإنفعالات كأنها لديها علم مسبق، غير متفاجئة ولا مصدومة ليكمل:

-أنا عرفت إزاي أضغط على عمك وخرجته من المصحة الي كان حاجزه فيها ودلوقتي باباكي في مصحة محترمة وكبيرة .
فهمست بوجع:
-عايزه أزوره.
جعد مابين حاجبيه وسأل:
-انتي مش متفاجئه خالص!!
-عمي يعمل الأكتر من كده…بابا كان بيهلوس قدامي وبيكلم ناس مش موجودة وفجأة أختفى وانا كنت بلف حوالين نفسي.
جلست على أقرب مقعد تحاول الا تبكي فيما اقترب منها ماهر يجلس بجوارها وهمس:
-أهدي ماتعيطيش.
فقالت مباشرة:
-عايزه أروح له.
ليجيب:
-الزيارة ممنوعة عنه.
نظرت له بحده كبيرة وشك عظيم تراه لا يتخير عن عمها بشيء ليزفر بضيق ثم قال:
-من غير البصة دي انا مش بشتغلك..الزيارة فعلاً ممنوعة عنه ولفترة كبيرة بس عشان تطمني انا هاخدك أعرفك المستشفى عشان تبقي عرفتي إسمها ومكانها وهخليكي كمان تتكلمي مع الدكاترة بنفسك وتعرفي الحالة وتشوفيه من بعيد.
تهلل وجهها تسأل:
-بجد يا ماهر؟!
مسح على شعرها بحنان يقول:
-بجد يا لونا.

أبتسمت عيناها كأنها تشكره لتتسع إبتسامته ومالبث ان إشتعلت عيناها تسأله بشك كبير:
-وانت ازاي عرفت تدخله مصحه كبيره ومحترمه من غير ما يكون لك اي سلطة عليه ولا حتى صلة قرابة.
-عمك هو الي خلص كل الإجراءات بصفته أخوه.
-وهو ازاي عمي وافق بسهوله كده؟!
ضحك بزهو قلدها حرفياً:
-أنتي لسه ماتعرفيش من هو ماهر.
فانتهزت الفرصة تحاول المضي في خطتها للنهاية:
-طب وياترى ماهر هيقدر يرجع لي فلوسي من عمي.
ضحك ضحكة خبيثه قد تشكلت على جانب ثغره فهو لن يعطيها ماقد يحررها او يساعدها على الوقوف على قدميها بدونه لذا قال:
-دي قصه كبيره قويّ ومحتاجه روقه يا لونا خلينا نمشي واحده واحدة والمهم دلوقتي نطمن على باباكي.
-بس انا محتاجه للفلوس عشان أصرف منها، بابا فلوسه ماشاءالله تكفيني العمر كله من غير ما أحتاج لحد.
اااااه…هنا مربط الفرس…المال سيغنيها عنه وعن الجميع وهو يريدها دوماً بحاجه إليه لذا قال:
-عارف…بس واحده واحدة
-هو ايه اللي واحده واحده ..عمي ده سكير وبتاع قمار وكمان بيتعاطى يعني هيخلص على الفلوس مش هيفضل لي حاجة.
كانت تتحدث بحرقه وإشتعال أمام ذلك البارد الذي بات هو من يضع يده على أموالها وهي لا تعلم ثم قال:
-أنا هتصرف.
لعق شفته بلسانه وقال وهو متعب منها:
-بس هاتي حضن بقا.
إبتسمت له بضيق شديد فهل إشتراها هو؟! لكنها عمّدت سريعاً لتغيير دفة الحديث:

-حاضر..بس ..أحمم..كنت عايزه أكلمك في حاجة كمان.
سألها بنفاذ صبر، ملهوف عليها:
-إيه هي؟
-عايزه شغل.
ابتعد وقد رفع احدى حاجبيه ثم ضحك يردد:
-شغل؟!
-اه
-ليه؟!
-عشان اصرف على نفسي.
-أنا هصرف عليكي
-مانا مش هقبل بكده.
إقترب منها مجدداً يضع يده على عنقها يتحسسه بأنفاس سخينه وهو يهمس:
-ليه؟ناسيه أني جوزك؟
بلل شفتيه يإحتياج..رغبه قوية تملكته يريد تقبيلها لكنها هبت من مكانها سريعاً تشعر بالخطر فقد جاءت متلاعبه ولن تسمح بالتمادي لذا قالت:
-أنا جوعت هروح أكل
وقف خلفها بسرعه ولهفه:
-لونا أستني.
يريدها بقوه وهي لا تقترب مطلقاً، تشعله ثم تفر.
لم تستمع لطلبه واتجهت للباب تفتحه:

-جعانة جداً هنزل
-استني عندك.
وقفت برعب ليقول:
-بقولك تستني معايا يبقى تستني.
-هي أوامر.
-أه
إتسعت عينها لكنها ما عادت تتقاجئ ليقول:
-روحي غيري هدومك ماتنزليش تحت كده
-ليه؟!
-هو ايه الي ليه…صدرك كله طالع برا.
شهقت برعب خصوصاً مع نظراته على نهديها الظاهران وخرجت من الغرفه مسرعاً تسمعه فهرول خلفها يريد كمشها وهي تهرب منه:
-قسماً بالله لو ماغيرتي وحد شافك كده لاقطعك انتي فاهمه.
وقفت متخصرة تعترض:
-انا طول عمري بلبس كده.
فرد عليها بقوه وتحفز:
-قبل كده ماكنش في ماهر
وقفت تبتلع رمقها بصعوبة وكانت تنتوي معاندته لكنها حكمت العقل ولو مؤقتاً وتحركت نحو غرفتها تغلق الباب خلفها وعلى وجهها علامات الإذعان، ليبتسم مردداً:
-أاااااخ…عسل بنت الجزمة.
ثم دلف لغرفته وعلى وجهه إبتسامة واسعه سعيدة لم تتلاشى.

________سوما العربي _______
بدلت فستانها المذهب لأخر أليض العن وأضل سبيل..تقريباً المشكلة ليست بالفستان،قصته أو لونه..المشكلة تكمن فيها هي في كونها لونا.
فالأبيض الملائكي لم يبدو ملائكي عليها بل إلتف حول منحنياتها الممتلئة يفصلها، نصاعة اللون وجودة القماش أضفت هالة من الروعة والكمال للونا كي تكتمل مصيبتها المتنقلة معها.
واكبر عدو للمرأة هي مرأة مثلها، حيث جلست چيلان تتابع بضيق شديد تقدم تلك الرائعة على الدرج بخطوات لينه متدللة وتقدمت تقول:
-مساء الخير
نظرت لها جيلان من أسفل لأعلى ثم قالت:
-أنتي ايه الي رجعك هنا؟
-نعم؟!
-زي ما سمعتي ايه الي رجعك.
-على ما اعتقد ان ده بيت جدي وانا ليا في البيت ده.
=انتي مالكيش اي حاجة هنا ولما تردي على جيلان هانم تردي بأدب.
كان ذلك الصوت الغليظ لعزام الذي دلف وقتها بغضب شديد يرد بعنجهية جعلت جيلان تتحفز واضعه قدم فوق الاخرى وهي تنظر للونا بإستعلاء وفوقيه…فيما أكمل عزام:
-انتي مالكيش أي حاجة هنا سامعه ولا لأ..يالا أمشي أطلعي برا.
تخشب جسدها وانسحبت منه السخونه وبقا بارد مثلج يرتجف من الإحراج والخوف، لا تعرف كيف تتصرف وبماذا ترد عليه، وهو الأن يطردها….تفززت بخوف أكبر وخلع حين صرخ عليها بغلظة أشد:
-أنتي لسه واقفه…بقولك يالا غوري من هنا.
من صدمتها بقت واقفه لا تستطيع أن تصدر أي رد فعل ليزداد عضبه وغيظة فيتقدم منها بفظاظة تحت نظرات چيلان التي بدأت تبتسم بإنتشاء، سحبها من ذراعها :

-أنتي هتفضلي متنحه لي كده…اتحرررركي…غوري من هنااااااااااا.
سحبها يلقيها بالخارح على سلالم البيت الخارجيه وهي لم تنطق بحرف او تصرخ حتى وچيلان بالخلفية تربع كتفيها حول صدرها بزهو.
بينما توقف سيارة فاخر وخلفها سيارة أخرى…ترجل فاخر يسال:
-في ايه؟!
-البت دي تمشي من هنا حالاً
نظر لها فاخر وقال :
-يالا يالا امشي من هنا …يالاااا اتحركي ماتتنحيش .
=بتعملوا ايه يا ولاد الوراقي.
صدح صوت محمد الوراقي مختلط بإغلاق كمال لباب السيارة و تقدم الوراقي بخطوات متثاقلة يهتف بغضب:
-هي حصلت…بتستغلوا تعبي…بتطردوا حفيدتي في نصاص الليالي.
-بيتنا واحنا حرين فيه والبت دي مش هتفضل فيه يوم واحد كمان يا احنا يا هي فيه.
ليهتف محمد بحزم:
-يبقى هي.
-إيه؟!!!!!!؟؟
صدح السؤال بصدمه من الجميع يسأله فاخر بغضب:
-انت بتختار البت دي وتبديها علينا…ده بيتنااا.
-ده بيت محمد الوراقي يا فاخر..والي حصل زمان منكم مع امها مش هسيبوا يتكرر مع البنت ويكون في علمكم لونا الوحيدة الي هتاخد ورثها مني على حياة عيني.
-نعم؟!!!!!!!!!!
-أااه…اما انا وانا لسه فيا النفس عملتوا فيها كده لما غبت عن البيت يومين لو مت ولا جرى لي حاجة بقا هتعملوا فيا ايه.

تقدم كمال يساعد لونا المزجاه أرضاً يمد لها يده:
-قومي يا لونا ماعلش.
هزت رأسها رافضه كبرياؤها مجروح لا تقوى على اخراج صوتها فعاد يردد:
-ماعلش حاولي تقومي .
ضاعف من قوته كي تتكئ عليه فيما صرخ والده:
-كمال…انت بتعمل ايه يا ولد…شيل ايدك من على النجسه دي.
-مايصحش كده يابابا..مهما كان مايصحش تقول عليها كده.
ثم نظر للونا يساعدها بإصرار:
-قومي معايا يا لونا.
ليقول محمد الوراقي:
-يخلق من ضهر الفاسد عالم.
-هي حصلت يا كمال…بتعارض أبوك…حسابنا بعدين.
تقدم محمد خطوة مرتجفه من لونا يحسها ان تتحرك للداخل:
-يالا يا حبيبتي.
هزت رأسها رافضه ودخلت فوراً في نوبة بكاء تشق قلب الكافر الا قلب عزام وفاخر وكذلك جيلان اللذين وقفوا يرمقونها بغضب شديد.
لكن قوة كمال كانت كبيرة وكافية لأن تسحبها للداخل فيما تقدمت چنا تهتف :
-ايه ده في ايه؟! مالها لونا يا كمال؟!
-تعالي يا چنا ساعديني ندخلها جوا.
تقدم محمد الوراقي بخطوات متعبه بالكاد يتحرك، فيما ساعدت چنا كمال للتقدم بلونا للداخل.

نظر كل من فاخر وعزام لبعضهما بغيظ شديد يقول فاخر:
-شوفت عمايل أبوك؟
-شكله حقيقي كبر وخرف…قال بديها ورثها قال.
-على جثتي
-بقولك كبر وخرف وانا مش هقف أتفرج عليه وهو بيبدد فلوسنا شمال ويمين …معاك يومين تقولي معايا في الي هعمله ولا هتقعد تتفرج على فلوسك انت وعيالك بتروح للنجسه دي.
ليقف فاخر محتار في أمره بشده بين نارين…
بينما في الداخل تقدمت چنا تحمل كوب ماء بيدها تتجه به نحو لونا التي يجلس كمال بجوارها يحاول أن يهدئها:
-خلاص أهدي…ماعلش حقك عليا أنا.
تناول الماء من يد چنا وحاول ان يعطيه لها:
-خدي إشربي..شويه صغيرين بس.
لكنها كانت تبقي وتشهق بكبرياء مجروح حتى إنشرخ صوتها.
وما ان تحدثت حتى قالت:
-أنا عايزه امشي من هنا.
ليقول الجد بحزم:
-مافيش مشيان من هنا يا لونا..ده بيتك.
فسألت چنا:
-هو ليه بابا بيعمل كده يا جدو.
-ربنا يهديه يابنتي ربنا يهديهم كلهم…خدي لونا طلعيها أوضتها وخليها تاخد دش وشوفيلي ماهر فين.

-كان نايم تقريباً.
-صحيه وخليه ينزلي.
-حاضر
-يالا خديها تغير وانزلوا بسرعه عايز أتعشى معاكم ياولاد خصوصاً بعد رجوع كمال.
-وبابا وعمي؟!
-مش مهم..
سحب نفس عميق ثم ابتسم بأمل:
-المهم دلوقتي انتو…الزمن مش هيرجع بضهره تاني يابنتي..يالا خدي بنت عمتك معاكي وساعديها وصحيلي البيه الكبير الي سايب البيت سايب كده في غيابي.
-حاضر…تعالي معايا يالونا…يالا عشان خاطري.
بصعوبة تحركت لونا مع چنا التي رافقتها لغرفتها وجهزت لها الحمام ثم تركتها تنعم بالخصوصية وذهبت لتوقظ ذلك الغارق في ثبات عميق:
-ماهر…ماهر…يا ماهر.
-همممم
-يا ماهر إصحى يالا الوقت اتاخر وجدك عايزك
ليسأل بخمول ومازالت عيناه مغمضه:
-هو رجع؟!
-أه وعايزك..إستلق وعدك منه على الي الي حصل مع لونا.
مع ذكر إسمها وخطب ما مجهول حدث لها في تفتحت عيناه على الفور بإنتباه شديد يسأل :
-مالها لونا؟!
-مانت نايم هنا في العسل ماشوفتش البهدله الي اتبهدلتها تحت

إستقام من نومته منتصباً يسأل بهلع:
-ايه الي حصلها؟!
حكت له چنا بالتفصيل ما حدث ليقف عن الفراش سريعاً يقول بغضب مكظوم:
-طب …طب روحي انتي قولي لهم يحضروا لنا العشا وانا جاي.
-ايه يا ماهر ده…عشا ايه…هي ماصعبتش عليك خالص…دي حالتهد تصعب على الكافر.
-روحي يالا يا جنا.
زفرت چنا بغضب شديد ثم تحركت نحو الخارج ليتحرك ماهر بلا هوادة يدور حول نفسه بجنون ملتاع عليها.
وبسرعه ولهفة خرج من غرفته نحو غرفتها يفتح الباب لجدها تخرج من المرحاض تحكم ثوب الحمّام الأبيض حولها ووجها أحمر من البكاء مازالت حالتها صعبة مزوية والدموع بعيناها..ليلتاع قلبه عليها أكثر وأكثر ويدرك حجم ما جرى لها بغيابه .
تقدم بلهفه يزرعها داخل أحضانه يضمها بقوه وهي أجهشت ببكاء مرير ليمرر يداه على طول ظهرها بحنان يواسيها:
-شششششش….حقك عليا..حقك عليا يا حبيبي أنا كنت نايم ماعرفش الي حصل.
لتقول ببكاء شديد وهي بين أحضانه:
-أنا عايزه أمشي من هنا يا ماهر ..عايزه أمشي بس مش عارفة أروح فين؟
-تمشي وتسبيني؟!
قالها بضعف شديد لم تنتبه له بل لم تنتبه لمعظم كلماته، كانت منحرطة في بكائها وفجعتها وهو مدرك لذلك تماماً..لتقول بتوسل:
-ساعدني أمشي من هنا..أنا فكرت أرجع بيتنا بس خوفت من عمي.
-لا لا…انتي مش هتمشي من هنا لو مش عشان ده بيتك فده كمام بيت جوزك ولا نسيتي اني جوزك.
لتصرخ فيه بهياج:
-أنا همشي من هنا يعني همشي مش هقعد يوم كمان.

وامام بكاءها وتصميمها على الذهاب ضعف وتهور واضطر للتنازل ليقول:
-طب أهدي عشان خاطري وافضلي معايا..حتى بصي..انتي مش كنتي عايزه شغل بمرتب حلو..أنا موافق وجاهز من بكره تنزليه.
تهلل قليلاً من الأمل أمامها فسألت:
-بجد يا ماهر؟!
مسح خدها من الدموع وهو يحتضنها ورد:
-بجد يا عيون ماهر…عشان خاطري بطلي عياط وماتقوليش هميش دي تاني.
صمتت تحاول ان تتوقف عن البكاء ليخرجها من أحضانه وجعلها تنظر داخل عيناه :
-لونا…بصيلي.
رفعت عيونها الحلوة له ليقول بأعين مليئة بالمعاني:
-طول ما أنا جنبك ومعاكي مستحيل أسيب حد يقرب لك..شوفتي لما نمت نص ساعه حصل إيه؟
لا يعلم هل نجح في ملئ عقلها بما أراد أم لا لكن على الاغلب ان حديثه قد أخترق عقلها وأصاب هدفاً ما مع الوقت سيتضح ويكبر وتكبر معه سيطرته على لونته.
مسح على خدها وسأل:
-هتفضلي معايا مش كده؟
ليصرخ عقلها (وهل أملك حل أخر) …..هزت رأسها فأبتسم وقال:
-يالا البسي وتعالي نتعشى ولا تحبي أساعدك!!.
لم تجيب عليه…لم يكن ينقصها ليضيف:
-خليني أساعدك أنا زي جوزك يعني.
ابتسمت له بخفه كأنها ممتنة ليقول:
-هستناكي برا..مش نازل من غيرك لو إتأخرتي هفتح الباب عليكي أي كان الوضع اصل انا لما بجوع ببقى زباله..أوكيه؟

هزت رأسها من جديد ولم تتحدث ليغادر على مضض و وقف خارج الغرفة ينتظرها بخوف قد تملكه كلما تذكر هيئتها ومافعلوه بها ورغبتها في الرحيل التي قد تفعلها ذات مرة ان تكرر معها نفس الضغط.
خرج من تفكيره على صوت فتح الباب وهل القمر…لونا الجميلة..إنها أيه.
تقدم يشبك يده بيدها مردداً بإعجاب واضح:
-أيه الجمال ده.
سحبت يدها من يده تقول بخفوت:
-شكراً.
نظر بإمتعاض لما فعلته لكنه لم يحبذ الضغط عليها وسار معها للنزول.
حيث جلس محمد الوراقي على رأس الطاولة التي غاب عنها فاخر وعزام وكذلك جيلان يحاول المزاح مع أحفاده والجمع بين شملهم .
وفي الصباح …..خرجت لونا مع ماهر كما وعدها تسأله:
-هستلم شغلي النهارده بجد يا ماهر؟!
-أيوه يا لونا..ماهر لو وعد يبقى أكيد هيوفي.
توقف بسيارته أمام مقر الشركه التي طردت منها شر طرده منذ قريب فسألته:
-انت جايبني هنا ليه؟
-مكان شغلك يا لونا
لتسأله بصدمة وغضب:
-هنا؟!
ليناظرها ماهو بمكر متوراي بالجهل الشديد وإدعاء البراءة……

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل الثامن

ناظرته بتيه شديد وكذلك رفض، بات لديها حاجز نفسي كبير مع ذلك المكان.
جعد مابين حاجبيه وقال:
-يالا انزلي
لتهمس:
-انا مش عايزه اشتغل هنا
هز كتفيه ببرود وقال:
-لا ماهو مافيش غير هنا
-ليه؟؟
-عشان تقضلي تحت عيني.
حسها على النزول:
-يالاا
ترجلت معه من السيارة ليلفها بعينه غير راضي كلياً عن ملابسها:
-اللون ده مايتلبسش تاني
-لون ايه
-الأبيض..ماتخرجيش بيه تاني
-ايه؟! ده ليه ده؟؟
صك أسنانه بغيظ وغضب، ماذا سيقول وكيف يخبرها عن خطورة اللون الأبيض عليها حين يلتصق بمنحنياتها؟
سحبها بيد واحدة لتصبح بحضنه ثم همس بحراره في أذنها:
-لأنه يجنن عليكي، وبلاش تخليني أفسر اكتر من كده.
اتسعت عيناها برعب من نبرته السخينة وردت مذعنة:
-حاضر
عض على شفته السفلى وهو يهمس:
-تجنني، عايز أكلك
قالها بشعور قاتل نابع من داخله وهو يحتضن فتاته وهي بكل ذلك الجمال والحلاوة داخل احضانه ومايزيد شعوره ضراوة هو ان تلك الفتاة بحسنها وجمالها زوجته….أاااه عالية خرجت منه…يريدها هو..هو يريدها.

توقفت قدماه عن التقدم، رغبته إستيقظت وبدأت تستفحل بتلك اللحظة.
بلل شفتيه وقال لاهثاً:
-ماتيجي معايا مشوار مهم قبل الشغل.
التفت تناظره متعجبه وخائفة من كلامه وما تراه بعيناه ثم سألت:
-مشوار ايه؟! انت رجعت في كلامك؟
-لا…بس انا عندي موضوع مهم قوي عايز اعرضه عليكي قبل الشغل.
قالها نادماً يسأل عقله الغبي لما لم يساومها ويعطيها العمل مقابل إتمام زواجه منها؟
ليتذكر هيئتها بالأمس ورغبتها في الرحيل، ذلك ما منعه فقط هو ليس بنبيل مطلقاً.
اقتربت منه تسأل بإهتمام:
-موضوع ايه؟! بابا جرى له حاجة؟
أضاءت الكلمة بعقله(والدها) جيد جداً، انها ورقة ضغط رائعة .
لتكمل:
-ولا اوعى يكون عمي هرب بالفلوس ولا اخد البيت وضع يد؟
تابعها باهتمام وهي تعطيه أفكار، ليقول:
-بصي هو انا ماكنتش عايز اقولك بس هو راجل وسخ وانا لسه بحاول معاه.
أسبلت عيناها بتعب شديد، فلا شيء يسير بسهولة، لذا قررت التركيز على مابيدها من عصافير وقالت:
-طب يالا عشان الحق الشغل، مش عايزاهم يقولوا اني بتأخر عشان قرايب.
-لا ما تقلقيش ماحدش هيعرف اننا قرايب.
بهت وجهها وتخشب جسدها، تشكلت بحلقها غضه مره وزمت شفتيها تبتلع رمقها بصعوبه، الكلمه كانت كالرصاصة أخترقت صدرها.

هرب منه الدم يشعر بألمها وما قد وصلها ليحاول التحدث مردداً:
-لونا لأ بصي ده عشان…
قاطعته بألم وكبر كبير تقول:
-عشان الي عشانه…مش مهم…المهم دلوقتي أمسك شغل وأي حاجة تانيه مش مهمة.
ثم تقدمت تدخل قبله لتتوقف وهي تراه مايزال واقف خلفها على باله أخذها لإتمام زواجه منها وهي بهم أخر بعيد.
لتلتف له تسأله بشئ من الحدة:
-وقفت ليه؟! ولا رجعت في كلامك؟!
سحب نفس عميق يستعد للقادم ثم تحرك معها لداخل الشركة والكل يجعد ما بين حاجبيه مستغربين دخول السيد ماهر مع فتاة…غريب حقا.
تقدمت سكرتيرته منه تردد :
-صباح الخير مستر ماهر في اجتماع رؤساء أقسام كمان….
قاطعها يشير بيده مردداً:
-أستني بس…عايزك تاخدي لونا لقسم ال…
صمتّ مفكراً فهو قد إصطحبها فقط ولا يعلم اين يمكنها ان تعمل ليكمل:
-عايزها تمسك اي شغله كويسه ومريحه يا دينا .
تجهمت ملامح دينا تسأل:
-كويسه ومريحه؟!!
-اه يا دينا كويسه ومريحه..صعبه دي؟!!
-بصراحه اه…هو في شغل مريح يا مستر؟!
-في يا دينا…إتصرفي.

قالها وهو ينذرها بعيناه بحده لترمش بأهدابها تشعر بغباءه ثم هزت كتفيها تردد:
-هتصرف حاضر …اتفضلي معايا يا…
-لونا…إسمها لونا.
نطقها بخصوصية شديدة يقصدها لتزداد دينا حيرة فهي تعلم ماهر منذ سنوات وهي تعمل معه وطوال تلك السنوات لم يتوسط لأحدهم مطلقاً، لكنها كانت مجبرة على التحرك مع لونا تخرج بها من المكتب لكن ماهر نادها مردداً:
-لونا
لم ينتظرها أن تأتيه بل وقف هو تحت أعين دينا وقام بسحبها مجدداً للداخل ويغلق الباب في وجه دينا متقصداً لينعزل بها، يلتقط يديها بين كفيه مردداً:
-مش عايز اي مشاكل..وأعرفي ان عيني عليكي، وبلاش تعملي صداقات مع حد.
-حاضر.
قالتها بإذعان شديد، كان واضح عليها انها ستقبل بأي شئ حتى تحصل على العمل بشركة كهذه.
فابتسم منشياً ثم قال:
-طب مافيش اي مكافأه لماهر بقا؟!
-هااا؟!
-مكافأة
-اه..حاضر..أول مرتب هقبضه هاج…
لكنه قاطعها يبتلع شفتيها بكلماتها داخل فمه، يقبلها بلهفة بينة ويضمها بشوق بعد طول إنتظار.
ابعد شفتيه عنها بنعومة شديدة يقبلها من جديد كختم على ما فعله وهي متيبسه بين يديه، كأن على رأسها الطير تنظر له بأعين دامعه فهل يراها سهله؟ أم يريد حساب ما دفع.
عض على شفته متلذذاً من مذاق قبلتها وهم لينتهز الفرصه ويقتنص المزيد من القبل لولا أنها ابتعدت تلوح برقبتها بعيداً وملامحها كلها منكمشة بإمتعاض تجاهد لكبت البكاء

ابتعد عن شفتيها بصعوبة يشعر بالألم لما سببه لها لكنه بالفعل غير قادر على التحكم في نفسه أمامها.
وضع يده أسفل ذقنها يطلب منها النظر له ثم قال:
-أنا جوزك على فكرة، أنتي الي مش عايزة تتعودي..
ناظرها بجنون يقتله وسأل:
-هو انتي ليه مش عايزه تتقبلي جوازنا؟!
-هو انت مصدق نفسك؟!
قالتها بإندفاع من شدة قهرتها بعدما قبلها بكل تلك السهولة لتتسع عيناه ويسأل:
-مصدق أيه بالظبط يالونا؟!
-إننا متجوزين؟
-اه…جداً…فاضل ان انتي الي تصدقي.
صمت لثواني قليلة ثم جمد قلبه وقال وهو يضع يديه داخل جيوب سرواله:
-وعلى فكرة من أسباب أني أجيبك تشتغلي هنا هو انك تبقي جنبي ومعايا.
-بمعنى؟!!!
دقت دينا على الباب..كأنها تستعجلهما فقال:
-بمعنى اني جوزك وليا حق فيكي يا لونا لسه لحد دلوقتي ماطلبتكيش بيه.
اتسعت عيناها تقهم مقصده وهي التي لم تتقبل القبلة منه بينما هو يريد المزيد.
همت لتتحدث معترضه لكن دينا عاودت إستعجالهما بالدق من جديد.
فاعتدلت تحاول فرض ظهرها وفتحت الباب لتخرج تحت أنظار ماهر المتخبطة ناحيتها.
________سوما العربي_______

جلس أنور يدخن أرجيلته المحشوة بالحشيش وينفس الدخان في الهواء برواق شديد لتدخل عليه زوجته تضع يدها في خصرها بغيظ وغضب ثم قالت:
-قوم يا ميلة بختي…قوم شوف مين على الباب مستنيك…أصل المشرحة كانت ناقصه قتلا.
-جرى يا ايه وليه؟ مالك بتتكلمي كده ليه؟ اتعدلي بدل ما أقوملك..انتي أديلك مده معووجه عليا وكلامك مش مظبوط معايا.
-بلا خيبب…تعرف تتوكس اكتر مانت موكوس…بقى حتت عيل زي ده يرقبك الزحليقة وياخد كل حاجة وفوقيهم كمان البت..
احتدت عينا أنور وقال بصراخ كلما تذكر مافعله ماهر:
-اااااه…وبتجيبي لي سيرته ليييه..قفلي على السيره دي
-أقفل؟!! هيهيهي…قوم ياحيلتها شوف الي على الباب مستنيك
-مين يا مره
-اخرج وإنت تشوف.
وقف بصعوبه مترنحاً واتجه بجسده النحيل نحو الباب لتتسع عيناه مردداً:
-الدوكش؟؟ ايه الي جابك هنا؟! مافضيناها خلاص وخلصنا.
تعالى صوت الدوكش بإجرام يقول:
-لا ماخلصناش يابا..انا عايز باقي فلوسي وقتي انت هتاكلها عليا ولا اييه؟!
-انت مش خدت الي فيه النصيب؟!
-لا يابا ده ماكنش إتفاقنا…انا اخدت نص الفلوس وقولت لي خلص وتعالى خد الباقي ومن ساعتها ماشفتش وشك وبتتهرب مني فاكرني مش هجيبك طب اديني جيت لك اهو مين هيحلك مني بقا؟!
-بقولك ايه فلوس مش معايا والبت مابقتش هنا فخلاص انت ماتلزمنيش.
تجهمت ملامح الدوكش واحتدت عيناه ليلجأ لحلوله التي لا يعرف غيرها حيث أخرج من جيبه سلاح ابيض فتحه وردد بأجرام:
-عليا الحرام من ديني لو ماخدت حقي وقتي لاكون مسيح دمك…أااه مش الدوكش الي يتكرت على قفاه لا مؤاخذة.

فصرخت روجة أنور برعب وهي ترى رقبة زوجه تحت تهديد سلاحه:
-والله ياخويا ما معاه فلوس والبت أخدها ابن خالها …اتجوزها ومشي واخد كل حاجه حتى الفلوس و ورق البيت.
-اه…الواد أبو بدلة…إفتكرته.
-انت تعرفه منين؟؟
لمعت عيناه ثم حرر رقبة أنور وقال مبتسماً:
-مش شغلك..انا سيبت لك المعدول أهو..أديني اي عنوان ولا رقم تليفون توصلني بالولا ده.
-مش هيرد عليك ولا يعبرك…ده شكله واصل قوي احسن لك بلاش تلعب معاه.
-انت فاكرني عويل زيك…هات رقمه ومالكش دعوة.. الدوكش مابيسيبش حقه..مش انا الي حتت عيل زي ده يضحك عليا .
نظر كل من أنور و زوجته لبعضهما ثم عادا ينظران للدوكش وسأل انور:
-ليه هو في ايه بينكم؟! ولا تعرفه منين اصلا
-مالكش فيه…هات عنوانه بس.
-ماشي
_________سوما العربي_________
دلف والده بخطى واسعه لعنده يردد بغضب شديد:
-هو الي سمعته ده صح؟ انت جبت البت دي تشتغل هنا.
-اه يا بابا
رد بهدوء بارد ثم وقف يكمل:
-ده من بعد إذنك طبعاً
-من بعد إذني؟! هو فين الأذن الي انت مستنيه ده يا حبيبي..البت دي لازم تمشي حالاً.

-للأسف مش هينفع…جدي عرف خلاص..بلاش نضايقه هو لسه خارج من المستشفى
-تقوم تضايقني انا؟!!!
-وهي مضايقاك في أيييه؟؟؟ أعتبرها هوا..زكاة عنك وعن صحتك.
كان الرفض الشديد واضح بعيون عزام ليكمل ماهر مضطراً:
-يعني انا الحق عليا…قولت اجيبها تشتغل هنا عشان نهدي جدي ولا انت عايزه يروح يكتب لها ورثها بحق وحقيقي يعني؟؟
سكت عزام يفكر لثواني الى ان هتف:
-لا لا ..برافو عليك انك عملت كده..سيبها تستغل هنا…اه صحيح..جهزلي نفسك هنروح اخر الأسبوع عشان نتقدم رسمي لجميلة أبو العينين.
أسبل ماهر عيناه بتعب ورفض شديد يقول:
-انت لسه مصمم
– مصمم؟! هو انت جرى لمخك حاجه؟! مانا مكلم أبوها قدامك..مابقاش فيه هزار الموضوع ده ..انت عارف الجوازة دي هتعود علينا بنفع أد ايه؟
شرد عزام حالما:
-وياه بقا يااااه لو البت اختك تقدر توقع ابن عمها …طارق مانت عارفه …وحيد أبوه وهو الي هيورث كل ده كده يبقى مال عيلة أبو العينين كله بقى في عبنا.
زفر ماهر بتعب يقول:
-انت بتخطط لچنا كمان؟ ربنا يسهل يا بابا جنا لسه صغيرة.
-ايوه طبعاً بخطط أصلك انت مش عارف طارق ده باصص لبرا ومش بيعجبه العجب ومابيصاحبش غير أجنبيات، الي زي ده عايز له ترتيب من مخ ديب عشان نوقعه ده حبيب أبوه…أااه لو نناسبه أااه…حسني أبو العنيين أتقل حتى من ابو جميلة وبتتهز له وزرات بأكملها عرضوا عليه كذا مره يبقى وزير وهو الي كان بيرفض..طبعاً بيحب يكبش فى الضل ايه الي يدخله سكة السياسة و وشها وابنه طالع ديب زيه.
مسح ماهر على وجهه متنهداً وقد تعب ومل من حياكة الخطط ليقول عزام:
-انا ماشي..عينك على البت دي سامع.

-حاضر…سلام.
عاد لعمله مثقل بالهموم مشتاق للونا لكن العمل متراكم عليه منذ إنشغل بتعب جده لذا ظل منشغلاً بإتمام مهامه الى أن تعب فأستدعى لونا وأخذها وغادر.
جلست لجواره في السيارة سعيده بعملها الجديد، لم يكن يعكر صفوها سوى قبلته لها والتي كلما تذكرتها جاهدت ألا تبكي.
لتتفاجأ بماهر يقطع الصمت الرهيب وهو يشغل موزّع الموسيقي بالسياره ليندلع صوت العندليب (ليه بيقولوا الحب قسيه ليه بيقولوا شجن ودموع)
مد يده الحره يضمها لأحضان بغتتة ولم يبالي بشهقتها وتفاجئها بل جذبها يلفها بذراعه يحتضنها بحميمة مدندناً مع الأغنية (أول حب يمر عليا ألقى الدنيا فرح وشموع..إفرح وإملى الدنيا أغاني لانا ولا أنت هنعشق تاني..إفرح واملى الدن…)
إقطتع سيل دندنته وهو يشعر بها تحاول الإبتعاد عنه فيقول:
-ايه في ايه؟
-هو ايه الي فيه ايه؟! انت مالك بتتعامل كده على إننا عشاق؟
زادت ذبذات قلبه وضمها له من جديد وسألها:
-وليه مانكونش؟
-نكون ايه يا ماهر…وبعدين أبعد ايدك عني لاتتوسخ
-تتوسخ؟!!!
-أااه…ولاانت ناسي اني واحده وسخه وشمال وبتدخل الرجالة بيتها؟!!
زاد من ضغطه على البنزين علامة على غضبه وهو يردد من بين أسنانه:
-مش عايز أسمعك بتقولي الكلام ده تاني خلاص سامعه ولا لأ؟
-نعم؟! لا ماعلش قول تاني كده؟؟ ماقولش؟! الكلام ده انت الي قولته مش انا عايزني أنساه ازاي؟
صمت بضيق وهو يدخل بسيارته في فناء البيت الكبير فتحركت كي تترجل مغادرة سيارته لكنه منعها وهو يلزم يدها مردداً:
-تنسيه عادي كلام واتقال ساعة عصبيه، خلصنا.

لكنها ردت بعناد:
-لا ماخلصناش يا ماهر، انت قولت كده عن إقتناع وكذا مره.
ربعت كتفيها تردد:
-الا إذا كان جرى حاجه عرفتك انك كنت غلطان لما قولت عليا كده؟؟
تعب من اللف والدوران خلفها ليقول مزعناً:
-ماشي تقدري تقولي كده..خلاص ممكن بقا ننسى الي حصل؟
لمعت عيناها وقالت بحاجب مرفوع:
-يبقى ترد لي إعتباري قدام منطقتي وتبين الحقيقة
-نعم؟! وده اعمله ازاي
-الله؟! ازاي بقا ماتقولش كده؟ ده انت ماهر عزام الوراقي ولا ايه؟؟
إبتسم رغماً…خو يحب إسمه منها فرد:
-أه..عجبتيني..ماشي يا لونا.
تهلل وجهها وسألت بترقب:
-ماشي ايه؟! هتعمل كده
-اه …بس انا بزنس مان وكل حاجة ليها مقابل
-مقابل؟! على فكرة انت عارف ان فلوس بابا مش معايا.
زم شفتيه وقال:
-لا مش هقولك دلوقتى، ويالا انزلي بقالنا ساعه وماما قربت تنام كده.
جعدت مابين حاجبيها ولم تبالي إنما ترجلت من السيارة وتحركت بتعب تصعد السلم لتتوقف وهي تسمعه يدق بخفوت على غرفة شقيقته ويدلف بينما يردد:

-احلى شوكولاته لأحلى چنجونه .
نظرت عليه وعلى مايفعله مع شقيقته بشعور مزيج بين الحنين والحسره لكنها غالبت شعورها تتجه لغرفتها تغلق عليها الباب لتذهب للمرحاض تنعم بحمام منعش ومرطب بعد يوم عمل كان صعب جداً.
بينما بدل ماهر ثيابه بأخرى بيتيه مريحه وخرج من غرفته يتجه نحو غرفة لونا يفتح الباب لتشهق منتفضة تقول:
-في ايه؟! مش تخبط!
اقترب منها بأعين لامعه معجبة بفستانها الأزرق النيلي وشعرها المندي وبشرتها اللامعه من بعد الحموم، مد يده يداعب خصلات شعرها وهو يرد عليها:
-أخبط!!! بس يا عبيطة.
-عبيطة تاني؟
ابتسم لها بحنان وإعجاب بين ثم قال:
-تعالي يالا
-اجي فين؟!
-تعالي بس
سحبها من يدها وخرج من الغرفة لتقوفه في متتصف الردهه مرددة:
-ماهر
ابتسم يسحب نفس عميق وقال:
-نعم
-هو انت ليه يا ماهر مش ممكن تعاملني زي چنا؟
-عشان چنا أختي أنتي لأ.
شعرت بألم شديد في صدرها لتقول:

-يعني مافيش أمل تعتبرني زي اختك؟!
-بجد انتي عبيطة..لأ مافيش أمل انا مش شايفك أختي خالص.
تنهد ثم عاد يبتسم ويسحبها من يدها وكاد ان يدلف لأحد الغرف لكنها أوقفته تسأله:
-أوضة مين دي؟
-ماما.
اتسعت عيناها ولم تكد تسأل أو تستفسر فهو قد دلف بها للداخل سريعاً لتبصر سيدة تنام كلياً على الفراش مدثرة بالغطاء وقد انتبهت لهما لتبتسم مرددة:
-ماهر..كده من امبارح ماتجيش لماما؟
ابتسم يقترب منها ويدنو من سريرها مردداً:
-جيت لك الصبح والله بس كنتي نايمه .
كانت لونا تتابعه مستغربه فهو حنون جداً، له مع شقيقته و والدته شخصية مختلفة تماماً تمنت لو نالت منها جانباً.
بينما ماهر قد لمعت عيناه وقال لوالدته:
-ماما أنا اتجوزت.
شهقت كل لونا بصدمه وكذلك والدته التي همست:
-إيه ؟!
-آه
ثم رفع رأسه ونادى:
-تعالي يا لونا
تقدمت لونا لتظهر أمام عينا والدته فأكمل ماهر:
-دي لونا يا ماما…مراتي.

شهقه جديده كانت اعلى من لونا، مستغربه ومستهجنه من تصرفاته ولما قد يفعل وهو من خبأ خبر زواجه عن عائلته.
بينما والدة ماهر كانت منشغلة بمطالعتها بإنبهار تردد:
-بسم الله ما شاء الله…دي حلوة قوي يا ماهر.
ضحك بخفه وقال وهو يداعب فروة رأسه بيده المغروسة داخلها:
-اه فعلاً حلوة قوي.
تبسمت والدته وهي ترى السعاده والإعجاب الشديد في عينا وحيدها لذا همست:
-تعالي يا حبيبتي قربي مني.
لم تستطع لونا فعل أي شيء سوى أن تستجيب لتلك السيدة التي على مايبدو انها ذات نفسيه جيدة بائنة على ملامحها الرقيقة.
اقتربت منها فقالت:
-اقعدي هنا جنبي.
فعلت وجلست لجوارها لتسأل ماهر:
-بس ازاي كل ده حصل بسرعه وانا ماعرفش ولا عشان بقيت عاجزة يعني هبقى اخر من يعلم يا ماهر؟!
تبسم واقترب يجلس بجوار لونا ويضمها لحضنه تحت صدمتها وعدم قدرتها على التصرف تسمعه وهو يقول:
-ماحدش غيرك يعرف أصلاً
-ازاي ده؟! وده يبقى اسمه جواز يابني
تنهد ماهر ثم قال:
-ماما لونا تبقى بنت عمتي رحيل.
اندهشت ملامح الأم وبدأت تنظر للونا بتفهم مالبث أن أبتسمت مرددة:
-انتي بنت رحيل؟! أمك كانت حبيبتي والله،خلي بالك من ابني انا مسبقه وليا عندك جميلة.

تبسمت تسأل:
-ازاي؟!
-صوتها مسهوك قويّ ياواد يا ماهر ايه ده هههههههه.
ضحكت وقهقه ماهر عالياً تجلجل ضحكاته في الغرفه تحت حنق لونا بينما قالت والدته:
-بس عسل قوي..هقولك جميلتي، انا لولايا ماكنش زمانك موجوده في الدنيا دلوقتي .
إستغرب كل من ماهر ولونا ما سمعاه ليزيد ماهر من ضم لونا وهو يميل نحو والدته يسأل:
-أزاي ده يا ماما؟
-أنا الي هربت رحيل من البيت وراحت لمحمد أبو لونا وقدروا يتجوزوا.
-أيييييه؟!
-آه…رحيل كانت طيبه وغلبانه وهما كانوا مش طايقنها وبيعاملوها بقسوة مع انها كانت هاديه ومالهاش حس ولا طلبات، كانوا رافضينها ونابذينها وكل يومين عايزين يطردوها وفجأة بقا عليها سكر لما واحد معرفه تقيل شافها وطلبها للجواز، ساعتها رحيل كانت تعرف محمد وهو كان طيب وحنين عليها قوي، وكان عايز يجيب لها الدنيا بين أيديها بس كان لسه بيشتغل نجار مع أبوه وعلى أده…
بدأت تسعل ويزداد سعالها ليقف ماهر ويذهب سريعاً يفتح أحد الأدراج يحضر منها بخاخ ويعطيه لها ضاغطاً على زره فينثر بعض الرزاز داخل فمها وهو يردد:
-أهدي يا ماما…كفايه كلام النهاردة وابقي أحكي لنا بعدين.
هزت رأسها بتعب وجفنها بدأ يثقل ليقول:
-نامي انتي دلوقتي وبكره نكمل كلام.
ثم أراح رأسها على الوسادة وهي بالفعل بدأت تغلق عيناها بخمول وتعب ليدثرها ماهر بزياده ثم يلتقط كف لونا بيده ليتحرك خارجاً من الغرفة وهو يتنهد بتعب ثن ردد:
-زمان جدي نزل عشان العشا..يالا احنا كمان.

هم ليتحرك لكنها أوقفته تسأله:
-ماهر…هو أنت ليه قولت لمامتك انك اتجوزتني؟!
ليرد ببساطة شديدة:
-عشان ناوي أدخل عليكي.
لتتفاجأ وتشهق بصوت عالي من هول الصدمة ومن بساطته في التصريح بذلك.
……..

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل التاسع

جلست على طاولة العشاء شاردة تماماً، تصريحه كان فج وقوي، يبدو عازم على ما يريد، سؤال واحد بات يدور بخلدها كيف ستتخلص من كل ذلك.
غرقها الشديد في دوامة أفكارها حجب عنها نظرات الكره المندلعة من أعين عزام وفاخر وكذلك جيلان، بينما ماهر يجلس ينظر عليها بإشفاق،يرى الحيرة والصدمة بعيناها لكنه لا يملك التغيير، هو يريدها وسيأخذها،يقسم أن يفعل لا سبيل لإمتلاكها وضمانها سوى أن يدمغها باسمه وإلا ستفر من بين يديه وربما وقتها لن يتمكن من نسبها له، مشاكلها مع عائلته تحتاج للكثير وهو لا يملك رفاهية آلوقت
خرج من دوامة أفكاره على صوت محمد الوراقي وهو يقول بسعادة:
-ماتتصوروش فرحتي يا ولاد أد إيه بوجودكم حواليا… حاجه ماتتوصفش.
تبادلت وتباينت النظرات بين سعيده مثله وأخرى ساخره وأخرى عيون شاردة تحمل هماً.
لكن تنبهت كل العيون على صوت الجد حين قال:
-عارفين ايه إلي ناقص بقا وساعتها تكمل فرحتي؟
-ايه يا جدي؟
سأل كمال بإهتمام ليجيب محمد الوراقي:
-أفرح بيكم بقا على حياة عيني واجوز كل واحد فيكم الحياة الي يستحقها خصوصاً أنت يا كمال.
غص الطعام في حلقه وسأل بترقب شديد:
-الله وانا مالي بقا؟!!!
-أوعى تكون مفكر إني هسيبك للسرمحة الي كنت بتتسرمحها دي لااا…خلاص كان زمن وخلص…وحكاية جريك كل يومين ورا واحده افرنجيه ده كمان تنساه ولا تكونش حابب تتجوز منهم، يمكن تكون نسيت أصلك، وجدك صعيدي وأصلك من هناك، احنا مربوطين بالبلد دي ونسلنا مأصل عمره ما كان مخلط و….
أقطتع محمد حديثه يردد:
-من غير مسلسل ذئاب الجبل ده يا جدي، ماتقلقش أنا واخد قراري أصلاً من الي شوفته و ورد عليا برا، مش هتجوز غير مصرية، ريح نفسك.
-براوة عليك يا ولا…وأنت يا كبير إيه؟!
اتسعت عينا ماهر وحمحم بحرج، لا إرادياً ذهبت عيناه على لونته… ثم نظر للجد يردد:
-أنا؟!
-هو في كبير غيرك؟
-لا أنا.. إيه بقا؟!
-عايز أفرح بيك أنت أول أحفادي وعايز أختارلك ج….

قطع عزام الحديث وقال بعزم:
-لا ماهو ماهر خلاص….عروسته موجودة وحددنا ميعاد الخطوبة… الجمعه الجايه هنروح كلنا.
عم الصمت على المكان…و نظره فوراً تحول لعندها يراقب ملامحها وتأثير ما سمعت ..تجهمت ملامحه وهو لا يرى شيئاً عليها…تتابع مايقال بصمت كأنها خارج السياق، كأن الأمر لا يعنيها…هي تتابعه كمسلسل مفروض عليها مشاهدته.
فيما تحدث محمد الوراقي بضيق شديد:
-عروسته موجوده؟! وحددتوا ميعاد الخطوبة؟! الجمعه؟! الي هي بعد بكره دي؟! يا ماشاءالله… ده أنا أروح أشوف لي تربة بقا؟!
نظر عزام لشقيقه الذي صرح مبادراً:
-احنا كنا قاعدين مع صلاح أبو العينين والكلام جاب بعضه وهو كان بيلمح ماكنش ينفع ابداً نعمل عبط..وانت كنت في العنايه فماكنش في لا وقت ولا فرصة هي جت كده.
-أنت إيه رأيك في البنت دي يا ماهر؟ عاجباك؟!
زاد توتره و وصل للقمة، ينظر للونا برعب…يدرك أنه خائف…ماهر خائف من لونا ……
يلاحظ أنها بدأت تنتبه، مهتمة بما يقال، فحمحم مستدركاً لا يجد مايقول لكن حاول :
-أنا لسه….
– وماهر هيعوز إيه غير واحده بنت ناس مال وجمال وحسب ونسب دي كاملة من كله، مين يقدر يرفص جميلة أبو العينين؟!!!!
توقف هنا الزمن للحظة مع سماعها لصوت عزام يتحدث مقاطعاً، ليس عند الكل بل عندها وحدها وصدى صوت الكلمة يرن بأذنها(مين يقدر يرفض جميلة أبو العينين؟!)
رمشت بأهدابها ثم نظرت على المعني بكل ماسبق من حديث، نظرت للعريس…ماهر.
وجعدت ما بين حاجبيها تسأل لما يركز بنظرها عندها! لا تستطيع معرفة معنى نظراته.
ماهر كان ينظر عليها بمشاعر متخبطة بين القلق والخوف والإعتذار يتخللهم بعض العجز.

لكنها عادت تندمج مع صوت الجد الذي قال:
-يعني بقى أمر واقع؟! ليه يعني هو إحنا شويه في البلد.
وقف عزام بعدما شبع يردد:
-الكبير في الي الأكبر منه، وصلاح ابو العينين راجل أي حد يتمنى يناسبه ولا ايه يا فاخر؟
وقف فاخر ورد:
-بالظبط، يالا يا عزام ورانا شغل كتير.
-يالا.
تحركوا مغادرين وتركوا الكل يجلس بصمت تام من تلك الأخبار المفاجئة.
و وقف الجد من على كرسيه بصعوبه ليقول كمال:
-كمل أكلك يا جدي.
-نفسي اتسدت…
هم كمال لأن يقف ويساعده لكنه قال:
-خليك أنت يا كمال كمل أكلك.
ثم نظر على لونا وقال لها:
-تعالي يا لونا انتي ساعديني أطلع فوق.
طالعته بملامح متجهمه،متيبسة، مازالت غير متقبله وجوده بحياتها أو معترفه بكونه جدها من الأساس، هي تشعر بعدم الإنتماء لكل المتواجدين حولها من أصغرهم لأكبرهم.
لذا ظلت بمكانها جالسه ليقف ماهر سريعاً وكأنه خائف من شئ أو أدرك شئ ليقول:
-تعالى اجي أساعدك أنا واطلعك.

لكن الجد أعترض بقوة وقال:
-لا مانت هتجيلي بس بعد ماتخلص أكلك.. لكن دلوقتي لونا هي الي هتطلعني…عايزها في موضوع لوحدها…يالا يا لونااا..
حسها بإلحاح لم تستطع صده و وتحركت معه تساعده وأ إنظار ماهر معهما تتبعهما بقلق يردد:
-عايزها في موضوع لوحدها؟!!!
-ايه يا ماهر…بتكلم نفسك؟! العروسه لحست مخك ولا إيه؟!
-بس والنبي يا كمال سيبني؟!
-ايه ده ايه ده ايه ده؟!! هي العروسه مش عاجباك ولا ايه؟!
أقحمت جيلان نفسها في الحديث وقالت:
-وماتعجبوش ليه؟! جميلة اسم على مسمى واي حد يتمناها… ده من بخته، حلوة وصغيرة وغنية ومن عيلة و…
-تعرفي تخرسي.
نطقها ماهر من بين أسنانه بحسم وبغض شديد جعلها تقف من مكانها بصدمة تردد:
-أنت ازاي تكلمني كده؟! إنت اتجننت؟!
وقف من على كرسيه بغضب ثم قال:
-لمي نفسك واتعدلي معايا بدل ما اوريكي جناني على حق.
-والله والله لاقول لعزام.
سحبها من ذراعها بمهانة شديدة يدفعها للتحرك من أمامه قائلاً:
-يالااا بسرعه.
دبت الأرض بغل وتحركت بغضب شديد تتوعده فيما التف ماهر يزفر بتعب شديد وجلس على كرسيه أمام كمال لكن ما لبث أن تحرك لغرفة جده غير قادر على الإنتظار، وبقى كمال يبادل النظرات بينه وبين چنا الجالسة بصمت وأعتياد يسألها:

-ده عادي
لتجاوب:
-بتاع كل يوم… ماهر مش بيطيق يلمح طيفها.. بس يمكن النهارده زودها شويه؟!!
زم شفتيه بأسى على ابن عمه وجلس يقول:
-بصراحة عنده حق مايحبهاش.. أنا لو مكانه ماكنتش عرفت امسك نفسي زيه كده.. ده جبل.
ضحكت بخفه ليقول:
-بس فتح نفسي على الجواز.. بفكر يابت ياچنچونة أشوف عيادة أفتحها هنا واشوف بردو بنت عسوله كده وبنت ناس اتجوزها واستقر بقا…
-ده بجد؟!
-بفكر لسه؟! عندك عروسه؟!
-يااه..نشوفلك هو انت أي حد يا كيمو..دي البنات كلها هتموت عليك.
-أيوه أيوه عارف.. قوليلي بقا..مين جميلة دي!!
سحبهم الحديث لكلام طويل عن جميله وعائلتها ونفوذهم.
ــــــــــــــــــ سوما العربي ــــــــــــــــــــ
في غرفة محمد الوراقي
دلف وهي تسنده على مضض تساعده لكي يتسطح على الفراش ثم يعتدل مردداً:
-تسلم الأيادي.
ابتسمت له بتكلف يتفهمه ليتنهد بتعب ثم يقول:
-مش متقبلاني لسه يا لونا مش كده؟ واخده من امك كتير، كان الحب والكره بيبانوا على ملامحها.
عاد بظهره للوراء يردد بتعب وأسى:

-أااااه….كأن الزمن رجع بضهره تاني..والمنظر ده حصل من خمسه وعشرين سنه بس انا ماكنتش أنا إلي قاعد قدامك دلوقتي….كانت لسه الدنيا لاهياني و لسه المصلحة عمياني.. نظرتك هي هي نفس نظرة أمك زمان..لا عارفه تتقبلني ولا لاقيه حل تاني غيري…وأول ما لاقت حل مشيت من غير ما تتردد.
هنا هتفت لونا بقوة:
-أمي مشيت عشان عمرها ما اعتبرتك أبوها…. ماهو مافيش أب يوافق إن بنته تترمي سنين في ملجأ على حياة عينه بعد ما أمها ماتت وهو عارف وساكت عشان خايف من مراته ولية نعمته.
-لوناااا.
هتف بها صوت ماهر الذي دلف بالغرفة للتو يردد:
-ايه الي بتقوليه ده؟! ازاي تكلمي جدك بالطريقة دي وتقولي كلام زي ده.
-أنا متربيه كويس قوي وبعرف ازاي اتكلم باحترام لكن الحقيقة هي مش محترمه ومش مشرفه بصراحة وعشان كده وجعتكم.
-لوناااا…. أنتي أكيد غلطانة وجدي مايعملش كده ولا جدتي و…
قطع كلامه مع إغماض الوراقي لعيناه يعود برأسه للخلف وهو يردد وشعور العار يتملكه:
-عملنا .. عملنا يا ماهر كل الي قالته لونا للأسف صح وماخفي كان أعظم…لو في حد غلطان ومذنب في الحكاية دي من أولها لأخرها أنا… أنا وماحدش غيري.. بس انا خلاص عايز أكفر عن الذنب الوحيد والكبير في حياتي ..
اقترب ماهر يردد بحنان:
-أهدى يا جدي..صحتك أنت لسه خارج من المستشفى.
سعل الجد بتعب وحاول جاهداً أن يتحدث:
-أنا غلطت يا ماهر. غلطة ضيعت فيها ارواح ناس كتير..من أول هنية الشغالة لحد لونااا.. بس خلاص هكفر عن كل ده ولونا هتاخد حقها كله على داير مليم… سواء عايزاه أصول أو فلوس.
-مش عايزه منك حاجه…مش عايزة..مش هتقدر تكفر بالفلوس عن ذنبك مع امي مش هتقدر …هتعيش وتموت بيه…

ثم تحركت مغادرة الغرفة بغضب شديد لا تجيب على نداءات الجد الملحة:
-لوناااا…لوناااا..أستني يابنتي….
-أهدى ياجدي… أنا هروح لها..بس قولي لي… انت ناوي تديها حقها بجد؟!
-ايوه… وده الموضوع الي كنت طالبك بعد العشا عشانه…عايزك تكلم المحامي وتخليه يحصر كل ما أملك ويقدر ورث لونا فيه…
خرج ماهر من غرفة جده بملامح خائفة مبهمة يسير ببطء شديد ناحية غرفة لونا يفتح الباب ويدخل كأن الغرفة غرفته…يراها تجلس على الفراش بضيق وحزن تضم ساقيها نحو صدرها وتبكي في صمت.
ليجلس لجوارها ويضمها لأحضانه عنوة رغم رفضها الشديد له، لكنها يأست منه وهو كالعلقة لتصمت ومن ثم تستكين في أحضانه وهو يهمس:
-شششششش.. أهدي..ماتزعليش يا حبيبي
اخر شئ تريد رؤيته أو سماع صوته الآن هو ماهر.
اغمضت عينيها ببغض تبعده عنها لتتسع عيناه بصدمة من فعلتها وسرعان ما قال مدركاً:
-أنتي زعلانه مني أنا عارف… على فكره والله أنا لاقيت نفسي متدبس في الجوازة دي.
تجعدت ملامحها وتوقفت عن البكاء مستنكرة، مسحت أنفها بيدها وهي تشهق متسائلة:
-جوازة إيه؟! وأنا مالي؟!!
-مالك؟؟؟!
تجهمت كل ملامحه وسأل بضيق شديد وقلب مقبوض:
-ماهو المفترض إني جوزك.
إشتعلت عيناها وكأنها أستيقظت للتو فقالت:
– صح…أظن كده بقا لازم تطلقني.
-أطلقك؟! ههه…

ضحك ساخراً أرعبها…شعرت وكأنه وضعت للتو بزنزانه وصوته وهو يقول:
-أنتي متفائله قوي يا لونا…أنا عمري ماهطلقك.
إنه لهو صوت وصد باب زنزانتها بالمفتاح، لا تعلم لما؟ لكنه كان شعور قوي وسيطر عليها لحظتها.
خافت بشدة، شعور السجن يكتنفها وماهر هو السجن والسجان…بلعت رمقها في خوف ثم همست:
-قصدك إيه يا ماهر؟
علت وتيرة أنفاسه وهي تنتطق إسمه مع شعوره برغبتها في الإنسحاب من سجن يريد فرضه عليها ولو بالإجبار تحيناً مع روعة نزول شعرها الناعم على خدها وإنسدال حمالة فستانها مع كتفها المرمر مما أظهر وبين بروز نهدها الممتلئ.
ضرب الدم بدماغه … يردد بجنون إنها خاصته ..له وحده وسيخطفها من الجميع حتى لو كانت رافضه.
فقد السيطرة تماماً…وانقض عليها بما يفوق المعنى الحرفي.. الكلمات لن توفي بحق شعور ماهر لحظتها.
لقد وصفها من قبل ….يريد أكلها.
صرخت برعب من إنقضاضه عليها وإفتراسه لها:
-ااه..ماهر.. أنت بتعمل إيه..إبعد عني..أااااه.
كان يقبل أي شيء يطال منها..اي مكان منها مقبول ..لتجود وتحن عليه هي فقط..حالته يرثى لها.. متقمص ومقتنع إنه صريع هواها..ناسي تماماً أنه من أقبل على فعل كل شيء….
هوى لونا بالنسبة له غامض…هو لم يأخذ وقته للوقوع لها…ترى ما السر..هل لكونها جميله أم أنها كارما الأجداد…… ……
ماهر كان غارق بها…بلونا ليونا ولذه مميته..شملها بذراعيه يحاول إسكات صرخاتها:
-لونا…أنا بحبك.
تيبس جسدها… توقفت عن الصراخ وعن الركل بقدمها لأبعاده…تخشبت تماماً.. للدرجة التي نبهت ماهر وفاق من غمرة نشوته يدرك ما نطقه بلا وعي.
هو يحبها؟!!!!!!!!

إعتدل من فوقها ينظر لها بصدمة… مأخوذ بما قاله عن نفسه…مد يده يرفع فستانها يغطي صدرها الذي تهجم عليه وكشفه.. مد يده يساعدها لتعتدل وهي تمسكت بيده تسمح له بمساعدتها.
لتستوي فوق الفراش بصدمة… وهو هرب …منها أم من نفسه لا يعلم… لكنه خرج من الغرفة بسرعة البرق.
صباح يوم جديد
نامت فيه بعمق بعد بكائها المتواصل..لم تتوقف طويلاً عند ما قال… لم تعتبر بحديثه بالأساس وهو الذي ظل ساهداً طوال ليله يفكر بجنون كيف نطقها.
وقف عند سيارته يدخن سيجارة بشرود وهو ينتظرها حتى هلت عليه بطلتها الرائعه تسلبه أنفاسه وترغمه على رفع عيناه للباب ما ان التقطت أذنه صوت كعب حذائها وتسلل لأنفه رائحتها الناعمة مثلها .
طالعها ليبصر أجمل أشياءه…. لون هي أعظم ما أمتلك… حتى لو غصباً عنها …شعوره ناحيتها عميق…به أواصر هو نفسه لا يعرف روابطها.
كأنه نذر يؤديه…ربما هو دين…لا يعلم حقاً..هل لأنها متفوقة الجمال والروعة…لااا.. جميلة أبو العينين ملكة جمال…رأها كثيراً..انها مضبوطة بالسم..كل شيء بها مثالي وخيالي…لكنه لم يقع لها كما فعل مع لونا رغم سهولة الأمر مع جميله وإستحالته مع لونا.
تنهد بتعب وقلة حيلة..ومالبث أن إستسلم وابتسم.
أبتسم معلناً ..أن اهلاً بحياة هي فيها عمادها.
وقفت أمام السيارة تنتظر مستغربه إبتسامته البغيضة بالنسبة لها… ماهر للونا هم تتمنى لو ينزاح.. لكنها باتت تعلم أن مصلحتها معه…أينعم هي للأن لا تعلم كيف تأخذ تلك المصلحة منه لكن على الأقل علمت وبقى عليها معرفة الطريق.
طوال الطريق كان صمت..صمت تخلله تفكير متعاكس تماماً بين أقصى الشرق وأقصى الغرب.
لكنها وصلا معاً لمحل عمل واحد…المقر الرئيسي لمجموعة الوراقي… باب تلك الشركة كما مثل رهبه للونا مثل كذلك فرحه…فرحه شديدة فقد بدأت تعمل حيث شغفها….الجرافيك والتصميم.
ترجلت من السيارة وتحركت للداخل..تحت نظراته المتجهمة….باتت تعلم طريقها.. وذلك أكثر ما قد يرعبه.
ومر الوقت…مرت ساعات طوال..وهو يجلس بلا هوادة..يفرك كالأطفال يتلكك كي يراها… أو كما المدمنين…فقد أدمن ماهر نعومة لونا ولمعة الغنج بعيناها…. أبتسم بحلاوة…هي لا تتدلع لقد ولدت هكذا.

أما لونا فقد جلست بشغف وسعاده عارمه أمام مديرها الجديد ينظر مره لجهاز الكمبيوتر ومرة لها… مره للجهاز ومرة لها ثم يقول:
-يابنت الجنية… ده بالظبط.
لمعت عيناها وقالت:
-هعديهالك..شكل التعبير خانك مش أكتر من كتر ما أنا شطورة مش كده؟!
-جداً يعني.. أنا كنت فاكرك كوسه.
-لا والله ده أنا شاطرة واعجبك.
-ماعلش ..مانا بردو معذور..لا شهادة ولا كورس تحت بير السلم حتى ماكنش في أي حاجة تبين.. بس طلعتي شاطره لأ وبتتعلمي برافو عليكي.
جلست تتشبع وتتشرب كل تلك الكلمات بعد سنوات عجاف.
كل هذا تحت أعين أحد الفتيات تظن أنها قد رأتها قبلاً
وبسرعه متناهية هرولت نحو أحد المكاتب تردد لزميلتها:
-غادة…تعالي كده..
وقفت غاده من مكتبها تسأل بإستغراب:
-في إيه؟
-تعالي معايا بس…
ذهبت معها و وقفوا خلف الباب الزجاج للمكتب الذي يضم مجموعة من الموظفين ومن ضمنهم لونا لتقول الفتاة:
-مش بتشبهي على البنت دي؟!
-اه..شوفتها قبل كدع تقريباً…ثانيه…مش دي البت الضايعة الي كانت عايزة تشتغل في الجرافيكس…
-بالظبط…جت واستغلت.
رفعت غادة إحدى حاجبها تحركت نحو المكتب تنادي المدير:

-أستاذ طلعت..
رفع الكل أنظاره ومن ضمنهم لونا لترى نفس الفتاة التي رفضتها وقللت منها ومعها زميلتها تبدو تابع لها كظلها .
تحرك طلعت نحوها فيما سألت لونا أقرب زميل جالس لجوارها:
-مين دي؟!
-دي غادى فايز..الأتش آر…و أنا اسمي أحمد علي فكرة من التجمع.. أنتي لونا مش كده.. أسمك حلو ومميز قوي ..على فكره أنا شاطر قوي وممكن اساعدك تتعلمي ت……
تابع سيل رهيب من الحديث كأنها ضغطت على زر مذياع كان يتحين اللحظة كي يحادثها بفارغ الصبر وبسؤالها له أعطته الفرصه.
صدعها بالحديث ولم تنتبه لغادة وحديثها المتجهم مع مديرها طلعت، ولا بتحرك طلعت ناحية مكتب ماهر.
جلس ماهر بإنهاك وصداع شديد بعد ساعات عمل متواصله..يحاول إرتشاف قهوته وقد خلع عنه جاكيت بذلته كعادته وفتح أزرار قميصه وأمامه تقف عادة بأعين متلهفه معجبه من ماهر الذي ينبض بالرجولة والفخامة غير مكترثة الأن بسبب مجيئهم لعنده… شوفة ماهر أنستها…
لكن طلعت كان يتحدث وماهر لا يفهم ، فزفر بضيق يسأل:
-ماتدخلوا في الموضوع في إيه؟مختلفين على إيه مش فاهم
همهمت غادة بهيام..فيما قال طلعت:
-على فكرة أنا بحاول اوضح لها هي الي مش عايزه تفهم.. ممكن عندها حق البنت لا هي مؤهل ولا دارسه ولا حتى واخده كورسات ف بزنس وايز غادة صح… لكن بردو البنت بصراحه موهوبه وشغوفه وبتتعلم ونفذت كل المطلوب بل بالعكس أنا متوقع أنها هتتفوق على كل الي شغالين هنا وهتبقى أكبر اضافه لشركتنا أو أي شركة تروح تقدم فيها.
رمش بعيناه… على من يعود الحديث؟! مهلاً….
أيتحدثون على لونته؟!
تجهم وجهه و وقف بخطر… تراجعت غادة بأثره خطوة للخلف فيما تحدث ماهر بترقب مخيف:

-هي مين دي الي بتتكلموا عنها؟!
-البنت الجديدة إلي حضرتك طلبت نشغلها.
رفعت غادة حاجبها…هل جاءت بواسطه منه.
فيما تجهم وجه ماهر بزيادة وهتف:
-لونا.
-ايوة هي يا مستر.
ألتف حول المكتب يسأل بعصبيه:
-وخدتها وشغلتها؟
-اه ما أنسه دينا جابتها وهي اختارت تشتغل في الجرافيك.. بصراحه في الأول اخدتها عشان واسطة وكده بس يوم على يوم لاقيت لا ييجي منها بجد.
ليهتف بضياع وغضب:
-لا وبتعلمها كمان.
-أه يامستر.
تشنجت ملامحه وهتف من بين أسنانه:
-كل ده يتلغي..انت سامع ؟
-و…طب..يعني..نرفدها؟
-لا
-امال تشتغل إيه؟!
-ماتشتغلش..أقولك.. شغلها كوفي بلوجر..تقعد تقيم لنا الشاي والقهوة.. لكن تشتغل وتتعلم لأ… فاهم..
ثم وجع حديثه لغادة مؤكداً يأمرها:

-سامعه انتي كمان.
-حاضر.
-اتفضلوا روحوا على مكاتبكم ونادولي لونا.
تبادل كل من طلعت وغادة النظرات.. لما يفعل مع تلك الفتاة هكذا ولما يشعرون بأنه وهو يتحدث عنها كأنه يتحدث عن شيء يخصه ويملكه.
تحركوا مغادرين وبعد دقائق تقدمت لونا لعنده تدلف بخطى بطيئة تسأل:
-في إيه؟
وقف يغلق الباب ويحاصرها بينه وبين حضنه يجبرها على الدخول فيه ثم همس:
-وحشتيني.
-هاااه.
نطقت بتيه شديد من نبرته الهائمة بها وعيونه الامعه بشئ لا تفهمه أو هي التي ترفض الفهم.
-لأ مش قادر.
قالها قبلما يضمها لعنده مختصراً للوقت والمسافات يعتصرها بأحضانه همت لتفتح فمها وتتحدث لكنه وضع أصبعه على شفتيها هامساً:
-ششششش.. ماتقوليش أي حاجة.
شعرت أن هناك سحر باللحظة… لم تتفهمه بعد لكن على يبدو هناك سحر…
لكنها تحدثت وأمرها على الله:
-بس أنا عايزة اقولك حاجه.
-قولي يا روحي.
لمعت عيناها وطالعته بنعومه تستشعر بعض الأهتمام فأكملت ما بدأته من أيام:
– أنا رجعت في كلامي .. وعايزة استلم ميراثي من جدو زي ما قال.

نظر لها بإستهجان يعني استحالة موافقته وهمس ساخراً:
-والله؟!!
ابتعلت رمقها في خوف وحفزت كل خلاياها تهمس:
-مش أنت جوزي… يبقى لازم تجيب لي حقي.
قلب شفته يضحك مدركاً…لونا تلاعبه..وهو سيد من يعشق اللعبة الحلوة…لذا قرصها عند خدها وقال:
-حاضر…عيون جوزك.
ضيق عيناه التي تلمع وتبرق بخبث وإستمتاع ثم قال:
-تعالي بقا معايا.
-على فين.
-هجيب لك ورثك.
تحرك بها تحت صدمتها وغادر المكتب والشركة كلها، أخذها في سيارته وغادر بأقصى سرعة مختزلاً الطريق للبيت الذي عمه السكون وصعد بها لغرفتها يغلق عليهما الباب بعدما دفعها لتدخل امامها وهي تسأل:
-في أيه يا ماهر…أنت بتعمل إيه؟
-ولا حاجه..هخليني وجوزك بجد …حقي وحقك…
ثم شرع في خلغ قميصه وهي تضع يدها على فهما تكتم صرختها المرتبعه على ما تراه منه….
لكن ماهر كان عازم على مايريد… رغبته فيها قاتله وقد قرر هو الليلة قاتل أو مقتول..
اقترب منها بصدره العاري يضمها له يشرع في خلع فستنانها ثم….. .

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل العاشر

أقترب منها بعزم وإصرار كله شوق متلهف، إمتلاك لونه صار مبتغاه وأقصى أمانيه.
هجم عليها بجسده الضخم، يفوقها قوة، يكاد يجن عليها، إنها تجننه، تجعل الدماء تغلي بعروقه، توصله لمرحلة بعمره لم يصل لها.
قبلها بلهفه، أي شيء تطاله منها شفتيه، هو مشاق، مجنون ويريدها، لايملك أي خيار آخر.
وهي ترتجف وتصرخ لتبعدع، الرعب دب في أوصالها، هي لا تريده، ولا تعترف به زوجاً.
حاول شملها بين ذراعيه، أن يشعر بها هي وليست غيرها….ماهر يريد لونا، لا يريد الجنس للجنس..هو يريده مع لونا…
خطفها داخل أحضانه، لا يريد القسوة ولا العنف، حابب قبله ناعمه وشعور لذيذ يعيشه معها.
فخفف من حدة هجومه متذكراً إرادته في عيش لحظات ساحره مع لونا… يريد رومانسيه ساحره وليس مجرد جنس أو حق شرعي
ضمها لصدره يحتضنها وهو يدغدغ عنقها وذقنها بحرارة قبلاته وقتها شعر برجفتها،تبكي رافضه مايجري… يهمس لها من بين قبلاته:
-شششش.. أهدي…ليه بتعيطي يا لونا
-سيبني أنا مش عايز كده.
-أنا عايزك يا لونا…عايزك بجد.
-سيبني بالله عليك.
-مش هقدر أسيبك…لو سبتك دلوقتي أخاف تسبيني بعدين.
دوماً بين الكلمات القليلة جمل عميقه لا نفهما..لونا لم تفهم بعد مغزى كلماته…جل همها أن يتركها بختم ربها..وهو جل همه امتلاكها.
همس في أذنها بحراره:
-أنا عايزك ليا..بتاعتي.. إنتي مراتي يالونا.
لترد بهمس:
-أنا مش عايزه ابقى مراتك يا ماهر…مش عايزة..وبخاف منك…سيبني..مش عايزاك تلمسني كده… أنا مش رخيصه والله أنا مارخيصه.
توقف عن تقبيله لها ابتعد لثانيه…يدرك..ماذا ظنت.
هز رأسه بجنون واقترب منها يقول:
-أنا مش شايفك رخيصه..لو كده كنت روحت لأي واحده…يالونا أفمهي..انتي مراتي..رسمي واهلك كلهم عارفين.. أنا مش مرخصك.. أنتي ملكة البنات كلهم.. مافيش واحده قدرت تهز كياني غيرك… أنا هموت عليكي…
ابتعدت تتمسك بفراش السرير ثم همست:
-ده مش جواز.. أنا مش عايزاك..

اغمض جفناه بغضب ثم فتحهم يهتف:
-مش جواز ليه عايز أفهم
ابتعدت عن مرمى شفتيه تبغضه وتبغض حتى انفاسه، شعر ببغضها، قلبه يؤلمه، لما يحبها!
همست مكملة:
-سيبني بقا سيبني.
إنزاح قليلاً للوراء يستند على ظهر سريرها ثم كمل بتصميم:
-مش هسيبك يالونا ومش بمزاجك.
سحب نفس طويل وأكمل:
-هي غلطتي عشان ما تممتش جوازي منك من أول يوم وسبتك براحتك وده خلاكي مش واخده على وضعك الجديد.
انكمشت على نفسها في السرير تسحب الغطاء تغطي جسدها لكنه كان متكئ عليه.
لاحظ فعلتها وسحب نفس عميق متعب ثم رفع نفسه ببطء يرفع الغطاء ويمد يده يعطيه لها مردداً:
-خدي وقتك.
تعلقت عيناها به متأملة، هل سيتركها وشأنها حقاً!.
كادت أن تتهلل ملامحها لكنه أحبط كل ذلك وهو يسحبها لعنده يزرعها عنوة داخل أحضانه ويسحب الغطاء عليهما مردداً:
-بس وانتي في حضني.
رفعت أنظارها له رافضه ومرتبكه، غير متقبله موضعها الجديد تحاول الابتعاد والنهوض، ضمها بقوه أكبر يثبط محاولاتها وهو يقول:
-أنا مش عايز بالغصب .. عايزه بالرضا يالونا… عشان كده لازم نقرب من بعض أكتر وتاخدي عليا وبعدها نتمم جوازنا..
هزت رأسها بجنون منه:
-جوازنا جوازنا…ايه جوازنا إلي انت ماسك فيها دي..أفهم بقا إحنا مش متجوزين… ده مش جواز.

ألتف ينظر لها بغضب وقال:
-كلامك ده هو اللي بيخليني عايز أتمم جوازي منك في أسرع وقت.
-قصدك إيه؟!
زم شفتيه يحمد الله أنها للأن لم تفهم وموقفها مجرد رفض له لا أكثر..يدرك انه ربما عليه التقرب لها بزيادة وجعلها تعتاده وتعتاد قربه وما عدى ذلك سيعد إغتصاب وهذا ما لا يريده معها إطلاقاً… لا يريده للونا بحق…يريد لها إحساس مفعم …وردي..ممتلئ بالنشوة واللذه والرومانسية… أن تدمن حلاوة قربه وتطلبه أحياناً… هذا مايريده مع لونا….هي وحدها.
اسبل جفناه يستعد للنوم لتجحظ عيناها مرددة:
-أنت بتعمل ايه
-هنام…مش عاجبك؟! أنا ممكن أصحى لك على فكره.
-لا روح نام في أوضتك.
ضمها يغمض عيناه يردد براحه:
-أوضتك أوضتي.. أنتي هتنامي النهاردة في حضني عشان تاخدي عليا.
فتح عيناه يناظرها برغبه حارقه:
-مانا مش هقدر أصبر وامنع نفسي عنك كتير..بس انا مش عايز أخدك بالقوة.
شدد بذراعه عليها .. يجبرها لأن تتوسد حضنه العاري عنوة:
– نامي.
-هنام فين… سيبني عشان أنام.
-نامي على صدري….يالاااا.
أمرها بقوة وهو يلاحظ رفضها وترددها مما جعلها تقترب من صدره مضطرة،مشمئزة غير متقبلة.

ليبتسم وهو يشعر بنزول شعرها على جسمه العاري ثم ملامسة خدها الممتلئ له ومن بعده جسمها كله،اطبق ذراعيه عليه يتنهد بتعب هي المتسببة فيه وهي لا تعلم ثم همس:
-على فكرة يا لونا… عشان تبقى المعلومة عندك وتتعاملي على أساسها.. أنتي فعلا مراتي.. أنا مش هطلقك دلوقتي أو بعدين أي ان كان الوضع إيه… هفضل رابطك جنبي العمر كله.
كانت تستمع لنبرته المصره التملكيه ومع كل كلمة زيادة كانت عيناها تتسع برهبه تدرك بأي وضع وضعت ثم همست بيأس وألم:
-أنت طلعت لي منين؟! طلعت لي منين بس؟!
ضمها بقوه مضاعفة، متملكة، يسحب مع أنفاسه رائحتها ليتشبع بها وهو يردد:
-أنتي إلي طلعتي لي منين بس يا لونا.
هز رأسه ساخراً من ثباته السابق أمام أي فتاة مهما كانت جميلة وكيف تداعى كل ذلك ما أن دخلت لونا لحياته…كأنه قدر ومكتوب.. أو ربما شئ أخر.
مر بعض الوقت أجبرها فيهم على البقاء في أحضانه إلى أن سحبهما النوم لساعات متواصله حتى إستيقظا على صوت طرقات الباب:
-لونا….لونا..مش هتتعشي؟!
فتح كل منهما عيناهم يستوعبان الوضع وان چنا شقيقة ماهر هي من تقف بالخارج يفصلها عنهما الباب فقط.
نظرت لونا لماهر الذي مازال يحتضنها له ثم همس في أذنها:
– قولي لها إنك شويه ونازله وراها.
فهمست له بكيد:
-طب ما تقولها أنت يا جوزي.
رفع إحدى حاجبيه لها بحده ثم همس:
-يالا يا لونا…ولا تحبيها تدخل علينا هنا دلوقتي وانتب في حضني…
زفرت بضيق شديد لكنها كانت مصره على محاصرته تكمل لكن صوت چنا عاود:

-لونا…يا لونا.
فاضطرت أن تجيب:
-حاضر يا چنا هغير بس واجي وراكي..أسبقيني أنتي.
-أوكي.
تحركت چنا مغادرة وابعدت لونا أنظارها عن الباب تستعد لمحاصرة ماهر بالحديث من جديد لكن كان هو من فاجئها وهو يقبلها بغتته.. اخذها على حين غفلة يهمهم بتلذذ…معها يفعل كل شيء ببطء كي يستشعر بحلاوة وطعامة كل همسه أو لمسه من لونته.
فصل قبلته يحاوط رأسها بيديه ثم قال:
-تجنني.
-مانا أكيد هلاقي حل وهخلص منك.. أكيد في حل.
ضحك رغماً عنه…ما قالته لهو أخر حديث متوقع أن يسمع بعد قبلاته الحارة معها.
وقال بتأكد من بين ضحكاته:
-مش هتلاقي…انا هبقى حريص على إنك ماتلاقيش حل يا لونا.
طالعها بين ذراعيه وردد:
-يالا البسي بدل ما أفقد أعصابي الي ماسكها عنك بالعافيه…ولا اقولك….
شهقت بصدمة وهي تشعر بإزاحة الغطاء من عليها ثم سحبه لها بقوه يردد:
-حبيبي مايتعبش نفسه… أنا أساعده.
تقدم بها لخزانة ملابسها ينظر لها بحيرة وغضب ثم قال:
-هو انتي مش عندك غير اللبس ده!
-ماله؟!

-مش شايفه؟!
-ده موضه جداً وبعدين أنا بلبس زي چنا أختك بالظبط تقريباً نفس الاستايل.
اغمض عيناه بغضب منها.. دوماً تجيب بنفس الرد ليسحب فستان رأه فضفاض نوعاً ما يقول:
-البسي ده.
-ولو اني مش بحبه بس ماشي…
-طب يالا غيري.
-اطلع برا وانا اغير.
-لازم تعودي على وجودي..يالا غيري.
-مش هيحصل ابد….
قاطع حديثها وهو يخلع عنها كنزتها القطنية لتقف أمامه بملابسها الداخلية شاهقه احاول مداراة جسدها عن عيناه الوقحه وهو قربها منه يلبسها الفستان بنعومة مردداً:
-وحش.. عليا النعمه وحش.
دغدغتها كلماته لثواني..وهو متعمد..تكنيك سيأخذ بعض الوقت لكن نتائجه أكيدة وهو يعلم.
عاملها بنعومة وسحر..لطيف جداً وحنون.. رغماً عنها كانت عيناها تلمع بانبهار وهي تشعر به يعاملها أحسن حتى من معاملته لچنا التي تأملتها… اغلق لها سحاب فستانها…أجلسها أمامه بتروي يمشط لها شعرها..
أنهى ربطه ونظر عليها في المرأة يردد بحب وإعجاب واضحين:
-قمر… حبيبتي قمر.
على قدر فرحتها كانت مستنكرة.. تصرفاته المتناقضة تجننها…لم تستطع المواراة وهمست:
-أنت أكيد عندك انفصام يا ماهر.
-ممكن..كلنا مرضى نفسيين.

ضحكت تقول:
-طب ماتتعالج.
-الي مضرور يتعالج وانا مش مضرور.
ضحكت عاليا … لم تستطع اخفاء ضحكتها وهو كذلك ابتسم يقول:
-يالا أنا خلصت… حلو كده؟
نظرت لهيئتها التي رتبها هو وقالت معجبه:
-حلو.
قربها منه يحتضنها له وقال:
-أنتي إلي حلوه يا لونا….يالا ننزل.
خرج بها من الغرفة..سحب يدها بيده إلى أن نزلا أمام الجميع….فاضطر لترك يدها.
وقتها نظرت له نظرة لم ينساها..ولم يفهمها…لها معاني كثيرة.
وزادت حدة الصراع….حيث قال والده:
-جهزت عشان بكره؟!
-ماله بكره؟!
سأل باستنكار شديد ليرد عزام من بين أسنانه:
-هي دي حاجه تتنسي.. بكره الجمعه… معادنا مع عيلة أبو العينين عشان الخطوبه.
وقف الزمن هنا …وتداعى معه كل شيء فعله أو حرص على فعله منذ قليل… وعم صمت قاتل على المكان..كل يحمل بداخله متفجرات ونوايا مختلفة .
صباح يوم جديد كله هموم على عاتق ماهر…من الأمس وهو لا يستطيع رؤية لونا ..بعد العشاء ذهبت لغرفتها وقد ذهب خلفها عازم على المبيت عندها من شدة تبجحه لكنه تفاجئ بها توصد الباب عليها من الداخل.

الكل موجود وعلى وشك التحرك وبالفعل قال عزام:
-يالا احنا مستنيين إيه؟
-مستنيين لونا.
قالها الجد بهدوء لتحتد عينا ماهر وكذلك عزام الذي هتف بحدة:
-أنت عايز الوسخة دي تيجي معانا زيارة زي دي.. ده لو السما انطبقت على الأرض.
-وطي صوتك يا عزام واقعد..في إيه هتخيب.. بتعلي صوتك على أبوك..
تدخل ماهر بغضب مكظوم:
-انا كمان شايف كده ياجدي.. خليها هنا.
وقف الجد بحدة رغم تعبه يهتف:
-حتى أنت يا ماهر..خيبت خلاص زي ابوك.
نظر الجد لچنا وقال:
-چنا… أطلعي نادي لونا.
تحركت چنا بسرعه فيما هتف ماهر:
-أنا مش عايزها تيجي ياجدي…سيبها هنا.
تقدمت لونا على الدرج مع چنا تتوقف قدماها مع أخر كلماته وتسمع الجد وهو يقول:
-أنت كمان مستعر منها يا ماهر…كنت فاكر الأمل فيك.
لاحت لأنف ماهر رائحتها التي يعرفها جيداً فنظر لأعلى ليصدم بوجودها ولمعة الدموع بعيناها.
لا يعلم كيف يفسر لها حقيقة ما سمعت فيما هتف الجد:
-لو كلكوا مستعرين منها كده مالكوش دعوة بيها…لونا هتيجي معايا أنا.

ألتف ماهر يدور حول نفسه يشعر بالعجز يود قضم قطعه من السماء.
فيما هتفت لونا بإنكسار:
-أنا مش عايزه أروح..
-يكون أحسن…يالا بينا اتأخرنا.
قالها عزام بغضب فيما قال الجد:
-أنا مش متحرك من غير لونا… تيجي معانا والكل يتعرف بحفيدتي .
تقدمت منهم تقول:
-أنا مش عايزه…
-هي كلمه..هتروحي يعني هتروحي وإلا نلغي الجوازه دي.
لتتسع عينا ماهر وهو يسمعها تهتف بلهفه:
-لأاا… كله إلا كده…هروح.. أنا جاهزة أصلا.
صك أسنانه بغيظ شديد وقد وصله مرادها…تظن أن بتلك الزيجه خلاصها منه…غلبانه لا تعلم شيء.
تحركت تغادر معهم رغم حنق عزام ورفضه الذي أقترب من ابنته يقول لها:
-ماكنتيش عارفه تلبسي فستان أحلى شويه وتعملي شعرك.
زمت چنا شفتيها وقالت:
-ومالي كده..
-مالك؟! هتفضلي طول عمرك خايبه زي امك.
-چنا… تعالي أركبي معانا في عربيتي.
قالها كمال الذي استمع لكل ما قاله عمه وتحركت چنا بالفعل ومعها لونا تهرب من براثن ماهر وقد لاحظت نظراته القاتلة.

الوصول لقصر أبو العينين أتخذ الكثير من الوقت، فالمرور بحديقتهم الغناء ومروج الأشجار والورود وإسطابلات الخيل أتخذ وحده أكثر من ثلث الساعه.
كان قصر فخم بحق، يدل على مدى ثراء تلك العائلة، لونا بالفعل كانت مشدوهه ومبهورة ورددت بلا وعي منها:
-واااو..هو في مستوى الغنى ده في مصر؟
ضحك الجد وقال:
-وفي اكتر من كده كمان..بس عيلة أبو العينين من أغنى عائلات مصر فعلاً.
ترجلت معهم من السيارة وتعثرت قدمها والتوت أثناء خروجها منها فتأخرت قليلاً.
كان على الباب في أنتظار عائلة الوراقي كل أفراد عائلة أبو العينين، يستقللونهم بحفاوة تليق بهم.
فقد وقف صلاح أبو العينين وشقيقه حسني ولجوارهم وقف شاب عريض المنكبين وطويل شعره خفيف من الأمام لكن عضلاته بارزة وعيونه زرقاء.
إنه أيقونه، تمثال منحوت ببراعه،مستفز…مستفز لأقصى حد..ما أن رأه ماهر حتى غار..
ماهر الأن يسب ويلعن…طارق أبو العينين بالحقيقة أروع حتى من الصور…يااااه..وهو الذي ظنه فوتوشوب!
بترحاب شديد أستقبلت عائلة أبو العينين الوراقيين.. وتقدم عزام يعرف العائلة حتى وصل لچنا:
-ودي جنا بنتي ..أخر العنقود هههههه .
تفزز جسد ماهر في موضعه وهو يسمع صوت صلاح أبو العينين يقول:
-ومين البنت القمورة دي
-أووووه..
عاليه صدحت من طارق وساقته قدماه رغماً عنه وبادر لمساعدتها تزامناً مع صوت الجد:
-دي حفيدتي..لونا.
رفع حسني إحدى حاجبيه وهو يرى إبنه يتقدم مبادراً لمساعدتها… يمد يده مبتسم قائلاً:
– ألف سلامة.. إيه إلي حصل.

فردت عليه تسمعه صوتها المسهوك لتصيبه وهو وماهر بالشلل دفعه واحده:
-اتكعبلت وأنا نازله.
ابتسم لها وقد نزل صوتها كالبلسم على صدره رسم ابتسامه عريضه على شفتيه وساعدها تحت أنظار الجميع…وماهر يقف مصاب بالعجز والجنون …شعور قاتل هو السبب فيه… هو السبب في كل ما يجري وهو يعلم ذلك .
لكنه لم يستطع الصمود…تحرك بلا هوادة يقول له:
-عنك انت يا طارق .
تناول يد لونا بين يديه بغلظه ثم قال:
– مش عايزين نتعبك..تعالي يا لونا.
– ولا تعب ولا حاجه..أنسه لونا تؤمر بس .
=أتفضوا يا جماعة.
دلفوا جميعاً للداخل وجلسوا يتحدثون في أشياء كثيرة متفرقة تخص العمل وما شابه وماهر عيناه على لونا المندمجة في حديث متقارب مع شقيقته.
إلى أن تقدمت منهم سيدة متعديه الخمسون عاماً ولجانبها فتاة أيقونه في الجمال.. مضبوطة بالملي.
جمالها حاد وقوي..شعرها اسود وطويل جسمها مضبوط متيبس.. تتقدم منهم وهي تتهادى في فستان مشجر ماركة فيرزاتشي..عطرها قوي كملامحها وقوة بنيانها…لم تكن تحتاج لتعريف.. أنها العروسه الفاتنة سليلة الحسب والنسب جميله أبو العينين..وقتها فقط رن بأذنها صوت عزام وهو يقول(مين ده الي يرفض جميله أبو العينين).
لونا لم تشعر بما فعلت…هي ببساطة قد عقد شبه مقارنه للتو وركزت مع كل تفاصيل العروس والنتيجة كانت أنها عروس أكثر من رائعة..ماهر بالفعل محظوظ.
للتو إستفاقت وعلى صوت والدتها التي جلست برقي تقول:
-ايه يا جميله ..مش تسلمي على عريسك.
تقدمت جميله تمد يدها بابتسامة مشرقة وبسيطه من ماهر الذي.. مد يده بترقب عينه تحطف نظره على لونا المأخوذة بالفعل ولا تعرف لما .. ربما لأنها تجلس وسط ناس اغراب عنها بما فيهم عائلة والدتها.

أنساق الحديث إلى حيث جائوا وقد دلف عزام بصلب الموضوع يقول:
-أحنا يشرفنا يا صلاح بيه نطلب أيد الأنسه جميلة لأبني ماهر…نسب عيلة أبو العينين شرف كبير لينا.
-الشرف لينا أحنا يا عزام بيه..عيلة الوراقي سمعتها زي الجنيه الدهب.
-الحمد لله… طب مش نقرا الفاتحه بقا.
-نقرا.
بدأ الجميع في قراءة الفاتحة حتى لونا ..جلست تقرأ فاتحة زوجها وهي لا تشعر بمدى العبث الذي يحدث.
هو فقط من كام يشعر بذلك… لقد وضع بموقف لا يحسد عليه ولا يعرف كيف سيخرج منه.
هنا تدخلت والدة جميلة تقول:
-بس فين مامت ماهر.. هي مش موافقة علينا ولا إيه؟
فجاوب محمد الوراقي:
-والدة ماهر للأسف ماتقدرش تتحرك من السرير بقالها سنين على كده للأسف
-لا ألف سلامة… إحنا كده لازم نزورها…وصلي سلامي لماما يا چنا لحد ما اشوفها… ماشاء الله…چنا كبرت وبقت عروسه.
– أحلى عروسه..خطابها مجنني..بس انا حالف مش هجوزها كده لأي حد.
-طبعاً طبعاً حقك يا عزام بيه..
صمتت لثواني تضيق عيناها ثم سألت:
-مين البنت الحلوة الي جنب چنا دي.
رد محمد الوراقي:
-دي لونا… بنت رحيل بنتي.
-رحيييييل أاااه.

قالتها بنبرة ذات مغزى وترة الأجواء ولم يفصلها سوى صوت صلاح أبو العينين:
-طب ايه يا جماعه مش نقوم بقا ونسيب العرسان مع بعضهم شويه ههههههه.
-صح… إحنا لازقين فيهم ولا عواجيز الأفراح.
تنبهت كل خلايا ماهر وهو يرى نظرات طارق على لونا….بعيناه لمعة…كأنه معجب…ولطارق سحر رهيب يوقع أي فتاة.. بالأساس ماهر يغار منه .
مسح على وجهه ولم يستطع الرد.. بكل ثانيه يقع في موقف أسوء من ماسبقه.
ولم يملك أي حيلة وهو يرى الكل مجتمع ليقف ويغادر للحديقه…أخذين معهم زوجته.
ليجلس هو في لقاء فردي مع جميله… كانت جميلة بالحق… وهادئة حتى تبدو نقيه .. جمالها فتاك.. جسدها يغوي الناسك… ركز معها لدقائق طويلة..لما لا يرغب وهي بالجمال تأخذ علامات…
لقد ظن أن ما يريده من لونا رغبه وقد وقع لها لأنها جميله…هو راغب في لونا بكل لحظة وكل ثانيه… مستعد لإقامة علاقة معها فب أي وقت.
لكنه غير راغب في جميله رغم كونها مكتملة الأنوثة.. رقيقه وتبدو خجوله ومهذبه
ما الرابط بينه وبين لونا..ولما هو واقع لها ومتعلق لهذه الدرجة.
غلى الدم بنفوخه وهو يرى طارق عبر الحاجز الزجاجي الفاصل بين الصالون والجنينه يقترب من لونا ويهمس لها بحديث خاص وبعيناه نفس نظرة الإعجاب.
لقد مارس أقصى درجات ضبط النفس منذ جاء لعندهم وظل يعد الدقائق حتى ينتهي هذا اللقاء.
وأخيراً عادوا للبيت وذهب كل منهم لغرفته حتى ماهر.
بدلت لونا ملابسها لاخرى مريحه واستعدت للنوم لكن أتصلت اولاً بصديقتها سما …صار لها مدة لم تحدثها…لكن من جديد هاتفها مغلق…ساورها القلق والتوتر عليها…سما مختفيه ولم تسأل عنها حتى…ترى ماذا حدث؟
قطع سيل أفكارها دخول ماهر عليها الغرفه يسأل بغضب :
-كان بيقولك إيه؟!
-هو مين؟

-طارق أبو العينين؟!
-أاااه… إبن عم عروستك؟!
ضيق عيناه…لما تنطقها هكذا وكأنها تذكره.. هل لونته تغار عليه؟؟!
تهلل قلبه و وجهه فرحاً واقترب منها يسأل بلهفه:
-أنتي غيرانه عليا؟!
إتسعت عيناها بصدمه وهمست داخلياً تسأل نفسها …. غارت عليه؟!
لحظتها دق قلبه وقلبها واقترب منها يسأل:
-ردي عليا… إنتي غيرتي عليا بس بتنكري ..مش كده؟!
رمشت بعيناها وهي تسأل بصدق هل بالفعل غارت؟!
أبتسم ماهر وشعر أنها لحظه مناسبه ليقترب منها.. هي الأن ذائبة معه بين يديه .
لكنها هتفت:
-لأ ماغيرتش؟!
تيبس لثواني ثم قال:
-متأكدة؟!.
-أيوة
-طب اتاخري بقا…. عايز أنام.
-روح نام في أوضتك.
-هنام هنا..لحد ما تاخدي عليا.
مسحت على وجهها بتعب الجدال معه غير مجدي.. وجدته يخلع تيشرته وبقا عاري الصدر أقترب منها لتقول بخوف دفعه واحده:

-لا ماتنامش هنا….وماتقربش مني… خلاص أنا رجعت في كلامي ومش عايزاك تجيب لي حقي من جدي… أنا هعرف أتصرف.
صدمته بكلامها وأيقظت عقله وكل حواسه ..لونا فكرت في بدائل..وترى ماهي بدائلها هذه..ولما لم تظهر كل تلك القوى إلا بعد لقائها بطارق.. ماذا حدث بالكم دقيقه لقاء التي جمعتهما وهو بالداخل لا يعلم..

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل الحادي عشر

تراجعت للخلف مذعورة من هيئته التي تبدلت فجاءه، على ما يبدو انها قد تفوهت بكلام خطير يفوق الخيال.
هي نفسها لا تدرك ذلك….لا تشعر بحدة ما شعر…لو اندلعت فيه النار حياً لكان أرحم…صار شعوره ناحية اي شيء يخص لونا قاتل ومؤلم حقيقي …يعلم أنه هو من إختار معايشة وضعه الراهن هو الذي لم يعلن زواجه منها.
ابتعدت لأكثر من خطوة وهي تراه يعض شفته من شدة الغضب ثم يسألها من بين أسنانه:
-قصدك إيه؟! مين الي قوى قلبك كده فجأة
-قصدك ايه؟
-كان بيقولك ايه؟ انطقي
-هو مين؟
-هو مين؟! الي كان واقف لازق لك في الجنينه وعمال يهمس لك..قالك ايه انطقي؟ قالك انك حلوه قوي وفضل يتغزل في جمالك؟! وان صوتك يجنن اي راجل! و إن حتى إسمك متدلع ولايق عليكي؟! قولي قالك ايه ولا انتي عايزه تجننيني…إنطقي بدل ما أشرب من دمك.
ابتعدت اكثر وهو يقترب يحاصرها لم يضل خلفها مساحه تهرب فيها لقد حاصرها بينه وبين الحائط وهي تقف أمامه تحذره بقوه يتجلى فيها خوفها منه بوضوح:
-اوعى تقرب ناحيتي فاهم ولا لأ.
-كماااان..ماقربش ناحيتك.
ضحك مستهتراً وأكمل:
-ومين بقا هيقدر يحوشني عنك…فكراني هسيبك تبقي مجنونة ولو انا سيبتك قبل كده عشان تاخدي عليا فدي كانت غلطتي…لازم تعرفي انك بتاعتي بمزاجك بقا او غصب عنك.
ارتعبت أوصالها وهدرت:
-أعقل يا ماهر
-أعقل ليه عشان أسيبك لغيري؟!
بدأ يفكك أزرار قميصه وقد أعلنها سيحتلها أولاً ومن ثم يتفاوض
وبدا يقترب منها وهو يردد:
-أنا الليلة يا قاتل يا مقتول ..بعترف اني حسبتها غلط…كنت عايزك تحبيني الاول وتحبي قربي وبعدين اخليكي ليا بس كنت غلطان.. انا هخليكي ليا وبعدين نتفاوض.
اتسعت عيناها برعب..حاولت الهرب وان تفر من بين يديه لكنه كان مقبلاً
تهلل وجهها تشعر بدنو الفرج حين دق الباب بصوت جنا:

-لونا..لونا
بدأها بنظره ساخره يخبرها ان لا أخد سينقذها من بين يديه لتتحول فجأة نظرته للصدمه وهو يسمعها تقول بسرعه:
-تعالي يا چنا أدخلي.
أتسعت عيناه وهو يراها تقول وتنفذ على الفور…لونا بدأت في الأنسياب من بين يديه.
فتحت چنا الباب ودلفت تقتحم الغرفه بعد دعوة لونا لتصدم وتتوقف أقدامها وهي ترى شقيقها الكبير يقف وأزرار قميصه مفتوح يحاصر لونا بين جسده والحائط.
فنطقت متوترة:
-هو في أيه؟!!!!
صك على أسنانه بغضب، يلعن لونا الف مره…كيف جعلت شقيقته الصغيرة البريئة تراه هكذا….هل تورطه؟!!
ابتعد عنها على الفور حاول أن يجلي صوته وقال:
-مافيش يا حبيبتي…حصل غلطة في الشغل بسبب لونا وكنت بحاول اشوف حل.
-انت كنت بتضربها ولا ايه؟
عض باطن فمه ونظر على لونا وقال متوعداً؛
-لأ طبعا…مع اني كنت ناوي
بللت لونا شفتيها وقالت برعب تبدل الحديث:
-كنتي عايزاني في ايه يا چوچو.
-ابداً..بس بابا وعمو ناموا وانا كمال عاملين قاعدة في الجنينه قولت اجي اقولك تقعدي معانا الجو تحت يجنن…ولا انتي هتنامي
كادت ان تجيب موافقة لكن رد المتبجح يقول مسيطراً:
-لا سهر ايه…لونا لازم تنام عندنا شغل الصبح ولا ايه يا …لوناا.
-بس بكره السبت…الشغل عندكم أجازة جمعه وسبت مش كده؟

ضيق عيناه…يصك أسنانه…هي توصله لمرحلة الغليان بردودها، تقف تهفو للهرب منه.
ساد صمت متوتر في الاجواء للحظات قطعه دخول كمال:
-ايه يا شباب هفضل قاعد تحت لوحدي كده في ايه؟
ثم نظر على ماهر وقميصه المفتوح وقال معلقاً:
-نفسي اشوف زراير قميصك مقفولة في مره يا ماهر..لبس الخطوبات له نظامه لازم بدله…خلاص بتهرش مش قادر تقعد شويه قميصك مقفول!!!! طبعك ولا هتشتريه.
تدخلت چنا في الحوار تقول:
-اه صحيح يا ماهر ماقولتلناش …ايه رأيك في جميلة؟!
اتسعت عيناه….خوفاً…صار يخاف لونا ولعن شقيقته في سره كونها فتحت الموضوع من جديد فيما رفعت لونا إحدى حاجبيه وقد التقطته.
التقطت خوف عيناه…هنالك شيء حتى لو كانت غير متيقنه منه لتقول جاسه النبض:
-صحيح يا ماهر؟ ايه رأيك في جميلة؟!
-قول يا ماهر ماتتكسفش احنا زي أخواتك
كان ذلك صوت كمال الساخر ليرد ماهر:
-ماخلاص بقا…انتو هتعملوني مسختكوا النهاردة؟ وبعدين في ايه هو أحنا هنكمل كلامنا هنا في أوضه لونا ولا ايه مش فاهم.
رفع كمال أحدى حاجبيه وقد التقطت قرون إستشعار الذكر بداخله شيء ما لكنه غير متأكد فآثر الصمت حالياً.
وخرجوا جميعاً للسهر سهرة ممتعة بجنية قصرهم الجميل.
صباح يوم جديد مشمس ومشرق خرجت فيها العائلة للنادي الرياضي المشتركين فيه للعائلة كلها.
صف سيارته بغضب وترجل منها يتقدم وهو يحادث شقيقته:
-أنتي فين أنا مش شايفك

-أنا هنا عند ملعب التنس.
-خلاص خلاص شوفتك…
اغلق الهاتف يقترب منهم ليردد بغضب:
-يانهار أبوكي أسوود…يومك مش فايت يالونا.
تقدم لعندهم يحاول كبح غضبه وهو يراها تجلس لجوار شقيقته مرتدية تنورة بيضاء قصيرة وعليها كنزه قطنيه باللون الوردي وقد رفعت شعرها بسوار وردي لتزداد إشراق على إشراقها ..بدت جميلة ومميزه، تحب النظر لها وعليها….يشعر بالتعب والغلب…ما لو تتطلع أحد عليها سيصبح معذور..من سيرى كل ذلك الدلال والبهاء ولن ينظر عليه.
وهي لم تكن مبتذله….كل ذنبها انها بأفعل جميلة وبالفعل بكل حالاتها تخطف العين….بماذا سيعلق وشقيقته موجودة.
ألقى مفاتيح سيارته على الطاولة بحده ثم قال:
-صباح الخير.
ردت جنا:
-صباح النور…اتأخرت كده ليه كمال هنا من بدري.
فكر لثواني ثم قال:
-كنت بجيب لك غزل البنات بس لما كلمتيني جيت.
وقفت على الفور تهتف:
-هو شغال دلوقتي…هروح اجيب…حد عايز حاجه.
-اه هاتيلي معاكي فشار.
قالتها لونا غير مدركه العواقب لتوافق چنا وتتجرك مغادره.
شهقه عاليه صدرت عن لونا وهي تشعر بكرسيها يتحرك ناحيته وقد جره لعنده بقوة ذراعه الغليظ حتى أجلسها أمامه تماماً وهي تسأل بخوف وقلق:

-أييييه في أيييه؟!
ناظرها بأعين حاده ونظرات قاتله لتردد:
-يادي النيلة عليااا…عملت إيه انا دلوقتي؟! انا عملت ايه؟!
-إيه الي انتي لابساه ده؟! ورافعه لي شعرك مبينه رقبتك؟!
-مالي مانا حلوه أهو
ليصرخ في وجهها بغضب:
-ماهي دي المشكلة.
ارتفع صوته وجذب الأنظار ليلاحظ ذلك ويعود يخفضه هامساً:
-أنتي حلوة قوي يا لونا ومنين مابتروحي بتلفتي الأنظار…أرحميني شويه هو انا مابصعبش عليكي…
بللت شفيتها وهي تستشعر اللين في نبرته، رأت أنها اللحظة المناسبة لاستكمال ليستة طلباتها وإستراتيجيتها التي تنساها أحياناً خصوصاً بسبب المفاجآت التي تتعرض لها فتسير على سطر وتترك سطر.
تذكرت حديث (كوتش ساره) أن لا ضرر من الإخفاقات والوقوعات والأهم الإستمرارية لذا تددلت وهي لا تحتاج بالأساس ليخرج صوتها المسهوك وقد رفعت يدها تخطفه هو وأنفاسه حين داعبت أزار قميصه تردد:
-حاضر…بس….
اتسعت عيناه وكذلك فهمه من رضوخها ونبرتها اللينه وقربها منه قد أذابه على الأخير خصوصاً مع حركة يدها يسمعها وهي تحمحم بصوتها المتدلل:
-ممكن أطلب منك طلب يا ماهر
-عيون ماهر
رفعت عيناها تبتسم له، بغض النظر عن مخططاتها ونظرتها الشخصية له الا ان طريقة نطقه وصوته بانت فيها اللهفه وإستشعرت صدقه، واكملت:
-عايزه أزور بابا زي ما وعدتني قبل كده.

مد يده يسمح على شعرها بحنان ثم قال:
-حاضر ياحبيبي أفطري كويس وأخدك ونروح ساعه ونرجع عشان نلحق الغدا مع جدو …أوكي؟!
تهلل وجهها تسأل:
-يعني هنروح يا ماهر؟!!!
-هنروح يا حب….
#ماهر..صباح الخير…مامي أخبارها أيه؟
كان ذلك التدخل من إحدى السيدات الأنيقات وقفت ترتدي ترننج رياضي على ما يبدو كانت تمارس رياضة الركض ووقفت للتو أمامهم مستغربه تسأل ليبتسم لها ماهر قليلاً ويجاوب :
-الحمدلله بخير
-أبقى سلملي عليها كتير قولها طنط مديحه الورداني بتسلم عليكي وانتي وحشتيها كتير أكيد هتفتكرني.
-أكيد طبعا.
-هههه…الله…مين البنت القمورة دي يا ماهر؟
-أه..لونا…بنت عمتي الله يرحمها.
تقدمت السيدة بفضول تردد:
-بسم الله ما شاء الله …هو الوراقي بيه عنده أحفاد بالجمال ده! وعلى كده انتي مخطوبة بقا يا لونا.
-أه مت..
كاز ان يجيب لولا صوت لونا التي تدخلت تقول:
-لا يا طنط.
-أوووه..معقول…هي الرجاله اتعمت ولا أيه أحنا لازم نصحح الغلط ده و….

صدح صوت عالي بأسمها يناديها فأضطرت أن تغادر سريعاً مرددة:
-أه…صاحباتي وصلوا عشان نفطر مع بعض لازم أمشي…هشوفكم تاني أكيد.
ثم غادرت بإبتسامة عريضه وما أن غادرت حتى خطف ماهر ذراع لونا في يده يديرها ناحيته هاتفاً بحده:
-هو ايه الي لا يا طنط.
قالها محاولاً تقليد صوتها المسهوك لتكبت ضحكاتها المتشفية فيه وقد بدأ يروقها عذابه لتهمس ببراءة مزيفه:
-الحق عليا قولت أشيل الحرج من عليك.
-لا ما تحمليش همي تاني انا كنت هقولها انك متجوزه.
رفعت احدى حاجبها وقالت كأنها تكشر عن أنياب لديها :
-والله؟! ولما تسألك متجوزة مين؟! هممم؟! هتقدر تقولها إنه انت؟!
تحولت نظرة عيناه كأنه يسألها ماذا تقصد بمواجهتها هذه لتكمل مكتفه ذراعيها حول صدرها:
-أنت من الأول خفيت الجواز ده…ودلوقتى انت خاطب وكلها يومين والخبر ينتشر…قولت لك بلاش تورط نفسك…اتفضل بقا حلها..مش لو كان جواز عرفي زي ما نصحتك كان زمنا قطعنا الورقتين و..
صمتت تفضم الحديث…نظرة عيناه أخبرتها انها لخبطت بالحديث..وهي التي كانت تسير وفق خطة ممنهجة…هاهي الان قد خسرت نقاط قد تعود بها خطوة للخلف.
عضت لسانها المتهور…تأنبه..فجلد ماهر بلذاعة كلامها لن يفيدها في نيل ما تريد…يكفي ما مر من أيام هباء دون إحراز اي هدف أو تقدم.
رمشت بأهدابها تشعر بتهورها ثم سألت:
-رجعت في كلامك؟! مش هتوديني أشوف بابا؟!
قلب عيناه ثم رد بكياسه وخالف توقعاتها :
-هوديكي.
أتسعت عيناها مزهولة من تصرفه عكس المتوقع ليسحب نفس عميق ثم يقول:

-أقعدي هطلب لك فطار وعصير خلصيهم على ما اللعب
-تلعب أيه؟!
-سكواش…تعالي معايا تلاقي چنا راحت هناك تستنانا وكمال كمان مستني.
تحركت معه تجلس حيث طلب منها مرافقه لچنا وذهب يبدل ثيابه وبعد دقائق خرج مرتدي زي الإسكواش …كان مفصل خصيصا له..بدى رجولي..فخم ومثير.
لينشرح صدره وتتسابق الفراشات داخل معدته وهو يرو نظرة الأنبهار والإعجاب في عينها وغصباً عنها همست شفتيها(واااو)
ابتسم بدقات قلب عاليه وهو يراها تميل على أذن شقيقته تهمس لها بشئ وعينا كل منهما عليه وقد نظرت لها شقيته ممتنه كأنها توافقها الرأي وتدعو ان يحرسه الله من العين.
تحرك ولا تساعه الدنيا يلاعب كمال وعينه لا تنقطع عن النظر للونا التي لم تختفي من عينها لمعة الإنبهار والإعجاب ليتابع ويلعب أحلى مباراة قد يلعبها في حياته ظل خلالها يفرد عضلاته ويبرز مهاراته أمام زوجته.
يطالعها كل دقيقة عين على المضرب والكره وعيّن عليها بعيناه زهر يستعرض حاله يراها تشجع وبعينيها الإنبهار.
إنتهت المباراة بفوزه ودار حول الفاصل كي يذهب إليها لكن تقدم لعنده بعض من أصداء يحيونه على تلك المباراة الرائعة يسألونه عن سر إختفاءه منذ فترة وكذلك هل خبر خطبته صحيح أم لا ينظر عليها وهو بوسطهم..عينه عليها يشعر بحلاوة الحب و مراحله،يتحدث معهم وعينه عندها يراها تنظر عليه…لا يكاد يصدق نفسه، لونا تنظر عليه…لا يصدق نفسه والله…يالهي إنه يلمح إبتسامة على شفتيها..
لولا انه لا يوجد خلفه سوى الحائط لظن انها تنظر على أي شيء عداه هو… تضخمت وتضاعفت خفاقات فؤاده…روحه تصرخ ولا أحد يسمع بأنه يا الله ل إن الحب جمييييل..لقد شعر به …لقد دق قلبه..لما لا يبتعدوا…يريد أن يذهب لحبيبته يستمتع بحبه معها.
حاول التملص منهم..يغلق الحديث معهم بأجوبه تسويفيه مختصره كي يرحلوا ويذهب لعندها.
تجعدت جبهته بضيق وهو يبصر مقعدها قد فرغ بثواني انشغل فيها بالرد على صديقه…فترك الحديث وتركمهم يذهب لعند شقيقته التي كانت تخرج إحدى المناشف الكبيره من حقيبتها فسألها:
-هي فين لونا؟

-راحت الحمام
-مش كنتي تروحي معاها
-طب وفيها ايه هي مش هتتوه يعني وبعدين انا كنت بجيب فوطة لكمال اصله مش بيحب يستخدم فوط النادي.
لمعت عيناه وسألها بلهفه:
-چنا…هي لونا كانت بتقولك ايه عليا ؟
رفعت جنا احدى حاجبيها وقالت بمكر:
-وعرفت منين انه عليك؟
شعر بالتوتر يتدفق داخله ويعرف له طريق لأول مره منذ كان صغير:
-هي مش كانت بتوشوشك وهي باصه عليا؟ كانت بتقولك أيه؟
تبسمت جنا وقالت:
-أه ياسيدي…كانت بتقرلي ان السوت بتاعت الإسكواش تجنن عليك.
ثم رحلت تذهب لكمال و تركته خلفها تلقى الكلمة كرصاصة إخترقت قلبه قتلته…الكلام الحلو من حلاوته يقتل أحياناً..بل يكن اصعب من الرصاصة..
ماهر الأن بأوج لحظات الجنون والحب والإحساس بالحياه…يرغب في أن يقفز ..يصرخ…يصرخ بأنها معجبه به…تراه جذاب ووسيم(السوت تجنن عليه…السوت تجنن عليه…السوت تجنن عليه…السوت تجنن عليه..السوت تجنن عليه) ياللهي لا يصدق.
خرجت من الحمام لتشهق وهي تراه يقف يستند على جدار الحائط ينتظرها وما ان رأها حتى أعتدل فسألت:
-واقف كده ليه؟
ناظرها بعيناها وبعينيه لمعه…سعيد وممتن ثم جاوب:
-مستنيكي..وحشتيني.
بللت شفيتها مرتبكه..لا تملك جواب.

تبسم زياده يعلم انها لن ترد بإجابه فقال بمكر:
-ماغيرتش السوت..الي عجبتك عليا.
أطبقت جفناها تسب چنا بسرها،فهم عليها وضحك يقول:
-چنا دي الي يقولها سره يبقى هو الي فضح نفسه.
إتسعت إبتسامته وهز رأسه بتاأكيد وهو يردد:
-قالت لي..سوت الإسكواش تجنن عليا.
عض شفته بتعب وقال بفراغ صبر:
-قولي اي حاجة بقا
سألت متلبكة:
-أقول ايه؟
كان قد اقترب منها بخطورة وأنفاسه حاره..وضعهم صار خطير،ملفت ومثير فقالت:
-ماهر…
-عيون ماهر
-الناس بتتفرج علينا..ابعد احنا مش في البيت
-هو يعني واحنا في البيت عارف استفرد بيكي.
زاد إرتباكها فقالت بسرعه وقد عاودها تركيزها:
-طب يالا مش قولت لي هنروح لبابا بعد الماتش؟
ابتسم بحب يجيب:
-حاضر..بس تعالي معايا أغير ونمشي.

-اجي معاك ت أيه؟! ازاي يعني؟!!
-زي الناس أنا جوزك.
أسبلت جفناها…هي لن تجادله…لقد حسمت تلك النقطة الجدال مع ماهر غير مجدي، هو لديه أفكاره التي لن تتغير مهما هزت وحاورت لذا تنهدت تقول:
-اه صح…طب يالا.
ضحك يسير أمامها، لن يخفى عليه انها ماعادت تجادل…وباتت لونا تأخذه على قدر عقله كما يقول المثل…فضحك بقوه اكبر.
_______سوما العربي________
تقدمت تكمش على قميصه يشعر بها،الخوف يسيطر عليها وهي تسير في الرواق المؤدي لاحد الغرف حيث يقودهما الطبيب الذي كان يتحدث وهي تحاول الهروب من الخوف والتركيز مع ما يقوله:
-الحالة لسه مش مستقرة، بس كويس انك جيتي النهارده، ده هنعتبره إختبار كويس وإن شاء الله خير
-اختبار لايه يعني؟
-هو فضل فتره كبيره في مصحة يعني…
قضم حديثه ينتقي الكلمات لكنه لم يجد وصف أخر فأكمل:
-زباله والمعامله هناك كانت زباله وطبعاً العلاج كان عشوائي…احنا إستلمناه في مرحله حرجه جداً وبنحاول معاه وان شاءالله الوضع يكون بيتحسن.
انكمشت بزياده تتمسك بماهر الذي سأل:
-يعني نقدر ندخله دلوقتي؟
-اه طبعاً يا ماهر بيه بس هما خمس دقايق على ساعتك هو اصلا الزيارة ممنوعه عنه بس أنا عملت لكم انتم إكسبشن عشان بتقول بنته..مش هي بنته بردو؟
-اه والله مانت شوفت البطاقة.
-تمام يا أنسه انفضلي.
=مدام على فكرة.

قالها ماهر مصححاً بضيق لينظر الطبيب بإستغراب يراه معتوه ثم أكمل:
-سوري..أتفضلوا.
دلفت معه للداخل وهي تهز رأسها بجنون منه تردد:
-ابقى سجلها على شرايط بعد كده، خلاص خليتني مدام بالعافيه؟!
تبسم يتقدم معها وهو يقول:
-لا لسه بس هخليكي مدام، وبالرضا مش بالعافيه.
ضمها له بحميميه وحراره جعلتها تهتز لثواني ثم انتفضت تتذكر أين هما الأاان..ماهر حقاً يقودها للجنون.
وقفت تنظر حولها للغرفه النظيفه جداً وعصريه لكنها فارغه من والدها تسأل أين هو…لحظتها أنفتح باب الحمام وخرج منه الممرض يسحب معه والدها…إنه هو….كانت لونا تشبهه لحد كبير..انه النسخه المذكرة منها…جميل مثلها لكن بوجه شاحب وجسد صار هزيل وكذلك كان طويل الجزع..لونا أقصر بكثير.
تركت يد ماهر و وقفت لوحدها تطالعه..فاضت عيناها بالدموع تسأل هل يتذكرها؟! ولما صار هزيل هكذا؟!
اقتربت منه تحتضنه ليجعد مابين حاجبيه ثواني وانفرجت ملامحه يردد:
-لونا..بنتي حبيبتي…وحشتيني.
تهلل وجهها تسأله:
-بابا انت فاكرني؟
-حد ينسى روحه يا لونا؟
ثواني وتجلى الخوف على ملامحه يقول:
-أهربي..أهوبي يا لونا..أنا سايب لك فلوس كتير..خديها ومش مهم البيت سبيهولوا..خدي الفلوس وسافري وماتقلقيش عليا..المهم مايعرفش يوصلك.
-هو مين
-أنور..عمك..هو..هو السبب..كان هيموتني..مش هيسيبك في حالك..أهربي…أهربي.

ارتعبت…ليس من عمها..بل من الحالة التي وصل لها والدها.
نظرت لماهر بخوف ورعب تشعر بقلة الحيلة فقالت:
-ماتخافش يابابا انا.
انتفض يصرخ فيها:
-أهربي بقولك…خدي الفلوس وسيبي له البلد كلها مش مهم البيت انا هنا مرعوب عليكي.
حاول ماهر التدخل يقول:
-ماتقلقش يا عمي..لونا في حمايتي ماحدش يقدر يقرب منها.
اهتز محمد يقول بجنون كأن هناك صاعق كهربائي موصل به يهزي:
-لا لا..بردو.
-ياعمي لونا تبقى مراتي..أنا اتجوزت بنتك..انت مش فاكرني.. الي جبتك المصحه هنا.
هز محمد رأسه بجنون يقول:
-مش فاكرك مش فاك…
توقف عن الحديث ونظر له يسأله :
-إنت إتجوزت بنتي؟
ضم ماهر لونا لأحضانه وقال مبتسماً:
-أيوه…أنا ماهر إبن خالها وعمها مايقدرش يهوب ناحيتها ..مايقدرش اصلا يجرب ينطق إسمها.
دار محمد برأسه يغمض عيناه ويفتحهم ثم قال:
-لا ..لا..
صمت يضيق عيناه وينطر لهما بإستهجان ثم يسأل:

-أنتو مين أصلا؟!
-أصلاً ؟!
سأل ماهر تحيّناً مع شهقة لونا المصدومة من ذلك الإنقلاب المفاجئ والسريع.
________سوما العربي _________
جلست لجواره حزينه مشتته تشعر بالضياع..وضعها غير واضح وغير مريح ولا مفسر …الإحباط يسيطر عليها من كل النواحي.
حالتها كانت صعبه جداً عليها وعليه..مد يده يضمها لأحضانه بيده الحره مردداً:
-أهدي يا حبيبي…مش الدكتور طمنك وقالك ان ده طبيعي بل ان في تقدم لأنه افتكرك وافتكر أحداث مهمه؟ ليه بتعيطي يا روحي؟
-اتخضيت.. وهو كان واحشني…مش عارفه أخرة كل ده ايه؟ منه لله عمي..أه صحيح..الفلوس.
زاغت عيناه وأرتبك في جلسته يسب ويلعن…لما تذكرت.
التفت له تسأل:
-هو انت مش هتجيب لي فلوسي من عمي؟! بابا فاكر انها معايا.
حمحم بحرج يقول:
-اه …هجيبها أكيد
-أمتى؟
نظر لها بتوتر يراها تضيق عليه الخناق ولن يفلح التسويف هي تريد ميعاد ثابت..فلجأ للمراوغة يسأل:
-ايه يا روحي مالك النهاردة..
-لا بس اصلك عمال تعرف الناس كلها عليا على أني مدام.. قولت لبابا انك جوزي وقهرت الراجل بيعرف خبر جواز بنته من الناس و ولا همك..يبقى تعمل بالموضوع بقا وتجيب لمراتك حقوقها ولا ايه؟!!!
-عندك حق..من بكره هتحرك في الموضوع ده يا حبيبتي.

قالها بمهادنة..مضطر..لونا تريد جواب واضح فلم يجد بد من المسكنات لكنها صرخت في وجهه:
-ماتبطل بقا.
-لونا ماتعليش صوتك عليا..أول وأخر مره تزعقي فيا كده وبعدين أبطل ايه؟!
-بطل كلامك وتصرفاتك دي…عمال تلزقني فيك وتحضني وكل كلامك معايا يا حبيبي وياروحي بطل تقولي كده.
رمش بأهدابه وهو مازال يقود ورد صادقاً تلك المرة:
-عشان انتي روحي بجد يا لونا.. أنا بقت روحي فيكي.
زمت شفتيها تردد:
-أمم..والمفروض اصدق..ده انا فاكرة اول لما جبتني بيتكم وكنت بكلمك اقولك عربيتك حلوة بفتح كلام لطيف معاك عشان تتقبلني كبنت عمتك..رديت عليا قولت لي خليكي في حالك… الكلام البسيط ماكنتش متقبله مني؟ فجأة كده بقيت حبيبتك؟
هز رأسه يقول بصدق:
-أعمل إيه انتي شخصية مستفزة.
-أفندم؟!!!!!!
سألت بصدمه تراه يسبها لا تدرّك إنه يمدحها مدح بالغ المعاني
فصل حديثهم صوت هاتفه يعلن عن إتصال من شقيقته فجاوب على الفور يسمعها تسأله:
-ايه يا ماهر انتو فين؟ جميلة هنا هي وعيلتها وكلنا مستنينكم على الغدا.
زم شفتيه بضيق ثم قال:
-لا يا جنا اتغدوا انتو انا هتأخر.
-ازاي وجميلة الي هنا دي..الو…
اغلق الإتصال كي لا تطلب منه إستفسار واغلق الهاتف كله حتى لا يتصلوا به.

وصار بإتجاه البيت دون كلمه حتى وصل..سحبها من ذراعها لأنها كانت تجلس مازالت غاضبه من تصريحه انها مستفزه
دلف للداخل يصعد غرفتها يعلم ان البيت خال من الجميع لا يوجد سوى والدته بفراشها…ولج بها لغرفتها يغلق الباب عليهما نظرت له بضيق وغضب تسأله:
-أنت بتقفل الباب بالمفتاح ليه؟!
-عشان أشرحلك براحتنا
-تشرح لي ايه
-إنك فعلا مستفزة
-تاني ؟
سحب نفس عميق…حاول الشرح يقول:
-أيوه يا لونا…انتي في حاجات مابتبقيش مدركاها…انتي جميله ومميزه لدرجة مستفزه بتخلي اي ولد يستفز منك لانك بتكوني عجباه بس خايف اصلا يقرب متوقع انك هتصديه..مين يقول ان بنت زيك ممكن تبص لأي واحد عادي..انتي عارفه يا لونا ليه الناس في المنطقة عندكم صدقت كلام عمك؟!
-ليه؟! أنا عمري ما عملت حاجة غلط وكنت بعامل الكل بإحترام.
-صدقوه عشان هما ماصدقوا اصلا لقوا عيب فيكي..شاب مش عارف يوصلك..بنت غيرانه منك حتى الستات الكبار والرجالة الي من منطقتك وعابوا فيكي لما دورت وراهم لاقيت كل حد فيهم عنده بنت بيقارنها بيكي..شوفتك بس بتنغص عليهم عيشتهم..وجودك في اي مكان بيوتر الجو..ايه مش بتلاحظي كده من زمان؟!
همست بضياع وقد عاودها شعور بلحظات أليمه:
-أيوه…كنت بحس بالرفض…أنهم رافضيني وأني مش مقبوله وبيقولوا عليا بتسهوك.
-عشان هما عايزينك تبقي دكر زيهم…وانتي أنثى..أنثى زي ما أنزل في الكتاب.
قالها وهو يغرق عنقها بقبلاته يطمئنها بهمسه:
-لازم يغيروا منك يا لونا …غصب عنهم..أعذريهم.
ذوبها بكلماته فأغمضت عينيها تسمعه وهو يقول:

-أنا بحبك…خليكي معايا…عمرك ماهتندمي والله..ماحدش هيحبك قدي…بحبك والله.
قالها بعدما نجح كلياً بتغليف عقلها..يضمها لأحضانه وقد تخلص من ثيابه بلحظه هامساً:
-عايز أبقى جوزك يا لونا..موافقه يا روحي؟! عرفت باباكي كمان..همممم؟؟ وافقي عشان خاطري.
عضت على شفتيها…لسانه يطلب الأذن لكنه بالفعل بدأ يفعل غير منتظر السماح يلمسها بلمسات تذيب الحجر ويهمس في أذنها بوصف بالغ ..قاتل..ذوبها…لكن لسانه مازال يتوسل لتوافق:
-موافقه يا روحي؟ وافقي بقا..وافقي..
كانت لحظة ضعف نجح في إستغلالها…ماهر كان ماهر جداً فيما يفعل…لن يترك لونا…لن يتركها الا وهي له كما يظن..

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل الثاني عشر

هل سمعت يوماً عن تمام الذوبان…تلك كانت هي حالته
ماهر ذائب في جسد فتاته وحبيبته….لونا.
ماهر قد أخذ كل الحظ من اسمه وكان له منه نصيب فقد كان ماهر بالفعل…وتجلت المهاره بصناعته الفرصه وليس فقط في إستغلالها.
لم يكن ليتركها وأقسم على أن يأخذ كل مايريده منها..حرارته تعدت الستون…واخيراً حبيته بين يديه وسيجعلها زوجته في الحال.
ماهر لم يكن خام ولا بكراً…كانت له تجارب سابقه…لم تكن كثيرة لكنه خبير….وبخبرته علم أن للونا حلاوة ولذة لايوجد لهما مثيل.
ضرب الدم في عروقه وطفحت بمعدته الفراشات معها..القرب من لونا جحيم واعر هو اكثر من مستلذ فيه.
يلتقم شقتيها في قبلات ذائبة وأنفاسه سخينة يهمس لها بحرارة:
-ماتخافيش يا روحي.
لكنها كانت لاتزال تهز رأسها رافضه وهو غير مكتوث بالرفض مستمر في تقبيلها يبتلع صرختها الضعيفة من بين قبلاته.
دارت به الدنيا….وفرقعت داخله مفرقعات ناريه من الفرحه..يشعر انه على أعلى قمه في العالم يشعر بالهواء يحمله من السعاده…بداخله ثورات من المشاعر كلها متداخله تفقده صوابه..لقد امتلك لونا.
لم يزد عليها وقرر تأجيل متعته الكاملة الان،قبل جبهتها بأنفاس لاهثه يردد:
-مبروك يا روحي.
اعتدل بجوارها يضمها لجسده العاري بحب كبير،ممتن..السعاده طافحه على وجهه…وأسبل جفناه بفرحه غمرته ونشوه تملكته ولم يكد ان يغلقهما الا وفتحهما على صوت بكائها الذي صدر فجأة.
انتفض منتصباً يلتف لها يقلبها بين يديه متسائلاً:
-لونا…حبيبي…مالك…انا وجعتك؟! حاسه بأيه..لونا.
لكنها كانت تبكي….وكلما بكت زاد رعبه وهمس بخوف واضح:
-لونا…ماتوقعيش قلبي ..قوليلي ياروحي فيكي ايه؟! طب نروح لدكتور؟!
هزت رأسها نفياً وهي لازالت تبكي…سكاكين حادة وشرحت صدره وقد فهم عليها…هي نادمه وحزينه على إمتلاكه لها.
وضع يده على فمه يدرك وقوعه بالكارثه…حبيبته لا تحبه ولا تتقبله.
مسح على وجهه لثواني ثم أزاح يده من على وجهه وأعتدل لجوارها يضمها له عنوة ثم قال:
-طب تعالي في حضني وأهدي.
جسدها كان متشنج رافض ضمته..مسح على جسدها بكفه يهدهدها بحنان بالغ وهو لا يتوقف عن الحديث:

-أنا بحبك يالونا…كان لازم تعرفي ان كل حاجة وليها أخر وانا ماكنتش هفضل ماسك نفسي عنك كتير.
زادت حدة بكائها يهتز جسدها وتحاول منع يده من المسح على جسمها لمنع منعها ويستمر فيما كان يفعل قائلاً:
-حد يعيط في لحظة زي دي…دي أحلى لحظة في حياتي كلها.. طب ايه يرضيكي وانا أعمله؟ والله الي هتقولي عليه دلوقتي هعمله.
سكنت لثواني …توقف بكائها ورفعت وجهها الأبيض المشرئب بالحمرة تنظر له ليقول:
-عايزه فلوسك من عمك هجيبها لك بكرة لو عايزه..عايزاني أعلن جوازنا هعلنه مع ان كله عارف يعني مش فاضل غير بابا وجدي وعمي و ولادهم…أنا بحبك وشاريكي يا لونا وهعملك كل الي انتي عايزاه بس خليكي معايا …نفسي أشوف فرحتك على اي حاجة بتحصل بينا..قولي ايه الي عايزاه وانا هعمله.
كانت صامته تماماً ولم تجيب، توقف بكائها فقط ،نطر عليها نظرة شموليه تفتكه بسحرها،وضعهما بالأساس كان مهلك وهما بأحضان بعضهما دون ساتر، مال على أذنها يخبرها مايشعر وما تفعله به دون مجهود منها، كلماته كانت صادقه يحسها بالفعل أخبرها عن مدى أنوثتها التي ذوبته بل سحقته تماماً ثم توقفت شفيته عن الحديث وابتدأ حديث أخر أكثر حرارة وسخونه.
ذوبها هو ايضاً كما ذوبته وهي تسمع حديثه وترى بعيناه مدى ولهه وتولته بها..فتراخى جسدها من بعد التشنج وبدأ يميل عليها شيئاً فشيئاً يريد المزيد منها لكنها اطلقت آاهه عالية متألمة أنذرته.
ففصل قبلته بصعوبه ونظر لها يهمس متسائلاً:
-موجوعه ؟ صح؟
بللت شفتيها بتوتر ليعيد خصلات شعرها خلف أذنها يطالعها بإبتسامة سعيدة يتخللها الفخر والانتصار ثم قال:
-ثواني يا حبيبي.
حاول بسرعه إرتداء شورت قطني يستر جزعه السفلي ثم ازاح مفرش السرير من على جسده وأستقام يدلف للمرحاض ولم يغيب بالداخل فقد خرج بعد ثواني ليحملها بين ذراعيه وهي تشهق متفاجئة:
-هتعمل أيه يا ماهر؟
توقف لحظتها وقد تشكلت على ثغره إبتسامة حلوة ثم قبل جبينها يردد:

-أحلى ماهر بسمعها منك يا لونا.
طالعته بتيه فيما تحرك هو باتجاه المرحاض تشعر بجسدها العاري ينزل للمياه الدافئة وماهر لجوارها يساعدها:
-المايه الدافيه هتفك كل التشنجات دي يا روح ماهر.
رفعت أنظارها له وبعيناها غابات من التيه وتساؤلات تكفي ليوم يبعثون، طالع عيناها وتنهد بدفء ثم أردف:
-بلاش تتوهي كده وتخافي…مش عايز اشوف الخوف في عيونك..لما جدي يرجع هفاتحه في موضوعنا وبعدها بابا وعمي ولا تحبي أجمعهم كلهم وأقولهم؟
-مش عارفة…مش عارفة.
قالتها بتعب حقيقي لتهتز عيناه ويسأل وهو يضع الماء الدافيء فوق جسدها:
-أنتي مشكلتك الحقيقية فيا انا اصلا، اني ماهر مش كده؟
صمتت وبصمتها أعطته الجواب ليهمس:
-كنت عارف.
رفعت له عيناها من جديد لترى بهم حزن عظيم فأصابها الإشفاق لذا قالت:
-خلاص قول لجدّك الأول وهو يقول لعمك وباباك بلاش تولع البيت حريقه مره واحده.
تهللت ملامحه وكاد ان يتحدث لكنها همست:
-بس…وخطوبتك؟!
-هلغيها…انا ماكنتش عايزها أصلا
ضحكت ساخره:
-ايه جبروك؟!
-انا ماحدش يقدر يجبرني على حاجة، بس انا فعلاً مش موافق وأول مرة أشوف حد بيعمل كده هما تقريباً طلبوني للجواز.
ضحكت رغم ألمها ليبتسم هو الأخر متسائلاً:

-بقيتي أحسن شويه؟
شعرت بالحرج من سؤاله وكل ما تشعر به جديد عليها،هزت رأسها بخجل أضحكه ليقول:
-طيب تعالي ألبسك.
ماهر ورغم عيوبه التي تجعله شخص غير مبلوع بالنسبة لها إلا انه كان حنووون، يمتلك حنان فياض مغلف ومزوق بكياسته وهيبته علاوة على وسامته…فهي وهي تقف بين يديه يساعدها كي تنهض من حوض الأستحمام يزيح عنها الصابون كانت تنظر له بتيه شديد لكنها انتبهت ما ان هم بلمسها وانتفضت رافضه ازاحة ما يستر عوراتها عنه تقول:
-لا بلاش…أطلع وهكمل أنا.
ليهمس برفق:
-بس أنا حابب أساعدك وعايز أريحك.
-لا لا.. كده تمام.
زم شفتيه بإبتسامة متفهمه ثم قال:
-تمام..هستناكي برا لو إحتاجتيني ناديلي.
هزت رأسها موافقة فخرج من المرحاض وعلى شفتيه إبتسامة سعيدة جدا يخلخل أصابعه في خصلاته الكثيفة لا تسعه الغرفه من السعاده يدرك لقد صار هو ولونته زوج وزوجه…تقافزت دقات قلبه وهو يقترب من الفراش الشاهد على تمام زواجهم.
يجلس على طرفه مبصراً قطرات الدماء المبقعه على ملائة سريرها…مد أصابعه يتحسسها بسعاده وبداخلة شعور لا يوصف وكأنه قد حصل على أثمن شيء في الدنيا.
تزامناً مع خروج لونا من المرحاض تسير ببطء تراه يتحسس البقعه الحمراء لتهتز داخلياً خصوصاً وهي ترى تلك الفرحة الباديه على ملامحه بقوة.
طالعها بمزيج من الحب والفخر والتملك يبتسم لها…نظرته كانت وكأنه يشكرها على ما أهدته إياه.
ثم وقف من فوره يبدل ملائة السرير يضمها لصدره ويغمض عيناه ومن بعدها يتقدم منها يساعدها لتتسطح على الفراش …ثواني وانضم لها يجذبها لأحضانه بصمت تام..فقط صوت تنهيداته الحارة تتحدث عن ثوران مشاعره وما يشعر به.

تشعر به يعتصرها بين ذراعيه يطبعها على جسده أزيد واقوى مردداً:
-يا أحلى يوم في عمري.
لم تجيب…لا صد ولا رد..وهو لا يرحم بل ابعدها لثانيه عن أحضانه مردداً:
-ردي عليا بأي حاجه طيب.
أسبلت جفناها بتعب ليتنهد بقلة حيلة ومالبث أن تبسم بأمل قائلاً:
-طيب ايه رأيك نروح لماما…تعالي.
قالها بحماس ثم وقف وساعدها لتقف هي الاخرى ببطء شديد، أوقفها بين يديه يضع فوقها فستان قطني مريح ثم أجلسها بهدوء قائلاً:
-أستنيني دقيقه وجاي.
-رايح فين؟
ابتسم يعتقدها لا ترغب في الإبتعاد عنها ليجيب:
-هاخد دش في دقيقة وجاي.
شاهدته يدلف لمرحاض غرفتها فسألت:
-هنا
-اه.
رد ببساطة ثم دلف للداخل يغلق الباب لتجلس هي على الفراش وحيده تفكر فيما جرى والى اين هي ذاهبه وهل ماهر جيد ويحبها كما يزعم؟! هل تسلم لتلك الحياه وتتأقلم على كونه زوجها؟ هل ما صار هو الصحيح لها والأفضل…سحبت نفس عميق تتذكر وعده بأن ان يجلب لها حقها من عمها ويعرف الباقي من عائلته على حقيقة زواجهم.
تنهدت تفكر هل من ال…..لكنه قطع عليها وصلة التفكير..لم يتأخر بالداخل ..لم يكن ليتركها كثيراً وحدها تتعمق في التفكير وربما تندم..سيقفز لها حتى بعقلها يجلس فيه.

خرج على عجاله يقول وهو يتقدم من مرأة زينتها:
-خلصت.
رأته يلتقط فرشاة شعرها يمشط به خصلات شعره المبللة فهتفت:
-أنت بتعمل ايه دي فرش شعري.
نظر لها من خلال المرآة وهو يردد:
-حاجتك حاجتي خلاص..ولا ايه؟!
صمتت تنظر له وعقلها يشرد متذكره ذلك اليوم الذي طلبا فيه چنا منها ان تصنع له طبق اللازانيا الذي يعشقه وقد أعدته بود قاصده التقرب منه كشقيق وكيف عاد يومها وهو ……
قاطع ذاكرتها يقصها …كلما غامت عيناها أدرك انها شردت منه بعيداً تصل عند ردات فعله المتعجرفة عليها فقربه منها يضمها له ثم قبل وجنتها المنتفخه قائلاً:
-حبيبي سرحان في ايه؟
-ولا حاجة
-طب يالا نروح لماما نلحقها قبل ما تنام.
جذبها برفق فخرجت معه ودلفا لغرفة والدته يبتسم بخفه وهو يسحب لونا معه مردداً:
-مساء الفل على ست الكل.
شملته والدته بنظره كامله ترى عزيزها متغير…صوته وكأنه يزغرد..نظرتها كانت شموليه،ضمت لونا فيها …وردت بتوجس:
-مساء النور يا حبيبي.
نظرت على شعراته المبللة وكذلك لونا وشبكت يدهم ببعض لتتوجس زياده ثم سألت:
-أنت كويس يا ماهر.
أبتسم وقد فهم عليها منذ شملته بنظرتها وخبرة السنين تحكم ليرد:

-قوي قوي يا ماما…عمري ما كنت كويس أد النهاردة.
منحته نظرة مترقبة ومستهجنة كذلك لتتسع عيناها وهي تراه يضم لونا له ويقول بغبطة:
-أنا ولونا أتجوزنا بجد يا ماما.
إتسعت عيناها …هذا ما كانت تخشاه…نظرت على لونا المكموشة بجواره …الفتاة تبدو مغصوبة على ما فعلت وغير مرحبة.
فسألت:
-أنتي موافقة يا لونا؟
حلت لحظة صمت ورفعت لونا عيناها لوالدته …تشعر ان هذا السؤال قد جاء بوقت متأخر فلم تجيب.
ليضمها ماهر ويجيب عوضاً عنها:
-ماتقلقيش يا ماما.
-ماقلقش ازاي يابني وانت ماحدش عارف
-كل أهلها عارفين حتى باباها عرفته والنهارده هعرف جدي
-والله؟ وخطوبتك على بنت أبو العينين الي اكيد ابوك باني عليها مكاسب أد كده؟!
أسبل جفناه بتعب يقول:
-يا ماما بقااا.. أنا عريس جديد ومبسوط دلوقتي …سبيني أفرح بمراتي شويه و..
قاطعته ببعض الحده:
-وايه يا ماهر ..مالازم تحط النقط فوق الحروف وبعدين بقّا الجوازة دي عشان تبقى شرعيه مش بس تعرف جدك والناس لا.
ابتعدت لونا عنه بقلق أنتابها وسأل هو:
-أمال؟!!
-فين مهرها؟! فين شبكتها؟! أداكي مهر يا لونا؟!

سألت بحق الله وهي تنظر للونا التي نظرت بدورها لماهر فأهتزت عيناه وقال:
-حاضر…بكره هعملها حساب في البنك و احطلها فيه المبلغ الي تطلبه.
قبل وجنتها بسعاده أمام والدته دون خجل يسأل:
-هااا؟! كده حلو؟! مبسوطه ياستي؟
لتكمل والدته:
-وشبكتها؟
-حاضر دلوقتي حالا تطلب الي عايزاه أون لاين ويجي لها.
-النهاردة يا ماهر..تكلم جدك النهارده مش بكره…والا مايبقاش اسمه جواز سامع.
-ياستي حاااضر..حاضر سامع والله وبعدين فين شغل الحموات؟! انتي مبدلة الأدوار ليه؟!
-دي وليه وانا عندي ولايا وبعدين دي امها كانت حبيبتي
-وأنا ابنك والله ياست..ابنك وشيفاه إتجوز ومبسوط وطاير من الفرحه مش تفرحي له؟
نظرت الأم للونا بحاجب مرفوع مستعجبه ومندهشة تردد:
-طاير من الفرحه؟! أول مرة يقولها…بركاتك يا لونا شكلك قدرتي على ماهر الي ماحدش كان مالي عينه.
ضم ماهر لونا لصدره مردداً:
-شوفتي بقا.
تبسمت الأم وقالت:
-ربنا يهنيكم يا حبيبي…
ناظرتهم بإبتسامة يشوبها بعض القلق ثم غالبت قلقها وقالت:
-يالا قوموا يالا وقتكوا معايا خلص..قوم من هنا يالا ده معاد نومي.

-بتطردي ضناكي يا أمي؟!!
قالها بصيغه دراميه لترد عليه:
-ده انت ضيعت خالص…بركات لونا دي.
-بتقلشي على ابنك…أنا هاخد مراتي وامشي…ومن غير سلام عليكم..هه.
ثم التف مغادراً وتركها تضحك عليه لكن تأمل ان يسير كل شيء على ما يرام.
تحركت لغرفتها بخطوات بطيئة تراه يتقدم معها ليدلف للداخل فأعترضته تسأل:
-رايح فين؟
-ايه داخل معاكي
-أاانا تعبانة ومحتاجة أنام
-وأنا جداً…يالا بينا بقا
-مش هينفع
دفعها برفق للداخل مردداً:
-لا انا مالحقتش أشبع منك.
دلف معها للداخل يجلس على الفراش ويسبحها لتجلس في أحضانه قائلاً:
-همم قوليلي بقا ..تحبي شبكتك تكون ايه؟ بتحبي الألماظ؟
وهو يحدثها لمحت عيناه شيء فوقف من فوره يقول:
-استني ثواني
تابعته بقلق تراه يأخذ ملائة السرير يطويها بعناية واهتمام ثم يقول:
-هروح أوضتي وجاي لك.

-أستنى رايح فين؟
-ثواني بس.
أخذ الملائة معه وغادر وبعد دقيقه عاد بفرحه وسعاده يوصد باب غرفتها عليهما فسألت:
-أخدت الملاية فين؟!
-في خرنتي…انا عندي خرنة بحتفظ فيها بأي حاجة نادرة وغالية عليا.
لم تكن تفهمه …هي بالأساس في حالة مغلفه من التيه والخوف والانسحار لم تشكل رأي أو تتخذ موقفاً.
صمتت ولم تملك ما قد تجيب به ليقترب منها مقبلاً وجنتها بحرارة يهمس:
-وحشتيني..
زادت سخونة أنفاسه ومعها قبلاته يغمرها بها يهلكها ويذوبها كما تفعل هي به يحاول أن يوصلها لما تفعله به دون قصد او مجهود.
يشملها بذراعيه يدغدغها ويسلب عقلها يشوش عليه بكلمات غزله المسكرة حتى إستحوذ عليها كلياً وسلب عقل كليمها فأنقضى الليل وهو معها ولم يتحدث مع جده.
صباح يوم جديد
إستيقظ يفتح عيناه ويبتسم بسعاده متناهية وقد إبتداء صباحه بأجمل منظر قد يصطبح عليه اي أحد حيث كان ينام عاريا ولونا تتوسد صدره عارية هي الأخرى وشعرها يغطي وجهها.
مد يده يزيح شعرها من على وجهها يتأمل جمال لونته…عاد للخلف يضحك بجنون من الفرحه….ياللهي لا يصدق…لقد تزوج لونا…أصبحت زوجته فعلياً وليس ورقياً فقط.
إعتدل في فراشه بقلق وكذلك لونا استيقظت على صوت رنين هاتفه فتناوله يبصر إسم والده ففتح المكالمة:
-ألو
اندفع صوت والده يسأل بحده:
-انت فين يا ماهر بيه…عارف الساعه بقت كام؟

-كام؟
-١٢ الضهر يا باشا..ياريت تيجي على الشركه لعندي عايزك انا وعمك في موضوع ضروري سامع…ضروري.
اغلق الهاتف معه يرمش بأهدابه…يااااه …لقد تأخر الوقت كثيراً ولم يشعر بمروره …نظر للونا وابتسم..كل الحق عليها وعلى جمالها ودلالها وغنجها الفطري الذي أذهب عقله.
بعد ساعه تقريباً
كان يصف سيارته أمام الشركه بتأفف مردداً:
-طب انا نازل مضطر ساعه وهرجع انتي ايه نزلك المفروض إننا عرسان جداد.
رمشت بأهدابها…زلزلتها الكلمة لكنها صمتت ومن ثم قالت:
-جيت معاك نكلم جدك مش كفايه قفلت علينا الباب ونمنا وماقولتلوش حاجه وكمان نسيت كلامك؟
-كلام ايه؟!
-مهري..وفلوسي الي عند عمي.
عض باطن فكه يشعر بالخطر ليقول:
-أممم ..حاضر..هتاخديهم..أستني…هاتي بطاقتك.
-ليه؟!
-الله مش عايزه تاخدي حقك هاتي البطاقه هحتاجها.
-في إيه ؟!
-يالا يا لونا بقا عشان عندي إجتماع دلوقتي
اخرجت بطاقتها وأعطتها له فقال:
-شطورة…يالا بقا اطلعي أستنيني في مكتبي

-ليه ما أروح شغلي
-شغلك؟! لا أستنيني في مكتبي الأول عايزك هخلص اجتماعي مع بابا وعمي ورؤساء الأقسام واجيلك يا مراتي يا حلوة انتي..يالا بقا هتأخر
فتحركت مضطرة تنفذ ما قاله وهو نظر عليها يتنهد بسعاده وشغف يشعر انها قد أكلت عقله بحق لكن لمعت عيناه بوميض غريب وقد تذكر أمر مهرها وأموالها ليخرج هاتفه ويرسل رسالة لشخص ما ثم يتحرك بإتجاه مكتب عمه.
دلف للداخل ينظر بإستغراب وهو يلاحظ خلو المكتب من اي رؤساء أقسام كما أعتقد فسأل:
-فين الاجتماع هو انا جاي بدري قوي ولا متأخر؟
ليقول عمه بحذر:
-إتأكد ان السكرتيره مش برا
نظر ماهر على مكتبها ليراه خالي بالفعل فقال:
-مش برا…هو في إيه؟
نظر له والده عزام بحده وكله عزم ليقول:
-إقفل الباب كويس وتعالى والي هيتقال بينا احنا التلاته لو طلع برا قبل أوانه إنت حر…اقفل الباب بقولك كويس وتعالى.
بعد مرور نصف ساعه أو أزيد…خرج ماهر من غرفته عمه وقلبه مقبوض،عقله مشوش، يشعر بالعجز والرفض الشديد
صار في الرواق المؤدي لغرفة مكتبه يمسح على وجهه بتعب وقلة حيلة يسأل كيف سيتصرف إذاء تلك المصيبة المصمم على فعلها والده وعمه؟
خطواته مترنحه يشعر بالتعب ليتصادف مع دينا مساعدته تقول:
-إستاذ جمال من الشهر العقاري منتظر حضرتك جوا
-ماشي هروح له
-و..
-في ايه؟!

-أنسه لونا جوا مستنياك من بدري بتقول ان..
-أيوه ايوه وبعد كده لونا تيجي اي وقت…أطلبي لنا قهوة مظبوطة لو سمحتي يا دينا.
-حاضر.
هزت كتفيها مستغربه لكنها غادرت تنفذ ماطلب دون اي تدخل منها، فيما دلف ماهر للداخل بتعب يرى لونا تجلس على الأريكه وأمام مكتبه يجلس السيد جمال الذي ما أن رأه حتى وقف يحييه بأحترام:
-أهلاً أهلا ماهر باشا
-أهلا بيك يا أستاذ جمال، ياترى كله جاهز
-جاهز يافندم على الإمضاء
-عظيم..طول عمرك جاهز يا أستاذ جمال.
كل ذلك يجري بوجود لونا التي تتابع ولا تتابع لا تهتم كثيراً تعتقده عمل يخصه الا انه فاجئها قائلاً:
-تعالي يالا يا لونا أمضي.
وقفت مستهجنة تسأل:
-أمضي؟! على أيه؟!
-مش عايزه مهرك..تعالي يالا الراجل واقف.
تقدمت بغضب مكبوت تسأل:
-ماشي بس أعرف
-يالاا يا لونا.
قالها من بين أسنانه لتخاف وتتقدم توقع على الأوراق فيقول:
-مبروك عليكي يا حبيبتي…شكراً يا أستاذ جمال

-العفو ياباشا…هستأذن انا بقا.
غادر جمال والتف ماهر كي يجلس لكن لونا قالت:
-ممكن افهم؟ ايه ده؟!
ابتسم يقول:
-ماهر لما بيوعد لازم يوفي…مش انا وعدتك أرجع لك فلوس عمك وكمان تاخذي مهرك؟
-وبعدين
-أهو يا روحي بين أيديكي فلوس عمك ومهرك
-ده الي هو ايه ..دول شويه ورق
-اقري يا لونا…ده عقد شركة خشب كبيرة جداً تقدر بكذا مليون
احتدت عيناها والقت الأوراق من يدها تصرخ بحده:
-نعععم؟
هتف ببراءة:
-ايه يا روحي؟! في حاجه؟!
-دي شركة أخشاب
-اه …تجارة مربحه ومضمونه
-أنا مش هعرف أديرها انا مش بفهم في الشغل ده؟
-انا بقا شاربه…مش عايزك تتعبي نفسك…أنا هديرها لك
احتدت عيناها بغيظ وغضب وهمت لتصرخ عليه لكنه قاطعها يقف قائلاً:
-لا لا…أجلي الخناقة بليز وخليني أروح انفذ باقي شروطكم واعرف جدي بدل ما الوقت يسرقنا تاني.

تنهد بحزن مكملاً:
-ماحدش عارف بكرة فيه ايه.
خرج وتركها خلفه يذهب لعند جده يفتح الباب ويدلف لا يعرف كيف يواجهه…لكنه حسم أمره و ولج للداخل
تقدم مبتسماً بتوتر ثم قال:
-صباح الخير.
التف الجد يقول مبتسماً:
-قصدك مساء الخير…ناموسيتك كحلي..كنت فين خطيبتك جت امبارح النادي وكان شكلنا زباله وانت مش موجود يوم أجازتك.
صمت ماهر اقلقه حين ما وجد رد على حديثه فسأل:
-في إيه يا ماهر؟
تحفز ماهر وقال :
-جدي انا اتجوزت لونا.
وقف الجد بصدمة وتخبط لا تسعفه قدميه يردد:
-أيه؟! قصدك عايز تتجوزها مش كده؟!! إنطق
زم ماهر شفتيه بأسف وهز رأسه نفياً يقول:
-لا…إتجوزتها.
دارت الدنيا بمحمد الوراقي يشعو بالماضي وكأنه وحش يداهمه وتقدم لعنده يسأل:
-على الورق بس مش كده؟!
-لأ.
ليصدم ماهر بكف الجد على وجهه يضربه واحد تلو الآخر يردد بهذيان وجنون:

-يا كلب ياكلب ياكلب ياكلب ياًكلب ياكلب.
ظل يسبه ومن وهو يناوله بالكفوف على وجهه حتى إنهار بين يديه و وقّع أرضاً وماهر يصرخ:
-جدي..جدي….

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة الفصل الثالث عشر

وقف بالمستشفى يأكله القلق ينظر على جده عبر الحاجز الزجاجي يراهم وهم يوصلونه بخراطيم الأجهزة الطبية وهو غائب عن الوعي تماماً.
مر بعض الوقت حتى خرج الطبيب من عنده وتقدم ماهر بلهفه يسأل:
-خير يا دكتور
-للأسف الوضع مش مستقر ومش هقدر اقولك وضع الحالة ايه احنا حاطينه تحت الملاحظة وان شاء الله خير.
عاد بظهره للخلف يجلس على اقرب مقعد وارتمى عليه بتعب وخزي يعلم انه السبب في فيما جرى.
اخرج هاتفه من جيب سرواله بعد ارتفاع رنينه ليتنهد بتعب وهو يبصر اسم والده على شاشة الاتصال وفتح المكالمة:
-الو
-ايه يا ماهر في ايه …بلغوني في الشركة ان الاسعاف جت واخدت جدك.. ايه اللي جرى؟
اطبق عيناه بتعب شديد لا يعرف كيف سيخبر والده ..تعدى الصمت لدقيقة مما دفع عزام للسؤال برعب:
-ماتنطق يا ماهر في ايه؟ يانهارك اسود؟ هو انت قولت له على الي هنعمله انا وعمك؟!
ليسارع ماهر في الرد نفياً:
-لا لا …ماقولتش..ماقولتش
-والله؟! صدقتك انا كده؟! امال ايه الي ممكن يوقعه من طوله غير خبر زي ده؟
توتر ماهر..وباات بين نارين لكنه حسم أمره …لقد خربت مالطا ..فلابد من ان يعلم الجميع لذا هتف :
-انا بس…
كاد ان يتحدث لولا اتصال منتظر برقم لونته جعله يتوتر ويرتبك..لقد تركها في مكتبه وحدها منذ فترة..بنفس اللحظة التي خرجت فيها الممرضة مسرعه من غرفة الانعاش فانتابه القلق وقال لوالده:
-انا لازم اقفل دلوقتي…سلام
وسارع في خطواته من الممرضة التي استعدت بدورها الطبيب يسألهما بخوف:
-في ايه؟!
لم يجب اي منهما عليه ودلفا للداخل يغلقون خلفهما الباب مانعين دخول اي شخص.
و وقف ماهر خلف العازل الزجاجي يتابع ما يجري.
مرت دقائق الى ان خرج الطبيب من غرفة الانعاش ليتقدم منه ماهر متسائلاً:
-خير يا دكتور؟؟

تنهد الطبيب بتعب ثم قال:
-للأسف الوضع صعب جداً خصوصاً مع تقدمه في السن جسمه مش متحمل الجلطة وممكن تكون مسألة وقت
تفزز جسد ماهر وقاطعه بلهفه:
-لا لا..ماتقولش كده…طب …احنا ممكن نسفره وممكن…ممكن اجيب…
قاطعه الطبيب:
-مافيش أي حاجة ممكن تتعمل برا ازيد من هنا…جدك بردو في مرحلة الشيخوخة…مش بمنعك تعمل حاجة بس ده ولا هيقدم ولا وهيأخر.
تراخى جسده بتعب وبدأ يفرك جبهته يعلم انه السبب ولكن…تنهد بحيرة وعقله يصرخ بجنون لما كانت رد فعله جنونيه هكذا..
حسناً …يعلم انه قد تخطى الحدود ولم يتبع الخطوات الصحيحة للزواج من لونا وقد توقع غضب الجد ولكنه توقع كذلك تمريره للأمر وتقبله ولا بأس من المزيد من التوبيخ.
لكن ما جرى كان اكبر وأعظم وهو لم يتوقع ذلك.
مسح على عيناه بتعب لا يعلم كيف يتصرف…لحظتها تذكر لونا واتصالها به وانها الأن بمكتبه.
________سوما العربي__________
لقد تأخر كثيراً وهي ملت الجلوس بمفردها، لا تعلم لما طلب منها ألا تخرج من مكتبه.
لم تظل وتحركت تذهب باتجاه مكتبها القديم حيث زملائها يعملون على شغل المونتاج والدعاية.
دلفت ليبتسم لها المدير بتوتر:
-أنسة لونا..خير؟!
تلبكت في وقفتها..ظنته يوبخها على قدومها متأخرة فبالأساس الوقت المخصص للعمل قد شارف على الانتهاء وهي لتوها فقط حضرت
حاولت إجلاء صوتها ومن ثم قالت:
-انا والله جايه في ميعادي بس..اصل مستر ماهر كان طالب مني شوية حاجات اخلصها بس انا والله أول ما خلصت جيت على طول على هنا عشان أشوف شغلي.

جعد مديرها مابين حاجبيه ينظر لبقية الموظفين ثم يعود بالنظر لها ويسألها:
-هو ماهر بيه مابلغش حضرتك ولا ايه؟!
-يبلغني بأيه؟!!!
-مستر ماهر رفض توظيفك معانا هنا
-نعم؟! ازاي؟ ده كان لسه معايا ماقلش حاجة زي كده!! طب…مايمكن حضرتك فهمت غلط او إختلط عليك الأمر مش اكتر.
زم طلعت شفتيه بأسف يجيبها:
-لأ…أنا متأكد من الي بقوله..حتى تقدري تسألي مديرة ال…
تابع حديثه بحماس وهو يرى غادة مديرة الاتش أر تمر بجوارهم فناداها:
-انسة غادة..أنسة غادة.
توقفت غادة ملتفه واحتقنت عيناها فوراً بالغضب والنفور ما ان أبصرت لونا مع طلعت فالتفت تتقدم بغرور وخيلاء تسأل مغترة:
-في ايه يا أستاذ طلعت؟
-أنا بحاول افهم أنسة لونا التعليمات الي قالها لنا مستر ماهر بس هي مصممة ان في حاجة غلط احنا مش فاهمينها.
صكت غادة أسنانها بغل ثم بدأت تتكلم:
-هو لو في حاجه غلط حاصلة فهو وجود واحده زيك ضايعه هنا…بس الحمدلله مستر ماهر راجل شويف وبيفهم اول ما عرف ان استاذ ماهر شغلك في قسم مهم جداً كده زي الجرافيك صحح كل ده فوراً وأمر اننا نحطك في مقامك الصح الي يناسبك..في البوفيه…هو ده توبك بصراحة .
تلقت صفعة قويه في صميم قلبها بطأ من ضربات قلبها..جف حلقها من الصدمة والإهانة ..بللت شفتيها تسأل:
-البوفيه؟!
-أممم ..وحتى شغلك في البوفيه وانك تخدمي على ناس زينا بردو كتير عليكي بصراحه بس هنقول ايه هو ماهر بيه طول عمره كده وياما شفق على ناس .
مهانة غادة لها كانت تزيد من جرحها وصدمتها وسألت بضياع لا تصدق ماحدث خصوصاً وقد بات طول ليلته في أحضانها يتوسلها ويخبرها كيف يعشق التراب الذي تسير عليه:

-البوفيه؟؟؟؟؟!!!!
ضحكت غادة شامته ثم أضافت:
-ههه مش مصدقة؟ عموما استاذ طلعت كان موجود معايا وتقدري تسأليه قال البوفيه ولا لأ؟
نظرت لونل لطلعت وكأنه أخر أمل لها كي يكذب تلك الفكرة عن ماهر ليرتبك طلعت ويجيب:
-هو ماقالهاش كده بالظبط يعني …
قاطعته غادة بحسم :
-قال نوديها البوفيه ولا لأ يا أستاذ طلعت؟!
تدلى كتفي طلعت وهو يرى لونا تنتظر جوابه برجفه ليقول:
-قال .
برد جسم لونا وتحركت مغادرة بلا وجهه محددة تاركه خلفها غادة تنظر عليها بشماتة فيما كان طلعت أسفاً عليها يراها خساره.
بجسد مرتخي متخدل خرجت من باب شركته وسارت في شوارع المدينة تشعر بالضياع والخذلان…فهاهو ماهر قد ضحك عليها…تمتع بجسدها في الليل وما ان طلع النهار حتى لفذها ورفسها كما ترفس القمامة.
بكت بحرقة…فقد سرقها …حتى عذريتها أستكثرها عليها..وسلبها منها بزواج مخفي لا يعلمه سوى والدته العاجزة ومهرها شركة أخشاب تحت تصرفه.
بلا اي مال او حقيبه او حتى هاتف سارت…ظلت تسير وتسير إلى ان تورمت قدميها وجلست تطالع الشوارع…لأين ستذهب.
هل تعود للقصر؟! اجهشت في البكاء…لا تريد العودة لهناك لا تريد..الدخول لذاك القصر بات يطبق على أنفاسها…هناك شعرت بالدونية والإحتقار…هناك ضحك عليها ماهر وسلبها عذريتها…لا تريد العودة لهناك لا تريد.
نظرت حولها بضياع وقد غربت الشمس ..ماذا ستفعل؟؟
لمعت عيناها وهي ترى إشارة تدل على وجود محطة مترو قريبه منها..وقفت من فورها تقلب في جيوب سروالها لتتنهد براحة وقد عثرت على ورقة من فئة العشرين جنيه في بنطالها …حمدت ربها كثيراً وتحركت تقطع تذكرة.

__________سوما العربي_________
كان يهاتفها بلوعه شديدة تزداد كلما انتهى الإتصال دون رد منها…دار حول نفسه بجنون…لما لا تجيب.
يريد التحرك والذهاب لعندها حتى يطمئن عليها ويأخذها للبيت ليرتاحا قليلاً ويشرح لها ماحدث مع جدهم.
لكن هل يترك جده لحاله في المشفى؟!
هز رأسه بجنون وقد حسم أمره سيذهب لها..كاد ان يتحرك مغادراً الا انه رأى عمه يتقدم لعنده متسائلاً:
-في ايه؟! ايه الي حصل؟؟
تنهد ماهر ينظر أرضاً قم قال:
-تعب في الشركة ووقع من طوله طلبت له الاسعاف
-وايه وضعه دلوقتي
-مش كويس…حاطينه على الأجهزة الطبيه
صمت فاخر لثواني ينظر على والده من الشباك الزجاجي ومالبث ان جعد مابين حاجبيه يسأل مستهجنناً:
-بس ايه اللي حصل يخيليه يقع من طوله وتبقى حالته خطر كده..ماهو الصبح كان بومب ومية مية؟
ارتكبت عينا ماهر مما دفع فاخر لأن يستوي في وقفته أمامه متسائلاً:
-ايه الي جرى يا ماهر مع جدك؟! اااه اكيد البت الفاجرة دي قالت له حاجة ولا عملت عملة وسخه وهو عرف فماستحملش ..انا قلبي كان حاسس ان هيطلع ماشيها شمال زيها.
لم يتحمل ماهر وقد أحمر وجهه ونفرت عروقه واخذ يردد:
-عمييي…ماسمحلكش.
اتسعت عينا فاخر من طريقةابن اخيه الذي يعرفه تمام المعرفه وما زاد قلقه هو تلك النبرة التمليكة المتعصبه في حديثه ليسأل:
-نعم يا حبيبي؟! قولت ايه؟! انت اتجننت يا ماهر بترفع صوتك في عمك وعشان ايه؟! حتت بت شمال زي دي

تضاعفت عصبيه ماهر وردد :
-عمي..ماتزودش في الكلام …الي بتتكلم عنها دي تبقى مراتي.
تجمد ماهر من الصدمة وقد ألقى ماهر بالمصيبة في وجهها كالقنبلة لتبهت ملامحه ويقول:
-انت اتجننت؟ صح؟! بتهزي مش كده؟!
-لا
-لا اتجننت…أكيد إتجننت.
-لا
-لا هو انت اتجننت..ماهو مافيش غير كده
ليصرخ فيه ماهر:
-ماتجننتش…انا لونا اتجوزها…رسمي عند مأذون ودخلت عليها بقت مراتي رسمي
-يبقى هو ده الي قولته لجدّك ووقعه من طوله؟!
-ايوه..ولازم كلكم تعرفوا.
-إخرررس.
هتف بها فاخر بحده وهو يكمم فم ماهر بكفه مما صدم ماهر وجعل عيناه تتسع متوعداً فلم يسبق ان فعلها أحد معه وأخذ يهز رأسه وجسمه بجنون مقاوماً لكن فاخر كان يثبه بقوه بين ذراعيه وهو يتحدث هامساً بغضب:
-ماسمعش صوتك..تكتم فاهم..أكتم…إنت فاهم انت عملت ايه؟ انت عملت مصيبه ممكن تضيع فيها عيلة الوراقي كلها…مش بس عشان اتجوزت بت شمال زي دي في السر ومن ورانا لا يا حبيبي لا…فووق واصحى من العسل الي انت غرقان فيه ده…انت خاطب جميلة ابو العينين….انت عارف لو شمت خبر ابرها وعمها وعيلتها هيعملوا فينا ايه؟! كلمة إعلان إفلاسنا هتبقى شويه علينا…انت يابني شكلك عبيط مش فاهم ولا ايه…إنت بتلعب بالنار…دول يحرقونا…انت غفلتهم…تخطب بنتهم اول امبارح وتتجوز غيرها تاني يوم؟ دول يقضوا علينا…افهم.

تحرر ماهر بغضب وقوه من بين يدي عمه يقول:
-انا حر اعمل الي عايزة وماحدش يقدر يلوي لي دراعي ولو هما جامدين انا اعرف الاجمد منهم والي عمل الفلوس يقدر يعمل غيرها
صك فأخر اسنانه يقول بغضب :
-انت عايز ايه؟! عايز ايه؟! عايز تجيب عليها واطيها؟!
-عايز اعلن جوازي من لونا ويبقى شرعي وحلال مية في المية.
-وهي الشمال الوسخه دي هيفرق لها دي وافقت تتجوزك في السر يعني جايه في أي حاجه.
-عميي.
هتف بها ماهر محذراً فيما قال فاخر:
-اسمع يا ماهر…لعب عيال انا مش عايز…انت مش اتجوزتها ونمت معاها وخدت غرضك منها…خلاص ..قفل بقا على المواضيع دي وتطلقها فاهم.
-مستحيل…على جثتي.
تنهد فاخر بغضب عارم ثم قال:
-لا على جثة جدك.
اتسعت عينا ماهر فيما قال فاخر:
-أمممم…لو ماحلتش الحكاية دي انا هضطر أمن نفسي بقا وعليا وعلى أعدائي والي كنت انا وأبوك مكلمينك فيه الصبح وقولنا نصبر عليه شويه هنعجل بيه واهو الي يلحق حاجه ياخدها …تخيل بقا لو جدك يادوب لسه بيفوق من الي هو فيه يقوم يعرف ان عياله رافعين عليه قضية حجر.
ارتعبت عيناماهر وبقا ينظر لعمه نظره لأول مرة يراه منها فيما قال فاخر بكشفة وجه:
-وأبوك هيتصرف زيي طالما الخراب جاي جاي على ايدك.
وكزه بأصبعه بقوة وغل في جمجمته مردداً:
-عقلك في راسك وأحسبها…جدك وفضيحتنا ولا البت دي..الي أنت اصلا داخل عليها في الدرا والدنيا زبادي خلاط ومافيش اعتراض …اعقلها يا ماهر وانا عارف انك ابن سوق وشاطر وهتختار صح.

قالها ثم التف عن ماهر ينظر لوالده عبر الزجاج تاركاً ماهر بجواره هزيل متعب محتار وقد تدلى كتفيه بذلك الهم وبدأ يتحرك مغادراً بإرهاق وكلمات عمه في أذنه لا تفارقه.
________سوما العربي_______
وصلت تجر اقدامها جراً تسير في حيها القديم ولم تواتيها الجرئة كي تدلف لبيتها وبيت والدها وانما تحركت باتجاه بيت صديقتها وهي تعلم انها قد لا تجدها وقد تحدث سيناريوهات كثيرة بخلاف مقابلة سما لكنها لا تعرف غيرها ولا تملك خيارات لذا توكلت وأستمرت في السير حتى وصلت لباب شقة سما وبدأت تدق الجرس تتمنى الا يفتح لها الباب محمود زوج سما.
تنهدت بإرتياح وهي ترى الباب يفتح ومن خلفه سما فأرتمت على الفور في أحضانها تبكي، اتسعت عينا سما برعب تسأل:
-في ايه يابت مالك؟
-هقولك..بس..مش عارفة هينفع ولا لأ هو محمود هنا؟
-لا بايت في الشغل تعالي أدخلي.
مسحت سما دموعها وتقدمت مع لونا تساندها وهي تسألها :
-ايه الي حصل؟
-انتي كنتي فين يا سما كلمتك كتير الأيام الي فاتت وماكنتش عارفه اوصلك ودايما تليفونك مغلق.
ارتبكت ملامح سما وحاولت التجلد تقول:
-مش عارفه اقولك ايه يا لوناً انا حصل معايا كارثه كنت بحاول استوعبها حاجة ولا في الأفلام
قلقلت لونا عليها كثيراً وسألت:
-ايه الي حصلك؟
-هبقى احكي لك بس لما افهم أصلا…لكن…خلينا فيكي …انتي مالك وايه الي حصل معاكي.
أجهشت لونا في البكاء وهي تبدأ تقص على مسامع سما ما جرى لها

_______سوما العربي_________
تحرك مغادراً ليذهب لها حيث تركها في مكتبه لا يعلم كيف سيتصرف ولكن عليهم ان يتفقا
دلف بسرعه داخل للشركة ومن ثم تحرك لمكتبه يفتح الباب وكله شوق وتعب يريد ان يرتمي في أحضانها ولو قليلاً…لكن تسمرت قدميه في الأرض وهو يرى مكتبه خالياً منها.
نادى سكرتيرته يسألها عنها لتخبره انها ام تراها منذ فتره وقد انشغلت بعملها.
خرج ليبحث عنها بكل الأرجاء وبداخله صوت قلق يدك قلبه دكاً.
سأل الجميع عنها والكل يخبره انهم لم يروها الى ان وصل لقسم الجرافيك والتصميمات وسأل طلعت عنها الذي قال:
-هي جت هنا من ساعه وكانت عايزه تكمل شغلها بس انا بلغتها بالي أمرت بيه بس واضح انها ماكنتش تعرف.
أسبل جفناه بتعب يمسح على وجهه فبالتأكيد قد تضايقت من منعه لها لان تعمل فيما تحب .
ذهب لغرفة مكتبه بخطى مثقلة يسأل اين هي وقد تركت حقيبتها وهاتفها وكل شيء.
أرتمى على الكرسي بتعب يفكر الى ان هاتف الأمن وطلب منهم البحث عنها.
حاول التجلد والتماسك لكنه لم يستطع و وقف من مكانه منتفضاً وذهب ليبحث عنها معهم بذاته.
وقف يصرخ بغضب بعد فترة من البحث:
-يعني ايه مش لاقينها…شنطتها هنا وتليفونها هتكون راحت فين؟!!
ثم هتف بحده:
-راجعولي الكاميرات بسرعه .
__________سوما العربي______
انتفضت سما من مكانها وهي تضرب صدرها بعويل:
-انتي بتقولي ايه؟! الي بتقوليه ده حصل بجد؟

نكست لونا رأسها أرضاً وجاوبت:
-حصل
لطمت سما على جدها تصرخ:
-دي مصيبة والي حصل معاكي ده إسمه إغتصاااااااب.
اتسعت عينا لونا…انه كذلك…ذلك لهو الوصف الصحيح لما عاشته وكانت تبحث عن مسمى له…وسما أعطها الجوال لتجهش في بكاء مرير من جديد وهي تردد:
-هو ده الي حسيت بيه…انا مش عايزه ارجع له تاني يا سما …نفسي أخلص منه نفسي
جلست سما لجوارها تضمها لأحضانها مرددة:
-كل ده حصل معاكي وعشتيه لوحدك يا لونا؟ الواطي…استفرد بيكي..الجبان.
-مش عارفه اعمل ايه ولا اروح فين انا حتى مااستجرتش اروح البيت خوفت من عمي وجيت عليكي هنا بس عارفه مش هينفع اقعد كتير..
قاطعتها سما تخبرها:
-هو اصلا مش هيسيبك لا هنا ولا في اي مكان مش هيسيبك يا لونا وهيجيبك.
-طب اعمل ايه؟
فكرت سما بحيرة الى ان قالت:
-معاكي فلوس؟مش بتقولي اخد فلوسك من عمك
-فلوسي ومهري اشتري بيهم شركة اخشاب وهو الي ماسك فيها كل حاجة
لتصرخ سما:
-أاااه ياناري….ده تتنح…وجبان .
-أنا مش عايزة اشوفه تاني ده امرهم اشتغل في البوفيه يا سما…بالليل يتسلى على جسمي والصبح يرميني في البوفيه اخدم على الموظفين بتوعه…انتي متخيلة ؟!
-انتي حلك واحد مافيش غيره

-الحقيني بيه؟
-تسافري وتسيبي البلد بكل الي فيها …اصلا كان لازم تعملي كده من زمان…بس محتاجين وقت وفلوس.
-صح أسافر وابدأ من جديد بعيد عن عمي والكلام الي مطلعه عليا وبعيد عن ماهر …انا عايزه كده بس ازاي …انا مش معايا فلوس.
سكنت سما لثواني تفكر لكن قاطعها صوت جرس الباب .
تحركت لتفتح الباب و وقفت متخبطة وهي تطالع ذلك الرجل الوسيم الماثل أمامها لتسأله:
-أفندم؟
-أنا ماهر…لونا عندك أكيد.
صكت أسنانها بغل منه وكادت ان تصرخ في وجهه تنعته بأقذر الالفاط لكنها بثانيه واحدة تراجعت وابتسمت في وجهه وهتفت مرحبة:
-ماهر بيه ابن خال لونا…أهلا اهلاً وسهلاً.
رفع ماهر حاجبه الأيسر..إبن خال لونا؟!! أيعني ذلك ان لونا لم تخبرها بزواجهم؟؟
ابتسم لها بتخبط ثم قال:
-لا ماعلش مستعجل…ممكن تنادي لونا؟
-طبعاً طبعاً
قك رفعت صوتها:
-لونا…لونا..تعالي يالا ماهر ابن خالك هنا عشان تروحي معاه.
تجعدت جبهة لونا مفكرة(أروح معاه؟!)
لاحظتها سما فتقدم منها بالداخل تساندها كي تقف وتغمزها خفية:
-يالا يا حبيتي شكله مستجعل …..ثم همست في أذنها (هبعتلك رساله شوفيها وامسحيها)
فتحركت لونا معها وذهبت لماهر تخرج معه من المنزل.

طوال الطريق كانت صامته تماماً وماهر لا يعرف كيف يحدثها الى ان تنهد وحاول فتح حديث معها يخبرها:
-على فكرة أنا قولت لجدي
لفت رأسها تنظر له فقال:
-أتصدم ووقع من طوله وأخدته على المستشفى.
شهقت برعب غير مصدقه:
-ايه؟!!!
-وهو دلوقتي في العناية المركزه وعشان كدة اتأخرت عليكي…انتي كنتي فين صحيح وليه سايبه شنطتك والفلوس؟!
كادت ان تتحدث لولا رسالة وصلتها على هاتفها واخذت تقرأها وقد أخذت منها وقتاً لينتبه ماهر عليها ويسأل:
-مش بتردي ليه؟! وايه الرساله دي؟
-هاه؟ولا حاجه…لو سمحت روحني بسرعه عايزه انام تعبانه
تنهد بتعب يقول:
-انا كمان تعبان جداً محتاجك تاخديني في حضنك وانااااام.
نظرت له بجانب عينها ولم تجيب عليه.
بعد مدة وصلا للبيت فترجلت من السيارة وتحركت باتجاه غرفتها وكاد أن يتبعها لولا جنا التي أوقفته تسأله عن جدها.
أنهى حديثه مع جنا وذهب لغرفتها بشوق ولهفه ليصدم بأنها قد أغلقت الباب عليها من الداخل…فأخذ يدق الباب بغضب:
-لونا…أفتحي ايه لعب العيال ده؟
لكنها لم تجيب عليه وظلت جالسة على فراشها ببرود وهو بالخارج يدق ويدق ويدق بعصبيه شديدة
_______سوما العربي_______
صباح يوم جديد خرجت بصحبة جنا التي طلبت منها مراراً أن تذهب معها لزيارة جدهم

دلفت للداخل لتتفاجأ بوجود أسرة أبو العينين جميعا قد أتوا لزيارة نسيبهم محمد الوراقي.
=صباح الخير.
قالتها جنا ليلتفوا لها جميعاً وتتسع عينا طارق وهو يطالع لونا الجميلة يفصلها بعيناه تفصيلاً وهي ترتدي جيب مع كنزة صيفية مخططة بالأبيض والأحمر وتجمع شعرها بسوار أبيض فكانت بديعه مشرقه.
لتسوقه أقدامه لعندها مسحوراً يجيب عليها هي:
-صباح الجمال.
قالها بتوله وتيه تسببت في ضحك والدته عليه وكذلك والده المصدوم من ابنه الذي بات يتصرف مع الفتيات بغرابه .
لتقف لونا محرجه من تصرفاته خصوصاً بوجود خالها فاخر الذي لمعت بعيناه المصلحه وشقيقه عزام الغاضب فعلى مايبدو ان تلك الحقيره قد خطفت العريس الذي تمناه لأبنته الوحيده.
فينا اكمل طارق:
-مبسوط اني شوفتك مره تانيه.
=ايه الي بيحصل هنا بالظبط؟!!!
قالها ماهر الذي دلف للتو على ذلك المشهد الرومانسي الخاطف للأنفاس……

يتبع….

رواية سيطرة ناعمة كاملة كل الفصول

 

لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية سيطرة ناعمة كاملة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى