رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم شاهيناز محمد
رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم شاهيناز محمد
البارت الرابع والثلاثون
أيّا حزين القلب،
ألم يحن الوقت لتطمئن؟
ما بال الدُنيا لا تريد لكَ الراحة،
وكُلما وجدتُ وجهتك يظهر امامك ما يوقفك،
أكان العيب بِك،
أم أن سُفنك ضلّت الطريق،
واخذتها الرياح أبعد مما تشتهي،
فمتى ستكون رياحك لك،
متى ترسى سُفنك!
_ علي عماد الشامي.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
الثاني من يناير 2013.
كان ” وائل” يركض بينما هاتفه يتدلى من يده، لقد تم الاتصال به عندما تم رصد سيارة أخيه منقبله بينما هو وزوجته بالداخل، كيف كانت هي معه!، لم يكن ذلك مخططه أبدا، تساقطت دموعه بغزاره وهو يدعي ألا تكن فارقت الحياة، لأنه حينها سيلحقها، لن يعيش أبدا بحياة هي ليست بها، رأى سيارة الإسعاف من بعيد فسرع ركضه حتى توقف فجأة عندما رأى شكل السيارة، لن ينجو أحد أبدا من شئ كهذا، اقترب من المسعفين وهو يصرخ قائلاً :
1
_ ماتت؟، ماتت ولا عايشه، أنا.. أنا اخوه.
_ لو سمحت احنا لسه بنحاول نخرجهم، ابعد شوية.
لم يأبه بحديثها وهو يركض تجاه السيارة، ثم انحنى على أربع وهو ينظر بالداخل و وجدها هناك، كانت تبكي بينما تنظر لزوجها الميت بجانبها، حالما التفتت برأسها ورأته صرخت قائلة :
_ ” وائل “، الحق ” عماد ” خليهم يلحقوه عشان خاطري.
اغمض عيناه وهو يتنهد بأرتياح عندما رأها، ثم حول أنظاره ليرى شقيقه بجانبها، كان منظره مريعاً والدماء تتساقط بينما تغرق وجهه، لقد مات، تساقطت دموعه وهو يصرخ باكياً، لقد كان شقيقه ولم يكن يرغب بفعل ذلك به أبدا،
ولكنه هو من اخذها، مد يده بحرص وهو يسير به على رأسها قائلاً بحنان :
_ متخافيش، هنخرجك من هنا.
اعتدل وهو يتحدث مع المسعفين، و وقفوا وقتا طويلاً حتى أخرجوا شقيقه، ركض تجاه ” علي ” عندما رأه ينظر فزعاً لجثة والده كان يريد ألا يجعله يرى وهم يخرجون والدته حية، ولكن ” علي ” اولاه ظهره وهو يتقيأ ثم كان سيركض، فأمسكه من كتفيه قائلاً بحزن :
_ امك و ابوك محدش فيهم فيه الروح يا ” علي “، روح لأختك وانا ههتم بكل حاجة.
2
اومئ ابن أخيه له وهو يركض، تنهد بأرتياح وعاد لينظر إليهم وهم يخرجون ” ياسمين” من السيارة، كان هناك جرح عميق برأسها هي أيضا ووجها مخبى من كثرة الدماء وجرح عميق بقدمها، كانت الآن وكأنها اغشي عليها، فأقترب بهلع وهو يسأل المسعفين الذين يمسكون بسريرها وهم يتجهون لسيارة الإسعاف :
قد يعجبك أيضاً
صياد الظلام «ما قبل العاصفة» بقلم ItsEnAm
صياد الظلام «ما قبل العاصفة»
14.4K
697
في أعقاب عودته، كان يبدو وكأنه يجر خلفه سحابة من الدهشة والذهول، بينما تتسلل نظرات الحقد من كل زاوية، كيف له وقد غادر كملاك تقيًا ولطيفًا أن يعود على هذا النحو؟ وكيف له…
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
𝐎𝐍𝐋𝐘 𝐘𝐎𝐔 𝐊𝐍𝐎𝐖 بقلم sounalle
𝐎𝐍𝐋𝐘 𝐘𝐎𝐔 𝐊𝐍𝐎𝐖
3M
110K
•| مُــحــتــوىٰ جٓــريــئ +18 |• "ظننت أن الزواج سجن، لكنه كان مختبرًا… وأنا كنت التجربة." زوجوني غصب لرجل يكبرني بسبعة عشر عامًا، قيل لي إنه مضطرب، طفل في…
بما لا تشتهي السفن بقلم SalmaAyman127
بما لا تشتهي السفن
27.7K
1.5K
يأتي القدر بما لا تشتهي السفن حين تظن أن الخير قد ذهب وان الحياة لا فائده منها يأتي الخير الحقيقي ،وتعلم أن القدر يخبئ لك ما هو افضل دائمًا لا حياة بدون قرارات خاطئه نتع…
الآنسة حنفي _نوفيلا _إشتباك من نوع خاص بقلم Amirisa_28
الآنسة حنفي _نوفيلا _إشتباك من نوع خاص
32.6K
2K
حينما يجتمع النقيض فماذا يحدث ؟! بهذه الحكاية سنشاهد ثنائي غريب أحدهما يسعي وراء الزواج و الآخر يسعي للطلاق .. فماذا يحدث حينما يرتبط المأذون بمحامية ؟! بالتأكيد ستش…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
خيوط متشابكة “أولاد المُختلين” بقلم Ganaeesa_5657
خيوط متشابكة “أولاد المُختلين”
150K
9.4K
الحياة تسير وكل ثانية تكتشف شيء جديد في خيوط قصتك ، لتُصدم بخيطٍ آخر يقتحم قصتك وحينما نظرت إلى المُقتحم وجدته شخص عكسك لا يشبهك، وحينما حاولت الهروب وجدت خيوط قصتك تشاب…
_ في ايه؟، ماهي كانت صاحية!
_ فيه جرح في رأسها، ممكن يكون شرخ في الجمجمة.
صعد معهم للسيارة وراقبهم وهم يحاولون جعلها تفيق، نظر للمسعفة وهو يسألها قائلاً :
_ المفروض رايحين مستشفى إيه ؟، اخويا كمان هيكون فيها ؟.
اومئت له وعندما اخبرته ما هي المشفى لم يسعه سوى الابتسام، ولكنه حتى يكمل ذلك يجب عليه التأكد من أن تعيش، عندما وصلوا للمشفى سلمها المسعفون للأطباء وهم يركضون بها كي يحاولون إنقاذها، وقف أمام الغرفة وهو يسير ذهاباً وإياباً بتوتر، امسك هاتفه وهو يقوم بالاتصال بصديقه ثم تحدث حالما أجابه :
_ انا في المستشفى اللى انت شغال فيها، تعالى بسرعة قدام اوضة الطوارئ.
اغلق الهاتف وهو ينتظر، عندما ظهر أمامه اقترب منه وهو يمسكه من ذراعيه قائلاً بسرعة :
_ بص، جثة أخويا هنا زمانها بتتغسل دلوقتي، اللى جوا دي كانت معاه في الحادثه أنا عاوزك تجيب جثه تحطها بدالها وتخرجها من هنا.
1
رأى كيف ابيض وجه الرجل، فأردف محاولا طمئنته :
_ صدقني أنا ناوي خير، مش إنت قولتلي أن إبنك عنده ثقب في القلب!، أنا هديك فلوس تعمله العملية بس ساعدني عشان خاطري.
_ مش هعرف الدكاتره شافوا وشها، هجبلك جثه منين ؟
_ سهله انت ممرض اعمل أن إنت اللى اكتشفت موتها وهما أكيد مش هيفتكروا وشها جرب بس ولو حصل أي حاجه أنا هشيل الليله، صدقني مش هورطك، شوف بس جثة محدش اتعرف عليها أو جه ياخدها، دي حاجه مش هنسهالك أبدا، ساعدني، هتقدر تعمل العملية لابنك وأنا هعيش مع اللى بحبها.
رأى التردد على وجهة ولكنه بعد ذلك وضع قناع الوجه على وجهه وهو يومئ برأسه ثم دلف غرفة الطوارئ ليشارك نفسه بالعملية، لقد قضوا ساعات بالداخل وكان ” وائل” يشعر وكأنه سيجن، كل ما خطط له من الممكن الا ينجح، وبدلاً من أن يحصل عليها يحصل على الإعدام، ولكنه كان سيخاطر بأي شئ لأجل أن يكون معها
مرت ساعات حتى خرج الجميع من الغرفه الا صديقه فأعتبر ذلك نقطة إيجابية بينما تمتم الطبيب وهو يتنهد بتعب :
_ الشرخ في الجمجمة سبب نزيف داخلى بس احنا قدرنا نسيطر عليه، بس موعدكش الموضوع ممكن يخرج عن السيطره في اي لحظه، ياريت تكون مجهز لأي خبر.
اومئ برأسه بحزن وتساقطت دموعه، كان هو السبب في جعلها هنا، لقد اذاها رغماً عنه، خرج صديقه بعد نصف ساعة واردف بهمس وهو يقترب منه :
_ حظك حلو، جالى خبر بواحدة خبطتها عربية وماتت بسبب نزيف داخلى في الجمجمة لسه مش عارفين أهلها مين ومحدش سأل عنها، راقب المكان هنا حاول اي ممرض ييجي يتطمن عليها تقولو أن فيه ممرض جوا، ماشي ؟.
اومئ برأسه بلهفة وهو ينتظر، حتى عاد بسرير عليه امرأة ما، نظر حوله ثم تمتم وهو يفتح باب الغرفة ويدلف :
_ هبدلهم، واخرج اللى جوا وهنمشي بيها من باب الطوارئ من ورا عشان محدش يشوفنا.
انتظر حتى أخرج ” ياسمين” إلى سريرها، نظر له الرجل ثم قال بتحذير :
_ أنا رتبت عربية إسعاف برا هتوصلها للمكان اللى انت عاوزه، لو النزيف اشتغل تاني ممكن تموت مره واحده، مش هتفوق غير بعد يومين على الأقل يبقى اديني العنوان اللى هتكون فيه وهاجي ابص عليها كل يوم، لو ماتت دي بتاعتك انت مش بتاعتي، امشي وانا هتصرف في الباقي هنا، بس تعالى تاني عشان تستلم الجثث.
اومئ بلهفة وهو يخرج من رفقتها من الباب الذي أشار إليه، كانت السيارة تنتظرهم بالفعل وقد أخذ منه جهد حتى ادخلها بالسيارة واغلق الباب خلفه، انطلقت سيارة الإسعاف وظل يفكر كيف سيدخلها شقته، نظر بساعة هاتفه وكان الوقت منتصف الليل، من الممكن أن تكون حارتهم صامتة الآن، عندما توقفت سيارة الإسعاف خرج هو أولا وهو ينظر حوله، ثم عندما لم يرى إشارة على وجود أحد حملها من على السرير وهو يمسك بيده بالمحلول الذي يتدلى من يدها، وركض بسرعة لباب عمارته، واجه صعوبه في فتح باب شقته ولكنه نجح و ولج للداخل، ثم وضعها على السرير الغير مستخدم بالغرفة الأخرى، تنهد عندما نظر لها وابتسم بسعادة
لقد نجح مخططه!،
والآن أصبحت لديه، خرج من شقته بسرعة ليعود ولكنه لم ينسى إحضار الأموال التي وعد بها الرجل، لقد كان يقوم بتحويش أموال كثيره حتى يأخذها ويخرجون من البلاد بعيداً عن الجميع، ولكن لا بأس سيقوم بتجميع أموال أخرى،
1
عاد إلى المشفى و وقف بثبات وهو يتلقى خبر وفاة زوجة شقيقه أيضاً، بكى أمامهم بحزن حتى يصدق الجميع، اقترب صديقه منه واعطاه هو الأموال وهو يضعها بجيبه بالخفاء، ثم همس له :
_ هفضل طول حياتي اشكرك، صدقني مش هعملها حاجة وحشه أنا بحبها وهي بتحبني بس اخويا كان واقف في طريقنا، الحادثه دي جت من عند ربنا، ريح ضميرك.
اومئ له ثم ذهب ” وائل” خلفه ليستلم الجثث، وهكذا مر كل شئ بسهولة، لقد تم تكفينهم ودفنهم ولم يعلم احد، لقد وقف بثبات يأخذ عزاهم بينما ابن شقيقه بجانبه،
بينما هي أفاقت باليوم الثالث، كانت تصرخ وتحاول الهرب ومن هُنا أتت فكرة الأصفاد، لقد كان يستمتع بأستماعه إلى صوتها حتى وإن كان ذلك لشتمه وتوبيخه، حتى علمت هي لذته بقتالها، فصمتت ومنذ ذلك الحين لم تتحدث أو تصرخ، وكأنها انفصلت عنه وانشئت عالم خاصاً بها، عالم هو لا يشاركها به.
»«»«»«»«»«»«»«»«»«
لا تسير الحياة كما نتمنى، أحياناً تكون سعيداً وكأن الدنيا لا تُساعك، ثم تضيق فجأة، فتجد نفسك غير قادراً على التنفس من كثرة حزنك، ولكن تذكر أن الاكثر بلاءاً كانوا أنبياءٍ، فأشكُر ربك والهم قلبك الصبر، لأن الجبر قادم لا محال.
….
_ مش لازم توصلني البيت يا ” علي” أنا هاخد عربيه من هنا.
تمتم ” وائل” وهو يكتم تثائب، فنظر له ” علي ” ولم يجيبه، ظن أنه لم يستمع له، فعندما كاد يكرر حديثه قاطعه ” علي ” بصوت منخفض :
_ هوصلك متناقشنيش.
كان حديث ” دياب ” يتردد في عقله طوال الأربع ساعات الماضيه التي قضاها بالطريق، ثم قام بتذكر ذلك الصوت الذي خرج من غرفة منزل عمه، حتى توتره الزائد حينها، لذا كان يجلب عليه التحرك بحذر حتى يعلم كل شئ، عندما وصل لحارتهم القديمة نزل ” وائل” من السيارة وهو يودعهم، راقبه ” علي ” وهو يدلف للمنزل ويغلق الباب خلفه، كانت ” يارا ” نائمة بالمقعد الخلفي ولم يشأ جعلها تقلق،راقب نوافذ المنزل وعندما انطفئت الاضواء انتظر لمدة ساعه ثم خرج من السيارة بحذر، عندما كاد يقترب من المنزل شعر بوجود خلفه، فألتف على حين غرة وجد ” زيدان ” و ” دياب ” بوجهه، رفع حاجبه مستفهماً، فتمتم ” زيدان ” وهو يحك مؤخرة رأسه بحرج قائلا:
_ البجم دة قالي إلي هو قالهولك، مش عارفين ممكن يكون في إيه فاكنا بالعربية وراكوا.
_ يعني اسيبه كل دة من غير ما اقولو!
تمتم ” دياب ” بحنق، فلم ينفك ” زيدان ” بتوبيخه منذ أن علم، فنظر له ” زيدان ” قائلاً بغضب :
_ يعني وهي حبكت تقولوا في يوم زي دة وتبوظ عليه فرحته!
_ ما أنا كنت بحاول احكم على ” وائل” الأول.
_ حوش يا واد خبير قراءة الناس بيتكلم، ما تقولي كدة أنا هقتلك دلوقتي ولا لأ
2
كانت تجري مشادة كلامية بينهم، ولم يراهم ” علي ” بتلك الطريقة من قبل، كان لكل منهم سببه، ولكنه كان هذا السبب، واحداً لم يكن يريد تركه بالظلام، والآخر لم يكن يريده أن يحزن، كان هؤلاء الرجال منذ أن تعرف عليهم يتصرفون كالاصدقاء و وعد نفسه أنه سيتعامل معهم أكثر من الآن فصاعداً، فرفع يديه أمامهم يوقف شجارهم قائلاً :
_ بس بس مفيش حاجة، مش عارفين أصلا الكلام دة حقيقي ولا لا، احنا هنطلع نبص في الشقة هو زمانه نايم دلوقتي فالازم نبقى خفاف، وبعدين بصراحة أنا مش حاسس إنه هيقتلهم، دة كان دايمًا عندنا وكان بيحب بابا أوي، وماما كمان كانت بتعامله زي اخوها بالظبط، مفيش ورث حتى يخليه يعمل كدة.
1
كل منا ينطق بما يتمنى، لربما تؤخذ الأقدار من أفواهنا، ولكن مهما حدث سيظل كل شئ كما كان عليه، مهما تحدثنا بما نريد لن يتغير ما هو مكتوبٍ،
اومئوا برؤوسهم بينما أخرج عدة مفاتيح من جيبه ومد واحداً وهو يفتح باب العمارة قائلا :
_ البيت كدة كدة دور واحد فيه الشقتين، يعني مفيش جيران نقلق منهم، وانا معايا المفاتيح بتاعت الشقتين، يارب ميكونش غيّر الكالون بتاعه
_ أن شاءالله
همس ” زيدان ” خلفه ثم صعدوا سويا السلالم بحذر، تنهد ” علي ” وهو يقف أمام شقة عمه، و وضع المفتاح وهو يفتح الباب ببطئ، قابلهم ظلام الشقة، فهمس ” علي ” لـ ” دياب ” قائلاً :
_ اتطمن كدة نايم ولا أي
اشار برأسه على غرفة ما، فأومئ ” دياب ” وهو يسير على أطراف أصابعه، ثم فتح باب الغرفة ولكنه وجدها خالية بعدما نظر بتمعن، فألتفت ينظر لهم قائلاً بهمس :
_ مش هنا.
عقد ” علي ” حاجبيه وذهب لينظر بنفسه، فوجد أن حديثه صحيح ولم يكن بالداخل، فتحدث وهو يضيئ أنوار الغرفة وينظر جيداً :
_ ازاي يعني اومال هو فين؟
كان هناك إطارا على الطاوله بجانب سريره، فرفعها ” زيدان ” وهو يردف :
_ باين عليه بيحبهم فعلاً.
نظر ” علي ” وكانت الصورة لعمه رفقة والديه، كانت والدته تجلس على كرسي بينما هم واقفون على جانبيها يتذكر أن هذه الصوره التقطت على حين غرةٍ فكان عمه حينها يخبر والدته بشئ ما وانظاره موجهة لها، أردف بأبتسامة:
_ أنا فاكر أن بابا مرضيش يخلي الصوره دي عندنا عشان كان غيران أن عمي باصص على ماما، مهما حاول يقنعه أنه كان هيقولها حاجه مرضيش برضو.
نظر ” زيدان ” و ” دياب ” لبعضهم البعض وهم يتشاركون فكرة، فرفع ” زيدان ” سبابته وهو يضعها على شفتيه كي لا يتحدث ” دياب ” بما أتى ببالهم، تركهم ” علي ” واقفون ثم ذهب للمطبخ والحمام ولكن لم يكن وائل بأياً منهم، فعاد إليهم قائلاً بخيبة أمل :
_ شكله نزل ولا حاجه وانا مشوفتوش، يلا نمشي وخلاص.
_ مش هتبص في الاوضه التانيه ؟
سأله ” زيدان ” ولكن ” علي ” نفى برأسه قائلاً :
_ دي فيها حاجات صاحبه، مخزن يعني ملوش لازمه نخشها.
كانوا سيذهبون خلفه عندما اتجه لباب الشقة، ولكن ” دياب ” استمع لشئ ما، وكأنه صوت بكاء أو تأوه، فوضع يده على كتف ” علي ” يوقفه بينما أشار بيده للغرفة، فزفر ” علي ” بأرهاق قائلاً :
_ قولتلك مخزن مليانه فران، أنا تعبان عاوز اروح وبعديـ..
_ بتعيطي ليه ؟، قولتلك بكره هنمشي من هنا أنا رتبت كل حاجة.
وضع ” زيدان” يده على فمه كي يكتم تفاجئه، بينما همس ” دياب ” :
_ عمك معاه واحده جوا!، مش قولت مش متجوز!
توتر ” علي ” وهو ينظر تجاه الباب، شعر بجسده يقشعر وهو ينبهه بشئ ما، لم يكن يريد الدخول ليمسك بعمه بمثل هذا الوضع، فأمسك بهم من أيديهم وهو يحاول سحبهم قائلاً :
_ دي خصوصيته يلا نمشي من هنا.
كان يريد الذهاب ولم يكن يريد أكثر من ذلك، هناك شعوراً ما بداخله يحذره، فلم يكد يمر على حديثه ثانية واحده حتى تم فتح الباب فوجئ ” وائل” عندما رآهم فشهق بفزع وهو يغلق الباب بسرعة، بينما رفع ” علي ” يديه قائلاً بعجلة:
_ أنا آسف، احنا هنمشي وهفهمك بعدين.
_ ” علي ” الست اللى جو..
تمتم ” زيدان ” وهو ينظر على الباب المغلق بفزع، فقاطعه ” وائل ” وهو يقترب منهم برعب :
_ دي..دي حبيبتي، مينفعش كدة يا ” علي ” خد صحابك وامشوا من شقتي.
_ حاضر، أنا آسف مرة كمان.
التفت ليذهب وكان ” وائل ” يسير خلفهم ليتأكد من ذهابهم، لم يروا تأخر ” زيدان ” خلفهم ثم استمعوا لصوت فتح الباب بحدة فألتفتوا ثلاثتهم ينظرون فكان ” زيدان ” واقفاً بينما يده تلتصق بمقبض الباب وهو ينظر للداخل بنظرة لا ترى، ولكن تيبس جسده أوضح أن ما يراه ليس ساراً،
دفع ” وائل” ” علي ” من جانبه وهو يركض لمطبخه، فتجاهله وتقدم ليرى إلام ينظر ” زيدان “، كانت قدميه تقدم خطوة وتُأخر خطوة، حتى وقف خلفه مد يده وهو يدفعه للجانب قليلاً وكانت هناك..
تخطى قلبه نبضه وهو يرى إمرأة جالسة بمنتصف سرير وهي تعانق ركبتيها ورأسها موضوع عليهم، بينما هناك اصفاد تحاوط معصميها ومتصله بالحائط، لم يكن يعلم لما يحتجز عمه إمرأة رهينة، فنظر بجهل ل ” دياب ” وهو يتمتم :
_ أنا مش فاهم حاجة إيه يخليه يخطف واحـ..
_ يا واقعة سودا.
تمتم ” زيدان ” بصدمة، كان ” علي ” لازال ينظر ل ” دياب “، كان يعلم أن المرأة رفعت وجهها ومن النظرة التي وجهها ” دياب ” له، أكدت مخاوفه الأعظم، فأمال رأسه غير راغباً بالالتفات قائلاً بصوت متحشرج :
_ ” دياب “؟
وضع ” دياب ” يده على كتفه وهو يومئ برأسه، فأغمض ” علي ” عيناه والتفت أخيراً، حالما تواصلت اعينهم كان الفزع يظهر بمقلتيها، ترنحت قديمه وكاد يسقط لولا اجسادهم الواقفه خلفه، وضع يده على فمه يكتم شهقة بينما تحدثت هي بصوت صدئ هامس كاد لا يستمع له :
1
_ ” عماد “!
ثم تحولت نظراتها للسعادة ونهضت من السرير تركض، كان واقفاً منتظراً اصطدام جسدها بجسده ولكن اندفاعها العنيف انساها اصفادها فسحبت للخلف بينما صرخت بتأوه عندما سقطت على السرير مجدداً، اقترب ” زيدان ” وهو يحاول مساعدتها على النهوض ولكنها ابتعدت وهي تنظر له بفزع، ثم نظرت ل ” علي ” ورأى عيناها تناديه، ولكن تيبس قدمه أرضا لم يساعده، فهمس ” دياب ” بأذنه :
_ قرب يا ” علي “، اللى إنت شايفه حقيقي، مامتك عايشة.
انفلت نشيج من فمه وهو يبكي، ثم اقترب منها بحذر وهو يقيس ردة فعلها، فرأها تنظر بترقب وهي يظهر عليها الاشتياق وكأنها غير مصدقة لما أمامها، مثله تماماً، لم يستطع التباطؤ أكثر وهو يقطع المسافة بخطوة وهو يعانقها بقوه، تشبثت به واحتك المعدن بذراعه ولكنه كان ممتناً للإدراك، فسمعها تهمس بين بكاءها :
_ كنت عارفة، كدة تتأخر عليا، كدة تتأخر عليا كل دة يا ” عماد ” ؟
2
استنشق وهو يلاحظ منادتها له بأسم والده مجدداً، فأبتعد عنها وحاوط وجهها بيديه يلاحظ تجاعيدها، كيف تقدمت بالسن بعيداً عنه، بسبب من!، الرجل الذي كان شقيق زوجها، من تناول الطعام معهم دائماً، الرجل الذي كان ظنه والده صديقاً أكثر منه اخاً، قبل والدته من رأسها ثم التفت وهو يردف :
_ هو فين ؟
عندما كادوا يجيبوه ظهر ” وائل” خلفهم، تأهب كلاً من ” زيدان ” و ” دياب ” عندما رأوا سكيناً بيده، ولكنه كان يقف بعيداً عنهم، نهض ” علي ” ولكنه نظر لوالدته مجدداً بنظرة حنونه قائلاً بهدوء :
_ خليكي هنا، هقفل الباب بس وادور على المفتاح وافكك وهنمشي من هنا ؟، ماشي يا حبيبتي ؟.
عندما عبست كان وكأنه عاد للسنوات التي كانت تعبس بها بوجهه عندما يعود لها بركبة مصابة، فتألم قلبه وهو يستمع لها تردف :
_ حبيبتي!، إنت هتبطل تقولي يا حَبيّبه ولا إيه ؟.
اغمض ” علي ” عيناه وهو يشعر بقلبه ينزف، ثم فتحها واومئ برأسه لها قائلاً:
_ عيني يا حَبيّبه.
ابتسمت برضا فأغلق الباب عليها خلفه، نظر لـ ” وائل” بشرر، كان سيقتله وقد علم الشباب ذلك،
_ غريب ازاي نطقت اول ما شافتك!، مكنتش بتتكلم خالص من ساعتها.
1
تمتم ” وائل” وهو ينظر لـ ” علي ” لم يتخذ أيا منهم خطوة تجاه الآخر وكان ” علي ” صامتاً بينما تحدث ” وائل ” مجدداً بحزن :
_ مش هتاخدها مني يا ” علي ” مش كدة ؟، أنا حافظت عليها انا اللى انقذتها يومها، عشان خاطري امشي كأنك معرفتش، اعتبرها لسه ميته.
1
_ ليه ؟.
سأله ” علي ” السؤال بثبات، كان يرى نظرة الجنون ولكنها كانت مختلطة بحزن غريب، واجابه” وائل ” بصوت خافت :
_ كنا بنحب بعض، أنا كنت بحبها من قبل ما يتجوزها وهو..هو كان عارف وخدها مني.
_ يعني هي كانت قايلالك أنا بتحبك ؟
عندما سأله ” زيدان ” دفعه ” دياب ” لأن هذا ليس خاصاً بهم، ولكن ” زيدان ” كان كعادته لا يستطيع كبح جماح فضوله، وكان ” علي ” ينظر لعمه ينتظر إجابته لذا لم يكن السؤال خاطئ تماماً، أجابهم ” وائل” بثبات قائلاً بثقة :
_ مقالتش، بس أكيد كانت خايفة منه، بس كانت بتتواصل معايا أنا بشوفها، لما كنت بروح عندهم كانت بتعملي اكل وتبتسم وهي بتحطهولي، واحنا قاعدين سوا كلنا كانت بتبصلي وترفع أيديها وكأنها بتكلمني، يمكن مقالتش بصوت عالي أنها بتحبني بس انا شوفت دة في كل وقت.
5
انسحبت الألوان من وجه ” علي ” وهو يلاحظ حديثه، تراجع خطوة وقد ظنوا أنه كان مما استمع له، ولكنه كان يفكر بشئ آخر، شئ آخر كان هو أيضاً يشعر به، لكنه كان يجب تجاهل ذلك الآن، سيكون تفكيراً ليوم آخر، كان الآن يجب معرفة كل شئ حدث قبل أن يقتله، كان يجب أن يعلم هل هو من تسبب بحادث والديه ام لا، ولكنه لم يستطع سؤاله مباشرةً كي لا يكذب، عوضاً عن ذلك قام بلف السؤال فنظر له وهو يردف :
1
_ بس هي كانت معاه يومها، مخوفتش هي كمان تموت!
رفع ” وائل” يده الحره وهو يسير بها على رأسه، وظهر الندم على وجهه وهو يردف بينما يسير ذهاباً وإياباً :
_ مكنتش أعرف أنهم هينزلوا سوا بليل، المفروض كان دة يحصل وهو رايح الشغل الصبح، أنا كنت هتجنن لما اتصلوا بيا قالولي، بس الحمدلله هي كانت عايشة.
1
ابتسم وهو يردف بأخر حديثه، ثم توقف ونظر ل ” علي ” بسعادة قائلاً ويبدو فخوراً بما فعله :
_ كانت عايشة عشاني، عشان كانت عارفه إني هروح أنقذها، أول ما بصيت تحت العربية وشافتني قالتلي ” وائل” شوف ” عماد ” بس كان ميت خلاص انت شوفته كان عامل إزاي مكنش فيه امل أنه يعيش، قدرت أرتب كل حاجة وربنا وقف معايا، وقف معايا عشان هي مكانها في الآخر جنبي و معايا، كل الأمور كانت بتترتب لوحدها، قبلها بسنتين ابوك خدكوا ومشي عشان كان عاوز يقعدها في مكان انضف وشقة اوسع، ودة اللى خلاني اعرف اجيبها هنا، كل حاجه كانت بتوريني أن مكانها معايا يا ” علي “.
1
_ يا حيوان، يا ابن ال***
صرخ ” علي ” وهو يقترب منه، فرفع السكين أمامه قائلاً :
_ لو قربت هقتلك، خليني معاها يا ” علي ” أنا من غيرها هموت.
_ موت عشان هاخدها، وأنت هتتحاسب على كل حاجة عملتها، دة اخوك!، اخوك الوحيد ومكنش باقيله في حياته غيرك، مكنش ليه غيرك وكان بيعاملك كأنك ابنه، ازاي قدرت تقتله!، ضميرك موجعكش!
1
لم يركز ” وائل” بأياً من حديثه سوى اول جملة وهي أنه سيأخذها منه، استمعوا لصوت صفارات الإنذار، فنظر ” علي ” لهم بينما تمتم ” زيدان ” :
_ خدت رقم ” عصام ” من ” مازن ” وكلمته.
لم يستطع ” علي ” التركيز حتى استمع لصرخة ” وائل” فانظروا له بسرعة و جدوا السكين يشق عنقه،
1
_ يا ابن المجنونه.
1
تمتم ” دياب ” وهو ينظر بصدمة، لقد قتل نفسه، ركض ” علي ” وهو يخلع تيشيرته بينما يضعه على رقبته صارخاً :
_ لا لا، مش هينفع تموت كدة.
_ قـ..ولها إني حبيتها اكتر من أي حاجه، اكتر من نفسي، من حياتي، اكتر من أخويا ودمي.
لفظ أنفاسه الأخيرة وعيناه مفتوحة، امسك ” علي ” بجثته وهو يصرخ، لم يكن يجب أن يموت هكذا، كان يجب أن يعاقب، سحبوه من ذراعيه بينما هجمت الشرطة للشقة، ترك ” زيدان ” ” علي ” واقترب من ” عصام ” قائلاً :
_ زي ما قولتلك الضحية موجوده في الاوضه دي، وهو قتل نفسه.
_ تحفظ على سلاح الجريمة.
تمتم ” عصام ” للشرطي بجانبه فأقترب وهو يضع السكين داخل كيس، بينما كانت أنظار ” علي ” معلقة على جثة عمه، تمتم ” عصام ” وهو يقترب من الغرفه :
1
_ البنت اللى حاولت ترشيني عماله تحاول تفتح العربية تحت، حد ينزل يفتحلها.
_ ” جنة “!
همس ” علي ” وهو يفكر برد فعل شقيقته، أخرج مفاتيح سيارته وهو يعطيها ل ” زيدان ” قائلاً :
_ انزل افتحلها.
اومئ ” زيدان ” وهو يأخذ المفاتيح بينما ركض لاسفل، عندما وصل للسيارة وجدها تحاول فتحها بهلع، عندما فتحت لها ترجلت خارجها بسرعة وهي تردف :
_ ” زيدان “!، هو في أي، البوليس والاسعاف هنا ليه إيه اللى بيحصل!
_ ششش متخافيش هقولك كل حاجة بس استني.
تمتم وهو يحاول تهدئتها عندما كادت تتحدث مجدداً توسعت عيناها وهي تنظر تجاه المنزل، نظر ” زيدان ” فوجد إنهم يحملون جثة ” وائل” بينما يغطونها بقماشة بيضاء، تسارع تنفسها وحاولت الركض ولكن ” زيدان ” امسكها من كتفيها، صرخت وهي تحاول فك حصار يديه :
_ دة مين يا ” زيدان “؟، أخويا ولا مين، سيبني بالله عليك.
اغمض عيناه بحزن وهو يردف :
_ مش اخوكي، دة عمك.
وضعت يدها على فمها وهي تشهق، لم تكن تفهم شئ، لقد كانت غافية بالسيارة حتى استمعت لصوت صفارات الشرطة،
_ مـ.. مين اللى ” علي ” ماسكها دي ؟.
2
همست وهي تراقب شقيقه يخرج من الباب بينما يحاوط إمرأة، هذه المرة تركها ” زيدان ” تركض تجاههم، وقفت فجأة عندما نظرت المرأة لها، وبينما توقف عالم ” جنة ” اعادت المرأة انتباهها أمامها وكأنها لا تعرفها،
تحدث ” عصام ” وهو ينظر لهم :
_ هتروح على المستشفى عشان نتطمن عليها ونشوف صحتها العقلية والنفسية، وبعدين نعرف ايه إلى حصل بالظبط، انتوا متحفظ عليكوا لحد ما نشوف تقرير الطب الشرعي و ازاي مات، هيقف عسكري معاكوا في المستشفى
لهذا السبب بالضبط اتصل ” زيدان ” به، لأنه كان سيفهم لذا اومئوا برؤوسهم، كانت ” جنة ” تنظر لهم بدهشة حتى دخلت والدتها سيارة الإسعاف و ” علي ” بجانبها، كانت تتشبث ب ” علي ” وكأنها تعرفه، لماذا لم تعرفها هي؟
أغلق باب السيارة بوجهها وأخيراً التفتت تنظر ل ” زيدان ” بأستفهام، بينما تمتم ” دياب ” وهو يتجه لسيارتهم :
_ هاتها يا ” زيدان ” عشان هنروح وراهم.
_ د..دي مـ.اما ؟
1
سألته بتقطع وهي تنظر له، فأردف وهو يتجه بها للسيارة :
_ هحكيلك كل حاجة في العربية.
وعدها ” زيدان ” ثم راقبها وهي تسير تجاه السيارة أمامه، ما سيخبرها به لن يكون سهلاً عليها أبدا.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
كانت هناك حالة غريبة بالمشفى، وقف ” علي ” وهو لا يعلم أين يذهب أو ماذا يفعل، لقد مرت خمس ساعات أو ربما سته منذ أن اخذها الأطباء، كانوا يفحصونها جيداً وهناك طبيباً نفسياً يتحدث معها بالداخل، لقد ذهب مع ” عصام ” رفقة الرجال وسردوا كل شئ حدث، و اثبت الطب الشرعي صحة حديثهم حيث تم توضيح أن القطع بالعنق كان من فعل الشخص نفسه بسبب زاوية اليد، هذا يعني أن الأمر مع الشرطة انتهى
_ عارف اكتر حاجة مزعلاني، أنه عاش معاها حداشر سنة زي ما كان عاوز، وكمان هو اللى اختار موته، عاش حياته بدماغه وبس.
تمتم لـ ” دياب ” الذي يقف بجانبه، لم يتركوه لحظة، كان ” زيدان ” يجلس بجانب ” جنة ” الهادئه، لم تتحدث بكلمة واحده منذ أن أتوا، سمع تنهيدة ” دياب ” ما حدث كان كثيراً عليهم جميعا، لم يتخيل أحد أبدا إنه من الممكن أن يفعل شخص ذلك، تحدث ” دياب ” بخفوت :
_ مكنش طبيعي، كان مهووس بيها، اتكلم عنها كأنها بتحبه، بيعتبر أن إشارات ايديها او اي حركه عفوية تعملها إشارة بينهم، دة مرض يا ” علي “، مش مهم الطريقه اللى مات بيها عذابه في الاخره ثابت، زمانه في نار جهنم دلوقتي.
ـ دة مرض يا ” علي ” ـ
تردد صدى الجملة داخل عقله، ألم يكن هو أيضاً يرى أن ” نور ” تتواصل معه بتلك الطريقة، هل كل ما كان يظنه كان كذباً؟، الم تكن تعرفه منذ سنواتٍ كما كان يفعل!،
قاطع شروده ركض اقدام تجاههم، فنظر وإذ بها بوجه يمتلئ بالقلق تقترب منه وخلفها يسير ” عاصم ” رفقة ” يارا ” بهدوء،
لم يأبه بأي شئ حولهم وهو يركض تجاهها أيضاً غير قادراً على الصبر حتى تصل له، حاوطت رقبته بذراعيها بينما حاوط خصرها بقوه، تشكلت اجسادهم وكأنهم معتادون على عناق بعضهم البعض بتلك الطريقة منذ الأبد، كانت تقف على أطراف اصابعها حتى تحاوطه بالكامل، وهمست بأذنه بهدوء :
_ حمدالله على سلامتها يا حبيبي، افرح يا ” علي “، افرح أن بعد كل دة ربنا رجعهالك كويسة.
امتلئت عيناه بالدموع، كيف يخبرها أن أكثر ما يؤرقه إنه ربما يكون مثل عمه، انه يشكل نفس الخطر الذي شكله عمه على والدته
_ مش هقدر اخسرك يا ” نور ”
عندما تشبثت به اكثر اكتشف أنه تحدث بصوت مرتفع، ابتعدت عنه وهي تحاوط وجهه بيديها الصغيرتين ونظرت بعيناه قائلة بأعين مليئة بالدموع :
_ مش هتخسرني أبداً، هفضل دايما معاك، انت عارف أن أكثر الناس بلاءاً كانوا الأنبياء مش كدة ؟، عارف ان البلاء بيقربنا من ربنا اكتر!، وأنه شئ يثبتلنا أن ربنا فاكرنا و بيحبنا، دة خير يا حبيبي، اديك عرفت مين قتل باباك وزمانه بيتحاسب دلوقتي في دار العدل، ربنا هياخدلك حقك منه، انت دورك دلوقتي إنك تعوض الوقت اللى ضاع من طنط بعيد عنكوا، وتفرح إن فيه حد منهم هيكون معاكوا دلوقتي.
اومئ برأسه فمسحت الدموع التي تساقطت دون أن يدري بأناملها، قبلته من وجنته وهي تبتعد ثم أمسكت يده و عادوا أمام الغرفة التي توجد بها والدته، جلست ” يارا ” بجانب ” جنة ” محاولة الحديث معها ولكنها لم تتحدث بأي شئ، فأومئ ” زيدان ” برأسه لشقيقته كي تتركها على راحتها، ثم ذهب ليجلب لها شئ تشربه، بينما تحدثت ” يارا ” لهم راغبة بكسر الصمت الكئيب :
_ ” مهرة ” كان نفسها تيجي اوي والله، بس تعبانة الإجهاد وحش عليها.
_ نبارك ولا إيه ؟
تحدث ” علي ” بمشاكسة ضعيفه ل ” دياب ” الذي دفعه بمرفقه مرحباً باللفتة، ثم غم الصمت مجدداً عندما فتح الطبيب الباب وخرج، واعطاهم نظرة للداخل حيث كانت والدته جالسة على السرير كما وجدها بمنزل عمه، شدت ” نور ” على يده بدعم، فنظر للطبيب الذي باشر بالحديث قائلاً :
_ صحتها الجسدية كويسه جدا مفيهاش اي مشكلة، المشكلة الوحيدة أن عقلها واقف في سنة 2013 و فاكره أن جوزها عايش وطول كلامنا وهي عماله تسأل عليه، قالتلى أنها متعرضتش للعنف الجسدي أبدا، وفعلاً مفيش اي خدش فيها، عقلها شغل آلية الدفاع وفصلها عن الواقع بأنه خلاها تفكر أن الحداشر سنة دول هما أصلا ممكن يكونوا شهر ولا شهرين.
1
_ طب والعلاج إيه يا دكتور ؟.
سألته ” نور ” بلهفة، فهز رأسه وهو يجيبها غير متأكداً :
_ دي حاجه للأسف خارجه عن إرادتنا، ممكن تتقبل بكره و ممكن بعد سنه، وممكن متتقبلش أبدا، انتوا بس خليكوا حواليها، عرفوها انكوا أولادها و عرفوها على نفسكوا، مش هيبقى خطر عليها متقلقوش وخير أن شاءالله.
1
شكره ” دياب ” لأنه لم يقوى ” علي ” على الحديث، نظر ل ” جنة ” الذي لازالت انظارها معلقه على جسد والدتهم، حينما رفعت رأسها ورأت ” علي ” تحدثت بفرح :
_ ” عماد “!، حبيبي تعالى بسرعة عاوزه اتكلم معاك.
شهقت ” جنة ” ببكاء وهي تركض للخارج، تركوها لأنها في هذا الوقت ربما تريد أن تبقى بمفردها لتتعامل مع كل ذلك، بينما دلف ” علي ” ولم يترك يد ” نور “، جلس على السرير أمام والدته وأمسك يديها، نظرت له بتمعن وهي تردف :
_ ” وائل” كان غريب اوي، كان مخوفني ورابط ايدي، انا اسفه اني اتخانقت معاك لما قولتلى انك حاسس أنه عينه مني وصممت نمشي من البيت.
3
تيبس جسده، لقد كان والده يعلم أن شقيقه يرغب بزوجته!، كيف مر عليه ذلك وتعامل معه، تخيل مقدار الالم الذي عاناه، أكملت والدته ولم يقاطعها وهو يتركها تخرج مكنونات صدرها:
_ بس هو معمليش حاجة وحشه، قعد يقولى إني بحبه، أنا محبتهوش طبعاً، أنا طول عمري بحبك انت بس.
_ ماما.
تمتم ” علي ” فصمتت وهي تسحب يديها من يديه، عبست بوجهه وهي تردف :
_ ايه ماما دي ؟، صحيح فين الأولاد ؟.
_ ماما أنا ” علي “، مش ” عماد “.
شهقت وهي تضع يديها على فمها، وبدا وكأنها تنظر له بطريقة مختلفه الآن،، امتلئت عيناها بالدموع وهي ترفع يديها المتجعده وتحاوط وجهها، اغمض ” علي ” عيناه وتركتهم ” نور ” بينما أغلقت الباب خلفها لأن هذه لحظة خاصه بهم، سارت ” ياسمين ” بيدها على وجه أبنها، ثم تمتمت ببكاء :
_ ” علي “!، ازاي كبرت كدة ؟، إنت شبهه أوي، هو فين طيب فين ” عماد ” ؟.
لم يكن يعلم بماذا يجيبها، ولكن الطبيب أخبره أنه لن يكون هناك ضرر إذا علمت الحقيقة، لذا فتح عيناه ونظر لها، ثم تحدث بهدوء :
_ بابا مات في الحادثه اللى انتو عملتوها.
انزلت يديها وهي تنظر أرضاً، صمتت لدقيقة ثم بكت بصوت مرتفع، بكت وكأنها لم تبكي من قبل قط، وتركها تبكي وهو يبكي معها، وازدادت دموعه غزارة عندما تحدثت بين بكاءها :
_ أنا كنت عارفه، مات بسببي، كان حاطط جسمه على جسمي والعربية بتتقلب بينا، شوفته، شوفته بعيني وهو بيطلع في الروح.
1
لم يستطع التحدث عوضا عن ذلك عانقها فتشبثت به، بللت دموعها ملابسه ولم يشكوا، لقد كانت غافلة تماماً عما فاتها بحياتها، لقد مرت إحدى عشر سنة وهي حبيسة تلك الغرفة لم تخرج منها، يبدو وكأنها الآن استعادت وعيها، فأبتعدت عنه وهي تسأل بخفوت :
_ هتوديني عند ” عماد “؟.
اومئ برأسه، بينما تنهدت هي وهي تردف :
_ ” جنة ” فين ؟
تهللت اساريره عندما تذكرت شقيقته، ونهض بلهفة قائلاً :
_ هروح اجبهالك حالا، استني هنا.
ابتسمت وهي تومئ له، فخرج راكضاً كي يجلب شقيقته، لقد حان وقت حديثها مع والدتهم.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
« يُصبح الحزن أخف إذا تقاسمه اثنان،
لذا أخبريني كيف خدشت الحياة يديكِ،
لأقبلها حتى تُشفى »
…
كان ” زيدان ” حائرا بكيفية التصرف معها، كان الموقف الذي هم به غريباً عليه هو لا يعلم كيف بها، كان يدخن سيجاره خارج المشفى، ليس من عادته التدخين ولكنه فقط يلجأ له عندما يتوقف عقله عن التفكير، اطفئ سيجارته وكان سيعود للمشفى ولكنه وجدها تقترب منه، تسير بخطى ثقيلة بينما أكتافها منحنية،
ود لو يركض ليعانقها بقوة حتى تنتقل آلامها له، ولكنها لم تكن زوجته بعد، وكان يحبها أكثر من أن يحملها آثمٍ كهذا، فوقف حيث كان ينتظر اقترابها ليحاول أخذ همومها بكلماتٍ، ولكنها حالما أخيراً وقفت أمامه ورفعت رأسها تنظر له كانت الدموع تشوه وجهها، بينما الحزن يعترى ملامحها، احكم يديه بجانبه كي لا يمد يده ليزيل دموعها، بينما بدأ حديثه قائلاً:
_ ” جنة” إنتِ عارفة أن دة مكتوب واحنا مهما نعمـ..
قاطع حديثه نشيجها الباكي، وتيبس عندما أسندت جبهتها على صدره، اغمض عيناه وهو يضع يده خلف ظهره كي لا يلمسها، ولم يهن عليه حتى أبعادها، تركها تبكي بصوت مرتفع ونظراً كونهم بمكان من الطبيعي البكاء به لم ينظر أحد تجاههم، استمع لحديثها المختلط ببكاءها وهي تردف :
_ مفكرة ” علي ” يبقى بابا، حداشر سنة يا ” زيدان “، حداشر سنة!، إزاي دة حصل، ازاي قدر يعمل كدة ازاي قدر يعمل كدة.
1
رفعت يدها وهي تتشبث بقميصه بينما تقوم بخبط رأسها بصدره وهي تتمتم:
_ إزاي قدر يموت اخوه، ازاي قدر ياخده مني كان زمانه هنا، بابا كان زمانه هنا، قلبي واجعني اوي يا ” زيدان “، وكأنه وجع هيفضل دايما.
رفع يديه وهو يمسك ذراعيها فقام بأبعادها بأسف وابتعد خطوة للخلف، ثم تنهد ونظر لها بينما لازالت دموعها تتساقط، أخرج من جيبه منديلا واعطاها إياه، ثم تحدث بصوت هادئ :
_ تعالى نقعد.
اومئت له وسار تجاه مقعد قريب، انتظر منها الجلوس ثم جلس بجانبها، ثم تمتم بهدوء :
_ اتكلمي.
لم يتحدثون أبدا عن وفاة والديها من قبل، لم يتطرق إلى الموضوع كي لا يؤلمها، ولكن الآن بدا له أنها تحتاج للحديث أكثر من اي شئ، فأستمع بكل حرص عندما بدأت حديثها :
_ كنا عيلة جميله اوي، صغيره ودافيه، اب موظف وأم ربة منزل بتحفظ أولادها القرآن وبتهتم بتعليمهم، ومهتمه بـ عمي العازب اللى قاعد في الشقه إلى في وشنا، بتغديه معانا وبتغسل هدومه ساعات، بكل هدوء وحب وكأن اي مكان هي تلمسه بيطلع فيه ورد، بابا كان بيحبها اوي اوي، الحب اللى رغم اني كنت صغيره بس كنت اقول يارب يكون عندي زوج زيه.
عندما تململ بجلسته أوقفت حديثا وهي تبتسم رغماً عنها قائلة :
_ متقلقش استجاب لدعوتي ولقيتك.
3
ابتسم بخجل لأنها فهمت عليه، بينما عادت هي للنظر أمامها بينما تكمل :
_ لحد وانا عندي تسع أو عشر سنين قال إنه عاوز يروح شقة تانيه ويسيب البيت، وقتها ماما اتخانقت معاه لأنها اتعودت على المكان والشارع بس في الآخر برضو مشينا روحنا شقة تانيه، والحياه مشيت بهدوء كالعادة لحد..لحد اليوم اللى قولتلهم أني نفسي اكل بسبوسه من برا، ونزل هو وماما يجيبوها رغم أن الوقت كان متأخر.
اغمضت عيناها وهي تتذكر تفاصيل ذلك اليوم، لم تخبر أحدا أبدا عن تحملها الذنب، وإنه كان يثقل كاهلها كل هذه السنوات، أكملت حديثه وقد تحشرج صوتها :
_ مرجعوش، أنا فاكره ” علي ” لما دخل عليا وقالى، وقتها مكنتش قادره استوعب ازاي في لحظة، لحظة بس خادتهم مننا، ” علي ” قعد من دراسته واشتغل اتخلى عن أحلامه عشاني، قفل على نفسه وحتى معملش صحاب عشاني، هما كمان وقتها ماتوا عشاني، لو مكنتش طلبت منهم بسبوسه!
احنت رأسها وهي تنهار باكية، مد ” زيدان ” يده وهو يزيل الدمعه التي تسربت من عيناه، قبض يديه كي لا يمسك بها، وعندما كاد يتحدث شعر بيد توضع على كتفه، بينما يقف ” علي ” خلفهم وعيناه مليئة بالدموع، ثم التفت وقرفص أمام شقيقته التي حالما رأته اعتدلت وهي تزيل دموعها، فأمسك بيديها قائلاً :
_ كل دة يا ” جنة ” واهمه نفسك بيه ومفكرتيش تتكلمي معايا أبدا ؟، أنا كام مرة قولتلك اني مش زعلان على اي حاجة عملتها عشانك!، ومن امتى واحنا بنتدخل في قدر ربنا ؟، حتى لو مطلبتيش بسبوسه كانوا هينزلوا برضو عشان دة مكتوبلهم، زي.. زي ما مكتبولنا أننا في لحظة منبقاش ايتام الأم.
تحشرج صوته وهو يتمتم بأخر جملته، فأومئت برأسها وهي تنحني لتعانقه، بادلها العناق وبكوا سوياً، تململ ” زيدان ” بجلسته بغير راحه ورغماً عنه كانت عيناه تفيض، فتمتم بمزاح علّه يخفف الجو :
_ يا امي على النكد، ما كفايه بقا.
انفلتت ضحكة من ثغرهم فأبتعد ” علي ” عن شقيقته وهو يزيل دموعها قائلاً :
_ عنده حق، كفاية نكد، ويلا بينا نعوض الوقت اللى ضيعناه بعيد عن ماما، اللى بالمناسبة هي اللى سألت عنك وبعتتني اجيبك.
_ بجد يا ” علي “؟.
اومئ لها فلم تعطيه فرصه وهي تدفعه وتركض للداخل، ضحك ” زيدان ” وهو يسير بجانب ” علي “، فتحدث ” علي ” دون النظر له :
_ انت راجل يا ” زيدان “، أنا شوفت ازاي منعت نفسك من انك تحضنها وفي نفس الوقت منفرتهاش، شكراً إنك كنت حنون بيها في ضعفها.
_ ” جنة ” حبيبتي يا ” علي “، و المُحب لا يهدي حبيبه ذنوباً.
اومئ ” علي ” له بأبتسامة وعندما وصلوا للغرفة كانت ” جنة ” تعانق والدته بينما يبكون، فأبتسم عندما ابتعدت ” جنة ” عنها قائلة بلهفة :
_ انا حفظت القرآن كله، تحبي اسمعلك ؟
ابتسم ” علي ” بحزن وهو يدرك أن ذلك كان حلمها، كانت والدته تنظر لها بأعين تشع، لقد كانت قريبة منها للغاية دائماً، بينما اجابتها بأبتسامة:
_ ممكن تراجعيه معايا الاول عشان حاسه اني نسيته ؟.
_ ممكن طبعا، ممكن يا ماما، وحشتيني اوي أوي، أنا..أنا كنت زعلانه اوي وفضلت اتمنى كتير اني كنت اروح معاكوا عشان اكون معاكوا دايما.
تمتمت ” جنة ” ببكاء، فتحدث ” علي ” بمزاح :
_ وكنتوا تسيبوني أنا بقا اتهبل صح
ابتسمت هي و والدته، كانت ” نور ” تقف بجانبه، فلفتت أنظار ” ياسمين” ثم نظرت للبقية وكأنها للتو لاحظت وجودهم، كان ” زيدان ” و ” نور ” فقط الواقفين، بينما البقية يجلسون بالخارج، تنحنح ” علي ” ثم وضع يده أسفل ظهر ” نور ” وهو يقدمها للأمام قائلاً بصوت هادئ ولكنه فخور :
_ دي ” نور ” يا ماما، مراتي.
_ وانا خطيب ” جنة ” يا طنط، اي رأيك نعمل الفرح الشهر الجاي احتفالا بحضرتك كمان في نفس الوقت
تمتم ” زيدان ” بلهفة فصفعته ” نور ” على ذراعه بينما يراقبون رد فعل والدته التي كانت تنظر ل ” زيدان ” متعجبة، ثم فاجئتهم عندما ضحكت بصوت مرتفع قائلة ل ” جنة ” :
_ دمه خفيف، هيضحكك زي ما ” عماد ” بيضحكني.
ابتسموا وهم يراقبونها بينما كانوا يعلمون أنها تتحدث عن زوجها بصيغة الحاضر، ويبدو أن عقلها لم يستوعب بعد وفاته، ولكنها ستفعل كما تقبلتهم بمرور الوقت ستتقبل وفاة زوجها، وسيعطونها وقتها، اقتربت ” نور ” وهي تمد لها يدها قائلة :
_ حمدالله على سلامة حضرتك يا طنط.
ابتسمت ” ياسمين ” وهي تمسك بيد ” نور ” ثم أردفت بسعادة :
_ شكلها حلو اوي يا ” علي “، طب إيه أنا عندي احفاد ولا لأ ؟.
حك ” علي ” مؤخرة رأسه وهو يردف :
_ والله نفسي يا ماما بس احنا عاقدين بس.
احمر وجه ” نور ” من حديثه بينما ضحك ” زيدان ” قائلاً :
_ لو ” عاصم ” كان سمعك كان هيقول اهو طلع قليل الادب اهو.
1
_ حد بينادي ؟
ضحك ” علي ” عندما ادخل ” عاصم ” رأسه من الباب، ثم فتحه ودلف بينما ولج البقية معه، لقد عرفهم على والدته وابتسم عندما ظل ” عاصم ” يشاكسها حتى إنه تحدث وهو ينظر لها :
_ اللى هناك دي خطيبتي، بس انا عادي سنجل، حضرتك مش بتفكري في الموضوع ؟.
2
هز ” علي ” رأسه بلا فائده منه ولكنه كان سعيداً أنهم يساعدون والدته ويحاولون اضحكاها، يجب عليه الآن أن يفعل ما فكر به، فأخفض رأسه وهو يهمس بأذن ” نور ” :
_ هروح اتكلم مع الدكتور النفسي واجي.
_ ماشي يا حبيبي، تعالى بسرعة.
اومئ لها ثم قبلها من وجنتها وهو يخرج من الغرفة بهدوء، سأل أحد الممرضين على غرفة الطبيب النفسي وعندما اشدوه طرق الباب ثم انتظر الاذن بالدخول، ابتسم الطبيب حالما رأه قائلاً :
_ ايه الأخبار ؟
ابتسم ” علي ” بتردد وهو يغلق الباب خلفه مجيبا إياه:
_ انا قولتلها أني ابنها مش جوزها وعرفتها أن بابا مات، بس هي لسه بتتكلم عنه بصيغة الحاضر.
_ متقلقش طالما تقبلت كلامك من غير إنهيار يبقى عقله هيستوعب واحده واحده.
طمأنه الطبيب فأومئ ” علي ” برأسه وتمتم بخفوت :
_ انا كنت عاوز أسأل حضرتك على حاجة.
ابتسم الطبيب وكأنه قرأ على وجهه ما يريد، فأشار بيده للكرسي الذي أمامه وهو يردف بترحيب :
_ طبعاً يا ” علي “، اتفضل.
جلس حيث أشار له، ثم فرك يديه وهو لا يعلم كيف يبدأ
حديثه، فتحدث وهو ينظر للطبيب :
_ هو ايه المرض النفسي اللى كان عند عمي خلاه يعمل كدة؟
_ هوس.
اجابه الطبيب ببساطة، فتنحنح ” علي ” وهو يردف :
_ بس هو قال قبل ما يموت أنه كان عارف أنها بتحبه، ولما سألته هل هي قالتله ولا لا قالى إنها كانت بتتواصل معاه بإشارات خفية، زي تواصل بينهم، بس ماما بتقول انها عمرها ما حبته.
_ هممم.
همهم الطبيب وهو يفكر قليلاً، ثم ابتسم بإدراك بعد دقيقة وهو يردف :
_ اول مره الاقي حاله عن المرض دة هنا، الوهم اللى بيخليك تحب حد فيه بينكوا مسافات وحاجات ممكن تخلي ارتباطكوا مستحيل، وتبقى متأكد أن الطرف التاني بيحبك وبيتواصل معاك، الحالة دي ظهرت أول مره ايام الملك هنري التالت، كان فيه واحده مجنونه بيه وقاعده قدام القصر، ولما سألوها عرفتي ازاي أنه بيحبك قالتلهم أنه كل اليوم الصبح بيحرك الستاره بتاعت أوضته عشان يتواصل معاها.
1
ابتلع ” علي ” ريقه وهو يفكر كم مره أخذ تحريك ” نور ” بيديها كأشارة بينهم، أو حتى عندما أمسكت بلوزتها وهي تلويها بيديها بتوتر، لقد وثق كل ذلك بصور حتى يعيد هذه الإشارات بعقله مراراً وتكراراً، همس وهو يسأل الطبيب بهدوء ظاهري :
_ ده بسبب ايه ؟، واسمه ايه المرض دة ؟
نظر الطبيب له نظرة ثاقبة، ثم اجابه بحذر :
_ لحد دلوقتي ملوش سبب معين، فيه قالو أنه نوع اخر من الهوس، وفيه قالو أنه حب برئ، وفيه قالو إنه وراثي عشان الحالات القريبة، زي الاب وابنه أو عمه أو اخوه.
قبض ” علي ” على يديه وتسارع نبض قلبه، وكان الطبيب يراقب كل ذلك وهو يكمل :
_ المرض دة اسمه erotomania
– إيروتومانيا ـ
8
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
السلام عليكم 🙈
طبعا بارت أتأخر يوم عشان رجعت التلات من الكليه وانا
فاكره دة الاتنين ونمت من غير ما اكتب حاجة 😂😭
+
بس البارت طول معايا معرفتش اخلصه عشان تفاصيله كتير ، وأخيراً عرفنا مرض ” علي ” وإن اسم الرواية مش اي اسم وخلاص، فيه تفاصيل هتتوضح اكتر البارتات الجاية
عشان الرواية بتخلص خلاص
1
اي رأيكوا في الأحداث ؟
تفتكروا ” علي ” هيتصرف ازاي بعد ما عرف إنه خطر أساسي على ” نور ” ؟
14
إنجوي يبنوتاتي 😘
- لقراءة باقي فوصل الرواية أضغط على (رواية ايروتومانيا هوس العشق)