رواية جنة وظافر الفصل الثاني 2 بقلم اسما السيد - The Last Line
روايات

رواية جنة وظافر الفصل الثاني 2 بقلم اسما السيد

رواية جنة وظافر الفصل الثاني 2 بقلم اسما السيد

 

البارت الثاني

 

لم تصرخ لم تبك لم تحطم شيئا.
فقط وقفت أمام المرآة طويلا نظرت إلى ملامحها وابتسمت بحزن فخور.
في اليوم التالي جمعت شهادتها الجامعية القديمة وبعض تصاميمها التي كانت تخفيها في درج خشبي وتقدمت بطلب وظيفة في إحدى الشركات الكبرى.
نجحت بسرعة بفضل اجتهادها وثقتها الهادئة.
وفي كل صباح كانت ترتدي حجابها بطريقة أنيقة وتغادر بخطوات فيها من الهيبة أكثر مما في عطر ليان من إغواء.
بدأت سمعة ظافر تتراجع في العمل بعد أن انكشف تلاعب ليان ببعض العقود.
خانته السكرتيرة كما خان زوجته.
طرد الاثنان من الشركة في يوم واحد لكنه لم يجد بابا واحدا يفتح له بعد ذلك.
عاد إلى البيت فوجد جنة تجهز حقائبها.
نظرت إليه بعينين ثابتتين وهتفت كنت تظنني ضعيفة لأنني صامتة لكن صمتي كان من كرامتي لا من ضعف.
اليوم أترك لك البيت وكل شيء إلا نفسي فهي لي وحدي.
خرجت ووراءها رجل محطم أدرك متأخرا أن الكبرياء الحقيقي لم يكن يوما في صوته العالي بل في صمتها الشريف.
مرت سنة.
جنة صارت مديرة مشاريع ناجحة مهيبة الحضور تفيض أناقة وثقة.
كل من يراها يدرك أن خلف هذا الوجه المشرق امرأة انتصرت دون أن ترفع سيفا.
وفي مقابلة صحفية عن نجاحها سألوها عن سر قوتها.
ابتسمت وقالت بهدوء تعلمت أن الكرامة لا تسترد بالانتقام بل بالنهوض.
الفصل الثاني منذ رحيل جنة لم يعرف ظافر للنوم طعما.
كان يجلس في شقته الفارغة بين جدران باردة تشبهه.
لم تعد ليان بجانبه فهي اختفت يوم سقطت معه الشركة كأنها لم تكن.
كلما نظر إلى المرآة رأى رجلا مريضا بالغرور يكسوه التعب وتفضحه العيون الفارغة.
ذات مساء التقط هاتفه القديم وفتح ألبوما من الصور وجد جنة بضحكتها الهادئة في إحدى الرحلات تقف بجانبه بخجل وحياء.
تأمل الصورة طويلا ثم همس لنفسه كانت نوري وأنا من أطفأها.
في صباح شتوي قرر أن يذهب إلى الشركة الجديدة التي سمع أن جنة تعمل فيها.
وقف أمام بوابتها مترددا يحمل في يده باقة ورد ذابلة الأطراف كأنها تعكس حاله.
حين رآها تخرج من المبنى كاد لا يصدق
كانت مختلفة في مشيتها ثقة في ملامحها قوة وفي عينيها بريق امرأة تعرف قيمتها.
اقترب وقال بصوت خافت جنه
التفتت نحوه نظرت إليه بثبات ثم اجابته ببرود مهذب
أهلا ظافر هل تحتاج شيئا
كنت أود أن أراك فقط. أعتذر عن كل شيء. كنت أحمق.
ابتسمت بهدوء وهتفت الاعتذار لا يعيد ما كسر يا ظافر لكنه ينقذ ما تبقى من إنسانيتك. فحافظ علي ما تبقي منك.
ثم مضت وتركت خلفها صمته الموجع.
لم ييأس ظافر. بدأ يرسل إليها رسائل متقطعة اشتقت لصوتك. لم أنس أنك كنت أنقى ما في حياتي.
لكن جنة لم ترد. كانت قد تجاوزت مرحلة الألم وصارت ترى الأمور بوضوح لم تعد تكرهه لكنها لم تعد تحبه أيضا.
ذات يوم التقيا مصادفة في مؤتمر مهني.
كانت المتحدثة الرسمية تتحدث عن تمكين المرأة في بيئة العمل.
وحين أنهت كلمتها دوى التصفيق في القاعة بينما ظافر جلس بين الحضور

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)