روايات

رواية زهرة الفصل العاشر 10 بقلم فريدة أحمد

رواية زهرة الفصل العاشر 10 بقلم فريدة أحمد

 

 

البارت العاشر

 

حملت حبيبة إناء الزيت الساخن وصدمته بزهرة لتصرخ زهرة بشدة وهي تحمي وجهها بيديها
، ولكن فجأة امتدت يد سريعا وسحبت زهرة إلى الخلف، وكانت الخادمة التي شكَّت من البداية في حبيبة.
أفاقت زهرة من الصدمة على حبيبة وهي تحمل الإناء من الأرض وهي تقول بارتباك:
– دي وقعت غصب عني.
صرخت زهرة فيها بغضب فهي شكَّت فيها أيضًا وقالت :
– غصب عنك إييييه؟!.. كنتي هتحرقيني بالزيت مش تفتحي يا عامية انتي الله يخرررب بيييتك.
هنا ردت حبيبية هي الاخري بغضب ايضا وقالت:
– لا عندك بقى.. انا مسمحلكيش تغلطي .. وبعدين انا كنت بلف وانا ماسكة الزيت معرفش انك ورايا وهتتصدمي بيا أصلا.
دخلت على الصوت صفية عمة زهرة التي اقتربت منها وقالت بلهفة وهي تطمئن عليها:
– حبيبتي انتي كويسة؟!
زهرة وهي تتنفس بغضب:
-أنا كويسة يا عمتو.
لتقول الخادمة:
– الحمد لله يا ست صفية جات سليمة.
احتضنت صفية زهرة وهي تقول:
– الحمد لله.. الحمد لله يا قلب عمتك.
دخلت أمينة ايضا التي وقفت ببرود على باب المطبخ، وأيضا أتت ليلى أخت حمزة التي اقتربت من زهرة لتطمئن عليها وقالت:
– زهرة.. انتي كويسة؟
هزت زهرة رأسها وقالت:
-اه.
تحركت أمينة من مكانها، واقتربت من زهرة وهي تمثل الاطمئنان عليها وتقول:
-جات سليمة يا حبيبتي.
ولكن زهرة نظرت إليها بضيق وابتعدت عنها دون أن ترد عليها، أما صفية نظرت إلى حبيبة وقالت بضيق:
– مش تخلي بالك يابت المهبوشة انتي
لتصرخ حبيبة بصوت عالٍ:
-هو فيه ايه ما قولت غصب عني.. مكنتش أعرف ان الهانم ورايا.
وهي تنظر إلى زهرة بغِل
لتنهرها صفية بغضب وبغضب:
– اتكلمي عدل يا روح أمك.. ولا خالتك معرفتش تربيكي.
وهي تنظر إلى أمينة بسخرية وتُكمل بجبروت:
– بس اذا كانت خالتك معرفتش تربيكي.. أربيكي أنا.
– ورفعت يدها كي تصفعها ولكن بسرعة وقفت امينة امام تحميها وهي تقول لصفيه:
-ومالها تربيتي بقى يا صفية.وبعدينهي عملت ايه.بتدافع عن نفسها مأجرمتش يعني ولا عشان حطاها في دماغك ؟!
ليلي بسرعة قالت وهي تحاول تهدأ الموقف:
– خلاص يا عمتي.. خلاص ياما.
ونظرت إلى نادية الخادمة وقالت:
– نضفي الأرض يا نادية.
نادية:
-حاضر يا هانم.
أخذت صفية زهرة وخرجت من المطبخ.
وهي تقول:
تعالي ياقلبي
****
وقف أحمد بالسيارة ومعه شيماء بعدما خرجت من المستشفى، قال وهو ينظر أمامه:
– حمدا الله على السلامة.. يلا وصلنا.. انزلي.
نظرت إليه شيماء، حيث لاحظت أنه طوال الطريق ، متغيرا من ناحيتها فقالت بترقب:
– أحمد.. احنا هنتجوز امتى.
نظر إليها للحظات ثم ابتسم ساخرا وقال:
-نتجوز؟
فقالت شيماء باستغراب:
-هو في إيه؟
– في إن العشم واخدك أوي ياختي.
ابتلعت ريقها وقالت:
-قصدك إيه؟,
– اقصد انك تنسي موضوع الجواز ده نهائي.. تشيليه من دماغك لأني من الآخر استحالة هتجوزك يا شيماء.
لتنصدم شيماء وتقو :
انت بتقول إيه؟
-بقول اللي سمعتيه.ويلا مش عاوز اشوف خلقتك تاني
لتقول بجنون: يعني إيه؟.. يعني إيه؟.. انت بتهزر صح؟!.. قول لي إنك بتهزر.
– لا مش بهزر.. يلا انزلي..
-يعني ايه؟..
وهي تحاول تستوعب:
– انت هتخلي بيا بعد ماضحكت عليا جاي في الآخر وتخلع.
ثم نظرت إليه بقوتها المعتادة وقالت بتهديد كعادتها:
– لا دا انت قبل ما تفكر كده أكون فضحاك.
أمسكها من شعرها وقال بغضب:
– تفضحي مين يا بت؟!.. الحاجات اللي معاكي دي تبليها وتشربي مايتها انتي فاكرة إني خايف منك؟!.. لا فوقي يا روح امك. لا انتي ولا عشرة زيك يقدروا يهزوني
لتقول بوجع:
-طب سيب شعري.
ترك شعرها ودفعها وهو يقول:
-انزلي.
ثم قال محذرا اياها:
– مش عاوز أشوف وشك تاني.
هنا أدركت شيماء أن أسلوب التهديد لن ينفع معه، فقررت أن تجرب أسلوب التعاطف والضعف والانكسار، فقالت بدموع:
– أحمد انا بحبك وانت عارف و..
لكن قاطعها:
– بتحبي مين يا بت؟!.. انتي بتعرفي تحبي.. طب قوليلي هأمنلك ازاي بعد ما سلمتيلي نفسك يا رخيصة!.. غير انك واحدة خاينة.. دا انتي خونتي اختك يا حقيرة.. بذمتك مش أبقى راجل أهبل لو اتجوزتك!
ظلت تصرخ وهي تقول:
– أنا عملت كده علشانك.. عشان بحبك يا غبي.. انا ماتخيلتش ان زهرة تاخدك مني.. احمد انا بحبك بجنون.
أكملت بترجي:
– أرجوك متسبنيش. أرجوك
-وانا مش عايزك.. انزلي
شيماء بدموع وهي تمسك يده بترجي:
– أحمد.
ولكن احمد لم يعطيها اي فرصه بل سحب يده منها وهتف بقسوة :
– يلا.
وفتح باب السيارة:
-انزلي.
نظرت إليه بغضب شديد، وهي تتوعد له بداخلها، ثم نزلت ودخلت البيت وهي مُنهارة.
****
وفي المساء، في منتصف الليل
كانت زهرة تقف في الشرفة ذهابًا وإيابًا منتظرة وصول حمزة، حتى رأته يقترب بالسيارة ويدخل الڤيلا، تنهدت وهي تشجع نفسها أن تتحدث معه بأن يسمح لها أن تذهب إلى جامعتها
فتح حمزة باب الغرفة، رآها تقف بجانب السرير.
– إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتى؟
– مستنياك.
اقترب منها وهو يقول بتعجب:
– مستنياني.. ومستنياني ليه بقى؟
ثم أكمل بمكر وقال:
– اوعي يكون اللي في بالي.
غمز لها وأكمل:
– إيه محضرالي ليلة حلوة والا إيه؟.. طب مش كنتي تقولي كنت رجعتلك بدري.. بس ملحوقة الليل قدامنا طويل.
– لا انت فاهم غلط.. وبعدين متخليش دماغك تروح لبعيد تاني.. انا عايزاك في موضوع تاني خالص.
وقالت بسرعة:
– أنا عاوزة أنزل الجامعة.
جلس على الأريكة وقال وهو يُشعل سيجارة:
– يا شيخة.. هو دا الموضوع؟
– اه.. عاوزة أنزل من بكرة.. بقالي كام يوم مروحتش.
ليقول ببرود:
-لا ما انتي مش هتروحي تاني.
-نعم!
-نعم الله عليكي.
لتغمض عيونها وتحاول الا تتعصب ثم فتحت عيونها وقالت:
-وليه بقى إن شاء الله مش عاوزني أنزل؟
-مزاجي.. مزاجي كده.
لتقول بعصبية:
– يعني إيه؟.. انت مش من حقك تتحكم فيا أصلا.
-لا من حقي لأني جوزك.. والا الهانم ناسية؟!
-انت جوزي على الورق بس.. فاهم.. انت اتجوزتني علشان رغبة أبوك.. وانا اتجوزتك لأني مضطرة.. لكن كل واحد فينا يعمل اللي هو عاوزه.. محدش فينا ليه علاقة بالتاني.. تمام.
كان ينظر إليها بهدوء وهي تصرخ بعصبية، أشار علي الكومود وقال لها:
– هاتيلي الطفاية اللي هناك دي
ظلت تنظر إليه وهي في مكانها تتنفس بغضب.
-سمعتي؟.. هاتي الطفاية اخلصي.
أحضرتها بغضب وأعطتها له، أخذ نفسًا من السيجارة ونفخه في الهواء بهدوء، نظر إليها ثم قال:
– أنا ممكن أوافق بس بشرط.
نظرت إليه باستغراب وقالت:
-شرط ايه ده؟
ليقول بمكر:
– جوازنا يبقى طبيعي.
– يعني إيه مش فاهمة.
– يعني نتمم جوزانا.. أشرح لك تاني ولا كده فهمتي؟
لترد باندفاع وتقول بدون تفكير:
– انسى دي نجوم السما اقربلك.. انت مش هتلمس مني شعرة واحدة.
انزعج حمزة؛ فهذه هي اول مرة ترفضه فتاة، فكل الفتيات يتمنين فقط نظرة منه ويريدونه ، ولكنه تحدث ببرود:
– بس دا اللي عندي.. يا توافقي ويبقى بمزاجك كمان.. يا اما تنسي الجامعة.
لترد زهرة بتحدٍ:
– مش موافقة والجامعة هاروحها.. لأني مباخدش رأيك انا بس كنت بعرفك.
– طب جربي تنزلي علشان أكسر لك رجلك.
صرخت به و بقوة قالت:
– هنزل وهروح يا حمزة سواء انت وافقت أو فضلت رافض.. ووريني بقى هتعمل إيه؟!
قام مرة واحدة واقترب منها وقال:
– هعمل كده يا روح أمك.
وفي أقل من ثانية كانت على الأرض إثر كف شديد وقع علي وجهها من حمزة، وبنبرة مميتة قال:
– أنا مراتي قبل ما تفكر بس تكسر كلمتي أكون دافنها بالحيا.. فاهمة يا روح أمك.
قامت من على الأرض، واضعة يدها على خدها بصدمة لتقول بغضب شديد:
-انت بتضربني يا حيوان؟!
قطع كلامها كف آخر على وجهها.
ثم اكمل محذرا اياها:
-أقسم بالله لسانك ده لو طول عليا تاني مرة لأكون قاطعهولك.
أمسكها من شعرها بغضب وقال بنبرة خطرة:
– دي آخر مرة تغلطي وتطولي لسانك.. ومتفكريش تعندي معايا لأني مبحبش العند وانتي في الآخر اللي هتتعبي.
وجذب شعرها أكثر وهو يقول : سامعة؟!.. سامعة يا بت؟
لتقول زهرة بألم وهي تبكي:
-سامعة سامعة.
تركها وجلس على الأريكة يُشعل سيجارة أخرى، وظل يدخن بغضب، ثم نظر إليها وقال:
– أنا هعرف أربيكي ازاي.
جلست على السرير، ووضعت يدها على وجهها وظلت تبكي بقهرة، أما هو بعدما انتهى من السيجارة قال لها بأمر:
– انزلي اعمليلي قهوة.
لم ترد عليه وظلت تبكي.
نهرها بغضب:
-سمعتي يا بت؟!
نظرت إليه بخوف، وقامت بسرعة وهي تمسح دموعها.
****
في المطبخ كانت تقف تُعد القهوة ودموعها تتساقط دون توقف، فجأة سمعت صوت أمينة من خلفها وهي تقول بسخرية:
– إيه يا عروسة معرفتيش تكيفيه قال أتكيف بالقهوة!
وهي تنظر إليها بشماتة.
يتبع….

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية فداء وتسنيم - خطبة مؤقتة الفصل الرابع 4 بقلم إيمان شلبي

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *