رواية ريم ورنيم – مرات ابويا الفصل الخامس 5 بقلم ريم خالد
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية ريم ورنيم – مرات ابويا الفصل الخامس 5 بقلم ريم خالد
البارت الخامس
” هزيت رأسي بموافقة، وانا بسيب الكوباية اللي في أيدي وبمسك في أيده من تاني وبدأنا نتحرك، وبعد دقيقة من تحركنا، حسيت بصوت حد بيجري ورانا، لفيت بخضه لقيت عُمر وقف جري وهو بيمشي جنبي من الناحية التانية وهو بيأخد نفسه بصعوبة ”
_ طيب مقولتش نستناك ليه!
” كانت الجملة اللي طلعت من عبدو بأستغراب وهو بيبص علي عُمر اللي بينهج من الجري، أبتسم عُمر وهو بيقوله”
_ من لقىٰ أحبابه نسي أصحابه، ريم جات نساتك عُمر واللي جابه!
رد عبدو ببساطه _ اه دى حقيقه.
” ضحكت بتسلية وأنا بمسك في أيده عبدو بأيدي الأتنين وببص لعُمر بأستفزاز، وهو كان بيبصلي بتوعد وهو بيقولي ”
_ ماشي ماشي !
” ضحكتله بتسلية أكبر وأنا عيني عليه وهو بيسألنا ”
_ المهم حياه حببتي عاملة أكل اي انهارده ؟
” نفخ جدو بضيق مصتنع، وهو بيتقدم في خطواته بعيد عن عُمر ”
_ مش عاملين أكل، هنكمل اليوم صيام .
” ضحك عُمر وهو بيمد في خطواته جنبنا وهو بيقوله ببساطه ورفع كتفه بخفه ”
_ طيب .. هكمل صيام معاكوا بقا وخلاص !
” وقف عبدو وبصله بغيظ وهو بيقوله ”
_ أنت أبوك مخلفك عشان يبليني بيك ولا اي ؟
رد عُمر عليه بضحك _ يا عبدو أنا بحبك والله !
“رد عبدو بملل وهو بيضـ ربه في كتفه ”
_ وأنا مبحبكش .
” كنت واقفة وسطهم وهما بيناكشوا في بعض بضحك عليهم، وأحنا ماشين في الشارع اللي فاضي من الناس وصوتهم الوحيد اللي مسمع في الشارع مع صوت القرآن اللي خارج من بيوت مختلفة بوجود الهواء اللي بيطير الزينه عامله دوشة في الشارع هي كمان، ولاكن كان مخلوق جو من الامان والراحة في يوم يضاف لأجمل أيام حياتي بوجودهم ”
” عدى رمضان وبقا فاضل أققل من اسبوع وينتهي الشهر الكريم اللي كان بداية لحاجات كتير جوايا، وجود عيلتي اللي حسيت معاهم بالأمان، والسعاده، والكثير من الذكريات، واخيرًا بالحُب اللي تخلل جوايا بطريقة متخيلتهاش، وفي عز تفكيري وأنا قاعده جنب تيته اللي بتقرأ قرآن بصوتها الهادي، سمعنا صوت الباب فوقني من سرحاني وأنا بقوم بسرعة أفتح يمكن هو، أو عبدو! ولاكن تفاجأت بأخر حد مكنتش عايزه اشوفه قدامي وكان بيبصلي بنفس نظراته اللئيمه، اول ما شوفت قدامه كشرت بضيق وأنا بقوله”
_ أنت! أي اللي جابك هنا ؟
” أبتسم نص إبتسامة وهو بيقولي بحنية مصتنعة ”
_ ريـم!
” قرب خطوه كان بيحاول يلمس كتفي ولاكني اتنفضت لورا وأنا ببصله بنفس الضيق، أبتسم باستفزاز وهو بيقولي ”
_ وحشتوني يا ريم! إنما أي العز اللي أنتي عايشه فيه دا ؟ هو مش الخال والد ولا اي ما تعيشوني معاكوا ؟
” كان بيقول جملته وعينيه جايبه الشقة والعمارة بتركيز شديد، بصيتله بغيظ وكنت لسه هرد عليه، ولاكن سمعت صوت تيته جنبي وهي بتقولي بقلق ”
_ في أي يا ريم ! مين حضرتك ؟
” كنت لسه هتكلم ولاكن سبقني هو، وهو بيمدلها أيده بالسلام وهو بيعرفها بنفسه بأدب مش لايق بيه ”
_ أهلا بحضرتك انا محمد خال ريم ورنيم ! حضرتك جدتهم مش كدا ؟
” بصتلي تيته وكأنها بتتأكد مني وأنا هزيت رأسي ليها بخفه، رجعت بصتله ولأيده الممدوده وهي بتطبطب بأيديها علي صدرها وهي بتقوله ”
_ أهلًا بيك !
” بصلها بأحراج وهو بيسحب أيده من تاني جنبه، قبل ما يتكلم تاني كنت وقفته بصوتي وأنا بقوله ”
_ أنت جاي ليه؟ فيه حاجه!
” بصلي بتحذير وغيظ وكان لسه هيعلى صوته زي ما هو متعود، ولاكن بص لتيته اللي واقفة بتبصله بتفحص شديد، تراجع وهو بيبتسم بأصتناع وهو بيقول لتيته ”
_ أنتوا بتستقبلوا ضيفكوا كدا ولا اي يا مدام حياه !
” كانت تيته لسه هترد، ولاكن مسكت ايديها وأنا بقوله بحده ”
_ كلامك معايا ملكش دعوه بيها، وبعدين أنت مش ضيف ولا مرحب بيك من الأساس !
” وقفتني تيته بأيديها وهي بتقولي بعتاب وتحذير ”
_ ريم عيب كدا ! خليه يدخل نشوف عايز اي ؟
” كانت لسه عيني عليه وعلي قبضة أيديه اللي بيحاول بيها يتحكم في اعصابه، رفعت حاجبي بضيق وأنا بقولها ”
_ مفيش دخول، عايز يقول حاجه يقولها هنا !
” بدأنا نبص لبعض بغضب ظاهر في عيونا أحنا الأتنين وكأننا أعداء بقالنا سنين، وتيته واقفة في النص بتنقل نظرها بيني وبينه بقلق شديد، لحد ما قطع الصمت اللي حصل وهو بيقولي بنبرة عاليه شويه وتهديد ”
_ اظبطي نفسك معايا يا ريـم، لو ناسية افكرك!
” حسيت بغصه في قلبي بسبب هجـ وم كل ذكرياتي السيئة معاه وتعنيفه ليا طول الوقت اللي عيشت معاه فيه، ولاكن تداركت نفسي وأنا برد عليه بنفس التهديد”
_ هتعمل أي! هتضـ ربني زي ما كنت بتعمل؟
” ضحكت نص ضحكة بسخرية وأنا بقوله بتحدي ”
_ جرب تعملها ولو طلعت من هنا علي رجلك يبقالك بالكلام !
” برق بصدمة من جرائتي وتهديدي ليه، وفي ثانية كان بقبضة ايده بيضـ رب الباب من الناحية التانية، أتنفضت تيته من جنبي وهو بتقف قصادي في نفس الثانية بحماية وهي بتقوله ”
_ لو سمحت اتفضل من هنا وبلاش مشاكل! وريم ورنيم وسط عيلتهم يعني لازم يبقوا كويسين أحنا مش بنأذي اللي من لحمنا ولا بنرميه !
” قالت أخر جملة برسالة مبطنه وصلته ووصلتني، خلتني ابتسمت بأنتصار وأنا ببص لأحراجه ونظراته اللي اتوترت، بعد تبادل نظرات عميق أتكلم بنفس الاستفزاز وهو بيقولي ”
_ طلاما مش عايزه تدخلينى اطلعيلي برا نتكلم !
” خبطت تيته كف علي كف بأستفزاز، وكانت لسه هترد مسكتها، وأنا بقف قصاده من تاني وبقوله ببساطه”
_ طيب ما تتكلم هو أنا حيشاك !
” قبل ما اخلص جملتي، لقيته بيسحبني من أيدي فجأه وهو بيطلعني برا الشقة وهو بيقولي في نفس اللحظة”
_ لما اققول حاجه تتسمع!
” اتخضيت من هجومه وحاولت اسحب نفسي من أيده اللي مغروزه في لحمي مسببالي ألم بحاول اخفيه وأنا بزقه بعيد عني، وتيته بتقوله بزعيق وهي مسكاني ”
_ ميصحش كدا! بجد أنت زودتها سيبها!
” بدأ الموضوع يشتد بينا أحنا التلاته، وبدأ غباءه يزيد وهو ماسكني كأنه حالف ليطلع أيدي في أيده وأنا ماسكاه من لياقة التيشيرت بتاعه بنفس العنف وأحنا بنزعق قصاد بعض، وتيته بتحاول تسلك بينا بكل قوتها، لحد ما هو زقها بعيد عني بقوة وعدم وعي، صرخت بخضة وهي بتقع علي الارض جامد قرب السلالم، اتنفضت من بين أيديه وأنا بصرخ بخوف شديد وأنا عيني عليها، وفي لحظة ساب أيدي بخوف وهو بيجري من قدامي، مهتمتش بأي حاجه بعدها غير وأنا بجري بطمن عليها وأنا بقولها بذعر ”
_ تيته .. أنتي كويسه! أنا أسفه والله أنا اسفه حقك عليا .. أنتي كويسه !
” مسكت أيدي شدت عليها وهي ماسكه ضهرها بأيديها التانية وقالتلي بعد ما شافت حالة الذعر اللي أنا فيها ”
_ أنا كويسة متخافيش .. أنا كويسه والله، اهدي يا ماما!
” بعد ما سمعت جملتها بصيتلها بعدم تصديق ردت عليا بأبتسامة خفيفه وهي بتهز رأسها بتأكيد وتعب، اتنهدت بتعب وأنا بقعد علي الارض جنبها بألم وأنا بسند بضهري لورا، وضميت رجلي ليا بعياط هستيري فجأه، بحاول أطلع فيه شحنة المشاعر اللي جوايا واللي تملكتني في أققل من ثانية، بعد اققل من دقيقة تحاملت تيته علي نفسها وهي بتقرب مني وشدتني لحضنها وهي بتقولي بحنية مختلطة بنبرة عياط ”
_ اهدي يا ماما متعيطيش .. أنا كويسة والله متخافيش!
” سندت بدماغي علي صدرها وأنا مستمره في عياطي ومحاوطاها بأيدي بخوف، مش عارفة عدىٰ قد أي وأنا في حضنها، لحد ما سمعنا صوتين اختلطوا مع بعض بنفس نبرة الخضه والقلق”
_ حياه .. ريم !
” من غير ما أرفع رأسي كنت عارفة الصوتين بتوع مين! وصوت خطوات الجري اللي علي السلم عرفتها كويس، في أققل من ثانية حسيت بحد بينزل لمستوانا”
_ مالكم في أي! أنتوا كويسين؟ حد حصله حاجه!
” كان صوت عبدو المرعوب وهو قاعد قدامنا، سابتني تيته وهي بتمسك في عبدو وسندت عليه بجسمها وكأنها بتتحامي فيه وهو مقصرش وهو بيحاوطها بأيده بحماية، وأنا رفعت عيني للي قاعد قدامي بيبصلي بقلق شديد وهو بيقولي”
_ في أي! أنتي كويسة ؟
” هزيت رأسي بتعب، وأنا بحاول اققوم من علي الأرض ولاكن كان هيختل توازني من تاني وهو لحقني وهو بيمسك دراعي اللي اتنفضت بوجع من مسكته، أستغرب انتفاضتي وهو بيبص علي دراعي اللي كان باين عليه كدمات بدأت تتحول للازرق، كان نظره رايح بيني وبين دراعي وهو بيقولي بغضب ”
_ مين عمل كدا !
” غمضت عيني واتنهدت بأرهاق وأنا بنزل عيني في الأرض من تاني بدون رد وهو عينيه متبعاني.
وبعد أققل من عشر دقائق كان عُمر في قلب الصالة رايح جاي بغضب بيحاول يتحكم فيه، وعبدو قاعد عروقه ناطره من وشه ورقبته بنفس الغضب وهو بيقولنا بزعيق ”
_ منادتيش علي حد من عيالك ليه يا حياه! متصلتوش بينا ليه! كان قدامكوا بدل الطريقة ميه بدل اللي حصل دا! لاكن ازاي لازم نعمل فيها سبع رجاله في بعض ياست ريم مش كدا!
” غمضت عيني بانزعاج من نفسي وأنا حاطه التلج علي أيدي، وكانت رنيم قاعده جنبي ماسكه في أيدي بقلق، وردت علي عبدو بحزن ”
_ ريم دائما اللي كانت بتقفله يا جدو، ومكنتش بتعرف تطلب مساعده من حد ومتعودتش!
” وقف عُمر اللي خيلني من مرواحه ومجيه في الصالة وهو بيقرب قعد جنب رنيم نص قاعده عشان يعرف يشوفني وهو بيرد عليها بغيظ ولاكن عينه عليا ”
_ كانت بتقفله لما مكنش في حياتها رجالة يقفوله هما، ويدافعوا عنها، لاكن دلوقتي الوضع اتغير! عاجبك يعني شكلك أيديها.؟
” اول ما سمعت جملته الأخيرة رفعت عيني لرنيم وأبتسمت بسخرية هي فهمتها وهي بتبتسم بنفس الطريقه، أستغربوها هما التلاته وكشر عُمر زياده، وقرب عبدو من مكان قعدتي وهو بيقولي بحزن ”
_ دي أبسط مره يرفع أيده عليكي فيها مش كدا!
” اتنهدت بتعب ورفعت عيني ليه وأنا بقوله بتردد”
_ عبدو .. أنا عديت باللي بأسوأ من كدا, وأنا كنت عارفة بتعامل معاه إزاي!
” أتنهدت بضيق وأنا بهز رأسي بعدم تصديق ”
_ لاكن أنا رعبي كله كان علي تيته، مكنش في بالي أنه غبائه ممكن يوصله أنه يزقها كدا!
” اتنهد عبدو بحزن وهو بيسحبني لحضنه بحنية وهو بيقولي ”
_حصل خير يا حببتي، حياه الحمد لله كويسه!
” هزيت رأسي بخفه وأنا بغمض عيني براحه في حصنه، وهو بيطبطب عليا بحنية كأنه بيعوضني عن اللي حصلي من غيره، رفعت عيني مره تانيه وأنا في حضنه لعُمر كان بيبصلي ونظراته فيها ما يكفي من الحنية والقلق، أبتسملي كأنه بيطمني لما شاف نظرتي رديتهاله بتعب وأنا بغمض عيني محاولة هروب شويه من العالم الخارجي ”
” بعد أققل من ٢٤ ساعة تقريباً، فتحت عيني علي صوت عالي في الصالة قُمت قعدت علي السرير بدهشة وأنا مش عارفة دخلت الاوضة هنا ازاي وبحاول افتكر! لحد ما الصوت اللي في الصالة بدأ يزيد، خلاني أتنفضت من مكاني وأنا بطلع لاتجاه الصوت بخضه، أول حاجه قابلتني كان ضهر عُمر وعبدو اللي واقف قصاده وكان في حد مرمي في الوسط، حطيت ايدي علي بوقي بصدمه لما شوفت ملامح الشخص اللي في الوسط واللي تقريباً كانت اختفت، جريت بسرعة وقفت جنب عُمر وأنا بقولهم بعدم استيعاب ”
_ أي دا !
” بصلي عُمر بتفاجئ وهو بينهج بتعب كأنه كان بيجري لمسافات، أول ما عيني وقعت عليه كان وشه عرقان وشعره نازل علي جبينه، فتحت بوقي نص فتحه بصدمه وأنا بشاور علي وشه وبقوله بنفس الريأكشن ”
_ أي دا !
” ضحك عُمر وهو لسه بينهج وشاور بعينيه علي اللي واقع علي الأرض”
_ كنت بلعب مصارعة بس أنا اللي كنت بضرب !
” بعدت عيني عنه وبصيت علي عبدو كان ساند علي السفره وهو مربع أيده بأستمتاع وهو بيقوله بفخر ”
_ شغل فاخر من الاخر تسلم أيدك !
” كنت علي نفس صدمتي وأنا بنقل نظري بينهم هما الاتنين وللي واقع علي الأرض فاقد الوعي، خبطت دماغي من الناحيتين محاولة أني أفوق وأنا بقولهم ”
_ أكيد بتهزروا مش كدا !
” قرب عبدو مني وهو بيعدي جنب اللي واقع علي الأرض وبيبصله بقرف وهو بيقولي”
_ بصراحه خالك دا كان ناقص رباية ورجولة .. لولا أني حرام اققول عليه خالك والله !
” قالها وهو بيبصله بنفس النظرة ورجع بصلي وهو بيقولي بخبث ”
_ وبعدين دا زعل حبايبنا، ومش أي حد! دا زعل حاجه تخصني وحاجه تخص عُمر، نسكت ؟
” كشرت بعدم فهم وبربشت بعيني وأنا بقوله”
_ حاجه تخص عُمر!
” ضحك وبص لعُمر وهو بيشاورله عليا وقاله ”
_ اتفضل!
” ضحك عُمر وهو بينادي علي اتنين كانوا واقفين برا وشاورلهم علي الجثة اللي علي الأرض، وهو بيقولهم بمنتهي الحنية ”
_ اكشفوا عليه لو فيه حاجه مكسوره جبسوه! وكمان وصلوه لحد باب البيت، دا برده روح مينفعش!
” هزوا روؤسهم بطاعة وهما بيضحكوا وسحبوه برا باب الشقة، وأنا لسه واقفة مكاني عيني متبعاهم ولا عارفة اتكلم ولا عارفة استوعب اللي حصل! ”
_ هي تيته ورنيم فين ؟
” كانت أول جملة طلعت مني وأنا بلف بعيني في الشقة بدور علي حد يفهمني اللي بيحصل، قرب عبدو وشد عُمر معاه وهما بيقعدوا علي الكنبة بأرهاق وهو بيقولي ”
_ طلعوا فوق شويه عشان ميتخضوش، أنتي عارفة رنيم صغيرة وحياه مستحملش حببتي أرق من كدا !
” كنت لسه هتكلم ولاكن سبقني عُمر وهو بيقولي ”
_ طبعا هتقولي اشمعنا أنتي! عشان أنتي بطلة اللي تواجهه عجل زى دا لوحدها تبقي بطلة متخافش من حاجه !
” ضحكت وأنا ببص مكان ما هو كان مرمي ورجعت بصلتهم وأنا بقولهم بغيظ وعتاب ”
_ ولما هو كدا .. مقومتونيش من أول الخناقة ليه؟ كنت شوفتها من البداية! دا كان حلم عمرى!
” ضحك عبدو وهو بيخبط كف علي كف ووجه كلامه لعُمر اللي بيبصلي ومرسومه علي وشه ابتسامة ”
_ أنت متأكد يابني! أنا خايف عليك!
” ضحك عُـمر وهو بيبصلي بنظرة مختلفة أتسببت في توتري، قربت قعدت جنب عبدو وأنا بقوله ببراءه”
_ هو أي دا اللي متأكد منه يا عبدو ؟
” رجع عبدو ضهره لورا وهو بيقولي بصراحة وبساطه”
_ أنه بيحبك!
” تلاشت ابتسامتي وأتلجم لساني لما سمعته وبلعت ريقي بصعوبة، وأنا حاسه بنظرات عُمر الجانبية ليا، بربشت بعدم استيعاب، وبعد فترة بسيطه من الهدوء والسكون، قُمت وقفت فجأه وأنا بقولهم بغباء ”
_ هو أنتوا فطرتوا من غيري.؟
” خبط عُمر أيده على وشه بغيظ وهو بيرجع ضهره لورا بفقدان أمل، وضحك عبدو بصوت وصدمه وهو بيخبط كفوفه في بعض، وأنا في لحظة كنت انسحبت من قدامهم وأنا بدخل أوضتي من تاني، اول ما دخلت سندت ضهري علي الباب وأنا بحط أيدي علي قلبي ودقاته سمعاها بتوتر ورهبة وسعاده داخليه، وبعد ما استوعبت اللي قولته ضربت خدي بأيدي وأنا بوبخ نفسي بغيظ ”
_ أي اللي أنتي قولتيه دا! منك لله!
” ضحكت من تاني بعدم تصديق وأنا برمي بجسمي علي السرير غطيت وشي بالمخدة وأنا بحاول أكتم ضحكتي، بس الفرحة كانت أكبر مني، جسمي كله كان فيه طاقة غريبة، كأن فراشات معدتي قررت تطير حواليا وتاخدني معاها في دوامة سعادة مش مفهومة”
“صوت التكبيرات كان مالي الدنيا، مختلط بضحك الأطفال العيلة اللي في الصالة حوالينا، والرجالة اللي بتسلم على بعض بفرحة. قلبي كان بيدق بسرعة، وإحساس غريب مالي صدري… فرحة؟ راحة؟ مش عارفة، بس كان إحساس مختلف، دافي، كأنه حضن بعد وقت طويل من البرد، كنت واقفة في البلكونه شايفة الاطفال ماشيين مع اهاليهم بفرحة، كانت الابتسامة ماليه وشي، كان تقريباً أول عيد أحضره وانا مبسوطه كان دائما قبلها يا نايمه بعد خناقة طويلة، أو هروب من فكرة وجود عيد من الأساس، في وسط سرحاني حسيت باللي بيقف جنبي بجلابيته البيضاء وبرفانه القوى، اتوترت وأنا ببصله، كان مبتسم بجنب وهو بيقولي ”
_ كل عيد وأنتي معاي.. اقصد معانا!
” ابتسمت بتوتر وأنا بهز رأسي بخفه ورديت بهمس ”
_ كل سنه وانت طيب .
” ميل شويه عليا وهو بيقولي بنفس الهمس ”
_ مش عايزه تخلى العيد عيدين!
” غمضت عيني بتوتر من قربه وانا ببلع ريقي بصعوبة، ضحك هو بصوت عالي نسبيًا وهو بيقولي ”
_ ما هو أنا مش همشي من هنا غير لما أخد الموافقة!
” بصيتله بنفس التوتر ولاكن حاولت استجمع ثباتي وأنا بقوله ”
_ خلاص خليك! انا همشي.
” قبل ما اتحرك خطوه كان هو سد الباب بأيده، وشوفته بوضوح لما وقف قدامي كان وسيم بالمعني اللي خلاني حسيت بالغيره أن حد غيري يشوفه! بعد دقيقه من تفحصي ليه، غمز وهو بيقولي ”
_ طيب ما احنا واقعين أهو! ليه التُقل.؟
” ضحكت وأنا ببعد عيني عنه وقولتله بهدوء ”
_ عديني يا عُمر !
” رفع حاجبه بضحك عالي وكأنه افتكر حاجه وهو بيقولي ”
_ دى زى روحني يا عُمر ؟
” ضحكت بروقان وأنا بميل رأسي شويه بدفع وهو ولقيته قدامي مباشر، أتوترت زياده من قُربه الغريب علي قلبي، وسمعت صوته وهو بيقولي بنبرة هاديه أحب اسمعها منه ”
_ خليكي جدعه بقا دا أنا بحبك!
” رفعت عيني بتفاجئ من أعترافه ولكن نزلتها تاني وأنا مبتسمة بكسوف، وأنا بقوله بنفس الهدوء والصراحة ”
_ لما نرجع من الصلاة، عبدو هيقولك ردى!
” كنت لسه همشي ولاكن هو قرب خطوه زياده خلاني رجعتها وهو بيقولي ”
_ لا دلوقتي مش هعرف اركز في الصلاة كدا، حرام!
” رفعت عيني ليه برجاء وأنا بهز رأسي بنفي إني مش هتكلم، ولاكن قطع كلامنا ونظراتنا صوت عبدو ووشه اللي ظهر من ورا كتف عُـمر وهو بيقولنا ”
_ أنتوا كتبتوا الكتاب من ورايا ولا اي ؟
” أول ما شُفت عبدو ضحكت، وعدّيت بسرعة من جنب عُمر، اللي كان باصص لجده بغيظ، وجده مسكه من كتفه بتهديد. قبل ما أبعد كتير، لفيت وبصّيت عليهم، لقيت عُمر مبتسم بسعادة كبيرة، كأنه أخيرًا حصل على الرد اللي كان مستنيه. في اللحظة دي، رفع عينه ليا، وتلاقينا في نظرة مليانة بمشاعر اتخلقت بينا ولينا. بعد لحظة، بعدت عيني عنه تاني، بس السعادة كانت واضحة على وشي بنفس الدرجة اللي شُفتها عند عمر. وأنا في اللحظة دي افتكرت خوفي من المكان اللي كنت فيه، المكان اللي اكتشفت فيه الأمان، السعادة، السند، وأخيرًا… الحُب. ضحكت بسخرية من تفكيري، ومن إني قضيت سنين خايفة من مكان طلع في الآخر منبع راحتي، أماني، وحتى قلبي!
تمت….
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية ريم ورنيم – مرات ابويا)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)