روايات

رواية لعبة القدر الفصل الثاني عشر 12 بقلم يمنى محمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية لعبة القدر الفصل الثاني عشر 12 بقلم يمنى محمد

 

البارت الثاني عشر

 

مسكت موبايلها بسرعة قدامه ومن غير ما ياخد باله وفصلته عشان ياسر اللي كان بيتصل، الأيام بدأت تمشي تقيلة على منى، والتقيلة مش من الحمل بس… لأ، من الحمل والكذبة اللي كاتماها في قلبها زي جبل فوق صدرها. كل لحظة كانت حاسّة إن سرها ممكن يتكشف في أي ثانية. البطن اللي لسه صغيرة لكن مع الوقت هتكبر، وهتفضحها.
سامي كل يوم بيقرب منها أكتر، بيحاول يدخل حياتها بجد، يديها أمان هي عمرها ما حسّته. بيتكلم معاها عن المستقبل، عن البيت اللي هيفتحهولها، وعن العيال اللي نفسه يجيبها معاها. ومنى من جوة قلبها عايزة تصرخ وتقول له: “أنا خلاص، أنا وقعت، أنا مستحقةش كل ده!” لكن لسانها مربوط بالكذبة.
هو يوم ما سألها عن ارتباطها القديم، حسّت الدنيا بتسود قدام عينيها. بصّ لها بنظرة كلها جدية وسأل:
ـ “قوليلي يا منى… الارتباط ده كان عادي؟ ولا حصل بينكم حاجة؟”
حسّت جسمها كله بيتشل، قلبها بيدق زي طبول الحرب، وفي ثانية قالت له وهي مكسورة من جوة:
ـ “لأ يا سامي… ارتباط عادي… محصلش حاجة.”
ابتسم، ونزلت الكلمة دي على قلبها زي سكين بيدبح ضميرها.
في البيت، الحمل بدأ يظهر عليها، غثيان كل يوم، تعب من أقل مجهود. أمها فاكرة إنها مجهدة من التفكير والزعل. لكن هي عارفة الحقيقة، عارفة إن كل وجع في جسمها بيفكرها بياسر… الوحش اللي أكل روحها وسابها، اللي وعدها بحب كبير ورماها في ظلمة ما تعرفش تخرج منها.
ياسر؟ ولا كإنها عرفته! اتجوز خطيبته واتنيل على عينه، وسبها في بحر من العذاب. منى مش عارفة تعيش، خايفة من بكره، وخايفة من سامي اللي بيتعلق بيها يوم بعد يوم.
وفي يوم، وهو معاها في قعدة طويلة، فضل يحكي لها عن البيت اللي بيحلم بيه معاها، وقال لها بصوت مليان حنية:
ـ “أنا نفسي أشوفك مبسوطة يا منى… نفسي أبقى سبب ضحكتك، مش دموعك.”
هي ابتسمت له بالعافية، والدموع بتلعب في عينيها، وفي قلبها صرخة:
“لو عرفت حقيقتي، هتسِبني زي ما كل الناس سابوني…”
الليل ده، وهي لوحدها، حطت إيدها على بطنها، وحسّت بالخوف بيغرقها. الحمل بيكبر، وسامي بيقرب منها ووقعت في حبه.. وسرها السخيف هيولع حياتها في لحظة.
#البارت_الحادي_عشر
مرت أسابيع ثقيلة، كل يوم كان بيمر أبطأ من التاني، ومنى كل ليلة بتبكي في صمت، بتحاول تدارى بطنها اللي بدأت تكبر، لبسها الواسع بقى وسيلتها الوحيدة تخفي الفضيحة اللي جوه جسمها.
أهلها بدأوا يقلقوا، نظراتهم بقت مليانة أسئلة، وكل شوية يلمحوا كلام عن سامي:
أمها: “هو إنتِ وسامي اتقابلتوا لوحدكوا؟ حصل بينكوا حاجة؟”
منى مرتبكة: “إنتي بتقولي إيه يا ماما! لأ طبعًا، إنتي عارفاني.”
لكن الشك كان بيكبر في عيونهم يوم عن يوم، خصوصًا لما خالتها لمحتلها وهي ماسكة بطنها من الوجع. ساعتها منى حسّت إن كل حاجة بتنهار، وإن السر اللي حاولت تدفنه هيطلع للنور غصب عنها.
وفي يوم كانت قاعدة في أوضتها، والليل ساكن، سمعت خبطات على الباب.
منى: “مين؟”
سامي من بره: “أنا، افتحي يا منى، عايز أكلمك في موضوع مهم.”
اتجمدت مكانها، قلبها بيخبط في ضلوعها، فتحِت الباب وهي مش عارفة تواجهه إزاي. دخل سامي بخطوات تقيلة، قاعد قدامها، وبص لها بعيونه اللي كانت مليانة وجع وحيرة.
سامي: “منى… في كلام لازم يتقال. أنا لاحظت إنك متغيرة… وإنتِ عارفة أنا بحبك ومستعد أعمل المستحيل علشانك… لكن في حاجة مخبية عليا.”
اتنفسها اتقطع، دموعها غرقت عيونها، حاولت تنكر، لكن لقت نفسها فجأة بتنهار وتقول:
منى بصوت مبحوح: “سامي… أنا… أنا عملت غلطة كبيرة… كنت فاكرة ياسر بيحبني… صدقته… وأداني وعود… وبعدين اختفى… رجع لخطيبته واتجوزها… وأنا… أنا حامل منه.”
الصدمة خبطت في وش سامي زي السكينة، عينه جحظت، قلبه اتقطع بين حبها وبين الخيانة اللي حسها في اللحظة دي. وقف فجأة، صوته كان متلخبط بين الغضب والخذلان:
سامي: “إنتِ… بتقولي إيه يا منى؟ حامل؟!”
انهارت على الأرض تبكي وتقول:
منى: “سامحني… كنت ضعيفة… كنت لوحدي… صدقته لما قال إنه هيسيبها ويتجوزني… ماكنتش عارفة إنه كذاب.”
سامي فضل واقف، إيده ماسكة راسه، عقله مش قادر يستوعب. في اللحظة دي كل حاجة اتكسرت… بس جواه لسه في حاجة مش قادرة تسيبها، رغم كل اللي عرفه.
وفي نفس الوقت، صوت أبوها جاي من بره بينادي:
أبوها: “منى… سامي… إنتو موجودين؟ في كلام لازم يتقال حالًا.”
القلب وقف… الباب بيتخبط… وهنا تبدأ العاصفة الحقيقية.

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *