روايات

رواية الغرفة الخالية الفصل الثامن 8 بقلم مصطفى محسن

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية الغرفة الخالية الفصل الثامن 8 بقلم مصطفى محسن

 

 

البارت الثامن

 

 

وبعدين “حمدول” قالي:
ـ “يا يوسف، إنت ومحمد… محدش فيكم ينام لوحده، وإلا هيتأذى.”
ودخل أوضته وقفَل الباب.

تاني يوم:
بعد الليلة المرعبة…
أنا ومحمد قاعدين مش عارفين نبلع ريقنا، وأحمد مرمي على الكنبة، وشه باين عليه تعب مش طبيعي.

باب الشقة خبط بهدوء…
محمد قام وفتح، لقينا الحاجة سعاد داخلة، شايلة طبق فيه بخور ريحته قوية.

وراها على طول دخل الشيخ غلاب.

أول ما شافت الحاجة سعاد غلاب، ابتسمت ابتسامة غريبة وقالت:

 

 

ـ “لسه الدنيا بتجمعنا يا غلاب؟”

غلاب رد بابتسامة صغيرة:
ـ “القدر دايمًا بيرجعنا لنفس الطريق… إزيك يا سعاد؟”

الكلام كان هادي جدا، كأن بينهم ماضي مشترك.
بس قلبي اتقبض… إزاي يعرفوا بعض؟

قربت منهم وسألت:
ـ “هو انتم تعرفوا بعض منين؟”

غلاب بصلي بهدوء وقال:
ـ “في الوقت المناسب هتعرف كل يا يوسف… مستعجلش.”

الكلمة دي زوّدت شكي فيه.
بدأت أحس إن وجوده مش مجرد مساعدة، في حاجة وراه مش عايز يقولها.

الحاجة سعاد سابتني واقف ومشت على أحمد.
قعدت جنبه، وبدأت تقول كلام غريبة مش مفهوم، وتحط البخور حاولين احمد.
إيده اللي كانت متشنجة بدات تتحرك… ونَفَسه بقى طبيعى.

بعد ساعة تقريبًا، أحمد فتح عينه.
بص حواليه ببطء، كأنه كان نايم نوم عميق.

سألته بخوف:
ـ “حاسس بايه يا احمد إنت فاكر حاجة من اللي حصلت؟”

أحمد هز راسه وقال بصوت واطي:
ـ “أنا… مش فاكر حاجة خالص. آخر حاجة فاكرها إني كنت نايم.”

محمد قرب وقاله:

 

ـ “إنت كان فيك حاجة مش طبيعية.”

أحمد اتوتر وقال:
ـ “مش طبيعية إزاي؟”

أنا ومحمد بصينا لبعض وسكتنا.
لأن… اللي شفناه مايتقالش بسهولة كدة.

رجعت قعدت في الصالة، عيني مش سايبة غلاب وسعاد.
كانوا بيتكلموا مع بعض… ضحكة صغيرة من هنا، وكلمة غامضة من هنا وهناك…
واضح إن في بينهم تاريخ طويل، وأنا مش فاهم ليه مخبينه.

قمت فجأة وقلت بصوت عالي:
ـ “معلش… هو إيه اللي بيربطكم ببعض؟ أنا عايز أعرف كل حاجة.”

سعاد بصّتلي نظرة فيها تهديد وقالت:
ـ “يوسف، مش وقته.”

الشيخ غلاب قال:
ـ “اللي لازم تعرفه دلوقتي… إننا هنا عشان نحميكم. الباقي مش مهم.”

قوتله وأنا متوتر:
ـ “لأ، مهم. من ساعة ما دخلنا الشقة دى وإحنا غرقانين في الرعب،. أنا مش هفضل أعمى كده.”

غلاب سكت، وبص لسعاد، وهي هزت راسها وقالت: “خليه شوية.”

أنا حاسس إنهم بيخبّوا عني حاجة أكبر من اللي ظاهره.

وفجأة، محمد قاطع الحوار.
ماسك راسه وبيقول وهو متألم:
ـ “يوسف… أنا مش مرتاح. في حاجة جوايا… بتزنّ فى دماغى.”

قربت منه بسرعة:
ـ “مالك يا محمد؟”

رفع عينه ليا… وللحظة قصيرة جدًا، شفت فيها لمعة سودا، نفس اللمعة اللي كانت في عين أحمد من يومين.
بس اختفت بسرعة.

سعاد اتجمدت مكانها، وغلاب ضاق عينه وقال بصوت تقيل:
ـ “ابتدى الدور يتحرك…”

أنا خوفت وقولت:
ـ “دور إيه؟ تقصد إيه؟”

غلاب ما ردش، اكتفى إنه يبص لمحمد وكأنه بيراقب حاجة إحنا مش شايفينها.

والجو بقى مرعب تاني… بس المرة دي، مش أحمد.
المرة دي… محمد.

الشيخ غلاب والحاجة سعاد وقفوا قدامنا وقالوا بنبرة قاطعة:
ـ “إحنا لازم نخرج… خليكوا صاحيين وما تسيبوش بعض لحظة.”

 

 

وأنا ومحمد وأحمد قعدنا في صمت، التوتر مالي المكان لدرجة كنا بنسمع صوت أنفاس بعض.

بعد دقايق قليلة… محمد ابتدى يتصرف بغرابة.
قام يتمشى في الصالة وهو بيكلم نفسه.
بعدين وقف قدام المطبخ، مسك علبة فيها جاز وولع كبريت.

صرخت:
ـ “محمد! إنت بتعمل إيه؟!”

بصلي بعيون سوده مرعبه وقال:
ـ “لازم ننضف المكان… بالنار.”

جريت عليه بسرعة وحاولت آخد منه الكبريت، لكنه زقني بقوة غير طبيعية لدرجة إني وقعت على الأرض.
قرب مني ومد إيده على رقبتي… ضغط بشدة، وأنا مش قادر اقاوم ولا قادر أتنفس.

حسيت روحى بتخرج… لحد ما فجأة، أحمد.
مسك الكرسي وخبطه على راسه.
محمد وقع على الأرض وأغمى عليه.

أنا قعدت أتنفس بسرعة، وأبص على أحمد… كان واقف بيترعش، وشه مليان خوف.
قال:
ـ “كان… هيخنقك.”

قمت بسرعة، أنا وأحمد شدينا محمد وربطناه بالحبال.
محمد كان نايم، بس وشه باين عليه نفس العلامات اللي ظهرت على أحمد قبل كده.

وقعدنا فى الصاله، لحد ما الباب خبط تاني… الشيخ غلاب رجع.
بص على محمد وهو مربوط، وبعدين على أحمد، وقال:
ـ “اللي كنت خايف منه ابتدى يحصل.”

أنا وقفت قدامه وقولت:
ـ “كفاية غموض! لازم تقولنا الحقيقة.”

 

غلاب تنهد، وقعد على الكرسي، وبصلنا وقال:
ـ “خلاص… الوقت جه. لازم تعرفوا كل حاجة.”

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x