رواية ذات الوجه الدميم الفصل الاربعون 40 بقلم ياسمينا - The Last Line
روايات

رواية ذات الوجه الدميم الفصل الاربعون 40 بقلم ياسمينا

رواية ذات الوجه الدميم الفصل الاربعون 40 بقلم ياسمينا

 

البارت الاربعون

 

 

انهت عملها مبكرا .. عادت الى بيتها قرب صلاة الظهر ..
الهام : ايه اللي جابك بدري ياغاده؟
غاده : فضيت نفسي النهارده وبكره خدته اجازه من المستشفى .. هحاول اعمل بنصحيتك .. يمكن يفك شويه
الهام : ربنا يرضى عليكي يابنتي .. طالما انتي بتحاولي ترضي جوزك ..
غاده : ادعيلي
الهام : بدعيلكوا من قلبي كل يوم .. عموما انا عملتلكوا اكل لما يجي سخنوا وكلوا .. وبكره وبعده ابقوا هاتوا اكل جاهز معلش بقى ..
غاده بابتسامه : ليه هو انا مابعرفش اطبخ .. انا بس اللي بحب اكل من ايدك
ضحكت الهام وقالت : تسلميلي يارب .. انا كده هسافر وانا مرتاحه
غاده : طيب اساعدك في حاجه
الهام : لا اطلعي خدي دش وغيري هدومك كده لحاجه لذيذه كده .. وكمان لبسي ريم فستان جميل وعطريها .. خليه يجي يلاقيكوا في انتظاره
غاده : حاضر ياماما
***************
غادرت الخادمه بعد ان وضبت ونظفت البيت جيدا .. جهزت غاده حالها واتردت فستانا خريفيا رقيقا .. والبست ابنتها فستانا يشبه فستانها فبدت كنسخه مصغره منها منها .. اتصلت على شريف كثيرا .. لم يرد عليها .. دخلت غرفة المعيشه وهي تشعر بالغضب من تجاهله لها .. استغفرت ربها واعطته عذرا من السبعين .. مطت شفتيها وقالت : يمكن مش سامع التليفون
بعد قليل اتصل بها .. ردت بهدوء : السلام عليكم
شريف : وعليكم السلام .. أيوه
غاده : أيوه
شريف : ايه اللي ايوه .. في حاجه ؟
غاده بعند : انت اللي متصل
شريف بعند مماثل : اتصلت عشان انتي اتصلتي من شويه .. كنتي عايزه حاجه؟
غاده باستسلام : ايوه.. هتيجي امتى؟
شريف : مش دلوقتي ..
غاده : طيب .. كنت بسأل بس عشان استناك على الغدا
شريف بجفاء : لا اتغدي انتي انا هتغدى بره
غاده : ليه ؟
شريف : كده .. سلام
انهى المكالمه .. شعرت بالحزن من طريقته .. الجافه .. جلست على الاريكه في حجرة المعيشه وانكمشت في ركنتها .. وبجوارها ريم التي كانت تنظر لها وكأنها تشعر بآالمها .. فجأه شعرت حركه بجوارها .. نظرت بسرعه وجدته أمامها بوجه مبتسم .. وقال : ماتغدتيش ليه؟
اعتدلت في جلستها وقالت وهي ماالت تحت تأثير مفاجأته : انت مش قلت هتتأخر؟
جلس جوارها وقال : هو انا اقدر اسمعك بتقولي تعالي ومجيش ؟
وجدت نفسها تبكي وتقول : امال ليه قلتلي كده؟
شريف بحيره : مش عارف !!
غاده وهي تكفكف دموعها: للدرجه دي لسه زعلان مني ياشريف ؟
شريف : بصراحه أيوه زعلان .. زعلان من اهمالك ليا .. وبعدك عني .. مابقتيش تفكري فيا ولا تهتمي زي الاول .. كأنك حاولتي تتعودي على وجودي في حياتك بس ماقدرتيش .. وانا ساكت مابأمركيش انك تسيبي اللي في ايدك وتقعدي معايا ..
غاده بتبرم : لا كتر خيرك
شريف : انا مش هتكلم كتير في نفس الموضوع .. انا قلتلك كل اللي في قلبي اخر مره .. وانتي حره ياغاده
غاده : بس دي مش طريقة مناقشه .. ماينفعش تقولي كلامك ده وفي الاخر تقولي انتي حره
شريف : بقولك ايه .. انا جعان .. في اكل ولا لأ
وقفت في حده وتجاوزته .. نزلت الى المطبخ وحضرت الاطباق .. تشعر بداخلها بحنق وحزن على حالها والى ما وصل اليه شريف معها .. رصت الاطبقا على المائده .. اتجهت للسلم لتندهه ولكنها وجدته ينزل حاملا ريم ..
جلست في صمت وبداخل قلبها هم كبير .. لم تتناول الطعام .. فقت غرفت له طبقه .. مدت يدها لتلتقط قطعة الدجاج وتقطعها له في طبقها .. اخذها منها في حده .. وقال : بعرف افصصها لوحدي انا مش عيل صغير
غاده : في ايه ياشريف .. انت مصر يكون في زعل بينا وخلاص؟
شريف : انتي مش ملاحظه ان صوتك عالي !!
غاده : اسفه ..
ازاحت كرسيها ثم التقطت ابنتها من على كرسيها بيد واحده وصعدت للأعلى .. دخلت حجرتها واغلقت الباب .. وضعت ريم على الفراش ثم دخلت غسلت يدها وعادت تجلس بجانبها
بعد قليل وجدته يفتح الباب ويقف امامها
شريف : هو انا مش قلتلك جعان !! تسيبيني وتقومي ليه؟
غاده بسخريه : هو انت صغير عايز حد يقعد جنبك !! مش ده كلامك؟
شريف : المفروض تكوني فاهمه انا قصدي ايه من الكلام ده
غاده : لا ياشريف انا مابقتش فاهماك ولا بقيت فاهمه تصرفاتك .. شويه بحس انك حنين وبتدلعني وشويه بحس انك .. انك اناني متضايق اني بعمل حاجه تانيه انت مش فيها او غيران عليا من شغلي وانه واخد وقتي .. وانت عارف ان دي حاجه مؤقته .. بدل ما تشجعني وتستحملني لما اخلص .. بقيت في الاخر توترني وتخليني معرفش اركز في شغلي ..
شريف : تنكري ان رسالتك وشغلك ده بعدك عني انا وبنتك؟
غاده :انت متجوزني وانا كده وبعدين دي فتره مؤقته ياشريف .. ساعدني حتى بالدعم النفسي عشان اقدر اكمل واخلص ..
شريف : اكتر من كده دعم نفسي !!! اومال انا كنت مجهزلك الاوضه الي تحت ليه مش عشان تقعدي براحتك وتشتغلي فيها من غير دوشه
غاده : طب ايه اللي غيرك ؟؟
شريف : اللي غيرني انك بقيتي ام يادكتوره .. ومع ذلك ماتغيرتيش ولا فضيتي نفسك لبنتك بالعكس انتي زودتي ساعات مذاكرتك .. ولقيتي كل الحلول اللي تخليكي مرتاحه في شغلك ومذاكرتك ..
غاده باستنكار : مرتاحه؟؟؟ انت فاكر ان شغلي ده مريح؟؟ ده كله تعب وارهاق واعصاب مشدوده .. الي بشوفه في أوضة العمليات والتركيز الذهني بس عشان مسؤله عن حياة مريض تحت ايدي يكفيني تعب اسبوع لقدام .. ده غير الوقفه اللي بقفها على رجلي طول اليوم
شريف : وايه اللي جابرك على كده؟
غاده : هو ده ردك ؟؟؟ اقولك على الصعوبات اللي بشوفها في شغلي تقولي ايه اللي جابرك ؟؟
زفرت في ضيق ثم نظرت لابنتها التي فوجئت بها نامت على الفراش في وضعها ..
اتجهت اليها وعدلتها لوضع النوم ودثرتها بالاغطيه ..
التفتت اليه وقالت : انا مش عارفه ايه اللي جرالنا ياشريف .. بقيا بنمسك لبعض على الواحده ..
شريف : غاده انا..
قاطعته وقالت : ياريت نكمل كلامنا بعدين .. كفايه ان البنت نامت على صوتنا العالي .. مش عايزاها تتعود على كده ..
شريف : طيب تعالي نتكلم بره واوعدك مش هزعلك
غاده : لا سيبني شويه انا عايزه انام جمبها
شريف : على راحتك .. انا خارج
****************************
امال : حمد لله على السلامه
دخل الجميع وسلموا على امال التي سعدت بهذا الجمع بعد الوحده التي قضتها خمس أيام متصله ..
الهام : الله يسلمك ياامال ..
أمنيه : امي وحشتييييني اوي
امال : وانتي يامنمن ليكي وحشه يالمضه .. انما انتي لابسه جديد منين؟
امنيه : لا دي طرحة ابله غاده .. هبقى احكيلك بعدين لما اخد نفسي ..
امال : خالد فين يااماني؟
اماني : بيطلع الشنط من العربيه وجي
امال: كان واجب عليكي تقولي لحماتك تيجي بدل ماتقعد لوحدها
اماني : قلتلها والله بس هي مارضيتش قالتلي مره تانيه
جاء خالد اخيرا محملا بالحقائب التي تخصه وزوجته والاخريات .. ونزل مره اخرى وصعد بباقي الحقائب
امال : ادخل ياخالد ارتاح في أوضة اماني .. لحد ما احط الغدا عالسفره .. ادخلي مع جوزك يااماني
اماني : مش عايزه مساعده ؟
امال : لا .. روحي خليكي مع جوزك وانتي ياامنيه تعالي معايا
امنيه : ويعني امنيه عشان مالهاش جوز تقوم تشتغل وهي جايه من سفر وكنت في الجامعه الصبح
امال : خلاص بطلي رغي .. مش عايزه منك حاجه
امنيه : ايوه كده لازم يعني اشتكي
وفي حجرة اماني ..
اماني : حبيبي هنروح بكره نجيب الشهاده من الجامعه ماشي؟
خالد : ان شاء الله
*****************************
عاد في المساء .. وجد الجو ساكنا .. صعد للأعلى وجد غاده وريم يجلسان على الأرض في الشرفه .. واللاب توب موضوع على الارض وعلى شاشته بعض افلام الكارتون .. كانت ريم مشدوده للألوان الكثيره الزاهيه والمتداخله ..
جلس شريف جوارهم
شريف : ماشاء الله دي بقت بتقعد
غاده بشرود : أيوه .. بس بسندها
نظر لها شريف : انتي قلتي هنتكلم لما اجي ..
غاده : انا مش هتكلم في حاجه ياشريف .. شوف انت عايز ايه وانا هعمله .. من غير مااعترض على ولا كلمه منك ..
شريف : عايزه ترضيني ولا تريحي دماغك؟
غاده : حتى في دي بتتناقش وتقاوح !!
شريف : لا مش هتناقش ولا هقاوح .. بس عايزك تسمعيني انا كمان .. زي مانتي فكرتي انا كمان قعدت مع نفسي وفكرت .. انا جيت عليكي وظلمتك شويه .. انا كنت طماع .. طماع في قلبك وعقلك كله .. مش عايز حد يشاركني فيه .. انا وريم بس .. عارف ان كده ممكن اكون اناني .. بس مش عايزك بعيده عني .. انا من النوع اللي احب واتمناكي في حضني طول الوقت .. مش عايزك بعيده عني .. فاكره ياغاده ايام شهر العسل .. كنتي عامله ازاي ..كنا مابنفارقش بعض ابدا .. انا وانتي وبس .. كنتي بتنامي في حضني زي القطه الصغيره .. كان احلى شعور عشته في حياتي لما بحسك محتجالي ومتطمنه في قربي .. دلوقتي بحس انك بتفرحي في قعدتك بعيد عني .. صدقيني الموضوع مش واجبات انتي مقصره فيها .. الموضوع اني فعلا بغير حتى من كرسي المكتب اللي بتقعدي عليه
كانت تسمعه بقلبها قبل اذنيها .. وبعد ان انهى كلامه رمت نفسها في حضنه وهي تبكي .. حاوطت خصره بكليتا ذراعيها ..
غاده : انا اسفه ياحبيبي .. مكنتش اعرف ان في قلبك كل ده
شريف : كل ده بدافع حبي ليكي بس ياغاده
غاده : طيب انا تحت امرك .. مكن اسيب الرساله من بكره .. أأجلها
شريف : لا ياروحي .. انا مارضاش كل تعب السنين يضيع ..
اعتدل في جلسته وابعدها قليلا عنه قال بجديه : انتي خلصتي اد ايه وفاضل اد ايه؟
غاده : المفروض خلصت 5 أبواب وفاضل بابين .. شغاله في اخر الباب السادس .. لسه فيه 3 فصول .. وكده هيتبقى الباب الاخير الباب السابع ..
شريف : تمام .. حطه خطه زمنيه اد ايه؟
غاده : هو بالنظام والريتم القديم كنت حطه عشر شهور
شريف : يااااه عشر شهور في باب واحد؟
غاده : اه والله
شريف : تعالي نقعد نقسمها بحيث انك تلاقي وقت تذاكري ووقت تقعدي معانا .. ووقت لعيادتك
غاده : امال انا كنت ممشاياها قبل كده ازاي
ضحك شريف : كانت بالبركه ..
ثم قال بجديه : المهم بعد لما تاخدي اللقب .. هقفل الاوضه دي بالمفتاح وابلع المفتاح عشان ماتعرفيش تدخليها تاني .. عايزين نفضى لبعض بقى ونخاوي البت الغلبانه دي
ضحكت غاده من قلبها .. ضمها شريف لصدره .. فلطالما اشتاق لتلك الابتسامه والضحكه الصافيه من القلب ..
شريف : عارفه .. الست امي دي زي العسل وربنا .. سابلتنا البيت اليومين دول
غاده : حرام عليك ياشيري .. دي كانت بتنام من العشا .. والله مكنتش بحس انها موجوده اصلا
شريف : سيبك انتي .. ركزي معايا الليله .. بس نيمي ريم وتعالي
غاده : عايز مني ايه ؟
اقترب منها شريف وقال : عايز اغلبك ماتش على البلاس ستيشن
غاده : كده بردو
ضحك شريف : اومال مخك راح فين ؟ هههههههههههههههههه ياقليلة الادب يابتاعت الاوكيه
حملت ابنتها وقفت وهي تقول : طيـــــــــب شوف مين اللي هيلعب معاك ياخفيف
دخلت حجرتها وهي تضحك .. وضعت ريم في وضع النوم .. تمددت جوارها لترضعها .. حدثت نفسها : حتى لو هأجل حلمي شويه .. المهم اني حليت المشكله اللي بينا .. ياااه وحشتني ضحكتك وهزارك معايا ياشريف
مر اليومان عليهما وكأنهما في شهر عسل جديد يشاركهما ريم .. تفانت غاده في اسعاده وفرغ هو نفسه لهما .. عادت الهام من سفرها مع امنيه .. اطمأنت على علاقتهما .. كانت واثقه من كلاهما انهما سيتطيعان تدبير امرهما ..
******************************
جلست جواره وهي ممكسه بالشهاده .. قرآتها بصوت مسموع أكثر من مره وهي سعيده جدا ..
خالد : خلاص يابنتي حفظت اللي فيها .. هو انتي كل شويه هتقريها؟
اماني : مبسوطه اوي اوي ياخالد بس الترتيب هو اللي نكد عليا
خالد: ليه يعني .. الخامس على الدفعه
اماني : ماليش تعيين ياخالد
خالد : وحتى لو جه التعيين هو انتي فاكره اني ممكن اوافق؟
اماني : طيب والشغل اللي جايباه غاده؟
خالد : انتي ناقصك ايه ياحبيبتي ؟
اماني : مفيش خلاص
خالد : طيب بعدين نبقى نتكلم في الموضوع ده
قالت بحزن : ان شاء الله
**************************
وقف مع صديقه وهو يفكر ..
قاطع تفكيره صديقه وهو يقول : مالك ياحسام من الصبح مش طبيعي ..
حسام : لا ابدا مستني بس مكالمة تليفون مهمه ..
رن هاتفه .. التقطه سريعا وابتعد عن صديقه ..
حسام : أيوه يالميا .. ها؟
لمياء بضحك : وعليكم السلام ..
حسام : اخلصي بقى قولي قبل اليوم مايخلص
لمياء بجديه : انت هتستفيد ايه لما تعرف؟
حسام : ماتخافيش مش هكلمها ..
لمياء : ولا حتى عشان تشوفها .. حسه ان كده غلط
حسام : يعني انتي متصله تنصحيني ولا ايه بالظبط؟؟؟ ماتقولي وتخلصيني بقى
لمياء : اعلام ياحسام .. كلية اعلام .
حسام : سلام
انهى المكالمه وعاد لصديقه .. قال له : انت تعرف حد في اعلام ياأحمد؟
أحمد : نعم ؟؟؟؟
حسام : بقلك تعرف حد في اعلام ؟ عايز اروح هناك بس يكون في حد عارفه ..
أحمد : اي حد نعرفه اكيد اتخرج من السنه اللي فاتت ..
حسام : اه صحيح ..
أحمد : في ايه؟
حسام : انا هروح اعلام وهاجي تاني .. تيجي معايا بس تحط لسانك في بقك
أحمد : يعني معرفش احنا رايحين ليه؟
حسام : لا
أحمد : طيب .. يلا
ذهب حسام وصديقه الى كلية اعلام ..
أحمد : ها .. هنفضل واقفين ..
حسام : لا تعالى ندخل جوه
أحمد : ماتقولي يمكن اساعدك
نظر له بتفكير .. أيخبره ؟ هو صديقه المقرب لكن تلك الفتاه التي يريدها .. يتمنى ان تكون سره الخاص جدا .. لا أحد يرفع نظره لها ..
قال حسام : هقولك ياأحمد بس في الوقت المناسب
دخل حسما واحمد مبنى اعلام .. بحث بعينيه بين الطلبه لم يراها .. صعد جميع الطوابق .. لا يوجد أثر ..
قال أحمد : واضح انك مالقيتش اللي انت عايزه .. طب تعالى نروح الكافيتريا ..
لم يجد رد من حسام سوى انه انطلق بساقيه الى حيث الكافيتريا .. لحق به أحمد .. دخل حسام المكان وهو يبحث عنها .. النتيجه صفــر ..
زفر بضيق وهو يجلس على سور قصير ..
أحمد : طيب انت بتدور على حد في سنه كام ؟
نظر له حسام بتردد : قصدك ايه؟
أحمد : بص على الجدول وشوف يمكن في محاضره شغاله .. ولا انت بتدور على حد بيشتغل هنا ؟
حسام : لا بيدرس .. تعالى نشوف الجدول
بحث عن المكان المعلق به الجداول .. لم يعثر بسهوله عليه .. ذهب الى الشئون وبصعوبه أخذ الجدول من الموظفين المتكاسلين .. وبالفعل يوجد لديها محاضره الان في مدرج “ج”
حسام : جدع يلا ياأحمد .. بتفهم ..
أحمد : بفهم ايه هو انا فاهم حاجه خالص
حسام : تعالى ..
أحمد : سمعا وطاعه
ذهب الى حيث الدور الذي يوجد به المدرج “ج” .. انتظر وهو يقرض في اظافره
أحمد : اقطع دراعي ان مكنتش بتحب يلا ياحسام
نظر له حسام بحده : ايه اللي بتقوله ده؟
أحمد : ماهو انت مش على بعضك ليه ؟ في حد جوه ليك عليه فلوس
لم يرد عليه وقد بلغ توتره مداه ..
فتح الباب .. دق قلبه سريعا .. بدأ اندفاع الطلاب .. زاغت عيناه بحثا عنها .. كثر الطلاب .. لم يعثر عليها .. شعر انه نسي شكلها .. لا بل هو يتذكرها كأنها رآها بالأمس .. الاعداد تتقلص .. بدأ قلبه ييأس .. انخفض حاجبيه ثم انعقدت .. فجأه رآها .. تخرج من القاعه وهي تنظر في حقيبتها خطت للخارج بقليل .. ثم وقفت وهي تنظر في حقيبتها بتركيز .. كان ينظر لها بشوق .. أكد هذا شعوره تجاهها .. سعيد هو الان ولأول مره يشعر بتلك السعاده الغامره ودقات قلبه المتتاليه التي يسمعها وتغطي على صوت أحمد الذي يناديه في خفوت ولكن حسام لا يرد لأنه لا يسمعه من الاصل ..
عندما أنهت ما وضعته في حقيبتها .. نظرت أمامها وهي تمسك بدفاترها وكتبها .. وقعت عيناها عليه .. على عينيه .. ذلك الشاب الوسيم .. الذي استنكرت عليه أن يكون ابن الحارس .. الذي قابلها في فرح ما لم تتذكر الان من كانت العروس .. شعرت ان الوقت وقف والمشهد امامها مموه عدا وجهه المبتسم اليها .. ظلت تنظر اليه وهي شارده .. سعيده .. ابتسمت رويدا رويدا . تقدم منها في هذه الخلفيه المموهه ..
حسام : ازيك؟
أمنيه وهي مازالت في حالة اللاوعي : الحمد لله
حسام : فاكراني؟
أمنيه باستسلام : أيوه فاكراك
لم يجد مايقوله وهو يسبح في عينها .. شعرت كأن المشهد الخلفي عاد من جديد وصوت الضوضاء جاء من جديد .. نظرت حولها .. انها في كليتها .. وأمامها حسام أخو لمياء ..
حسام : مالك ؟
أمنيه : لا مفيش بس لازم أمشي ..
حسام : طيب .. كنـ..
أمنيه مقاطعه : بعد اذنك ماينفعش اقف مع حضرتك أكتر من كده
سارت بعيدا عنه بخطوات مسرعه .. وعندما تأكدت انها بعيده بما فيه الكفايه .. سمحت لشفتيها بالانفراج والافراج عن تلك الابتسامه السعيده جدا .. رأته .. أخيرا .. يتذكرها جيدا بل وهو يذكرها بنفسه .. ولكن ماذا اتى به الى كليتها ؟؟ ممكن أن يكون قد أتى لصديق له ؟ احتمال كبير ..
شعرت بالذنب لانها سمحت لنفسها بالنظر اليه بهذه الجرأه .. استغفرت ربها وعادت الى المنزل وهي سعيده .. دعت ربها انه اذاكان في حسام خيرا لها فليجعله من نصيبها ..
مرت الايام ويأتي حسام كل فتره يطمأن عليها من بعيد .. تأكدت انه لا يأتي لصديق له .. بل يأتي لها هي .. يكون جالسا منفردا .. ولا يكون هناك شخص معه .. وكأنه يعلم مواعيد محاضراتها .. تجده أمام الباب .. تلتقي نظراتهما .. يبتسم في سعاده .. تمر امامه .. ثم يعود الى كليته مره اخرى .. وكان هناك من يقتسم تلك النظرات معه .. سيف .. كان سيف وكأن شغله الشاغل هو متابعة أمنيه .. ليس للمراقبه .. فهو قد تأكد من حسن أخلاقها .. ولكنه شعر انها تحت حمايته . خائف عليها من التلوث الاخلاقي .. يشعر انه يريد ان يحافظ عليها كما هي الى ان يتقدم اليها رسميا وتصبح خطيبته وزوجته .. بينما أمنيه لم تشعر به على الاطلاق .. لا تراه لا بقلبها ولا بعقلها .. تعرفت امنيه على بنات اخريات في الدفعه ولكنها كانت دائما تحن الى سحر بالتحديد .. وعندما تراها تسلم عليها بترحاب شديد ..
سحر : عارفه ياأمنيه .. رغم اني ماعرفكيش الا من مده قصيره الا اني حسه اننا صحاب من زمان وكمان حبيتك اوي والله
أمنيه : وانتي عارفه ان رغم المواقف اللي حصلت بيني وبينك في الاخر الا اني مش زعلانه منك خالص عشان حسه انك طيبه وقلبك أبيض
سحر : طيب ابقى تعالي اقعدي معانا انا وكامليا
همت أمنيه بالتحدث .. سبقتها سحر : وهقول لشهاب يمشي ..
ضحكت أمنيه : اذا كان كده ماشي ..
******************
انتهى الفصل الدراسي الاول كان يأتي كل يوم امتحان ليطمأن عليها بعد الامتحان .. فقط يراها .. يشعر انه اطمأن عليها .. يغادر في صمت .. وجاءت الاجازه .. جاءت ايمان من السعوديه .. لتقضي اسبوعين الاجازه مع والدتها واخوتها .. كانت حامل في شهرها الخامس .. عادت أمنيه الى الزقازيق .. في وضعها الطبيعي كانت ستشعر بالسعاده لوجودها بين أخواتها وامها .. ولكن ما كان يؤرق حياتها انها لن ترى حسام .. استأذنت أماني ان تقضي الاسبوعين مع والدتها ولم يعترض خالد على الاطلاق ..
في أول يوم من الاجازه .. فوجئت أمنيه باتصال من شريف
شريف : ازيك ياخالتو عامله ايه؟
امال : ازيك ياشريف .. اخباركوا ايه ياحبيبي
شريف : الحمد لله .. امال البت اختي فين؟
امال بضحك : اكيد امنيه .. ايه هي عملت حاجه غلط ولا ايه؟
شريف : اه .. جايلها عريس ياخالتو
امال متفاجأه : عريس؟؟؟؟ مين ده؟
اعتدلت أمنيه في جلستها واقبلت أماني وايمان وجلسا جوار أمهما .. شاورت لهما آمال بالالتزام الصمت
امال : مين ده ياخالد – ها – ها – ها – تمام .. طيب انت رأيك ايه؟ خلاص ياشريف .. خليه يجي هو واهله وانت معاهم وكمان خالد – ماشي – مع السلامه ياحبيبي
انهت المكالمه .. نظرت الى ايمان واماني اللاتي كانا جالسان بجوارها وكل منهما على وجهها ابتسامه ولهفه لمعرفة من العريس .. بينما أمنيه كانت تجلس في مكانها وهي لا تفهم ماذا يحدث ومن هو العريس ؟ ترى أن يكون حسام ؟ عندما وقفت عند هذا الاحتمال .. ابتسمت تلقائيا
نظرت لها والدتها وهي مازالت مبتسمه قاالت لها : تعرفي حد اسمه سيف ؟
وكأن دلو مياه بارده وقع على رأسها مباشره .. هربت الابتسامه من وجهها وخبأت نفسها وراء قلبها .. وكأن تلك الابتسامه فقط لحسام ..
قالت بصوت مبحوح : سيف ؟؟ هو ده العريس؟
امال : تعرفيه؟
أمنيه : ماقلكيش اسمه سيف ايه؟
امال : قال هو في رابعه اعلام واخو واحده صحبتك في الدفعه
أومأت أمنيه برأسها وقالت : أيوه عرفته ..
هبت واقفه وقالت : بس أنا مش موافقه
امال : ليه ؟
أمنيه : ازاي حضرتك ياماما تديهم معاد وتتفقي مع شريف انه يجيبهم ويجي وكمان ابيه خالد .. مش كنتي سألتيني الاول ؟
امال : ومين قالك اني المفروض أسألك .. أسألك لما يجي وتشوفيه
أمنيه : ما أنا عارفاه .. عارفاه من الكليه والله
إيمان : طيب ليه رافضه ياحبيبتي ؟
أمنيه : مش مرتحاله .. بستتقل دمه ..
أماني : بس ماما قالت لشريف يخليه يجي
أمنيه : اتصلي بيه بسرعه ياماما وقوليله بلاش
امال : ايوه بحجة ايه؟ مهو انتي مش مخطوبه يبقى ايه اللي يعطلك .. شكلها مش هيبقى حلو
أماني : يعني ياأمنيه هترفضيه عشان مستتقله دمه .. بصراحه مش سبب مقنع ..
أمنيه : انا لسه صغيره أساسا
وقفت امال منهيه الحوار : هو مش هيجي ومعاه المأذن .. دي زياره .. وفقت حصل خير .. ماتوفقتش .. مخسرناش حاجه ..
أمتثلت أمنيه لوالدتها وفي دخلها تتمنى ان لا يأتي هذا اليوم الذي تخرج وتسلم على سيف وهو يحمل لقب عريس ..
******************

الفصل 40 (2)

اتصل سيف على شريف في اليوم التالي واخبره شريف بالموافقه .. اتفقا على ان تتم الزياره العائليه في اليوم التالي مباشره .. واتفق شريف مع خالد على ان يذهبا سويا ويتبعهم سيارة عائلة سيف ..
قصدت أمنيه ان تجعل الجلسه منفصله .. لا تريد أن تراه .. واستعانت بأماني لكي تناصرها في هذا امام والدتها .. وانتصرت .. لم تهتم أمنيه بما سوف ترتديه .. ولم تضع اي مكياج .. غصبتها والدتها فوضعت القليل قبل وصولهم .. جاءوا .. تفرق الجنسين كل الى جلسته .. سلمت عليهم امال بكل ذوق ثم جاءت اماني وايمان .. استأذنت امال لتأتي بالعروس ..
أتت معها أمنيه على مضض وقلبها لسان حاله الدعاء والتضرع لربها بعدم اتمام هذه الزيجه .. اعجبت والدة سيف بها واثنت على اخلاقها كما يرويها سيف وسحر .. بعد قليل .. دخل عليهم شريف وهو مبتسم .. تعلقت نظرات سحر به .. فتنها من الوهله الاولى .. كانت تعرف ان اخيها هو الكابتن شريف ولكن شكله امامها بطوله وقوامه الرياضي المتناسق ..أبهرها .. نظر الى امنيه وقال : تعالي ياأمنيه اقعدي مع عريسك شويه
قالت أمنيه سريعا : ليه ؟
والدة سيف : ليه ايه ياأمنيه ؟ مش لازم تقعدوا مع بعض شويه
نظرت امال لابنتها نظرة حازمه ثم قالت للسيده : هي قصدها انها تعرف سيف .. وهو يعرف شكلها .. دي فكرتها عن الرؤيه .. بس هي هتقوم تعد معاه في الركنه دي قدامنا .. ماتخافيش ياأمنيه مافيش حاجه مش شرعيه
والدة سيف : ماشاء الله عليكي ياأمنيه .. ربنا يحميكي يابنتي
شعرت انها تريد أن تصرخ : مش عايزه اعجبك ياستي ولا عايزه اعجبه ولا عايزاه هو شخصيا .. امشوا بقى من بيتنا ..
وجدت يد شريف ممتده لها .. مسكت بها وقامت معه .. شد على يدها
انحنى وقال : في عروسه اوزعه كده
نظر لها متوقعا ان تبادله الضحك .. ولكنه وجد عيون لامعه والدموع تكاد ان تصرخ من داخلها .. قطب حاجبيه وقال : مالك ياامنيه ..
أمنيه : بطني بتوجعني
شريف : مش عايزاه
نظرت له كأنها تؤمن على كلامه .. ولكن الموقف لا يحتمل أن يفعل شريف أي شئ .. حيث وجدت سيف يقف خلفه وهو يتنحنح .. جلست أمنيه سريعا على الكرسي .. افسح له شريف المجال فتقدم بخطوات الى المقعد جوار أمنيه ..
تركهم شريف وهو قلق عليها .. عاد الى حيث الرجال جالسين ومفتوح باب الصالون في كان شريف يجلس في مرمى بصر امنيه وسيف .. كانت كل ما تتقابل عيناهما يبتسم لها شريف مطمئنا ..
سيف : ازيك يا أمنيه
نظرت الى قدميها : الحمد لله بخير
سيف : مالك مكسوفه ؟
أمنيه بجفاء : عادي
ظل سيف يحاول ان يتكلم معها بلين وهي ترد عليه بنفس الجفاء .. تقريبا لم ترفع عيناها في عينه طوال الجلسه ..
غادر الاهل .. أماني : انا شايفه انه كويس ياأمنيه .. ومااشاء الله جاهز من كل حاجه .. وفي نفس كليتك .. يعني ممكن يساعدك حتى لو اتجوزتواوانتي لسه في الكليه
أمنيه : ده مابيشتغلش .. اتجوزه ازاي
ايمان : وهو حد قال انك هتتجوزيه بكره .. لسه بدري على الخطوه دي
خالد : خلاص ياجماعه انتوا بتقنعوها ليه ؟ هو انتي اصلا رافضه ياأمنيه
نظرت أمنيه لشريف .. قال شريف نيابة عنها : واضح انها مش مرتاحه .. بس ايه السبب ياأمنيه؟
أمنيه : هو اساسا بيكلم بنات في الدفعه كتير ومش ملتزم ومش ده اللي اتمناه يكون زوج صالح ليا
شريف : طيب ليه قولتوا ماشي من الاول .. مكنش الناس جم لحد هنا
أمنيه : والله قلت لماما ..
امال : يعني ده ردك النهائي ياأمنيه ؟
أمنيه بحزم : أيوه ياماما .. مش عايزاه ..
وقفت ودخلت حجرتها لتنهي اي كلام اخر ممكن ان يقال في تلك الجلسه .. اتصل سيف على شريف بعد يومان .. اخبره شريف بان كل شئ نصيب .. كاد سيف أن يجن من رفضها له .. وما السبب
مرت أجازة نصف العام وعادت امنيه الى كليتها وبالطبع جاء حسام اليها .. كادت أن تطير اليه وتبث له شوقها طوال الاسبوعين .. اكتفت بابتسامه ونظرت الى الاسفل .. وسارت في طريقها أمامه ..
غادر حسام كليتها وعاد الى كليته .. واثناء ذهاب أمنيه لمدرجها لحضور المحاضره الثانيه لها هذا اليوم .. وقف امامها فجأه .. شهقت ورجعت الى الخلف
سيف : ازيك ياأمنيه ؟
أمنيه : عايز ايه ياسيف؟
سيف : عايز اعرف رفضتيني ليه؟
أمنيه : لو سمحت يا سيف .. انا ماينفعش اتكلم معاك في حاجه زي دي
سيف : ايه اللي مش عاجبك فيا وانا اغيره
أمنيه : استاذ سيف .. حضرتك مش مثال للراجل اللي عايزه اتجوزه .. انا عايزه واحد اكثر التزاما مني يشدني لفوق ويعلمني .. مش أنا اللي ارشده . حضرتك بتكلم بنات وبتشرب سجاير .. ماينفعش معايا النظام ده
سيف : بس انا عايزك ياأمنيه .. مش هلاقي واحده زيي
قالت أمنيه بتهكم : هنا بيت القصيد .. زيي هتلاقي كتير وده هو هدفك انما امنيه مافيش غير واحده ومعتقدش ان ده هدفك او يهمك اوي ..
ثم قالت : بعد اذنك عشان باب المدرج هيتقفل ..
مرت أمامه بثقه وهو ينظر لها بحسره ..
****************************
في يوم ما جلست سحر وهي تعبث بهاتفها ..
قالت أمنيه : انتي مابتصليش اليومين دول؟
سحر : لا عادي
أمنيه : اومال حطه مونكير ليه؟
سحر بارتباك : ده اسلامي .. لما هروح هشيله واصلي اللي فاتني
أمنيه بتهكم : مفيش حاجه اسمها اسلامي ومش اسلامي .. حتى لو بيتشال في ساعتها بس هو مجمل شكل ايدك ..مخلي ايدك شكلها حلو ..
سحر : اديكي قولتي ” شكلها حلو” يبقى ليه بتهاجميني كده؟
أمنيه : عشان كده فتنه .. خلي الحاجه الحلوه لجوزك بس في بيتك ياسحر ياحبيبتي .. بلاش تخلي اي حد يبصلك كده ويفتن بيكي ..
جاءت كاميليا وقد سمعت اخر جزء من الحوار
قالت : ايه ده انا جيت قبل ماتنتهي الحصه؟
امنيه : حصة ايه؟
كاميليا : حصة الدين والوعظ بتاعت كل مره ..
أمنيه : والله انا بقول اللي بيمليه عليا ضميري .. انما انتوا احرار ..
سحر : سيبك .. انا هقوم اطلع اصور ورق فوق
أمنيه بتساؤل : تصوير ايه اللي فوق؟
سحر : في مكنه فوق خاصه بالدكاتره بس .. في المكتبه ..
أمنيه : يابنت الايه .. وبتصوري عندهم ازاي؟
سحر : الولد العامل اللي هناك بيدخلني من غير ما حد يعرف ويصورلي اللي انا عايزاه
أمنيه :طبعا بدل ماتضربي المشوار المنيل بره الجامعه عشان نصور
كاميليا : تلاقيه بياخد سعر الورقه مضروب في عشره
سحر : تعرفي بقى ان مابياخدش فلوس .. وبيقولي ان الورق بيجي هنا ببلاش وهدايا للكليه ..
أمنيه : بس كده حرام والتصوير هنا من حق الدكاتره بس مش احنا كمان وكمان مش متطمنه لحكاية ببلاش دي
سحر وهو تقوم : بقولك ايه .. مش كل حاجه هتطلعي فيها فتوى تبوظ اللي بعمله .. انا هروح حد هيجي معايا ؟
كاميليا : لا انا قاعده شهاب زمانه جاي
امنيه : يبقى انا اللي هاجي معاكي بس مش هدخل المكتبه عشان ماخدش الوزر
سحر : تعالي بس ياقطه وهنبقى تشوف ..
صعدت أمنيه وسحر للدور الخامس .. حيث المكتبه .. وتقريبا لا يوجد أحد في الدور ..
أمنيه : انا هدخل الحمام .. تعالي معايا واتقي الله ياسحر ..
سحر : فكك بقى .. شايفه الجو رايق ازاي .. مش هقف في طابور وفي عز الحر كمان
أمنيه وهي تعطيها ظهرها : اللهم بلغت ..
دخلت أمنيه الحمام .. انتهت وخرجت .. دلفت للمكتبه لا يوجد أحد .. هل يعقل ان تكون انتهت من اوراقها بهذه السرعه؟!!
قالت بخفوت : طيب كانت تستناني
التفتت لتغادر .. سمعت صوت حركه غريبه من حجره ملحقه بالمكتبه .. اتجهت اليها .. سمعت همهمه غريبه كأن شخص يتكلم من تحت شئ ما .. اقتربت باذنها من الباب سمعت رجلا يقول : أومال فاكراني بصورلك ببلاش ليه .. لوجه الله يعني ولا لسواد عينك ؟ ده انتي جيالي في وقتك .. محدش غيري هنا والليله دي بتاعتي .. ماتعصلجيش بقى انا مكلف دماغي بسجارتين وانتي اللي هاتقفلي الدماغ دي
نظرت أمنيه حولها وقع نظرها على حجر صخري مكعب صغير في ركن المكتبه .. حملته وعادت للباب فتحته بسرعه وجدته مكتفها وهي واقفه ويدها مربوطه خلف ظهرها وعلى فمهما شريط لاصق .. وقبل أن يلتفت العامل الي امنيه .. كانت قد خبطته بالحجر في رأسه .. لم يسقط .. بل ترنح قليلا .. أعادت الخبطات .. الى ان زاغ بصره وسقط الى الخلف ارتطم بسحر واخذها في طريق وقعته ثم ارتطما الاثتنان بالدولاب الخشبي في الخلف . اغشي على سحر في لحظتها .. وجدت أمنيه نفسها أمام الجسدان .. ظلت تلهث للحظات .. اقتربت من سحر .. أزاحت جسد العامل .. حاولت ان تفيقها ولكن دون جدوى ..
أخرجت هاتف سحر من حقيبتها
قال أمنيه : رقم أخوكي ايه رقم اخوكي ايه؟ ياربي ده انا حتى ناسيه اخوها اسمه ايه .. يابت ياسحر فوقي الله يهديكي .. فوقي بس قوليلي اخوكي الرخم ده اسمه ايه ؟ ايوه ايوه .. سيف
بحثت في الهاتف على اسمه .. اتصلت به
سيف : ايوه ياسحر
امنيه : استاذ سيف انا امنيه .. حضرتك لسه في الكليه؟
سيف بقلق : ايوه.. خير ياأمنيه ؟
أمنيه : من فضلك هات الامن بسرعه واطلع على المكتبه .. في مصيبه تخص سحر اختك ولازم تجيب الامن..
سيف: حالا طالع
*************************
في مستشفى الجامعه .. جلست أمنيه بجوار والدة سيف وسحر وكان سيف واقفا وجواره والدته ..
والد سيف : ماتعيطيش ياحجه .. ان شاء الله سليمه
والدة سيف ببكاء : حسبي الله ونعم الوكيل فيه .. حسبي الله ونعم الوكيل فيه
سيف : بصراحه ياماما سحر كمان غلطانه .. ايه اللي طلعها فوق لوحدها .. وكمان بتصور ببلاش في مكان مش مكانها ومش ليها
أمنيه : والله حذرتها بحرمانية التصوير كده وكمان مش طبيعي انه يصور كده من غير فلوس هي من طيبتها صدقت الزفت ده ..
سيف : أهو البوليس واقف مستني لما يفوق والدكتور يسمح بانه يتاخد اقواله
أمنيه : وانا هفضل واقفه هنا كتير؟
نظر لها سيف بامتنان : انتي عملتي كده ليه ياأمنيه ؟ كان ممكن يأذيكي انتي كمان
أمنيه : بصراحه كنت خايفه .. بس تخيلت سحروهي تحت ايده ومالهاش قوة خالص معاه .. قلت العمر واحد والرب واحد مابدهاش .. الحمد لله عدت على خير
هنا جاء شريف مسرعا .. أقبل عليهم .. سلم على اهل سيف ثم استفهم منهم عما حدث .. جلس جوارها منتظرين الدكتور ليطمأنهم ..
خرج الدكتور من حجرة سحر وقال : فاقت ولو عايزين البوليس يسألها هي حالتها تسمح .. والمتهم ممكن يستجوب بعد عشر دقايق .. أنهى البوليس عمله واقفل المحضر
أمنيه بتلقائيه : هو انا ممكن اتحبس عشان ضربته ؟
ابتسم سيف ونظر لها نظره غريبه ..
الظابط : انتي لو كنتي قتلتيه مش هتاخدي يوم حبس .. انتي كنتي بتادفعي عن عرض .. هو اللي مجرم وهياخد جزاءه .. بس حضرتك ايدك جامده اوي .. ده واخد 8 غرز في دماغه
سيف وهو يقبض على يده بغيظ : يستاهل .. كويس انه ماوقعش تحت ايدي كنت فرمته
نظر له الظابط : وانت مين حضرتك ؟
سيف : انا اخوها ..
الظابط : ياريت حضرتك تبقى بره الموضوع وماتدخلش نفسك في حاجه ممكن تدينك .. خلي القانون ياخد مجراه وهو هيتحبس لانه اعترف خلاص وده زائد شهادة اختك والانسه امنيه وكامليا صاحبتهم ..
دخل الجميع حجرة سحر .. اطمأنوا عليها .. استأذنت أمنيه لتغادر مع شريف .. سبقها شريف وتبعه سيف للخارج ..
قبلتها أمنيه بحراره
سحر : انا مش عارفه اشكرك ااي ياامنيه انا مدينه ليكي بحياتي
أمنيه بحنان : مش اوي كده .. المهم انك قمتي بالسلامه
نظرت لها والدتها : والله ياأمنيه كان نفسي حكايتك انتي وسيف تتم بس مش عارفه انت رفضتي ليه
سحر : خلاص ياماما انتي بتحرجيها ولا ايه؟
سحبت سحر يد امنيه لتجعلها تنخفض لمستواها
همست سحر في اذن امنيه : هو كابتن شريف دخل وانا بالمنظر ده؟
امنيه : يخربيت دماغك انتي في ايه ولا في ايه؟
سحر : اصله مزز اوي
امنيه : اتق الله ياسحر .. انتي مابتحرميش
سلمت عليها مره اخرى ثم على والدتها وخرجت وجدت شريف يقف مع سيف .. نظرت لهم في ريبه .. سلم شريف على سيف وغادر مع أمنيه
**************
غاده : بقى انتي تعملي كل ده ياأمنيه ؟ ازاي جالك قلب تضربيه؟ مكنتيش خايفه؟
الهام : لو امك عرفت ممكن ماتخلكيش تروحي جامعتك تاني
أمنيه : بالعكس انا عارفه ماما لما تعرف هتقولي برافو عليكي
شريف : يسلاااام؟ برافو عليكي؟
أمنيه : احم احم .. اه طبعا هتقول برافو عليكي بس محدش يقولها عشان ماتضربش
ضحك الجميع .. ولكن الضحك توقف عندما قال شريف
شريف : على فكره واحنا نازلين سيف وقفني واتكلم معايا
أمنيه : اه خدت بالي
شريف : طلب ايدك تاني ياأمنيه .. وقالي أقولك انه اتغير فعلا ومتأكد انه هيعجبك ..
أمنيه بصدمه : ليه كده؟
شريف : ايه اللي ليه كده؟ الراجل اترفض مره وبيتقدم تاني .. يمكن تغيري رأيك ..
أمنيه : انا مش عارفه ليه الاصرار مايستنى لما يتخرج ويشتغل
شريف : وانا مش عارف انتي ليه مش مبسوطه زي اي بنت لما بيجيلها عريس .. انتي من الاول وانتي مش مرتاحه مع اني شايف انه ولد كويس واهله ناس محترمه ..
أمنيه : أبيه .. لما السنه دي تخلص نبقى نتلكم
شريف: طيب انا هقوله نستنى لما السنه دي تعدي وبعدين يتقدم تاني
أمنيه : لا كده معناه انك بتوعده وانا مش عارفه ممكن اوافق ولا لأ
شريف: طيب انا هأجل كأن التأجيل جه مني انا .. واطلعي انتي منها
أمنيه : انت ليه موافق عليه اوي كده؟
شريف: عشان حسيت في عنيه انه المره دي عايزك بجد .. شكله حبك ياأمنيه !
أمنيه : يمكن عشان الجميل اللي شايف اني عملته في اخته؟
شريف : ممكن … بس ده بيخلي الواحد بيعز البني ادم اكتر .. يعني ياستي .. إإ إإ إيييه اللي بشرحهولك ده اصلا .. انتي لسه عيله صغيره اساسا مالكيش في الكلام ده .. انا هقوله اللي هقوله وانتي خليكي في مذاكرتك
قالت بضحك : سبحااان مغير الاحوال .. مانت كنت ماشي كويس
غادر الحجره وهو يقو ل: نامي نامي .. عندك جامعه الصبح
*********************
في اليوم التالي .. رن هاتف المنزل .. ردت أمنيه ..
امنيه : السلام عليكم
لمياء : وعليكم السلام ياأمنيه ..ازيك عامله ايه؟
امنيه : ابله لميا .. ازيك انتي عامله ايه؟
لمياء : انا كويسه الحمد لله انتي اخبار كليتك ايه
أمنيه وهي تفكر : الكليه .. اه الكليه كويسه .. تماما
لمياء : غاده موجوده طيب؟
أمنيه : آه .. هندهالك ..
ثم قالت دون وعي : انا جالي عريس على فكره
لمياء باندهاش :نعم؟
وعت أمنيه لما قالته ثم : هه .. لا ولا حاجه ثانيه واحده ..
لمياء : استني بس .. امنيه امنيه انتي مشيتي
امنيه بخفوت : لا
لمياء : انتي بتقولي جالك عريس
أمنيه : ايوه .. اسفه اني قلت كده ..بس
قاطعتها لمياء : بالعكس كويس انك قولتي كده .. وتقريبا انا فاهمه انتي قولتي كده ليه ..
صمتت امنيه ولم ترد
لمياء : طيب اأمنيه . اديني غاده .. ومتخافيش
ابتسمت امنيه واطمأنت قالت : حاضر ياأبله لميا
**********************
لمياء : هو انت رحتلها الكليه ياحسام
حسام : ايوه من اول يوم قلتيلي على كليتها
لمياء : همممم وكلمتها ..
حسام : اول لما شفتها عرفتني وقتلتها ازيك وردت بعدها حاولت اكمل كلامي قالتلي اسفه ماينفعش اقف معاك ..
لمياء : اشمعنا
حسام : شكلها مابتقفش مع ولاد خالص .. انا بروح هناك على طول عشان اطمن عليها من بعيد وبصراحه هي بتاخد بالها من ي كل مره وبحس على طول انها بتستناني اجي .. مابنتكلمش بس بنحس ببعض من بعيد ..
ضحكت لمياء :ايه الحب العذري ده
حسام : بس انتي بتسألي ليه؟
روت له لمياء ما حدث اثناء المكالمه ..
بهت حسام : عريس؟؟؟؟؟
لمياء : مش مهم .. المهم انها اهتمت وقالتلي عشان الكلام يوصلك ..
حسام : وانتي عرفتي منين قصدها
لمياء : انا ست زيها واقدر افهم هي بتفكر ازاي .. وقولتلها بالمتغطي اني فهمت قصدها وطمنتها
ثم نظرت لاخيها بتمعن وقالت : مش تطمن بردو البنت ولا انت كده هتعلقها معاك
حسام بحماس : طبعا تطمن .. انا اول ماخلص واتعين .. هتقدملها على طول
ابتسمت لمياء : عين العقل ياحسام . ربنا يوفقك انت وهي يارب
*******************
مرت الايام والاسابيع ..كبرت ريم .. مرت سنه على ميلادها .. ظهرت لها اربع اسنان اضافوا لها شكلا طفوليا رائعا .. تمرح وتضحك وتضفي على المكان بهجه تسعد الجميع .. استمرت غاده على النظام الذي اتفقت عليه مع زوجها .. الذي كان متألق في فريقه ونجمه يسطع في الفريق .. استسلمت أماني لارادة زوجها اخيرا بعد محاولات عده لجعله يوافق على عملها .. استمرت المكالمات بين لمياء وامنيه .. وكأن الحوار بينهم بالشفره ولكنهم يفهمون بعضهم .. وكان الاتفاق السري ان يتقدم حسام لها في الصيف ..
وفي ناهية الفصل الدراسي الاول ..
دخل شريف المنزل وجد غاده تلف في الصاله وهي تشعر بحيره وغضب ..
شريف : مالك ياغاده في ايه .. ريم وماما كويسين ؟
نظرت له غاده : ايوه .. كلهم كويسين كلهم كويسين
شريف : اومال مالك في ايه؟
قالت له وهي تكاد ان تصرخ : انا حامل ياشريف حامل

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)