رواية خفقات قلب يأبي النسيان الفصل الثامن عشر 18 بقلم سما سعيد
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية خفقات قلب يأبي النسيان الفصل الثامن عشر 18 بقلم سما سعيد
البارت الثامن عشر
رحلت عنى وسأمضى الايام وحدى
ستغفو معى اشجانى ف الليل
وسأفيق صباحاً على واقع مرير
الا وهو فراقك
……..
واثناء شرودة بحديثة الذى اجرى مع عمة منذ ايام
كسر سكون الليل الهادئ صوت رنين هاتفة المحمول واخرجة من شرودة
انتفض عن مقعدة وهو يرى اسمها ينير شاشتة المضيئة
ضغط على زر استقبال المكالمة
فأتاه صوتها الحزين المتألم يصرخ بخوف وهى تقول………
فارس الحقنى بابى تعبان اوى
فارس بلهفة….خير يا يارا عمى مالة
يارا من بين شهقاتها …….مش عارفة مش قادر ياخد نفسة الحقنى بسرعة
هرول فارس وغادر حجرة مكتبة وهو يقول……
اهدى بس اهدى انا جاى حالا مسافة السكة
غادر فارس بسيارتة على عجل حتى وصل الى منزل عمة
وصرخة قوية مدوية ايقظت كل من بالمنزل وبالمنازل المجاورة
انتفض بداخلة ,,ترجل من سيارتة مسرعاً وهرول يصعد الدرج المؤدى الى غرفة عمة
الى ان وصل اليها فشاهد الطبيب وهو يحاول ان يضع الغطاء
على وجة عمة ويارا تجذبة منة رافضة وهى تقول…….
لالاء لالاء مش معقول بابى مات لالاء يادكتور
اكشف علية تانى بابى ممتش اتأكد كويس
اسند ظهرة على باب الغرفة وهو يبكى بمرارة لفراق عمة
شعر انة ولثالث مرة يشعر باليتم
اول مرة كان والدة وثانى مرة كانت والدتة عقب موت والدة
وثالث مرة كان عمة الذى كان بمثابة والد لة حنون عطوف يحبة بشدة
حاولت المربية جذب يارة من جوار جثمان والدها لكنها كانت ترفض الابتعاد عنة
اقترب فارس اليها وامسكها من ذراعها فألتفتت الية عند سماع صوتة الباكى
يناديها بخفوت فقالت لة بصوت محتقن بالدموع….
فارس تعالى تعالى شوف بابى مش عايز يرد علية
تعالى مشى الدكتور دة من هنا
دا مبيفهمش حاجة بيقوللى ان بابى ,,بابى ,,,,
وبصوت خافت مؤثر اردفت …مااااااات ,, اومأت برأسها نفيا وهى تقول …..لاء لاء
ضم راسها على صدرة وهو يبكى بشدة كـ طفل صغير
حاول ان يبعدها عن جثمان والدها لكنها كانت تقاومة وتصرخ بوجهة وتقول…..
سيبونى سيبونى انا مش ممكن اسيبة بابى لسة عايش حرام عليكوا
متحرمونيش منة دا هو اللى ليا انا مليش غيرة ,,مليش غيرة
دادة كوثر من بين دموعها…….وحدى الله يابنتى واطلبي لة الرحمة
يارا وهى تنظر اليها بعيون ادمتها الدموع…..لالاء يادادة متقوليش كدا
انتو مش عارفين حاجة وبتكدبوا علية
احتواها فارس بين ذراعية وهو يقول بحزن……..اهدى يا يارا عمى خلاص,,
الله يرحمة ويحسن الية ويصبرنا على فراقة
نظرت يارا الى جثمان والدها المغطى بالملائة البيضاء وقالت بصوت مبحوح….
لالاء لاء انتوا فهمين غلط مش معقول
ومن ثم اقتربت من جثمان والدها وهى تهزة بيديها وتقول…….
قوم يابابى قوم عرفهم انهم كدابين قوم يابابى متسبنيش لوحدى
واردفت بهتاف مرير…….قوم ياحبيبى انا مقدرش اعيش من غيرك ,,بابى ,,يابابى
حملها فارس عنوة من خصرها واوقفها امامة وهو يقول بهتاف……
يارا اهدى بقى حرام عليكى عمى مات مااااااات
واردف ببكاء حزين……ومش هيرجع لنا تانى
اخذت تومأ برأسها نفيا وهى تقول بهستيريا……..
لاء ,,لاء كلكوا كدابين كدابين حرام عليكوا حرااااااام
وغادرت من امام فارس تهرول الى اسفل وعند اخر الدرج
ترنحت يارا حتى سقطت مغشياً عليها
سمع فارس صوت ارتطاماً قوياً فاسرع اليها فوجدها
ملقاة على الارض فاقده للوعى فاسرع اليها وحملها وغادر بها الى المشفى
……………………..
وبعد 5 ايام افاقت يارا من غيبوبتها التى دخلت بها فور موت والدها
وكأنها تهرب من الحياة والواقع المرير
نظرت حولها فوجدت حالها بغرفة غريبة عنها ,,
اللون الابيض يحيطها من كل اتجاة تمتمت بخفوت…….انا فين
انتفض فارس عن مقعدة عند سماع صوتها الخافت وهو
يقترب منها ويقول بلهفة……حمد الله ع السلامة يا يارا انتى كويسة
يارا بصوت محتقن حزين…….بابى بابى انا عايزة بابى عايزة اشوفة
ترقرقت الدموع الحزينة بعينية ومن ثم تمالك من حالة وهو يقول…….
الله يرحمة يا يارا اطلبي لة الرحمة
اخذت تومأ برأسها يمينا ويسارا لكى تبعد هذة الفكرة عن مخيلتها وهى تقول……
لالاء انا اكيد بحلم بابى كان لسة معايا وبنتكلم سوا ناديلة انا عايزة اشوفة
واجهشت فى البكاء المرير
جلس فارس بجانبها وانحنى وضمها وهو يبكى بصوت مسموع
نهرتة يارا وهى تقول بهتاف……….انت بتعيط لية متعيطش بابى لسة عايش عايش
وعندما وجدها شرعت بالآهتياج اسرع فارس يضغط على زر استدعاء الممرضة
بعد قليل حضرت الممرضة فطلب منها فارس ان تأتى لة بالطبيب على الفور
دلف الطبيب فوجدها مهتاجة تصرخ بشدة وتبكى بغزارة
اخذ فارس يهدأها لكنها لم تهدأ حتى اعطاها الطبيب حقنة
مهدئة وبعد ثوان قليلة كانت نائمة
اقترب منها فارس وطبع قبلة على جبينها واخذ يجفف دموعها الرقراقة
المنسابة على وجنتيها والتى هبطت وبللت وسادتها البيضاء
………………
وبعد قليل اتت اسيل ودلفت الى صديقتها
وجدت فارس يجلس مقابل فراشها يحتضن كف يدها وهو يرنو اليها بحزن عميق
ربتت اسيل على كتفة ففزع نظرا لانة لم يشعر بدخولها
اسيل بأسف….انا اسفة انى خضيتك
تنهد فارس قائلا ……ولا يهمك
اقتربت اسيل من صديقتها وقبلتها على وجنتها وهى تقول……هى عاملة اية دلوقت؟؟
فارس بأبتسامة شاحبة….الحمد لله فاقت من حوالى ساعتين
اسيل بسعادة……..فاقت معقول الحمد لله الحمد لله
اسرع فارس يشير لها بأن تهدأ….ششششششش
اسيل بخفوت…….انا اسفة مكنش قصدى اعلى صوتى
فارس……..معلش اصلها لما فاقت كانت بحالة عصبية وحشة آآوى
والدكتور اداها ابرة مهدئ ورجعت نامت تانى
اسيل بحزن…ياحبيبتى ربنا يشفيها يارب اللى حصل دة كان صعب عليها اوى
فارس بصوت متألم…….مش لوحدها يااسيل مش لوحدها
انا اتيتمت من تانى مبقاش لية حد
شعرت اسيل بالشفقة على فارس فهم الاثنان الان يتيمان
ولم يعد لهم سوا بعضهم
دق جرس هاتفة المحمول فتململت يارا بفراشها
نظر فارس الى شاشتة المضيئة بأرتباك شعرت بة اسيل
استأذن فارس من اسيل بأنة سيخرج يجيب على المتصل بالخارج
لكى لا يزعجها اثناء نومها وانة سيأتى ثانيتا فور انتهائة من المكالمة
ضيقت اسيل عينيها وهى تنظر الية وتشعر بأرتباكة واخذت تفكر
من ذاك المتصل الذى اربكة الى هذة الدرجة
ترك فارس يد يارا ببطئ ومن ثم غادر الغرفة
…………………
فى فينيسيا
:::::::::::::
اسر حبيبى فوق بقى
تململ اسر فى فراشة وهو يفتح عيناة ويبتسم لها ويقول…….
صباح الخير ياقمر
مها بأبتسامة مشرقة………صباح النور ياروح وقلب وعقل القمر
واردفت قائلة…….يلا بقى قوم يااسر عايزين نحضر شنطنا علشان ميعاد الطيارة
اسر وهو يجذبها الى احضانة……شنط اية دلوقت سيبك من الشنط دى وتعالى اقولك
كلمة سر ف بوئك
ضحكت مها وهى تتملص من بين احضانة وقالت…..
تصدق انت فايق ورايق يلا بقى قوم بطل كسل
اسر بأمتعاض مصطنع………لية خلاص زهاتى منى ومن شهر العسل وعايزة تنزلى على مصر
نهضت مها وتوجهت الى الشرفة وازاحت الستار ليدلف نور الشمس الدافئة الى الغرفة
وقالت بحب…..حبيبى انا عمرى ما ازهأ منة
واردفت بجدية ……… بس انت ناسى
اننا لازم ننزل مصر علشان نكون جمب يارا وهى ف الظروف دى
ضرب اسر بأناملة على جبهتة وهو يقول…….اةةة صحيح داانا نسيت خالص
واردف قائلا…..ياترى هى عاملة اية دلوقت؟؟
مها ….اسيل لسة مكلمانى ومطمنانى انها فاقت من الغيبوبة
اسر مبتسما ……..بجد طب الحمد لله انها بقت بخير
مها ….لاء يااسر اسيل بتقول ان حالتها صعبة
وعندها انهيار عصبى لما بتفوق بتنهار وبتفضل تصوت
لحد ما الدكتور يديها ابرة علشان تهدئ
اسر بحزن…….لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يصبرها يارب
…………………..
داخل شقة احمد شقيق مها
:::::::::::::::::::::::::::::
حبيبتى جهزتى الشنط؟؟
مرح مبتسمة……..ايوة ياحمادة كل حاجة جاهزة
واردفت بحزن …….بس تعرف انى زعلانة اوى علشان هنسيب مصر ونرجع ل دبى
احمد بجدية………..معلش ياحبيبتى انتى عارفة انة غصب عنى دا شغلى
وانا مقدرش اسيبك هنا وارجع انا على دبى لوحدى
مرح بلهفة………..لالالاء انا مقدرش اعيش من غيرك انا رايحة معاك ياحبيبى
احمد بحب………ربنا يخليكى لية يامرح انتى اللى ملية علية حياتى
واردف مبتسماً……..عقبال يارب ما تكتمل سعادتنا بطفل يملى علينا الدنيا
مرح بحزن……..يارب يااحمد يارب امنيتى من ربنا ومش عايزة حاجة تانية غيرها
اقترب احمد منها وضمها بين احضانة وقال………ربنا كبير وعالم بحالنا
مرح بتساءل….هنروح نزور يارا ف المستشفى قبل ما نسافر صح
احمد بجدية……..طبعا يامرح دا واجب علينا يارا زى مها عندى ولازم نطمن عليها
مرح بحب……ربنا يباركلك ياحمادة بصراحة انت عملت الواجب واكتر
وقفت مع فارس فى مراسم الدفن ومسبتهوش ولا لحظة واحدة
احمد بجدية……..اكيد يامرح فارس شاب كويس ويستاهل اننا نقف جمبة
ود\خالد الله يرحمة يستاهل مننا اكتر من كدا
ولازم نقف مع فارس ويارا ف محنتهم دى
مرح ………بس المفروض اسيل مكنتش قالت لاسر على موضوع موت د\خالد الله يرحمة
احمد …….لالاء كان لازم تقولة وتعرفة هو ومها علشان يكونوا جمب صديقتهم
مرح ……….بس هو كدا قطع شهر العسل بتاعة
احمد مبتسماً………اللى بيحبوا بعض بتكون حياتهم وسنين عمرهم
كلها عسل فى عسل
مرح بخفوت……..زينا كدا ياحمادة
احمد مأكدا………طبعا ياروحى انتى العسل اللى محلى ايامى
اقتربت الية مرح وارتمت بين احضانة الدافئة
…………………………..
داخل المشفى
:::::::::::::
الو ايوة يا ايمى اذيك
……………………
معلش حصلت ظروف وشغلتنى ع الاخر
…………………………….
عمى ,,عمى توفى من 5 ايام
…………………….
الحمد لله انا كويس
…………..
بنت عمى ,,اة ,,بنت عمى تعبانة ف المستشفى
……………………..
كانت ف غيبوبة من يوم وفاة عمى ولما فاقت جالها انهيار عصبى
……………………
انا مش هقدر اسيبها واجى يا ايمى ياريت تقدرى ظروفى
…………………………
بقولك مينفعش خالص انى اسيبها واجيلك
…………………
طيب طيب تمام هبقى اتصل بيكى
…………..
مع السلامة
وبعد ايام قليلة تعافت يارا جزئيا وغادرت المشفى
اصرت على فارس انها ستمكث فى منزل والدها
رفض فارس الفكرة فتوسلتة حتى
وافق وغادر بها المشفى متوجها الى منزل والدها
والان والدها قد توفى لم يعد ملزوم علية بأن يبقيها على عصمتة بعد الان
هل سيتركها بعد ان احبها وعشقها بقوة
هل سيتركها بعد ان لم يعد لها سواة فى هذا الكون
……………………
بعد مرور اسبوعين داخل فيلا المرحوم د\خالد انور زيدان
:::::::::::::::::::::::::::
دلف الى غرفتها بمنزل والدها فرأها وهى بأسوء حالاتها كما هى منذ
ان جاءت من المشفى تجلس بغرفتها وحيدة تبكى وتبكى
الى ان يتملكها الاعياء
جالسة على فراشها تذرف الدمع بحزن والم على فراق
اعز انسان لديها احب الناس الى قلبها
كانت تضم ركبتيها إلى صدرها وتحتضنهم بذراعيها
وشعرها ينساب على كتفها بأهمال
وعندما رأتة امامها شعرت انها بحاجة الى حضنة الدافء
لكى يحتويها وتستمد منة القوة
تريد ان تبكى بين ذراعية تريدة ان يضمها ويحتوى اوجاعها
فنهضت مسرعة ورمت بجسدها بين ذراعية وتشبثت بة بقوة واخذت تبكى بشدة
وتحدثت بصوت منهك قائلة…..خلاص ,,خلاص يافارس مش هشوف بابى تانى
خلاص اتحرمت من وجودة جمبى,,مش هنطق اسمة على لسانى بعد كدا
اتحرمت من حضنة وحبة وخوفة علية
اردفت بصوت مختنق ……اعيش ازاى من غيرة اعيش ازاى
,,لية ,,لية سابنى لية,,يارتنى كنت انا اللى مت
وكان هو عاش ,,ياريتة كان فضل جمبى
لية سابنى لوحدى لية لية كلكم بتبعدو عنى
ماما اهملتنى واتجوزت,,وبابا ,,بابا مات,,هعيش لمين ياربى
ضمها فارس بقوة بين احضانة واخذ يربت على كتفها بحنان
وتحدث من بين دموعة قائلا…..وانا ,,انا رحت فين انتى نسيتينى ولا اية؟؟
ابتعدت يارا عنة وهى تنظر الية وتقول……انت ,,انت كمان هتسيبنى وتسافر
كلكوا سبتونى لوحدى كلكوا اتخليتوا عنى
واردفت بأنفعال…….انا خلاص مبقاش لية
مكان ف الدنيا دى ,,انا لازم اموت لازم اموت
وهرولت من امامة متجهة الى اسفل ,,هرول فارس ورائها
فوجدها تذهب بأتجاة حجرة المكتب التى كانت تخص والدها
دلف ورائها فوجدها تتناول قطاعة الاظرف وتمسكها بيدها
فزع فارس من ما رأة فقال لها ……..يارا ,,اية اللى انتى مسكاة ف ايدك دة
واردف بخفوت….علشان خاطرى سيبى القطاعة واهدى
ابتسمت بشحوب ومن ثم قالت……..مبقاش لية حد خلاص اعيش لمين من بعدة
واردفت بحزن ودموع حارقة…….ذكرياتى معاة بتقتلنى ,,فى كل ركن ف البيت دة
شيفاة ,,شيفة طيفة مبيغبش عنى بسمع ضحكتة صوتة وهو بيندهلى
,,تنهيدة ,,مبقاش عندى اى شئ حلو ف حياتى
مش قادرة استحمل عذاب تانى كفايا لحد كدا
نظرت يارا الى القطاعة التى بيدها وقربتها ببطئ الى معصمها
تحدث فارس بزعر,,,,,,,,لالالالاء استنى يا يارا علشان خاطرى
ضحكت بتهكم ومن ثم قالت…….خاطرك,,خاطرك دة مبقاش لية قيمة عندى
انت جرحتنى وكمان هتسيبنى لوحدى
فارس بصوت خافت وما زالت عيناة تترقب اقل حركة منها……..
انا مقدرش اسيبك يا يارا مقدرش انسى خلافاتنا دى
وخلينا نرجع بيتنا من تانى وحاولى تنسى علشان ترتاحى
وبصوت حزين منهك من كثرة الدموع قالت………
ارجع ,,وانسى ,,ارجع لمين وانسى اية,,
ارجع ليك بعد ما دبحتنى بسكينة تلمة
ولا انسى بابى,,دا مش ممكن ابدا يحصل
فارس بتوتر…….انا مبقلكيش انسى عمى محدش يقدر ينساة
انا اقصد انسى حزنك وابعدية عن قلبك
اقرأيلة قرأن بدل ما تعذبية بدموعك دى ,,صدقينى
مش هتنفعة بحاجة بالعكس دموعك دى بتكوية وبتعذبة
هدأت يارا قليلا وابعدت القطاعة عن معصمها
فأنتهز فارس هذة الفرصة واقترب منها بهدوء والتقطها
من بين يدها ووضعها على المكتب ثانيتا
نظرت الية بأسى وذرفت دموعا حارقة فــ رثى قلبه لحالها واخذها بين ذراعية
احتضنها بقوة واخذ يداعب خصلات شعرها في محاولة تهدأتها
فتشبثت بة ودفنت رأسها بصدرة كــ طفلة صغيرة تخشى شئ ما
ابعدها عن احضانة ورمقها بنظرة حانية
بادلتة النظرات الحزينة وكأنها ترجوه ألا يتركها مطلقاً
فأبتسم لها مطمئنا وانحنى وقبل جبينها
ومن ثم حملها بين ذراعية وغادر حجرة المكتب
وصعد بها الدرج المؤدى الى غرفتها فى منزل والدها,,
وضعها برفق على فراشها وجلس بجوارها
اقترب منها فتشبثت بة لتستمد منة بعض الدفء والطمأنينة
ظل بجوارها يحتضنها بحنان حتى خلدت الى النوم كما كل ليلة
……………………
فى الصباح الباكر
:::::::::::::::::::
تململت يارا فى فراشها داخل منزل والدها بعد ان سمعت صوتة يناديها برقة
فتحت اعينها فوجدتة يدلف الى غرفتها مبتسماً
اعتدلت يارا حتى اصبحت جالسة الان
نظرت الية فتحدث هو قائلا بمرح…….يلا قومى ياكسلانة علشان نفطر
دادة كوثر جهزت الفطار وعملتلك مج النسكافية بتاعك
يادوب نفطر ونرجع على بيتنا
ترقرقت الدموع بعينيها ونظرت الى اسفل
لاحظ هو حزنها فقال ……احنا اتفقنا على اية امبارح
يارا بصوت حزين…..بس ,,هنسيب بيت بابى يتقفل كدا
فارس …..متقلقيش الخدامين هياخدوا بالهم منة ,,وياستى ابقى تعالى
ف الوقت اللى تحبية ولو عايزانا نيجى نبات انا تحت امرك
واسترسل بصوت خافت……بس مش دلوقت يا يارا لازم
تبعدى عن المكان اللى بيفكرك بية بس لحد ما تهدأ اعصابك
نهضت يارا عن فراشها وهى تبتسم بشحوب وقالت كطفلة رقيقة مطيعة……
حاضر يافارس اللى تشوفة انا هسمع كلامك ومش هعيط علشان
دموعى متعذبش بابى الله يرحمة
اقترب منها مبتسماً وقبل وجنتها برقة
ومن ثم غادر غرفتها لكى تبدل ملابسها بحرية
وبعد ان انهت فرضها غادرت غرفتها وتوجهت الى حجرة الطعام
وبعد تناولها طعام الافطار برفقتة قال لها فارس…….
يلا بقى يا يارا ,,,,,انقبض قلبها واغمضت عينيها فى اسى وحزن شديد
فتحت عينيها ونظرت الية متوسلة وقالت…….طب ممكن تسيبنى شوية
عايزة اطلع اقعد ف اوضة بابى قبل ماامشى
رد فارس مسرعا…….لالاء احنا قلنا اية ,,هتفضلى تعيطى وعياطك دة هيعذبة
يارا بصوت حزين……لاء اطمن مش هعيط ,,وحياتى سبنى شوية صغيرين عايزة اودعها
اذعن فارس الى توسلاتها وقال لها انة سيتركها حتى تنتهى الخادمة من
جمع اغراضهما
…………………
وبعد ما يقارب الساعة
دلف فارس الى غرفة عمة ليبحث عنها فوجدها جالسة على سجادة الصلاة
ترتدى اذدال فضفاض ممسكة بالمصحف الشريف بين يديها
تقرأ منة بعض الايات بخشوع
شعر بالسعادة والطمأنينة لرأيتها هكذا ,,,,,وبعد انتهائها
اخذت تجول بنظراتها فى جميع اروقة الغرفة تجمدت بعينيها الدموع تأبى النزول
تمالكت من حالها وغادرت غرفة والدها مسرعة لكى لا تضعف وتبكى
فهى لا تريد ان تعذبة بدموعها التى تنساب لاجلة
غادر بها فارس وتوجة الى منزلة فوجدت كل من اسر واسيل ومها بأنتظارها
فرحت لرأيتهم وارتمت بين احضان صديقتيها
اقترب منها فارس وطبع قبلة على وجنتيها ومن ثم قال……
انا اسف يا يارا انا مسافر دلوقت
شعرت يارا بقبضة باردة تعتصر قلبها نظرت الية متسعة الاعين ولم تعلق
وكأن الصدمة الجمت فمها ومنعتها من التحدث
فارس بصوت حزين وهو يمرر اناملة على وجنتها………
مرضتش اقولك الا لما ارجعك على بيتك
هنا هكون مطمن عليكى اكتر
يارا بصوت مخنوق……….انت هتسيبنى خلاص
ابتسم فارس وقال وهو يحتضن وجهها بيدية…….انا مقدرش اسيبك
انا مسافر ضرورى علشان الشغل مش اكتر
هغيب عنك 10 ايام بس وهرجعلك على طول
وتوجة بنظراتة الى اصدقائها وقال…….يارا امانة ف رقبتكم لحد ما ارجع
ومن ثم توجة بنظراتة الى اسيل وقال………
متسيبيهاش لوحدها ياااسيل لو سمحتى ,, وياريت تباتى معاها من فضلك
ابتسموا لة كل من اسر ومها مطمئنين اما اسيل فقالت …….
متقلقش يافارس يارا صديقتى واختى وانا مش ممكن اسيبها
واردفت مبتسمة …….تروح وترجع بالسلامة
التفت بنظراتة الى يارا التى ترقرقت بعينيها الدموع حتى سالت على وجنتيها
وبللت كفية المحتضنان وجهها برقة
جذبها الية بحنان ولفها بذراعية بين احضانة وقال…….
انا اسف والله شغل ضرورى اجلتة كتير ومينفعش يتاجل اكتر من كدا
يارا بصوت وهن………انت جايبنى هنا علشان ترجع تسيبنى
فارس وهو يربت على شعرها بحنان……..راجعلك على طول وحياتك مش هتأخر
ابتعدت عن حضنة وهى تقول…..تروح وترجع بالسلامة
جفف دموعها بأناملة وهو يقول…..خللى بالك من نفسك وصحتك
وانا كل يوم هتصل بيكى اطمن
ومن ثم انحنى وقبلها على جبينها وغادر بسيارتة الى المطار
اقتربت اسيل من صديقتها وضمتها بحنان وهى تقول لها بأن لا تخاف
فهى الى جانبها لن تتركها وحيدة
……………………..
ليلاً داخل غرفة يارا وبصحبتها اسيل
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كان الصديقتان تجلسان على الفراش وتتحدثان سوياً
اسيل بمرح………بصى بقى يايويو انا هغامر ولاول مرة
انام معاكى وانا مش عارفة نومك نظامة اية؟؟
يارا بشحوب……..وهو فية نظام كمان للنوم
اسيل مؤكدة…..اها طبعا يعنى انا نظامى انى بحب انام
وانا حضنة المخدة فى هدوء من غير اى اصوات كدا ولا كدا تحصل جمبى
يارا بأبتسامة شاحبة…….اصوات اية بقى يافالحة
اسيل بمرح……..يعنى لا تكونى بتمشى وانتى نايمة او بتطلعى صوت من حنجرتك
ولا بتتقلبى كتير انا بقولك من دلوقت اهو انسى كل دة ونامى هادية
لحسن والله اسيبك واروح انام ف بيتى
يارا بلهفة……..لالالاء متسيبينيش يااسيل
والله انا مبعملش اى صوت وانا نايمة ونومى هادى
مش هضايقك والله والله صدقينى بس خليكى معايا
اسيل مسرعة……..اية ,,اية ,,اهدى ياحبيبتى
ومن ثم احتضنت صديقتها واردفت قائلة…….ياعبيطة انا بهزر معاكى
انا عايزة اضحكك والله انا مش ممكن اسيبك لوحدك انا وعدت فارس بكدا
وعندما تلفظت اسيل بأسمة خفق قلب يارا وترقرقت الدموع بعينيها
نظرت اليها اسيل بمرح وكادت ان تقول شئ الا ان دموع يارا استوقفتها
ومن ثم تحدثت اليها بأستياء وقالت……….
وبعدين معاكى يا يارا بتعيطى لية متزعلنيش منك بقى
يارا ببكاء مرير……..فارس سابنى خلاص يا اسيل ومش هيرجعلى تانى
اسيل بقلق وهى تضم حاجبيها………اية سابك ,,اية اللى انتى بتقولية دة
يارا بصوت متهدج…….ايوة فارس سافر وراح عند ايميلى ومش هيرجعلى تانى
اسيل وهى تومأ برأسها نفيا ………لالاء مش معقول انتى بتقولى اية
لالاء طبعا فارس مش ممكن يعمل كدا ابدا استحالة يسيبك
يارا بصوت محتقن……..واية اللى يخلية يفضل معايا ,,خلاص اللى
كان عامل خاطر لية خلاص مات وسابنى لوحدى
اية اللى هيجبرة انة يعيش ويكمل حياتة معايا
اسيل بصوت خافت……….اللى هيجبرة هو “حبة” ليكى يايارا
يارا بأندهاش………اية حبة لية ,,لية انا
اسيل مؤكدة ……..ايوة حبة ليكى انتى مش حاسة بية ولا اية ,,
اصلك مشفتهوش كان عامل عليكى ازاى وانتى ف المستشفى
مسبكيش ولا لحظة واحدة حتى لما كنت بروح اقعد معاكى
كان بييجى يبدل هدومة ويرجعلك تانى
وكل اما كنت ادخل علية الاوضة ف المستشفى
كنت الاقية قاعد جمبك ماسك ايدك وعنية دائما عليكى
شردت يارا بحديث صديقتها وابتدأت تتذكر الاحداث
كشريط سينمائى يعرض امامها ,, بعد وفاة والدها
كيف كان قريباً منها يبثها الطمأنينة كيف كانت كلما تفيق بالمشفى
تجدة بجوارها ينظر اليها بحنان يحتضن يدها بخفوت
كيف كان قلق عليها وشعر بالذعر حينما كانت تنوى الانتحار
كيف كان يضمها الية بحنان ويربت على شعرها برقة ويتحدث اليها بهدوء وحب
ولكنها تذكرت ايضاً كيف جرحها وذبح روحها بكلمات اوجعتها
قبل وفاة والدها بأيام قليلة
كيف انة انزعج حينما اتموا زواجهم امام الله
كيف لة ان يعشقها ويرفضها بأن واحد
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية خفقات قلب يأبي النسيان)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)