رواية خطايا داخل الجنه – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم فريدة الحلواني
رواية خطايا داخل الجنه – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم فريدة الحلواني
رواية خطايا داخل الجنة هي واحدة من الروايات القوية التي تم نشرها مؤخرًا وهي الجزء الثاني من رواية الأربعيني التي حققت نجاح غير مسبوق في السابق، وها هي الكاتبة المميزة فريدة الحلواني تواصل النجاح بالجزء الثاني من الرواية تحت عنوان رواية خطايا داخل الجنة.
اقرأ ايضًا:
- رواية رحيم ورحمة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم كيان كاتبة
- رواية جوازة بشيكات مفتوحة كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم ناهد ابراهيم

رواية خطايا داخل الجنة الفصل الأول
صباحك بيضحك يا قلب فريده
كل سنه و أنتم طيبين و في هنا و راحه بال يا رب
وحشتوني جدا مش مصدقه أني رجعتلكم تاني
ربنا يديمكم نعمه في حياتي بجد
قلبه كاد أن يتوقف من شده الخوف…
صغيرته تصرخ بالداخل و هو يقف عاجز لا يستطيع أن يخفف عنها ذاك الألم
حاولت أمه و هند بالرغم من قلقهم البالغ تهدئته لكنه لم يستطع الانصياع لتلك الكلمات الواهية التي ما ذادته الا جنون
صرخ دون شعور في أمه: محدش يقولي اهدى
البت نفسها راح من كتر الصراخ …أنا قولت لبنت الكلب تولدها قيصري عشان متتعبش مسمعتش كلامي
ردت عليه سعاد بمهادنه : يأبني القيصري تعبه اكتر بكتير كلها شويه و ولادكم يوصلوا بألف سلامه و هتنسي كل التعب ده
أهدى بس و صلي على النبي أدعلها ربنا يرزقها بساعه سهله
كاد أن يرد عليها الا أنه وقف مبهوتا و هو يشير نحو الباب المغلق و يقول بعدم تصديق : صوت عيل بيعيط…و لا انا بيتهيألي و لا ايه
ابتسمت هند و قالت من بين دموعها المنهمرة : لا بجد يأبني اهو اول عيل وصل بالسلامة ربنا يسهلها بالتاني يا رب
وضع راسه فوق الباب و ظل يدعو الله بقلباً كاد يتوقف من شده الخوف الي أن سمع صوت الطفل الآخر
أبتسم بعدم تصديق و قد دمعت عيناه من شده الفرح حينما أنفرج الباب ليخرج منه ممرضتان تحمل كلا منهما طفل علي يديها و
تمده له أخذ الأول بلهفه و هو يقول : مراتي عامله ايه طمنيني
ابتسمت له بهدوء و قالت: زي الفل أطمن شويه و هتطلع
أخذت سعاد الطفل الآخر ….كانت تستنشق الهواء بصعوبة من شده البكاء ….لا تصدق أنها تحمل قطعه من ولدها الغالي بين يديها
و الغالي يؤذن بصوت مختنق داخل أذن طفله ثم نظر له بحب و
قال : نورت حياتنا يا عدي سالم الشريف
فعل بالمثل مع الآخر
بينما هند كانت تلهث بالحمد و هي تأخذ أحدهما
و زوجها الطيب يربت علي كتفها ليكون جانبها في أسعد لحظات حياتها كما كان معها في …أصعبها
دعاء و زوجها تكاد تطير فرحا بأولاد أخيها….أما سعيد الذي وصل توه بصحبه سندس خطيبته
عانق صديقه بقوه و فرحه و هو يقول بمزاح : مبارك عليك يأبو العيال أسد الداخلية و أسد في بيتك
فصل العناق ثم وكزه في كتفه و قال بوقاحة: لم نفس أمك يا سعيد ….فاكرني مش هعرف ارد عشان فرحان و كده لااااا أنسي لساني متبرج
في ظل ضحك الجميع و فرحتهم بالأطفال خرجت الصغيرة ممدده علي فراش نقال ….غافيه لا تشعر بكل ما يحدث حولها
أنتفض قلبه و قد أنفصل عن العالم و من حوله اصبح لا يري إلا حبيبته الصغيرة التي اهدت له قلبها اولا و الآن تمنحه اروع هديه تلقاها يوما
ملس علي خصلاتها بحنان …عيناه تلتهمها رغم سيره جانب الفراش الذي يتحرك تجاه الغرفة
الي أن دلفوا الي الداخل قام بحملها برفق ليمددها علي الفراش الآخر و هو يسال بلهفه: هي مفقتش ليه
ردت عليه الممرضة ببشاشة : الصراحة الدكتورة خافت تسيبها جوه لحد ما تفوق تلاقي حضرتك كسرت المستشفى فوق دماغنا ….قالت تطلعها بسرعه و تكون قدامك أفضل عشان تطمن
زم شفتيه بغيظ ثم قال بعدما جلس جوارها يمسد علي رأسها بحنو : عملت الصح…ماكنتش هعمل كده و بس لا كنت هبيتكم كلكم في التخشيبة
و الجميلة قررت تنقذ الجميع و تفيق من غفوتها الصغيرة ….اول ما رأت عيناها حينما أفرجت عنهما
وجهه المبتسم الخائف
نعم …رأت الخوف يصرخ داخل عيناه و قد بدأ ينقشع مثل غيمه كانت تحجب عنها شمسها حينما رأها تبتسم له بإرهاق و هي تقول : شوفت ولادنا …طمني كويسين
يميل عليها و يطبع قبله حانيه مرتعشة فوق جبينها ثم يقول : اللهم لك الحمد …زي الفل يا بابا تميم شبهي …اكمل بغيظ مازح : و عدي شبهك ابن الكلب الواطي
ضحكوا عليه جميعا بينما ابتسمت هي بوهن ثم قالت : دول توأم يا حبيبي ازاي بس شبهي و شبهك
أبتسم بعشق لم ينضب ثم قال : يمكن عشان بعشق أمه عيني شافت ملامحك فيه
داخل أحدي الحارات الشعبية و التي يقطن فيها الحج ربيع في منزل خاص به و عائلته فقط
كان يجلس فوق الفراش يطالعها بحب و ابتسامه حانيه مرتسمه فوق ثغره ….يراها تتجهز بلهفه كي تذهب الي رفيقتها التي استطاعت التواصل معها منذ بضعه اشهر فقط
لما لا يعشقها و قد لمس طيبه قلبها و حنانها علي أطفاله رغم تمرد ولده الأكبر الذي يصد كل محاولاتها في التقرب منه
تقابل ذاك الصد بحنو و طوله بال
ناهيك عن معاملتها الطيبة معه هو شخصيا
جعلته يشعر أنه لم يتزوج من قبل و لم تطآ قدم أمرأه قبلها داخل …جنته حينما رأي استعجالها و هي تجمع اشيائها قال برفق : بالراحة يا حببتي مش لسه مكلمه أمها و طمأنتك عليها
نظرت له بفرحة و قالت : أيوه الحمد لله قالتلي ولدت خلاص ….كان نفسي اكون معاها من بدري بس مقدرتش انزل قبل ما عمار يرجع من الدرس و اطمن عليه
تطلعت له باعتذار ثم أكملت: معلش يا حج عطلتك عن شغلك أنهارده …بس انت عارف معرفش أي أماكن في إسكندرية غير أني مش بعرف أخرج لوحدي
تحرك من مجلسه ليقترب منها …ملس علي وجهها بحنو ثم قال : دانا اسيب الدنيا كلها عشان ابقي معاكي هو انا عندي كام دودو بس
ابتسمت له بفرحة فأكمل: و بعدين متقلقيش فؤاد راح مكاني
غامت عيناها بحزن حينما ذكر أسم ولده الأكبر و الذي لا يضيع أي فرصه الا و سمم بدنها بكلامه السام
قبل أن يغادر و بينما كانت تجهز لهم طعام الافطار …نظر لها
بغضب ثم قال بغباء : أسيب دروسي و الي ورايا عشان ابويا عايز يجري وري الهانم و صحابتها
تنظر له بحزن و لا ترد عليه كما اعتادت…تتجنبه حتي لا يخلق شجارا بينهما كما كان يفعل اول زواجها من ابيه
طبع قبله رقيقه فوق وجنتها كي يعيدها من شرودها اللحظي ثم
قال : أنا عارف ان فؤاد صعب و تاعبك معاه
تطلعت له بحب و قالت كذبا: أبدا و الله يا حج ده ولادك كلهم زي العسل و انا بحبهم زي بناتي بالظبط
يبتسم و يقول بامتنان: أنا عارف الي بيعمله معاكي حتي لو مش بتحكيلي …ربنا يهديه و يخليكي ليا يا حببتي …انتِ نعمه ربنا أنعم عليا بيها عشان يجازيني علي صبري سنين
تناظره بعشق تملك من خافقها ثم تقول : و الله يا حج ما عارفه مين الي نعمه في حياه التاني انت اكرمتني و سترتني في بيتك ….الحنيه الي شوفتها منك عمري ما شوفتها و لا حسيت بيها طول حياتي حتي من اهلي و لا بناتي الي اخيرا بقالهم أب يحبهم و يهتم بيهم دانا لو اطول أقدلك صوابعي العشرة شمع مش هتأخر
من شب علي شيء شاب عليه …و الطبع دائما يغلب التطبع
تلك التي ترسم وجه البراءة أمام الجميع
رغم انكشاف طباعها القميئة ما زالت تمثل دور الضحية التي خانها أقرب الناس أليها
ردت عليه بصوت مختنق أجادته ببراعة: عادي يا ماجد أتعودت علي كده ديما فاهمني غلط …كان نفسي اكون معاها في يوم زي ده بس للأسف محدش متقبلني
رد عليها بحنو : يا حببتي عشان خاطري متزعليش نفسك هما الخسرانين ….انتي كنتي خايفة عليهم و علي مصلحتهم كون انهم فهموكي غلط دي مشكلتهم
رانيا بخبث : أنا هتجنن يا حبيبي …متخيل ان صاحبتي و عشره عمري تبعدني عنها بمنتهي الجحود بعد كل الي عملته معاها لمجرد أنها بتغير مني علي جوزها طب ازاي تخيلت أني ممكن افكر كده حتي لو هو بصلي و أختي بنت امي و ابويا …أنا فعلا كنت رافضه سعيد عشان مطلق و عنده طفل ….كنت عايزاها تاخد واحد يكون اول بختها عشان متتعبش في حياتها و بردوا فهمتني غلط
سألها بتوجس : يعني الي كان متجوزش ملوش نفس يحب و يتحب يا رانيا …افرض مكنش مرتاح يفضل طول حياته قلبه مدفون بالحيا
ابتسمت بخبث ثم قالت بحزن مصطنع : اكيد لا بدليل أني الي كنت رفضاه لأختي….للأسف وقعت أنا فيه و حبيت واحد متجوز و عنده بدل العيل أتنين و يا ريته كان مطلق زي سعيد
ماجد : انتي ندمانة انك حبتيني ….أنا قولتلك مش هتحسي أن فيه واحده غيرك يا حببتي انا كنت عايز الأول نتجوز عرفي عشان الكلام و المشاكل …كنت ناوي أواجه كل ده لوحدي و بعدها اعلن جوازنا بس انتي رفضتي
ردت عليه بقوه و غضب واهي: الكلام ده مش معايا يا ماجد….و بعدين انا قولتلك مستعده للمواجهة معاك
ماجد بنزق : طب امتي يا حببتي انا خلاص مش قادر اصبر اكتر من كده و انتي رافضة أني اتقدملك دلوقتي خالص
رانيا : لأن مستنيه الوقت المناسب ….لازم سندس و سعيد يتجوزوا الأول…لان لو اتكلمت دلوقتي بابا ممكن يفركش خطوبتهم و كده مش هيكون في أي أمل اننا نتجوز
ماجد بعد فهم : طب ليه يعمل كده مش فاهم
ردت عليه بمكر: عشان يبعد عن عيلتكم خالص ….هيقولك لو كملت جواز سندس هفضل انا و انت نشوف بعض بحكم النسب و تحصل مشاكل انما من دلوقتي هيكون ارتاح و ريح بناته و بعدهم عن المشاكل…أنا عارفه بابا بيفكر ازاي أنما لما يتجوزوا خلاص هيبقى اتحط قدام الأمر الواقع فهمت
ماجد : دماغك الماظ و ده الي عجبني فيكي يا حببتي بس هو أبوكي مطول في الحداد الي عامله علي ابن عمه ده الله يرحمه
رانيا : مش عارفه بس تقريبا ممكن يأجل جوازهم كام شهر كده عشان محدش من العيلة يزعل …ده لسه الاربعين بتاعه كان اول امبارح
ماجد : ماشي …سهله نصبر الكام شهر دول المهم انك معايا و بتحبيني
داخل شقه فاخره كانت تتحدث عبر الهاتف بنبره حزينة مع أم سعيد و التي تشعر بالراحة حينما تفضفض معها : المرة دي غير كل مره يا طنط ….أنا عارفه جوزي كان يخوني و اصبر نفسي …اقول يا بت هيلف يلف و يرجع لبيته و ولاده أنما المرة دي جواز يا طنط اول مره يعملها
ردت عليها بغضب جم : و الله ما هسكتله لازم يرجع لعقله و كفاية وساخة بقي …أنا هتصل بيه يجيلي أنهارده و هعرف شغلي معاه
ردت شروق بقوه يشوبها الحزن : لااااا يا طنط….اقسم بالله لو كلمتيه يبقي بتخسريني
سألتها بعدم فهم : يعني ايه ….أسيبه يتجوز و يخرب بيته بأيده ….هتقبلي يكون ليكي ضره يا بنتي
تنهد بهم ثم قالت بصوت مختنق : لا مش هقبل ….المرة دي يا طنط لو عملها مش هيكون ليه وجود في حياتي ….خلاص كفاية لحد كده سنين و انا متحمله خيانته و قرفه عشان ولادي و عشان محدش يقول المطلقة أهيه و كأن الطلاق ده وصمه عار علي جبين الست لكن لحد كده و كفاية مش هتحمل قهر و وجع تاني ولادي هربيهم لوحدي كده كده هو تقريبا ميعرفش عنهم حاجه كل الي عليه يصرف عليهم و بس لا عمره راح ليهم مدرسة و لا عمره جري بواحد منهم علي دكتور فكفاية بجد أنا هصبر للأخر….هسيبه براحته خالص لحد ما اشوف علاقته بيها هترسي علي ايه بس سواء انتهت علي جواز أو مجرد نزوه زي كل مره …مش هيكون ليه وجود في حياتي تاني خلاص
الجميع داخل الغرفة التي ملأتها السعادة بوجود الطفلين
فرحت كثيرا بصديقتها التي منذ أن تواصلت معها و أخبرتها بكل ما حدث و عانته …لم ينقطع التواصل بينهما أبدا
و قد تعرف سالم علي الحج ربيع و أعجب بأخلاقه كثيرا بل و رحب بتلك الصداقة أيضا
سعاد بفرحه عارمه و هي تحمل عدي : الواد ده خطف قلبي …بصو ماسك صباعي ازاي …نظرت لسالم بغيظ مازح ثم أكملت: مش التاني الصايع و لا عبرني ….شكله هيطلع زي ابوه
ضحكوا جميعا بينما قالت دعاء : يا ماما دول لسه مكملوش ساعتين عرفتي هيطلعو ايه
رد سالم بوقاحته المعهودة: دانا هرضعهم صياعة مش لبن ….لازم يكون ليا خليفة في الملاعب امال اسيب الساحة للهواه و لا ايه
ردت عليه صغيرته بغيره : لا طبعا ازاي …انت زعلان اوي كده ليه….ارجع للساحة تاني يا حبيبي محدش ماسكك
تطلع لها بعشق لم يواريه ثم قال : أنا ساحتي و دنيتي انتي يا بابا ….نظر لامه بغيظ ثم اكمل : متخليش سعاد توقع بينا انا هارش هي بتعمل كده ليه
سألته سعاد بغيظ : أنااااا…منك لله يأبن بطني و انا هعمل كده ليه أن شاء الله
أبتسم و قال بوقاحة: عشان سماره تفكر تربطني بالعيال قوم اااايه…أجبلك التلاتة الي جابيين بسرعه …فاهمك يا لئيمة
امتلأت الغرفة بالضحكات الصاخبة بينما الأخرى ترد بتبج : لا في دي اطمن ….هما شويه كوارع علي جوزين حمام و تجيب الهاتريك علي طول
و كالعادة المسكينة تحمر خجلا من وقاحة زوجها و أمه التي فاقت كل الحدود
مر شهرً بعدما عادت سمر بصغيريها الي المنزل المزين ببهجة لاستقبالها أغدق عليها من الحنان و الدلال هي و أطفاله ما جعلها تهيم به عشقا أكثر و أكثر
و ها هو يطعمها بيده ليلا بعدما أنهت أطعام صغارها و خلدوا الي النوم بصعوبة
منعت يده الممتدة تجاه تغرها و هي تقول : كفاية يا حبيبي شبعت
تطلع لها بحنو ثم قال : شبعتي ايه يا بابا …الفرخة دي لازم تخلص كلها العيال مغلبينك و انتي بترضعي اتنين لازم تتغذي كويس
أعقب قوله بوضع قطعه الدجاج عنوه داخل فمها …مضغطها بغيظ
ثم قالت : فرخة ايه الي اخلصها….انت لسه مأكلني من ساعتين يا حبيبي بالله كفاية مش قادره
تطلع لها باشتياق ثم قال بوقاحة: بقولك ايه مش كل مرة المناهدة دي ….أجبلك مالاخر يا بابا ….أنا بعمل لمصلحتي فاضلك اسبوع و تخلصي فتره النفاس و نرجع للملاعب بقي ….مد يده ليداعب جانب عنقها و هو يكمل برغبه يملأها العشق : وحشتيني يا سماره
ابتسمت له بحب ثم قالت : و انت كمان يا حبيبي …ضحكت بدلال ثم أكملت: انت حاسبهم باليوم
عض شفته السفلي بغل ثم قال : و بالساعة و حياتك ….بس الي قاهرني أن ولاد الكلب أخدو حبايبي هعمل ايه انا بقي
أعقب قوله في التمليس علي نهديها برغبه اشتعلت داخله و لم يقوي علي كبحها
قرب رأسها سريعا و التهم ثغرها بقبله ماجنه تعبر عم مدي اشتياقه و احتياجه لقربها
فما كان منها إلا أن تحاوط راسه بيديها و تبادله جنونه و عشقه الذي يزداد مع كل لحظه تمر عليهم معا
فصلها بشق الانفس ثم قال بجنون : وحشتيني يا بابا ….مش قادر خلاص عايزك …هتجنن عليكي
ملست علي زقنه النابت برفق ثم قالت : هانت يا حبيبي و هعوضك عن كل الفترة الي فاتت …انت كمان وحشتني اوي
كانت تتحدث مع سعيد الذي أجبرها علي عشقه بسبب معاملته الحنونة معها و اهتمامه بها
و الخبيثة كانت تستمع لما يقال بعد أن مثلت النوم منذ قليل
سندس : يا حبيبي اعمل ايه طيب بابا خايف علي زعل أهله بيقولي ده ابن عمي و لو عملت فرح دلوقتي محدش هيحضر
رد عليها بنفاذ صبر : لما اتخطبنا صمم أن فترة الخطوبة تكون اقل حاجه ست شهور …حطيت جزمه في بوقي و ماتكلمتش قولت حقه عايز يتأكد مني و يطمن علي بنته
أنما الي بيعمله كده كتير الصراحة الاربعين فات من شهر لسه عايزني اصبر كمان كام شهر طب هو ضامن أن محدش يموت تاني في عيلته
ردت عليه برفق : طب اهدي و متزعلش عشان خاطري …هكلم ماما تحاول معاه نعمل الفرح الشهر الجاي اهو يكون عدي فتره كويسة بعد الاربعين
تنهد و قال : ماشي يا حببتي شوفيها هتقولك ايه و لو موافقش انا هكلمه….الصراحة خلاص مش قادر اصبر اكتر من كده….أنا بحبك يا سندس و عايزك في بيتي ….ده الواد ابني نفسه هتجنن عليكي كل شويه يقولي هتجبها تعيش معانا امتي
ابتسمت بفرحه ثم قالت : ده حبيبي ده انا بموت فيه اصلا
رد عليها بغيره : بت …متموتيش في حد غيري سامعه
ضحكت بحلاوة ثم قالت : أنا بموت فيك اصلا كده كده
جزت علي أسنانها غيظا تلك الحرباء التي تكره الخير حتي لأختها
قالت بداخلها : سندس الهبله بقت تعرف تتكلم و تقول كلام حب …بكره اتجوز الي احسن و اغني منه هو و سي سالم ….هبقي احسن منكم كلكم يا ولاد الكلب
عاد من أحدي دروسه…وجد هويدا تجلس مع جدته
لم يلقي السلام بل أتجه الي الداخل سريعا
نظرت له بحزن ثم قالت قبل أن يختفي : أحضرلك تأكل يا فؤاد اكيد راجع جعان من الدرس
وقف مكانه ثم قال بعد أن نظر لها بغل : وفري شويتين الحنيه دول أبويا مش موجود و ستي عارفه الي فيها يا مرات ابويا
ردت عليه جدته بغضب : عارفه ايه يا واد انت ….الست بتتمنالكم الرضي …و شيالك انت و اخواتك من على الارض دي امك الله يرحمها ماكنتش بتعمل معاكم نص الي هويدا بتعمله متبقاش جاحد
تطلع لها بجنون ثم قال بغضب جم : ستتتتي….متجبيش سيره امي و لا تقارنيها بحد مهما تعمل عمرها ما هتاخد مكانها …كفأيه اخدت ابويا عايزه تأخذ عياله فوق البيعة كمان ….و فقط أعقب قوله بالتحرك تجاه غرفته التي ما أن دلفها أغلق الباب بقوه اهتزت لها أركان المنزل
لكن تلك المسكينة بينما قالت ام ربيع بحنو : حقك عليا يا بنتي متزعليش ….فؤاد اكتر واحد كان متعلق بأمه ….ميجوزش عليها غير الرحمة بس كانت خبيثة…ملت دماغ الواد علي ابوه و كانت محسساه أنها ملاك بجناحين حتي لما كبر شويه و عرف الحقيقة و قد ايه ابوه اتظلم معاها ….فضل كلامها مأثر فيه و طبعا معاملتها و حنيتها الي كانت بتمثلها عليه مخلياه مش عايز يقبل اي واحده مكانها
ردت عليها من بين دموعها المنهمرة : يعلم ربنا ان بعامله هو و اخواته بما يرضي الله مش عشان اكسب ابوهم زي ما بيقولي ديما
بكت بقهر و هي تكمل : ياما الحنيه الي شوفتها منك و من ربيع عمري ما دوقت طعمها في حياتي أمي الي مخلفاني عمرها ما حضنتني زيك و لا قالتلي كلمه تبل ريقي في عز وجعي اقل حاجه اعملها قصاد كل الي قدمتهولي انا و بناتي أن احط ولادكم جوه عنيه و اشيلهم فوق راسي
كادت ان ترد عليها الا أنهم سمعوا صراخا قويا جعلهم ينتفضون مم مجلسهم بجزع و يتجهون نحو الصوت الذي ما كان الا ل……
ماذا سيحدث يا تري
سنري
أنتظرووووني
رواية خطايا داخل الجنة الفصل الثاني
الفصل الثاني
بقلم الكاتبه فريده الحلواني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
القوه عمرها ما كانت بالخناق أو بالصوت العالي
أوجعي عدوك بالهدوء و العقل
اوعي تسمحي لحد يدوس عليكي ….انتي أكبر و احلي و اجدع من أي حد …أنا واثقه
و بحبك
من قال أن الحب يعترف بالعمر …شباب القلب الذي يسكنه العشق هو ما نقيس عليه أعمارنا
و ذلك كان حال الأربعيني خاصتنا الذي عشق صغيره خطفت قلبه بين عشيه و ضحاها
عقله أصبح مغيبا حينما رأها بكل هذا الجمال
عيناه ستخرج من محجرها بعدما رأي ما جهزته له ….فقد أتمت أربعون يوما علي ولادتها و انتهت فتره النفاس
تعلم كم أشتاق لها و هي أيضا
لذا جهزت جناحهم بالورود و الشموع ….ارتدت قمي*صا حر*يري رائع أبرز مف”تنها التي امت*لأت بإ*غواء بعد الولادة
زينت وجهها بأناقة
و ها هي تقف في منتصف الغرفة تناظره بعشق و تبتسم بفرحة بعدما قرأت أعجابه بطلتها داخل عيناه
تقدم منها بخطي هادئة رغم وجيب قلبه النابض بعشقها ….مع كل خطوه يخطوها نحوها كان ينظر لجزءً منها بلهفه
وصل أمامها أخيرا …لف زراعه حولها ثم قال بصوت محشرج : كل ده علشاني يا بابا
كوبت وجهه بحنان ثم قالت : هو انا ليا غيرك يا قلب البابا و حياته كلها
لن يجد مكانً للكلمات…أساسا تاهت منه الحروف و لم يقوي علي البحث عنها
فف*ضل أن يقت*حم ثغر*ها كي يخبرها من خلال قبل*ته الما*جنة ما يج”يش داخل صدره …بل يوصل لها اش*تعال ج*سده الذي لم يعد في استطاعته الصبر أكثر من ذلك
أعتاد علي الحنان معها أثناء م*ضا*جع*تها…لكن اليوم لن يقوي علي ذلك …سيل*تهمها و يحرق جس*دها بن*اره المش*تعلة
و الصغيرة لم تكن أقل منه رغ*به و شو*ق …أذ حينما وجدته يش*ق ثو*بها الرقيق بنفاذ صبر
أزا*حت عنه جا”كت حل*ته و ألق*ته أر*ضا بينما كان يق*ضم شف*تها الس*فلي بج*نون
حاو*لت ف*ك أز*رار قم*يصه و لك*ن يد*اها المرتع*شة أثر الر*غبة التي أجج*ها داخل ج*سدها حي*نما مد يده يض*اجع بها أنو*ثت*ها جع*لتها تف*شل في تلك الم*همة البسيطة
فص*ل الق*بلة بش*ق الا*نفس …نظر لها بع*يون متو*هجة ثم جذ*ب القم*يص بقو*ه فتنا*ثرت أزر*اره أرضا
توقفت يده المم*سكة بأطر*اف القم*يص الذي كاد أن يخ*لعه حي*نما وجد*ها ته*بط بج*سدها لتج*لس علي ركبت*يها أمامه
نظرت له بعشق قابلها به*ياج بعدما حلت حز*ام بن*طا”له و من بعدها الس*حاب …خل*عته عنه سر*يعا هو و ما أس*فله لتجد رج*ول*ته المن*تصبة بج*نون تنت*فض أمام وجه*ها .
لع*قت ش*فت*يها بج*وع و في لح*ظه ….كانت تلته*مها داخل فم*ها باحتر*افيه كان هو له الف*صل فيها
زم*جر بق”وه دلي*لا علي مت*عته خا*صه حينما أم*سك رأ*سها كي يج*برها علي التح”رك سر*يعا و هو يقول به*ياج : جا*مد يا بابا ….وحشتيني …و ال….بابا…لم ته*تم باخت*نا*قها بسبب سر*عته بل كانت مست*مت*عة للغا*ية و ذادت من سر*عتها و مجو*نها حتي اصبح لا يق”وي علي التح*مل أكثر
جذب خص*لاتها كي يج*برها علي الابت”عاد …رف*عها بج*نون من فوق الارض ثم حم*لها و اتجه نحو الف*راش
مد*دها فو*قه بتمهل رغ*م هي*اجه وق*ف علي ركب*تيه ينظر لها باش*تهاء….مال عليها بت*مهل رغم اشت*عاله
بدأ ين*ثر قب*لات علي ثا*ئر وج*هها ثم الت*هم شف*تها الس*فلي ليه*بط الي عن*قها يم*تصه بج*نون
و حينما وصل الي نهد**يها نظر لها بغي*ظ ثم قال به*ياج : ولاد الك”لب حر*مو*ني منهم
أعقب قوله باله”بوط الي أس*فل يش*عل جس*دها بقب*لاته و تث”ير جن*ونه بتأو*ها*تها الر*ا*غبة حد *الج*نون
الي أن وصل إلي نع”يمه و الذي رآه بم*جرد أن فر*ق بين سا*قي*ها
لم ينتظر لحظه..دف*ن را*سه دا”خ*له و أك*ل*ها أك*لً مما جع*لها تض”ع يدها سر*يعا فو*ق ثغ*رها كي تك*تم صر*ا*خها الماجن
وصل الي ذر*وته …رفع ج*سده سر*يعا ثم نظر لها به*ياج يم*لأه العشق و قال : وحشتيني يا بابا ….
اا*ااه “صر*خة خرجت منها حينما ولجها بق*وه من ش*ده اش*تياقه لها ….و هنا …
بدأ الجنون ظل يض” اجع*ها بع*نف لأول مره …است*سلمت له بل كانت تد*فعه الي الج*نون أكثر كلما فر*كت ج*سدها أس*فله…مما جع*له لا يق*وي علي التح*مل أكثر من ذلك فق”ام بق*ذف حم*مه دا*خل*ها بعد أن أغر*ق*ت رج*و*لته بش*هد*ها
لم يب*تعد بل ظل علي حاله و أخذ يقب*لها بحنو علي ثا*ئر وجهها و يقول من بين تلك القب*لات العاشقة : بحبك يا سماره …بعشقك
مليتي حياتي و خليتي ليها طعم …بموت فيكي يا بابا
كادت أن ترد عليه الا انه ابتعد سريعا و سألها بلهفه : العيال فين
ابتسمت بحلاوة ثم قالت : ماما أخدتهم ينامو عندها أنهارده
أبتسم باتساع ثم قال بو*قا*حه : الولية دي طول عمرها بتفهم…مش بحبها من فراغ و المصحف…لي*لتنا مهلبيه أن شاء الله
جلست تنظف بعض الخضروات مع حماتها و التي يبدو عليها الحزن
سألتها باهتمام : مالك ياما شكل زعلان …من بدري عايزه اسالك و مكسوفه
نظرت لها بحنو ثم قالت : و تتكسفي ليه يا بنتي ….يعلم ربنا غلاوتك عندي
ابتسمت هويدا بحنو ثم قالت : طب مالك يا حببتي شايله الهم ليه …عشان رجب صح
تنهدت بحزن ثم قالت : هو في غيره يا بنتي …من يوم ما سمعنا الصويت و جرينا عليهم ….زي ما شوفتي من يومها و هي غضبانه عند أهلها و مش عايزه ترجع
هويدا : الصراحة ياما هي الي غلطانه يعني ايه مش عايزه تعمل العملية ده حتي الدكاترة بتقول بقت سهله و نتائجها مضمونه
ردت عليها بقهر : رضينا بالهم و الهم مش راضي بينا يا بنتي …لف بيها علي دكاترة أشكال و الوان من تلت سنين و كله قال مش هتخلف غير بعمليه حقن مجهري
كل ما يقولها يلا نعملها نفسي في حتت عيل تدب معاه عركه تسمع بينا الناس و تغضب عند أهلها بالتلت أربع شهور …و اغصب عليه يرجعها مش عايزه البيت يتخرب يا بنتي بس لو تسأليني من جوايا نفسي يطلقها و يشوف نصيبه مع واحده بنت حلال تصونه
بينما اندمجت هويدا في الحديث مع أم زوجها …لم تشعر بأبنتها الصغيرة التي قاربت علي إتمام عامها الثاني تحبو تجاه غرفه فؤاد الذي كان يجلس خلف مكتبه يراجع بعض المواد الدراسية قبل أن يذهب ليساعد ابيه في عمله
لم تكن تلك المرة الأولي التي تفعلها الصغيرة…بل فعلتها كثيرا و كان في كل مره يثور و يغضب بل يتخذها حجه كي يصيح علي هويدا
كاد أن يفعل مثل كل مره بعدما أنتفض من مجلسه و اتجه نحو الباب
الا أنه توقف سريعا حينما وجدها تقف بصعوبة ثم نظرت له بفرحه كأنها تقول له : أنظر …قد وقفت علي قدماي
دون أن يشعر هبط بجسده ليجلس علي ركبتيه ثم يشير لها بصمت أن تخطو نحوه
فعلتها الطفلة و هي ماده يدها الي الامام ظنا منها انها ستطاله لتستند عليه
و حينما وصلت اخيرا بصعوبة ألقت بجسدها فوق صدره مما جعله يتصنم مكانه
جلس ارضا و وضعها فوق ساقه …نظر لها بغيظ و هي تضحك له ببراءة ثم قال : عايزه ايه يا بت انتي …أنا مش طايق امك لازقه فيا ليه بقي
ضحكت الطفلة بصوت عالي بعدما اعتقدت انه يداعبها …ابتسم رغما عنه و قال بمزاح : انتي بارده يا بت …بشتمك و بتضحكي
سقفت بيدها فقام بدغدغتها و المزاح معها قليلا حتي نسي حاله معها و لم يشعر بهويدا التي رأت هذا المشهد من الخارج فابتسمت بفرحه و انسحبت سريعا ظنا منها أن قلبه لان لها و ابنتيها
و تمر الايام واحده تلو الآخرى الي أن مر اربعه أشهر عانا فيها سعيد الأمرين كي يتمم زواجه من تلك التي عشقها …و مع تصميم ابيها الا يقيم الزفاف الا بعد أن يتم قريبه المتوفي عاما
صمم أن يتمم زواجه دون حفل كبير و قد وافقته سندس علي هذا الأمر
لم يوافق في البداية و لكنها اقنعته بحكمه : يا بابا يا حبيبي انا كده كده مش مقتنعة بالفرح و المصاريف الي ملهاش لازمه …الاحسن نكتب الكتاب هنا عالضيق و فلوس الفرح نطلع بيها عمره نفسي في كده اوي يا بابا عشان خاطري وافق
لأول مره تلك الحرباء لا تعترض علي شيء يخص أختها بل ساعدتها في إقناعه الي أن وافق اخيرا
و ها هما اليوم يودعون عائلاتهم داخل مطار برج العرب بالإسكندرية قبل أن يستقلوا الطائرة المتجهة الي مكة المكرمة
نظرت رانيا بغل لعربه الأطفال التي يمسكها سالم بيد و الأخرى يمسك بها يده صغيرته و كأنها ابنته البكر
الغل ملأ قلبها و قالت داخلها : توأم و صبيان …و الله و الحظ لعب معاكي يا بت هند يالي كنتي بتقعدي السنة كلها بفستان واحد
لاحظت نظرات ماجد لها فابتسمت له بخجل مصطنع …اتجهت نحو سمر كي تثبت له أنها ملاك و هم الشياطين
وقفت قبالتها و قالت بفرحه زائفه: ايه ده …ولادك كبروا و بقوا زي القمر مبروك يا حببتي
ابتسمت لها ببرود ثم قالت : الله يبارك فيكي عقبالك
مالت لتحمل أحد الأطفال الا ان سالم منعها سريعا و هو يقول بوقاحته المعهودة : ابعدي عن العيال مش عايزهم يعيطوا
نظرت له بغيظ ثم قالت : ليه هو انا عفريت
رد ببرود هامس : لا انتي شيطان و ابعدي عن عيالي عشان النمرة الخايبه دي متتعملش علي قفاهم
تطلعت له بغل ثم رسمت الحزن ببراعة علي وجهها بعدما رأت ماجد يتابع الموقف بتركيز
قالت ببرود : أنا كنت عايزه اسلم عليهم خلاص براحتكم و لا نمره و لا نمرتين….و فقط تركتهم و اتجهت الي ابيها
فسألت سمر بعدم فهم : نمرة ايه يا حبيبي مش فاهمه
ترك كفها ثم لف زراعه حول خصرها و قال : بعدين …لما نرجع بيتنا يا بابا يلا عشان خلاص سعيد و سندس ماشيين
و تتوالي الايام واحده تلو الآخري في هدوء و سلام علي الجميع
سالم و صغيرته ينعمون بسعادة عارمه مع صغارهم
سعيد و سندس يعيشون في سلام بمرافقه ابنه الوحيد و امه الطيبة
الحج ربيع و هويدا رغم الحب و التفاهم بينهم الا ان عقبتهم الوحيدة هو ولده الأكبر. الذي يرفض أي تقارب بينه و بين زوجه أبيه
أما عن رجب فقد طلق زوجته بعد أن اغلقت كل أبواب التفاهم بينهم
يبقي لنا تلك الحيه التي كانت تختبئ في جحرها لمده عام مر علي زواج أختها و ما زالت علي علاقتها بماجد الذي فاض به الكيل
يريد أن يأخذها بأي شكل من الأشكال…لم تؤثر فيه أمرأه من قبل مثل رانيا فقد أحكمت وثاقها عليه و أصبحت تتحكم فيه كيفما تشاء
و اليوم قرر أن يضع حدً بكل هذا الصبر
طلب مقابلتها في نفس المكان الذي اعتادت أن تقابله فيه
و بمجرد أن جلس أمامها قال بغضب مكتوم : رانيا انا مش قادر اصبر اكتر من كده ….أنا هكلم أبوكي أنهارده و الي يحصل يحصل
ابتسمت داخلها بفرحه و لكنها مثلت التردد و هي تقول : يا حبيبي انا خايفه يرفض و انا مقدرش اعيش من غيرك …اصبر شويه عشان خاطري
رد عليها بتصميم: أنا صبرت سنه بعد جواز أختك و ابن عمي مش هقدر اصبر يوم كمان ….هطلبك منه و أي ضمانات عايزاها انا مستعد أن شاء الله اكتب لك نص ثروتي
أمسك كفيها بقوه ثم قال بحب : أنا بحبك يا رانيا و مبقتش قادر اعيش من غيرك…ارجوكي سيبيني اتفاهم معاه
مثلت الخجل ببراعة ثم قالت : الي تشوفه يا حبيبي . ….نظرت له بخبث ثم أكملت: طب و شروق هتعمل معاها ايه
هتعرفها قبل ما نتجوز و لا هتسيبها تفاجئ بجوازنا و تعملنا مشاكل
رد عليها بعقل مغيب أثر تأثيرها عليه : اول ما اخد الموافقة من أبوكي هبلغها و ليها حريه الاختيار يا ترضي بالأمر الواقع يا تعيش لأولادها و بس
سألته بلهفه : هتطلقها
زم شفتيه بحنق ثم قال : اكيد لا ….اولا عشان الولاد ثانيا شروق شريكه معايا ….
نظرت له بذهول فاكمل : أيوه ….ليها الربع في كل حاجه
حصلت مشكله كبيره بينا من كام سنه و كانت مصممه علي الطلاق لكن محدش في العيلة وافق ….اقنعوها تكمل و اكتبلها ربع ثروتي عشان تطمن و تكمل معايا
تعلم أنها فعلت ذلك لتضمن عدم خيانته المعهودة و لكنها ستقلب الأمر لصالحها
أذ نظرت له بأسف ثم قالت : ايه القرف ده انسانه طماعة و انتهازيه….
معقول تأخذ تمن وجودها معاك و تربيه ولادها
ربتت علي كفه بحنو ثم أكملت: معلش يا حبيبي انا هعوضك عن كل القرف الي انت عيشته معاها ….اوعدك هخليك تعيش في جنه
أبتسم باتساع ثم قبل كفها و قال بوقاحة: امتي بقي عايزه ادخل الجنة
عضت ش*فتها الس*فلي بإغ*واء لكن في ظاهر الامر كانت تمثل الخجل
تنهد برغبه ثم قال : ايووو بعد الحركة دي انا عايز اكلك….أنتفض من مجلسه و قال : يلا بينا هوصلك و اروح لأبوكي حالا
دلف الي بيته و الشياطين تتراقص أمام عيناه ….يصرخ باسم ابنته مما جعلها تأتي مهروله بينما امها وقع منها الطبق الذي تحمله حينما انتفضت علي صراخ زوجها
سألها بغضب بمجرد أن رأها أمامه: ايه الي بينك و بين ماجد ….ايه الي يخليه يتجرأ و يطلب ايدك مني اااانطقي
خافت من غضب ابيها و كادت أن ترد عليه
الا ان امها قالت بعدم تصديق مما صعب الأمر عليها : ماجد مين ….ابن عم سعيد الي عنده ولدين طوله يا نهار اسود ده اتجن و لا ايه
رد عليها كريم بغل: بمنتهي البجاحة جاي يطلبها مني لا و ايه مفكر انه هيشترينا بفلوسه البيه بيقولي هدفعلك الي انت عايزه و لما رفضت قالي شوف بنتك الأول مش من حقك ترفض قبل ما تأخذ رايها
نظر لها بغضب جم ثم اكمل : ايه الي اداله الثقة دي لو مكانش مالي ايده منك يا هانم …
وجدت أن الهجوم هو اسلم حل لكسب المعركة سريعا …ألقت الخوف من داخلها بعيدا ثم قالت بتبجح بحبه….لم تهتم بالصدمة التي حلت علي والديها و أكملت: اااايه مش من حقي …ماهي بنتك بردوا حبت و أتجوزت واحد متجوز و معاه ولد
قاطعتها امها بصراخ : مطلق ….مطلق يا بت الوس*خة يا صا*يعة….لفيتي على الراجل و عايزه تخربي بيته …تخطفيه من مراته و عياله ….و الله لو ده حصل لاتني بنتي و لا اعرفك
ردت عليها بقوه و جحود : و انا مش هتجوز غيره ….انتوا مستكترين عليا اتجوز واحد غني و اعيش مرتاحة ….عايزني اتجوز واحد لسه متخرج و قدامه عشر سنين علي ما يكون نفسه و يقدر يجيب شقه ايجار جديد يا ريتها حتي تمليك ليه عايزين الكل يبقي احسن مني و انا اكون اقل واحده …
نظرت لهما بغل ثم أكملت: يكون في علمكم انا هتجوز ماجد خليها برضاكم احسن ما تتفاجؤا بيا في بيته
صفعه قويه هبطت فوق وجنتها من يد ابيها الذي كان مصدوما مما قالت …لا يصدق أن تلك المتبجحة هي ابنته التي كان يعتبرها ملاكً
قبل أن يتفوه بحرف قالت بغضب جم : بتضربني يا بابا ….تمام…أنا مش قعدالكم في البيت دقيقه واحده
أعقبت قولها بالتوجه نحو غرفتها كي تجمع أغراضها و داخلها ثقه عمياء أن والديها لن يقبلوا بذلك و سيرضخون للموافقة علي زواجها من ذلك الحقير الذي باع الغالي بالرخيص
و قد كان ….لحقو بها و ظلوا عدت ساعات يحاولون اقناعها بالعدول عن تلك الزيجة الا انها تشبثت برأيها
نظر لها ابيها و قال : أنا هوافق عليه بس اعتبري نفسك ملكيش اهل …بنتي متبقاش خرابه بيوت علي رأي امك
بمجرد أن تركوها أمسكت هاتفها و اتصلت به
رد عليها بلهفه : فينك يا حببتي اتصلت كتير مردتيش كنت هموت من القلق
مثلت البكاء ببراعة ثم قالت : بابا موتني من الضرب هو و ماما …بهدلوني يا ماجد و كنت هموت نفسي
رد بلهفه : طب انا هجيلو حالا و اعرفه ازاي يمد ايده عليكي و هتجوزك غصب عنه
لحقته سريعا : لا لالا اصبر بس …لما حاولت انتحر هما خافوا و اضطروا يوافقوا و انا قولت لهم انك هتكتبلي ربع ثروتك زي مراتك عشان متبقاش بتفرق بينا و في نفس الوقت بتثبت حسن نيتك
رغم انقباض قلبه الا انه رد بقوه : عادي يا حببتي اكتبها و لا يهمك
ابتسمت بانتصار ثم قالت بخبث : كده بقي مش فاضل غير انك تعرف مراتك قبل ما تيجي بكره تتقدم رسمي
رد عليها بلهفه : أنا هروح لها حالا أعرفها و هي حره بقي في قرارها
أغلق معها و غادر شركته سريعا متجها الي بيته كي يخبر تلك المسكينة بمنتهي الجحود أمر زواجه من أخري
وقف قبالتها و قال ببرود : أنا هتجوز
رغم الألم الذي احتل كيانها الا انها ردت عليه ببرود : مبروك …هاااا الي بعده
تطلع لها بصدمه و قال : عادي كده ….يعني انتي موافقه بجد و لا بتنيميني و هلاقي العيلة كلها قالبه عليا كمان ساعتين
ابتسمت بوجع ثم وقفت من مجلسها و قالت : و حيات ولادي ما هتكلم و لا هشتكي عادي دي حياتك و انت حر فيها
وقف سريعا ثم قال بتوجس : أنا مش مرتاح …في ايه يا شروق
ايه رد الفعل الغريب ده
نظرت له بقوه ثم قالت : و لا غريب و لا حاجه يا ماجد ….انت قررت تتجوز و انا بقولك مبروك فين المشكلة
تطلعت له بغضب ثم أكملت: بس تنسي أن انا موجوده في حياتك الي ليك عندي ولادك و بس
هز راسه بغل ثم قال : ااااه كده صح ….كنت متأكد انك مش هتعديها بالساهل….أنا مش هطلقك يا شروق عشان تكوني عارفه حتي لو قلبتي الدنيا كلها عليا مش العيله بس
ضحكت بقهر ثم قالت : و مين قالك اني هطلب الطلاق
نظر لها بعدم فهم فأكملت : انت هتخرج من حياتي ….البيت ده مش هتدخله غير بمواعيد هنتفق عليها عشان بس تشوف ولادك ….اكتر من كده ملكش عندي الاول كنت بسامح مره …و اعدي مره…و اقول يا بت هيلف يلف و يرجعلك كل مره خونتني فيها موت حته من روحي و رغم كده كنت بدعي لك بالهداية و اتحمل عشان ولادي انما دلوقتي هيكون ليك بيت تاني و مش انا الي بتعملي جدول يا حج متولي …و لا انا الي أقبل بواحده هيكون ليها نفس حقوقي شغل الضراير الي عايزني أقبل بيه ده مش بتاعي …أنا عندي ولدين عايزه اربيهم مش هبقي فاضيه للقرف ده كله
نظر لها بغيظ من تلك القوه التي تتحدث بها و قال : يعني لما اخونك في الحرام عادي انما اتجوز بالحلال لا مينفعش صح
بمنتهي القوه و التحدي
بمنتهي الكبرياء الذي دهسه سابقا أسفل حذائه
بمنتهي التجبر تقف أمامه شامخه بعد أن علمت قيمه قلبها و لم تعد تمنحه لمن لا يستحقه
الان فقط علمت أن قلبها أكبر و أنقي و أغلي من أن يسكنه مثله
تطلعت له بهدوء ثم قالت دون اي انفعال ثم قالت : فرصه و أثنين و عشره عزر و أثنين و الف كده عملت الي عليا و زياده صح
معتقدش ممكن حد يلومني لما أقفل كل البيبان و اقولك خلاص
مش هقول غير منك لله علي قد قهره قلبي و حرقته اول مره اقولها بس مش آخر مره روح الله يسهلك و يدوقك من ناري قسما بالله المرة دي غير كل مره أنت انتهيت بالنسبة لي مش هقولك بكرهك مبقاش ليك وجود اصلا في حياتي و لا ليك اي حاجه جوايا لا كره و لا حب مجرد حد غريب شوفته صدفه و انا بعدي الشارع هل ممكن افتكر ملامحه اكيد لا
تطلعت له بكبرياء أعادت ترميمه من جديد كي يصبح سلاحً لها تحارب به كل حقير ثم قالت :
أنت من اللحظة دي ….بره حياتي و الحمد لله علي نعمه النسيان
يلا بقي كفاية كده أخدت اكتر من وقتك و اكبر من حجمك معايا
تطلع لها بجنون ثم قال : …….
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووووني
رواية خطايا داخل الجنه الفصل الثالث
صباحك بيضحك يا قلب فريده
خليكي قويه …بصي جواكي هتلاقي واحده تانيه غير الي انتي عارفاها ….واحده قادره تهد الدنيا و تبنيها في لحظه …أنا واثقه
و بحبك
دائما تخدعنا المظاهر …يبهرنا بريق الأشياء المزيفة…و حينما تأتي لحظه أنكشاف الحقيقه
يتملكنا الندم في وقت يستحيل التراجع فيه
تبكي بقهر أمام أم زوجها …موقفها حساس للغايه
ذلك الموقف المخزي الذي وضعتها فيه اختها لن تنساه لها طيله حياتها
أما بالداخل فكان سعيد يحادث سالم عبر الهاتف و يقول برجاء : معلش يا صاحبي هتعبكم معايا بس مش عارف اتصرف معاها لوحدي …هي اصلا نفسيتها زي الزفت من ساعه ما رجعنا من عند الدكتوره
سالم : انت اهبل ياض هو في بينا الكلام ده …سمر بتجهز و هنجيلك علي طول هي هتتصرف معاها متقلقش
بعد مرور ساعه كانت تبكي أمام سمر التي وصلت منذ قليل مع عائلتها الصغيره
حاولت مواساتها و هي تقول برفق : يا حببتي اهدي متزعلنيش منك …الدكتوره قالتلك العلاج هياخد وقت مقلتش أن مفيش امل
سندس : كنت حاسه اني عندي مشكله في الحمل بس انا الي غلطانه
المفروض اول ما اكتشفت ان البريوت بتتاخر بالتلت و أربع شهور كنت روحت كشفت و اطمنت
انما انا فضلت خمس سنين عالحال ده حتي مقولتش لماما
ربتت علي كفها بحنو ثم قالت : قدر الله و ما شاء فعل العلاج هيظبطلك الدنيا باذن الله و ربنا يجبرك بالي يقر عينك
المهم قومي البسي عشان اتأخرنا عالفرح باباكي و مامتك هيزعلو
ردت عليها من بين بكائها الحار: أحمد اخويا لسه مكلمني…قالي وصلت القاعه خلاص …بس انا مش قادره يا سمر
مش قادره ابص في وش حماتي و لا شروق برغم انهم قالولي ملكيش دعوه بس انا مش قادره و الله
ظلت سمر تحاول معها الي أن اقنعتها بالذهاب معهم …فقد أصر سعيد علي سالم أن يحضرو حفل الزفاف لتوقعه وقوع كارثه محتمه و يريده أن يكون جانبه في ذلك الوقت …و بالطبع أتت سمر لمؤاذره سندس في موقفها العصيب
أبتسم سالم بجانب فمه حينما رأي ماجد يرقص مع تلك الحرباء و يبدو عليه الفرحه العارمه
مال علي صديقه و قال : ابن عمك فرحان بالخازوق الي لبسه كده ليه
ضحك سعيد بشماته لعلمه بدواخل ابن عمه ثم قال بمغزي : الصراحه انا مش عارف مين الي لبس هي و لا هو….بس من واقع خبرتي في النسوان احب اقولك أن الحربوقه دي اخدت مقلب هيطلع من نفوخها اصل مش دي الي تقبل بواحد زي ماجد و لا يملأ عينها
تطلع له سالم بزهول ثم قال بوقاحة: ايوووو…هو مبيعرفش آمال خلف ولدين ازاي يا جدع …قول كلام غير ده
ضحك بقوه ثم قال : لا بيعرف بس ليه اسلوبه الخاص و ده بقي مينفعش مع واحده زي رانيا كانت مفكره أنها متجوزه راجل بجد
سالم بحيره: راجل بجد ….بقولك ايه انا الارنب بدأ يلعب في عبي قولي الي فيها بدل ما اروح اسأله انا
صدمه حلت علي الجميع حينما دلفت شروق في كامل زينتها و اناقتها تصطحب معها الطفلين
مشت وسط الحشود بكبرياء و قوه راسمه علي محياها ابتسامه متشفيه
الان ستأخذ حقها ثم تغلق الصفحه نهائيا و تعيش فقط من أجل ابنائها
ألقت السلام علي كل من قابلها ببشاشه الي أن وصلت أمام العروسان
ماجد ينظر لها برعب و الاخري تنظر لها بتكبر و شماته فقد كان في اعاقادها أنها انتصرت عليها بخطف زوجها و ابو ابنائها
نظرت لماجد المصدوم بتشفي ثم قالت : مبروك يا ماجد ….أمممم بس يا تري العروسه عارفه كل حاجه و لا هتتفاجيء زيي…أعقبت قولها بضحكه هادئه
رد عليها بغل و صوت مهزوز: انتي مش قولتي ملزمكيش و انا بعد كلامك السم الي قولتيه امبارح قولتلك و انتي كمان متلزمنيش و أني اخدت ست ستك يبقي ايه بقي جايه تخربي الفرح
تدخلت رانيا بخبث : متعصبش نفسك يا حبيبي و متدهاش الفرصه تبوظ فرحنا
ضحكت بقوه و من قلبها ثم قطعتها فجاه و مالت عليها هامسه : مبارك عليكي المقلب الي شربتيه يا رورو و اتمني يكون مزاجه جاي علي هواكي مع أن معتقدش واحده زيك هيعجبها
ربتت علي وجنتها بقوه مستغله صدمه رانيا و عدم فهمها لذلك الحديث ثم اعتدلت و أكملت بقوه : الي أخدته الهانم …تاخده مساحه السلالم …و فقط تركتهم بافواه مفتوحه ثم غادرت المكان بأكمله شامخه قويه فقد أخذت حق سنوات شبابها التي هدرت مع حقير مثله
صبرت عليه بسبب أولادها و لا تنكر أيضا عشقها له الذي أخذ يضمحل مع كل طعنه غدر تلقتها منه الي أن قتل و دفن أخيرا
أيام تمر بسرعه لا يتخيلها أحد
مر أربع سنوات بعد ذلك اليوم الكارثي و الذي كشفت فيه رانيا ما اوصلها إليها حقدها و طمعها….لم تقوي علي التفوه بحرف بلعت مصيبتها داخلها لكنها استغلتها أسوأ استغلال
أما هو …بدأ يندم علي تفريطه في قطعه الالماظ التي كان يمتلكها ….و لكنه لم يقوي علي لفظ رانيا من حياته أذا فعلها ستفضحه هي ليست مثل تلك الاصيله التي سترت عليه و صبرت من أجله و أجل أولاده
لذا كان مجبرا أن يكمل الجحيم معها و الذي أختاره بكامل إرادته
جهزت ولديها الذان أتما اربعه سنوات و الآن تجهز أميرتها الصغيره و التي تبقي علي عيد مولدها الأول اقل من شهر
دلف عليهم سالم و هو يقول: ايه يا بابا لسه مخلصتيش
تطلعت له بتعب ثم قالت : روجيدا مدوخاني مش عارفه اكمل لبسها
وصل أمامهم ثم التقط الصغيره التي تهلل وجهها برؤيه ابيها و كفت عن البكاء …رفعت يدها في اشاره منها ليحملها
أبتسم بحنو ثم مال يأخذها و هو يقول بحب: قلب أبوها تاعبه مامي ليه
داعبت الصغيره لحيته بينما قالت سمر بغيظ: دلوقت ضحكت و انا مخدش منها غير العياط و بس تقولش ضرتها
ضحك بخفه ثم لف زراعه حولها …قبلها بعشق و قال : لو عشره زيها يا بابا …انتي بنتي البكريه
و الصغيره التي تغار علي ابيها مثلت البكاء كي ينتبه لها
نظرت لها بغل و قالت : شوف البت بتمثل عشان تسبني
التصقت به ثم أخذت تقبله كثيرا بطفوله كي تكيد أبنتها التي بكت حقا
وقف في حيره من أمره أيهما يراضي…و لكن ذلك الخبيث علم كيف يخلص حاله من ذلك الموقف الصعب دون أن يحزن أيا من هما
ضم حبيبته بحميميه ثم همس لها بوقاحه: كده انا تعبت و مضطر انزل العيال عند سعاد و استفرد بيكي
حاولت أن تبتعد عنه و هي تقول بخوف : لالالالا مش وقته يا سولي هويدا عماله تتصل بيا عشان اتأخرنا
رد عليها بشوق حقيقي : هويدا و لا جوزك حبيبك و بعدين أنا كنت داخل الاوضه مؤدب انتي الي جننتيني
ملست علي وجنته بحنان ثم قالت : اوعدك يا حبيبي اول ما نرجع نسهر لحد ما تزهق مني
نظر لها بعشق و قال : يبقي مش هنام خالص يا حبيبي لاني عمري ما زهق منك
لم تستطع الرد عليه بسبب ارتفاع صوت بكاء الطفله
أخذ يهدهدها و هو يقول : روحي كملي لبسك يا بابا و انا هتصرف معاها
وصلو الحاره الشعبيه التي يقطن فيها الحج ربيع و الذي كان يقيم احتفالا كبير بمناسبه حصول أبنه الأكبر علي مجموع كبير في الثانويه العامه
و الذي رغم ذلك رفض أن يدخل كليه من كليات القمه ….قرر أن يدخل جامعه نظريه كي يهتم بالعمل مع ابيه و الذي يعشقه كثيرا
أنتفض ربيع من مجلسه وسط الرجال و هو يقول بفرحه و ترحيب حاره : سياده اللواء الحاره و المنطقه كلها نورت يا باشا
صافحه سالم بود و هو يقول : منوره بأهلها يا حج مبارك عليك
هز راسه باحترام دون أن يمد يده و هو يقول : نورتينا يا حجه ….مرحب بيكي يا ست أم عدي …أبتسمت له بهدوء فاعقب قوله بالهتاف علي ابنه الأكبر الذي حضر سريعا و رحب بسالم و من معه برجوله أتسم بها
ربيع : وصل الجماعه لحد دخله البيت و اتصل و انا هتصل بالحجه تستقبلهم
لمع الغضب داخل عين فؤاد و لكنه كتمه سريعا و تقدم أمام سمر و سعاد كي يعبر بهم من بين الرجال الي أن وصل بنايته
وجد هويدا و صباح أختها التي حضرت منذ الصباح الباكر في أنتظاره و معهم تلك الجنيه الصغيره
و التي رغم سنواته الست الا انها كانت غايه في الجمال و هي ترتدي ثوبا واسع ذو. حمالات رفيعه و خصلاتها البنيه الناعمه تنسدل بانسياب خلف ظهرها
بينما كانت النساء يتبادلون السلام و العناق
و قد أوشك فؤاد علي المغادره الا انه جز علي أسنانه غيظا حينما رأي جنه تتسحب كي تتجه الي الخارج
لحقها سريعا و هو يصرخ….ببببببت
ثبتت في مكانها برعب فقام بامساك خصلاتها بقوه طفيفه و هو يقول بهمجيه : علي فين يا روح امك انا مش منبه عليكي رجلك متخطيش الشارع
أغمضت هويدا عيناها بحزن بينما نظرت له صباح بغيظ
أما سعاد فقالت بمهادنه : ما تسيبها يابني تلعب مع العيال
نظرت له جنه باستعطاف بينما رد علي سعاد باحترام : معلش يا حجه مينفعش تطلع بره …نظر الي هويدا بغضب ثم قال : ايه الزفت الي ملبساهولها ده …مش قولتلك الف مره متلبسهاش عريان
كادت أن ترد عليه الا ان صباح سبقتها و قالت بغيظ : دي مكملتش ست سنين يا فؤش آمال لما تكبر شويه هتعمل ايه هتنقبها
تدخلت سمر بهدوء : حصل خير يا جماعه اكيد خايف عليها ماهي اخته بردو
رد عليها بغباء : لا مش اختي بس للاسف محسوبه علينا و أخلاقها هتكون في وشنا احنا
نظرو له بصدمه من وقاحته بينما هو حزر الصغيره بغضب : عارفه لو رجلك عتبت بره باب الشقه هكسرهالك…
بمجرد أن ترك شعرها هرولت نحو الداخل و هي تقول بغضب طفولي : اكسرها خلاص و بس بقي …كل شويه زعق زعق …أنا زهقت من العيشه دي هموت نفسي عشان ترتاح
تطلعت سعاد بصدمه و هي تقول بمزاح كي تخفف وطئه الموقف: يا لهوووي عالبت …دي وليه كبيره الهي تقع في ارابيزك يا فؤش عشان تطلع عليك القديم و الجديد
تطلع لها باستخفاف ثم اتجه نحو الخارج و هو يقول بهمس غاضب : ملقتش غير بنت خطافه الرجاله و اقع فيها …دانا اموت احسن و الله
صعدت النساء الي الاعلي و آخر كانت صباح التي وقفت محلها حينما هتف رجب باسمها
لفت جسدها كي تواجهه و الباقي أكملو طريقهم نحو شقه ام ربيع
تطلع لها بحب ثم قال : وحشتيني
أحمر وجهها خجلا و هي تقول : و انت كمان و الله
رد عليها بغيظ : طب ايه بقي مش ناويه تحني علي حبيبك و توافقي اتقدملك
اعتلي الحزن وجهها و هي تقول : مانت عارف الي فيها يا رجب مقدرش اضر اختي أبدا…انت متعرفش انا بعمل ايه مع ابويا و امي عشان ميتكلمموش و لا يقولو مكان هويدا و لا حاجه عنها
لو اتقدمتلي كل ده هيضيع و انا المحروق الي لسه لحد دلوقت عايزين يعرفو مكانها ما هيصدقو يوصلولها
رد عليها برجوله : لييييه و احنا مش رجاله ماليين عينك و لا ايه …هويدا دي اختي قبل ما تكون مرات اخويا و يعلم ربنا انا بحب بنتها قد ايه يمكن اكتر من محمد الي لسه مخلفاه من اخويا
خلي حد بس يفكر يقرب منها و لا من بناتها شوفي هنعملو فيه ايه
تنهدت بهم ثم قالت : عارفه و الله يا حبيبي بس خايفه
أبتسم بحنو ثم قال : متخافيش يا حببتي وراكو رجاله …بعد الليله دي ما تخلص هكلم الحج و اتقدملك …ده آخر كلام عندي ماشي
أبتسمت بخجل ثم قالت : الي تشوفه يا سي رجب …قالتها بدلال متعمد كي تشاكسه ثم هرولت الي الاعلي مما جعله يقول بغيظ عاشق : ايوووو علي سي رجب دي …طب و حياه امك مانا عاتقك بس يتقفل علينا باب و هتشوفي
جلست سندس حامله أحدي ابنتيها التوأم و التي رزقت بهم منذ عام
و الاخري تحملها شروق و التي أتت منذ الصباح كما اعتادت يوم الجمعه من كل أسبوع أن تكون معهم بأمر من ام سعيد
سألتها بهدوء : أشرف مجاش معاكي ليه من الصبح عايزه اسالك و بنسي
تنهدت بهم ثم قالت : ماجد أخدو يقضي اليوم معاه برغم انه عارف ان يوم الجمعه بقضيه انا و الولاد هنا بس تقولي ايه اي عند و خلاص
سندس : معلش كبري دماغك يمكن عايزه يقرب من لميس عشان اخته الصغيره و كده
ردت عليها بغيظ : لا يا سندس لو كانت الحكايه كده كنت خليته ياخد الولدين…بس انتي عارفه أني دي حركه من حركات رانيا عشان تنكد عليا و بس مع أني مش بحتك بيها خالص
تنهدت سندس بهم ثم قالت : حقك عليا أنا يا حببتي …أنا عارفه اختي غلاويه بس الي مش قادره افهمه ايه الي غيرها كده بعد الجواز
دي بقت بشعه بتغير و تحقد علي الكل بشكل جنوني لدرجه أنها حاولت توقع بيني و بين جوزي قبل ما ربنا يكرمني و أحمل في بناتي …من وقتها و انا مقطعاها
أبتسمت شروق بشماته ثم قالت بتسويف : الله اعلم
نظرت لها بشك ثم قالت : بت أنتي …اكيد انتي عارفه السبب و مخبيه…رانيا كانت هتموت علي ماجد لكن من بعد الجواز و انا حسيتها مش طيقاه كأنها مغصوبه عليه …و هو تصرفاته غريبه بشكل مريب …بالله عليكي قوليلي ايه الحكايه
ردت عليها بجديه : اعذريني…انتي عارفه غلاوتك عندي و اعتبرتك اختي و صاحبتي بس في حاجات مينفعش تتقال علي الاقل عشان خاطر ولادي مش عشانه هو
سندس بحيره : مش عارفه …دي عايشه حياتها تدمر كل الي حواليها….
للامانه بحمد ربنا أن سالم واعي ليها و عارف الي في دماغها
لما راحت لسمر السنه الي فاتت و حاولت ترجع علاقتها بيها
وقفلها
شروق : ماهو حقه مش سمر الهبله صدقتها و صعبت عليها
سندس : سمر طيبه و قلبها أبيض يا شوشو …و اختي بقي دخلت عليها بحتت أن أهلها مقاطعنها و بقت لوحدها
و انها اتغيرت و نفسها يرجعو زي الاول عشان بنتها متبقاش وحيده و ملهاش اهل
شروق : اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و أخرجنا من بينهم سالمين
أنتهي اليوم بسلام و الكل خلد الي نومه
الا تلك الجنيه الصغيره …انتظرت الي أن غفت امها و زوجها ثم تسحبت بهدوء لتغادر الشقه و تتجه الي شقه الجده في الطابق الأول و التي يقيم فيها فؤاد و إخوته
أدارت مفتاح الباب الذي يتركوه دائما بالخارج ثم دلفت بهدوء متجهه نحو غرفته
نظرت له بغيظ طفولي بعدما وجدته يجلس فوق الفراش يعبث في هاتفه
وضعت يداها الصغيره فوق خصرها ثم قالت : فين الشوكليت بتاعتي
تطلع لها بغيظ ثم قال : شوكليت يا بت هويدا ….مفيش زفت علي دماغك ادام مش بتسمعي كلامي
نظرت له بقوه لا تناسب عمرها و قالت : لا انا سمعتي كلامك علي فكره …خالتو صباح هي الي مش سمعت كلامك و قالت الفستان ده احلي من الي انت عملتهولي
أعتدل من مرقده بغضب ثم قال : خليها تنفعك …تبقي تجبلك هي بقي الحلويات الي بتحبيها
نظرت له بحزن ثم قالت : بس هي بتجبلي حلويات انا و اختي قدام مامتي مش سر يعني زي انا و انت
زم شفتيه بحنق فاكملت : و انا مش بقول لحد خالص أنك بتجبلي شوكليت عشان انت قولتلي ده سر بينا …يبقي ايه بقي هاااا
يعلم أنه لن يتخلص من حديثها …طفله نعم لكنها تتمتع بذكاء خارق لا يناسب سنها الصغير
تحدث بغضب كي يخيفها: انتي اتعلمتي اللماضه دي منين يا بت….و ازاي تنزلي دلوقت و امك نايمه و لا هي مش فضيالك
ضربت قدمها في الأرض ثم قالت بغضب : مش عايزه منك حاجه بقي …عمار هيجبلي…و مش سر زي زيك هاااا
أعقبت قولها بالاتجاه الي الخارج و هي تدك الارض بقدميها الصغيرتان ….نظر تجاهها بغل ثم قال : خدي يا زفته هنااااا
وقفت مكانها بخوف فاتجه اليها …حملها بعنف و كاد أن يعنفها الا ان الدموع التي اجتمعت داخل مقلتيها جعلت قلبه القاسي يلين ….فالاخير هي مجرد طفله لا زنب لها في شيء
زم شفتيه بحنق ثم قال : بتعيطي ليه دلوقت هو انا عملتلك حاجه
ردت عليه بمنتهي الصدق و البراءه …لم تقل أنها خافت أن يضربها و لا من هيئته الهمجيه
بل قالت بحزن : عشان مش بحبك تزعل مني
أرتعش خافقه بشده بعد سماع كلماتها البريئه….لكنه لم يرد أن يترك ذلك الشعور يتحكم فيه
أتجه نحو الكومود ثم فتح احدي إدراجه و اخرج منه لوح شوكولاته كبير
مده له و هو يقول بحنق : مش لازم الشويتين دول خدي الزفت اهو و اطلعي اتخمدي بقي
كاد أن ينزلها من علي يده الا انها تعلقت في عنقه تضمه بشده ثم قبلت وجنته و قالت بفرحه عارمه : أنا بحبك اوووي يا فؤش و مش تزعل مني أبدا أبدا
نار حقدها تأكلها منذ أربع سنوات …فقد أجلت حملها لمده عام و حينما شعرت أن ذلك النذل ينوي اللعب بذيله كما فعل مع شروق من قبل ….تصدت له بقوه و هددته بفضح أمره أمام الجميع وقتها قررت أن تنجب منه طفل حتي تثبت قدمها أكثر
رغم كرهها له من اول اسبوع من الزواج حينما اكتشفت حقيقته المشينه
لن تنسي ما حدث
ذلك اليوم طوال حياتها
فقد كانت تصرفاته في ذلك الاسبوع غريبه …لا تشعر أن معها رجلا بحق …يوجد شيء خاطيء به
ظلت تقارن ما يفعله معها ببرود …بذاك المشهد الذي رأت عليه سالم و سمر من قبل
لما لا يفعل مثله …لما لا تشعر بشغفه أثناء العلاقه ….هل وجدها بحال غير الذي تخيلها عليه
شكت في نفسها و أنوثتها
لكن ذلك اليوم الذي علمت فيه حقيقته….جعلها تشعر بجنون أذ اكتشفت ان زوجها …مازوخي
بعد أن طلب منها أن تتذين له و تضع الوانا صاخبه علي وجهها
وجدته يدلف عليها و حول عنقه …طوق كلب متدلي منه سلسله حديديه
لم تكن تلك هي الصدمه فقط …بل حينما وجدته يجثو علي أربعته أسفل قدميها ثم مد لها السلسلة و هو يقول: امسكي يا حببتي ….أنا كلبك المطيع اعملي فيا الي انتي عايزاه
كادت مقلتيها أن تخرج من محجرها و هي تنظر له ….سألته بصعوبه بعد أن ثقل لسانها : اااا…انت عامل في نفسك كده ليه …و ايه الكلام الي بتقوله ده
وقف أمامها و قال ببرود : ده مزاجي يا حببتي و اخترتك انتي بالذات عشان لقيتك مره قادره و هتعرفي تكيفيني
ضربت علي صدرها و قالت بجنون : يا نهاااار اسود ….اكيفك يابن الكلب…هو مين الي المفروض يكيف مين انت مجنوووون
وجدت الرغبه التهبت داخل عيناه حينما اقترب منها و هو يقول بهياج : أيوه كده …اشتمي كمان ..اضربيني..
بموووت في كده و متقلقيش هعملك كل الي انتي عايزاه
دفعته بغل و هي تسبه بابشع الألفاظ لا تصدق أنها وقعت في هذا ال ….خول…كما نعتته
أبتسم بسعاده و تملكت منه الشهوه بعدما امطرته سبابا لازع
لف زراعه حولها بقوه ليحملها و يتوجه بها نحو الفراش و هو يقول : أيوه كده يا رورو تعالي بقي عشان مش قادر ….ظلت تسبه و تحاول التخلص منه بعدما القي بجسده فوقها يضاجعها بغباء ….و كلما سبته اذداد هياجه الي أن انتهي ….تركها و ابتعد
اشعل سيجاره ثم قال ببرود بعدما حل وثاق الطوق: انتي بتعيطي ليه ….طل راجل و ليه مزاجه و بعدين أنا هظبطك بردو متقلقيش بس بشرط تعملي كل الي هقولك عليه
أعتدلت بصعوبه ثم قالت : أنا فهمت معني كلام شروق …هي كانت عارفه صح
ضحك ببرود ثم قال : اه…بس غبيه و مبتفهمش محبتش الموضوع عشان كده كنت بخونها
و بعدين اصلا شروق طيبه ملهاش في الشتيمه و القباحه معرفتش تكيفني
سألته ببهوت : و ايه الي يخليها تقبل تكمل مع واحد زيك
نفث الدخان و قال : أولا عشان كانت بتحبني و بتحاول تغيرني…ثانيا عشان العيال
منطقها غريب الصراحه ….ديما كانت تقولي انا صابره عليك عشان متروحش لغيري تفضحك و تبقي وصمه عار علي جبين ولادي ….مش فاهم ايه العار في كده هو انا مبعرفش
تطلعت له بجنون ثم انتفضت من مجلسها و قالت بغل: يابن الكلب يا خول طلقني بدل ما أفضلك
جزبها من شعرها بعنف وقال
جزبها من شعرها بعنف وقال : جري ايه يا مره امال كنتي فاكره انك هتعيشي في العز ده كله من غير تمن
فكري تنطقي بكلمه و انا الي هفضحك
اصلا مش هتلاقي حد يقف جنبك لأنك انتي الي كنتي هتموتي عليا و قاطعتي اهلك عشاني
و من وقتها عاشت بنارها و اذداد الغل و الحقد داخلها اضعاف و كلما ارادت ان تأتي بشهوتها معه تغمض عيناها و تتذكر مشهد سمر مع زوجها بل تتخيل حالها مكان تلك البلهاء التي لا تعلم قيه ذلك الرجل
ماذا سيحدث يا تري
سنري
أنتظرووووني
رواية خطايا داخل الجنة الفصل الرابع
صباحك بيضحك يا قلب فريده
أوعي تقللي من نفسك …ضحيتي مره و اتنين و عشره لحد ميستاهلش …جه الوقت الي تقولي كفاية عشان نفسك تستاهل الي يقدرها و يضحي هو كمان عشانها
انت اجمل و اقوى مما تتخيلي أنا واثقه
و بحبك
جاء الوقت الذي كان ينتظره رجب بفارغ الصبر منذ عامان ….فقد أحب صباح بشده لما رآه منها من طيبه و عشق لأختها غير أخلاقها التي لا غبار عليها
شعر أنك تلك الفتاه هي نصفه الآخر الذي كان يبحث عنه ….سترافقه ما بقي من حياته و ستكون عونا له علي مصاعب الحياه
أخذ موعد من ابيها كي يذهب مع أخيه ليتقدم لها …و قد كان
رحب أبويها به كثيرا رغم عتابهم للحج ربيع علي زواجه من أبنتهم دون علمهم
رغم أن ذلك العتاب لا محل له من الاساس …لم تكونوا عونا لها في يوم من الأيام…حتي حينما علمتم بأمر زواجها لم تأتوا لزيارتها و اكتفيتم فقط بالاتصال بين الحين و الآخر
و رغم ذلك تغاضت تلك الطيبة عن ذلك الجفاء و عاملتكم بالحسني
هذا ما كان داخل ربيع حينما سمع كلماتهم المعاتبة و قام بالرد بحكمه كي ينهي هذا الجدال العقيم
كل ما أهمه هو أتمام زيجه اخيه العاشق و أيضا ليرحم صباح من أبوين لا يعلما عن معني الكلمة شيء
و اليوم هو عقد قرانهما ….كانت هويدا تجهز بناتها بيد مرتعشة …تخاف العودة الي قريتها بسبب أهل زوجها السابق و الذين علموا بكل شيء بعد خطبه صباح
تخشي أن يفتعلوا شجارا أو يأخذوا بناتها عنوه
لكن ذلك السند الذي أرسله الله لها
طمأنها برجولة و ثقه : انتي رايحه مع رجاله و اولهم انا …جوزك الي واجب عليه حمايتك هتحضري فرح أختك و هتفرحي بيها…و زي ما روحتي و بناتك في ايدك هترجعي بيهم
تبتسم له بحب و تدعو له من قلبها ثم تكمل ما بدأته
خرج من الغرفة و اتجه الي الاسفل ليقابل أخيه و ولده الأكبر الذي صار رجلا الآن
وقف معهم و قال بجديه : الرجالة جهزت
رجب: كله مستني تحت يا حج…ضحك و اكمل : حاسس أننا رايحين عركة مش كتب كتاب
فؤاد بغيظ : أنا مش فاهم في ايه لكل ده …نظر لأبيه بعتاب ثم اكمل بغضب : جمعت رجاله العيلة كلها و فوقيهم صحابك و التجار كمان …كل ده عشان تحمي الهانم ما كان بناقص روحتها من اصله و اختها كده كده كلها يومين و تيجي تعيش معاها علي طول
نظر له بغضب لكنه تحدث بعقلانية: مش بحميها يأبني …دي مراتي الي يبصلها افقعله عنيه الاثنين …لكن احنا رايحين بلد ابو بناتها …و ده واحد زباله ممكن يعمل اي حاجه عشان يأخذهم و يقهرها
يرضيك تتحرم من ضناها بلاش هي يا سيدي …البنتين الغلابة الي عايشين وسطينا و هيكبروا كل يوم قدام عنينا يرضيك يروحوا لاب جاحد يبهدلهم…لو يرضيك تمام يا فؤاد
خفقه قويه جعلت قلبه ينقبض بمجرد أن تخيل عدم وجود تلك الجنيه الصغيرة في حياته
فقد أجبرته علي التعامل معها بحنو …حتي و أن كان ذلك سرا لكنه اعتاد علي مزاحها…
شقاوتها …ذهابها إليه ليلا كي تأخذ قالب الحلوى خاصتها …جنه تمثل له الركن الهادئ الذي يلجأ إليه كي يهرب من وساوسه و ضغوط العمل و الدراسة لن يقبل بعدم وجودها في حياته
لذا مثل الحنق ثم قال بجديه: اكيد ميرضنيش و بعدين البنات اخوات اخويا الصغير الي خلفته منها يعني غصب عني بقم أخواتي …أطمن يا حج هيروحوا و يرجعوا و هما في ايدي متقلقش
تم عقد القران في أجواء ظاهرها الفرحة و باطنها قل و توتر
نساء القرية ظل يسألن هويدا كيف تزوجت هذا الثري من وجه نظرهم بل و أنجبت منه ولدا
داخلهم غيره و حقد لا يصدقون أن تلك الجميلة الأنيقة و التي ترتدي الكثير من الحلي الذهبية
هي نفسها هويدا التي كانت لا تمتلك غير ثوبان علي الأكثر و طوال النهار تجلس مع البهائم و الطيور
أصبحت الآن…هانم كما يقولون
و المتوقع أصبح حقيقه أمام الجميع
أذ حضر ذلك النزل رمضان مع امه ….و معهم رجال البلدة الذين أتي بهم ليساعدوه في أخذ الفتيات
صمتت الأصوات و وقف الجميع في ترقب لما هو آت
نظر رمضان بغضب ثم قال : فين جوز الفاجرة الي هربت ببناتي
قبل أن يستوعب الحضور ما قيل كان فؤاد الذي كان واقفا جانب رمضان يمسكه من تلابيبه و يقول بغضب : مرات الحج ربيع سيرتها متجيش علي لسانك يا ابن الكلب …و فقط كال له من اللكمات ما جعل وجهه ينزف بشده ….كاد المعركة أن تحتدم بين الرجال الا ان صوت إطلاق الرصاص من قبل سالم جعل الجميع يتجمد مكانه
الا فؤاد …لم يهتز و ظل يضرب و يسب من أهان زوجه أبيه…حتي لو كان يبغضها تأبي رجولته أن يتقبل ذلك الأمر
فصل بينهم ربيع و رجب بينما كان سالم يصيح بقوه : كل واحد يثبت مكانه و نتفاهم بالعقل…واحد بس يفكر يعمل حركه وسخه و انا ابيتكم كلكم في القسم …
حمد الله بداخله أن صغيرته رفض حضور صغيرته معه في تلك الأجواء
و قد حضر هو و سعيد بعد أن تلقوا دعوه من الحج ربيع
صاح الأخير بصوت جهوري : حسابك لسه مخلصش بس عايز اعرف بنات مين الي بتتكلم عليهم …انت تعرف شكلهم حتي …دي البت الصغيرة اتولدت و كبرت من غير ما تلمح شكلها و الكبيرة مشوفتهاش الا مرتين و كانت في اللفة
قبل أن يرد عليه حظره فؤاد قائلا : رد بأدب بدال ما اقطعلك لسانك سااامع يا ###
نظر له بغل ثم قال بتبجح مش كنت مسافر عشان أعرف اجبلهم لقمه عيش
تطلع له ربيع باستخفاف ثم قال : ااااه …تصدق صدقتك الخلاصة عايز ايه
رمضان : عايز بناتي
ربيع : ملكش بنات عندي …البنات في حضانة امهم ..كاد أن يتحدث الا انه اكمل بقوه : قصدي في حضانة ستهم بعد ما امهم اتجوزت ايه بقي
كاد أن يصرخ غضبا لكنه خاف من ذلك الذي يقف جانبه متربصا لأي خطأ كي يكمل عليه
جو علي أسنانه غيظا ثم قال بغل: أنا أولي بيهم…و هاخدهم ده حقي
تدخل سالم سريعا كي ينهي الجدال : لما يكملوا السن القانوني أن شاء الله لو مكنتش موت ابقي اطلبهم من المحكمة …اما دلوقتي لو افتكرت ان ليك بنات و الأبوة نقحت عليك ملكش عندنا غير أن تشوفهم كل شهر مره
يمشي معاك الكلام ده و لا تغور من هنا
ما بين شد و جذب و تدخل العقلاء الذين أيدو حديث سالم …أنتهي الأمر بإجباره علي الموافقة
أتت الفتاتان يمسكان يد بعضهما بخوف خاصا اميره التي تهاب التجمعات
نظرت جنه بخوف لفؤاد ….تقدم منهما كي يصحبهما بأمان الي مكان جلوس ابيهم
و الذي بمجرد أن رآهم مثل الحزن و هو يختضنهم و يقول : وحشتوني …أمكم حرمتكم مني
دفعته جنه بخوف ثم انطلقت نحو فؤاد …أمسكته برعب و هي تقول ببكاء : أنا خايفه …فؤش ابعد الراجل الي في تعويره ده عني
صاح رمضان دون أن يهتم ببكاء اميره التي كانت ترتعش رعبا منه هو الي ضربني …هو الي ضرب أبوكي…أنا أبوكي يا حببتي
حملها سريعا و خبأ رأسها فوق كتفه ثم نظر اه بغضب و قال : لو باقي علي حياتك غور من هنا …و فقط تحرك نحو الداخل بعد أن سحب اميره معه كي يدخلهم البيت و يبعدهم عن ذلك الحقير الذي كل همه تسميم أفكارهم و …فقط
أنتهي ذلك اليوم العصيب و عاد الحج ربيع الي الإسكندرية بصحبه زوجته و أطفالها كما وعدها
لم تكف عن البكاء منذ ما حدث
ربت عليها بحنو ثم قال : أنا وعدتك أن محدش هيمس شعره من البنات و اهم نايمين فاوضتهم بأمان بتعيطي ليه بقي يا حببتي
تطلعت له بحزن من بين دموعها ثم قالت : بعيط عالي جاي يا حج …ده واحد سماوي مش هيسكت و لا هيرتاح غير لما يسمم دماغ البنات و يكرههم فيا
رد عليها بتعقل : حتي لو عمل كده …هو الخسران لأنه هيطلع كداب قدامهم…هيشوفوا هما عايشين ازاي معانا عكس الكلام الي بيقولوا يبقي ازاي هيصدقوا بس
ردت عليه بخوف : حتي لو كده …مفيش اسرع من الأيام يا ربيع مصيرهم هيكبروا و هياخدهم عالجاهز وقتها الله اعلم هيعمل فيهم ايه
تطلع لها بحنو لكنه قال بجديه : لو كان ليا عمر ….محدش أبدا هياخدهم من حضنك ….غير الي هيتجوزوهم
ألتفو حول الطاولة لتناول طعام الغداء
لأحظو تجهم وجه عدي و نظراته الغاضبة نحو اخيه الذي يتطلع له بشماته
سأل سالم بتوجس : في ايه ياض منك ليه بتبصوا لبعض كده ليه
رد تميم ببرود : مفيش حاجه يا بابا
تحدث عدي بعصبيه طفوليه : يا سلام …يعني ماشقطش البت بتاعتي
شهقت سمر و قالت بذهول : هااااا…شقط جبت الكلمة دي منين يا ولد تدخلت سعاد سريعا و قالت باهتمام : احنا في جابها منين و لا في الي حصل دلوقتي ….نظرت لعدي بفضول ثم قالت : شقطها ازاي يا واد قولي يا حبيبي
رد عليها بغيظ : عشان هو توأمي …شيري راحت تكلمه فاكره انا …المفروض هو يقولها لا مش انا …بس هو كلمها علي اساس انا
ضحك سالم بقوه بينما ضربت سعاد علي صدرها و قالت : أحييه …منين بيودي علي فين
سالم بمهادنه جعلت صغيرته تنظر له بصدمه : انت غلطان يا تميم …كل واحد يخليه في البت الي شقطها …اشقطوا من صحابكم مش من بعض
سمر بجنون : يا نهار اسود …انت بتعلم العيال ايه يا سالم…دول لسه في كي جي
ضحك بخفه ثم قال بفخر جعل الغيرة تلمع داخل عيناها : ابن الوز عوام ….عيالي حبايبي بيكملو المسيرة لازم افرح و اديهم عصاره خبرتي
لمعت الدموع داخل عيناها …تركت المكان سريعا حينما شعرت بنار الغيرة تلتهم دواخلها….تعلم أنه لم بخونها تثق فيه ثقه عمياء …لكن نظرات تلك الحقيرة التي كانت تنظر له باشتهاء ظنا منها إلا يلاحظها أحد…جعلت تلك النار تشتعل أكثر و لم تقوي علي تحملها
زم شفتيه بحنق ثم لحق بها بعدما شعر بقلبه يؤلمه….لا يقوي علي حزنها
سأل تميم بحزن : هي ماما زعلت مننا ..تعالي نصالحها يا عدي
ردت سريعا و هي تطعم الصغيرة الجالسة فوق ساقها: لا اقعد انت و هو كملوا اكلكم….أكملت بهمس : يمكن يصالحها بضمير و يجبلي عيلين تلاته تاني
دلف بهدوء وجدها تجلس فوق الأريكة تبكي بحرقه …تقدم سريعا ثم جلس جانبها و حملها لتجلس فوقه رغم رفضها الواهي
ظل يمسح دموعها التي أغرقت وجهها و هو يقول بحنو : ليه يا بابا كده …انتي عارفه ان بحب اهز مع الولاد و احسسهم أن احنا صحاب مش اب و أولاده
نظرت له بحزن ثم قالت : عارفه …بس اااا…
قطعت حديثها سريعا فسالها بشك : بس ايه…في ايه يا سمر …انتي مخبيه حاجه عني
لم تقوي علي تحمل ما بداخلها أكثر من ذلك…انفجرت به و هي
تقول بجنون بعدما ضربته فوق صدره : امبارح و احنا في الفرح …عمال تهزر و تضحك و شكلك زي القمر ….بنت الكلب كانت هتاكلك بعنيها….فاكره محدش شافها بس انا كنت مرقباها
زوي بين حاجبيه ثم امسك كفيها و قال بجديه : مين دي …بتكلمي علي ايه …انا كنت بهزر معاكي و مع سعيد و سندس
ردت عليه من بين شهقاتها المرتفعة : رانيا …كل شويه تبصلك كنت عايزه اقوم اجبها من شعرها بس خوفت منك
أبتسم بحنو ثم كوب وجهها و قال بعشق : أنا مكنتش شايف غيرك يا حبيبي …في اي مكان سواء معايا او مش معايا …صورتك ديما ماليه عيني و قلبي …الي يبص يبص يا بابا المهم انا شايف مين و بعشق مين
ردت عليه بحزن : أنا بغير عليك يا سالم و انت عارف …نفسي اخبيك و محدش يشوفك غيري ….و بعدين ازاي تبصلك كده و هي المفروض بتحب جوزها …و حتي لو مش بتحبه ازاااي تبص بالطريقة دي لواحد غيره
كتم ضحكته بصعوبة و هو يتذكر حديثه مع سعيد منذ يومان
فلاش باااك
دلف عليه غرفه المكتب و هو يقول : حسين ابن عمي بيتصل بيك عشان يعزمك علي الفرح …..اتصل بيك فونك غير متاح
رد عليه بنزق : كنت بكلم البيت و فصل شحن خمس دقايق و هفتح اكلمه
تطلع له سعيد بتوسل ثم قال : باشا …و حيات عيالك اوعي لما تشوف ماجد تعمل ذي كل مره …بيطلع ميتين امي بعدها و يفضل يلح اسبوع عشان يعرف في ايه …آخر مره شك أني حكتلك الهباب الي هو فيه
انطلقت ضحكات سالم الرجولية بقوه و بعدما هدأ قليلا قال : مقدرش امسك نفسي و ربنا …ايووو يا جدعان كل ما اشوفه قدامي اتخيل شكله و هي بتضربه علي #### لم يقوي علي التحمل فضحك بقوه مما جعل سعيد يضحك هو الآخر بغلب
أكمل سالم بصعوبة : شحط طول بعرض الي يشوفه يقول الواد عنتيل و هو فالأخر ### بيضرب و يتهان عشان يعرف ….
هز سعيد راسه بيأس ثم قال : و الله ما قادر اتخيل اول مره عرفت انصدمت
سئله سالم بغيظ : نفسي اعرف ايه الي وصله لكده ….ده وحيد امه و ابوه و كانوا مدلعينه آخر دلع
سعيد : ماهي دي المصيبة ….اخره الدلع اتصاحب علي عيال صيع ….حب يقلدهم و يدخل في وسطهم العيال استهيفوا
غير انهم استغلوه في الفلوس و بقي يصرف عليهم…بقوا يعاملوه انه ##### بتاعتهم….شتيمه و حركات وسخه في نفس الوقت الي كانوا بيعملو علاقه مع واحده …جواه ارتبطت الشهوة بالإهانة و من وقتها و هو كده
حاولت معاه يتعالج أو يحاول يبطل القرف ده بس للأسف رفض و قال انه عاجبه وضعه كده و ادام سليم يبقي مش محتاج يتعالج
سئله باهتمام : طب و شروق…اكيد عارفه بكل ده مش معقول خبي عليها و معتقدش وحده زيها تقبل بكده
سعيد : اكيد عرفت بس للأسف هي بنت اصول اوي استحاله تتكلم في حاجه زي كده …و اعتقد صبرها علي خياناته ليها عشان مقدرتش تديلوا الي هو عايزه و في نفس الوقت واثق أنها حاولت تغيره بس فشلت
سالم بنزق : عشان كده اختار رانيا مع انه كان عارف انها زباله …يلا حله و لقت غطاها يكش يولعوا هما الإثنين ربنا يكفينا شرهم
بااااااك
عاد من شروده و قال برفق : يا حبيبي دي مسألة مبدأ…في ست محترمه أخلاقها تمنعها أنها تكون خاينه حتي لو بنظره مهما كان شخصيه زباله او مش مكفيها
و في ستات من جواها وحشه بتاخد تقصير جوزها معاها حجه للخيانة
مع أن ربنا حلل الطلاق للضرر …لكن بردوا بسبب مجتمعنا الي بيبص للست المطلقة علي انها عملت مصيبه …ستات كتير بتضطر تتحمل القرف و شخص ميتقالش عليه راجل ….حرمها من حقوقها أو مش بيهتم بيها و لا بيتقي ربنا فيها لمجرد بس انها متحملش لقب مطلقه
تطلعت له بعدم تصديق بعدما هدأت قليلا ثم قالت: أنا مش قادره اتخيل الي انت بتقوله ده ….عشان كده من كام سنه جاتلي و كانت عايزه نرجع زي الاول …اتاريها عملت كده عشان تقرب منك انت ….هاااااا دانا كنت اموت فيها يا سالم
ضغط علي وجهها بقوه ثم قال بلهفه : بعيد الشر عنك يا بابا …قولتلك انا بعشقك و عيني مش بتشوف و لا ها شوف غيرك يا سماره ….اعقب قوله بالت*هام ثغ*ره بق*بله عن*يفة عقا*با لها علي ما تفو*هت به
و القب*لة أصب”حت قب*لات و الج*سد يش*تعل سر*يعا بر*غبه جا*محه جع*لته يم*د يد*ه كي يخل*صها من ثيا*بها بن*فاذ صبر
و الصغيرة لم تكن* أقل *منه رغ”به و ع*شق …بل ذ*ادت ع*نه جن*ونا كلما تذ*كرت تلك الن*ظرات الح*قيره …أرا*دت أن تث*بت لحا*لها انه مل*كها هي ف*قط ….بل أز*داد جنو*نها حي*نما قر*رت أن تأ*كل جس*ده كي تم*حو آثا*ر تل*ك النظ*رات …هكذا فك*رت و هي تخ*لصه بج*نون من ثي*ابه …و قد لاح*ظ شرا*ستها و التي اعج*بته كث*يرا
فبعد*ما أصب*حا عا*ريان تما*ما …لم تم*هله الفر*صة كي يل”مس مفا”تن*ها بل وجد*ها هي من تأ*كل جس*ده بج*نون ….بد*أ من عن*قه هبو*طا الي جز*عه العل*وي الذي ظ*لت تق*ضمه بأ*سنا*نه و هي تعود بج*سدها للخ*لف كي ته*بط ار*ضا و تج*لس بين سا*قيه
نظرت إلي رج*ولته المن*تصبة بج*نون ثم امس*كتها بد*يها….نظر*ت له بغ*ضب و هي*اج ثم قالت بج*نون : انت بتا*عي لو*حدي سااامع
بينما كان يز*مجر به*ياج كا*نت هي تلت*هم وح*شه الثا*ئر بن*هم و غل* كبير ….تركها تفعل به ما يحلو لها …بل ظل يغ*دق عليها كلمات عشق تا”رة و كلمات وق*حه تا*رة اخري الي أن وصل لذر”وته
هنا …قد حان وق*ت جنو*نه هو أذ جذ*ب خصلا*تها بق*وه كي يج*برها علي الابت*عاد و الوق*وف م*عه …الت*هم ثغ*رها بجن*ون بعدما وض*ع يد*ه أسف*لها يضا*جعها بع*نف
ألقا*ها فوق الأر*يكة ثم جل*س أس*فلها ليل*تهم أنو*ثتها بف”مه بل قض*م شفر*تيها بع*نف جع*لها تص*رخ به*ياج ….اعت*دل سر*يعا ثم فر*ق بين سا*قيها
نظر لها به*ياج ثم قال : هثب*تلك أني بتا*عك انتي بس …يا بابا
قال آخر كلمه تزا*منا مع دار رج*ولته داخ*لها ثم بدأ يض*اج*عها بق*وه و جن*ون اثار*ته بغي*رتها ع*ليه
زل هكذا فتره ثم سح*بها من يد*ها كي تع*تدل و تل*ف سا*قيها حو*له دون أن يخر*ج من*ها
الت”هم ثد”يها بعد*ما أخذ*ت تق*فز فو*قه بسر*عه نا*بعه من رغب*تها به و اشت*عال قلب*ها العا*شق له
تمدد فوق الأر*يكة علي جا*نبه و جع*لها تو*ليه ظه*رها ليض*اجع أنو*ثت*ها من الخ*لف كي يت*رك يد*ه التي لف*ها حو*لها تعا*صر نهد*يها اعت*صارا حتي كاد أن يخ*ترق لح*مها
تأو*هات ما*جنه …كل*مات وق*حه …الت*صاق ج*سد*يهما حد الجن*ون
يريد كلا منهما أن يد*خل الآخر دا*خله و لا يبت*عد أبدا
لكن ما*ئها الذي اغر*قه عد*ت مر*ات …و ح*ممه التي انطل*قت رغما عنه بعدما لم يس*تطع وح*شه التح*مل أكثر من ذلك
كل هذا كان مؤ*شرا علي فت*ره من الرا*حة حتي لو قليله ليعود بها الي جو*له اخري أشد رغ*به و …شر*اسه
أتجوز مين يا حج …انت اكيد بتهزر
نظر له ابيه بغضب ثم قال : جري ايه ياض …انت هتكبر عليا و لا ايه …خلاص مبقاش ليا كلمه عليك
رد عليه بغضب مكتوم : مقدرش يابا و انت عارف …و بردوا انت
عارف أني مش بقبلها و لا هي و لا امها ….
صفعه قويه هبطت علي وجهه لأول مره في حياته
نظرات مشتعلة تبادلها الاثنان في صمت دام عده لحظات
ثم قطعه ربيع و هو يقول بغضب جم : كل السنين دي و انا صابر عليك …الست قيدالك صوابعها العشرة شمع …ربتك انت و اخواتك و اهتمت بيكم كأنها أمكم و اكتر ….عليا الحرام من ديني امك لو
كانت لسه عايشه مكنتش عملت معاكم نص الي هويدا عملته
و لسه بردوا مصمم تكرهها بعد كل ده …لا عمرها اشتكت منك و لا قالت تعبت من خدمتهم
حتي لما اخوك كتب علي بنتها من كام سنه …معاملتها متغيرتش و لا طمعت في حاجه زي مانت قولت زمان
بلاش جحود يأبني الست متستاهلش منك كل الكره ده ….امك مكنتش عايشه وخطفتني منها
دي كانت ماتت و شبعت موت
هو انا مش راجل و من حقي اعيش حياتي …يكون ليا زوجه أحبها و تخاف عليا و علي عيالي
انا دفنت نفسي بالحياة في عز شبابي عشان خاطرك انت و اخواتك
كان سهل عليا اتجوز و اعيش حياتي مانا راجل و ليا احتياجات بردوا بس فضلتكم انتو علي نفسي
و لما ربنا بعتلي الي تعوضني عن كل المرار و الحرمان الي انا عشته استكترتها عليا و محسسني أني ارتكبت جريمة طول السنين الي فاتت دي
نظر له بقوه ثم اكمل بحسم : خلاصه القول …انت هتكتب علي جنه بكره حتي لو غصب عنك و لو محصلش لانت ابني و لا أعرف
نار حاميه اشتعلت داخل صدره رغم برود نظراته تجاه ابيه
تطلع له بقوه ثم قال : في السر
نظر له ربيع بصدمه فاكمل : انت عايزني اتجوزها عشان أبوها ميخودهاش…
زي الفل و انا اشتريت
هعملك الخدمة دي بس مش معني كده أني اعتبرها أمر واقع هتفرضه عليا
ربيع بغل : تعلالي عالدوغري يأبن ربيع و قولي ايه الي فدماغك الوسخة دي
نظر له بغضب ثم قال : يعني تعرفهم أن هكتب عليها فالسر ….هنفضل اخوات زي ما ديما بتقول …لحد ما تتم سن الرشد هطلقها….و في الفاره دي لو عجبتني أي واحده هتجوزها عشان نبقي متفقين ….غير كده ميلزمنيش حتي لو هتتبري مني …أمين يا حج
هذا ما حدث بعد مرور سنوات كثيره اصبح الأطفال شبابا …و الشباب رجالا تملأ العين و القلب
و من هنا تبدأ قصتنا
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظرووووني
رواية خطايا داخل الجنة الفصل الخامس
صباحك بيضحك يا قلب فريده
( أنه علي كل شيء قدير )
أيه بقي لسه شايله الهم بعد الايه دي
ربنا سبحانه و تعالي بيقول كل شيء ….هو قادر علي كل شيء في لحظه هيبدل حزنك و همك بفرحه و فرج تسجدي باكيه عشان تشكريه انا واثقه
و بحبك
دلف الي الفيلا التي انتقل إليها منذ عده سنوات بوجه متجهم
يهرول نحو الداخل يصيح باسم ولده تميم الذي سيفقده عقله عما قريب
و الماكر الذي كان يجلس جانب جدته المسنه بمجرد أن سمع صراخ أبيه أنتفض من مجلسه و هو يقول بخوف مازح : بيدور عليا …بيدور عليا
و في لحظه كان يقفز كي يختبيء خلف مقعد جدته
أتت سمر مهروله من الداخل بخوف و هي تسأله : مالك يا حبيبي في ايه
نظر لها بغضب ثم وجع نظره لولده الثاني الذي يجلس في أستكانه مريبه ثم قال : فين اخوك
صاح بعلو صوته : اطلع يابن الكلب انا عارف انك هنا
سألته مره اخري بعدما اقتربت منه : اهدي بس و قولي حصل ايه …انا خفت
رق قلبه الذي ينبض عشقا لها رغم مرور السنوات ….زفر بحنق ثم قال بغضب مكتوم : متخافيش يا بابا ….انا عايز تميم بس
مالت سعاد كي تهمس لعدي: سيبك من المجانين دول و قولي يا واد …مفيش حاجه جديده
رد عليها بنفس الهمس : لا يا سوسو البت الفقر الي معايا بقالها شهرين دي باين عملالي عمل مش عارف الاقي غيرها
صاح سالم بنفاذ صبر : اطلع يا تميم احسنلك انا مش هحلك انهارده ….لو مظهرتش هكدرك
ارتفع بجسده من خلف المقعد ….ظل واقفا مكانه و هو يقول بمزاح: في وزير يقول هحلك …عيب كده أرتقي شويه
مال ليخلع حزائه كي يقزفه به فقال سريعا : لو حدفته ممكن يلبس في وش امك ….اعقل يا سياده الوزير
بينما كان يصيح بجنون : هو انت خليت فيا عقل يابن الكلب
كانت سمر تقول باستنكار: أمك …اسمها امك يا قليل الادب
نظرو لها جميعا بغيظ …ماذا تقول أو علي ماذا تعلق تلك البلهاء
تحدثت سعاد بهدوء : قولي حصل ايه و انا هملصلك ودانه
رد تميم بتبجح: معملتش حاجه يا سوسو …كل ده عشان اتصلت بيه و كان عنده اجتماع …مثل الحزن و هو يكمل : لما اقع في مشكله لو ملجأتش لأبويا هلجأ لمين يعني
سئلته سمر برعب: مشكله ايه يا حبيبي …مالك حصل ايه
رد عليها سالم بغضب : انتي هتصدقي الصايع ده …كان عايز اجازه و مكنش ينفع ياخدها اتصل بيا عشان اكلم اللواء
تميم بخبث : قول الصراحه عيب انت راجل كوباره…مش ده الي مزعلك…انت متغاظ عشان قولتلك و حيات بابا عندك …حلفتك بالغاليه يعني
نظر لامه و اكمل بمكر : بزمتك يا سماره لو محلفتوش بيكي احلفه بمين هاااا
نظرت لسالم بغضب بعدما وقعت في فخ ابنها الخبيث ثم قالت : و انت عايزه يحلفك بمين بقي أن شاء الله
جز علي أسنانه بغل وهو ينظر لولده بتوعد ثم تحول تماما و هو يقول بحنو : هو انا عندي اغلي منك يا حبيبي ده عايز يوقع بينا
بينما كان يراضيها كانت سعاد تهمس لحفيدها الغالي : اهرب بسرعه الفرصه جاتلك لحد عندك يا واد …ابوك هيقعد ساعه يتنحنح و يمكن يطلع فوق عشان يصالحها بضمير
نظر لها بفرحه ثم مال ليقبل رأسها و يقول : احلي سوسو في الدنيا …و فقط أعقب قوله بالهبوط بجسده ارضا ثم تسحب بتمهل الي أن وصل للباب…اعتدل و هرول سريعا رغم سماعه سباب ابيه و توعده له
نترك هؤلاء المخابيل و نذهب للنقيد
داخل شقه أم ربيع
يجتمع الحج ربيع مع أبنائه الثلاثه و معهم الفتاتان و امهم …بينما كان محمد اصغر أبنائه و الذي انجبه من هويدا في أحد الدروس و لو يعد بعد
نظرت هويدا بحنو لفؤاد و قالت : الحج قالي علي طلبك يابني
نظر لها بتحفز ظنا منه أنها سترفض أو ستقول ما يغضب ابيه
لكنه تفاجأ بها تقول بامتنان : كتر الف خيرك يابني عمري ما هنسالك الجميل ده طول حياتي …اطمن محدش هيعرف غيرنا و هتفضل جنه أختك زي ما اتربيتو علي كده
رغم أستغرابه من رده فعلها الا أنه مثل البرود و قال : تمام
تطلع لتلك الصغيره القويه و التي يعلم تمام العلم مدي عشقها له ثم قال : ها يا جنه …موافقه علي الكلام ده و لا مش جاي علي هواكي
أعتادت أن تكتم ألمها منه …تعلمت كيف تخبيء وجعها جيدا بل تتعامل معه بكبرياء و ندً بند
نظرت له بقوه ثم قالت : و ايه الي مش هيجيبه علي هوايا بس يا فؤش احنا اخوات طول عمرنا و حتت الورقه الي هتنكتب لمجرد أنها تضمن وجودي مع امي و محدش ياخدني منها مش هتغير حاجه من الي اتربينا عليه
غليان …نار تأكل أحشائه …لما لا تنكسر تلك العنيده…هل يصمت لا و الله
أبتسم لها بجانب فمه ثم قال : طول عمرك عاقله و دماغك كبيره يا جوجو …كده اتفقنا حبيت بس اوضح الدنيا عشان لما انوي اخطب متستغربيش
ضحكت بدلال أشعل الغيره داخله ثم قالت بكيد : استغرب ايه يا عم …اعملها انت بس و انا اول واحده هفرحلك و ارقصلك كمان و ده ندر عليا يا قلب اختك
لم يشعر بحاله حينما صاح بغل : ننننعم يا روح امك …ترقصي فين يا بت
تطلع له الجميع بزهول فلحقته سريعا: اهدي يا وحش…اكيد هنا فالبيت
نظرت له بكيد ثم أكملت: معلش يا جماعه متتخضوش اخته بقي و بيغير عليها و كده
أكملت ببساطه متعمده و كأنها تتحدث بتلقائية: أستنو هضحكم
انتبه لها الجميع و اولهم هذا القاسي الذي شعر أن ما تقوله سيثير جنونه
ألقت عليه نظره تحمل الكثير من التحدي المبطن ثم قالت : كنت باخد كورس عند الدكتور محمود من اول السنه …امبارح تفاجأت انه مسافر شهرين و جابلنا دكتور مكانه لحد ما يرجع
الواد دخل من هنا و البنات اتحولت من هنا …ضحكت بصخب ثم أكملت: الواد يا عين امه خاف و كان هيسيب القاعه و يجري لولا الدكتور محمود مسكه بسرعه
سألها أحمد باستغراب : واد …هو عنده كام سنه
لم تهتم بالذي يغلي رغم ملامحه الجامده و قالت : في التلاتينات بس ايه يا حموده…حاجه كده تقفيل أجنبي طول بعرض بعضلات فاخر مالاخر يعني
ضحك ربيع و قال : و انتي عملتي زيهم يا جوجو مع أني اشك يعني
ردت عليه بتكبر مازح : مين ده الي ابصله يا حجوج…محبش النوع ده انا ….مع أنه قعد يسبل بقي و فاكر اني هموت عليه زي باقي البنات بس اااا
قاطعها صارخا حينما وجد حاله عاجز عن تحمل المذيد : ما تتلمي يا بت …انتي محدش مالي عينك ايه الخرا الي بتقوليه ده
انكمشت اميره بخوف بينما قال عمار بخبث : في ايه يابني مالك ماحنا متعودين أن جنه بتحكي كل الي بيحصل معاها بره عادي و مش بتخبي حاجه علينا
رد عليه بغضب : بتقولك بيسبل أااايه انت ركبتهم الماظ يا حضره الظابط و لا ايه
تدخل ربيع سريعا : لم لسانك ياض ….يعني هي غلطانه انها حكت الي حصل ماهي كان ممكن متقولش حاجه…دي احسن حاجه فيها أنها بتقول علي كل الي بيحصل معاها من غير خوف
لم يرد علي ابيه لكنه تطلع لها بعيون مشتعله ثم قال بأمر لا يقبل النقاش : مش هتروحي الزفت ده تاني سامعه أن شالله تسقطي….نظر لها بتحزير ثم اكمل : فكري تقولي لا أو تعاندي معايا يا جنه و انا اخلي عيشه اهلك سوده
تلك الجنيه …وصلت لمبتغاها و ردت له جزء من ألمها الذي تسبب فيه منذ قليل …
لم تغضب و لن تصرخ عليه …وقفت بهدوء ثم ثبتت عيناها داخل خاصته بقوه و قالت : ما قولتلك اهدي يا وحش مفيش حاجه حصلت لده كله …و لا هي أول مره و لا هتكون آخر مره اقول علي حد بصلي أو عاكسني
و فالعموم انا اصلا مش رايحه عشان شرحه زفت و مفهمتش منه حاجه ….رفعت حاجبها الايسر ثم أكملت بتحدي : مش عشان انت عايز كده علي فكره
جن جنونه …تلك الصغيره تتحداه و تقلل منه أمام الجميع
وضعت هويدا يدها فوق راسها بغلب و هي تقول : لو لسانك يتقص منه حته و تسمعي الكلمه و تسكتي انا هرتاح و الله
ردت عليها بتبجح: و ليه أن شاء الله انا مقولتش حاجه غلط
كاد أن يقترب منها كي يكسر رأسها اليابس الا ان احمد وقف سريعا و هو يقول : خلاص يا جدعان بقي …اهدي يا فؤش انت الكبير متعملش عقلك بعقل عيله انت عارف انها بتحب تهزر معاك
تطلع لها بتهديد ثم انطلق الي الخارج دون أن يتفوه بحرف
نظر ابيه تجاهه بشك و لكنه لم يتحدث
خرج من البنايه بوجه متجهم أخذ يدك الارض بقدميه أمام أنظار الماره الذين اجتنبوه خشيه بطشه
وقف فجاه حينما سمع أحدهم يقول : مسائو فل يا معلم فؤش
أخيرا وجد من ينفث فيه غضبه ….أقترب منه سريعا ثم وضع كفه خلف رأس ذلك الذي خاف من هيئته و قال بغضب : كام مره حظرتك متبصش لبنات الحته ….قولتلك لو جاتلي شكوي منك هطلع ميتين اهلك
رد عليه سريعا: و الله ما عملت حاجه يا ريس و لا برفع عيني في واحده منهم
سئله بغيظ : و نوسه يا خفيف أااايه مش منهم و لا ايه
تطلع له بحزن ثم قال بصدق : انت عارف أني بحبها يا فؤش بس البت حاطه فالعالي و مش معبره أهلي
ابتعد قليلا ثم أشعل سيجاره و قال ببرود : يبقي تخلي عند اهلك كرامه و تبعد عنها …حب ايه و ترا ايه ما تسترجل ياااض
أبتسم بهم ثم قال بنبره تقطر وجعا : مال الحب بالرجوله يا ريس….انا واحد اتربيت عالارصفه بعد ما اهلي ماتو …فحت في الصخر عشان الاقي لقمه عيشي بالحلال و ابوك الله يكرمه وقف جنبي و شغلني معاه من ايام ما كان فاتح مشغل ….خلاني اكمل تعليمي صحيح دخلت معهد سنتين بس اهو احسن من مفيش
و اديني مكمل معاكم بعد ما ربنا كرمكم و المشغل بقي مصنع كبير بيصدر بره …عمرك شوفت مني لوع و لا قله ضمير
بس كل ده ملوش دعوه بالي في القلب يا فؤاد …الي في القلب نار بتولع فيك و انت شايف حبيبتك قدامك و مش قادر تاخدها في حضنك…لما الغيره تشعلل فيك و متقدرش تنطق
لما توحشك و يبقي نفسك بس تسمع صوتها و لا تبص في عنيها
لما تحس روحك رايحه منك و نفسك ضيق عشان نفسك بس تتكلم معاها و تقولها الي جواك لكن مينفعش
و الي يخليك تموت في اللحظه الف مره …لما تتخيلها مع غيرك او تعرف أن في حد عايزها ايووو ….الاحساس ده بقي لوحده كفيل انه يطير عقلك
ده كله ملوش دعوه بالرجوله يا صاحبي…ده وجع ما يعلم بيه الا ربنا …ربنا ما يكتبه عليك
تلك الكلمات زلزلت كيانه …و كأن صديقه يصف ما يشعر به لكن الفرق بينهما أن الأول وجبر علي ذلك أما هو …يفعل ذلك بمليء إرادته
لم يقوي علي التحدث كل ما قاله : ركز في اكل عيشك يا ناصر …و فقط تركه و غادر بقلب مثقل بالهموم ….قرر أن يختلي بنفسه عله يستطيع أن يجد حلً للحرب الطاحنه التي تدور داخله
تعالو معي لنري تلك الطيبه الجميله كيف تحي مع أولادها و اهمهم نوح الذي اعتبرته ولدها الأكبر و لم يقل حبه داخلها عن ابنتيها التوأم التي انجبتهم
سألته بحنو بعدما رأت الهم مرتسما علي وجهه : مالك يا حبيبي شكلك جاي من بره مضايق في حاجه في شغلك
رد عليها بصراحه كما اعتاد فهو يعتبرها صديقته و صندوقه الاسود الذي يضع فيه كل أسراره: الهانم عايزه تشوفني
قطبت جبينها ثم سألت بعدم فهم : هانم مين ….قبل أن يرد عليها أكملت سريعا : مامتك …عايزاك تسافرلها يعني
أبتسم بجانب فمه ثم قال : لا ماهي رجعت من شهرين …بس يا دوب افتكرت ان ليها ابن تسال عليه
ربتت علي كفه بحنو ثم قالت : و مالو يا حبيبي روحلها …مهما كان هي أمك و ليها حق عليك
أنتفض من مجلسه و قال بغضب جم : حق…حق ايه بس الي بتتكلمي عنه …انا مليش ام غيرك ..انتي الي ربيتي و كبرتي
وقفتي جنبي و شجعتيني لحد ما بقيت ظابط مخابرات الكل بيحلف بيه ….اتحملتيني و محستش لحظه أنك مرات ابويا …هي بقي الي مخلفاني عملت ااااايه
كنت بالنسبالها مجرد وسيله تنتقم بيها من ابويا و لما عرفت الحقيقه بعد ما بابا حاول يقرب مني …سابتني و سافرت من غير ما تفكر تودعني …عندها شغلها و الكارير الي بتحاول تبنيه اهم مليون مره مني
اشتغلت و كل ما توصل لمركز تطمع في الي أكبر منه و في وسط ده كله نست أن عندها ابن …الاول اتصالها كان كل شهرين تلاته فضلت المده تكبر تكبر لحد ما وصلت سنتين مسمعتش صوتي فيهم …دلوقت لما نزلت مصر عشان شغلها بردو و بعد شهرين من رجوعها افتكرت ان ليها ابن …
نظرت له بحزن ثم كادت أن تواسيه كما تفعل دائما الا انه امسك كفها و قبله باجلال ثم قال : متقوليش حاجه يا امي …انا مش زعلان….انا مش جاحد عشان انسي كل النعم الي ربنا أنعم عليا بيهم و اولهم انتي و افكر بس في حاجه واحده زعلتني
أبتسمت له بحب و كادت أن ترد عليه الا ان زوجها الحبيب و هو يقول بغيظ مازح : خيانه و في بيتي….ااااه قلبي
ضحكت سندس بهدوء بينما نوح رفع عيناه بحنق ثم قال : نفسي اعرف بقيت مساعد وزير الداخليه ازاي و عمو سالم وزير
أقترب ليطبع قبله علي وجه حبيبته ثم قال بجديه زائفه : لااااا ميغركش أحنا اه فرافيش بس في الشغل جامدين اوي
هز راسه بيأس ثم قال : مش قصدي علي كده …انا قصدي الألفاظ الي بتطلع منكم يا ريس
سألته سندس باستغراب : ألفاظ ايه يا حبيبي
ضحك برجوله ثم قال : مش هقدر اقولك يا ماما بس ابسط حاجه انهارده عمو سالم شخر لكل اللواءات الي كانو في الاجتماع….اما بقي قصيده المتنبي الي قالها هو و بابا دي مش هتخدش حيائك دي هتكسره
تطلع له سعيد بغيظ ثم قال : لحق يشتكيلك اما راجل كبير و ناقص صحيح…و بعدين هما الي بيخرجونا عن شعورنا و احنا اساسا تربيه حواري
في الغرفه المقابله كان الوضع مغاير تماما …فقد كادت ايلا أن تفقد عقلها بسبب اختها المجنونه كما تقول دائما
فقد رأتها تتطلع الي صوره شريف ابن عمها ماجد و الذي يكبرها بضعف عمرها بوله
صرخت بغضب : انتي مش ناويه تبطلي الجنان الي انتي فيه ده….لسه مصممه عليه رغم كل الي قولتهولك
ردت عليها بتصميم : كل كلامك ميفرقش معايا انا بحبه و مش هبعد أبدا
تنهدت بهم ثم قالت بتعقل : يا حببتي هو اصلا مش حاسس بيكي …انتي بالنسبه ليه زي لميس بالظبط …اخته الصغيره استحاله يبصلك انتي ليه مش مستوعبه فرق السن الي بينكم
ردت عليها بقوه نابعه من عشقها له : و فين المشكله ما عمو سالم و انطي سمر بيعشقه بعض و السن مكنش عائق بينهم أبدا….نظرت لها باستخفاف ثم أكملت: مش احسن ما ابقي زيك …بتحبي تميم الي بينه و بينك كام سنه و هو و لا معبرك….غير أنه كل يوم مع واحده شكل
دمعت عيناها ثم قالت بحزن : دي حاجه جوايا غصب عني و برغم كده مفرضتش نفسي عليه و لا حسسته بحاجه
سيلا بعزم : انا بقي مش ضعيفه زيك و لا جبانه …انا واحده بتحب و هحارب لحد ما اوصل لقلبه
دلف علي صراخ زوجته الحبيبه و التي عاش مخلصا لها منذ أن اكتشفت خيانته ….عوضها عن كل خطأ أخطأه في حقها …داوي جرحها الغائر الذي ظل ينزف عده سنوات عانا فيهم من الشك و عدم الأمان….لكنه تحمل و ظل يحاول الي أن استعاد ثقتها و حبها له
سألها بحنو: مالك يا دودو ايه الي معصبك
ردت عليه دعاء بغضب : هو في غير الهانم الي هتجلطني
صوفيا بمزاح : بعيد الشر عنك يا دودو ….اهدي كده و صلي عالنبي صحتك بالدنيا
نظرت لها بغل ثم قالت : شايف البرود الي بنتك فيه
جلس قبالتها و قال : اهدي طيب و فهميني في ايه
دعاء بغيظ : مهندس بترول متقدملها و طبعا كالعاده رفضت من غير ما تدي نفسها فرصه حتي تشوفه او تتكلم معاه
ردت صوفيا بحنق : اشوفه ليه و انا رافضه مبدأ الجواز من اصله بعدين يا ماما الجو ده بقي قديم اوي
سألها محمد بهدوء : مين الي جايبو
دعاء : نسرين صاحبتي
محمد : صوفيا حببتي انا لو عارف ان فيه حد في حياتك كنت اديتك الحق في رفض كل الي اتقدملك لكن انتي رافضه المبدأ من غير سبب ….حاولي تفكري يا بنتي العمر بيجري و عايزين نفرح بيكي
ردت عليهم بتسويف: أن شاء الله بس حقيقي اليومين دول مش فاضيه خالص
الشركه الي بشتغل فيها عملت شراكه مع شركه انكل ماجد …..و طبعا انا هتنقل عنده عشان هكون مسؤوله عن شغل شركتي هناك
دعاء : علي العموم هو لسه قدامه شهر علي ما ينزل اجازه اعتقد وقت كافي عشان تكوني رتبتي شغلك و تقابليه …ده اخر كلام عندي يا صوفيا و الا هكون غضبانه عليكي ليوم الدين
جلست بشرود أمام شاشه التلفاز …تفكر في طبعها الغريب الجميع يعتقد أنها متكبره …لكنها تهاب الناس …تشعر بالاختناق مجرد أن تتواجد وسط تجمعات
تثق في عشق أحمد لها فقد تزوجها بمليء إرادته لا إجبار من ابيه
كانت فرحته تصل الي عنان السماء حينما عقد قرانه عليها ….هي أيضا تحبه لكنها لا تجيد التعبير عن ذلك الحب
دائما تقابل حديثه المعسول بالصمت
تخاف أن يتركها لكنها أيضا فشلت في تغيير طبعها المنطوي
قلبي سرحان في ايه
أنتفضت بزعر حينما اخرجها من شرودها بتلك الكلمات
نظرت له بخوف ثم قالت : اااا…و لا حاجه
نظر لها بعشق ثم قال : مالك يا حببتي …حد زعلك و لا لسه خايفه من تزعيق فؤاد
ردت عليه بحنق ؛ متفكرنيش انا كنت هموت من الرعب و الله …و الزفته الي عصبته و لا كأنها عملت حاجه لبست و اتشيكت و نزلت راحت الكورس
ضحك أحمد بصخب ثم قال : ماحنا اتعودنا علي جنانهم ….كبري دماغك هيرجع يديها فوق نافوخها و هتتعدل
تطلعت له بحيره ثم قالت : أنا مش عارفه ازاي وافقت علي الوضع ده …فؤاد صعب جدا
اذا كان من غير جواز و هو بيحاسبها علي النفس الي بتتنفسه آمال لما يتجوزها حتي لو جواز صوري هيعمل فيها ايه
تطلع لها بحنو ثم تحدث بجديه : قبلت عشان بتحبه …و هتعافر عشان توصل لقلبه …جنه اعتبرت الموضوع ده فرصه عشان تقدر تقرب منه علي أنه حبيبها مش اخوها الي اتربت معاه
تطلعت له بصدمه ثم قالت بخوف : انت عارف انها بتحبه…يا نهار اسود مين الي قالك …محدش يعرف الموضوع ده غيري
أمسك كفها ليملس عليه برقه …كادت أن تسحبه منه كعادتها الا انه ضغط عليه و قال : محدش قالي …عشان انا بحب عارف نظرات الي بيحب عامله ازاي …فاهم تصرفاته و بحس بوجع قلبه عشان الي بيحبه مش حاسس بيه
أبتلعت لعابها بصعوبه بعد أن شعرت بجفاف حلقها بعدم قدرتها علي الرد عليه أو أخباره أنها تشعر به بل تبادله نفس المشاعر
أبتسم بحنو بعدما شعر بحالتها ثم تجرأ و مال عليها مقبلا وجنتها بحنان
شهقت بفزع فأبتسم و قال : أنا حالي غيرها …الي بحبها حاسس و واثق أنها زي و اكتر …نظر لها بقوه يملأها العشق ثم اكمل بتصميم : و انا بقي قررت أقرب و اعيش حبي ليها حتي لو مسمعتهاش منها …هعيش الي انا حاسه و الي هي حساه حتي لو غصب عنها …لحد ما يجي اليوم و تقرر ترحمني و تفتح قلبها ليا عشان تطلع كل الي جواه ….و فقط تركها و غادر دون اضافه المذيد
تاركا أياها في حاله من الصدمه رغم الابتسامه التي شقت ثغرها دون أن تشعر بها
يجلس داخل الشقه القابعه في الطابق الأرضي للبنايه و التي يختلي بحاله فيها أثناء قيامه بتصميم بعض الموديلات
لكنه اليوم لا ينوي أن يفعل ذلك …هو يجلس داخلها متربصا خلف النافذه المغلقه و التي يراقب الطريق من خلفها
ينتظر تلك الجنيه التي تأخرت عن ميعاد عودتها أكثر من ساعه ….يريد افراغ غضبه الذي اشعلته بتحديها له و عدم مبالاتها بقراره
ها هو رأها تقترب من البنايه ….القي السيجاره المشتعله ارضا ثم انطلق تجاه الباب الذي فتحه سريعا بمجرد أن سمع صوت حزائها يطرق الارض بالخارج
أنتفضت بزعر حينما ……..
ماذا سيحدث يا تري
سنري
رواية خطايا داخل الجنة الفصل السادس
صباحك بيضحك يا قلب فريدة
خليكي ديما متأكدة انك تقدري تعملي حاجات كتير …كل الي محتاجاه حاجتين
تؤمني بقدرتك و ترتبي وقتك
و قبل ده كله تتوكلي علي الله و تصلي …وقتها هتعملي كل الي انتي عايزاه و تحققي كل الي بتحلمي بيه انا واثقة
و بحبك
لو نعترف بما داخلنا سنريح عقلنا من إرهاق التفكير
و يرتاح القلب من ألم الاشتياق و الاحتياج لمن سكنه
في لحظه كان يسحبها الي الداخل و يغلق الباب ليضعها خلفه ….عيناه أطلقت نحوها شرارات غضب ظنت أنها ستحرقها
احتاجت فقط بضع لحظات كي تنظم نبضات قلبها التي أخذت تهدر داخلها بجنون
مثلت القوه و دارت سريعا العشق اللامع داخل عيناها بغيمه الغضب الذي عبرت عنه و هي تقول : ايه الي انت عملته ده …في اااايه
يلتهمها بعينه …يريد أن يفصل رأسها عن جسدها انتقاما من كل شيء جعلته يشعر به …لا يريدها و لن يقترب منها
هذا قراره الواهي لكن ….كل خليه في جسده تنجذب نحوها مثل المغناطيس و رغم ذلك سيظل يقاوم الي أن يتخلص منها و يصبحوا قطبين متنافرين
سحق أسنانه بقوه لدرجه أنها سمعت صوت صريرها…وضع كفيه فوق الباب حولها ثم قال : كنتي فين يا بت …المفروض ترجعي من ساعه الا ربع
لوت فمها بنزق ثم قالت : كل الفيلم ده عشان تسألي اتأخرت ليه …انت متعرفش تعمل حاجه من غير اكشن
ضرب الباب بيده مما جعلها تنتفض خوفا ثم قال : كنتي فيييين
ردت سريعا باعتراف : أنا جيت من بدري بس نوسه قابلتني عالإٍمه و فضلت ترغي معايا كل ده
تطلع لها بعدم تصديق ثم قال بهمجيه : و حيات امك …المفروض اصدق صح
زوت بين حاجبيها ثم قالت : و انا هكدب ليه معلش يعني …من امتي و انا بكذب اصلا
سيفقد عقله بسبب قوتها …لما تلك الصغيرة تحمل كل تلك القوه و التحدي يجب عليه ردعها
مال بجسده الطويل كي يضاهي طولها …نظر داخل عيناها و قال بغل: ام البجاحة الي انتي فيها دي مش ناويه تبطليها …لييييه بتردي عليا الكلمة بكلمة …تحبي اقطعلك لسان اهلك ده عشان تتلمي
تطلعت له بغضب ليس من كلماته فقط …بل لتواري رعشه قلبها الذي يخفق بشده من اقترابه المهلك لها
ثم قالت بقوه : في ايه يا فؤاد انت عايز تتعارك و خلاص …انت بتسأل و انا برد اعمل ايه تاني …و لو مش مصدق اتصالك بيها و اتأكد منها يا عم …أعقبت قولها بدفعه و هي تكمل : اوعي بقي خليني اطلع عشان امي متقلقش عليا هي كمان
أمسك كفيها بقبضه يده …نظر لها بجنون ثم قال : بكره هكتب عليكي …الوضع هيتغير يا قطه ….هعرف اربيكي من اول وجديد
رغم دقات قلبها التي تهدر بجنون الا انها ردت بقوه و كيد بعدما رأت لمعه عابره داخل عيناه داراها سريعا : يأبني ما ترسي علي بر …مش انت هتتجوزني في السر و قولت مفيش حاجه هتتغير …و هنفضل اخوات انت عندك انفصام و لا جالك زهايمر…ايووو دانت صغير علي كل ده يا فؤش…ضحكت بحلاوة بعد انتهاء كلماتها التي أشعلت فتيل الثورة داخله
في لحظه كان يلف زراعه حول خصرها و يحملها ثم قال بجنون : مفيش حاجه هتتغير ااااه….و انا مش شايفك اصلا و لا تنفعي تبقي مراتي…لكن كل ده ميمنعش أن هيكون معايا صلاحيات أكبر عشان اربيكي و كسر ام دماغك الجزمة دي
رغم الألم التي شعرت به بعد تلك الكلمات السامه الا انها لم و لن تريه ضعفها سواء من ذلك الوضع الذي أجبرها عليه و لا من حديثه الجارح
نظرت له بقوه بعد أن رفعت حاجبها الايسر ثم قالت: علي فكره انت الي مربيني لو مش اخد بالك …فاكره كل الي كان بيحصل بينا زمان و انا صغيره
الشوكولاتة الي كنت بتجبهالي في السر …لما كنت تشرحلي الي مش فاهماه….لما اشتكيلك من حد ضايقني في المدرسة و تقولي متسكتيش لحد يا بت …الي يبصلك بصه متعجبكيش طلعي ميتين ابوه…لما كنت اعمل مشكله في المدرسة و اخاف اقول لماما
كنت بجري عليك و اقولك الاقيك تاني يوم جاي مبهدلهم ….حتي لما بدأت أكبر و مبقاش ينفع اجيلك أوضتك زي الاول …فضلت متابعني حتي لو برسايل عالفون
ذكريات و ذكريات ظلت تقصها عليه و رغما عنها أصبحت نبرتها هامسه مليئة بالشجن اجبرته علي لين ملامحه بل الحنين لتلك الايام التي كان يستطع الاقتراب منها دون أن يراه أحد و يرضي شيء ما داخله
تنهدت بهم ثم قالت : يعني انا اصلا تربيتك …و الي انا فيه ده انت الي زرعته جوايا و انت الي خلتني جنه الي مش بتخاف و لا بيهمها حد
قرب وجه بخاصتها حد التلامس مما جعل وجهها يصطبغ باللون الاحمر من شده الخجل رغم ادعائها الثبات ثم قال : كل ده و كنتي يا دوب بنت مرات ابويا …فما بالك بقي لما تتكتبي علي اسمي حتي لو مش عايزك و حتي لو كان في السر هيبقي ايه الدنيا بقي
لم تهتم بذاك الخائن الذي يخفق بشده داخلها بل و يأمرها بالاعتراف نظرت له بتحدي و قالت : و لا انا كمان عايزاك ….و لا فارق معايا اكون علي اسمك ..انت زي اخويا و بس متديش نفسك حجم أكبر من حجمك مال….أممممم
هكذا قطع حديثها الذي سحق شفتيها التي كان يشتهيها منذ زمن بقبله فاسقه دفن داخلها صرختها التي كادت أن تخرج منها
قاومت و قاومت بكل ما أوتيت من قوه و خوف من ضعفها بين يديه لكنه احكم سيطرته عليها بقوه جعلتها تفشل في أبعاده
هل ينتقم من ثغرها الذي يتفوه بكلمات تحرقه…ام ينتقم منها علي ذنب لم تقترفه أم …..يروي عطش قلبه الهادر داخله و يحقق له ما تمناه منذ زمن
حقا لا نعلم ….لكنه هو يعلم
بينما كان يلتهم ثغرها بجنون وجد كل خليه في جسده تطالبه بها …حينما الصق جسده بخاصتها ساحقا عظامها …و حينما وجد يده تلامس نهدها …دموعها المالحة التي تذوقها جعلته يعود سريعا الي رشده
أبتعد فجأة …نظر لها بصدمه
انزلها سريعا و صاح بغض : أخفي من وشي …
تطلعت له بصدمه من بين دموعها المنهمرة فصرخ بغضب جم دون وعي : بقولك غووووري من هنا لحظه كمان و مش هتطلعي زي ما دخلتي…يلا اااا
لم تنتظر لحظه بعدما فهمت معني حديثه حتي و أن كان ينهرها….فهمت سريعا أنه يحميها من نفسه لذا أطلقت ساقيها نحو الدرج بعد أن فتحت الباب بيد مرتعشة
بمجرد أن دلفت داخل شقه الجدة لم تعطي فرصه لأحدهم أن يري وجهها الباكي
سألتها امها بلهفه : مالك يا بت بتجري كده ليه و كنتي فين كل ده
لم تتوقف بل قالت بصوت حاولت إخراجه طبيعي : ثواني يا ماما مش قادره ….هدخل الحمام و ارجع احكيلك….و فقط أغلقت الباب سريعا ثم استندت عليه من الداخل
وضعت يدها فوق خافقها في محاوله منها لتهدئته و الأخرى كتمت بها تلك الشهقات كي لا ينفضح أمرها
أما هو …تصنم مكانه يتنفس بقوه و غل ينظر أثر اختفائها بصدمه من نفسه قبلها …ماذا فعل …جن عقله
في لحظه كان يضرب الحائط بقبضته و هو يقول بجنون : غبي غبي …اتجنيت يابن الكلب
لم يشعر بيده النازفة الا حينما دلف عليه عمار و حينما رأي تلك الحالة التي عليها اخيه….أمسكه سريعا كي يبعده عن الحائط و هو يقول : في ايه…مالك …ايه الي حصل وصلك للحالة دي
هنا فاق اخيرا من حاله الجنون التي تلبسته بينما كان عمار يموت رعبا علي اخيه الذي لم يراه بهذا الانهيار من قبل
رد عليه من بين أنفاسه اللاهثة و هو ينفض الدم من يده : مفيش حاجه يابا انا كويس
نظر له بغضب ثم قال : كويس ايه انت هتشتغلني …في ايه يا فؤاد ..ايه الي حصل عشان تعمل في نفسك كده
صرخ بجنون كي ينفث عن غضبه : ما قولنا ما فيش انت فاكرني عندك في القسم هتحقق معايا
و فقط انطلق الي الأعلى كي يبدل ثيابه التي تلوثت بدماء يده
أمام نظرات اخيه المصدومة و الذي أيقن أن الأمر جلل
لم يلقي السلام علي جدته و زوجه أبيه…دلف نحو الممر المؤدي الي غرفته في نفس اللحظة التي كانت تخرج جنه من المرحاض بعد أن هدأت قليلا
بمجرد أن نظرت له بغضب …تبدل حالها سريعا حينما رأت قطرات الدم علي كفه فقالت بلهفه و خوف : فؤاد …ايدك بتنزف
في لحظه …كان ينظر لها نظرات جحيميه بعدما لف كفه حول عنقها و هو يقول بهمس غاضب : أبعدي عني …عمري ما هكون ليكي …المرة دي طلعتك بنت المرة الجايه مش هحلك
لأول مره تخاف منه الي ذلك الحد …شعرت أن الذي أمامها شيطان لم تره من قبل
تصرفت بحكمه في ذلك الموقف العصيب …هزت رأسها بصعوبة علامه الموافقة و داخلها تتوعد له برد قاسي أما الآن يجب الابتعاد عن ذلك المغيب و الذي لا يعي ما قاله و لا ما …فعله
بعد مغادره اخيه الذي قرر أن يتركه قليلا بمجرد أن جلس يفكر في السبب وراء تلك الحالة
أنتفض قلبه بقوه حينما سمع رنين هاتفه يصدح بتلك النغمة الخاصة لحبيبته المجنونة و التي رغم حديثهم المتواصل لم يعترف ايً منهما بما يكنه للأخر داخل صدره
وضع الهاتف فوق إذنه بعدما حاول تهدئه قلبه الهادر بجنون
أبتسم بتلقائية و هو يقول: روحتي
ردت عليه بشقاوة محببه الي قلبه : يأبني انت لسه قافل معايا من نص ساعه و قولتلك داخله عالبيت …كده الوضع بقي خطر يا حضره الظابط انت لسه صغير عالزهايمر يا عموري
جز علي أسنانه غيظا ثم قال : نفسي اقولك كلمه و تردي بكلمه مش بمحاضره
ضحكت بحلاوة ثم قالت : مانت عارفني رغاية تقبل الوضع بقي يا صاحبي
ضحك بغلب و داخله يقول : أنا متقبل أي حاجه منك ….بعشقك يا قلب صديقك
عاد لها بعدما هتفت باسمه ثم أكملت بمزاح باطنه التقرب و التمني بنيل اعتراف تنتظره بشده : روحت فين يا عموري الي واخد عقلك …اوعي تكون بتحب من ورايا
يفهم مقصدها …يعلم جيدا ما تريده لكن عقله يعجز عن إيجاد حل لهذا العشق المستحيل
رد عليها بمزاح باطنه الهم : و لو بحب هقولك انتي يا زقرده….روحي يا ماما شوفيلك كلمتين ينفعوكي ملكيش دعوه بكلام الكبار ده
زمت شفتيها بحنق ثم قالت بغضب طفولي يعشقه منها : علي فكره بقي انا مش صغيره …انا عندي …
قاطعها و هو يضحك برجولة سلبت لبها: و شهرين و عشر ايام ….
سألته بنبره يملأها الشجن : دانت حافظه باليوم …يعني مهتم يبقي ليه بتغيظني بقي
تهرب من الإجابة التي اذا قالها ستكون اعتراف صريح بعشقه لها
سألها بحنو و اهتمام : أكلتي و لا مستنيه سياده الوزير
تنهدت بهم و ردت عليه بجديه متقبله تغيير الحديث كما يحدث دائما : لا هستناه اصلا قرب يوصل خلاص
ضحكت بحلاوة و هي تكمل : و يا رب يوصل بسرعه عشان يشوف المعركة الي تحت
عمار : معركه و شمتانه يبقي تميم صح اعقب قوله بالضحك علي طفولتها
فقالت : أيوه هو بيتعارك مع ماما و مطلع عنيها خلي سالم باشا يكدره بقي …ما هو ادام الموضوع يخص البابا يبقي هينسي أنه ابنه
و بالأسفل كانت تدور معركه طاحنه بين سمر و ولدها الفاجر و الذي يرفض أي محاوله منها للتقرب من بنات سندس و سعيد
كيف يفعلها و هن بالنسبة له مثل روجيدا …لكنها لا تقتنع بذلك أبدا
تطلعت سمر بغضب لذلك العنيد ثم قالت : يعني ايه …عايز تجبلي واحده مالي داير علي حل شعرك معاهم
رد عليها ببرود كاد ان يصيبها بسكته قلبيه : يعني هو مفيش بنات متربيه غير بنات صاحبتك و بعدين مين قالك اصلا ان ناوي اتجوز لسه بدري يا ماما …اهدي بقي و ريحي نفسك
صرخت بجنون : اااايه البرود الي انت فيه ده انت هتموتني ناقصه عمر
رد الاخوان في نفس اللحظة : بعيد الشر عليكي يا ماما
تطلع ذلك الماكر الي اخيه ثم قال : اخويا مش مرتبط جوزيه
انتفض اخيه بغل ثم قال : طول عمرك واطي يا حبيب اخوك بتخلع و تدبسني
صرخت بهم بغضب جم : طب و الله لو ما خطبتو انتو الاثنين بنات عمكم سعيد لأكون غضبانه عليكم
تدخلت سعاد كي تنهي ذلك الجدل العقيم: اهدي يا بنتي مش كده….اجلي الكلام في الموضوع ده لحد ما البنات تخلص ثانويه عامه عالاقل لسه بدري يا سمر
ردت عليه بغيظ : البنات ما شاء الله عليهم جميله و متربيين احسن تربيه يعني اكيد ممكن يتقدملهم حد عشان يفوز بيهم
نظر لها عدي بغيظ ثم قال : هي تلاجه يا ماما هيكسبوها في فوازير رمضان ….كادت أن تنهره الا انه اكمل بمهادنه : بصي يا ست الكل كلام سوسو صح اصبري لما يخلصوا الثانوي عشان ميتشغلوش عن مذاكرتهم و انتي عارفه البنات في السن ده دماغها بتكون عامله ازاي
نظرت له بتردد بعد أن وجدت حديثه صحيح ثم قالت بشك : الكلام ده بجد و لا بتضحك عليا
رد عليها سريعا : عيب عليكي يا ست الكل هو انا اقدر اعملها بردوا
زمت شفتيها بحنق ثم قالت : ماشي …هصبر لحد ما يخلصوا و بعدها هكلم سندس من غير ما اخد رايكم …أعقبت قولها بالاتجاه نحو الداخل و هي تقول : هروح احضر السفرة باباكم علي وصول
نظر تميم لأخيه ثم قال بفخر : طول عمرك دبلوماسي ياض و بتبلفها بكلمتين
ضحك عدي و قال : امك هبله و بتصدق أي حاجه بس انت الي غبي بتعاند معاها و خلاص
نظر له تميم بغيظ ثم قال : بطل غلط ياض ….طب افرض يا حلو راحت كلمت سندس من غير ما تقولنا يبقي كده تدبسنا
رد عدي بثقه : حتي لو نوت تعمل كده سوسو هتقولنا و ساعتها اكيد هنلاقي حجه نخلع بيها متقلقش مش هنغلب يعني
في اليوم التالي تفاجأ ذلك العنيد بتجهيز شقه جدته و كأنه حفل حقيقي
جلس جانب جدته و سألها بشك : هو في ايه يا حجه …هويدا و صباح عاملين هيصه في المطبخ …هو انتو عازمين حد
نظرت له بفرحه و قالت : يوووه يا واد …مش كتب كتابك أنهارده
بدأ الغضب يتصاعد داخله و لكن مثل الهدوء و هو يقول : أيوه و بعدين يعني مش فاهم …مش انتو عارفين الي فيها و لا بتحبو تعيشوا الدور
وكزته بوهن ثم قالت بغيظ : لو لسانك يتقطع منه حته الكل هيرتاح….ابوك عازم سياده الوزير و صاحبه التاني عشان يفرحكم بدل ما تكتبوا سوكيتي
تطلع لها بغضب ثم قال : و العروسة راحه الكوافير بالمرة و لا لسه
لوت فمها يمينا و يسارا ثم قالت بغل : البت الي عمرها ما لبست جلابيه ….لبستها أنهارده و رابطه القمطة علي رأسها تقولش هتطلق مش هيكتب عليها
شعر بنار تغلي داخله…هل لتلك الدرجة ترفضه …اذا لما اشعر بعكس ذلك
رد بغل : يكش تلبس كفنها عشان ارتاح ….ابويا فين
ردت عليه بغضب : بعيد الشر يابن الكلب متدعيش عالبت ….هو انت تلاقي ضفارها يا معفن
جز علي أسنانه كمدا ثم انتفض من مجلسه دون أن يرد علي تلك الجدة التي انهالت عليه بالسباب
لمحها بطرف عينه حينما كان متجها نحو غرفته …أبتسم بشر حينما سمع هويدا تقول : بت يا جنه …روحي ها تيلي الفون من اوضتي الا يكون الحج اتصل بيا و مسمعتش
مسحت كفيها في ثيابها و هي تقول بنزق : حاضر….اتجهت نحو الداخل و هي تكمل بغيظ : امي مصدقه نفسها و فاكره أن بنتها هتجوز بجد …خيبه عليا و ااااه
قطعت حديثها الغاضب بصرخة خوف حينما سحبها من زراعها سريعا ليدخلها غرفته
تطلعت له بغضب ثم قالت : انت مش هتبطل حركاتك دي ….اااايه عايز متي ايه تاني
لا يعلم لما لم يغضب من صراخها …بل تلبسته حاله من الجنون و العبث معا
مد يده و سحب عن رأسها ذلك الوشاح الذي كان يواري أسفله خصلاتها الحريرية تحت نظراتها المصدومة
تزامنا مع قوله الساخر : أيه يا عروسه …عامله في نفسك كده ليه مش هتعملي الشويتين بتوع العرايس دول و لا ايه
وضعت كفيها فوق خصرها و قالت بغل : علي ايه يا حصره …من عدالة الجوازه و لا العريس
سيقطع لسانها السليط ذات يوم
لف شعرها حول كفه دون أن يجذبه ثم قال بغضب مكتوم : لسان اهلك ده هقطعهولك يا جنه
دفعته بغل في صدره و هي تقول بقوه : و لا انت و لا بلد زيك يقدر عليا …ابعد بقي خليني اشوف الي ورايا
ضحك برجولة علي تحديها الواهي له …فقد قرأ عيناها بسهوله …رأي داخلهما الحزن و العتاب الذي لا يقوي علي تحمله
لذا قرر أن يهون عليها الأمر دون أن تنازل من ناحيته
عض شفته السفلي بغيظ مازح ثم رفع قبضته مهددا أياها و هو يقول : يا بت ارحمي امك …لو اديتك كف هطير صف سنانك
ردت بتحدي : متقدرش
أبتسم بتسليه ثم قال بوقاحه: طب المهم ….هتعملي الشويتين بتوع العرايس دول عشان نحتفل بعد كتب الكتاب و لا هتفضلي بليه الميكانيكي كده
رغم اهتزاز مقلتيها بسبب صدمتها من حديثه …الا أن اللقب الذي تكرهه جعلها تثور في وجهه بغل : فؤااااد…انت شكلك فاضي و عايز الي يسليك …ابعد عني السعادى عشان مش طايقه الهوا الي معدي قدامي مااااشي
اقترب منها حد الخطر ثم قال : ليه بس مش ده الي كنتي عايزاه من زمان و لا انا بيتهيألي
ردت سريعا بقوه حتي لا يلاحظ ارتعاشها : عايزه ايه يا فؤش …ابقي اتغطي كويس و انت نايم يا قلب اختك …الجو برد
فهم معني حديثها الوقح فما كان منه إلا أن يترك خصلاتها و يدفعها نحو الخارج و هو يقول بغل : طب غوري من وشي ابو الي يهزر معاكي يا فقر
نظرت له باستخفاف …التفت كي تغادر و قبل أن ترتسم ابتسامه متشفية فوق ثغرها
صرخت بألم حينما صفع مؤخرتها بغيظ و هو يقول : البسي زفت واسع و متمشيش تهزيهم يا روح امك
التفت لتنظر له بغضب جم ثم قالت : الهي تنشك في ايدك يا باااارد….أعقبت قولها بالهروب سريعا قبل أن يعاقبها علي سبها له
مثل الغضب و هو يصيح بصوت جهوري : طب و حيات امك ما هسيبك يا زفته ….اصبري عليا الناس تمشي بس و هوريكي
اتت هويدا سريعا بعدما سمعت صراخه و لحقت بها صباح
سألته بخوف : مالك يأبني …قولي عملتلك ايه و انا هتصرف معاها معلش حقك عليا أنا اختك الصغيرة
لأول مره يعجز عن إيجاد حجه يقولها لهم
نظرت له صباح بخبث ثم قالت : هي من اولها كده هتطلع صوتك …نظرت له بتحدي ثم أكملت بمكر : معلش يا فؤش …علي رأي هويدا اختك الصغيرة و بتدلع عليك …مفيش اسرع من الأيام كلها سنتين و تطلقها زي ما قولت يمكن كمان وقتها تكون انت اتجوزت و خلفت عيال وقتها هتكون ارتحت منها خالص
جاءت تلك الجنيه علي حديث خالتها التي تفهم كل شيء و قالت بكيد : أو يمكن اكون انا الي اتجوزت يا بوحه و يرتاح خالص
لم يتمالك خاله حينما شخر بقوه ثم قال بهمجيه : لييييه يا روح امك هو الشرع محللك كام واحد …اظبطي الكلام بدل ما اظبطك
ضربت صدرها بغلب و هي تقول بعدما نظرت شزرا لابنتها : حقك عليا يأبني …أمسكت زراع ابنتها لتسحبها معها و هي تقول بغضب : تعالي يا مقصوفه الرقبة …لو لميتي لسانك شويه هيجر الك حاجه
تطلعت صباح بتسليه لذاك الغاضب ثم قالت بمغزي : هدي اعصابك يا فؤش …عيله لسه و مش فاهمه حاجه …بكره تفهم كل حاجه يا حبيبي
نظر لها بشك ثم قال : قصدك ايه يا مرات عمي
ضحكت بقوه ثم قالت : مبتقولش مرات عمي غير لما تتزنق القصد ….مفيش حاجه يا حبيبي الله يهديلك نفسك
و فقط تركته يغلي مع حاله دون أن تضيف حرفا آخر
أما هو تطلع تجاهها بغل ثم قال : ……
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظرووووني
رواية خطايا داخل الجنة الفصل السابع
صباحك بيضحك يا قلب فريده
عيشي حياتك زي مأنتي حابه مش زي الناس ما حابه تشوفك…محدش يستاهل انك ترضيه غير نفسك …حبيها يا مسكره لأنها تستاهل كل الحب الي في الدنيا انا واثقه
و بحبك
الام الصالحة هي فقط من تربي رجالً بحق ….يتقون الله و يتسمون بالشهامة و الاحترام
وضعت آخر طبق فوق مائدة الطعام تزامنا مع خروج ولدها الأكبر من غرفته بينما الآخر يجلس بتجهم
ابتسمت بحب ثم قالت : تقبل الله يا حبيبي…يلا قبل الاكل ما يبرد
جلس شريف و هو يقول برزانه : منا و منكم يا حببتي …تطلع الي اخيه بغيظ ثم قال : بسبب الباشا أخرت مغرب و عشا
رد عليه يوسف بحنق: مانت لو سبتني عليها كنت كسرت دماغها و الحكاية خلصت بدري
نظرت لهم شروق بعدم فهم و قالت : مين دي يا ولاد فهموني ايه الي حصل …انتو اتخانقتو مع حد
ضحك شريف بهدوء ثم قال : صوفيا
نظرت له بتوجس ثم شهقت بذهول و قالت : صوفيا بنت دعاء …و دي ايه الي لمك عليها دانت مشوفتهاش كام مره علي بعض لو في مناسبه …بعدين دي بنت محترمه جدا و اخلاق
رد يوسف بغل: يعني انا الي صايع يا شروق
ردت سريعا بكذب مازح : لااااا…دانت سيد المتربيين كلهم …سامحني يا رب
المهم قابلتها فين و ايه الي حصل
ضحك شريف بينما قال يوسف بحنق : ماجد بيه عمل شراكه مع الدمنهوري صاحب الشركة الي الهانم شغاله فيها
من بين كل الموظفين ملقاش غير دي و يجيبها مندوب لشركته عندنا
شروق : طب دي حاجه كويسه البنت شاطره فعلا ما شاء الله عليها …سمعت انها اترقت بسرعه
شريف : قوليلو يا ماما البنت فعلا ذكيه و مكسب لأي شركه تكون فيها
صاح يوسف بغيظ : متحسسنيش أنها أينشتاين زمانها و حيات امك الغالية …دي بت معوجة و مش عاجبها حد
رد شريف بتعقل : يوسف …انت الغلطان من اول الاجتماع و انت بتعاند معاها و خلاص ليه مش عارف بس كلامها فعلا عملي جدا و فكرتها هتفيدنا كتير
يوسف : مقولتش حاجه…فعلا فكرتها حلوه انا بس الي عصبني اسلوبها …بتتكلم كأنها هي الفهمانه و احنا بقر
سندس : يمكن اسلوبها كده بس متقصدش
شريف : هي واثقه في نفسها اوي يا ماما الي ميعرفهاش يفكرها مغرورة
يوسف بغل : علي نفسها …في الاول و الآخر حتت موظفه…تلتزم حدودها و تعرف أني صاحب الشركة
نظرت له شروق بغضب ثم قالت : يوسف …انا ربيتك علي كده …من امتي و احنا نتكبر علي الناس …لو هنتكلم علي الفروق الاجتماعية اظن انت عارف مين عيله صوفيا يعني متقلش عنك في حاجه بل بالعكس
انما في الأصل انت عمرك ما اتعاملت مع حد بالطريقه دي يبقي ليه كده يأبني
زفر بحنق ثم قال : أنا اصلا مش طايق نفسي من الصبح و هي جت كملت عليا
سألته بقلق : مالك يا حبيبي ايه الي حصل
نظر لها بحزن بينما رد عنه اخيه بنبره غاضبه رغم هدوئها : رانيا هانم جت الشركة الصبح…طبعا انتي عارفه استفزازها لينا و دي حاجه اتعودنا عليها و بنكبر دماغنا منها
بس أنهارده زودتها اوي و الصراحة مسكتلهاش
غام الحزن داخل عيناها و هي تقول : عملت ايه تاني …مش المفروض أن آخر مشكله قولت لباباك ميخليهاش تحتك بيكم
أبتسم يوسف بجانب فمه ثم قال بسخريه: من امتي ماجد بيه ليه حكم عليها دي راكبه و مدلدله رجليها يا ماما
نهرته بغضب : يوووسف قولتلك الف مره ده ابوك احترامه واجب عليك و بره طاعه لربنا سبحانه و تعالي
رغم عقلانية شريف و حكمته الا ان هذا الأمر يجعله حقا يفقد صوابه
رد عليها بغل : احترام مين يا ماما بس …مش لما هو يحترم نفسه و سنه انا لو اتجوزت بدري كان زمان حفيده في سن المراهقة دلوقتي ….ربتينا علي احترامه و برغم انه مكنش بيعمل حاجه هو و الحيه الي معاه غير انهم يكرهونا فيكي …كنتي بتجبرينا و احنا صغيرين نروح معاه تقضي اليوم هناك رغم انك عارفه الي بيحصل لما كبرنا و بقينا رجاله اترحمنا من وشها الفقر …بس و لا هي و لا هو رحمونا
بقت تيجي الشركة بس عشان تعمل معانا أي مصيبه ..تتحجج ببنتها الي المفروض اختنا و تجبرنا نوصلها مشاورها التافهة….كل ده عديناه بمزاجنا عشان خاطرك
لأنه ماشي بمبدأ مقدرش علي الحمار اتشطر علي البردعة
كل ما تعمل حركه وسخه من بتوعها معانا يجيلك عشان يعمل راجل عليكي …كل ده كانت بتعمله عن عمد يا ماما
اكمل يوسف عنه بغضب جم : بنت الكلب مخططه من زمان عشان يكتب لها هي و بنتها نص الشركة مع الربع الي كتبهولها لما اتجوزها
و يبقي انا و اخويا بعد الشقي الي شقيناه ده كله عشان نكبرها ملناش غير الربع
شريف : الحمد لله أن المحامي قلينا وقتها ولو مكناش اجبرناه احنا و عمو سعيد انه يكتب النص ده لينا كان زمانا شغالين عندها
بعد كل ده يا ماما لسه عايزانا نحترمه و نبره …
تنهدت شروق بهم ثم قالت : عارفه أنكم اتحملتو منه كتير بس ربنا أمر ببر الوالدين يا حبيبي مش عايزاكم تأخذوا ذنب العقوق ده كبير اوي يا حبيبي
رد يوسف بقهر : و عقوق الاب لأولاده ملوش عقاب عند ربنا ….و رميتك السنين دي كلها زي البيت الوقف و لا منك متجوزه و لا منك مطلقه …محرومه من كل حقوقك ده عقابه ايه عند ربنا يا ماما
فوقي بقي مش ماجد الي يتعامل بالحلال و الحرام …الي يبيع عياله و مراته عشان حتت عيله زباله كانت طمعانه فيه يبقي ميستاهلش حتي نبص في وشه
كادت أن تدافع دفاع وأهي الا ان شريف قال بغضب جم : ماماااا…لو سمحتي كفاية كده بقي
اوعي تفكري أني نسيت حرمانه لينا من المصروف …انا كنت كبير كفاية …كان عايز يذلك و بكسرك بينا
حتي أرباح نصيبك مكنش بيديهالك
فضلتي تبيعي دهبك حته وري حته عشان متذللوهش و لا تمدي ايدك لحد
لولا أني حكيت لعمو سعيد و هو الي وقفله عشان يرجع يصرف علينا الله اعلم كان زمانه فين و عاملين ازاي دلوقتي
ربت علي يدها بحنو ثم اكمل برجاء : بجد كفاية يا ماما….و كفاية عليكي انتي كمان كده من حقك تتحرري منه و تعيشي حياه نضيفه ما فيهاش اسم ماجد خالص
نظرت له من بين دموعها ثم قالت : يعني ايه
رد يوسف بحسم: يعني هتطلقي منه يا ماما…انتي فضلتي علي زمته كل السنين دي عشان بس كنا صغيرين و الاسم أن ابونا معانا …لكن خلاص علي رأي شريف كفاية كده …بقينا رجالتك و احنا اللي هنجبلك حقك
من الممكن أن يقنعك ممثل بارع بدوره في عمل ما …تشعر انه شخصيه حقيقيه لا مجرد تمثيل …شيء واحد فقط يجعل كل موهبته هباء …العين …مهما كنت بارع في تمثيل دورً ما تفضحك عينك ….هي فقط التي لا تجيد ذلك و يظهر داخلها الحقيقة مهما حاولت أخفاها
و عيون العاشقين فضاحه….اللمعة داخلها توشي بما يكنه القلب و لا يقوي علي الإفصاح عنه
يجلس سالم الذي أصر أن يكون وليً لجنه ممسكا بكف فؤاد
ينظر داخل عينه بقوه و هو يردد كلمات الشيخ التي يلقيها عليه …ذلك المخضرم قرأ ما يحاول أن يخفيه داخل عينه
شعر بيده التي أصبحت مثل الثلج بل و ترتعش داخل كفه حينما قال : قبلت زواجها علي سنه الله و رسوله
تأكد أن من يجلس أمامه عاشق حتي للثمالة لكن كبره و عناده يمنعه من الانتفاض الآن كي يخطف حبيبته داخل احضانه التي تأن شوقا لها
و عيون اخري تتمني بل تصرخ شوقا لتلك اللحظة ….الا و هي …عيون عمار الذي القي نظره عابره علي حبيبته التي تنظر له بعشق فشلت في مداراته ….نظره واحده اوشت بكل ما يكنه لها …لم يلاحظ و لم تري هي سمر التي كانت تتابع كل هذا و الآن فقط تأكدت من شكوكها نحو ابنتها و عمار
أحمد …ذلك العاشق الصبور ينظر الي حبيبته بحب هو الوحيد الذي يستطع إظهاره دون خجل أو خوف ….هي زوجته
زوجته التي خجلت من نظراته العاشقة و أدارت وجهها سريعا كي تهرب مما يقوله لها …بعينه
أما الجنة ….رغم ثبات ملامحها الواهي حينما أمسكت القلم كي تخط توقيعها علي وثيقه الزواج….داخلها زلزال بمعني الكلمة…قلبها ينبض بجنون …دمائها أصبحت مثل البركان الثائر تغلي داخلها
رغم شرطه للزواج منها …الا ان تلك اللحظة التي تمنتها طوال عمرها كانت حقا …مهيبة
أنتهي الأمر بمجرد أن وضعت بصمتها فوق الاوراق …مد تميم يده لها بمحرمه ورقيه كي تنظف اصبعها
تطلعت له بشرود و هي تقول بعدما ضمت يده و كأنه سيخطف منها شيءً غالي : لا ….هغسلها احسن
و العنيد يتلظى بنار الغيرة بعدما شاهد ما حدث أمام عينه و لم يقوي علي التدخل حتي لا يفقد هيبته لكنه توعد لها و اقسم باغلظ القسم أن يعاقبها علي ما فعلت
احتضنتها صباح و هي تقول بفرحه : مبارك يا جوجو
همست داخل أذنها بحزن : علي ايه يا بوحه مأنتي عارفه الي فيها
ردت عليها بنفس الهمس : بقي بتاعك خلاص يابت الهبله …قدامك سنتين تولعيه فيهم ده لو اتحمل نصهم
مال سالم علي ربيع ثم قال بهمس جاد: عارف ليه طلبت منك أن البأف ابنك يبقي وكيل نفسه
رد ربيع بحيره : الصراحة لا …لما كلمتني اول ما جيت و قولتلي كده انا وافقت بس حسيت ان في حاجه فدماغك
أبتسم سالم بجانب فمه ثم قال : عشان اتأكد انه بيحبها…بس هو حمار و غبي …ايده كانت متلجه و احنا بنكتب الكتاب
نظر له ربيع بذهول ثم قال : يا راجل قول كلام غير ده …مين الي بيحبها…فؤاد …ده مبيكرهش حد قد هويدا و بناتها و وافق بالعافية مانا حكتلك عالي حصل
رد عليه بغيظ : و انا اقول الواد طالع لمين اتاري لأبوه
ضحك ربيع و قال : يعني انا غبي و حمار
رد بوقاحه مازحه: دانا كده ظلمت الحمار …انا مش عارف انت ابن سوق ازاي و مش فاهم ابنك
الواد دايب فيها بس افتكر انه رافض بس عشان هي بنت مرات ابوه
بص هفكرك الواد ده هيجيلو يوم يبوس ايدك عشان تجوزها لو
ربيع بصدمه : انا مش مصدق الي بتقوله ده …القي نظره سريعة نحو ولده الذي يحادث اخويه مع تميم و عدي ثم اكمل بغيظ : ابن الكلب…ده منشف ريقي…طب عليا الحلال يوم ما ده يحصل لهطلع عين امه و اخلص منه القديم و الجديد
أنتهي اليوم بسلام و هدوء …غادرت عائله سالم الشريف بعد أن قضوا وقتا ممتع معهم
طلب أحمد من ابيه أن يصطحب اميره في نزهه سريعة
رد عليه ابيه : دلوقتي يأبني يه الساعة داخله علي حداشر
أبتسم و قال : عادي يا حج انا جوزها مش حد غريب …ساعه زمن هنتمشي بالعربية و نرجع
اهتزت بوجل داخلها لكنها لم تقوي علي الاعتراض …و بعد أخذ موافقه امها وجدته بمنتهي الجرأة يمسك كفها و يسحبها الي الخارج
وخذه قويه شعر بها فؤاد حينما رأي جنته تنظر لهذا المشهد بحزن لم يلاحظه و يشعر به غيره
هو أيضا كان يتمني ان يكون مثل اخيه …لكن عقله اليابس أبي أن يفعل ذلك
وقف بهدوء ثم قال : و انا كمان نازل
نظرات الامل انطلقت من عيون الجميع ظنا منهم انه سيصطحب جنه هو الآخر
الا ان خيبه الأمل ارتسمت جليه علي ملامحهم حينما اكمل ببرود : صحابي مستنيني على القهوة …سلام
و فقط انطلق للخارج دون أن يتفوه بحرف آخر تحت نظرات الجنة الثابتة رغم وجعها الذي ملأ أركان قلبها الصغير
رجب : هاتي العيال و يلا يا بوحه احنا كمان ….هموت و أنام
ردت عليه بلهفه : بعيد الشر عنك يا رجب متقولش كده
تعالى يابا ريح انت من الصبح واقف علي رجلك ….بس انا هرجع تاني عشان اساعد جنه و دودو الشقة زي مانت شايف و الحجه هطين عيشتنا لو نمنا من غير ما نروقها
ردت عليها جنه التي كانت تقف جانبهم : لا ملكيش دعوه انتي …انا هلم الدنيا لوحدي
نظرت لها بإشفاق فأكملت بمزاح مفتعل : ادام الفرسان التلاته مش هنا يبقي هخلص بسرعه متقلقيش …و هما اصلا ادام راحوا يصيعو مش هيرجعو قبل الفجر
دلفت الي ابنتها قبل أن تغفو …جلست جانبها بهدوء ثم قالت بحنو : انتي عارفه أني بعتبرك اختي قبل ما تكوني بنتي صح
نظرت لها بحب ثم قالت : طبعا يا سماره دانتي الحب كله هو في أم عسل زيك كده مصاحبه عيالها
ابتسمت بهدوء ثم قالت بتعقل و صراحه اعتادت عليها مع ابنتها الوحيدة: طب ادام احنا صحاب….حابه اعرف ايه الي بينك و بين عمار
أصبغ وجهها باللون الاحمر …نظرت لها بصدمه و داخلها صراع ما بين الاعتراف أو الإنكار…لكنها لم تعتاد الكذب علي امها الحبيبة لذا قررت أن تصارحها بكل شيء
عضت شفتها السفلي بخجل ثم قالت : بحبه
تمسكت الأم بالهدوء و هي تقول : و هو
ردت بمنتهي الصدق : حاسة …او شبه متأكدة انه بيحبني بس للأسف محدش فينا عارف يعترف للتاني
تنهدت بهم ثم قالت : يعني بتتكلموا و تتقابلوا من ورانا …انا ربيتك علي كده
انتفضت و هي تقول سريعا : لالا لالا…عمري ما خرجت معاه يا ماما و لا هو فكر يطلب مني …كل الي بينا مكالمات كصحاب مش اكتر و غلاتك و غلاوه بابا عندي مش بكذب عليكي
ربتت علي كفها بحنو ثم قالت : من غير ما تحلفي انا واثقه فيكي و مصدقاكي يا حببتي بس انتي مش شايفه ان لسه بدري علي الكلام ده ….غير كده تفتكري أن أبوكي هيوافق بيه
تطلعت لها بحيره يملأها الخوف ثم قالت : ايه الي يخليه يرفض يا ماما ..عمار شاب كويس و ظابط غير أن عيلتي و عيلته صحاب من زمان
تنهدت بخوف ثم قالت: مش عارفه يا بنتي بس انا مش عايزه حاجه تعطلك عن مذاكرتك انتي داخله علي ثانويه عامه …بلاش تشغلي نفسك بالكلام ده دلوقتي عشان خاطري
ظل يدور بسيارته دون هدف ….تجلس بصمت رغم انه فتح الكثير من الأحاديث كي يشد أنتباهها
و اخيرا شعر بالحنق
صف السيارة جانب الطريق ثم لف جسده و قال بغضب مكتوم : في ايه يا اميره مش كده….بقالي ساعه عمال اتكلم كل فين و فين تردي بكلمه
نظرت له بخوف ثم قالت بتلجلج : اااا…لا برد عادي
زفر بجنون ثم أشعل سيجاره و قال : هو فين ردك اصلا ….اميره انا لو مكنتش واثق من الي جواكي ليا مكنتش كملت لحظه معاكي …لكن انا متحمل صدك ليا و قله كلامك عشان عارف طبعك بس مش هينفع …انتي مش بتحاولي حتي تتغيري …نفسي احس باي حاجه معاكي حاجات كتير كنت بحلم بيها معاكي لكن انتي مش مدياني فرصه لأي حاجه
دمعت عيناها و هي تقول بحزن : أنا مش بعرف اتكلم …يبقي عايزه ارد عليك بس مش بعرف اقول ايه و ساعات بيكون جوايا كلام بس بردوا مش بعرف اقوله انا مقصدش ازعلك و الله بس اااا
قرر أن يقسو عليها قليلا كي يجبرها علي التحرر من تلك العزلة التي فرضتها علي حالها
رد عليها بغضب : عشان كده عايز اتجوز …اكيد لما يتقفل علينا باب الوضع هيتغير و هتقدري تقربي مني براحتك ….مش عارف ليه رافضه و كل ما اكلمك تقولي لسه مش مستعده…رغما عنه احتدت نبرته و هو يكمل : أربع سنين بشحت الكلمة منك ….بحاول بكل الطرق أقرب منك ..بفضل ارغي بالساعات رغم أن ده مش طبعي عشان اخد منك كلمه و لا اتنين
قرر أن يضغط عليها حتي تستجيب له فاكمل بغضب و تصميم : بقي يا بت الناس …انا و لا قولتلك حبيني بالعافية و لا غصبتك عليا ….انا واحد عايز يتلم مع مراته في بيت واحد و يخلفله حتت عيل ….قدامك فرصه اسبوع تفكري فيه و تردي عليا يا اما نحدد فرحنا أو كل واحد يروح لحاله …و فقط اعتدل لينطلق بالسيارة دون أن ينتظر منها رد أو يهتم بدموعها المنهمرة
رغم قلبه المتلظي بجمر الوجع و الذي يطالبه بدفنها داخل ضلوعه ….الا انه قرر أن يقسو عليها كي تخرج من تلك الشرنقة التي حبست روحها داخلها
كاد أن يحطم مكتبه من شده الغضب و هو يحادث ابنه عمه و حبيبته التي ستفقده ….يعلم أنها نقيده في كل شيء و قد تغاضي كثيرا عن طباعها السيئة فقط من أجل عشقه لها ….يحاول تقويمها بشتي الطرق لكن امها الخبيثة لا تعطيه الفرصة كي يفعل ذلك
كلما نجح في تبديل طابع سيء باخر تأتي رانيا و تهد له كل ما فعله و تعديها الي نقطه الصفر
تمالك حاله بصعوبة ثم قال : طب يا لميس انا هكلمك بمنتهي الهدوء و لا هتعصب و لا هعلي صوتي …..مفيش رحلات
انتي ثانويه عامه و لازم تهتمي بمذاكرتك اكتر من كده يا حببتي تمام
ردت عليه من داخل غرفتها بحده : لا مش تمام و انت مش هتحبسني يا نوح….كل حاجه لا لا لا انا زهقت علي فكره
رد عليها بغضب مذكرا أياها بما حدث منذ بضعه اشهر : لما جتيلي من كام شهر و اعترف تيلي بحبك بمنتهي الجرأة….انا كمان اعترف تلك مع أني كنت مأجل الكلام في الموضوع ده لبعد ما تخلصي ثانوي عشان مشغلكيش وقتها قولتلك انا طبعي صعب و ممكن تتخنقي مني خصوصا انك لسه صغيره و طايشه
قولتيلي متخافش انا عرفاك كويس و هعمل كل الي انت عايزه
لكن للأسف كل مره بتثبتيلي انك حتت عيله طايشه متدلعه دلع زباله مخليكي تدوسي علي الكل حتي انا …و ده الي مش هسمح بيه لو روحي في ايدك
ردت عليه ببرود : ما هو انت الي طلباتك مستحيلة….انا لسه صغيره عايزه اخرج و اتبسط مع صحابي …اما بقي للمذاكرة كده كده بابي هيدخلني جامعه خاصه …اتعب نفسي ليه
لم يجد حلً أمامه غير إنهاء المكالمة دون حتي أن يرد عليها أو يلقي السلام
اذا لم يفعل ذلك سيحطم المكتب او يصرخ بها و يسمعه الجميع
أما هي …نظرت لامها التي كانت تستمع لكل ما قيل بغل
صاحت بجنون : ده قفل السكة في وشي يا مامي شوفتي
جزت علي أسنانها بغل ثم قالت: ما هو تربيه سندس عايزاه يعمل ايه يعني …قولتلك يا غبيه خليكي مع عدي و لا تميم
قولتيلي بحبه يا ماما ….اشربي بقي
رواية خطايا داخل الجنة الفصل الثامن
هل من الممكن أن تصبح رائحه شخصً ما هي الهواء الذي ينعش روحنا يبدو أن ذلك الامر صحيحا ….من يري تلك العاشقة الصغيرة و هي تسحب أكبر قدر من رائحه ذاك القاسي داخلها
يعتقد أن الهواء قد نفذ من حولها و لم يوجد غير تلك الرائحة هي من تبقيها علي قيد الحياه
تغمض عيناها …تتمني بل تتخيل أنها داخل احضانه
تسند رأسها فوق صدره
دقات قلبها الخافق تخبره عن مدي عشقها و تمنيها له
كل ما كنت تحتاجه مجرد عناق يحتويها و يعطيها الطاقة لتكمل طريقها الموجع معه
كل ذلك كان يدور داخلها دون أن تشعر بالذي تصنم امام ذلك المشهد المهيب…تزلزل كيانه…أهتز قلبه بشده
عقله عجز عن التفكير …حتي تلك الإنذارات الواهية التي كادت أن تنطلق من عقله كي تحثه علي الهروب ….دحرت في مهدها قبل حتي أن ينتبه لها
تحرك بهدوء غريب و كأنه يرفض إصدار أي صوت يكسر هاله الموقف العصيب الذي وضعه القدر فيه
بمنتهي الحنو رغم الجنون الذي يحدث داخله
أمسك يدها التي تشد علي قميصه …فتحت عيناها سريعا و نظرت له بصدمه
سحبها بهدوء رغم سرعته ثم عانقها عناق تمناه منذ زمن و تمنته هي طوال عمرها
اشتد العناق حينما رفعت زراعيها لتلفها حول عنقه …لم تهتم بصرير عظامها الذي صدر من شده ضمه لها
رفعها بقوه …دفنت رأسها في تجويف عنقه و ظلت تستنشقه بجنون
لا تصدق أنه بين زراعيها …بل هو من ادخلها بينهم
أما هو …يضمها بقوه يريد إدخالها بين ضلوعه حتي تكمل الضلع الناقص …هي ضلعه يعلم ذلك و متأكد منه و ليذهب عقله الي الجحيم
ارتعشت بشده حينما همس بصوت خرج مثل الأنين : بتشمي رحتي في قميصي …شدد علي عناقها و هو يكمل : أنا أهو …كلي بين اديكي …أبعدها برفق كي يطالع وجهها المصدوم
نظر داخل عيناها الدامعة ثم اكمل : عايزه ايه يا جنه ….ليه مصممه تعرضي نفسك لنار انتي بس الي هتتحرقي بيها ….
مش هقدر أشوفك بتحرقي نفسك يا جنه بلاااااش
ساعديني عشان خاطري
همسه الموجوع لم يتحمله قلبها العاشق له ….رفعت كفيها لتحاوط وجهه برفق ثم قالت بهمس يملأه العشق و العذاب : مانا بقالي سنين بتحرق يا فؤاد …اتعودت علي النار تفتكر هقدر أستغني عنها لو هموت بنارك أرحم مليون مره من أني اعيش بارده…باهته. من غير روح
هل تعترف له بعشقها…ذلك ما قرأه بين تلك الحروف التي خرجت من اعماق قلبها
احكم وثاق زراعه حولها ثم ملس علي وجهها بحنان و هو يقول بصدمه و رفض لتصديق ما وصله: ده كده عشق مش حب و بس
ضغطت علي وجهه بعدما نظرت له بقوه و قالت : في الدم ….بيجري في دمي يا……
حقا ..لم يقوي علي سماع اعترافها …لا يعلم لما ألتهم ثغرها كي لا تكمل ما بدأته…هل من شده فرحه قلبه ام لرفضه ذاك الاعتراف
في كلتا الحالتين سيروي عطش قلبه الذي يهدر داخله بجنون ….سيذوق حلاوة قربها
سيفعل ما كان يراه في أحلامه دوما
ق*بله تل*تها قب*لات مل*يئة بالر**غبة و الش*غف …بل الج*نون هو ما اصبح يحدث الآن تحرك بها تجاه الباب الم*فتوح و حينما وصل أمامه فصل الق**بلة و أغلقه سريعا
لم يهتم بن*ظراتها التي امتلأت خوف …الص*قها به ثم أجبرها علي لف سا**قيها ح*وله
تطلع لها بجنون ثم قال : مش خايفه مني
ردت بيقين : عمري …مفيش امان مع غيرك
ألصق جبينه بخاصتها و قال كذبا : بس انا مش عايزك
همست بثقه : كداب
أغمض عينه و قال بغل: بكرهك
ردت عليه بابتسامه : مش اكتر مني …أعقبت قولها بوضع يدها فوق خافقه الذي ينبض بعنف و أكملت: و ده أكبر دليل علي انك صادق
اشتعل من فهمها له بل و تحديها أيضا
نظر لها بغل و غيظ و غضب أسفل كل هذا صرخة عشق مكتومه قم انتقم من ث*غرها بق*بله اقل ما يقال عنها فا**جره
لم يكت*في بهذا فحسب بل س*حق جسدها الصغير حينما ضغط عليه بخا**صته و بينما كانت نار الانتقام مشتعلة داخله
كانت نارً اخري أشد منها تشتعل في قلبه
الا و هي …نار رغ*بته بها خاصا حينما با*دلته بج*هل بل حاولت مجاراة جن*ونه
لم يق*وي علي الت*حمل أو كب*ح ج*ماح ج*نونه بها …فصل قب*لته بص*عوبة لين*تقل الي ج*يدها الذي امتص جل*ده به*ياج جع*لها ترت*عش بين يد*يه …لا ت*قوي علي رف*ض ما يف*عله
كيف ترفض و قد غا*ب عقلها تمام …لن تفكر فيما سيحدث بعد ذلك…ستعيش معه تلك اللحظات التي تمنتها كثيرا و بعدها ….لكل مقام مقال
عبثت في خصلاته باحتياج للمزيد ..لم يبخل عليها …مد يده كي يدير المفتاح و يحكم إغلاق الباب
تحرك بها نحو الف*راش الذي مددها فو*قه و اعتلاها دون أن يف*صل قب*لاته فو*ق عن*قها
مد يده كي يخ*لصها من ثو*بها الو*اسع …لم ترفض بل ساعدته
عينه أخرجت نا*رً حا*ميه وهو ين*ظر لج*سدها الش*به عا**ري أما*مه
لا يصدق أنها تم*نحه اياه دون ذره تردد
أعت*صر نهد**يها بق*وه ثم سح*بها من*هم كي تع*تدل في جل*ستها بعد*ما اصب*ح يج*لس علي رك*بتيه بين سا**قيها
نظر لها بجنون ثم قال بصوت متحشرج و مهزوز : انتي عارفه احنا بنعمل ايه …هتندمي
مد*ت يد*ها بمن*تهي الجر**أة كي تخ*لع ع*نه قم*يصه …وض*عت كفها المر**تعش فو*ق ص*دره و قالت بعشق مجنون : لو هندم باقي عمري تمن للحظه معاك انا موافقه
تحر*ك بج*سده كي يج*لس فو*ق الفر*اش و سح*بها لت*جلس فوقه …ماز*ال داخله بقايا ضمير …جزء منه يحثه علي عدم إكمال ما بدأه …يعلم أنه شخصا سيء و سيجرحها بعد انت*هاء الأمر
ل*كنه قلبه يرفض بشده الانصياع لكل تلك الهواجس و يأمره بالاقتراب
ملس علي ظه*رها بقوه …الت*هم ملام*حها الو*لهة بعيناه و هو يقول بتردد : مش عايز أئذيكي ….يده التي تك*تشف ج*سدها باش*تهاء كذ*بته حينما قال : بلاش
وضعت ك*فيها فو*ق كت*فيه …أس*ندت جب*ينها فو*ق خا*صته ثم قالت بيقين : لو عندي شك واحد في المليون انك مش عايزني هبعد …مش هس*محلك تلم*سني….كفاية عذاب …انا تعبت
و هل يقوي العاشق علي تعذيب حبيبته …لا و الله لن يفعلها
اذا كنت تريديني لبضع لحظات …فأنا أتمناكي ما بقي من حياتي
كاد أن يق*ترب منها الا انها من*عته سريعا حينما وضعت كفها الصغير فوق ف*مه
نظرت له بعيون تشتعل عشقا و رجاء ثم قالت : لو هتقرب دلوقتي …انسي اي حاجه جواك …بلاش توجعني و انا ج*وه حض*نك عشان خاطري
وضعت يدها فوق خافقه و أكملت بعيون دامعه : خليك معايا بده و بس …سيبه أنهارده هو الي يتحكم فيك مش عقلك ….ارجوك
لن يخز*لها…لن يجر*حها حتي لو اضطر لقتل نفسه أو قطع لسانه
كل*س علي وجهها بحنان ثم قال بنبره شجيه: بوجع نفسي قبلك …انا محتاج اشحن نفسي بي*كي عشان اقدر اكمل
انا مش عا*يزك علي فكره ب…
قطع حديثه حينما وجدها تضحك بحلاوة و هي تقول : صادق طبعا مانا عارفه انك مش بتيقني
عض ش*فته السفلي بغيظ كي يكتم ضحكته التي تريد الانطلاق
قر**ص ثد**يها بق*وه جع*لتها تت*أوه بدلال أف*قده عقله و هو يقول : بلاش ….انتي قولتي بلاش او*جعك دلوقتي …يبقي أني لسان اهلك ده و متبقيش فصيله
رفعت كتفها بغنج و هي تقول : اقط*عه عادي مش محتاجه
نظر لها بش*قاوة و في لح*ظه كان يق*تحم ت*غرها ليسحب لسا*نها و يم*تصه بج*نون بل يق*ضمه بأ*سنانه كي يث*بت لها انه جاد في تهد*يده
و لكن كل هذا ذهب إدراج الرياح حينما تح*ركت فو*قه بع*شوائية حتي تتخ*لص من عض*اته المؤ*لمة الي حد ما
أش*علت ج*سده …كادت رج*ولته الم*نتصبة بجنون أن ت*مزق بن*طاله
تح*ولت الق*بلة المن*تقمة الي اخري ما*جنه ….مد يده كي يخل*صها من ح*ما*له ص*درها و يح*رر نهد*يها ليل*تهمهم بجنون
تأو*ها*تها المك*تومة..
.حرك*تها فو#قه …رغب*ته *بها
كل هذا جعله يف*قد ع*قله و ي*مد ي*ده أس*فل لبا**سها الت*حتي يد*اعب أنو*ثتها به*ياج اش*علها و اش*عله
كلما شعر باست*جاب*تها له ج*ن جن*ونه و أراد المزيد
و المزيد جاء فعلا حي*نما رف*عها من ف*وقه بع*دما الت*هم حل*متيها
وض*عها بر*فق رغ*ما عنه ف*وق الف*راش
وقف ليت*خلص من باقي ملا*بسه و عي*ناه تضا**جعها بف*جر جع*لها تح*مر خ*جلا
يطا*لعها بج*نون …يمرر يده بح*نو عك*س هيا*جه ف*وق ج*سدها ال*مدد أما*مه….يص*ل الي لبا*سها الت*حتي و ي*مزقه ثم ….
دون ع*قل يفر*ق سا*قيها بيديه و يد*فن را*سه بين*هما ليد*خل جن*ته
جنته التي طالما حلم بها و تمناها كثيرا
الت*هم أنو*ثتها بف*مه بل ق*ضم ش*فر**تيها بأ*سنا*نه
أما لسا*نه لم يترك نقطه من ش*هدها الم*سال الا و لع*قه بنهم
و الصغيرة تل*قت بخ*جلها بل بكل شيء عرض الحائط و عاشت تلك اللحظات بكل ذره في كيانها …حاولت ك*تم تأ*وها*تها و لكن صوت أنفا*سها العالية و*شي بما تشعر به
اخرج راسه قليلا ثم أخذ يو*زع قب*لات مح*مومة علي فخ*ذيها بالت*بادل
ظل يرت*فع بج*سده و هو يق*بل كل ما يقا*بله الي أن أصبح موا*جها لها
نظراته المشتعلة جع*لتها تخ*فض بص*رها و لا تق*وي علي الن*ظر له
لكنها اضطرت أن تتطلع له بصدمه حينما شعرت برج*ولته تلامس أنو***ثتها
و حبيبها تفهم ذلك الخوف الطبيعي
مال علي وجهها ينثر عليه ق*بلات حا*نيه و هو يقول من بينهم : متخا*فيش …مش *هكمل…بس مش هقدر ابعد
سألته بهمس بعدما شعرت به يتحرك أسف*لها: يعني ايه …مش فاهمه
تمل*كت منه الر*غبة فأسرع من حر*كته و هو يقول : هتعرفي لما اخلص …أممممم. مش قادر
هتف*ضلي ب*نت …متخافيش مني …انا مش وحش للدرجة دي
انا مش وحش يا جنه
انا عايز أفضل في الجنة …بس انا كلي خطايا …اعمل ايه
كان يتفوه بتلك الكلمات الغا*مضة من بين أن*فاسه اللا*هثة و حر*كته الجن*ونية أسف*لها
و الج*نة أكثر من يفهم عليه و يشعر به …ضم*ته بق*وه و قالت بل*هاث : جنتك قابله بكل ما فيك ذنوبك قبل تقوتك بس انت خليك جو*اها متهربش
رفع جسده قليلا ثم كوب وجهها بجنون
نظر لها بعيون مش*تعلة ثم قال وهو يشعر أنه علي وشك الانتهاء فأسرع أكثر: مش** قادر….مش** قادر
مكاني مش فالجنه….يا جنه
انا شيطان …و مفيش شياطين بتدخل الجنة ….أعقب قوله بالض*غط عليها كي يطلق حم*مه فو*قها بج*نون
ض*مته بق*وه و قالت بعد أن قب*لت ص*دره : مهما كنت ايه أو مين…دي جنتك اتخلقت بس عشانك مش هيد*خلها غيرك …و لا ملاك و لا حتي ابليس
القي ج*سده فو**قها و د*فن را*سه في تج*ويف عن*قها كي يداري عنها تلك الابتسامة التي تشي بمدي سعادته و انشراح قلبه بعدما سمع منها تلك الكلمات
بمنتهي الحنو حاطت راسه و ظلت تملس علي خصلاته …كأنه ولدها الرضيع
وجد حاله يقبل خلف أذنها و يقول بمزاح مفتعل : جبتي الكلام الكبير ده منين يا بت …اوعي تكوني قرأتيه و عايزه تعملي نفسك فهمانه
اجبرته علي رفع رأسه التي حاوطتها و هي تنظر له بعشق كبير ثم قالت : قريته جوه قلبي …و كنت اتمني اقوله من زمان
بس كبرك و عنادي منعوني
تطلع لها بحيره ثم قال : طلبتي مني موجعكيش أنهارده …و انا عمري ما اقدر اعملها بالذات دلوقتي ….كلي علي وجهها بحنو ثم اكمل : انتي جنه
عارفه يعني ايه : هزت رأسها برفض
كاد أن يكمل بحديث تتمني سماعه
الا أنه عاد سريعا الي عقله اليابس الذي أعاد السيطرة عليه و لو قليلا
ضرب وجنتها برفق ثم اكمل : يعني عيله صغيره كل الي مطلوب منها تهتم بمذاكرتها و بس ….لما تكبر بقي يحلها ربنا
نظرت له بغضب جم …ثم أخذت تدفعه كي يتحرك من فوقها و هي تقول بغل : أبو شكلك يا جدع….اوعي بقي خليني اغووور من وشك
أطلق ضحكات رجولية و هو يمسك كفيها ليقب*ضهم و يرفعها فوق راسها
نظر لها بتسليه و قال : لسان امك ده عايزه اقطعه تاني معنديش مانع
ردت علي بغل: و لا تقدر علي فكره …الي حصل مش هيتكرر تاني بح خلاص يا معلم كان فيه و خلص
نظر لج*سدها العا*ري أسف*له بو*قاحه ثم قال : خلص ازاي يا بت و انتي عر**يانه ت**حتي ….انتي هبله يا بت…دانا مش هح*لك أنهارده
نظرت له خوف ثم قالت بتوجس : يعني ايه مش فاهمه
ضا*جع ملامحها بعيناه الفا**جرة ثم قال بعدما قبل ثغ*رها بسطحيه : بما أن أنهارده اديت لعقلي الو*سخ اجازه …خلي*نا نكمل الليلة مع بعض المو*ضوع عجبني الصراحة و انتي طلعتي ط*لقه…صار*وخ يا بنت الكلب
اغتاظت من حديثه و لن تمرره له
فر*كت ج*سدها أس*فله كي تت*خلص من تقييده لها و هي تقول بغيظ : بطل غلط احسنلك ….قولتلك شطبنا اوعي بقي عشان اطلع قبل ما حد يجي …اخلص ياعم بقي
نظر لها بغيظ ثم قال : قلبتي جعفر في ثواني ليه مأنتي كنتي فرسه من شويه
كادت أن ترد عليه الا انه الصق وجهه بخا**صتها الي أن تلا*مست الش*فاه و التي قال من بينها بجديه : مش هح*لك أنهارده ….الليلة دي بتا**عتي هع*يشها معاكي بكل حا**جه جوايا و عايز*ها…بكره مض*منش نفسي يا …جنه
مر اسبوع لم يحدث فيه أي جديد غير اختفاء ذلك العنيد من بعد تلك الليلة التي عاشها معها بكل جوارحه ….لم يجد حلً غير الهروب كي يستعيد جبروته الذي سحق فوق جسدها و داخل احضانها التي تمناها كثيرا
وجب عليه استعاده جموده كي يجمح كباح قلبه الذي أعلن العصيان عليه
قرر أن يسافر الي الغردقة دون أن يخبر احدً و كلما اتصل به ابيه او أحد إخوته يرد ببرود : بغير جو يومين و راجع
و الجنة تعلم هروبه بل كانت تتوقعه
و رغم ذلك حاولت الاتصال به بعد أن المها قلبها و أمرها الاطمئنان عليه
هي علي يقين انه ليس بخير ….و رغم محاولات الاتصال الكثيرة و التي بائت بالفشل الا أنها توقن أنه بحاجه لها
بل الكثر جنونا أنه يحتاج تلك الاتصالات رغم عدم رده عليها
أمسكت هاتفها و ارسلت له رساله تعلم أنها ستشعل غضبه بل ستجبره علي التحدث معها
كان مفادها
وحشتني اووووي بجد
مش عارفه ابعد ….و لا عارفه اتحمل البعد
مش هقدر اقول إدمان….لان الإدمان بيتعالج
انت حاله ….
حاله خاصه …حاله صعبه …حاله مرهقه
تعبتني و حابه عذابها
ليه بتعاقبني علي ضعفك معايا …ليه بتحاسبني علي عشقك ليا
مش انا نصك التاني
مش انت بتجري في دمي
ليه نعيش حياتين لما بأيدينا نعيش حياه واحده
مش طيقاك
بس قلبي واجعني عليك …حاسة بيك ..نفسي اخدك في حضني
أطممنك …اقولك متخافش انا معاك و عمري ما هسيبك
اقولك حاجه و انت عارفها و حاسس اوي بيها ….
دماغك علي صدري و بطبطب عليك …بقولك في كل نفس طالع مني بحبك
مهما عملت هفضل جواك و في دمك
بلاش تعذب نفسك اكتر من كده ….هتفضل متحمل لحد امتي
و برغم ده كله انا مش هكسر الحصار …أممممم تقدر تقول انا الي بعاقبك دلوقتي
بس انت الي اخترت…و انت الي تعبت
و انت الي غلط جوه الجنة
اما انا …. بحبك و بس
قرأها بعيون جاحظه
رغم خفقان قلبه حينما أعلنت عن اشتياقها له
لكن عن أي عشق تتحدث تلك الحمقاء
متي اعترفت لها بعشقي
وعن أي حصار تتحدث
بل ما هو العقاب الذي ستعاقبه لي
نجحت في آثاره فضوله و إشعال غضبه في نفس الوقت
ضحكت بصخب بل ملأت ضحكاتها الغرفة حينما وجدته يتصل بها
لم تجب عليه رغم تكرار محاولاته كثيرا
نظرت للأمام بقوه ثم قالت بتحدي: مش هرد ….و هترجع يا فؤاد
اقسم بالله ما هتغيب يوم كمان مش هتقدر تبعد انا عارفه
انت عايز تفهم معني كلامي الي انت فاهمه كويس بس بتستهبل
عايز تفش غلك و تنتقم من ضعفك معايا
ضحكت بكيد ثم أكملت: تمام …زي الفل بس مش في الفون …لما ترجع بقي يحلها ربنا
و ما فكرت به كان صحيحا مائة بالمئة …إذ جن جنونه لعدم ردها عليه
و الآن يضب حقيبته كي يعود لها و يلقنها درسا لن تنساه …..
و ها هو قد وصل في منتصف الليل …تسحب بهدوء رغم غليانه
بمنتهي الجرأة و الفجور دلف الي شقه ابيه و منها الي غرفتها و التي ما أن فتحها حتي …….
ماذا سيحدث يا تري
سنري
أنتظرووووني
رواية خطايا داخل الجنه الفصل التاسع
صباحك بيضحك يا قلب فريدة
لو هتسيبي الخوف يتملك منك عمرك ما هتنجحي و لا تطلعي لقدام
الحياه مغامرة عيشيها بحلوها و مرها
فشلتي مره و اتنين حاولي تلاتة و عشرة و ميه
هتنجحي و هتوصلي لكل الي بتتمنيه انا واثقة
و بحبك
عقله لا يستوعب ما يحدث….اصبحت غريبه الأطوار
تلك أبدا لن تكون ابنة عمه الصغيرة …يعلم أنها مجنونة لكن ما تفعله معه منذ أسبوع تعدي مراحل الجنون بكثير
ليس بالصغير و لا الساذج كي لا يكشف تلك الأفعال الطفولية التي تتبعها معه في الفترة الأخيرة
و في ظل تفكيره في تلك التصرفات الغريبة و محاوله تحليلها
أتته رساله منها كما اعتاد طوال اليوم مفادها
( شريف …انا زهقانه و ماما مطلعه عيني عشان اذاكر و انا الصراحة مليش مزاج اعمل ايه )
تفاصيل يومها بالكامل تصله منها عبر رسائل نصيه …مره تحكي له عن موقف ضايقها في المدرسة. …و مره تقص له شجارها مع سندس التي تنعتها بالمتهورة…و اخري تشتكي له من زميل يحاول التقرب منها و هي تراه مازال طفلا
تنهد بحيره ثم أرسل لها
( اسمعي كلامها و بطلي دلع مفيش وقت الامتحانات قربت )
ردت عليه بغيظ ظهر جليا بين حروفها : يا سلااام ده الي ربنا قدرك عليه …بدل ما تقولي ليه يا بنت عمي يا حببتي بعيد الشر عليكي من الزهق تعالي اخرجك تغيري جو شويه
ابتسم تلقائيا علي جنونها ثم أرسل لها بمزاح : اخرج مع مين يا عقله الصوبع انتي …مش بتشوفي المزز الي اعرفها ولا ايه….ممكن ابعتلك صورهم
دمعت عيناها حينما اشتعلت نار الغيرة داخلها
ارسلت له بضع كلمات تنم علي غضبها ثم أغلقت المحادثة دون أن تخبره
نظر الي الرسالة بذهول …لا يصدق ما يقرأه
( شريف …عمر الست ما كانت بالشكل و لا بالسن ممكن واحده تكون ملكه جمال بس تحس انها بلاستيك…فيك لان روحها بارده
و ممكن ست تكون عندها ستين سنه بس تافهة و عقلها صغير الجمال جمال الروح و الحكمة و العقل عمرهم أبدا ما كانوا بالسن )
ظل يقرأ تلك الكلمات مرارا و تكرارا بصدمه و عقل يعمل كالمرجل
كيف و متي …رأي غيرتها تنطلق من بين السطور
لا ينكر إعجابه بعقلها الكبير رغم جنونها و خفه ظلها
حينما يجتمعون كل يوم جمعه كما اعتاد منذ الصغر يتحدث معها كثيرا تنجح دائما في جذب انتباهه ليقضي معها هي معظم الوقت
لا يمل من حديثها و لا يضجر من مزاحها
لكنه دائما يعتبرها اخت صغيره له …لم يفكر فيها بأي طريقة اخري و بما أن اخته الصغيرة غاضبه الآن وجب عليه الاتصال بها يعلم عنادها لم ترد اذا أرسل مجرد رساله
رغم حزنها الا أنها ابتسمت باتساع حينما رأت اسمه ينير الشاشة
ردت عليه بغيظ : نعم عايز ايه …بتتصل بيا ليه ما تروح تكلم واحده من المزز بتوعك يا بيه
ضحك برجولة ثم قال : انتي ليه محسساني انك خطيبتي و بتتلككي علي عركة
ردت عليه بغرور مفتعل : و انت تطول اصلا …
شريف : نفسي تبطلي لماضه …المهم مالك زهقانه ليه
اسيل : متغيرش الموضوع …مش هتقدر تصالحني و لا انا هقبل اصالحك غير لو عزمتني علي ايس كريم
رد عليها بغيظ : انتي هبله يا روحي هو انا زعلتك في ايه عشان اصالحك…اسيل مطلعيش زهقك من امك عليا أنا مش فاضيلك عندي شغل
تنهدت بهم ثم قالت بصدق : طب مليش غيرك اعمل ايه
هزة قويه اصابت قلبه المتجمد …نبرتها و هي تقول تلك الكلمات البسيطة القوية …اخترقت الجليد الذي جمد قلبه و بدأت في اذابته
خاف …حقا شعر الخطر فوجب عليه الهروب …كاد أن يفعلها الا ان لسانه عجز عن النطق حينما أكملت بصوت حزين : شريف انا محتجا لك …ممكن اشوفك …عشان خاطري
لم يتردد لحظه حينما قال : البسي …هتصل بأبوكي اقوله و اعدي عليكي …نص ساعه هكون عندك
تسير في شارع خالي نوعا ما من البشر …تبكي بحرقه لا تري أمامها من شده البكاء
لا تشعر بمن حولها و لا ايه هي …كل ما تراه أمامها هو مشهد حبيبها داخل سيارته يقبل الفتاه التي ترافقه علي وجنتها….لم يهمه المارة الذين رأوه علي هذا الوضع المخجل …و تلك العاهرة تضحك بفجور ليسمعها القاصي و الداني
طعنه قويه غرزت داخل قلبها الصغير …من شده الألم الذي تشعر به لم تنتبه للسيارة التي كادت أن تصدمها و لكن سائقها الماهر أوقفها في الوقت المناسب
هنا عادت الي ارض الواقع و صرخت بزعر
هبط يوسف سريعا من سيارته و هو يقول بغضب : انتي عاميه يا بت مش ت….
قطع حديثه حينما وصل قبالتها و تعرف عليها
زوي بين حاجبيه ثم قال بعدم تصديق : ايلا …مالك بتعيطي كده ليه و ايه الي جابك هنا
نظرت له بخوف من بين دموعها و قالت : يوسف …اااا…انا …اصل
رفع كفيه أمامها و هو يقول بحنو : اهدي …المهم انك كويسه …تعالي اوصلك و نتكلم في العربية …انتي رايحه فين
ترددت كثيرا ثم قالت : خلصت الدرس من شويه ….كنت مخنوقة فضلت ماشيه محستش بنفسي ….نظرت حولها ثم أكملت: هو انا فين
زم شفتيه بحنق ثم قال بغيظ بعد أن امسك زراعها كي يجبرها علي التحرك : كمااان مش عارفه انتي فين …تعالي معايا اما اشوف ايه حكايتك
صعدت السيارة دون جدال…و بمجرد أن جلس خلف المقود قالت بخوف : ارجوك يا يوسف ..اوعي تقول لبابا أو نوح انك شوفتني كده
انطلق بسيارته و هو يقول : ده الي همك….انتي هبله يا بت ماشيه تعيطي في شارع مقطوع و مش حاسة بالدنيا الي حواليكي و فالأخر كل الي همك أن مقولش لأخوكي انتي بتفكري ازاي بس
ردت بشده مما جعله يزفر بحنق ثم قال : بطلي عياط و فهميني مالك ايه الي وصلك للحالة دي
لم تقوي علي قص ما يؤلمها …قالت فقط من بين دموعها المنهمرة بغزاره : أبدا…مفيش مخنوقة شويه
نظر لها بعدم تصديق ثم قال : و المفروض اصدق انا صح ….صحيح فين ايسل مش بتروحوا الدروس سوي
ايلا باختناق : أنا علمي و هي أدبي دروسها غير دروسي
هز راسه بتفهم ثم قال : طب اهدي و احكيلي ايه الي وصلك للحالة دي
كادت أن ترد عليه الا انه اكمل بتصميم : مش هتنزلي من العربية الا و انا عارف كل حاجه سااامعه
كانت تسير في احدي الطرقات داخل الشركة …تنظر بتركيز في أحد الملفات الممسكة بها بين يديها
شهقت بفزع حينما ارتطمت بجسد صلب …بمجرد أن رفعت رأسها كي تري من ذلك الغبي كما نعتته داخلها
خفق قلبها بشده حتي كاد أن يتوقف حينما رأت أمامها حبيب عمرها الذي خبأت عشقه داخلها عن الجميع
اهتزت عيناها قليلا ثم تظاهرت بالثبات و هي تقول: نوح …و انا بقول بردوا محدش بني حيطه هنا
جز علي أسنانه غيظا ثم قال : يا بنتي….بطلي الدبش الي بتحدفيه ده
ضحكت بهدوء ثم قالت : هو انا قولت حاجه غلط …مانت فعلا زي الحيطة ما شاء الله يعني اللهم لا حسد
تطلع لها بغل مازح ثم قال : طب خافي علي نفسك بقي
ابتسمت بهدوء ثم قالت : هحاول ..المهم طنط عامله ايه و عمو و تيته
رد عليها بهدوء : بخير الحمد لله…انتي ايه اخبارك و ايه الي جابك هنا
صوفيا : أنا هنا مندوبة عن الشركة الي شغاله فيها جيت بعد ما عملت شراكه مع ماجد بيه
نوح : طب كويس يا رب تكوني مبسوطة معاهم
ردت عليه بغيظ : كنت هبقي مبسوطة و في منتهي الراحة لو يوسف مكنش هنا بس للأسف مضطرة اتعامل معاه
قطب جبينه ثم قال : ليه …عملك ايه ده يوسف طيب و محترم جدا يمكن شريف عصبي شويه انما يوسف لا
نظرت له بذهول ثم قالت : بتهزر…انت عكست الوضع خالص …مستر شريف بيتعامل بمنتهي الرقي و الزوق انما التاني ده اعوذ بالله
ضحك بخفه ثم قال مازحا : كل ده شيلاه في قلبك يا شابه…يمكن شريف معجب مثلا عشان كده راسم وش الحمل الوديع يلا خلينا نفرح بيكم قريب
ألم شديد شعرت به داخل قلبها العاشق له منذ سنين …ألهذه الدرجة لا يشعر بها
ابتسمت بحزن دارته سريعا ثم قالت : لا انسي …مفيش الكلام ده مش بفكر في الارتباط اصلا
رد عليها بهم : احسن حاجه ريحتي قلبك و دماغك يا بنتي
سألته بصعوبة رغم ثباتها : مالك يا كابتن شكل لميس مطلعه عينك
تطلع لها بذهول ثم قال : عرفتي منين أن في حاجه بيني و بينها …محدش يعرف الموضوع ده خالص غير أخواتها و ماما
ابتسمت بجانب فمها ثم قالت : باين اوي عليك من نظراتك ليها لما بنتجمع
هز راسه بتفهم ثم صمت للحظات و قال برجاء مبطن : صوفيا هو انا ينفع اتكلم معاكي بس مش هنا
نظرت له بعدم فهم رغم ارتعاشها من الداخل فاكمل : محتاج اتكلم مع حد بعيد عن أهلي و اهلها …محتاج افهم نفسي و افهم علاقتي بيها لأني فعلا تعبت
وقعت في حيره من أمرها هي حكمً غير عادل في هذه القضية …منذ أن علمت بحبه لابنة عمه و هي تري أنها لا تناسبه أبدا
حتي و أن نحت قلبها جانبا و تحدثت معه بتعقل سيظل هذا رايها
ردت عليه بصوت مهزوز رغما عنها : تمام نرتبها مع بعض فون المهم انت جاي لمين فيهم لان مفيش غير مستر ماجد بس
زوي بين حاجبيه ثم قال: معقول …و البهوات فين معقول عمو سابهم الاثنين كده ده مش بيعرف يعمل حاجه من غيرهم
رفعت كتفها ثم اخفضته و هي تقول : مش عارفه …هتدخل لعمك
رد عليها بعدم اهتمام : لا خلاص انا همشي …هتصل بيكي بالليل نرتب سوي اتفقنا
هزه رأسها بهدوء مع ابتسامه مرتعشة شقت ثغرها
و ظلت تنظر لطيفه الي أن اختفي فقالت بوجع : ملقتش غيري يا نوح تشكيله همك ….الهمني القوه يا رب
فتح باب غرفتها بغيظ لكن قبل أن يدلف وجد الغرفة فارغه
جز علي أسنانه بغل ثم قال : بتلاعبيني يا روح امك …تمام
عاد الي الخلف و القي نظره سريعة تجاه غرفه ابيه ثم اتجه لغرفه اميره
طرق الباب بهدوء ثم قال بهمس سمعته جيدا : تعالي احسنلك بدل ما افرج البيت كله عليكي …و انتي عارفاني مجنون و اعملها
بالداخل…بينما كانت تلك الجنيه تبتسم بانتصار…وجدت اختها المسكينة تمسك يدها بخوف و هي تقول : أحييه…ده جيه بجد انا خايفه…روحيله يا جنه و النبي بدل ما يدخل يضربنا
نظرت لها بغيظ ثم قالت بهمس: يضرب مين يا بت انتي عبيطة…بطلي جبن بقي
قبل أن ترد عليها وجدته يدير المقبض و هو يقول : غطي راسك يا اميره انا هدخل
رغم أنها علي يقين انه لن يفعلها احتراما لحرمه زوجه اخيه الا انها اضطرت أن تذهب له كي تريح اختها التي تبكي من شده الخوف
مثلت الشجاعة الواهية حينما خرجت له و تناظره بغضب
كادت أن تتحدث الا انه أمسكها سريعا من الخلف و هو يقول بغل : قدامي من غير و لا نفس عشان ليله اهلك سوده
ردت عليه بهمس : متزوقش طيب و سيب قفايا انت قافش حرامي
دفعها داخل غرفتها بقوه طفيفة ثم أغلق الباب
نظر لها بشر ثم قال بهدوء خطر : افهم بقي ايه الهبل الي بعتهولي ده….حياتين ايه الي بنعشها ..امتي قولت أني فيه حاجه جوايا ليكي او امتي اعترفت يلي بحبك …الي حصل أو الي اتقال يومها مجرد حاله مش اكتر …اتنين بيمارسوا الجنس مع بعض اااايه هيتكلموا في السياسة و هما مع بعض
كانت تناظره بقوه رغم حديثه الجارح
ثبتت عيناها داخل خاصته كي تقرأ كذبه داخلهم …لذا لم تهتم بكل ذلك الهراء
تقدمت منه بخطوات بطيئة جعلت قلبه يرتعش ….لا يريد أن يضعف معها مره اخري
قربها مهلك بالنسبة له ….كاد أن يعود للخلف الا ان كبريائه أبي أن تشعر باهتزازه الداخلي لذا وقف ثابتً يمثل البرود
حينما وقفت أمامه تنظر له بقوة يملأها العشق و هي تقول : قولي كده ايه الي غلط في رسالتي …كاد أن يرد عليها بغضب الا انها أكملت سريعا : ااااه…استني بس قبل ما تكمل …مين الي قال أن الي حصل بينا مجرد جنس …عينك الي كانت بتصرخ بوجع و عشق قلبك مش قادر يتحمله ….حضنك ليا لدرجه اني سمعت صوت عضمي …لهفتك عليا و رفضك انك تسبني اطلع غير وش الصبح…اعترافك انك شيطان و مفيش شيطان بيدخل الجنة
اقتربت خطوه كي تقترب منه أكثر و هي تكمل بتحدي : و الأهم من ده كله بقي خوفك عليا …كنت بطمني يا فؤاد بتقولي متخافيش مني انا مش وحش لو كان جنس زي ما بتقول مكنتش قدرت تتحكم في نفسك عشان متكملش للأخر
اتحداك لو مكنتش هربت عشان تعرف ترجع لبرودك معايا …اتحداك لو مكنتش طول الاسبوع بتحارب نفسك عشان مترجعش و ترمي نفسك في حضني حتي لما قولتلك حاسة بيك راسك علي صدري…حط عينك في عيني و قولي ده مكنش جواك في نفس اللحظة
لا و لا انت اعترفنا بالي جوانا….بس كل كلمه كل نفس كل نظره …كان معاها الف اعتراف انا دايما بشوفك من جوه …حافظه تفكيرك.. حاسة بروحك و عذابها الي انا مش عارفه سببه
استغلت صدمته من حديثها و عدم قدرته علي الرد عليها …اقتربت منه حد الالتصاق ثم رفعت كفيها لتحاوط وجهه و هي تكمل بنبره يملأها العشق و العذاب: أنا و انت مش محتاجين اعتراف …روحنا واحده و قلوبنا بتصرخ بالعشق في كل لحظه
لما قولتلك مش هكسر الحصار كان قصدي ان في كل مره تجرحني كنت ببعد عنك كنت بكون فهماك عشان كده ببعد كام يوم و ارجع اكلمك لما قولتلك انا الي هعاقبك المرة دي مش انت …كنت عارفه انك هتيجي جري عقلك بيقولك ارجع كسر دماغها و اديها قلمين عشان الكلام الاهبل الي قالته
انما من جواك في حته مداريه انت عارف انك رجعت لأني وحشتك و عقابي ليك يا حبيبي هو كل الي انا قولته دلوقتي طلعت كل الي جوايا و جواك
عقابك كان المواجهة الي ديما بتهرب منها سواء بالخناء و لا بياتك بره او حتي انك تتعمد تعرفني بالبنات الي بتعرفهم
انا دلوقتي هقعد و اتفرج هتكمل ازاي بعد ما عريتك و عريت نفسي و قلبي قدامك
صمت تام حل علي المكان بعد ان أنهت حديثها و هي تتطلع له برجاء الا يخزلها …ان يصدق علي كل حرف تفوهت به
لكنها لا تعلم كم الالم الذي يشعر به …لا تعلم حجم النار التي اشعلتها داخله
اما هو …ينظر لها بغل و غضب منها و من حاله …متي علمت كل هذا …متي شعرت بما داخله
بأي حق تقوم بتعريته هكذا …لن يقبل أن تنتصر عليه هي …و قلبه الخائن الذي يؤمره بضمها
يحثه علي الاعتراف بل و وعدها أن يعوضها عن كل ما فات
لكن للأسف يبقي كل هذا مجرد أمنيات داخل قلبه فقط
امسك زراعيها بقوه ثم نظر لها بعيون حمراء مثل الجمر و قال بغل و غضب جم : جبتي منين الكلام ده كله …حب ايه و زفت ايه الي بتتكلمي عنه فووووقي بلاش توهمي نفسك بحاجه محصلتش و لا هتحصل …انتي لو أخر واحده في الدنيا لا يمكن أكون ليكي سااامعه و لا لغيري …هكذا صرخت بغضب و تحدي دون أن تعير لوجهه الشيطاني أي اهتمام
زوي بين حاجبيه و قال بهدوء خطر : يعني ايه
نفضت يديه التي تكبل زراعيها بعنف ثم قالت بقوه : لو مش هتكون ليا مس هتقدر تكون لغيري يا فؤش
رغم غليانه من الداخل الا انه أبتسم بجانب فمه ثم قال بسخريه اشعلتها : و ايه الي يمنعني اكون لغيرك …ايه هتضربيني و لا هتعمليلي عمل يا شاطرة
اقتربت خطوه ثم وضعت يدها بارتعاش فوق قلبه النابض بجنون ….نظرت له بعشق و هي تقول : ده الي هيمنعك اتحداك لو عرفت تبص لغيري أو تلمسها
لو عقلك طاوعك قلبك مش هيقدر يعملها …مهما كانت قوتك و جبروتك ..
ضغطت علي موضع قلبه بأظافرها ثم أكملت بجنون : الي بيدق جامد تحت ايدي ده ملكي …جوايا و عمره ما هيخوني و لا هيعرف يكون مع غيري
مال عليها ليقرب وجهه من خاصتها ثم قال بتجبر : بتتحديني صح …تمام بكره هكون خاطب غيرك يا جنه و محدش هيقدر يفتح بوقه بكلمه ….الكل عارف شرطي عشان أوافق علي جوازي منك
….تخشب جسده حينما هجمت عليه تقبله بعنف رغم جهلها كي تمنع تلك التراهات التي يتفوه بها
وقف عاجز لعده لحظات لا يستطع تحريك انش في جسده
تمالك حاله بشق الانفس و مد يده كي يبعدها….تفاجأ بزراعه تلتف حول خصرها كي يرفعها و يقربها له أكثر
استلم هو دفه تلك القبلة المجنونة بل ذاد جموحا و رغبه اشتعلت داخله سريعا حينما لفت ساقيها حول خصره ثم وضعت كفيها خلف راسه تقربه لها أكثر مخافة ابتعاده
انهارت حصونه الواهية …غيب عقله تماما و ترك قلبه يقوده نحو حبيبته التي تذوب فيه عشقا
قبل و قبل و قبل حتي انقطعت أنفاسهم و بمجرد أن ترك ثغرها كي يلتهم عنقها
همست له بجنون : انت بتاعي …و انا لا يمكن هكون لغيرك …افهم ده كويس …
قضم عنقها بغل انتقاما من حديثها الذي اشعله أكثر
تحرك بها تجاه الفراش ثم ألقاها عليه بعنف …نثر قبلات مجنونه علي ثائر وجهها و هو يقول من بينهم بهمجيه : انتي لعنه ….لعنه ملعون أبو الي سماكي جنه
ضغط علي جسدها بجسده و مد يده كي يمزق ثيابها و هو يكمل بجنون : انتي نار …جهنم الي بتعذب فيها
بس خلاص …مش هسيبك تحرقيني تاني
كاد أن يهبط الي نهديها الا انه سمع طرقً فوق الباب
نظرت له برعب فقال بهمس : ردي
مين …هكذا سالت بصوت مهزوز
وجدت اختها تقول بهمس : بابا دخل يتوضأ
و فقط …تحركت سريعا من أمام الباب لتعود الي غرفتها قبل أن يراها الحج ربيع
اما هو كاد أن يحطم أسنانه من شده ضغطه عليها…لا يستطع البقاء و لا يقوي علي الابتعاد لكنه أجبر حاله علي تركها ….
نظر لها بغل و غضب شديد ثم قال بهمس : مش هعديلك الي قولتيه ….هحاسبك يا بنت الكلب و هوريكي
نظرت له بتحدي مع ابتسامه متشفية شقت ثغرها
كاد أن يبرحها ضربا الا انه سمع صوت تنحنح والده من الخارج
اقترب من الباب ثم وضع أذنه فوقه …بمجرد أن سمعه يفتح باب غرفته ثم يغلقه ….فتح هو الآخر و نظر بحظر
انطلق للخارج بعدما وجد المكان خاليا دون أن ينظر إليها
نظرت إلي مكان اختفاءه و قالت بعناد : اهبل ده و لا ايه …قال يتجوز غيري قال
لاحظ شرود ولده منذ أن عاد الي المنزل علي غير العادة
سأله باهتمام : مالك يا عدي في حاجه معاك في الشغل
رد عليه بحيره : لا يا بابا زي الفل اطمن بس أنهارده كنا بنداهم وكر عصابه بتخطف الأطفال الحمد لله لحقناهم الا تلت عيال بس لقينا جسسهم فاضيه …أخدو كل الاعضاء منها
شهقت سمر و سعاد و معهم روجيدا …هز راسه بحزن ثم اكمل : اول ما رجعنا علي القسم اتصالنا بأهالي العيال و سلمناهم الحمد لله في اربعه بس كانوا أطفال شوارع هنسلمهم بكره لأي ملجأ
سأله سالم باهتمام : طب ما هو كده الدنيا فل …امال مالك بقي
نظر له و قال : في منهم بنت عندها حوالي عشر سنين …البنت جميله و شكلها بنت ناس …لكن للأسف خارسه مش بتتكلم
مش عارف هي كده من الاول و لا فقدت النطق من الصدمة لما اتخطفت
سالم : انشروا صورتها و اكيد أهلها هيتعرفوا عليها أو حتي يكونوا عملوا محضر باختفائها
تميم : هنعمل كده يا بابا بس المشكلة ان حاولنا نخليها تكتب اسمها حتي خافت و عيطت شكلها عامل زي المتوحدين أي حد يقرب منها تخاف و تعيط
عدي : البت دي صعبانه عليا اوي لو راحت الملجأ هتتبهدل
ردت سمر سريعا : طب ممكن تجيبها هنا لحد ما تلاقي أهلها
نظر لها سالم بذهول ثم قال: ازاي بس يا بابا غير أنها مسؤوليه كبيره …قانونا مينفعش
نظرت له بحزن ثم قالت برجاء : عشان خاطري يا سالم …من كلام عدي البنت قطعت قلبي …و بعدين انت وزير الداخلية بحالها محدش هيقدر يقولك لا
تدخل عدي سريعا بفرحه : و حياه البابا عندك ما تقول لا …و الله لو شوفتها هتصعب عليك
تميم بمزاح : قلبك قلب خصايه يا حبيب اخوك
ردت عليه روجيدا بغيظ مازح و لكنها تعمدت أن تقول له ذلك بعد أن علمت بما حدث مع ايلا : مش احسن من اللي قلبه حجر و مش بيحس بحد
نظر لها بغيظ ثم قال : بت انتي ….خليكي في حالك ماشي روحي شوفيلك كلمتين يا فاشلة
نظرت لأبيها بحزن ثم قالت : أنا فاشلة يا بابي …شايف ابنك بيقولي ايه
عض شفته السفلي بغيظ ثم قال : ده مش ابني يا قلب أبوكي …ده ابن كلب سيبك منه بكره تبقي دكتوره قد الدنيا و تغيظيه
قبلت وجنته بحب ثم قالت : احلي سلومتي فالدنيا كلها
نظرت لها سمر بغيره ثم قالت : احلي سلومة من بعيد …مش هيفتحها مبوسه
سحبها من كتفها ليضمها بحنو ثم قبل رأسها و قال : أنا مش بابوس غيرك انتي يا بابا
ردت روجيدا بغيظ : يا سلام طب و انا بتبعني عشان مراتك مكنش العشم يا سيادة الوزير
كاد أن يراضيها كما يفعل الا ان امه قاطعته و هي تقول بغلب: تعالي يأبني اسندني ادخل اوضتي قبل ما عركة الضراير تشتغل
ألتف الجميع حول مائدة الافطار صباحا و قد تفاجؤو بعوده ذلك الذي يجلس ببرود
نظر إليها بتشفي قابلته بنظره أكثر تحدي قتلت في مهدها حينما سمعته يقول لأبيه: حج ….انا قررت اخطب ….
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظرووووني
رواية خطايا داخل الجنة الفصل العاشر
لن تصدق تلك التراهات التي تفوه بها …ابدا لن تصدقها رغم ارتعاشه قلبها بل بكائها دما
حتي العقل يرفض تصديق ما سمعته
الجميع ينظر له بذهول
عن أي ارتباط يتحدث ذلك الغبي
تطلع له اخويه بغيظ بينما قال ابيه : خطوبه ايه يأبني …دانت لسه كاتب من مفيش
أبتسم ببرود رغم تمزق قلبه من الداخل ثم قال : ايه يا حج انت نسيت اتفاقنا و لا ايه…انا اصلا كنت ناوي افاتحك في الموضوع ده بس الي حصل خلاني أئجله
سأله ربيع بغيظ : و انت كده أجلته لا كتر خيرك و الله
تطلعت له هويدا بحنو ثم قالت : و مالو يأبني حقك شوف مين العروسة و انا هروح اطلبهالك
نظر الي تلك التي تدعي الثبات ثم قال : يا ريت يا حجه هي مش غريبه نجوي بت عم فتحي
هنا …لم تقوي علي ادعاء البرود
نظرت له بصدمه و لسان حالها يقول : ملقتش غير دي عشان تقهرني بيها
قرأ ذلك داخل عيناها …فرد بعينه و هو متأكد أنها ستفهم ما يريد قوله دون أن يتفوه بحرف : عشان تبقي تتحديني
تابعت صباح حرب النظرات بقلب مشفق عليهما
تعلم أن وراء تلك الأفعال سر كبير يجب أن تبحث عنه و تعلمه جيدا حتي تريح قلبيهما من ذلك العذاب
احمد بغيظ مكتوب : ملقتش غير فتحي النتن و تناسبه
رد عليه ببرود : عادي انا ليا البت مليش دعوه بأهلها
نظر الي هويدا ثم قال : هتروحي أنهارده بعد المغرب انتي و مرات عمي …اطلبيها و قوللهم قرايه الفاتحة الجمعة …يعني بعد بكره و الفرح الجمعة الي بعدها
و فقط …أنتفض من مجلسه بعدما شعر بألم قوي يمزق احشائه…لا يريد أحدهم أن يشعر بما داخله و أيضا…لم يقوي علي تحمل رؤيه ذلك العتاب القاسي الذي ملأ عيناها الحزينة
اتجه الي الخارج و هو يقول : أنا رايح المصنع …خلص و حصلني يا احمد…و انت يا عمار لو خلصت شغلك بدري عدي علينا
ربيع بحزن : الواد ده انا مش عارف دماغه فيها ايه …الله يهديك و يصلحلك حالك يابني
تجلس شارده فوق فراشها منذ ليله أمس ….قلبها ينبض بشده
لا تتخيل أنها ستقابله اليوم …فقد حادثها ليلا و اتفق معها أن يصطحبها بعد انتهاء عملها ليجلسوا معا في مكان عام
قلبها يخفق بشده لا تعلم من أين تأتي بالقوة كي تسمع حديثه عن اخري و هي التي عاشت سنوات تعشقه سرا
تتبع أخباره…و رغم بغضها لحضور المناسبات الا انها تذهب بقلب لهيف الي أي حفل تعلم بتواجده فيه
و ها هي الآن تخرج من بوابه الشركة الرئيسية بخطي ثابته اتقنتها جيدا
اتجهت نحو سيارته التي تقف أمامها…ابتسمت بارتعاش قضت عليه سريعا و هي تصعد بالمقعد الامامي
أبتسم برزانه ثم قال : كنت خايف يوسف يرخم عليكي و ميخلكيش تمشي في ميعادك
ألتفت له و قالت : اصلا مشي من بدري الحمد لله أنهارده محتكش بيا خالص
بدأ في القيادة و دارت بينهما أحاديث بسيطة الي أن وصل إلي احدي الكافيهات المطلة علي شاطئ البحر
بعد أن جلسا حول احدي الطاولات و طلب من النادل قدحان من القهوة كما طلبت هي و يفضل هو
تنهد بحيره ثم قال: رغم اني مش صغير في السن …و رغم أن شغلي معتمد علي طريقه تفكيري و ذكائي الا اني بجد عاجز عن حل مشاكلي مع لميس
مش عارف العيب فيا و لا فيها …او يمكن فرق السن هو الي عامل الفجوة دي
تطلعت له بهدوء ثم قالت بتعقل : فرق التربية و التفكير
نظر لها بعدم فهم فأكملت : في اختلاف شاسع بين تربيه طنط سندس و طنط رانيا …بدليل أن اخواتك البنات و كمان روجيدا مع لميس في نفس المدرسة….بس هي حاجه و هما حاجه تانيه خالص
التفكير هنا بيفرق كتير يا نوح …مشكله لميس أن دماغها فاضيه معندهاش استعداد تفكر اصلا
مامتها علمتها أن اللبس و الفلوس و التكبر علي الناس هما اساس الحياه….و ده أكبر غلط بدليل مثلا روجيدا بنت اخويا…أبوها وزير و أخواتها ظباط رغم كده بتتعامل مع الناس كأنها بنت عاديه …حتي طريقه لبسها محترمه غير باقي البنات الي في سنها
أشعل سيجاره ثم قال : بحاول اغيرها و أعلمها…بحاول علي قد ما قدر بس للأسف كل ما احس انها هتبدا تتغير …امها تهد كل ده و ترجعني معاها لنقطه الصفر
نحت قلبها جانبا و تحدثت بحكمه و عقل كي تساعده و تنير له عقله الغافل عن أشياء كثيره
تطلعت له بهدوء ثم قالت: نوح …امتي حسيت انك بتحبها …و هل حبك ليها بيكبر جواك و لا ثابت عند نقطه البداية
هل لميس بتشاركك مشاكلك…حتي لو مش هتلاقي حل بحكم سنها بس علي الاقل بتسمعك
طب امتي حسيت انك مخنوق و محتاجها و لقيتها بتهون عليك و بتحاول تطلعك من الخنقة الي انت فيها
وقت ما بتزعل منها بتصالحك ازاي ….هل بيفرق معاها زعلك و لا بتعند معاك لمجرد أنها متطلعش هي الغلطانة
السؤال الأهم من ده كله ….انت حبيت فيها ايه
و هل اصلا حبيتها و لا كان مجرد اعجاب أو انبهار بما انك ملكش أي علاقات قبلها زي باقي شباب العيلة لما بتتخاصمو بتقعدو قد ايه متكلموش بعض و مين الي مش بيقدر علي بعد التاني انت و لا هي و وقت البعد بتحس أن فيه فراغ و وجودها فارق معاك و لا حاجات تانيه بتشغلك عنها
كل ده انت بس الي تقدر تجاوب عليه يا نوح
انت مش محتاج حد يحل مشاكلك معاها
انت محتاج تقعد مع نفسك و تجاوب علي كل الأسئلة دي …وقتها بس هتقدر تحدد هي ايه بالنسبه ليك أو إذا كنت فعلا حبيتها و لا مجرد بنت جميله قربت منك و انت حبيت القرب ده
كان يستمع لها بذهول …لأول مره أحدهم يضع أمامه مرأه الحقيقة …يري من خلالها أشياء كثيره كان غافلا عنها
لا يذكر يوما أشتاقها فيه حتي لو ظل اسبوعً لا يحادثها….لم يفتقدها بل دائما ينتظر عودتها بشجار جديد
لم يفكر أبدا بكل تلك الأشياء التي وضعتها تلك الحكيمة أمام عينه بمنتهي السلاسة
تطلع لها بنظره يملأها الحيرة ثم قال : انتي مين
ضمت بين حاجبيها و قالت بعدم فهم : يعني ايه مش فاهمه
أبتسم و قال : مكنتش متخيل ان عقلك كبير اوي كده …يمكن عشان الكام مره الي اتقابلنا فيهم مكنش فيه بينا اكتر من السلام ….بس بجد طلعتي حاجه تانيه غير الي كنت متخيلها….شكرا انك سمعتيني و شكرا انك حطيتي قدامي حاجات عمري ما فكرت فيها
انا فعلا لازم اقعد مع نفسي و افكر في كل الي قولتيه يمكن الاقي حل
تطلع لها بصدمه و عدم تصديق …ماذا تقول تلك المختلة
سألها بغيظ : رانيا …انتي جرالك حاجه يا حبيبتي يوسف مين الي يخطب روجيدا
تطلعت له بغل ثم قالت : يوسف ابنك يا ماجد…ابتسمت بجانب فمها ثم أكملت بمغزي ايه للدرجة دي كبرت و مبقتش مركز …حكم السن بقي
تطلع لها بغضب ثم قال : اتلمي يا رانيا و بلاش كلامك الي يحرق الدم ده …انا عارف قصدك كويس
و انا مش مقصر معاكي عشان تقولي حكم السن و زفت علي دماغك
صرخت به بغل: ننننعم مش مقصر مع مين …انت من اول يوم و انت مقصر اصلا….من ساعه ما اكتشفت طبعك الزفت و انا عايشه في نار
عمري ما حسيت اني ست و لا أن معايا راجل زي بقيت الستات الي حواليا …و دلوقتي لما كبرت و مبقتش قادر
بقيت ماشي بالبرشام و الأدوية الي بتوصي عليها من كل بلد شويه عشان بس تقدر تقضي معايا خمس دقايق و لا عشره بالكتير
انت دفنتني بالحياة
نظر لها بغضب جم ثم قال : جري ايه يا روح امك …ام الاسطوانة المشروخة دي مش ناويه تبطليها …كل ما تكوني عايزه حاجه لازم تفتحي الموضوع ده عشان انفذلك الي انتي عايزاه كفاية بقي …انتي متحملتيش ببلاش يا رانيا …خدتي تمن كل ده من فلوسي و شقايا و شقي ولادي
خدتي تمن كل ده لما سمعت كلامك في حاجات كتير خسرتني ولادي الي عمرهم ما اعتبروني ابوهم ….اي واحد منهم لما بتحصل معاه حاجه بيجري علي سعيد عشان يساعده أو ياخد رايه
و حاجات كتير ملوش لازمه اتكلم عنها لأني اتكلمت كتير
صرخت بجنون : ياااااه…دانت طلعت ملاك و انا الي شيطان …انت نسيت أن امي و ابويا ماتوا و هما غضبانين عليا بسببك
و اخويا الوحيد سافر من غير ما يسلم عليا و لا يعرفني اصلا انه هيشتغل بره
حتي لما بينزل اجازه بعرف بالصدفة ….اعتبر نفسه ملوش غير اخت واحده …السوسه بنت الكلب الي عايشه دور المضحية عشان تاخد الكل في صفها
زفر بحنق و قرر أن ينهي ذلك الشجار الذي لن يجدي نفعا كالعادة
تطلع لها بقوه ثم قال: شيلي سمر و عيالها من دماغك …احنا مش قد سالم الشريف و لا هو هيسمح اننا نقرب من ولاده
كفاية عليكي نوح ابن سعيد اهو بردوا مش قليل بس يا رب يكمل مع بنت و ميزهقش من تفاهتها و غرورها الي مخليها حاسة ان مفيش حد زيها
نظر لها بقوه ثم اكمل بتحذير : بقولهالك لأخر مره …ابعدي عن سالم و مراته احنا مش قدهم
تطلعت له بغل و حقد كبير …بداخلها عاقده العزم علي تدميرهم جميعا فقد انتظرت كل تلك السنوات تخطط و تدبر كي تنتقم منهم …و لن يثنيها أحد عن فعل ذلك
مر يومان في هدوء حزر …تم قراءه الفاتحة علي أحد فتيات الحي …لم تقوي علي الحضور
و لم يجبرها أحد علي ذلك …تمثل اللامبالاة و داخلها ينزف دما
و تلك الخبيثة التي تلاحظ عشقها له منذ فتره
ضغطت علي الجرح و هي تطالبها ببراءة مزيفه أثناء وجودها هي و امها في منزلهم : بالله عليكي يا جوجو خدي اجازه بكره من الكلية عشان تختاري معايا الفستان …زوقك بيعجبني
تطلع لها ببرود ينتظر ثورتها لكنه تفاجأ بها تقول بهدوء غريب : و مالو يا نجوي …هختارلك احلي فستان
مسيرك هتردهالي و انا بختار فستان فرحي أن شاء الله
سألتها ام نجوي بخبث : ياختي مأنتي زي القمر و متعلمه هي الرجالة انتصت في نظرها و لا ايه مفيش حد اتقدملك
ردت عليها صباح بقوه : كتير و الله يا حجه بس مش عاجبها حد ….بكره يجيلها الي يستاهلها و يحطها تاج فوق رأسه
هويدا : الشقة جاهزة من كله و متوضبه…شوفي يا عروسه لو حابه تغيري فيها حاجه براحتك يا حبيبتي
قامت من مقعدها بهدوء بعد أن ألقت عليه نظره مفادها: تعالي عايزاك
اتجهت نحو الداخل و هي تقول : هحضر الغدا قبل ما تطلعوا …و فقط ذهبت الي وجهتها و هي تراهن علي لحاقه بها
بعد مرور عده دقائق جعلتها تفقد الامل و خساره الرهان …سمعت تلك الحرباء تسأله بلهفه و غيظ مكتوم : رايح فين يا فؤاد
رد عليها ببرود : هعمل تليفون شغل و جاي
ابتسمت بهم حينما اخبرها قلبها انه اتي إليها…وقفت أمام المقود تتصنع الانشغال بتجهيز الطعام
ارتعش جسدها رغما عنها حينما سمعته يقول : عايزه ايه
ألتفت لتواجهه …اعتبر قلبه الما حينما رأي كم الوجع الذي يصرخ داخل عيناها
سألته ببهوت : يعني فهمتني يا فؤش …عرفت اني عايزاك و جيت ورايا …طب كويس انك لسه بتفهم …او بتحس
رد عليها بغل : انتي عايزه تعملي مشاكل و لا تحسسيها أن فيه حاجه بينا اخلصي يا جنه قولي عايزه ايه انا مش فاضيلك
أغمضت عيناها بوهن ثم اقترب خطوه لتقترب منه و تقول بصوت مذبوح : مطلعهاش شقتي …هموت لو واحده تانيه دخلتها …
كاد أن يدفنها داخل ضلوعه …يخبرها أن من المستحيل أن تأخذ أي انثي مكانها
الا انه تمالك حاله في آخر لحظه و قال ممثلا البرود الذي كذبته نبرته المتحشرجه: بس دي مش شقتك يا جنه …من حقها تشوف شقتها و تعمل الي عايزاه فيها
بشق الانفس منعت تلك الدموع التي تجمعت داخل مقلتيها حتي لا تبكي أمامه و قالت بنبره تقطر حزنا : متقهرنيش اكتر من كده …مستاهلش منك كل ده و الله
و فقط …تركته و غادرت نحو المرحاض كي تستجمع شتات قلبها الممزق و داخلها رهانً آخر…لن يخذلها …لن يسمح لأحد غيرها أن تطأ قدمه …جنتها
أما هو …وقف يصارع قلبه الذي يعتصر ألما علي صغيرته ….رفض تماما الانصياع لعقله الذي يحثه علي إكمال ما بدأه و قد قرر ذلك بعدما عاد إليهم
لكنه وجد نفسه عاجزً عن فعلها …بدلً من أن يجلس معهم
اتجه نحو الباب سريعا ليغادر المكان بأكمله…سألته نجوي بلهفه و ذهول : رايح فين انت هتسبني و تنزل
رد عليها بغضب دون شعور : اومال هقعد جنبك و لا ايه …رايح اشوف اكل عيشي
كادت أن تتشاجر معه الا ان امها منعتها سريعا حينما وكزتها بخفه و هي تقول : ربنا يسهلك الحال يا حبيبي …متعطلش نفسك روح شوف اكل عيشك و احنا هنطلع مع الحجه نشوف الشقة و تبقي نجوي تقولك عالي عايزاه بينك و بينها
قلبها يخفق بجنون …تقف متواريه تنتظر رده الذي سيحييها أو سيقتلها في الحال
و ها هي تبتسم بانتصار بعدما كسبت رهانها للمرة الثانية علي التوالي
حينما سمعته يقول : نسيت المفتاح في المكتب …ابقي تعالي أي يوم تاني …و فقط غادر سريعا دون أن يعطي لأحدهم فرصه للرد
لم يكتفي بهذا فقط بل اتصل علي صباح أثناء هبوطه الدرج و حينما سمعها تقول : أيوه يا….
قاطعها سريعا و هو يقول : متقوليش أن انا ….قولي لأختك الهبله متتبرعش بشويه جدعنه
سألته بعدم فهم : يعني ايه
رد عليها بغل : يعني متقولش أن فيه نسخه تانيه من المفتاح…و ياريت متخلهمش يطولوا في القعدة مش تكيه هي
نظرت لجنه بانتصار ثم قامت من مجلسها لتدلف الي شقتها كي تتحدث معه بحريه
سألتها ام نجوي بسماجه: رايحه فين يأم باسم
ردت عليها ببرود : الواد عايز حاجه من جوه هجبهاله و ارجع علي طول
بمجرد أن دلفت شقتها قالت بغيظ : انت يا واد مش عارف عايز ايه…مطلعتش أنهارده هتطلع بكره
أكملت بحزن و حنو دون أن تشعر بالتي تقف خلفها : ليه وجع القلب يابني …ايه الي جابرك علي كده فهمني
تنهد بهم أثقل قلبه ثم قال بمزاح مفتعل كي يهرب من الإجابة : في ايه يا بوحه …هو انا قولت ايه لد كله …بلاش تعيشي دور المفتش كرومبو ده كفاية عليكي رجب تعمليه معاه
ابتسمت بهم ثم قالت بثقه : هتلف تلف و هتجيلي تترجاني عشان اساعدك …وقتها هقولك يفتح الله
كاد أن يرد عليها الا انها أكملت كذبا بكيد : اااه صحيح قبل ما انسي…قول للصفرا الي بالتنا بيها جنه مش فاضيه تنزل تلف مع حد …اصلا من بكره هتنزل الصبح مش هترجع غير بالليل
سألها بتوجس بعدما شعر أن الاتي لن يعجبه : ليه أن شاء الله …انا معايا جدولها سواء الجامعة او الكورسات
رفعت حاجبها الايسر ثم قالت بتحدي: أصل المعيد الي مكنتش عايزه تحضر عنده ….كلمها عشان ترجع اصله معجب ب….بشطارتها و قالها لو مش حابه تحضر مجموعه هيديها برايفت
أحااااااا…هكذا نطق بغضب جم أعقبها شخره قويه جعلت المارة يتطلعون له بزهول ثم قال : و مين هيسمحلها تروح عنده …دانا اجيب رقبتها تحت رجلي …صبااااح قوللها بلاش تلعب بالنار عشان هي الي هتتحرق بيها
ردت عليه ببراءة مصطنعة: في ايه يا واد مالك …هي عملت ايه غلط يعني…المادة صعبه و هي ضعيفة فيها ايه المشكلة لما تاخدها برايفت يعني انا بعرفك بس عشان متفكرش أنها مش فرحانه ليك و لا أنها مش عايزه تساعد عروستك في حاجه …بس متقلقش ياخويا يوم الفرح هتاخده اجازه عشان تروح معاها من البيوتي سنتر من اول اليوم
ملعون أبو الكلية علي ميتين ام المعيد الي لو فكرت ترحله هكون جايبها من شعرها في نص الشارع انا حظرت و خلاص ….و فقط أغلق الهاتف في وجهها دون أن يضيف المزيد
انطلقت ضحكات صباح الشامتة دون أن تهتم بصدمه جنه التي تناظرها بزهول
ربتت علي كتفها و قالت بشماته : سمعتي طبعا قله أدبه….احيييه يا بت دانا خوفت و ربنا بس يستاهل …هو الي مسك النار بأيده ميقولش أي بقي لما تحرقه
لطمت جنه وجنتيها و هي تقول برعب : يا نهار اسود …نار ايه الي تحرقه ده هيولع فيا انا …لحقتي تألفي الفيلم ده امتي يا صباح
نظرت لها بغيظ ثم قالت : جمدي قلبك يا بت و متخافيش و لا تحتكي بيه …سيبيني انا عليه لازم اعرف سبب الي بيعمله ده كله
استحاله يعذب نفسه و يعذبك معاه عشان بس انتي بنت مرات ابوه
ألقت نفسها داخل احضان خالتها الحنونة ثم قالت ببكاء : بس خلاص مبقاش ليا يا بوحه …الفرح كمان أربع ايام …مش هقدر احضر …هموت لو شوفته في حضن غيري
انا لسه عندي امل انه مش هيعملها بس كل حاجه حواليا بتقول انه مش هيرجع عن الي في دماغه …هموت يا صباح هموت لو عملها
ضمتها بحنو ثم قالت : بعيد الشر عنك يا قلب خالتك …هيرجع و هيجيلك راكع وقتها مترحمهوش …الواد ده في حاجه كبيره جواه هي الي مخلياه يعمل كده …و انا مش هرتاح غير لما اعرفها
جلست بشرود داخل غرفتها …كلما أمسكت الهاتف كي تحادثه …تجد نفسها عاجزه عن أخذ تلك الخطوة
ألمتها تلك الكلمات السامه التي قذفتها في وجهها تلك الخبيثة حينما قالت : انتي ليه مش فرفوشه زي اختك يا ميرو ….الحته كلها بتقول عليكي متكبرة و شايفه نفسك عليهم
عكس جنه الي بتمشي تناغش في طوب الارض
سالت دموعها بوهن …هي ليست بالمتكبرة هي فقط تخاف الاختلاط …لا تجيد الرد علي اي حديث
تخشي دائما المشاكل لذا تأخذ جانبً من الجميع
حتي حبيبها تجد بداخلها الكثير من الأشياء التي تريد أخباره بها لكنها تفشل في التعبير عنها
و كلما قررت كسر حاجز الصمت تعود سريعا الي قوقعتها….حتي حينما أعطاها مهله اسبوع كي تحدد مصير علاقتهم سويا
لم تقوي علي أخذ خطوه…و هو استمر علي التجاهل رغم أشتياقه لها
و الآن…كلما قررت أن تتصل به تعود سريعا و تترك الهاتف جانبً حينما لا تجد ما تقوله له
زفرت بهم ثم أمسكت الهاتف و طلبت رقمه سريعا و هي تقول بتصميم : لازم اتغير …احمد يستاهل أن أحاول عشانه …مش هسيب خوفي و ضعفي يضيعه مني ابدااااا
متمدد فوق فراشه يدخن سيجارته بشرود
يتذكر ما يعانيه مع من ملكت قلبه و روحه
لما لا تبادله
لما تتخذ من الصمت سلاحا تذبح به قلبه
فاق من شروده علي حديث ذلك الهمجي الذي لا يكلف نفسه أنتقاء كلماته كي لا يجرح أخيه
فؤاد : هتفضل كده زي الولية المطلقة ما تنشف ياض و غورها في داهيه بدل وجع الدماغ الي انت فيه ده و لا خايف من زعل الحج علي البرنسيسة
أعتدل بغيظ ثم قال : ما تبطل طريقتك دي انا مش ناقص حرق دم
رد عليه بغضب و كأنه يحادث حاله : انت الي حارق دمك يا حبيب اخوك ايه الي يجبرك تفضل مع واحده مش مدياك ريق حلو و كل تصرفاتها بتثبت انها مش عايزاك
رد عليه بوجع : قلبي بيقولي انها بتحبني بس هي طريقتها كده
انت عارف اميره طول عمرها منطوية لدرجه الناس كلها بتقول عليها معوجة و هي اغلب من الغلب
تطلع له بسخريه ثم قال : و حيات امك
انت مصدق نفسك ياض …الي بتحب بجد بتعمل قرده عشان توصل لقلب حبيبها بتجننه بتقرب منه طول الوقت انما دي اول ما تشوفك تجري علي اوضتها تقدر تقولي ليه مش عايزه تمم جوازك منها لحد دلوقت مع انك كاتب عليها من أربع سنين
نظر له بحيره و لكنه قلب الحديث عليه حينما قال : كأنك بتوصف جنه و الي بتعمله معاك
زخم…ضجيج…صراخ داخل قلبه بمجرد ان سمع اسمها
لكن ذلك المتجبر سيظهر كل ذلك
لا و الله
بمنتهي البرود و القسوة قال : دي حتت عيله هبله مين دي الي ابصلها بكره اجبلها عريس يخلصني منها و تغووور بقي عشان ارتاح
تطلع له بقوه و هو يسأله: و هترتاح يا حبيب اخوك
رد بكل ما أوتي من غل و غضب تملك منه منذ أن حادثته خالتها و ما زادت غضب رفضها لكل اتصالاته طوال اليوم بل و كي تشعله أكثر تقرأ كل الرسائل التي راسلها بها و لا تكلف نفسها عناء الرد عليه
نظر امامه بغل ثم قال : مش هرتاح غير لما اطلع ميتين أبوها و اكسر دماغها عشان تعرف متردش عليا ازاي …و فقط انطلق الي الخارج و منه الي الأعلى بكل ما يحمله من غضب و غل و غيره اشعلتها صباح ببضع كلمات بسيطة
بمجرد أن وصل إلي غرفتها دلف سريعا ثم أغلق الباب خلفه
بمجرد أن رفع عينه تصنم موضعه حينما …..
اما عن اخيه فقد انتفض من مرقده حينما سمع نغمتها الخاصة ….استقبل الاتصال سريعا
كاد ان يتوقف قلبه حينما سمعها تقول : …….
ماذا سيحدث يا تري
سنري
أنتظرووووني
رواية خطايا داخل الجنة الفصل الحادي عشر
نظر لشاشه هاتفه باستغراب ثم تطلع الي اخيه الجالس معه داخل غرفته و قال باستغراب : و دي ايه الي مخليها تتصل بيا
تطلع له عدي و قال : مين ديه
تميم : لميس ….غريبه أنها تكلمني في وقت زي ده
عدي : هي كلمتك قبل كده و لا ايه
رد عليه بحيره : من فتره اتصلت و فضلت ترغي في كلام ملوش اي تلاتين لازمه و بعدها قطعت
كاد أن يرد عليه الا انها أعادت الاتصال مجددا بعد أن انقطع في المرة الأولي
فتح الخط و قال بهدوء : لميس …عامله ايه اخبارك
ردت عليه من بدلال : تمام …انت اخبارك هو انا لو مسالتش انت متسالش احنا يعتبر قرايب يعني
زوي بين حاجبيه و هو ينظر لأخيه بحيره ثم قال : لا ابدا بس الشغل و كده انتي فاهمه بقي
لميس : شغل ايه يا تميم مانت مقضيها مع البنات ….ضحكت بغنج ثم أكملت بتبجح: اعتبرني واحده منهم يا باشا و لا منفعش
رفع حاجبه الايسر ثم قال بابتسامه شقيه : لا ازاي …دانتي تنفعي و تنفعي كمان
بس للأسف بحكم القرابة الي بتقولي عليها …انا الي منفعكيش
سألته بعدم فهم : يعني ايه
رد عليها بجراه : يعني انا سكتي شمال يا لولو …جبتلك مالاخر عشان مبحبش اللف و الدوران ..انا مش بتاع رغي في الفون و لا قاعده في كافيه
ضحكت بفجر ثم قالت : ايه البجاحة دي بجد …طب انا كمان هجبلك من الآخر انت عجبني و من زمان اوي
ايه رايك نجرب مع بعض لو مرتحتش خلاص …بس الي انا واثقه منه انك مش هتقدر تبعد عني و لا تعرف غيري
ضحك برجولة ثم قال : ام الغرور الي انتي فيه ده …منكرش انك صاروخ بس برده مينفعش تتغري عليا …انا تميم الشريف حطي ده في دماغك
ظل يتحدث معها فتركه عدي بعدما نظر له بعدم رضي و اتجه الي الاسفل كي يطمأن علي جدته الحبيبة قبل أن يخلد الي النوم
وقف سريعا حينما رأي تلك الطفلة المسكينة و التي جاءت اليوم معه الي منزله بعد أن كتب إقرار علي نفسه بتحمل مسؤوليتها
وجدها تجلس فوق الدرج تبكي بهدوء …جلس جانبها فنظرت له بخوف
ابتسم بحنو و قال : اهدي يا حببتي متخافيش …بتعيطي ليه محتاجه حاجه و لا خايفه تنامي لوحدك
تطلعت له بحزن و براءة من بين دموعها المنهمرة …هزت رأسها علامه النفي
ربط علي خصلاتها برفق و أبتسم ليطمأنها حينما شعر بخوفها ثم قال : طب جعانة …عطشانة…عايزه حاجه حلوه
برقت عيناها بفرحه رغم بكائها و هزت رأسها
ضحك بخفه ثم قال : طب انا قولت تلت حاجات …انتي عايزاهم كلهم و لا حاجه منهم
ابتسمت باهتزاز فاكمل بمزاح بعدما امسك كفها بحنو و ساعدها علي الوقوف : اقولك تعالي اعملك كل الحاجات يلا هيصي و لا تزعلي يا ….
زوي بين حاجبيه و قال : أنا مش عارف اسمك …نظر لها بحماس طفولي ثم قال : ايه رأيك اسميكي ورده
نظرت له باستغراب فقال : انتي شبه الوردة بشعرك الاحمر ده …و جميله زيها برده …خلاص انتي من أنهارده ورده …ماشي يا وردتي
ضحكت بفرحه و صفقت بيدها علامه علي موافقتها بهذا الاسم الذي راق لها كثيرا
أنتفض احمد من فوق فراشه …كاد قلبه أن يتوقف حينما سمعها تقول بتلجلج : أحمد…اااا…انا بحبك و ربنا
قالتها سريعا و هي تلهث من شده التوتر
لا تصدق أنها تفوهت بها اخيرا
اما هو …لا يصدق و لن يصدق الا اذا قالتها أمامه بل بين يديه
كل ما فعله …القي الهاتف فوق الفراش و انطلق نحو الخارج يقفز فوق الدرج الي أن وصل أمام شقه ابيه الذي دلفها بهدوء عكس ثورانه
اتجه الي غرفتها سريعا بعد أن اطمأن أن المكان خالي
انتفضت من مرقدها حينما رأته يهرول تجاهها بصدره العاري
رغم نظرات الخوف المنطلقة من عيناها التي أوشكت علي البكاء ….و رغم محاولتها الصراخ الا ان صوتها قد حشر من شده الرعب
الا أنها نسيت كل هذا حينما أختطفها بقوه ثم حاوطها بزراعيه حتي كاد أن يحطم ضلوعها
رغم رهبتها من الموقف الا انها لأول مره تشعر بتلك الراحة و ذاك الأمان الذي غمرها به
دمعت عيناه و هو يقول بصوت متحشرج : مش مصدق نفسي …قوليها تاني عشان خاطري ….انتي قولتي بحبك صح
لفت زراعها حوله ثم هزت رأسها المدفونة في تجويف عنقه ثم همست : بحبك
هنا لم يقوي علي تحمل خفقان قلبه …ابعدها بقوه طفيفة و قام بالتهام ثغرها لأول مره منذ أن عقد قرانه عليها
رغم ارتعاشها و جهلها بما يفعل الا انها استسلمت له تماما
تركت روحها تهيم في سماء عشقه و لما لا ..يكفيها تحمله لها طيلة تلك الأعوام
يكفيها محاولات التي لا يكل و لا يمل منها كي يصل الي قلبها و سماع أي كلمه منها تروي عطش قلبه النابض بعشقها قبلها بنهم …بعشق ..بجنون
بفرحه احتلت كيانه
و حينما شعر أنها كادت أن تختنق …ابتعد بشق الانفس ثم نظر لها و قال بلهاث : وحشتيني يا قلب أحمد و روحه
أخيرااااا
ابتسمت باهتزاز ثم قالت بصعوبة: متزعلش مني …انا بحاول كتير بس مش بعرف …نظرت له بحزن ثم أكملت: اوعي تكون بتقول عليا زي الناس ما بتقول
انا مش متكبرة و الله يا احمد…انا بس بخاف من التجمعات و مش بعرف اعبر عن الي جوايا
ببقي عايزه اتكلم و ارد …بس بحس بحاجه خنقتني فجاه و الكلام بيتوه مني بلاقي عقلي فاضي ما فيهوش و لا كلمه …كل الي متحكم فيه الخوف و بس
كوب وجهها برفق ثم نظر داخل عيناها بقوه و قال : اوعي تخافي و انا معاكي ….الي يقولك كلمه أديله عشره …و الي يبصلك بصه مش عجباكي افقعي عنيه الاتنين كسري و انا اجبس يا قلب أحمد…اوعي يهمك حد
ابتسمت بفرحه ثم قالت : ربنا يخليك ليا و ميحرمنيش منك ابدا يا رب
عض علي شفته السفلي برغبه ثم قال بوقاحه و هو يملس علي ظهرها بإغواء : طب بقولك ايه …الصقها بجسده ثم اكمل بوقاحه : في حاجات كتير متأجله بقالها أربع سنين …لازم نلحقها بقي قبل ما تحمض
نظرت له بعدم فهم و قالت : حاجه ايه و تحمض ايه …انت جعان يا حبيبي اروح أحضرلك اكل
نظر لها برغبه جامحه ثم ضمها بقوه و هو يقول : أنا ميت من الجوع يا قلب حبيبك ….و فقط التهم ثغرها بجنون و بدأ يداعب مفاتنها التي تمني لمسها كثيرا
ارتعش جسدها بقوه و من شده خوفها سالت دموعها التي سريعا ما تذوقها
ابتعد سريعا و سألها بلهفه : مالك يا حببتي …بتعيطي ليه انا وجعتك
هزت رأسها برفض ثم قالت : لا …انا خايفه …انت اول مره تعمل كده
ابتسم بغلب ثم ضمها بحنو …ربت علي ظهرها بحنان ثم قال رغما عنه : متخافيش …انا بس كنت محتاج احس بيكي جوه حضني
واحده واحده الخوف هيروح …انا معاكي متخافيش و مش همل من الصبر
وقف مبهوتا رغم غليانه الداخلي …ماذا تفعل تلك المختلة …الا يعنيها كل ما فعلته …لم تهتم بارتباطي باخري
اذا اين حديثها الواهي عن ذلك العشق الكبير
رفعت رأسها لتنظر له ببرود ثم قالت : خير …في حاجه و لا ايه
تطلع لكل تلك الأوراق و الكتب الملقاة حولها فوق الفراش
نظر الي هاتفها الذي يصدح بأغنية شيرين ….صبري قليل ..
ناهيك عن خصلاتها التي رفعتها للأعلى بعشوائية و تلك البيجامة الملتفة حول جسدها المهلك بإغواء ….كل شيء يراه أمامه يؤكد له عدم اكتراثها باي شيء يخصه
تقدم منها بخطي وتيده…يطلق شرارات الغضب تجاهها من عيناه الملتهبة
وقف قباله الفراش ثم شد جسده بتباهي …وضع كفيه داخل جيوب بنطاله ثم قال بهدوء حزر : ايه الي صباح قالته ده
رفعت رأسها كي تنظر له بتحدي و هي تقول بعدم فهم مصطنع : كلام ايه مش فاهمه …
جز علي أسنانه غيظا ثم قال بغل: مااااشي هعمل مصدق انك متعرفيش ….مفيش كورسات عند الزفت الي بتقولي عليه ده
انتفضت من جلستها لتقف فوق ركبتيها و تشير له بتهديد : انت اصلا ملكش دعوه بيا و لا ليك الحق انك تدخل في حياتي …عندك الحربوقة الي خطبتها روح اتشطر عليها تماااام
ابتسم بتشفي حينما رأي الغيرة تلمع داخل عيناها …في لحظه كان يقربها له بعدما اخرج يده من جيبه و لف زراعه حول خصرها
نظر لها بتسليه و اشتياق حاول أخفائه …بدأ يباعد تلك الخصلات المتناثرة حول وجهها و هو يقول ببرود و مكايده: بنت …عيب دي هتبقي مرات اخوكي الكبير متغلطيش فيها …و بما أني اخوكي يبقي ليا حكم عليكم انتو الاتنين
نظرت له باستخفاف ثم الصقت جسدها به …ملست علي وجهه بإغواء و هي تقول : عندك حق …انت اخويا الكبير طبعا …حقك عليا أنا اسفه
تعمدت فعل ذلك لتري تأثيرها عليه و الذي ظهر جليا علي جسده الذي تصلب و ملامحه التي اشتعلت الرغبة بها
دون إدراك مال عليها كي يقبل ثغرها و هو مغيب تماما
الا انه تفاجأ بوضع كفها سريعا فوق فمه و هي تقول بشماته و تحدي : بتعمل ايه يا فؤش…هو في اخ يتحرش بأخته برده تؤ تؤ تؤ…عيب في حقك و الله
عض علي شفته السفلي بغل ثم امسك زراعيها بقوه و لفهم خلفها مقيدا اياهم بعنف جعلها تتأوه بألم اشعله أكثر
نظر لها بعيون مشتعلة من الغضب و الرغبة ثم قال : بلاش تلعبي بالنار يا جنه …انتي الي هتتحرقي بيها لوحدك
تطلعت له بقوه ثم قالت بقهر : هو انا لسه متحرقتش بيها …روحت قريت فاتحه اكتر واحده بكرهها…جيبهالي لحد هنا عشان تغيظني و تحرقني لسه قدامك فرصه يا فؤاد ….الفرح فاضله يومين انا معاك لحد ما اشوفك معاها ….بعدها صدقني و حياااات حرقه قلبي هتخسرني لو بكيت بدل الدموع دم مش هرجعلك
لو هموت في اللحظة الف مره مش هحن ليك
نظرت له بحزن ثم أكملت برجاء : أنا لسه بين أيدك…لسه في فرصه متضيعهاش
خاف …حقا شعر برعب يحتل كيانه ….يعلمها جيدا و يعلم صدق كل حرف تفوهت به ….ماذا يفعل …يعترف لها و يريح قلبيهما
يخبرها سبب ما يفعله …ام يقبل تحديها و يتحمل النار التي ستحرقه بها
و ما بين هذا و ذاك…وجدها تبتعد عنه بعدما فك قيدها دون أن يشعر
جلست بين أوراقها كما كانت ثم قالت دون أن تنظر إليه: انزل يا فؤاد …بابا قرب يصحي عشان الفجر ….فكر مع نفسك
رفعت رأسها لتنظر له برجاء و هي تكمل : لو رجعت هتلاقيني مستنياك …بس اهم حاجه تختار وقت الرجوع …بابي مش هيفضل مفتوح ديما غير كده هتخبط قبل ما تدخل من أنهارده اياك تدخل عليا من غير ما تخبط الباب الاول
شعر بالغضب يتملك منه حينما أخبره الحج ربيع بميعاد حفل خطوبه ولده الغبي
رد عليه بجنون : انت غلطان يا ربيع …حرام عليك مكنش لازم تسمع كلامه …الواد ده حمار و مش عارف بيعمل ايه
تنهد بهم ثم قال : و الله ما عارف …انا حاسس انه حطني قدام الأمر الواقع
في نفس اليوم الي قال عايز اخطب …هويدا راحت وتقدمت للبت …هوب تاني يوم قرأ فاتحه …هوب الفرح بعد اسبوع
و ادي الاسبوع خلص و بعد بكره هيلبسها الشبكة
جز علي أسنانه بغل ثم قال بوعيد : أنا متوكلتش للبت منظره و لا شفقه …انا بعتبرها زي روجيدا و الله لأخلي ابنك يندم علي وجع قلبها ده و انا الي هقفله ملكش دعوه انت بقي
ربيع بحزن : الاتنين ولادك …اعمل الي انت شايفه و ربيه ابن الكلب ده عشان انا مش قادر عليه
مر اليومان سريعا في ترقب و خوف …لم يقترب منها و لم تحادثه بعد آخر مواجهه بينهم
رغم مظاهر الفرحة التي تملأ الأجواء خاصا بعد أن تجمع شباب الحي للاحتفال به قبل الحفل بيوم …الان عائله الحج ربيع بأكملها داخلهم حزن و ترقب لشيء يجهلون ماهيته
بعد انصراف الشباب و صعود الرجال الي منازلهم….ألتهم الكثير من السجائر و التي لا يعلم عددها ثم جلس خلف ماكينة الخياطة خاصته
و التي يضعها داخل شقه صغيره في الطابق الأرضي
ينهي بيده المرتعشة اللمسات الأخيرة لذلك الثوب الذي صنعه خصيصا لها
لأول مره في حياته تدمع عيناه لكن كبريائه أبي ان تهبط دمعه واحده
سيترك دموعه لتحرق أحشائه …هو يستحق ذلك
قطع الخيط بغل ثم سحب الثوب و انتفض من مجلسه
تحرك سريعا نحو الخارج و منه الي الأعلى
لا يعلم لما تلك السرعة …اهو شوق اليها
ام…يريد رؤيه حسرتها داخل عيناها كي يشفي غليله
فتح الباب بهمجيه دون أن يطرقه…انتفضت من مجلسها بفزع
فقد كانت في عالم آخر…عالم مليء بالألم التي اعتادت عليه و لكن اليوم كان اضعاف مضاعفه
مثلت القوه كعادتها و صرخت به : مش قولتلك تخبط قبل ما تدخل
حقا ….لم يهتم بل قام بفرد الثوب امام عيناها الجاحظة
بدأ يتقدم منها بتمهل الي ان وقف قبالتها و قال بنبره خاليه من الحياه رغم تجبرها: قيسي ده
رغم كل وعودها الا تبكي امامه مره اخري …
الا انها رغما عنها دمعت عيناها و هي تسأله بقهر : ايه ده …انت عملي فستان فرحك بأيدك
ابتسم بجانب فمه ثم قال : ااااه
هل تلك الاااااه…اعلان موافقه علي حديثها …ام صرخة الم يريد أن يطلقها كي يسمعها العالم بأثره
أيها الاحمق لا تحتاج للعالم كي يسمع صوت تمزق قلبك …يكفيك تلك العاشقة الصغيرة التي شقت صرختك المتوارية قلبها لنصفين
هزت راسها بهم ثم قالت بسخريه : بس ده شكله فستان عروسه …و انا مجرد واحده من المعازيم
تطلع لها بقوه ثم قال بقسوة لا تناسب صرخات عينه الملتهبة : مأنتي عروسه …تطلعت له بعدم فهم فاكمل : عروسه الجنة …يا جنه
سألته بهمس مجروح : عروسه الجنة …زوت بين حاجبيها و اكملت بقهر : هو انا هموت بكره و لا ايه كده كفن مش فستان
هنا ….انهارت كل قواه ….يريد أن يلتقطها من دوامه الحزن الذي ألقاها بيده داخلها … يخبأها بين ضلوعه ثم يلقي عليها الف كلمه اعتذار و الف الف قبله ندم و عشق
لكن ذلك المتجبر بدلا من ان يفعل ذلك …القي الثوب ارضا بغل ثم امسك زراعها بقوه و هو يقول بمنتهي الغباء : ايوه هتموتي بكره لما تشوفيني في حضن غيرك تنكري
ثبتت عيناها بخاصته في تحدي و قوه تنافي تحطمها من الداخل ثم قالت : عندك حق …قبل أن يتشفى فيها اكملت بغرور يناسبها : بس تصحيح صغير
قلبي الي هيموت ….هدفنه مع اول لمسه ليك لغيري …مش هتكون موجود جواه
انما أنااااا…هكمل حياتي …هعيش من بعدك و هتفرج عليك لما تموت بقهرتك و غيرتك و انت شايفني مبسوطة مع غيرك ….افتكر كلامي كويس
وعد مني …هتعيش اليوم ده يا فؤاد و وقتها مش هرحمك
هل يتحمل تحديها له …ام نار الغيرة التي احرقت صدره هي التي جعلته يرفض مجرد التخيل
بمنتهي التجبر و الهمجية قام بشق ثوبها القطني و هو يقول بجنون : انتي ناسيه انك مراتي يا روح امك …هتكوني مع غيري ازاااي
لم تخاف غضبه و لم تواري جسدها عن عيناه المشتعلة …بل نظرت له بقوه منافسه لضعفها منذ لحظات ثم قالت : هطلع اجدع منك و مش هعرف حد و انا علي زمتك زي مانت عملت بكره خطوبتك علي غيري …عاملها فرح في أكبر قاعه فيكي يا إسكندرية عشت الدور اوي يا فؤش و رسمته صح
تمام ….حقك
و برده من حقي قبل ما تدخل بيها القاعة تكون مطلقني لان دي آخر فرصه ليك معايا
دمعت عيناها رغما عنها و هي تكمل بقهر و وجع : تخيل …هفضل صابره و مستنيه ترجع لحد ما توصل باب القاعة …بس اول ما تخطي برجلك جواه …هتبقي انتهيت بالنسبة لي لو روحي فيك
لم يقوي علي تحمل كل هذا…هو بشر مهما كان يحمل من القسوة و التجبر ما يجعله يخسر اعز ما يملك في الحياة
الا ان كل هذا يتحطم أمام حزنها الذي تسبب لها فيه
لا تعلم أن وجعه اضعاف …لا تعلم انه يموت في اللحظة الف مره
و لا تعلم انه يريدها الآن فقط ليطمأن قلبه الموجوع أنها مازالت ملكا له
و يخبرها بجسده ما عجز لسانه عن التفوه به أو الاعتراف لها بما يكنه داخل قلبه الذي كان أن يتوقف من شده خفقانه
كوب وجهها بقوه المتها ….نظر لها بملامح إجرامية ثم قال بجنون : فكري تعمليها ….عليا الحرام من ديني اقتلك…و حيات النار الي فقلبي و حارقه روحي هقتلك يا جنه
ردت عليه من بين دموعها المنهمرة : مانت قتلتني لما روحت لغيري
موت بموت يا فؤاد
نظر لها بجنون ….بعشق …بعذاب حطم فؤاده ثم التهم ثغرها بقوه …بلهفه …بخوف
لا يقوي علي فقدانها ….فعل كل شيء كي يجعلها تبغضه…رضي ان يتعذب وحده بعشقها
لكن منذ أن اعترفت له ….منذ أن سلمت له جسدها و قلبها في نفس اللحظة تملك الضعف منه
لم يعد يقوي علي تجاهل مشاعرها التي كانت واضحه وضوح الشمس
لكن ….من أجلها فقط سيصبح شرير الرواية …سيمثل القسوة و التجبر
من أجلها هي …فقط
ابتعد عنها بشق الانفس ثم قال بنبره خرجت من الجحيم: مش هتكوني ليا ….و لا لغيري
انتي مش جنه …انتي نار بتحرقني و بتعذب بيها …انا بكرهك و مكرهتش حد قدك
رفعت كفيها و حاوطت وجهه بارتعاش …نظرت له بعشق من بين دموعها المنهمرة ثم قالت : ناري برد و سلام علي قلبك يا حبيبي ….فداك روحي و قلبي و عمري كله
انا مش مهم….المهم انت تكون مرتاح
لو عارفه اني راحتك مع غيري هبعد
لو عارفه انك هتعيش من غيري هسيبك …لو عارفه انك هتقدر تتنفس بعيد عني هختفي من حياتك
بس للأسف …و لا انا و لا انت هنقدر علي ده
غامت عيناه بدموع كتمها سريعا …نظر لها برجاء الا تصدقه ثم قال : ابعدي عني …انا مش عايزك
فرحي بكره و بعد شهر هتجوز بلاش مشاكل و لعب عيال
هبطت يدها من فوق وجهه ثم ابتعدت سريعا
نظرت له بغل و غضب ثم قالت : اطلع بره …انا و اي مكان فيه متحرم عليك سااامع انت لعنه…اقسم بالله انت لعنه
ربنا يخلصني منك بقي
و ها قد جاء أصعب يوم في حياتهما معا …رأت تردده حينما هبط من سيارته بصحبه تلك العروس الحمقاء و التي تبتسم باتساع و فرحه دون أن تشعر بالنار المنقادة داخله
يتقدم بخطي بطيئة و كأنه يتقدم نحو هلاكه أو تجاه حبل غليظ سيلتف حول عنقه الي أن تزهق روحه
و برغم كل ذلك ….أرغم حاله علي أكمال الطريق الذي اختاره بمليء إرادته و …بمنتهي الغباء
تقف وسط الحضور …جسد دون روح
عيونها مليئة بالدموع التي تحارب الا تهبط و تشي بكم الوجع التي تشعر به داخل قلبها الذي ينزف دما
و لما لا و حبيبها امام عيناها يراقص عروسه التي اختارها بمليء ارادته
القي بكل شيء داخلها و داخله عرض الحائط و تزوج باخري
و هي …مجبره ان تكون أول المهنئين
تلاقت العينان ….واحده يملأها العتاب و القهر ك
و اخري مليئة بالحزن الذي يغلفه الكبرياء و العناد
عن اي عناد تتحدث ايها المختل …تلك اللحظة فقط ايقنت ان كل الأعذار التي صنعتها لك كانت مجرد خيط عنكبوت اتمسك به كي ابقي علي عشقك الذي سار بين اوردتي
و الآن فقط ….قررت أن اذيقك مما أذقتني اياه رغما عني
فلتتحمل جحيمي
شعرت بيد حانيه تربت علي كتفها
لفت راسها و نظرت لرفيقتها بعيون خاليه من الحياه
حينما وجدتها تقول بإشفاق: ميستاهلش ….تعالي نمشي كفاية كده
ابتسمت بقهر ثم قالت بقوه : لا مش همشي …انا هكمل الفرح للأخر و هرقص كمان …هحرقه زي ما دبحني
انا هخليكي تشوفي القهرة في عنيه و هو قاعد جنبها في الكوشة ….و بعدها ….هحرق قلبي لو فكر يحنله
هو باعني بمزاجه ….و انا هطلعه صدقه حتي تمنه مش عايزاه
نظرت لها روجيدا بإشفاق ثم قالت : بابا الي بعتني ليكي عشان تروحي معانا أنهارده ….عشان خاطري يلا
نظرت لها بقوه ثم ابتسمت بهم و قالت : تعالي سقفيلي….و فقط انطلقت نحو المكان المخصص للرقص و عيناها تنظر. له بتحدي يقابله هو بتحذير شديد بعدما علم ما ستفعله
لم تهتم …ابتسمت له بتشفي ثم ناظرته بتحدي و هي تطلب من المختص احدي الاغاني كي ترقص عليها
جن جنونه و لم يقوي علي تحمل رؤيتها تتراقص أمام كل هؤلاء الرجال …يكفيه جمالها الذي ابرزته بتلك الزينة التي جعلت منها انثي مغويه
لا لن يتحمل تلك النار التي أحرقت احشائه
تطلع لها بجنون ثم …….
ماذا سيحدث يا تري
سنري
أنتظرووووني
رواية خطايا داخل الجنة الفصل الثاني عشر
في حياه الإنسان لحظه ….لحظه واحده فقط قادره علي تبديل حاله من النقيض الي النقيض
لحظه فقط تجعل كل ما توقعته بل و ظننت أنه أصبح واقعً يتحول الي حال آخر دون أن تعلم كيف حدث ذلك
عمار و احمد معهم نوح و شريف و يوسف و عدي و تميم يقومون بالترحيب بالحضور تارة …و الرقص مع الشباب تارة اخري
لميس تطالع تميم بنظرات مغويه التقطها نوح سريعا و شعر بنار تحرقه من الداخل لكنه فضل أن ينتظر حتي ينتهي الحفل
ايلا…تري تميم ذلك الفاسق لم يترك أنثي الا و التهمها بعينه كأنه أسد أمامه الكثير من الفرائس يختار منهم الافضل و …الأشهى
ايسل تطالع شريف بعشق جعلته يشعر بعدم اتزان رغم مظهره الجاد
أميره تقف بهدوء وسط الفتيات تحاول التغلب علي خوفها من ذلك التجمع الكبير و ما شجعها علي ذلك نظرات أحمد العاشقة و التي تبث لها الأمان
ليس ذلك فقط بل من حين لآخر يذهب إليها و يقول برفق : انتي كويسه يا حببتي …اجبلك حاجه تشربيها
تبتسم بهدوء و فرحه ثم تقول : ربنا يخليك ليا
صوفيا: تتابع كل ما يحدث في سكون …رغما عنه شعرت بالقليل من الفرحة حينما علمت أن نوح لاحظ تصرفات لميس المشينة أنبت نفسها لكن …ليس علي القلب العاشق سلطان
و العاشقان الذين ارهقهم العشق المكتوم
عمار و روجيدا …نظراتهم أخبرت قلوبهم بذاك الاعتراف الذي علي وشك الظهور
غضب منها و اشتعلت الغيرة داخل قلبه بسبب طلتها الجميلة
و الجميلة شعرت به و ارسلت الاف الاعتذارات من عيناها التي تلمع بعشق قد فاض منها و لم تقوي علي كتمه أكثر من ذلك
تلك الخبيثة رانيا ….تجلس بغرور لكن داخلها يغلي من شده الحقد و الغيرة كلما ألقت نظره عابره في الخفاء تجاه سمر التي تمازح سندس و شروق
ثم تتطلع بحقد و تمني نحو سالم الذي يقف بهيبه …تقارنه بزوجها و داخلها يريد تبديل الأماكن و …المسميات
اما عن الاختان…فقد لاحظت صباح دموع أختها المحبوسة …تعلم أنها تمثل الفرحة و الثبات
سألتها بهمس : صعبانه عليكي صح …طب روحتي خطبتيله ليه يا قلب اختك و انتي عارفه ان بنتك بتحبه
ترد عليها بابتسامه منكسرة : مقدرش اجبره علي بنتي حتي لو بتموت فيه …جميله هو و الحج لا ده كلهم في رقبتي …اكرموني انا و بناتي و حطونا فوق راسهم
حتي فؤاد الي عامل مش طايقنا مش بيتحمل الهوا علي بناتي
لما يختار واحده غير بنتي مقدرش اقوله لا
الحج ربيع…يقف وسط الحضور بعدم رضي عما يحدث
معه سالم و سعيد اللذان نظرا لبعضهم البعض متنبئين بوقوع كارثه الآن بعدما رأوا جنه تتقدم نحو ساحه الرقص و فؤاد يستعد للهجوم عليها
تقدما سريعا للأمام حتي يكونوا في أرض المعركة
سحب سالم ربيع كي يتحرك معه و هو يقول بوجل : تعالي بسرعه في مصيبه هتحصل دلوقتي
لكن القدر كان له رأيا آخر
كان الوضع كالتالي
جنه …اختارت اغنيه صاخبه و تحركت للمكان المخصص للرقص
فؤاد …بعد أن هددها و حظرها بنظراته المشتعلة
حينما وجدها لم تهتم و مصره علي ذلك الجنون …أنتفض من جانب عروسه التي أمسكت يده سريعا و هي تقول بلهفه : رايح فين يا فؤاد
رد عليها بغضب جم بعدما نفض يده منها : غووووري في مصيبه بدل ما اولع في الي جابوكي …و فقط انطلق نحو التي كادت تبدا في رقصه الموت بالنسبه لها
وصل فؤاد في نفس اللحظة التي سحبها سالم خلف ظهره كي يحميها من هذا الثور الهائج
هذا المشهد أثار فضول جميع الحضور مما جعل الشباب ينتبهون لما يحدث سريعا و ينطلقون نحوهم
بكل ما أوتي من غضب و غيره قال بفحيح هاتها
ابتسم سالم بتشفي و قال : اهدي يا فؤش و ارجع لعروستك ….اختك فرحانه و عايزه ترقصلك عادي يعني ما فيهاش حاجه
ارتعشت برعب و هي تناظره من خلف سالم الذي قرر أن يسويه علي نار هادئة
لكنه لم يتوقع أن ناره ستحرق الجميع
حينما سمع كلمه …أختك …غيب عقله تماما
كل ما يراه أمامه هو تلك العيون التي شاهدتها بتلك الفتنه
لم يقوي علي تحمل الألم و الغيرة التي احرقته
هدر بجنون : هاتها يا باشا لو سمحت متخلنيش اخربها علي الكل
رد عليه سالم بتحدي : هتخربها علي نفسك….خلاص يا عم و لا تزعل …انا هرقص معاها و أخواتها كمان
نظر حوله و اكمل : تعالوا يا شباب …لفو حوالينا عشان محدش يشوفها …نظر له بكيد و اكمل : مرضي كده يا عم
أحااااااا….هكذا صاح بجنون و هو يحاول سحبها من خلفه الا ان الشباب وقفو قبالته و كل منهم يلقي بكلمه
و الفتيات تتابع برعب ما يحدث
ربيع يحاول التحدث مع أهل العروس الذين يريدون أن يفهموا ما يحدث
لم يقدر أحد علي التحكم فيه و هو مصمم علي الوصول إليها
و ها قد جاءت التي جعلته ينطق بما صدم الجميع
نجوي ….صرخت بغل : ما تسيبها يا فؤاد البنات كلها بتتهبب
هنا ….لم يقوي علي التحمل
صاح بصوت ملأ صداه الأركان: دي مراااااتي يا بنت الكلب ….فاهمه يعني ايه
نظر لجنه بغضب جحيمي دون أن يهتم بصدمه الحضور و لا الصمت الذي حل علي المكان ثم قال بتهديد صريح : عليا الطلاق منك لو ما جيتي معايا دلوقتي لأكون قاتلك قدام الكل …تعااااااالي
مرااااتك….هكذا صرخت نجوي و هي تضرب علي صدرها بجنون
و من هنا ساد الهرج و المرج في المكان
الجميع ما بين مصدوم و غاضب الا سالم الذي أبتسم بشماته ثم قال بتعقل : هتيجي معاك عشان اليمين
أمسكت زراعه سريعا و قالت برجاء من بين دموعها المنهمرة : لا و النبي يا عمو …هيموتني متسبنيش معاه
صرخ بنفاذ صبر : يلااااا و كفاية كده متقليش حسابك
تدخل أحمد سريعا بعدما ترك عمار و ابيه يحاولون تهدئه أهل العروس : هي خربت يا حبيب اخوك ….امسك العقل شويه لحد ما نخلص مالعوق ده و لينا بيت نتحاسب فيه
كاد أن يرد عليه الا انه وجد أخو العروس يسحبه من الخلف و هو يسبه
التف بغل و لكمه بقوه
و من هنا ….بدأت المعركة
تحدث سالم سريعا لعدي و الحرس المرافق له : خد الحريم بسرعه يا عدي انت و الحرس
رد عليه الحارس المختص بتأمينه: يا باشا مينفعش …حضرتك لازم تسيب المكان فورا
رد عليه بغضب : اسيب اااايه انت اتجنيت
و لأن سعيد يعلم جيدا أن الحرس لن يتركوه
تدخل سريعا بحكمه : عدي ….بسرعه خد شريف معاك و قسمهم علي عربيتين يلااااا وصلهم و ارجعوا
كل هذا يحدث أثناء المعركة الطاحنة و التي اشترك فيها جميع الشباب حتي تميم و يوسف و نوح
و التي ذادت وطأتها بعدما اطمأنوا أن النساء غادرت في امان دون أن يمسسهم أحد
تحطمت القاعة بما فيها ….تدخل الكثير من الرجال العقلاء حتي يفصلوا بين الطرفين ….و بصعوبة نجحوا في ذلك
و قد اقترحوا أن يتم جلسه صلح بين العائلتان سريعا حتي لا يتفاقم الأمر أكثر من ذلك بما انهم ابناء نفس الحي
اجتمعت النساء داخل شقه ام ربيع يحاولون مواساه جنه التي تبكي بحرقه
داخلها خوف شديد مما سيفعله بها
نعم تخافه مهما مثلت القوه
و ايضا….تشعر بالحزن فهي اجبرته علي الاعتراف بزواجهم دون قصد منها
و هذا ما لا تقبله علي كرامتها
نظرت لها هويدا بحزن ثم قالت بعتاب : كان فين عقلك لما عملتي كده يا بنتي …الرجالة هتقطع بعضها غير ما الفرح باظ
ردت عليها سمر بمزاح : و هي ايه الي عرفها انه هيعمل كده …الحب ولع في الدرة يا فوزيه
تدخلت سندس قائله : الواد كان مولع نار و ما صدق يمسك في الولد الي شتمه و فش غله فيه
صباح: احسن يستاهل اكتر من كده….هو السبب في كل الي حصل يشرب بقي
نظرت لها جنه بحزن ثم قالت : أنا الي هشرب يا خالتو …اقسم بالله ما كنت اعرف انه هيتجنن كده ….انا قولت خلاص الحكاية انتهت قبل ما تبتدي
سألتها هويدا بتوجس : حكاية ايه …فهميني ايه الي بيحصل من ورايا
نظرت لها بخوف فلحقتها سمر سريعا: مش وقته يا هويدا نطمأن بس و المشكلة الي حصلت تنحل و بعدها اتكلموا بهدوء
وجود سالم بصفته وزير الداخلية جعل الأمر ينتهي سريعا دون مماطله
فقد أنقذ ربيع و أبنائه حينما وجد الجميع يريد معرفه سبب إخفاء هذا الزواج بل أيضا لما خطب غيرها
قال بهيبه : الاتنين عايزين بعض بس الحجه رافضه جواز بناتها قبل ما تخلص جامعه
كتبوا الكتاب عندي و محبوش يعلنوا دلوقتي عشان ابو البت ميعرفش و يعمل مشاكل زي ما حصل مع احمد و اميره
بس للأسف البت و الواد اتعاركوا و قرروا يسيبوا بعض
و الحقيقة بردوا انا الي طلبت تأجيل الطلاق لحد ما تكمل سن الرشد
نظر لفؤاد الجالس ببرود و لا يهتم بكل هذا الهراء ثم اكمل بغضب مكتوم : و الباشا مصبرش و قال يخطب ….ده كل الي حصل
طبعا ليكوا حق عندنا
عشان كده الدهب من حق بنتكم و القاعة الي ادغدغت بسببنا احنا الاتنين….هنشيل تكلفتها لوحدنا
اظن كده عدانا العيب
ابتسم فؤاد بجانب فمه …ذلك الخبيث قرأ نظرات الطمع داخل عين فتحي الذي يعشق المال
فقال ببرود : زي الفل يا باشا انا موافق
نظر له سالم بغيظ و داخله يقول : و انت ليك عين ترفض يأبن الكلب
لم يهتم و اكمل : و انا هدفع ميت الف جنيه تعويض للبت عشان متزعلش مرضي كده يا عم
لمع الجشع داخل عين فتحي لكنه مثل الضيق و هو يقول : مفيش حاجه تعوض بتي عن كسره فرحتها …بس هقول ايه احنا مهما كان ولاد حته واحده و مش النسب الي هيزعلنا من بعض
أخيرااااا…انتهي ذلك اليوم الكارثي بحلول الساعة التاسعة صباحا
انفض تجمع الرجال و الذي أقاموه داخل الحارة
وقف ربيع قباله سالم و قال بامتنان : أنا مش عارف اودي جمايلك فين
رد عليه برجولة : عيب عليك يا جدع احنا اخوات و عشره عمر …نظر لفؤاد بغل ثم اكمل : المهم عايزك تربي البأف ده ….اهو وقع و جه علي حجرك عايزك تطلع عينه
حاول الشباب المزاح مع ذاك الذي يشعل سيجاره تلو الآخري كي يهونوا عليه ما حدث
بينما هو كان في عالم آخر…يتخيل ما سيفعله بها
يتفنن في طريقه عقابها
كل ما فعله لم يشفي غليله و لم يطفئ نار غيرته التي تحرق قلبه الي الان
دلفت روجيدا من الشرفة و هي تقول بوجل : كلهم تحت تقريبا خلصوا الموضوع و طالعين
انتفضت جنه من مجلسها برعب ثم قالت : يا نهار اسود …مش هيحلني…انا طالعه فوق و النبي ما تخلوه يطلع لي انا هقفل علي نفسي بالمفتاح …أعقبت قولها بالاتجاه سريعا نحو الخارج ثم هرولت فوق الدرج حتي تهرب من ذلك الوحش قبل أن يمسك بها و يفترسها
في نفس اللحظة كان الرجال يصعدون الي الأعلى و بمجرد دلوف الجميع
لف ببصره حول المكان و قال بغل : هي فين
ردت صباح بكيد : طلعت ترتاح شويه النوم كبس عليها
رد عليها بغضب جم : عليا الحرام من ديني ما هخليها تدوق طعم الراحة …كاد أن يتحرك نحو الخارج الا ان شريف و عمار وقفو قبالته
بينما صاح ربيع بغضب : كفاية بقي يابن الكلب …انت عايز ايه تاني بعد الفضايح دي مش انت الي قولت مش عايزها و شرط عليا انك هتخطب عملنا كل الي عايزه …عايز ايه تاني
صاح بغيره حارقه : آمين…حصل …بس انا مش بقرون عشان مراتي تهز وسطها قدام الناس حتي لو مش عايزها
ضحك سالم بشماته ثم قال : يا جدع …امال لو كنت عايزها …كنت هتعمل ايه
ما بين شد و جذب و محاوله منعه للصعود إليها
تدخل نوح و يوسف بتعقل و اقترحوا اصطحابه معهم الي اي مقهي حتي يهدأ قليلا و يعطي الفرصة للجميع أخذ قسطا من الراحة
فإن ظل معهم لن يري أيهم طعما للنوم
مرت عده ساعات حاول الشباب تهدئته….لكنه كلما حاول الاتصال بها و وجد الهاتف مغلق يجن جنونه
فالأخير علم أن كل هذا لن يجدي نفعا معها فقال : يلا بينا كفاية كده الظهر إذن
انا عايز انام …انصاعوا له بعد شعورهم بالإرهاق حقا و ذهب كل منهم الي منزله
عاد هو و إخوته الي منزلهم و ما أن دلفوا اتجهوا الي غرفهم لينامو بسلام مؤقت
بعد أن اطمأن الي نوم إخوته…صعد الي الأعلى كي ينتقم منها و يطفئ ناره
نظر الي الباب بغل حينما لم يجد المفتاح بالخارج كما المعتاد
كاد أن يحطمه الا انه تمالك حاله بشق الانفس و هو يقول بوعيد : و حياااات امك لأعلمك الأدب يا بنت الكلب هتروحي مني فين
قبل أن يغفو وجد هاتفه يصدح بنغمه حبيبته الخاصة
رد عليها سريعا ليجدها تقول بقلق بالغ : عمار انت كويس …طمني حصلك حاجه حد ضربك اتعورت…ما تنطق قلبي هيقف
لست وحدك من سيتوقف قلبك ايها الصغيرة …بل هو أيضا خفق قلبه بشده و اصبح لسانه عاجزا عن التفوه بحرف بعدما سمع و شعر بخوفك الشديد عليه
تمالك حاله بعدما الحت عليه بالرد و قال : اطمني انا كويس
ردت عليه بصوت مختنق : عشان خاطري طمني انا مرعوبة من وقت ما شوفت العركة
ابتسم بحنو و قال دون شعور : اهدي يا حببتي انا كويس و الله
برقت عيناها بصدمه …ارتعشت يدها الممسكة بالهاتف ….ابتلعت لعابها بصعوبة و هي تقول بعدم تصديق: حببتك …ده بجد و لا كلمه عاديه بتقولها لأي حد
صرخ قلبه بقوه …يتوسل إليه أن يفرج عن عشقه الذي اجبره علي الكتمان طيلة الأعوام الماضية
لم يقوي علي تحمل خفقان قلبه و لا تلك الكلمة التي حشرت في حنجرته …اذا لم يلفظها ستزهق روحه
رد عليها بنبره تقطر عشقا و الم : حببتي و نور عيني الي بشوف بيه
من اول ما كنتي صغيره بتيجي مع امك تزورينا…فضلتي تكبري قدام عيني و حبك يكبر جوايا …دخلت الشرطة عشان بس اليق بيكي مكنش عندي الشجاعة أن اعترفلك…بس خلاص مش قادر اكتم اكتر من كده
تعبت …و الله العظيم تعبت و قلبي بقي مخنوق ديما عشان مش قادر يكتم حبي ليكي اكتر من كده
لهث بقوه بعدما انهي حديثه و في المقابل كانت تبكي بفرحه و عدم تصديق …اعترف اخيرا …سمعت منه تلك الكلمة التي تمنتها كثيرا …كلما حاولت فتح فمها كي ترد عليه …لا تجد القدرة علي اخراج الكلمات
و هو علي الطرف الآخر قلبه ينبض بجنون مخافة صمتها رغم سماع شهقاتها المكتومة
لم يقوي علي الصبر أكثر
سألها بخفوت و صوت مهزوز : انتي زعلتي مني …انتي مش بتحبيني
ردت عليه بلهفه من بين دموعها المنهمرة : مش بحبك…بتهزر ..اوعي تقول انك مش حاسس بيا …انا بموت فيك اصلا يا عمار
بموووت كل مكالمه بينا مليون مره و انا بستني اسمعها منك
طب ليه عذبتنا كل ده …ليه مقولتش من زمان
تنهد بهم ثم قال بنبره شجيه: خايف …مرعوب لان معرفش مصير علاقتنا ايه …مقدرتش اقولها قبل ما اقف علي ارض صلبه
مقدرتش اعشمك بحاجه مش هتحصل
سألته بخوف : يعني ايه…و ايه الي مش هيحصل قصدك ارتباطنا. طب ليه
لم يعد الي بيته …ترك اخيه و اتجه الي الشركة لارتباطه بعمل هام
بمجرد أن جلس خلف مكتبه …وجدها تتصل به و تسأله بلهفه ظهرت جليه علي صوتها العذب : شريف …انت كويس ..المشكلة خلصت و لا لسه
حاولت اصبر شويه علي ما تخلص بس مقدرتش استني اكتر من كده
خفق قلبه بشده …حاول الهروب من ذلك الشعور الذي تملك منه في الآونة الأخيرة لكنه فشل فشلا زريعا
تمالك حاله ثم قال بجمود : خلصت الحمد و انا حاليا في الشركه
سألته بحزن : انت زعلان مني في حاجه
رد عليها بحنو : و ازعل منك ليها يا ايسل …دانتي كنتي زي القمر أنهارده
ابتسمت بفرحه ثم قالت بحماس : مامي استغربت أني اشتريت دريس مقفول و كده …فضلت تقولي ناقصلك الحجاب
رد عليها سريعا بغيره لم يقوي علي كبحها : و ليه لا …مش انتي ملتزمة في الصلاه من ساعه ما وعدتيني و لا لسه بتصلي و تقطعي
ردت عليه سريعا بصدق : لالالالا منتظمه الحمد لله …تنهدت بعشق ثم قالت : لو انت عايزني اتحجب….هلبسه من بكره
محدش هيشوف شعره مني
جنون ….كل ما يشعر به الآن هو دربا من الجنون
لا يجب أن يحدث هذا …مستحيل
كل ما استطاع فعله هو أن يغلق معها سريعا كي يهرب فقال ببرود ظاهري : هقفل معاكي عشان عندي ميتنج مهم …يلا كفاية كده نامي عشان متتعبيش…و فقط أغلق الهاتف سريعا قبل حتي أن يسمع كلمه واحده منها
نظر امامه و هو يقول بغضب من نفسه : اتجننت يا شريف صح ..اكيد اتهبلت عشان تحس بكده مع بنت عمك الي انت قد عمرها مرتين لازم ابعد …مش هينفع …استحاله
بينما كان يغلي من الغضب …وصلته رساله مفادها …انت كويس …
نظر لها باستغراب و دون ذره تفكير اتصل عليها و حينما إجابته قال : انتي ازاي بتحسي بيا كده …انا فعلا مش كويس خالص
ابتسمت بهم ثم قالت كذبا : مش عارفه …مجرد احساس
المهم مالك يا نوح ايه الي مضايقك اوي كده
زفر بحنق ثم قال : كتير ….الي مضايقني كتير بس فعلا مش قادر اتكلم دلوقت محتاج انام عشان اقدر افكر صح
ردت عليه بحظر : تمام …عندك حق لازم تنام عشان تقدر تفكر و تصفي ذهنك…صمتت لحظه ثم أكملت بتردد: اااه…كلمت لميس تطمن عليها و لا لسه
ابتسم بجانب فمه ثم رد بسخريه حارقه : فونها مقفول …واضح انه فصل من كتر الي اطمنو عليها
المهم …هنام ساعتين و لما اصحي هبعتلك رساله لو لسه صاحية هكلمك
مر اليوم دون جديد …و من أين سيأتي الجديد و جميعهم خلدوا الي النوم بعد كل ما عانوه بسبب ذلك المتجبر
حتي هو …..بعدما فشل في الوصول إليها عاد الي غرفته ثم تخلص من ثيابه و تمدد فوق الفراش بتعب
أغمض عينه براحه لا يعلم مصدرها
شفت ثغره ابتسامه تنم علي أنه حقا مختل و….فقط سرعان ما غط في نوم عميق بقلب مطمأن و عقل ….غير راضي عما حدث
في اليوم التالي و بعد أن وجد الجميع حاضرً الا هي
سأل هويدا بهمجيه : بتك فين
ردت عليه بخوف : اااا…فوق يابني مراحتش الكلية أنهارده
لم يرد عليها و لم يهتم بسباب والده ….انطلق نحو الأعلى كي يري تلك الشيطانة التي اجبرته علي الجنون
لم يجد المفتاح فأخذ يطرق الباب بقوه و هو يقول : افتحي بدل ما اكسر الباب علي دماغ اهلك ….انتي عارفه اني مش هحلك
رغم خوفها الشديد الا انها تحلت بالشجاعة و قالت بغضب و قوه : اوعي تفكر أني خايفه منك …انا معملتش حاجه اصلا
انا بس مش طايقه اشوف خلقتك بعد الفضيحة الي عملتهالي…منك لله يا فؤاد يابن ام فؤاد …مش مسمحاك لا دنيا و لا اخري
شخر بقوه ارعبتها ثم قال بهمجيه : شغل العوق ده ميكولش معايا مبروم علي مبروم ميلفش …دانتي تربيه فؤاد الجهيني يا بت
الي بنعملوه في الناس هيتعمل فينا و لا ايه
طرق الباب بغل و هو يكمل : افتحي ام الزفت ده بدل ما اطلع ميتين اهلك …متقليش حسابك يا جنه
ردت عليه بعناد بعدما سمعت أصوات إخوته و ابيه يحاولون منعه من ذلك الجنون: اعلي ما في خيلك اركبه يا فؤش و مش هفتح …اخبط دماغك في اطخن حيط
روح هات المأذون عشان هتطلقني أنهارده
اصبح مثل الثور الهائج لا أحد منهم يقوي علي تكبيله
هو يسب و يتوعد من الخارج …و هي ترد بكيد و عناد من الداخل
فتصرخ امها بغلب : الهي يتقطع لسانك يا بعيده….يا بت اخرسي متولعهوش اكتر ما هو والع
رد هو بغضب جحيمي : مااااشي يا بنت الكلب….انا قاعدلك هنا وريني بقي هتروحي كليتك ازاي
ماذا سيحدث يا تري
سنري
رواية خطايا داخل الجنة الفصل الثالث عشر
الحاقدين في كل مكان و في جميع الأوساط
هناك دائما من يترصدك كي يتصيد لك الأخطاء حتي لو كانت صغيره يصنع منها كارثه لمجرد فقط …ان بتشفي فيك
انتشرت علي السوشيال ميديا بمقاطع مصوره لسالم الشريف و أبنائه حينما اشتدت المعركة بين أل العروس و ال ربيع
الكثير من العناوين المغرضة ملأت المواقع منها …وزير الداخلية يشارك في ..خناقه داخل فرح
و اخري …تميم الشريف يستغل منصب ابيه و يبرح ذلك المسكين ضربا
و غيرها الكثير مما جعل سالم رغم غضبه الا انه تصرف بحكمه و ذكاء
أقام مؤتمر صحفي داخل مكتبه بصحبه سعيد
صرح بالاتي دون أن يعطي فرصه لأحدهم أن يلقي عليه سؤالً واحد
نظر بقوه للجميع ثم قال : أنا كنت في فرح مش بصفتي وزير داخليه…بصفتي سالم الشريف و بس
فرح ابن اخويا و صاحب عمري الحج ربيع الجهيني
اي مناسبه ممكن يحصل فيها مشاكل و انا و ولادي مش هنسيب اهلنا في كارثه و نفكر في شكلنا و منصبنا
ولادي الاتنين ظباط …عايز اي حد يجي يقولي أمتي استغلوا اسمي في شغلهم او عملوا حاجه مخله بالشرف أو الأخلاق لمجرد بس انهم معتمدين علي منصب ابوهم
انا بقالي تلت سنين ماسك المنصب ده …لا عمري استغليته و لا هسمح أن مجرد منصب يجبرني أني اتخلي عن أهلي و صحابي أيا كان هما مين و عايشين فين
اظن كلامي واضح يا ريت تفصلوا بين الوزير و الإنسان الاتنين ملهومش علاقه ببعض و لا هسمح أن حاجه فيهم تيجي علي التانيه
سرعان ما تلقي اتصالا من ربيع يعتذر له عما حدث و انه السبب في كل تلك الجلبة
رد عليه برجولة : كبر دماغك يا ربيع الصحافة ما بتصدق تلاقي حاجه و تعمل عليها فيلم …انا خرستهم و الجدع الي ينطق بكلمه فالموضوع ده و بعدين لو موقفتش جنب اخويا و ولاده يبقي خساره العشرة الي بينا
ربيع بامتنان : يمين يحاسبني عليه ربنا انت عندي زي رجب اخويا و اكتر …من ساعه ما اتعرفت عليك و انت و نعم الاخ و الصاحب …حقك عليا يا صاحبي
سالم : سيبك من ده كله المهم ابنك عمل ايه مع البت
تنهد ربيع بهم ثم قال : كان هيكسر باب الشقة عليها و لما مرضيتش تفتح قعدلها عالسلم
راسه و الف جزمه ليفضل كده لحد ما تفتح …فين بعد كام ساعه نزل قعد فالشارع قدام باب البيت و لا رضي يروح المصنع و لا يشوف شغله
ضحك سالم ثم قال : ابنك ده لو نص بجاحته اتوزعت علي مصر هتبقي دوله عظمي …لما هو متنيل علي عينه بيحبها اوي كده بيعاند ليه و رفضها ليه من الاول
رد عليه بحيره : و الله ما عارف انا تعبت منه و من عمار …يمكن الي مريحني شويه أحمد و محمد الصغير …انما الكبير مش فاهم دماغه و لا عارف هو عايز ايه
و الصغير كل يوم و التاني مشاكل في شغله و بردوا مش عارف ايه سببها
سالم : عمار زودها اوي يا ربيع و عمال الم وراه …انما البأف الكبير ده بقي لازم اقعد معاه و أعرف ايه سبب ده كله البت غلبانة و بتعشقه لو راحت من ايده هيندم ندم عمره
اخيرا أجابت علي اتصالاته المتكررة بصوت خامل بعد أن جافاه النوم و ظل يحاول الوصول إليها
أبت عليه رجولته أن يتحمل أفعالها الشنيعة
قرر أن ينهي الأمر الذي من الاساس كان خطأ اضطر أن يفعله
لميس : الو …خير يا نوح مخلتنيش اعرف انام من كتر اتصالك
رد عليها بغضب جم : يعني كنتي سامعه الفون و مردتيش
زفرت بحنق ثم قالت : عملته سايلنت عشان اعرف اكمل نومي …ايه المهم للدرجة دي يخليك ترن كل ده
نوح : انتي مش شايفه نفسك عملتي حاجه غلط …و لا فاكراني عيل اهبل مخدتش بالي من حركاتك الوسخة مع تميم
انتفضت من مجلسها و قالت كذبا بتبجح : مسمحلكش تكلمني بالطريقه دي …حركات ايه أن شاء الله انا كنت بتعامل عادي …شغل الغيرة و الخنقة ده مش ينفعني
ابتسم بجانب فمه ثم قال بسخريه : كنتي بتعاملي عادي …نظرات زباله و حركات متعلمها عاهره بالنسبه ليكي عادي تمام ….تحولت نبرته الي الغضب الشديد و هو يكمل بحسم : هو الي مش عادي أني اكمل مع واحده شبهك ….أنا الي مينفعش اصلا واحده متعرفش حاجه عن الأدب و لا سمعت عن الأخلاق
صحيح بنت رانيا هتطلعي ايه يعني داعيه اسلاميه ….و فقط أغلق الهاتف في وجهها دون أن يضيف حرفا آخر
مما جعلها تصرخ غضبا لعدم أعطائها الفرصة للرد علي اهانته لها …ظلت تحاول الاتصال بيه كثيرا و في الاخير أغلق الهاتف نهائيا …يعلم أنها تريد القصاص لا الاعتذار
دلفت عليها رانيا و هي تقول : في ايه بتصرخي كده ليه …انتي صحيتي امته اصلا
نظرت لها بغل ثم قصت عليها كل ما حدث حتي اهانته لها و بعدها اكلمت بجنون : مش هسكت…لا يمكن أبدا أقبل الإهانة دي لازم اعرفه هو غلط في مين
اشتعل الغضب و الحقد داخلها و هي تقول : ما هو تربيه سندس مستنيه منه ايه يعني …انا الي هجبلك حقك متقلقيش
سألتها باهتمام : هتعملي ايه يا مامي
ابتسمت بخبث و قد وجدتها فرصه لتنفذ مخطتها ثم قالت : هاخدلك حقك منه و في نفس الوقت هقربك من تميم يا حبيبه مامي
لم تنتظر لليوم التالي بل استغلت ما حدث كي تذهب الي معالي الوزير متحججه بتلك المشكلة الواهية حتي تبث سمها داخل عائلته
و ها هي تخبر الحرس بالخارج بهويتها التي ابلغوها لسيده المنزل و التي نظرت إلي سعاد بخوف و قالت : رانيا بره..ايه الي جابها هنا
ردت عليها بنزق: اعوذ بالله الحربايه دي مش بيجي من وراها غير المصايب
ضمت تلك الطفلة التي لا تتركها أبدا تحت زراعها و أكملت: قولي للحرس يدخلها و اطلعي صحي جوزك
هبط الدرج مع صغيرته التي كانت تمسك به مخافة ضياعه…رغم ابتسامه من الداخل الا انه لف زراعه حول خصرها ليبث لها الأمان و يخبرها أنها هي الوحيدة التي ملكته
و الخبيثة اشتعلت نار الحقد داخلها بعدما رأت هذا المشهد الذي تمنت أن تعيشه كثيرا …تمالكت حالها و رسمت الحزن ببراعة علي محياها
لم تلقي السلام حتي و لكنها تجاهلت وجود سمر نهائيا …نظرت له و قالت : أنا عندي مصيبه و مفيش غيرك الي هيحلها يا معالي الوزير
جلس بوقار و جانبه سمر التي انقبض قلبها و قال : خير …اقعدي و احكيلي حصل ايه …ماجد فين صحيح مجاش معاكي ليه و لا المصيبة متخصوش
دارت نظرات الغل التي التقطها سريعا ثم قالت بنبره اجادت توضيح الاختناق عليها : استحاله اعرف ماجد حاجه زي كده….ده ممكن يقتل البنت و لو قال لأخواتها هتبقي مصيبه
نظرت لها سمر بخوف و قالت بطيبه: هي غلطت مع حد
أحتدت ملامحها و قالت بغضب : بنتي من متربيه احسن تربيه …ايه غلطت دي ما تحاسبي علي كلامك يا سمر
قبل أن ترد عليها وجدته سالم يقول بغضب : احترمي نفسك …صوتك ميعلاش و انتي بتكلمي مراتي …جايه في مصيبه هساعدك بس تحترمي صاحبه البيت الي انتي مرزوعه فيه
هنا …لم تقوي علي كتمان نار الغل و الحقد داخلها ….علمت أن ما أنوت قوله لن يجدي نفعا مهما أجادت دور المنكسرة …اذا فلتشعل النار داخل منزلهم الهادئ ثم ترحل بسلام
انتفضت من مجلسها و قالت بغضب جم : أنا محترمه جدا و عارفه قيمه نفسي و بنتي ….ابنك بيحب بنتي
أنتفض الابوان بجزع حينما ألقت عليهم تلك الكذبة…سألها سالم بجنون : ابن مين ده الي يبص لبنتك بتحلمي و لا جرا لمخك حاجه
ابتسمت بتشفي ثم أخرجت هاتفها من حقيبة يدها …طلبت ابنتها ثم فتحت مكبر الصوت
و بمجرد أن سمعت صوتها لم تهتم أو تركز أنها في مكان يسوده الصمت
بل قالت و هي تنظر للاثنان بشماته : انتي فين يا حبيبه مامي
ردت عليها الآخري بهمس و هي تراقب باب المرحاض القابع داخله ذلك الفاسق : أنا مع تميم يا مامي …احتمال ابات معاه ابقي اتصرفي مع بابي ….
ردت عليها باقتضاب : تمام. …سلام
و فقط أغلقت الهاتف في وجهها ثم قالت دون أن تعير صدمتهم ادني اهتمام : كان أن تميم و لميس بيحبو بعض و بينهم علاقه دي مش مشكلتي انا واثقه فيه و عارفه انه راجل مش هيتخلي عنها و اكيد هيجي يطلب منك تخطبهالو
انا كل مشكلتي في نوح ابن صاحبك الي فارض نفسه علي بنتي ….ليل نهار بيطاردها
يوم الفرح لما حس أن في حاجه بينها و بين تميم اتجنن و عمال يتصل يهين فيها شويه و يهددها شويه …و فالأخر هددها انه هيقتلها و يقتله …يبقي المصيبة دي ينفع حد يعرفها غيركم يا معالي الوزير
شهقت سمر برعب و دمعت عيناها و هي تستمع الي تلك الحرباء …رغم أنها لا تصدق ان نوح ممكن أن يفعل ذلك …الا أنها أيضا مقتنعة أن الحب اعمي و من الممكن أن يدفعه الي الانتقام
رأت الغضب احتل ملامح سالم …خافت داخلها و شعرت أنها ذادت الأمر قليلا …حملت حقيبتها ناويه المغادرة و هي تقول بثبات وأهي: اتمني تحل الموضوع بعقل يا باشا …و انا من ناحيتي همهد لماجد أن الولاد عايزين بعض
هنا …عاد له عقله الذي كان يعمل في جميع الاتجاهات …بداخله يقين أنه يوجد شيء خاطئ
رد عليها بغضب جم : لو لسانك نطق حرف مالي قولتيه دلوقت لحد هقطعهولك
حطي أوسخ جزمه جوه بوقك لحد ما اشوف اصل الحكاية و احلها بمعرفتي
شعرت أن حيلتها ستفسد لذا قالت بهجوم : ملهاش حل غير الجواز يا باشا …و لا يعمل الي عمله في بنتي و يرميها كأنها واحده من الشارع
انا ماشيه و هستني منك اتصال بكره تقولي هتتقدم امتي …و فقط انطلقت للخارج و بداخلها يقين أن سالم رجل بحق حتي لو كان ولده فاسق …و حتي لو ابنتها فاجره
لن يسمح له بتركها خاصا بعدما علم أن الذي بينهما أكبر من علاقه عابره
و الفاسق يخرج من المرحاض في نفس اللحظة التي كانت تغلق الهاتف
نظر لها باستغراب ثم قال و هو يجفف خصلاته القصيرة : بتكلمي مين …انا مش نبهت عليكي فونك يتقفل طول مأنتي هنا
اكمل بغضب ارعبها: انتي الي طلبتي نتقابل و انا قولتلك شروطي…مبحبش الي ميسمعش كلامي
خافت و بمنتهي الغباء قالت : كنت بكلم مامي عشان اطمنها عليا
نظر لها بعدم فهم ثم سألها بشك : انتي قايلالها رايحه فين …
نظرت له برعب و لم تقوي علي الرد بسبب ملامحه التي تجهمت
اااانطقي….هكذا صرخ بغضب فأجابت سريعا : عارفه اني معاك…هنا …و قولتلها احتمال نبات سوي
في لحظه كان يجذبها من خصلاتها بعنف و هو يقول : يا بنت الكلب …بتصيعي عليا يا روح امك …دانا افرمك انتي و الي خلفوكي فاكره انك كده هتدبسيني فيكي
ظلت تصرخ و تبكي بألم ….اقسمت أن لم يكن ذلك مقصدها …كاد ان يسحبها للخارج و هو يسبها بأبشع الألفاظ
الا ان صوت هاتفه الذي يصدح بنغمه ابيه جعله يتركها سريعا و يتجه نحو الطاولة كي يرد عليه بقلب وجل
بمجرد أن فتح الهاتف وجده يقول بنبره خرجت من الجحيم: اقل من نص ساعه لو مكنتش قدامي …لا انت ابني و لا عايز اعرفك ..بس ابقي وصل الهانم الي معاك لامها الأول قبل ما تفضحك في باقي العيله
أغمض عينه بغل بعدما استشف ما حدث و الفخ الذي وقع فيه …بينما الآخر أغلق الهاتف دون اضافه المزيد
مثل الثعلب الذي يتربص بفريسته …ظل طوال اليوم يجلس في الشارع …من وقت لآخر يرفع عينه تجاه نفذتها المغلقة ليري خيالها و هي تراقبه من خلفها
يشطاط أكثر و يتوعد لها أكثر و أكثر
هتف علي اخيه الصغير و الذي اتي له سريعا
نظر له بغضب مكتوم التي الصبي ثم قال : ولا حمو …عايزك في حاجه بس لو معملتهاش أو حد حس بيك هتفوخك
رد عليه بخوف : في ايه يا فؤش…انا خوفت
ضربه خلف راسه برفق ثم قال : تخاف مين يااااض…انتي محمد الجهيني الخوف ميعرفش طريق ليك خليك راجل
المهم…همس له ببضع كلمات جعلت الصبي عينه تلمع من الحماس
و الذي قال بعد أن انتهي : بس كده …سهله …يا راجل رعبتني…اديني نصايه و اكون مخلص الشغلانه
أبتسم بحنو ثم قال : عارف انك هتعملها يلا طير و انا مستنيك
ساعه تلو الآخري مرت عليه و هو يجلس علي جمر ملتهب الي أن تعدي الوقت منتصف الليل بساعه…و بعد أن تأكد من خلود الجميع الي النوم
نظر الي المفتاح الذي يقبض عليه بيده و كأنه كنز ثمين ثم ابتسم بشر و صعد الي الأعلى تجاه شقه ابيه
وضعه من الخارج بحرص ثم اداره ببطيء ….بمجرد أن دلف لمحها تتجه الي المطبخ دون أن تلاحظه
اتجه إليها بخطي سريعة رغم حرصه الا يصدر صوتا
في لحظه كان يحاوطها من الخلف و يضع كفه فوق فمها حتي يمنعها من الصراخ
مال ليهمس داخل أذنها بشيطانيه : اتشهدي علي روحك يا ….عروسه الجنة ….
بعتذر الفصل صغير شويه أنهارده بس حقيقي مرهقه و محبتش اعتذر
ماذا سيحدث يا تري
سنري
أنتظرووووني
رواية خطايا داخل الجنة الفصل الرابع عشر
هو انا ليه حساكي جميله …مش شكل بس لا روحك حلوه و قلبك طيب
اصلا بموت فيكي
حبي نفسك يا مسكره لأنها تستاهل كل الحب الي فالدنيا
و الي مش شايفك كده يبقي محتاج يلبس نضاره
انا بعشق امك اصلا
جميعنا نخطئ ….نتمادى في خطايانا
يبهرنا بريق تلك اللحظة التي نعيش فيها متعه محرمه
و لنا رب رحيم حليم يمهلنا و يمهلنا
لكن في لحظه تهبط صفعه قويه علي وجهنا كي نفيق من وحل الخطايا التي غرزت فيه اقدامنا
وقتها ….يحين وقت التطهر و العودة الي الطريق المستقيم
عاد الي بيته بقلب يرجف من شده الرعب…لأول مره يخاف بتلك الدرجة
طوال حياته كان أبيه و نعم الصديق
لم يجرب حزم الأب و غضبه من قبل
سالم الشريف صديقه الصدوق يقص له كل شيء و اذا أخطأ يوجهه باللين
ليس معه فقط لكن مع اخيه و اخته أيضا
لا يعلم كيف سيواجهه…فقد حظره عدي كثيرا و نصحه الا ينصاع الي تلك الحرباء
لكنه رفض و أصر علي ذلك ليس لشيء إلا ليكشف حقارتها أمام نوح …
صديقه و معلمه رغم فارق العمر بينهما
أبي أن يظل مخدوعا فيها …و أراد أيضا أن يلقنها درسا لن تنساه من أجل اخويها اللذان لا يستحقا أن تشوه رجولتهم بسببها
لكن كل ما خطط له ذهب إدراج الرياح بعدما تفاجأ بما حدث
فليعينه الله علي ثوره أبيه
دلف بخطي ثقيله…نظر لامه الباكيه باعتذار لم ينطقه …واجه نظرات اللوم من اخيه
و الغضب المرسوم علي وجه ابيه جعله حقا يرتعش من الداخل
أما سعاد كعادتها تضم الصغيرة التي بدأت تغفو
فقالت لعدي برفق : شلها يابني و طلعها اوضتها عينيها بتروح في النوم
نفذ ما قالته بينما كان تميم يقف أمام ابيه بخزي
تابع سالم بعينه اختفاء ولده مع الطفلة حتي لا تخاف
بمجرد أن اطمأن لابتعادهم عن المكان …نظر الي ولده بنظره جحيميه ثم قال : نمت معاها ….هتتجوزها
اشتعل تميم غضبا و هو يقول اتجوز مين …عايزين تدبسوني في واحده ####
هاااااا….تلك كانت أصوات الشهقات التي خرجت من النساء بعد أن صفعه ابيه لأول مره في حياته
لم يهتم بل قال بغضب جم : ال ##### دي انت الي ريلت عليها …انت زي اي واحد اهبل مشافش لحمه و لا لمس نسوان وقعت في فخ امها الحربايه
رانيا يا بيه الي جاتلي لحد بيتي و اتصلت ببنتها قدامي عشان تعرفني أنكم بتحبو بعض و البت هتبات معاك في الشقة
كتم دموعه بصعوبة و قال : يا بابا انا ملمستهاش و غلاوه امي عندي ما لمستها و لا كنت ناوي اعمل معاها حاجه
انا مش وسخ للدرجة دي و لا قليل الاصل
علي الاقل هعمل حساب نوح الي علمني كل حاجه و لحد دلوقت بيوجهني و بأخذ رايه في أي حاجه تخص شغلي
هعمل حساب لأخواتها الرجالة الي مشفتش منهم غير كل رجولة و احترام و اعتبروني اخوهم الصغير
النسوان علي قفي من يشيل و هما الي بيترمو تحت رجلي …مش معقول هسيب ده كله و اخون العيش و الملح و الصحوبية
يعلم ولده جيدا …يصدق كل حرف تفوه به …لكن تلك الخبيثة أحكمت فخها جيدا و وقع فيه بسهوله
سأله بحزن و هم : طب لما هو كده أخدتها الشقة ليه …كلمتها ليه من اصله
قبل أن يرد عليه وجد عدي الذي أتي أثناء صفعه اخيه يقول بجديه : عمل كده عشان ينقذ سمعه الرجالة الي قالك عليهم يا باشا البت ريحتها فاحت …مش سايبه كلب معدي في الشارع الا لو كلمته هي الي شاغلت تميم باتصالاتها كل شويه قالها انا سكتي شمال و انتي مينفعش تيجي علي سكتي
قالت له بمنتهي البجاحة انا أولي ما لغريب جرب يمكن اعجبك فكرت انا و هو ازاي نجبرها تحترم نفسها قبل ما توطي رأس أخواتها بعد ما تجبلهم العار …ماحنا منضمنش ممكن تقع في سكه مين
تميم اتفق معاها يقابلها في الشقه و هيسبها لما تقلع أو تقرب منه …هياخد كام صوره و يهددها بعد ما بخفي ملامحه و يقولها لو فكرت تعمل الغلط او تكلم أي حد هينشر الصور دي …غير أنه هيراقب فونها و هيراقبها هي شخصيا
ده الي كنا هتعمله يا بابا عشان خاطر نوح و أخواتها…
متخيلناش أبدا أن امها الزباله دي عارفه كل ده و موافقه عليه كمان
صرخت سمر بجنون : أااايه القرف ده …انا مش قادره اصدق الي يسمعه ازاي توصل بيها الحقاره أنها توافق بنتها علي كده
نظرت لسالم برجاء من بين دموعها المنهمره ثم قالت : اوعي يا سالم تنفذ الي هي عايزاه ….اموت و الله لو ده حصل
ضمها سريعا و هو يقول بلهفه مع أولاده و سعاد : بعيد الشر عليكي يا بابا …اوعي تقولي كده تاني
روجيدا بحزن : أنا و ايلا و أسيل بعدنا عنها بسبب اسلوبها الوحش …تقريبا الدفعه كلها بتتكلم علي أخلاقها…انا الي اشتكيت لتميم بس و الله مكنتش اعرف ان الموضوع هيكبر كده
ضمها عدي بحنو ثم قال : بس يا حببتي اهدي …احسن حاجه عملتيها انك عرفتينا
سعاد بغل: الي تعمل ده كله اكيد مرتبه لكل حاجه …تفتكر لو حلفت عالمصحف انك ملمستهاش هتصدق و لو رفضت تتقدملها مش بعيد هي الي تفضحك و تحكي لاخواتها كمان
عض شفته السفلي بغل ثم قال : عندك حق يا ماما …بس علي مين بنت الكلب دي مش هتقدر تقرب من ابني اذا كان هي حيه انا السكينه الي هتقطع رأسها
همس لها بنبره شيطانيه دون أن يهتم برعشه جسدها من شده الخوف و قال : أتشاهدي علي روحك يا عروسه الجنه
حاولت الإفلات منه إلا أنه اكمل بغضب جم : عليا الحرام من ديني لو طلعلك نفس لأكون مكتفك و داخل عليكي هنا …حتي لو صوتي و الدنيا اتلمت مش هحلك …بالراحه كده تيجي معايا نقعد في مكان عشان نتكلم براحتنا
هشيل ايدي و فكري تجني و تعملي حاجه …أعقب قوله بازاحه يده من فوق ثغرها و فك وثاقه لجسدها
التفت سريعا كي تواجهه ثم قالت بهمس غاضب : أنا مشفتش في بجاحتك اقسم بالله …انت ليك عين تتكلم اصلا و بعدين مفيش حاجه تتقال بينا يا فؤاد كلامنا خلص من اول ما رجلك خطت جوه القاعه
أمسك زراعها بعنف ثم نظر لها بعيون مثل الجمر و قال : لاااا…في و في كتير اوي ….اخلصي لو مش عايزه الدنيا تتفرج علينا ….هنتكلم لاخر مره …مش هفوت الي عملتيه يا بنت الكلب قالها بغل و غيره حارقه
لم تهتم …بل دفعته داخل صدره بغيظ و هي تقول : بطل غلط ماااشي …انا جايه معاك مش عشان خايفه منك …لا عشان اخلص بقي و اقفل بابك خلاص …أعقبت قولها بدفعه مره اخري و تتخطاه كي تذهب الي غرفتها بملامح متجهمه
أما هذا المتبجح ابتسم بسخريه رغم غليانه من الداخل ثم قال : البسي اي عبايه…العربيه واقفه قدام داخله البيت …عض شفته السفلي ثم اكمل بوقاحه : و عشان تبقي اسهل كمان مش ناقص فرهده
التفت و ناظرته بغل ثم قالت بجنون …هتجلط
وصل بها الي احدي المخازن الخاصه بعمله في احدي المناطق النائية….بعد أن فتح جميع الاقفال نظر لها و قال : اتفضلي يا برنسيسة
نظرت له بخوف بعد أن تفقدت المكان الخالي من البشر ثم قالت بصوت مهزوز : ايه الحته المقطوعه الي انت جايبني فيها دي …انت ناوي علي ايه
نظر لها بغل ثم دفعها برفق الي الداخل…أغلق الباب الحديدي بقوه فانتشر الصوت في الفضاء بطريقه بثت الرعب داخل قلبها
ثم قال بنبره خطره : ناوي علي كل خير طبعا
احكم إغلاق الباب من الداخل ثم وقف بشموخ واضعا كفيه داخل جيوبه
ظل يطالعها بغضب و غيره و عشق ارهقه ثم قال : كنتي عايزه ترقصي قدام الرجاله دي كلها صح
بتتحديني صح ….خربتي الجوازه و ارتحتي …وصلتي الي انتي عايزاه يا جنه
اشتعلت عيناها بجمر الغضب و القهر
ردت عليه بقوه تفاجأ بها : انت عقلك اتلحس صح …ماهو مش ممكن تكون انسان طبيعي انا اترجيتك …اعترفتلك بحبي …خيطلي الفستان الي هحضر بيه فرحك بايدك جبتهولي عشان البسه بدل كفني لأنك عارف اني هموت بعدك حظرتك و قولتلك آخر فرصه ليك وقت ما رجلك هتخطي باب القاعه صحححح
و انت كملت و مهمكش وجعي …كان بالنسبة لي اعتراف منك أني مفرقش معاك و لا يهمك وجعي
كان لازم ارقصلك يا فؤاد …عشان اكويك بناري و احرق قلبك زي ما دبحت قلبي بسكينه تلمه
لكن رغما عنها و هي تكمل بقهر: متحملتش تشوف حد غيرك بيبص عليا بصه اعجاب …امال هتجوزني لغيرك ازاي يا باشا ….مش ده كلامك بردو
هتطلقني بعد ما اكمل سن الرشد و اتجوز غيرك ….ضربته بقبضتيها داخل صدره و هي تكمل بجنون : انت متحملتش حد يبصلي…قولي ازاي كنت هتتحمل اكون ملك لغيرك …مش هيشوفني بس لا ده هينام م….ااااااه
قطعت حديثها و صرخت برعب حينما امسك خصلاتها بعنف و قد تحولت ملامحه الي شيطان رجيم و هو يصرخ بجنون : اااااخرسي…
هقتلك يوم ما حد يلمس شعره منك سامعه
لف زراعه حول خصرها و حملها بقوه و هو يقول بهوس: انتي بتاعتي …كل حته فيكي ملكي …محدش له حق فيكي غيري سااااامعه
نظرت له بجنون و قالت رغم الم رأسها: طب مانت الي رافض …انت الي مش عايزني
انا بموت في التراب الي بتمشي عليه يا فؤاد ….اتحملت رفضك ليا …اتحملت كتير يا فؤاد حتي معايرتك ليا عشان انا بنت مرات ابوك اتحملتها ….و رغم كده قولتلك انا بحبك …و حاسه بعشقك ليا انت بتحاسب مين و لا بتنتقم من مين …انا مش فاهمه حاجه
رد عليها بنبره رغم قوتها الا انها خرجت مذبوحه: بنتقم من نفسي يا جنه
نظرت له بعدم فهم من بين دموعها المنهمره و قالت : طب ليه …بتنتقم من نفسك عشان حبتني هو انا مستاهلش اتحب….و لا انت خساره فيا
ترك خصلاتها ليمسك جانب وجهها بقوه و يقول : بنتقم من نفسي عشان حبيتك …مكنش لازم اطاوع قلبي ابن ميتين الكلب من صغرك و انتي بتجبريني علي عشقك…من اول ما خطيتي اول خطوه و اترميتي في حضني ….حاربت نفسي و قلبي عشان ابعد عنك …الاول كنت رافض مجرد الفكره عشان بس انتي بت مرات ابويا بنت الست الي أخدت مكان امي …امي الي ماتت قدام عيني و قبل ما روحها تطلع وصتني مخليش ابويا يتجوز مخليهوش يعيش حياته زي ما حرمها من حياتها
مخليهوش يعيش مع واحده غيرها سعيد و هي كانت محرومه من قربه انا عارف اني امي غلطانه …و ظلمت ابويا كتير بس انا كنت عيل …مجرد عيل أتاثرت بكلامها الي بمجرد ما خلصته روحها طلعت
كنت بتعذب و انا شايف طيبه امك و معاملتها و حنيتها الي مشوفتهاش انا و اخواتي من امي …كل ما اضعف افتكر كلمتها الاخيره …مش مسمحاك لو منفذتش وصيتي
و انتي …فضلتي تكبري قدامي يوم بعد يوم و يكبر عشقك جوايا حاربت و حاربت بس مقدرتش
سألته بصدمه : طب ليه ده كله ….ليه تعذب نفسك و تعذبني معاك الله يرحمها و يسامحها كانت غلط و الي عملته معاك ده انانيه منها
ليه تعمل فينا كده يا فؤاد ليييييه
عشااااااان…عقيم
تلك الكلمه خرجته من داخله ملطخه بدماء كبريائه و كرامته التي عقدها الآن بعد أن افشي سره
زوت بين حاجبيها و هزت رأسها ببطيء مميت….سألته بحظر و عدم تصديق : مين الي عقيم …مش فاهمه تقصد ايه
أنزلها برفق ثم قال بنبره خاليه من الحياه و أصبحت ملامحه تحاكي الأموات: أنا الي عقيم يا جنه …بعد ما كبرت و بدأت ابعد تأنيب الضمير من جوايا …قولت يا واد امك الله يرحمها و انت عارف انها غلطانه
بلاش تعذب نفسك و تعذب حببتك معاك …حسيت بتعب تحت مني …من غير دخول في تفاصيل و بعد ما روحت للدكتور
عملت اشعه و تحاليل و فالاخر قالي أني عندي عقم …في عمليه كنت المفروض اعملها من سنتين بس كبرت دماغي لما قالي نسبه نجاحها ضعيفه ده غير أني بعدها همشي علي قرص علاج لمده سنه
وقتها عرفت انك مش ليا …ماهو انا مش اناني عشان احرمك من الحاجه الي اي بنت بتتمناها
سالت منه دمعه ساخنه و هو يكمل : حاولت اكرهك فيا مقدرتش ….حاولت ابعد عنك بردو مقدرتش …عملت كل حاجه تخليني وسخ في نظرك
بس للاسف انتي قرياني….عارفه الي بقوله بلساني حاجه و الي جوايا و عيني بتصرخ بيه حاجه تانيه
مكنتش ناوي اقولك …كان بالنسبالي أفضل وسخ و واطي في نظرك احسن ما ابقي مش راجل او ناقص
سألته ببهوت : آمال كنت هتتجوز نجوي ازاي …كنت هتقولها علي سرك و لا هتخليها تعيش معاك علي غش
هز راسه ببطء ثم قال بنبره تقطر وجعا: مش هتجوز غيرك …و لا هقدر المس غيرك ….انا كنت هفركش الخطوبه كده كده
بس عملت كده عشان تبعدي و انا عارف ان دي بالنسبة لك خيانه و مش هتسامحي فيها
هنا …انطلق البركان من داخلها في وجهه كي تحرقه مثلما احرقها بمنتهي الغضب و الغل الذي تحمله داخلها له
بدأت تضربه بجنون و هي تقول بصراخ : يابن الكلب يا واااااطي طلعت ميتيني و وجعت قلبي عشان الهبل ده ….مفكرتش فيا ….طب قولي …خد رأي عرفني السبب بدل ما انا بتحرق في اليوم مليوووون مره
ظلت تضربه بقوه و هي تصرخ بهستيريه: بكرهك ….بكرررررهك يابن الكلب …طلقني ساااامع طلقني حالااااا
أمسك زراعيها كي يمنعها من ضربه …خفق قلبه بشده رعبا من انهيارها
حاول ضمها و هو يقول بصوت مختنق أثر بكائه الذي فشل في منعه : اهدي …اهدي عشان خاطري
هطلقك …هعملك كل الي انتي عايزاه بس اهدي متخوفنيش عليكي …انا مدبوح يا جنه متذودهاش عليا
هنا …بعد سماع تلك الكلمه أجبرها قلبها علي التعقل قليلا
هدات الي حد ما و نظرت له بغضب ثم قالت بصدمه : هتطلقني …بسهوله كده دانا مش فارقه معاك خالص بقي
كوب وجهها بقوه و قال بصعوبه : انتي روحي يا جنه …يوم ما هنطقها اعرفي أني موت …روحي هتفارق قلبي و جسمي
و كأن اجسادهم صرخت بوجع …و كأن أقدامهم أصبحت غير قادره علي الصمود و حملهم
هبطا معا دون اتفاق مسبق ليجلسو علي ركبتيهم ارضا
اكمل بقهر و ما ادراك بقهر الرجال : هتتحرري مني …هتتجوزي غيري …هتخلفي عيال شبهك يقولولك يا ماما
و انا هفضل ابص عليكي من بعيد أموت في اللحظه الف مره و انا شايفك مع غيري
ضغط علي وجهها بقوه دون شعور ….أكمل بجنون و اجرام : هقتله …الي هيقرب منك تقتله مش هقدر ….و غلاوه جنه في قلبي و عذابها الي بيدبحني ما هقدر
قولتلك انا شيطان و الجنه مش بيدخلها شياطين
قولتلك كده عشان انا عارف نفسي ابن ستين كلب…جرحتك و عذبتك و انا قاصد ده
مش اناني ااااه…عشان مقبلتش اظلمك معايا …بس مجنوووون بيكي و مش هقدر اشوفك مع غيري
اكمل بتيه و كأنه حفل يتوسل امه : مش انتي بتفهميني اكتر من نفسي مش انتي عارفه و شايفه الي جوايا
قوليلي اعمل ايه ….و ربنا ما هقدر اظلمك
و مش هقدر اشوفك مع غيري
انا بمووووت يا جنه بموت
لااااا….انا موت و دخلت جهنم بس مش قادر علي عذابها
رغم صعوبه الموقف …رغم صوت شهقاتهم التي دوي صداها داخل المكان
الا انها اقتربت منه بهدوء غريب ….الصقت وجهها بخاصته
طبعت قبله سطحيه فوق فمه ….لم تهتم بصدمته بل بمنتهي العشق بدأت تلعق دموعه بلسانه و تبتلعها
ارتعش جسده بشده
بل أهتز كيانه أثر فعلتها الغريبه بالنسبه له
ابتعدت قليلا لتكوب وجهه بكفيها المرتعشان
ثبتت عيناها الباكيه داخل خاصته المقهوره ثم قالت : بعشقك يا قلب جنتك و نارها و عذابها انا الي هغير قوانين الكون
هخلي الشيطان يعيش جوه الجنه …هطهره من خطاياه
الجنه من غيرك خراب يا حبيبي
نظرت لها بقهر و الم شديد ثم قال : مش هينفع ….مش هقدر اظلمك ….اذا كنت بموت في بعدك ….هدبح في قربك و انا حارمك من الضني الي كنتي بتحلمي بيه
ابتسمت بهم ثم قالت بغلب : ماهو انا مش هتجوز غيرك طيب …يعني كده كده هتحرم منه
نظرت له بقوه و أكملت: يبقي انحرم منه و حضن حبيبي يعوضن
لقراءة باقي فصول الرواية (أضغط هنا)