روايات

رواية خذلان الماضي الفصل السادس 6 بقلم الاء محمد حجازي

رواية خذلان الماضي الفصل السادس 6 بقلم الاء محمد حجازي

 

 

البارت السادس

 

مش هخليك تتهني يا نسرين…
وهخلي خطيبك اللي فرحانة بيه ده يسيبك.
لا… هتكوني ليا… ولا ليه… ولا لحد خالص.
نسرين وقفت من كرسيّها فجأة، وقلبها بيغلي من الغضب، بصّت له من فوق لتحت ببرود قاتل:
إنت مفكر نفسك مين؟
مفكر إنك لما تهددني أتخض؟
ده انت آخر حد في الدنيا ممكن يوجعني.
ضحك بسخرية مستفزة:
– أيوه؟ وأنا ما وجعتكيش؟
تعرفي إنتي اتخطبتي له بس علشان تغيظيني…
فاكرة كده بتكسري فيا؟
واللي إنتِ متعرفيهوش انك عمرِك ما هتعرفي تعملي فيا حاجة…
علشان ببساطة… إنتِ ما تفرقليش.
رفعت حاجبها بسخرية أعمق:

 

 

– أنا اللي ما أفرقلكش؟
لا يا حبيبي… انت اللي ما تفرقليش…
انت اللي واخد مقلب في نفسك… ومصدق إن في حد لسه مهتم بيك.
انت كذّاب… أناني… نرجسي… وبتاع مصلحتك…
وأي واحدة تخسرها تبقى كسبانة.
وبعدين لما انا ما افرقلكش، واقف تتكلم ليه؟
وشه شد، بس هي كملت، الكلام طالع من كل قلبها:
– أنا اتعلمت من غلطي…
واتعلمت إن اللي يشوف نفسه كبير… بيطلع قد كده بس.
عيل… مش راجل.
هو قرب منها، صوته واطي بس مليان سمّ:
–عيــل؟
آه؟
طب خطيبك بقى… هو الراجل؟
نسرين وقفت قصاده بثبات وفخر:
– أيوه… راجل… راجل بجد.
مش واحد نصّاب… ولا واحد عايش الدور.
خطيبي أرجل منك… وأكبر منك…مش سن تؤ مقام.
وميتقارنش بحد من عينتك أصلاً.
أحمد عضّ على شفايفه، قرب أكتر، وشه بقى قدام وشها:
طيب… الراجل ده…
لما يعرف إنك كنتِ بتكلمي واحد قبله…
والواحد ده يبقى أنا…
وكنتِ بتخرجي معاه سنتين…
عارفة هيقول عليك إيه؟
هيقول إنك واحدة رخيصــــ—
ما لحقش يكمل الكلمة ولاقى قلم نزل على وشه مرة واحدة…
ضربة من كل اللي حست بيه سنين.
صوت القلم سمع المكتب كله.
أحمد اتفزع، حط إيده على خده، فتح عينه عليها بصدمة:
– إنتي… بتضربيني؟!
نسرين قربت منه، صوتها طالع مليان قرف:
– أيوه.
وبعدين؟
ده أقل رد على واحد حيوان زيك.
أحمد حاول يرد، لكن هي ما ادّتش له فرصة وكملت:
–أنت واحد قليل الأدب…و قليل الأصل…
كلمة راجل؟! ده كتير عليك…
انت مش راجل…
انت وصمة عار لأي واحدة كانت تعرفك.
انت كدّاب… وغد… وتافه…
وتستاهل تتشتم كل يوم.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية خذلان الماضي الفصل السابع 7 بقلم الاء محمد حجازي

 

 

أنا ندمانة على كل دقيقة ضيّعتها معاك.
ولو الزمن يرجع…
ما كنتش حتى هسلم عليك.
وشه احمر،من الغضب والكسوف وخيبة…
كان هينفجر.
وبمجرد ما فتح بقه…
الباب اتفتح.
أويس دخل.
وقفوا هما الاتنين في لحظة جمود.
أويس دخل بخطوته الهادية…
عينه عدت على وش أحمد…
وعلى إحمرار خدّه…
وبعدين على نسرين… اللي نفسها عالي.
بصوت ثابت تقيل:
– في إيه؟
أحمد اتلخبط، ولسانه اتعقد:
– م… مفيش…
كنت… باخد منها الملف… وهمشي.
أويس بص لأحمد نظرة قصيرة… ثابتة…
وبعدين رفع حاجبه وقال بهدوء شديد:
طب… وخدت الملف؟
أحمد بلع ريقه، ومسك طرف قميصه…
– آه… أخدته.
أويس أشار براسه ناحية المكتب بتاعه:
– على مكتبك يا أستاذ أحمد.
لو سمحت.
أحمد وقف لحظة، حس إنه مقهور….. وهيموت ويموت نسرين.
وبعدين مشي بسرعة، ولا بص وراه حتى.
أويس فضّل واقف ثواني…
وبص بصّة سريعة على نسرين، شاف توتر خفيف في عينيها، رغم إنها بتحاول تبان ثابتة.
قال لها بصوت هادي:
– إنتي كويسة؟
نسرين هزّت راسها بسرعة:
– أيوه… تمام.
مابتعرفش تكذب عليه…
بس حاولت تشيل التوتر من نبرة صوتها.
أويس ما ضغطش عليها.
قال بهدوء:
– طيب… محتاجة حاجة؟
– لا… شكراً.
هو هز راسه، وقال بهدوء أكتر:
– لو احتجتي أي حاجة… أنا موجود.
وقعد علي مكتبه.
سكت المكتب بعدها…
بس قلب نسرين كان بيخبط.
عدّى اليوم كله وهي بتحاول تركز،
تحاول تعيش كأن أحمد ما قالش ولا عمل حاجة…
لكن كلامه بيلف في دماغها كل شوية.
أول ما رجعت البيت…
ما استنتش دقيقة.
مسكت موبايلها واتصلت بعائش.
– ألو يا عائش…؟
صوتها كان باين عليه الارتباك.
– خير يا نسرين؟ صوتك مش مظبوط.
نسرين أخدت نفس كبير…

 

 

وحكت لها كل اللي حصل في المكتب…
كلمة بكلمة…
من ساعة ما شافته لحد ما ضربته بالقلم.
عائش فضلت ساكتة شوية…
وبعدين قالت بصدمة:
– لا… لا… لا… ده إنسان مُقرف.
ده مش حد طبيعي.
ده واحد حقير بمعنى الكلمة.
وانتي عندك حق… القلم قليل عليه.
نسرين قالت بصوت مخنوق:
– أنا بس… اتعصبت.
واتخضّيت من الكلام اللي قاله.
وخفت… يتكلم مع أويس… أو يقول له أي حاجة.
وكملت بصوت مخنوق أكتر ودموع:
– عائش… أنا بجد تعبانة… ومش قادرة أستوعب اللي بيحصلي.
أنا ندمانة قوي إني دخلت حد زي ده حياتي… إني سمحت له يأثر عليَّ بالشكل ده… أنا اللي غلطت، وما خليتش قلبي نقي لحد يستاهلني.
عائش بعد ما خدت نفس طويل، وبنبرة هادية لكنها ثابتة:
– اسمعيني كويس يا نسرين…
الندم مش ضعف… الندم وعي متأخر بتمن الاختيار.
الندم مش غلط، بالعكس… ده دليل إنك اتعلمت.
لأن اللي مش بيغلط… مش بيتعلم أصلًا.
بس اسمعي أهم حاجة الندم اللي ينفعك هو اللي يغيّرك… مش اللي يكسرك.
لما تندمي على حاجة، اعرفي إنك شوفتِ الحقيقة بعد ما كنتِ غافلة عنها… وده في حد ذاته نضج.
استخدمي الندم كدافع… مش كعقاب.
كل تجربة، حتى اللي وجعتك… كانت جزء من وعيك اللي إنتِ عليه دلوقتي.
وإنتِ دلوقتي أقوى… مش أضعف.
نسرين نزلت دمعة ومسحتها بسرعة:
يمكن معاكي حق… يمكن لازم أبطل ألوم نفسي…
بس اللي حصل النهارده… خوفني بجد. أسلوبه… كلامه… عينيه حتى… مش طبيعي يا عائش.
عائش ردّت بثقة:
– يا بنتي ده واحد جبان.
جبااان بمعنى الكلمة.
ده لو راجل بجد ماكانش استنّى يشوفك متخطبة عشان يرجع يعمل نفسه مهم في حياتك.
ده راجل مكسور… وبيحاول يكسر فيكي عشان يحس إنه لسه ليه تأثير.
سكتت لحظة… وبعدين كملت:
– بصي… كبّري دماغك منه.
هو بيهددك عشان يخوّفك…
بس مش هيعمل حاجة.
هو جبان… ومش هيفتح بقه مع أويس، ولا هيقرب من ناحيتك.
نسرين قالت بهدوء:
– يا رب.
عائش ضحكت ضحكة صغيرة:
– وربنا؟
ده كفاية إنك ضربتيه بالقلم…
ده مش هينسى الضربة دي طول عمره.
نسرين ضحكت غصب عنها…
إحساس بسيط من الراحة جه لها.
عائش قالت:
– متخافيش.
أويس واضح إنه راجل بجد… وبيعرف ياخد باله.
وانتي كمان قوية… ومش هيسمح لحد يأذيك تاني.
أول ما نسرين قفلت مع عائش، عدى دقيقه…
و الموبايل رِن.
بصت…لقيته أويس.
ردّت بسرعة:

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية ملاك بين الوحوش الفصل الثالث 3 بقلم سارة بكرى

 

 

– ألو؟
صوته جه قريب… هادي ومطمن:
– عامله ايه دلوقتي، أنا رنيت علشان أطّمن عليك.
علشان شكلك واحنا في المكتب كان تعبان خالص.
– لا… شوية صداع وراحوا لحالهم خلاص.
سكتت لحظة، وبعدين ضحكت فجأة من غير ما تبقى قادرة تمسك نفسها:
تعرف؟
أويس بحنية:
عرفني؟
نسرين بهزار:
النهارده لما كله عرف إن أنا خطيبتك…
والدنيا قامت.
كلهم قاعدين يقولوا إن انت كتير عليا…
وضحكت أكتر:
هنياله يا عمّ!
كان واضح من صوته إنه ابتسم… لكن ابتسامة فيها حنيةوقال بصوت دافي جداً:
نسرين…
– إنتِ تتحبي زي ما إنتِ.
– ماتقيسيش نفسك بحد… ولا تفكري إن في حاجة كتيرة عليكي.
– إنت اللي كتيرة على أي حد… مش أي حد اللي يبقى كتير عليكي.
الكلمة نزلت عليها بهدوء يخوّف…
حست إن صدرها وسع من غير ما تاخد نفس.
نسرين بصوت واطي:
– بجد؟
أويس من غير ما يفكر:
– جداً.
وأنا مش بجاملك… أنا بقول اللي شايفه.
سكتوا لحظة، بس كان سكات مريح…
وبعدين هو كمل:
– طيب… قولّي. لسه متوترة من شغل النهارده؟
نسرين بسرعه:
– لأ… دلوقتي لأ.
الكلام معاك بيهدي… كده… من غير سبب.
ضحك ضحكة صغيرة خفيفة:
– وأنا كمان… على فكرة.
نسرين بهدوء:
– طب كويس. مش أنا لوحدي.
أويس بسرعه وحب:

 

– ولا عمرك هتبقي لوحدك.
المكالمة فضلت مكملة بينهم شوية… كلام بسيط، بس مريح…
لحد ما الاتنين مابقوش عايزين يقفلوا.
————————–
عدّت الأيام بهدوء، ونسرين وأويس بدأوا يتعلقوا ببعض أكتر وأكتر.
المواقف العادية، الضحك الخفيف، والاهتمام البسيط اللي يظهر فجأة… كل حاجة كانت بتخليهم أقرب لبعض.
نسرين حسّت براحة، كانت مطمئنة… لدرجة إنها قدرت تهدّي قلبها وتسيب نفسها تستمتع باللحظات البسيطة مع أويس.
في نفس الوقت، أحمد كان هادي… ساكت، الهدوء اللي قبل العاصفة.
مش بيتدخل، مش بيحاول يعمل حاجة، مجرد وجوده ساكت حوالينهم.
نسرين كانت بتحاول تطمّن نفسها: خلاص… هو شخص جبان… مش هيقدر يعمل حاجة.
وعائش كانت صح… ده فعلاً واحد جبان.
بس، رغم كل الطمأنينة اللي حسّتها، دايمًا كان فيه إحساس جوّاها… شعور خفيف بالخوف.
حاسة إن فيه حاجة جاية… حاجة مش كويسة… حاجة قلبها بيحذرها منها.
حتى مع كل الهدوء، كل ضحكة، وكل لحظة هادية، كانت دايمًا تحس إن في شيء مستنيها في الطريق، حاجة لازم تكون مستعدة ليها.
في يوم إجازة للشركة، أويس قاعد في البيت، وفجأة التليفون رن.
فتح الرسالة… وقلبه وقع من اللي مكتوب فيها خلا دمه يغلي من أول كلمة:
خطيبتك، ست الحسن والدلال المحترمة… كانت على علاقة بشاب لمدة سنتين، ولو عاوز تتأكد تعالى علي العنوان ده………….
وقف على الفور، ماسك التليفون بإيديه، عيونه بتبرق بالغضب، وعضه على شفته من التوتر… مش قادر يصدق اللي قراه.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية رحيم وقمر - حكم عاشق الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم دنيا ثروت

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *