روايات

رواية حين تبتسم الغيوم الفصل الخامس 5 بقلم داليا محمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية حين تبتسم الغيوم الفصل الخامس 5 بقلم داليا محمد

 

البارت الخامس

 

الفصل الخامس :
بدأت ثالثة ثانوي وأنا عاملة عهد مع نفسي: السنة دي مفيش حاجة اسمها تضييع وقت. لا خروجات كتير، لا كلام فاضي، لا تفكير في أي حاجة برا المذاكرة. كنت عارفة إنها سنة مصيرية، وكل الناس حواليّ كانت بتأكد نفس المعنى.
من أول أسبوع حسّيت إن الحياة كلها بقت بين البيت والسنتر. شنطة تقيلة، كورسات كتير، مذكرات ملونة وكل حاجة متقسمة بالساعات. ورغم التعب، كان في إحساس بالفخر إني ملتزمة. لكن… مش كل حاجة ماشية زي الخطة.
وأنا داخلة وخارجة من السنتر ساعات بشوف حمزة. واقف مع أصحابه أو معدّي بعربيته. مجرد ابتسامة صغيرة منه وأنا داخلة أو طالعة كانت بتكفي تخلي قلبي يدق أسرع. وأنا أرد بابتسامة أهدأ كأني بجامله .

في يوم كنا قاعدين أنا ومريم على سلم السنتر بين الحصص. فجأة قالت لي بنبرة فيها قلق:
“إنتي متعرفيش إيه اللي حصل؟”
“لا… في إيه؟”
“حمزة عمل حادثة بالعربية بتاعته!”
الحركة وقفت في عروقي. سألتها بسرعة:
“إيه؟! هو كويس؟”
“سمعت إنه تعب شوية بس مش حاجة خطيرة.”
حاولت أتصرف كأن الموضوع عادي… بس مريم لاحظت إني اتوترت.
“إيه يا ليل؟ شكلك قلقانة زيادة!”
“لا يا بنتي… بس يعني جارنا، طبيعي أقلق.”
بصتلي بخبث وقالت: “جارك آه، تمام.”
لكن الحقيقة إن عقلي ماكانش في أي درس بعدها. طول اليوم دعيت له في قلبي:
“يارب اشفيه، يارب ما يحصلش له حاجة.”

تاني يوم، بابا قرر إنه يروح يزور حمزة بعد الحادثة وكان بيتكلم مع ماما على الفطار. أنا قلت له:
“طب خدني معاك يا بابا وأنا هنزل الدرس من هناك علشان مريم مش هتروح معايا النهاردة.”
بصلي باستغراب بس بعدها ابتسم وقال:
“ماشي… يلا جهزي نفسك.”
دخلنا المستشفى، والجو كله هدوء وريحة مطهرات. لقيته قاعد على السرير، شكله تعبان لكن بيحاول يظهر إنه كويس. أول ما شافنا، ضحك ابتسامة صغيرة كأنها مطمئنة.
بابا سلّم عليه وسأل عن حاله، وأنا قلت بخجل:
“ألف سلامة عليك يا حمزة.”
بص لي وقال بابتسامة أهدأ:
“الله يسلمك يا ليل.”
فجأة الباب اتفتح ودخلت بنت… لبسها أنيق، وابتسامتها لطيفة. قالت له بنعومة:
“حمد لله على السلامة يا حمزة، قلقتني عليك قوي.”
رد عليها بابتسامة معتدلة:
“أنا الحمد لله كويس… مفيش داعي تقلقي.”
أنا وقفت جنب بابا بابتسامة باردة، لكن جوه دماغي صوت تاني بيقول:
“دي مين دي ان شاء الله اللي قلقت على؟!”
بابا استأذن ومشينا، وأنا ما اتكلمتش طول الطريق، خايفة صوتي يفضح كل اللي جوايا.

روحت من المستشفى على الدرس، وحاولت أركز. شرحت المس أسئلة مهمة بس ولا كلمة دخلت دماغي. كل شوية ييجي في بالي: هل دي مجرد بنت عادية؟ ولا في حاجة تانية بينهم؟
رجعت البيت، قفلت على نفسي الأوضة، حاولت أذاكر وماقدرتش. نزلت أتكلم مع ماما شوية وبعدين طلعت على السطح. الهوا كان بارد والمنظر هادي. فضلت أبص في السما وأفتكر المرة اللي شرح لي فيها كيميا. طريقته… صبره… الضحكة اللي بتخليني مش فاهمة حاجة غيره.
رفعت إيديا بدعاء من القلب:
“يارب اشفيه وخليه يقوم بالسلامة… وساعدني أنسى أي حاجة ممكن تشتتني عن هدفي.”

بعد يومين تلاته وأنا واقفة على السطح بسرح في السما، سمعت صوت هادي:
“شكلك متسوحة في دروس الثانوي يا ليل.”
اتلفت بسرعة، لقيته واقف عند باب السطح. واضح إنه رجع البيت ومش قادر يقعد في مكانه. قلبي دق بسرعة، وحسيت وشي كله احمر.
“إيه؟ لا… أنا يعني… ماشي الحال اهو.”
ضحك بخفة وقال:
“ماشي… ربنا معاكي.”
رديت عليه:
“ألف سلامة عليك.”
بصلي وقال: “الله يسلمك يا ليل.”
قولت انا هنزل علشان ماما عايزاني
نزلت و انا مبسوطه بس بفكر في البنت اللي كانت مع في المستشفى كنسلت الافكار دي من دماغي و روحت انام استعدادا للمدعكه بتاعت بكرا من مزاكرة و دروس

بعد يومين، مامته طلبت مني أجيب لها شوية حاجات من مكان جنب السنتر. رجعت من الدرس، عدّيت جبتهم وروحت عندهم البيت علشان أديها الحاجة. دخلت البيت، والجو كله هادي ومرتب، ولقيت البنت اللي كانت في المستشفى هناك. ابتسمت لي وقالت:
“أهلاً، أنا نسمه… بنت خالت حمزة وأخته في الرضاعة.”
ابتسمت لها بحنية وقلت:
“تشرفنا، أهلاً بيكي.”
وقفت شوية أتكلم معاها، بصيت على حمزة لقيته قاعد على الكرسي، رجله مرفوعة شوية على التخت. قولتله:
“ألف سلامة عليك يا حمزة.”
رفع راسه وبص لي بابتسامة معتدلة وقال:
“الله يسلمك يا ليل.”
نسمه لاحظت حاجة غريبة في حمزة دا الي حسيته كانت بتبصله نفس نظرة مريم لما بتيجي سيرة حمزة و تبصلي ، وبصت له وبعدين لي وقالت بابتسامة خفيفة:
“ممكن آخد رقمك؟ عشان نتواصل.”
ابتسمت وقلت لها:
“أكيد طبعا.”
وقتها حمزة مسك التليفون بتاعه وأنا بمليها الرقم، وحسيت إنه حفظه هو كمان، بس قولت لنفسي: أكيد لأ.
بعد كده، مشيت على البيت ورجعت أذاكر. حسيت براحة كبيرة إني متطمنة إنها قريبة منه وانها أخته كدا مفيش حاجه ، وقعدت أذاكر بكل هدوء وتركيز، وانتهت المذاكرة وأنا مرتاحة نفسياً ومستعدة أكمل السنة بأفضل شكل ممكن.
يتبع….

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى