روايات
رواية حين تبتسم الغيوم الفصل الثاني 2 بقلم داليا محمد
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية حين تبتسم الغيوم الفصل الثاني 2 بقلم داليا محمد
البارت الثاني
الجزء الثاني :
تاني يوم طلعت على السطح بعد العشا. الدنيا كانت هادية والهوى جميل، والسطح زي ما هو… المكان الوحيد اللي بحس فيه إن أفكاري بتترتب. فتحت المصحف من الموبايل وبدأت أسمع قرآن بصوت الشيخ اللي بحبه. صوت التلاوة كان مالي الجو، ومريح قلبي جدًا.
بعد شوية سمعت صوت خطوات بتقرب. رفعت عيني … لقيته طالع السلم للسطح اللي جنبنا.
بصلّي بابتسامة وقال:
– “واضح إنك بتحبي السطوح زيّي.”
اتحرجت شوية و بصيت بعيني في الأرض، وقلت وأنا بكمل سماع القرآن:
– “مكان هادي وخلاص.”
قرب من السور اللي بيفصل بينا وقال:
– “قُرآن؟ أنا زمان كنت حافظ نصه… وبعدين نسيت.”
بصيت له باستغراب من غير ما أقصد:
– “إزاي حد ينسى القرآن؟!”
ضحك وقال:
– “اسألي الكسل… يمكن يجاوبك!”
حسيتني ابتسمت غصب عني، بس بسرعة رجعت أركز في الموبايل. سكت لحظة وبعدين قال وهو بيبص لي بابتسامة فيها لمعة:
– “بس صوت الشيخ اللي بتسمعيه ده بيرجعلي حاجات نسيتها.”
قلت بسرعة وأنا بتظاهر إني مركزة:
– “كويس… يبقى هتفتكر.”
– “ولو مفتكرتش ممكن تساعديني؟” قالها بأسلوب خفيف.
– “أنا؟!” اتلخبطت شوية.
– “أيوة، واضح إنك شاطرة.”
– “مش فاضية… دروس ومذاكرة وورايا حاجات كتير.” رديت بسرعة وحاولت أنهى الحوار.
– “أوكي… يبقى هنلاقي طريقة تانية تخليكي تساعديني.” قالها بابتسامة، وبصراحة حسيت إنها مش هزار قوي.
حسيت إن قلبي دق غصب عني، فقلت بسرعة وأنا بقفل الموبايل:
– “أنا داخلة، بردت.”
– “تمام… بس خلي بالك، بكرة المطر احتمال يرجع… وأنا مش هكون معايا شمسيّة زيادة كل مرة!”
ضحكت ونزلت وأنا مش فاهمة ليه الكلام العادي ده مأثر فيا كده.
ليه قلبي بيخبط بالشكل ده؟ ما يمكن عادي… يعني مجرد جار جديد بيتكلم بذوق… وأنا مكبرة الموضوع في دماغي وخلاص.
—
اليوم اللي بعده
و أنا ماشية للدرس، فجأة لقيته واقف على ناصية الشارع، ماسك قهوته، وبيقول بابتسامة جانبية:
– “إيه يا أنسة، واضح إنك مذاكرة من الفجر! عايزينك تسيبيلنا شوية درجات.”
ضحكت من غير ما أرد، ومشيت بسرعة كأني مش مهتمة.
هو ليه بيظهر فجأة كده؟ يعني صدفة… ولا هو بيراقبني؟ يا نهار أبيض، أنا بفكر في إيه أصلاً!؟
—
مرت الأيام
مبقناش بنتقابل غير في لحظات بسيطة: نصادف بعض وأنا رايحة للدرس، أو واقفين على السطح في أوقات مختلفة. كل مرة مجرد ابتسامة صغيرة أو كلمة تشجعني، لكن كانت بتفضل معايا طول اليوم. طب ليه بتفرق معايا كده؟ مش المفروض إن دا يحصل
—
عدى وقت طويل متقابلناش في طلعت على السطح لقيته واقف و كانه كان مستنيني اتكلمنا شوية و سألني في نص الكلام بابتسامة شبه مزحة:
– “طب إيه رأيك دلوقتي… هتقبلي طلب الإضافة بتاعي على الفيس؟”
ابتسمت وأنا بحاول أعمل نفسي جدية:
– “ممكن… لما أكون فاضية.”
قال وهو بيضحك بخفة:
– “ما تبطلي تقل بقى، مش لايق عليكي.” ومشي من غير ما يستنى ردي.
بصيت على طيفه وأنا بضحك، وحسيت قلبي بيخبط تاني. ليه مبسوطة إنه مصرّ كده؟ وليه مش عايزة أعترف حتى لنفسي إني مستنية أشوفه تاني؟
حتى لو مجرد لحظات بسيطة، كنت حاسة إنها بتخلي قلبي يدق بطريقة غريبة. ومع كل لقاء، حسيت إن فيه حاجة خاصة بينا بتكبر… وأنا مش عايزة أواجه نفسي بيها.
يتبع….
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية حين تبتسم الغيوم)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)