روايات

رواية حين تبتسم الغيوم الفصل الثالث 3 بقلم داليا محمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية حين تبتسم الغيوم الفصل الثالث 3 بقلم داليا محمد

 

 

البارت الثالث

 

 

الفصل الثالث :
اليوم كان خنقة من أوله.
رجعت من الدرس وحاسة إن صدري مكتوم ومش قادرة آخد نفسي. صوت الناس في الشارع مزعج، حتى صوتي جوة دماغي كان مزعج أكتر.
رميت الشنطة على السرير وقعدت قدام المكتب أفتكر اللي حصل:
المستر ناداني قدام الكل بصوت عالي:
“ليل محمد! إيه اللي جرالك؟!”
العيون كلها اتعلقت بيا.
كنت واقفة وبقول جوايا يا ارض انشقي و ابلعيني حاولت ما أعيطش، لكن الكلام اللي قاله خلاني على اخري بصراحة . ما حدش فاهم إني مش قادرة أذاكر كيميا مش لأني مهملة، لكن لأني مش طايقاها من الأساس.
رجعت البيت وأنا ماسكة دموعي بالعافية. حاولت أذاكر… بس مفيش فايدة الصفحة زي الحيطة. قفلت الكتاب بعصبية، وخدته وطلعت على السطح:
“يمكن الهوا يهوّن.”
(وفي قلبي عارفة السبب الحقيقي: يمكن أشوفه).
السطح كان ساكن… والليل هادي… وأنا متضايقة من كل حاجة. قعدت على الأرض، قلبت الكتاب بلا هدف، بحاول أقنع نفسي:
“أنا هنا عشان أذاكر… مش عشانه.”
وفجأة، صوت خطوات على السطح اللي جنبنا.
قلبي ضرب ضربة قوية.
بصّ لي، وابتسم ابتسامة خفيفة:
“إيه يا دكتورة… شكلك متعكننة؟”
حكيت له اللي حصل في الدرس بسرعة بكل غباء .
ضحك وقال:
“بتشتكي من الكيميا… وأنا صيدلي؟ يا شيخة عيب!”
وخطف الكتاب من إيدي:
“تعالي نشوفه كده… يمكن مش صعب زي ما فاكرة.”
قعد يشرحلي بطريقة بسيطة… والغريب إني فهمت!
فرحت جدًا، لكن كان في حاجة تانية جوايا مفرحاني أكتر… اهتمامه.
قفل الكتاب بثقة وقال:
“شُفتي؟ سهلة. أي خدمة!”
قالها وهو بيعدل ياقة قميصه بنظرة فيها شوية غرور.
ابتسمت وأنا بشكره، قالي و هو بيضحك:
“لو احتجتِ أي حاجة… نطي من على السور دا وتعاليلي.”
الكلام ده خلاني أحس بحاجة مش مريحة فجأة.
استأذنت ونزلت بسرعة.
شفت في عينيه لمحة زعل وهو بيشوفني ماشية فجأة… بس قلت لنفسي:
“أنتِ مكبرة الموضوع في دماغك يا ليل!”

بدأت أيام الامتحانات. كنت بحاول أركز على قد ما أقدر.
كل يوم بعد اللجنة، ألاقيه واقف من بعيد.
ينتظر يشوف تعبير وشي: الامتحان سهل ولا صعب.
أوقات كان بس يبتسم، وأوقات يسألني:
“عملتي إيه النهارده؟”
وأنا أرد بكلمتين وخلاص.
مرة، وأنا خارجة من اللجنة مع صاحبتي مريم، شافته قبل ما أنا أشوفه وقالت بخبث:
“مين الواد المز اللي بيستناكي كل يوم دا؟”
اتلخبطت وقلت بسرعة:
“محدش… يمكن بيستنى حد تاني.”
مريم ضحكت:
“أيوة طبعًا! وبيسألك عن الامتحان كل مرة كمان؟!”
رميتلها نظرة تحذير:
“مريم… اسكتي.”
قالت وهي بتغمزلي:
“خلاص يا ستي… بس شكله مهتم أوي.”

آخر يوم امتحانات، دورت عليه من بعيد… مش موجود.
(طب هو أنا مستنياه ليه أصلاً؟!)
مشيت وأنا بضحك على نفسي.
بس فجأة، سمعت صوته بينادي:
“ليل”
عرفته فورًا. لفيت كأني متفاجئة.
“عملتي إيه في الكيميا؟ عارف إنها مش بتيحي معاكي.”
ردّيت بسرعة زي العادة.
ابتسم وقال:
“برافو… إن شاء الله النتيجة حلوة.”
قلت ان شاء الله
وأنا ماشية قال:
“أنا مروّح… تعالي أوصلك.”
قلت بسرعة:
“صحبتي مستنياني نروح سوا.”
(وما كانش في صحبتي أصلًا.)
هو فهم، وابتسم بهدوء:
“طيب… ماشي.” ومشي.
وأنا كملت طريقي… مش بفكر في الامتحان ولا النتيجة…
بفكر في حمزة.
في إحساسي اللي بيكبر غصب عني.
ومش عارفة ليه مبسوطة… وليه زعلانة من نفسي في نفس الوقت.
رجعت البيت ولقيت عمتي قاعدة في الصالة هي وولادها.
سلمت عليهم بسرعة، وحاولت أبين إني طبيعية رغم إن قلبي لسه بيرقص من اللي حصل.
عمتي قالت وهي بتضحك:
“يا بنتي وشك منوّر كده ليه؟ شكلك خلصتي امتحانات ومبسوطة أوي!”
ضحكت و انا بقولها دا هم و انزاح و الله .
ابن عمتي قالي حضري نفسك بقت لتالته ثانوي عايزك تبقي تيجي معايا الكليه . محمد ابن عمتي في كليه طب و العيله كلها كدا ما شاء الله دحيحه اللي في طب و اللي في صيدلة واللي في علوم و دي حاجه قرف كلهم مستنين بقا هدخل اى ابتسمت و انا بقوله ان شاء الله
بعد شوية، كنت طالعة أجيب شوية حاجات من السوبرماركت، فبابا قال:
“خلي ابن عمتك يروح معاكي، الوقت اتأخر.”
ما قدرتش أعترض، قلت:
“ماشي.”
وإحنا ماشيين كنا بنتكلم كلام عادي جدًا، عن الدراسة وعن كليته و كدا ، وأنا بحاول أبان طبيعية.
لكن فجأة
رفعت عيني لقيت حمزة واقف بعيد واضح إنه
عينه مليانة ضيق… مش مجرد ضيق، كانت نظرة عتاب مكتوم وغضب مش قادر يخبيه.
أنا فضلت باصة له باستغراب، وكأنّي بسأله من غير كلام:
“مالك؟!”
بس هو حوّل نظره بسرعة ومشي كأنه مش شايفني أصلاً.
بعد دقايق قليلة، وإحنا راجعين، لقيت حمزة واقف كأنه مستنّي حد.
ابن عمتي لمحه، وشكله فهم الموضوع بطريقته.
قالي وهو بيبصله بنظرة متحدّية:
“هو الواد دا ليه عينه عليك كده؟”
اتلخبطت:
“مين؟! أنت بتتكلم عن إيه؟”
قبل ما ألحق أكمّل، لقيته رافع صوته شوية وهو بيكلم حمزة:
“في حاجة يا صاحبي؟ ولا واقف كده عالطريق وخلاص؟”
حمزة ردّ بهدوء ظاهري لكن صوته فيه حدّة:
“لا… مفيش. أنت كمل طريقك.”
ابن عمتي ضحك ضحكة فيها استفزاز:
“آه… تمام. بس خليك فاكر إن في ناس مش بتحب حد يلف ويدور حوالين قرايبها.”
أنا وقفت مكاني مذهولة، مش فاهمة إيه اللي بيحصل بالضبط.
حمزة مشى من غير ما يرد… لكن ملامحه قالت كل حاجة.
وأنا فضلت ساكتة، مش عارفة ألوم مين ولا أفهم إيه المقصود بالكلام.
وإحنا داخلين الشارع قبل البيت كان ساكت، بس واضح إنه بيفكر. فجأة وقف وقال بصوت واطي فيه نبرة مش عاجبني:
“ليل… مين الواد اللي كان واقف؟”
اتلخبطت شوية:
“دا جارنا اللي اشترى البيت بتاعنا اللي جنبنا بالزبط .”
بصلي بنظرة مش مرتاحة:
“دا شكله كان مستنيك.”
تنفست بهدوء وحاولت ما أعليش صوتي:
“هو مش مستنيني. وانت مالك متضايق كده ليه؟”
رد بسرعة:
“علشان مش بحب حد يبصلك بالشكل ده انت عارفه اني معنديش اخوات بنات و بعتبرك اختي .”
حسيت دموعي بتقرب وقلبي بيتشد:
“يعني إيه الكلام ده؟! انت كده بتلمّح إن في حاجة غلط مني!”
هو هز راسه وقال:
“لا طبعًا… بس أنا أخوكي… وخايف عليكي.”
دموعي نزلت غصب عني:
“تمام انا فهمت ان انت خايف عليا بس حاسب على كلامك معايا بعد كدا يا اخويا.” و دخلت البيت و سبته
وقف مكانه ومش عارف يرد
دخلنا البيت وأنا بمسح دموعي بسرعة عشان محدش يشوف. رحت أوضتي وقفلت الباب وقلبي مليان وجع وزعل. من بعيد سمعت صوته في الصالة مع بابا وعمته بيتكلموا عادي كأن مفيش حاجة حصلت…
يتبع…..

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى