رواية حنين الماضي الفصل الرابع 4 بقلم نجلاء زكي - The Last Line
روايات

رواية حنين الماضي الفصل الرابع 4 بقلم نجلاء زكي

رواية حنين الماضي الفصل الرابع 4 بقلم نجلاء زكي

 

 

البارت الرابع

 

 

رواية حنين الماضي الحلقة الرابعة
مر يومين على زيارة حنين لدكتورة مها ولقد اتت نعمات بالامس اخيرا بعد ان استجمعت شجاعتها لمواجهة حنين فهي تحبها ولم تريد ان يصيبها مكروه ولكنها تعلم ان حنين واهلها سيعلمون بزواج ابنها علاء من تلك التي اختارها وخشيت ان تخسر عشرة عمرها فاتت واخبرت كريمة والحاج محمد بان علاء، قد حدد موعد مقابلة اهل تلك الفتاة التي سيتزوجها بالاسكندرية ولقد تفهما الوضع فهم يعلما ان ليس بيد نعمات شيئا ولقد سمعت حنين ذلك الحديث وظلت صامتة لكن دموعها لم تجف لذلك قررت ان تطلب زيارة دكتورة مها باكرا
في الصباح استاذنت حنين من والديها للكى تذهب لزيارة دكتورة مها ولانهم يعلما الوضع وافقا وقامت حنين بالاتصل بدكتورة مها وتحديد موعد بالفعل قد اخبارتها انها بانتظارها
ذهبت حنين وبداخلها صراع تريد ان تخرج ما بقلبها وعقلها تريد ان تبدا من جديد كما بدا هو لتدخل المستشفى وهي شاردة لتصدم بشخص ما حتى انها كانت على وشك السقوط لولا ان قام هذا الشخص بانقاذها من السقوط ارضا لتنظر اليه بخجل على ما حدث
-اسفة مكنتش واخدة بالي اما هو دكتور يوسف نعم هو من اصطدمت به كان بعالم اخر منذ ان رفعت عيناها وعلم بتلك العيون ليفيق ويطمن عليها
-انتي كويسة فيكي حاجة لتبتسم من اسفل نقابها لكن تلك الابتسامة تظهر في تلك العينين الساحرتين والتى لم تستطع ان ترفعهم عن الارض كثيرا من الخجل فهي تذكرته هو ذلك الدكتور الذي اشرف على علاجها في وقت انهيارها
-انا كويسة شكر لتفر من امامه سريعا متجهه الى عيادة دكتورة مها اما هو فاخذ، ينظر في اثارها وعلى وجهه ابتسامة ساحرة
لتدخل حنين العيادة وتستقبلها مها كالعادة بابتسامة ودودة لتجلس حنين وتحكي لما كل ما حدث بالامس من حديث نعمات لبكائها واحساسها بالالم لتسالها مها
-هل عياطك امبارح بسبب ان علاء خلاص هيتجوز وانه لقى بديل ليكي لتصمت حنين لبرهه ثم تتكلم
-هتصدقيني يا دكتورة لو قولت لحضرتك اني كنت بعيط على نفسي مش عليه لتبسم مها
-هصدقك طبعا حبيبتي لتسترسل حنين بحديثها
-انا كنت زعلان على نفسي اللي هانت عليا وكان طبعا سهل تهون عليه انا فعلا زي ما حضرتك قولتيلي الجلسة اللي فاتت حياتي قفلتها على علاء وبس هو اتغير وانا فضلت مكاني مستنيه لغاية ما احساسه بحبه ليه اتحول لحمل عليه عايز يخلص منه انا صعبت عليا نفسي اني وقفت حياتي وطموحي علشان ايه انسان تاني طب انا فين من كل ده حسيت ان لازم يكون ليا هدف طموح ليا مستقبل خاص بيا مش مربوط بحد تاني ممكن في لحظه مشاعره تتغير زي ما حصل مع علاء لازم فعلا زي ما حضرتك قولتي احب حنين علشان حنين تلاقي اللي يحبها بكل ما فيها من عيوب ومميزات لتبتسم لها مها بفخر
– حبيبتي اقدر اقولك انك كده بقيتي احسن مش محتاجة جلسات او علاج انتي كده لقيتي نفسك وده الصح تفكيرك وشعورك هو ده الصح فاضل التنفيذ لتنظر لها حنين باستفهام
-ازاي يا دكتورة
-انك تعملى حاجة لنفسك تشتغلي تكملي درستك لو حبه تعملي حاجة بتحبيها لتبتسم حنين
– انا فعلا فكرت اني اشتغل بس لسه مش عارفة فين وازاي وكمان هل بابا هيوافق لتبتسم لها مها
-لا سيبي دي عليا ايه رايك تشتغلي معانا هنا في المستشفى احنا كنا عايزين محاسبين جداد وان كان على الاستاذ محمد انا هقنعه بس انتي توفقي لتبتسم حنين بفرحة
-طبعا ده شرف ليا اني اشتغل مع حضرتك حضرتك مش عارفة انا بحبك اد ايه لتبتسم لها مها بمحبة
-وانا كمان حبيبتي خلاص انا هكلم استاذ محمد وان شاء الله من اول الاسبوع الجاي تبدأي معانا
لتنصرف حنين وهي سعيدة فهي ستبدأ من جديد وسيكون لها حياة جديدة ترى ماذا سيكون بانتظارها هذا ما كانت تفكر به لكنها تركت لربها التدبير فكل ما يجود به عليها سيكون خيرا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
على الصعيد الاخر وصلا علاء ونعمات عروس البحر المتوسط وبالفعل قام علاء بتوصيل والدته الى الغرفة بالفندق ثم نزل لكي يجلب الهدايا للعروس ومضى وقت وكانت نعمات جالس بتلك الشرفة التي تطل على البحر وهي تبتهل الى الله ان يقدر ما فيه الخير لابنها وكذلك حنين هي بداخلها قلق كبير على ابنها فلذة كبدها فهو منثاق بطريقة غريبة لتلك المدعوه مايا غير انها تخشى عليه من عقاب الله لما فعله بتلك المسكينة حنين لكنها كانت تحاول ان تبدو طبيعية فهي لا تريد ان تؤد فرحة ابنها الحبيب وبالفعل رجع علاء محمل بالهدايا والزهور للعروسه وجلب لهم الغذاء ليناولاه قبل ان يذهبا الى منزل العروس المنتظرة
اسدل الليل ستائره وكان علاء ونعمات قد حضرا نفسهما لتلك الزيارة لكي يتعرف على عائلة مايا وكذلك ليتعرفوا على والدته قبل كتب الكتاب يوم الخميس المقبل
بالفعل وصلا الى منزل اهل مايا الذي كان استقبالهم به بعض من التكبر والتظاهر بالرقي طبعا علاء لم يلاحظ شيئا على عكس نعمات التي زاد قلقها على ابنها اكثر وما ان طلت عليهم مايا والتي كانت على عكس حنين بالكامل ليست محجبة وتلبس فستان بدون اكمام وضيق يبرز تفاصيل جسدها وقصير لا يصل الى ركبتها تضع الكثير من مستحضرات التجميل والتي تخفي ملامحها الحقيقية لقد كانت مختلفة عن بيئة وطبيعة نعمات وكذلك اهلها ما زاد قلقها هو المغالاه في طلباتهم والتي اتفق عليها علاء مسبقا معهم كانت تشعر ان ولدها قد غرس في فخ لن يفيق منه الا وقد خسر نفسه قبل ان يخسر كل شئ وقد بدت نعمات حزينة على فلذة كبدها وقد لاحظت مايا ذلك وقد طلبت من علاء ان تحادثه وحدها لتتحدث بغنج واضح لكي تسيطر على علاء
-علاء حبيبي انا كنت عايزة اسالك على طنط ليرد بقلق
-ملها يا حبببتي في حاجة لترد بنفس الغنج
-اصلها قاعدة مش مبسوطة وشكلها كده انا مش عجباها ليرد بحب
-ايه اللي بتقوليه ده مش عجباها ايه بس دا انتي القمر يقولك تعالي مترحي هي امي ست بسيطة اول مرة تسافر وتبعد عن بيتها بس متقلقيش سعادتي اهم حاجة بالنسبة ليها لترد عليه بحزن مصطنع
-ولا تكون لسه عايزة تجوزجك ست الشيخة ام خيمة سودا ليطمئنها علاء
-لا يا سيتي هي عارفة اني مش عايز غيرك وبس خلاص بقى مش تزعلي وبعدين انا وانتي ملناش غير بعض هي هنا في مصر واحنا في الامارات انت اهم حاجة عندك انا وبس وانا بموت فيكي يا قمر انت لتضحك بدلع
-ثبتني انت يلا خلينا نقعود مع العيلة شوية وان شاء

الله بعد كتب الكتاب نبقى مع بعض لوحدنا صحيح احنا هنعمل الفرح هنا ولا عندك في القاهرة ليرد عليها
-زي القمر ما يؤمر لتضحك مرة اخرى بدلع
-خلاص خليه هنا ونقعود في فندق يومين ونسافر علشان اشغلنا ليضحك بحب
-تمام يا حبيبتي ليذهب الى العائلة ليتحدثوا في الامور المادية والاتفاقات من اجل الزواج اما نعمات فكانت تجلس كالمتفرج صامته تشعر ان ابنها يضيع منها لكن ما بيدها حيلة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مرت الايام والشهور فقد مضى ستة اشهر على استلام حنين العمل بالمستشفى وتغيرت شخصيتها كثير اصبحت تستطيع التعامل مع الناس فقد كانت ودودة مع زملائها الذين ارتاحوا اليها واحبوها كثير ومها كانت تتابع معها جلساتها في اول الامر لتأهلها للتعامل مع الغير فقد كانت حنين منغلقة على نفسها لا تتعامل سوى مع من يحطونها من العائلة فقط فقد كانت حياتها مقتصرة على والديها واسرة اخيها ونعمات وطبعا علاء، فقط ومؤخرا اصبحت غير محتاجة الى تلك الجلسات لكنها كانت دائما عندما تنتهي من عملها وتعلم ان دكتورة مها موجودة وليست مشغولة كانت تصعد لتجلس معها وتتحدث اليها فهي تشعر انها شخص مهم في حياتها
اما يوسف فكان يتابع حنين عن بعد فوالدته حذرته من ان يحاول ان يتقرب منها لكن حنين كانت تراه وهو يتابعها كملاكا حارس لها فهي عرفته عندما اصطدمت به ذلك اليوم فهو من عالجها عندما انهارت من ظل بجانبها وهي منهارة وهو ايضا ابن دكتورة مها والان هو يتابعها ولا يقترب لكنها لا تعلم لم تشعر بالسعادة عندما تراه او يتحدث معها في امرا ما بالعمل هي تخاف ان تمنح قلبها لاحد ما فيكفي الخذلان الذي نالته ممن أحببته منذ نعومة اظافرها

اما علاء فقد تزوج مايا وعادا الى مقر عملهما وكانت حياتهما عملا فقط يتقابلا وقت العشاء بالمنزل والذي عادة ما يكون من احد المطاعم اما بعطلة نهاية الاسبوع والتي تقضيها مع عائلتها كان بينهم مثل الغريب ناتي لمايا والتي هي عملية لاقصى درجة فكانت لا تصرف الا القليل وكانت تدخر الكثير من مرتبها لكي تشتري لنفسها بالاسكندرية شقة وكذلك عربية جديدة وتزيد رصيدها بالبنك فعلاء اخذ اكبر مقلب بحياته فقد وجدها ايضا مع العشرة انها انانية بدرجة كبيرة وتعلم كيف تاخذ، ما تريد منه بطرقها الخاصة وخاصتا وهي تعلم متى تتدلل عليه ومتى تتذمر من فرق السن بينهم واصبحت الحياة بينهم شبه منعدمة مع بداية حملها فلقد نقلت اقامتها الى منزل اهلها لتعتني بها والدتها فيكفى ارهاق عملها مع انها لا تفعل شيئا بمنزلها لكنها مدللة والديها
باحد الايام عندما صعدت حنين الى مها للجلوس معها قليلا كانتا تتحدثان كالعادة تسالها مها
-طمنيني يا حنون ايه اخبار الشغل وزميلك عاملين ايه معاكي لترد عليها بابتسامة رضا
– الحمد لله بجد الشغل حاجة ممتعة كنت زمان بيبقى عندي ملل ان اليوم مش بيخلص ومش لقيه حاجة اعملها لكن دلوقتي ببقى عايزة ازود اليوم ساعات علشان الحق اخلص اللي ورايا لتضحك مها
-للدرجة دي لتكمل حنين
-طبعا يا دكتورة انا يدوب بروح من المستشفى القي ماما وباب مستنين علشان نتغدى ويا دوب اكل وارجع انام ساعة ولا حاجة واصحى اكمل اللى ورايا حضرتك عارفة اني قدمت فى الدراسات العليا وعايزة ان شاء الله اكمل دراسة ربنا يقدرني
لتبتسم مها بحب
-ان شاء الله يا حبيبتي تقدري بس لازم كمان يكون ليكي وقت لنفسك تخرجي تفكي عن نفسك وكمان تشوفي حياتك انتي هترجعى تقفلي حياتك على الشغل والدراسة لازم حبيبتي تعيشي سنك انتي لسه صغيرة لتبتسم بحسرة
-صغيرة ايه يا دكتورة انا خلاص داخلة على الثلاثين اعيش ايه لتضحك مها
-بردو صغيرة بس اوعي الدكتور سالم يسمع منك نبرة الاستسلام دي عن السن ليدخل سالم بمرحه المعهود
-سامع حد جميل كده بيجيب في سيرتي ايه وحشت القمر ولا ايه لتضحك حنين بخجل وتشعر بالاحراج لوجودها وهو يتغزل بزوجته لترى مها توتر حنين الذى ظهر بعيونها التي تنظر الى باب المكتب كانها تستاذن منها الرحيل لتضحك
-كده يا سالم احرجت حنين لينظر سالم الى تلك الفتاة التى لو نزعت النقاب لكان وجهها يشبه حبة الفراولة من الخجل
-حنين القمر ذات العيون الساحرة لتبتسم بخجل
-ازي حضرتك دكتور سالم
-ازيك انتي طمنيني حد مضيقك في الشغل ولا حاجة نرفده على طول لتضحك من قلبها فذالك الرجل لديه طريقة رائعة لتجعل من امامه يضحك من قلبه فهو في عمله حازم جدا لكن مع اسرته شيئا اخر
-لا ربنا ما يجيب رفد لحد الحمدلله كل زمايلي كويسين جدا معايا لتضحك مها على توتر حنين وتخبرها
-معلش يا حنونة دكتور سالم بيحب يهزر دايما مع اللى بيعزهم وانتي كده انضفتي لكشف الناس الغالين عليه لتبتسم حنين بادب وود
-ده شرف ليا اني اكون من ضمن الكشف ده حضرتك عارفة غلاوة حضرتك والدكتور سالم اد ايه ليسرع سالم بمرح
-كده فاضل يوسف وتبقى اكتملت العيلة لتشعر حنين بالخجل عند ذكر اسم يوسف لتشعر مها بذلك لكنها تصمت فهي تخشى ان تكون حنين ليست مستعدة لخوض تجربة الارتباط مرة اخرى مع انها تثق في ان يوسف بالفعل هناك بداية حب لا بل هو اصبح يحب حنين من كل قلبه لترجو من الله ان يكون حدثها صحيح فهي ترى حنين انسانة رائعة ومناسبة لابنها الغالي لتخرج من شرودها على ثرثرة زوجها الحبيب مع حنين التي تتحدث معه براحة واحترام لتوجهه حديثها لحنين
-ايه راييك يا حنونة لو تتغدي معانا يوم الجمعة في النادي لينظرلها زوجها نظرة ذات مغذى فهو ادرك ان مها تعد لشيئا ما ليجاريها
-وفقي يا حنون النادي عليه اسكلوب انما ايه رائع لتبتسم حنين
-ان شاء الله اخد الاذن من بابا لو وافق اكون معاكم الجمعة لتضحك مها
-تمام يا جميلة منتظرة بكرة تاكدي عليا لتستاذن حنين وترحل لينظر سالم الى مها باستفهام
-حبيبة قلبي ناوية على ايه لتضحك ووهي تحتضنه
-ناوية اخليك جدو سالم ليضحك عليها
-حتى لو بقيت جده بموت فيك انت يا غزالي الشارد لتعترض
-سالم
-انا بقول نروح بهيبتنا لينا اوضة تجمعنا لتضحك على زوجها الحبيب مهما مر الزمن هو كما هو لا يتغير ولم يقل حبه لها يوما
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

يتبع….

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *