روايات

رواية عشق يحيى الفصل التاسع 9 بقلم سلمى جاد

رواية عشق يحيى الفصل التاسع 9 بقلم سلمى جاد

 

 

البارت التاسع

 

#رواية_عشق_يحيى
#الكاتبة_سلمي_جاد
الفصل التاسع »
يحيى واقف على الباب مبتسم وهو شايف ليلى منهمكة في تجهيز شنط السفر كأنها في مهمة رسمية.
ـ “هو إنتي ناوية تهاجري بالشنطة دي ولا تسافري؟”
قالها بنغمة فيها هزار خفيف.
ليلى رفعت عينيها له بسرعة وقالت بابتسامة خجولة:
ـ “بس بجهز اللبس بتاعنا للسفر… أنا عارفة إنك هتنسى نص حاجتك لو سبتك تجهز شنطتك لوحدك.”
ضحك وقال وهو بيقرب منها:
ـ “طب وأنا كنت جاي أقولك… لو عايزة أجهز أنا لبسي، ريّحي نفسك شوية.”
هزّت راسها بإصرار وقالت:
ـ “لأ، أنا خلصت خلاص
قفلت شنطة السفر الكبيرة، اللي نقلت فيها لبسها ولبس يحيى بعناية،
كل قميص مطوي بعناية، وكل حاجة محطوطة بنظام واضح جدًا.
قرب منها أكتر وقال بنغمة دافية وهو بيبص في عينيها:

 

ـ “خلاص… دلوقتي بقا المفروض ننام.”
ـ “ننام؟”
قالتها باستغراب.
ـ “أيوه، عشان هنسافر الفجر.
الطريق طويل، ومش عايزك تتعبي.”
ابتسمت بخفة وهي بتحاول تخفي حماسها وقالت:
ـ “حاضر
قعدت على طرف السرير، ثم تمددت
ويحيى طفا النور،
والمكان بقى ساكن إلا من صوت أنفاسهم الهادية.
يحيى استلقى جنبها بهدوء،
إيده تحت راسه، وعينيه معلقة بالسقف،
يفكر في بكرة… في الرحلة اللي مستنيّاهُم،
وفي الإحساس الغريب اللي جواه،
كأنه متأكد إن الأيام الجاية هتغيّر فيهم حاجات كتير.
بصّ ناحيتها،
كانت ليلى نايمة بوشها ناحيته، شعرها سايب على المخدة،
ووشها هادي جدًا كأن الدنيا كلها نامت جوّاها.
ابتسم بخفة وقال في سره:
ـ “يا رب الرحلة دي تكون بداية لحاجة جديدة بينا….”
غمض عينه،
وساب الصمت يحتويهم هما الاتنين،
لحد ما الليل أخد أنفاسهم في هدوء .
عدى الليل ومع أول خيوط الفجر،
نور خفيف تسلل من شباك الأوضة،
وصوت المنبّه قطع سكون الليل اللي كان مغرق المكان.
ليلى فتحت عينيها بتعب،
شدّت البطانية شوية وهي بتقول بنعاس:
ـ “هو إحنا فعلاً هنقوم دلوقتي؟”
ضحك يحيى بخفوت وهو بيقف جنب السرير بيلبس الساعة:
ـ “أيوه يا ستّي، الفجر أذن… والطريق طويل.”
قامت متثاقلة وهي تفرك عينيها،
دخلت الحمّام بسرعة، ولما خرجت لقت يحيى بيحاول ينقل الشنط .
قالت وهي تلبس الطرحة:
ـ “ما كنتش ناوي تصحيني خالص، صح؟”
ـ “كنت هسيبك تنامي لحد معاد المطار ،، أنا عارف إنك منمتيش كويس طول الليل من حماسك للسفر.
ابتسامة صغيرة ارتسمت على شفايفها
والجو بينهم كان كله دفء .
قبل ما ينزلوا،
فتحوا باب الأوضة وخرجوا على الممر،
وفجأة صوت ناعم ناداهم:
ـ “صحيتوا بدري أوي يا أولاد.”
لفّوا، لقوا منال واقفة عند باب أوضتها،
لابسة روب بيت ناعم، وشها منوّر بابتسامة حنونة.
ليلى بسرعة قربت منها وقالت بحب:
ـ “إنتي صحيتي يا طنط؟”
ـ معقوله مش هسلّم عليكم وأنتوا مسافرين ؟”
حضنت ليلى بخفة،
وقالت وهي تبص ليحيى بنظرة أمٍّ مطمنة:
ـ “خلّي بالك من ليلى يا يحيى، دي أمانة في رقبتك.”
يحيى هزّ راسه بابتسامة:
ـ “اتطمني يا ماما .”
منال ربتت على إيده:
ـ “ربنا يسعِدكم ويرجعكم بألف سلامة.”
نزلوا بعدها سوا،
وصوتهم وهم بيضحكوا خفيف اتلاشى مع خيوط الصبح،
لحد ما الباب اتقفل ووراهم بداية يوم جديد…
______________________
في فيلا الصياد،
كانت السفرة متزينة بفطار فاخر كالعادة
ريحة الطعمية والبطاطس وباقي الأكل الشعبي مالي المكان،
وصوت منال وهي بتنادي:
ـ “تعالوا يا ولاد، الأكل هيبرد”
دخلت ميادة بملامح مقتضبه كعادتها، ووراها لينا اللي شكلها كان مستعجل واضح.
قعدوا على السفرة، والكل بدأ ياكل في هدوء لكن عمر قطع الصمت ،وهو بيتكلم بسخرية وحقد دفين :
ـ ” قوليلي يا لينا هتشتغلي ايه بقا في شركه زي الألفي جروب ،،يعني أكيد هتبدأي من تحت خالص، تجيبي قهوة للمدير مثلاً؟”
ميادة رمقته بنظرة سخرية، لكن لينا اكتفت بابتسامة باردة وقالت بثقة:
ـ “مش مهم أبدأ منين، المهم أنا رايحة فين.”
ضحك عمر بخفة وهو يقطع قطعة توست:
ـ “بس خدي بالك يا لينا، الناس الكبار ما بيستحملوش الأخطاء، خصوصًا في أول أسبوع.”
لينا بصتله بابتسامة باردة وتجاهلته .
تجاهل لينا خلى عمر يسكت ،
والجو على السفرة اتغير شوية، مزيج من الكره والغيرة الصامتة.
منال اللي كانت بتحاول تخفف التوتر، قالت وهي تصب عصير:
ـ “المهم تركزي في شغلك يا لينا، وخلي بالك من نفسك.”
ـ “أكيد يا طنط.”
بصت في ساعتها، قامت وهي تاخد شنطتها من الكرسي وقالت بهدوء:
ـ “أنا لازم أمشي دلوقتي.”
منال بصت لها بابتسامة دافية:
ـ “ربنا يوفقك يا بنتي.”
ـ لينا بصت لأمها اللي موجهتش أي كلام ليها ،على عكس منال اللي بتدعمها ،وقبل ما دمعة قهر تنزل من عينها ردت بسرعه وبصوت متوتر
” تسلميلي طنط.”
خرجت لينا بخطوات سريعة،
وصوت كعبها على أرضية الرخام كان بيختفي بهدوء…
بينما عيون ميادة تابعتها بغموض وسخرية ..
وصلت لينا قدام بوابة شركة الألفي،
المبنى ضخم والواجهة كلها إزاز بيعكس شمس الصبح اللي بتلمع بهدوء.
سحبت نفس عميق وهي بتعدل شنطتها على كتفها،
ودخلت بخطوات مترددة لكنها واثقة في نفسها.
الاستقبال فخم، والناس بتتحرك بسرعة وكأن كل ثانية ليها تمن.
وقفت قدام الأسانسير،
ضغطت الزر… وانتظرت.
ثواني بسيطة، والباب اتفتح بنغمة الأسانسير المعروفه .
دخلت،
بس قبل ما تلحق تضغط على الزر،
ظهر ريان الألفي فجأة من قصادها.
كان لابس قميص أبيض ناصع مفتوح الزر الأول،
على كتفه جاكيت باللون الجملي،
وشعره التقيل نازل بخفة على عينيه اللي فيها نظرة حادة ومركزة جدًا.
لينا اتسمرت مكانها…
قلبها خبط خبطة واحدة قوية كأن الزمن وقف لحظة.
دخل الأسانسير من غير ما يقول كلمة،
إيده مسكت الباب وهو بيقف جنبها بثقة تامة.
الهدوء بين الاتنين كان ثقيل جدًا…
ما فيش غير صوت حركة الأسانسير وهو بيطلع.
مدت إيدها عشان تدوس على زرار الدور،
لكن في نفس اللحظة،
ريان مد إيده هو كمان.
صوابعهم لمست بعض!
لينا اتنفَضت بسرعة وسحبت إيدها،
الإحراج سيطر عليها، بس حاولت تلم شتات نفسها وتخفي ارتباكها.
ريان من غير ما يبصلها قال بنبرة هادية بس فيها لمحة سخرية خفيفة:
ـ “واضح إنك بتحبي تعملي دوشة حتى في الأسانسير.”
ـ “أنا… آسفة، ما كنتش واخدة بالي.”
ـ “زي ما كنتِ امبارح؟”
رفعت عينيها بسرعة تبصله، لقت ابتسامة خفيفة باينة على وشه،
نصها سخرية ونصها غموض.
الأسانسير وصل لدور الإدارة،
الجرس رن، والباب اتفتح.
هو خرج الأول،
وبص من غير ما يلتفت وقال بنبرة منخفضة:
ـ “يلا يا مهندسة، الشغل بيبدأ بدري هنا.”
لينا طلعت وراه بخطوات متوترة،
بس جواها شرارة غريبة اشتعلت…
ما بين التحدي، والفضول، والإحساس اللي مش عارفة تفسّره.
_________________________________
بعد ست ساعات طريق، العربية وقفت قدام فندق فخم في قلب دهب.
نسمة الهوا كانت مختلفة… فيها ريحة البحر والملح .
ليلى كانت قاعدة في العربية، بتبص من الشباك بانبهار،
عيونها بتلمع كأنها أول مرة تشوف بحر بالشكل والسحر ده.
يحيى خرج من العربية الأول،
لف حواليها وفتح بابها بنفسه وهو بيقول بابتسامة خفيفة:
ـ “يلا يا ست ليلى، وصلنا.”
قامت بخطوات هادية،
الفستان الصيفي الخفيف كان بيتحرك مع نسمة الهوا،
وحجابها اللي اتحرك بخفة كأنه بيرقص على نغمة الموج.
دخلوا الفندق،
الريسبشن ديكوراته أنيقة، ألوانها بيچ وذهبي،
وصوت الموسيقى الهادية كان مالي المكان.
يحيى خلّص إجراءات النزول بسرعة،
وصوت موظف الاستقبال قال بابتسامة:
ـ “الجناح رقم 307، الدور التالت، ده من أحسن الأجنحة عندنا يا فندم.”
ركبوا الأسانسير،
ولما الباب اتفتح على الدور التالت،
كانت المفاجأة بتستناهم.
الجناح كان تحفة فنية.
باب خشب غامق بيفتح على صالة صغيرة فيها كنب لونه رملي،
وسجادة ناعمة بلون البحر.
قدامهم بانوراما زجاجية ضخمة بتطل على البحر مباشرة،
الشمس ولونها الذهبي بينعكس على المية بطريقة ساحرة.
ليلى وقفت قدام الزجاج،
مدت إيديها كأنها عايزة تلمس الأفق وقالت بدهشة طفولية:
ـ “ياااه… دي فعلاً دهب ..كل حاجة هنا بتلمع.”
يحيى بصّ لها بابتسامة دافية،
قرب منها وقال وهو بيبص ع المنظر معاها:
ـ “عجبِك المكان؟”
ـ “أكتر مما كنت متوقعة.”
وساد بينهم صمت دافي،
كل واحد فيهم حاسس إن الرحلة دي مش مجرد شهر عسل…
دي بداية جديدة.
__________________________________
في ساحة الكتيبة،
الشمس كانت حامية والعرق بيجري على وجوه العساكر اللي واقفين صف واحد،
وصوت زين كان عالي وحاد، بيشق الهوا:
ـ «شد جسمك يا جندي.. أنا مش شايف كده استعداد لحرب»
خطواتهم على الأرض الرملية كانت متناسقة،
لكن رغم النظام اللي باين في المكان،
مفيش ولا لمحة رضا على وشه.
ملامحه متشنجة، عينيه فيها لمعة تعب وسخط،
وصوته كل شوية يطلع أعلى… كأنه بيحاول يهرب من أفكاره.
خلص التدريب،
رفع الإزازة اللي في إيده، شرب منها كلها في نفس واحد،
ورمى الغطا بعيد.
مسح العرق من على جبينه، وبصّ في الأفق…
بس عقله كان في مكان تاني خالص.
من ساعتها .. المكالمة اللي سمعها بالغلط،
وكلام أم ضحى وهي بتزعق،
مسك إزازة المية تاني،
بس المرة دي ضحك بخفة سخرية وقال لنفسه:
ـ «إيه يا زين؟ إنت من إمتى بتفكر في الحاجات دي؟ مش كنت بتقول الجواز مش للي زيك ؟»
عينه غابت في الفراغ،
وبتلقائية رجع للحادثة اللي غيرت كل حاجة…
من ١٣ سنة،
اليوم اللي فقد فيه أعز حد في حياته
اللي كانت سبب في إنه يقفل قلبه،
ويتعلم إن “الضعف” أخطر من أي حرب.
من وقتها وهو مش بيثق في أي مشاعر،

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية رغبة في الإنتقام الفصل السادس 6 بقلم نوسة حمد

 

 

بيتعامل مع الناس ببرود مدروس،
كأنه حط بينه وبين العالم كله جدار من الحديد.
لكن دلوقتي…
كل مرة بيفتكر دموع ضحى وصوتها المبحوح،
الجدار ده بيتهزّ من جواه.
_________________________
في مطعم مطل على النيل،
الجو معتدل ونسمة البحر خفيفة،
العصافير بتغني في السماء، والأمواج الصغيرة بترقص على حواف النيل.
ليلى ويحيى قاعدين على ترابيزة قريبة من الشباك،
وبيتغدوا بهدوء، مستمتعين بالجو حواليهم.
ليلى نظرت حواليها وقالت بابتسامة:
ـ “الناس هنا كلهم طيبين… كأنهم أهلنا.”
ضحك يحيى بخفة وقال:
ـ “يعني مش هتحبي ترجعوا على القاهرة بسرعة؟”
قبل ما ترد، رن الموبايل… كان منال.
رفعت سماعة الهاتف وسمعتها بصوتها الدافي:
ـ “إزيكم يا حبايبي؟ عاملين إيه؟”
ليلى ويحيى طمنوها على رحلتهم،
ومنال طلبت منهم صور عشان نفسها تشوفهم.
ابتسم يحيى وقال:
ـ “حاضر يا حبيبتي.”
يحيى شد الكرسي بتاعه وقرب من ليلي ،وايده حاوطت كتفها برقه
ومسك الموبايل والتقط صورة سيلفي وخلفية البحر وراهم زودت الصورة دفا و رومانسية ..
ليلى ضحكت وخدت صورة سيلفي معاه،
لكن ما كانتش واخدة بالها إن يحيى خد صورة تانية لها من غير ما تحس ..
كانت ليلى بتشرب من كوباية الشاي بالنعناع ويحيى باصصلها بحب .
وبعت الصورة الأولي لمنال، والصورة تانية حاطها خلفية لموبايله.
بعد الغداء، قرروا يلفوا شوية في دهب،
مشيوا في الشوراع، ودخلوا المحلات، والأماكن السياحية.
فجأة، ليلى وقفت قدام فستان أبيض مزين بورود ملونة ومبهجة ،
متناسق مع الجو الرومانسي للمدينة.
عيونها لمعت وقالت بدهشة:
ـ “جميل أوي ”
يحيى، وهو واقف جمبها، لاحظها وقال:
ـ “يلا ادخلي جربيه.”
ليلى دخلت المحل بحماس
وفي نفس الوقت، عين يحيى وقعت على محل صغير في الشارع بيبيع إكسسورات يدوية.
لفت نظره طقم مكون من أساور نحاسية وسلسلة عليها دلاية على شكل قلبين،
قرر يشتريهم كهدية بسيطة لليلى.
بعد دقائق،
ويحيى ماسك الموبايل وبيسجل فيديو تذكاري للمكان ،
لكن فجأة الكاميرا جت على ليلي ..
وقف للحظة، وانبهر من جمالها،
ومش قادر يبعد عينه عنها…
ابتسم لنفسه وقال:
ـ “بسم الله ما شاء الله… .”
ابتسم وكمل كلامه :
ـ “خلّيكي لابسه الفستان ..متغيريش .”
ليلى ضحكت بخجل، وقالت:
ـ حاضر .
نسمات الهوا الخفيفة والشمس بدأت تغيب وبتلون السماء بدرجات برتقالية وذهبية.
الهواء محمل بأصوات أغاني شعبية خفيفة من المقاهي القريبة،
فجأة، من بعيد، ظهرت مجموعة من الستات الجميلة من سكان البلد ،
لابسين لبس تقليدي عبارة عن ساري باللون الاسود وفيه خطوط فضي لامعه.
ابتسامتهم كانت مليانة حياة، وعيونهم متلألئة بالبهجة.
واحدة منهم لاحظت ليلى ،
وأشارت لها تيجي ترقص معاهم
ليلى، في البداية خجلت، لكنها ابتسمت بخفة،
وخطت بخطوات رقيقة وسط الستات،
وبدأت ترقص بخفة وخجل ،
والفرحة واضحة على وشها،
الموسيقى في الخلفية كانت لأغنية “عشق البنات ” لمحمد منير،
والأجواء بقت مليانة حيوية، والناس حوالينهم بيصفقوا ويضحكوا،
ليلى ضحكت وهي بتلف بخفة وسط المجموعة،
ويحيى واقف مبتسم وعيونه كلها متابعة كل خطوة بتعملها بحب.
<< قالت لي بريدك يا ولد عمي
تعالى ذوق العسل سايل على فمي
على مهلك عليّ ما بحمل الضمي
على مهلك عليّ ده أنا حيلة أبوي وأمي
<< نعناع الجنينة المسقي في حيضانه
شجر الموز طرح ظلل على عيدانه
<< في عشق البنات أنا فقت نابليون
طرمبيلي وقف عجلاته بندريوم
قدمت شكوتي لحاكم الخرطوم
أجل جلستي لما القيامة تقوم
يحيى كان واقف قصادها، متابع كل حركة، كل ابتسامة،
وعيونه مليانة إعجاب وحب،
كأنها الوحيدة اللي في العالم كله بالنسبة له في اللحظة دي.
بعد دقيقة، الموسيقى اتغيرت فجأة لأغنية “حبيبي يا نور العين” لعمرو دياب،
والمكان كله اتملأ بالطاقة الرومانسية،
ليلى ويحيى اتبادلا نظرات، والابتسامة على وجوههم ما نزلتش ثانية.
الستان بدوا يدفعوا يحيى ناحية ليلى ..ويحيى ابتسم ومد إيده لليلى بخفة وقال:
ـ تعالي
ليلى حسّت بالخجل، لكنها قبلت ببطء،
ووضعوا إيديهم مع بعض، وابتدوا يرقصوا مع بعض بخفة،
خطوة يمين، خطوة شمال…
ضحكتها تتناغم مع حركة الموسيقى،
وعيون يحيى ما بطلتش تركز فيها،
كأن كل العالم حوالينهم اختفى، وما فضلش غيرهم الاثنين فقط.
<< حبيبي يا نور العين يا ساكن خيالي
عاشق بقالي سنين ولا غيرك في بالي
حبيبي حبيبي حبيبي يا نور العين (آه
حبيبي حبيبي حبيبي يا نور العين
<< أجمل عيون في الكون أنا شفتها
الله عليك الله) على سحرها)
أجمل عيون في الكون أنا شفتها
الله عليك الله) على سحرها)
<< عيونك معايا، عيونك كفاية
عيونك معايا، عيونك كفاية
تنور ليالي
(حبيبي حبيبي حبيبي يا نور العين (آه
<< قلبك ناداني وقال بتحبني
الله عليك الله) طمنتني)
قلبك ناداني وقال بتحبني
الله عليك الله) طمنتني
كل حركة كانت مليانة دفء وحب،
يحيى حط ايده على خصرها برقة،
وليلى ضحكت بخجل لما قرب منها شويّة،
والأغنية بقيت لحظة خاصة بينهم، مليانة حب وفرحة
________________________________
في الصالون الكبير بالقصر
ميادة قاعدة على الكرسي الجلد، رجل على رجل،
وفي إيدها فنجان قهوة بتقلبه بهدوء قاتل.
قدامها عمر، ملامحه باين عليها التوتر والغل،
صوته واطي لكنه حاد:
ـ “أنا مش فاهم، إنتِ متأكدة إن الخطة دي هتنفع؟ يحيى مش سهل يا ماما.”
رفعت ميادة عينيها له بنظرة فيها ثقة وغرور:
ـ “مفيش راجل في الدنيا ما يعرفش نكسرله ثقته في مراته،
خصوصًا لما اللي حواليه يبدأوا يزرعوا الشك جواه.”
ـ “بس ليلى باين عليها بتحبه بجد.”
قالها عمر بنبرة مش واضحة،
نصها حقد ونصها تردد.
ميادة ضحكت ضحكة قصيرة،
حطت فنجانها على الترابيزة وقالت ببرود:
ـ “وهو ده اللي هنسحبه من تحتها.
هتخليه يشوفها بعينه وهي بتتكلم معاك،
هتخليه يسمع كلامك عنها…
لحد ما يبص ليها بنظرة شك ”
ـ “تقصديني أكون الأداة؟”
قالها بابتسامة خفيفة فيها سخرية.
ـ “بالظبط يا حبيبي،”
قامت من مكانها وقربت منه،
حطت إيدها على كتفه وقالت:
ـ “أنت الوحيد اللي تقدر تخلّي يحيى يشك في ليلى .
سكت عمر لحظة، عينيه بتلمع بخبث،
وبعدين قال:
ـ “ولينا؟”
ابتسمت ميادة ابتسامة باردة، وقالت بثقة:
ـ “هترجع تحت جناحي، غصب عنها.
هشيلها من الشغل اللي رايحة له،
وهخليها تفهم إنها ولا حاجة من غيري.
أنا اللي ربيتها… وأنا اللي هكسرها ….

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية نورين واصلان - حينما اشرق الحب الفصل العاشر 10 بقلم ساره عبد الحليم

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *