روايات

رواية حكاية مريم الفصل الثالث 3 بقلم مصطفى محسن

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية حكاية مريم الفصل الثالث 3 بقلم مصطفى محسن

 

 

البارت الثالث

 

 

الريحة كانت بتزيد أكتر… كأنها بتقرب مني.
ساعتها حسّيت بحاجة تقيلة بتعدّي ورايا، ولما لفّيت بسرعة بالكشاف… مكنش فى حد.
فضلت واقفة في نص الصالة، والريحة بدأت تختفي بهدوء.
فجأة النور رجع!
مريم بصّت لشرين وقالتلها بصوت عالي وهي مرعوبة:
ـ “أنا عاوزة أفهم… إيه اللي بيحصل ده؟!”
شرين وقفت مكانها، ملامحها كانت متوترة جدًا، ووشها باين عليه الخوف.
وقالت بصوت واطي:
ـ “مش هقدر أقولك حاجة يا مريم…”
مريم اتنهدت وقالتلها:
ـ “براحتك يا شرين.”
ولبست جاكتها وخرجت من الشقة.
وهي في التاكس، لاحظت في المراية إن في حد شبه حسناء بيبص عليها… كأنه بيراقبها واختفت فجاة!
مريم وصلت شقتها، فتحت الباب ودخلت وهي مش مصدقة اللي حصل في شقة شيرين، بس لاحظت حاجة غريبة…
شمّت نفس العطر اللي شمّته هناك!
مريم وقفت مكانها، قلبها بينبض بسرعة.
بصّت ناحية الصالة…

 

لقيت أمها قاعدة على الكرسي، وشها لتحت، حاطة وشها في رجلها.
مريم قربت منها بخطوات بطيئة جدًا وقالت:
ـ “إنتِى بخير يا ماما؟”
أمها ما ردتش…
مريم مدّت إيدها تلمسها، وفجأة أمها رفعت وشها!
مريم صرخت صرخة هزّت الشقة كلها!
وش أمها كان متغيّر بطريقة مرعبة — عينيها سودا بالكامل، بُقها مفتوح واسع، وأسنانها سودة كأنها فحم!
ومسكت مريم من كتفها بقوة رهيبة!
مريم كانت بتصرخ بأعلى صوتها، وفجأة كل حاجة سوّدت… وقعت على الأرض وأغمى عليها.
فتحت عينيها بشويش…
لقت شيرين واقفة جنبها ومامتها قاعدة على الكرسي، ووشّهم باين عليه القلق.
وفيه راجل لابس بالطو أبيض بيقول:
ـ “الحمد لله إنها فاقت.”
مريم اتفزعت ورجعت لورا بسرعة، صوتها متقطع:
ـ “أنا فين؟ في إيه؟!”
الدكتور رفع إيده وقال بهدوء:
ـ “اهدي يا مريم، مافيش حاجة. إنتِى كنتي في حالة صدمة قوية، وكان لازم تيجي المستشفى.”
شرين قربت من مريم وقالتها حاسة بايه دلوقتى يا حبيبتى؟”
مريم فضلت تبصلهم من غير ما تتكلم…
كل اللي جواها خوف مش مفهوم.
الدكتور قال وهو بيكتب في الدفتر:
ـ “مريم لازم تتحجز يومين تحت الملاحظة… واضح إن الصدمة كانت شديدة ومأثرة عليها جدًا.”
وافقوا، وفضلت مريم في أوضتها بالمستشفى.
الدنيا كانت هادية، بس هدوء مرعب.
الساعة كانت ٣ بعد نص الليل…
مريم فتحت عينيها على صوت همهمة خفيفة جاية من آخرالأوضة.
بصّت ناحيتها… ولقت ست ملامحها مش واضحة، واقفة جنب الستارة.
وبدأت تتحرك ببطء…
ووشّها بدأ يبان شوية بشوية مع نور القمر اللي داخل من الشباك…
والمفاجة كانت حسناء. نفس الملامح، بس مش نفس الشكل.
وضحكت ضحكة مرعبه… صوتها كان خارج من كل حتة في الأوضة. كان وشها اسود وبتنزل سائل اسود من بقها وصوابع اديها طويلة وسودا وكانت بتقرب منها.
فجأة مريم فتحت عينيها وهي مفزوعة وقلبها بينبض بسرعة!
بصّت حواليها، لاقت كل حاجة طبيعية وسمعت صوت الممرضة برا الأوضة.
قالت لنفسها وهي بتحاول تفوق:
ـ “الحمد لله…الحمد لله… كان حلم؟!”

 

قعدت على السرير وهي بتتنفس بسرعة، وبدأت تفتكر اللي حصل في الحلم…
وش حسناء، الضحكة المرعبة، لون عينيها السودا…
بس مريم كان عندها إحساس إن اللي حصل ده ماكنش حلم.
مدّت إيدها تمسك الموبايل اللي على الطربيزة،
بس لما شافت دراعها… اتجمّدت في مكانها!
كان فيه علامة غريبة… دايرة صغيرة لونها غامق، كأن حد لمسها بحاجة سخنة جدًا.
مريم اتصدمت وقالت بصوت واطي:
ـ “إيه ده؟!”
بدأت تفكرشافت العلامة دى فين قبل كدة ؟
وافتكرت إنها شافت نفس العلامة دي زمان…
في الحلم ، لما حسناء كانت ماسكاها من دراعها وقالتلها:
ـ “عشان تفتكرينى.”
دقات قلبها بدأت تعلى اكنر…
مدّت إيدها حاولت تلمس العلامة، بس أول ما لمسته، وجع رهيب خلّى جسمها كله يقشعر.
الممرضة دخلت وقالتلها بابتسامة:
ـ “حمدلله على السلامة يا أستاذة مريم، الدكتور هيعدّي يشوفك دلوقتي.”
مريم بصّت عليها وسألتها بخوف:
ـ “هو محدّش دخل عليّا بالليل؟”
الممرضة اتفاجئت وقالت:
ـ “لا، محدش… الدكتور زار حضرتك الساعة 10 وبس، بعدها محدش دخل. ليه؟”
مريم سكتت شوية وقالت وهي بتتنفس بسرعة:
ـ “ولا حاجة.”
الممرضة خرجت،
ومريم قامت ناحية الشباك تبص على الشمس، بس حسّت بهوا بارد جدًا… هوا ساقع جدا.
لفت وراها واللي شافته… خلاها تتجمد مكانها.

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x