روايات

رواية جنة النسور الفصل الأول 1 بقلم رحمة أيمن

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية جنة النسور الفصل الأول 1 بقلم رحمة أيمن

 

 

البارت الأول

 

– اقسم بالله لو ما سكتي لقتلهو”لك!
– ولا تقدر تعمل حاجة!
جن جنونه وعروقه انتفخت بعصبية من ردي ولقيته مرة واحدة مسك السلاح وضرب ر”صاص علي رجله من غير ما يرمش حتى
– بابا!! انت مجنووون! انت مجنون!
– عشان لما اقولك تخرسي تبقي تخرسي
قعدت أتلوي في الكرسي وصوت الحديد حواليّ برن في اكل مكان وانا بنطق بجنون وعصبية
– فكني بس وانا ورحمة أمي لوريك هعمل فيك إيه! فكني يا جبان!
رغم انه ملامحه بقت مرعبة اكتر واتعصب الا انه اتجاهلني تماما زي ما تجاهلت صوت الضحك اللي ورايا
ايه الليلة الغريبة دي يا ربي! ليه با بابا كده! ليه!
– هاه؟ هتدفع الديون اللي عليك ولا نسجنك ونخلص من أمثالك في المجتمع
كان بابا واقع في الارض وبينزف وصوته مبحوح من الألم وهو بنطق بضعف
– والله يابني ما معايا حاجة، ادخل دوّر جوه ولو لقيت حاجة خدها، انا راجل غلبان بربي بنتي وموضوع الديون دي ماليش علاقة بيها
– ههه الكلام ده تضحك بيه علي السنيوُره اللي قاعدة هناك دي انما الدور ده تعملوا علي أبوك يا حيلتها! انا معايا ورق يوديك في ستين داهية وعليها خطك واسمك وتوقيعك
يعني هتتحبس هتتحبس!
– ونبي يا يبه انا علي قد حالي وما معايش الف جنية علي بعض حتي والله! طب يومين اصرف نفسي وعد وتلقي فلوسك قدامك
قلبي وجعني من تعبه رغم انه عمره ما قلبه وجعه عشاني ودمعت ورديت علي عيونه الباردة زي لون الر”صاص وزي سحابة هايجة في لون عاصف بتكلم عن نفسها وقاعد قصادي بظبط بإرتياح وغرور
– سيبنا يومين زي ما بابا قال وفلوسك هنرميها في وشك علي داير المليم ان شاء الله لو بعت ورثي كله ولا ناخد حاجة من اشكالكم الضاله
– هه الحريم!! اهدا اهدا! سلسبيل اقفلي بُق البني ادمه دي عشان صوتها منرفذني
حريم! هو قال عليا حريم!
– لو حد قرب مني هفرج عليه الناس فاهمين!
« داود! استنى! ماتقربيش منها يا سلسبيل انا عندي فكرة تانية»
المكان كله سِكت احتراماً والبنت رجعت وقفت مكانها تاني بكل هدوء وانا بشوف راجل كبير بيقول للهيبه قومي عشان انتي مالكيش مكان وانا موجود
الضخامة الجسدية وجسم بينطق بالحيوية والصحة رغم عتق سنه اللي اكيد تجاوز الستين
لحية منظمة ومش منفّره ووش مُريح رغم الثقه والقوة النابعه منه
نفس العيون الرصاصيه والشبه البسيط لكن التجاعيد زايده وقار وشموخ
ماسك في إيده عصاية خشبية متينة عليها رمز النسر من فوق، فارد جناحته بستعرض قوته بكل ثقه وبقولك بكل فخر انه من كبار بلد النسايرة
القرى البعيدة المتطرفة واللي حرفياً مسيطرة في الجنب التاني من المدينة عندنا
هو ده الراجل اللي كان بيضحك ورا مع راجل تاني يشبه في السن تقريباً! صح!
« خير يا حج، اللي انت هتقول عليه هنعمله»
حج! يبقي والده! يبقي اقدر اتناقش معاه فرصتي جت
– لو…
« عرضي اني هدفع كل ديونك، الديون دي واعتبرها خلصت خلاص وهنقطع الورق اللي معانا وده كلام من راجل عمره ما يرجع في كلمته أبداً
وكمان الديون اللي عليك من ناس تانية وقرفينك اعتبرهم هما كمان ادفعوا »
– بابا انت بتقول إيه!! معقول… ياربي!
المكان كله هدي، قلبي بنبض بسرعة، ليه هيعمل ده كله؟!
وكمان هيدفع الديون الباقيه، عيون بابا لمعت وابتسم رغم المه وانا بخاف من النظره دي اوي
حركت عيوني علي النسخه المُصغره منه وكان هيكتم صوتي من شوية وهو بيحرقني بنظراته لانه فهم والده هيعمل إيه وبيفكر في إيه وانا للاسف لسه معرفتش
« لكن طبعاً كل حاجة ليها مقابل، والمقابل بتاعنا انه احنا ناخد بنتك مقابل ده»
– نعم! هه حضرتك بتهزر ولا إيه؟! بنته ازاي يعني! تقصدني انا!
« بظبط يا صغيره! اقصدك انتي»
– مستحيل بابا يوافق عل..
« وانا موافق، لكن مقابل كل الديون اللي عليا زي ما قلت!»
– ب… بابا ان… انت بتقول إيه!!!
صوتي بيرتعش جوه قلبي ومقدرتش انطق وانا شايفه لمعت عيونه وسعادته انه اتخلي عني بسهولة دي واخر حاجه كنت عايزة اشوفها هي الشفقة! في عيون قدامي صعبان عليها موقفي اللي لسه لحد دلوقتي مصدقتوش ولا عارفه اتقبلوا
نقلت عيوني المليانه دموع وضبابيه علي الرجل الستيني اللي اتكه علي عصايته وانحنا ليا وهو بنطق بثقه سببتلي رعشه وخوف
« أنتي من انهاردة مابقتيش جنّه عبد المهدي منصور
أنتي بقيتي جنّة من عائلة النسور! »
يتبع….

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x