روايات

رواية جحيم الغيرة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أماني سيد

رواية جحيم الغيرة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أماني سيد

البارت الثالث والعشرون

 

 

البارت الثالث والعشرون بدون لينك
أنا أولى بيك منها يا عمران…
أنا اللي محتجاك،
أنا اللي اتأذيت منها
أنا اللي بيتي اتخرب بسببها عشان عايزه تثبتلى انها تقدر تاخد كل حاجه هى عايزاها وأنها افضل منى
أنا اللي كانت طفولتي كلها خوف من المرض وبعيده عنكم
وهى استغلت ده وقدرت تخليكم تحبوها وتكر**هونى
سكت عمران …. مصدوم من كلام فردوس ومن كميه الحقد اللى جواها لاختها
مدت فردوس إيدها تمسك إيده،
لكن عمران سحبها بسرعة…كأنها لمسته نار.
بصّتله فردوس وهى بتبكى :
ـ للدرجة دي يا عمران؟
للدرجة دي مش طايق حتى لمسة منّي؟!
أنا بقيت تقيلة للدرجة دي؟
بقيت عبء؟
فاكر يا عمران اخر مره كنا عندكم وعدتنى بايه انك هتودينى لمحامى عشان يجبلى حقى من ياسين
تقدر تقولى لحد دلوقتي ماودتنيش ليه ؟؟
اقولك أنا عشان ابتهال كالعاده اتمسكنت وخليتكم تنشغلوا بمشاكلها هى وانا مش زعلانه بس عايزاك تحس بيه
وتعرف انى انا اللى اولى بيك
“لم يستطع عمران السكوت…”
اتنفس بحدة وكأنه بيحاول يبلع مرارة الكلام:
كفاية يا فردوس…
كفاية.
الكلام اللي بتقوليه ده مش بس ظلم، ده سم!
ابتهال ماخدتش منكم حاجة،
ابتهال كانت عايشة مهمّشة،
وانتي… كنتي وسط حضن أمك،
وكل حاجة كانت بتتفتح ليكي، كنتي دايمًا أنانية…
عايزة الدنيا تمشي زي ما انتي عايزة.
حرمتيها من كليتها اللى كان نفسها تدخلها بحجه ان الناس هتقارن بينكم وضغطى على اهلك وخلتيهم يضغطوا عليها بأسوء انواع الضغط بسببك
كانوا بيقولوها انى عايزه تموتى اختك عشان ترتاحى
وانها انانيه وانها بتحاول تاخد مكانك
ورغم كده محدش كان بيلومك على عمايلك
حتى انا وأحنا صغيرين دايما كنتى بترسمى إنك مريضه وانك مش لاقيه حد يلعب معاكى لدرجه إنك خلتينى ابعد عنها فتره وانا متعاطف معاكى
وقفت فردوس مصدومة من لهجته،
لكن هو كمّل، صوته بيرتجف:
أنا ماوقفتش جنب ابتهال علشان هى طلبت ده ،
أنا وقفت معاها انا بحبها عارفه يعنى ايه بحبها
لأ انا بعشق التراب اللى بتمشى عليه
ومستعد أعمل اى حاجه فى الدنيا عشان خاطرها
عارفه يا فردوس انا لسه أصلا بتعامل معاكى ليه ؟؟
عشان انتى أخت ابتهال اللى بتحاولى تطلعيها وحشه
ابتهال اللى مازعلتش لما لقيتك اشتغلتى معايا ومعلقتش بالعكس
رغم انى قولتلها لو وجودك معايا مضايقها امشيكى إلا انها رفضت ده
سكت لحظة، وكأنه بيحاول يسيطر على نفسه،
لكن نظرته كانت نارية، وصوته انفجر فجأة:
وانتي؟
إنتي ماعرفتيش غير تدمّري…
دمّرتي نفسك،
ودمّرتي بيتك، وولادك
وبتحاولي دلوقتي تدمّري آخر حاجة فيها روح!
أنا بحب ابتهال، وحب عمري ما حبيته ولا هحبه لحد .
قام بعدها عمران بتشغيل السياره وانطلق مره اخرى وقام بتوصيل فردوس لمنزلها وعاد لمنزله وهو يشعر بضيق فى صدره
كيف عاشت ابتهال مع اشخاص يمتلكون كل ذلك الحقد داخلهم
دخل عمران منزله،
ولقى والده جبران قاعد مستنيه، باين عليه القلق.
مالك يا عمران؟
حصل حاجة ولا إيه؟
ردّ عمران وهو بيخلع جاكيته بعصبية:
أبداً…
فردوس دي إنسانة مريضة،
محتاجة تتعالج فورًا.
ليه؟ عملت إيه؟
قعد عمران قدامه، وبدأ يحكي كل اللي حصل، من أول حوارها لحد ما انفجر فيها بالكلام.
كان صوته متوتر، ونفسه متلاحق، وجبران بيسمع ووشه تقيل من التفكير.
بعد ما خلص،
قال جبران بهدوء:
طيب… اهدى، اهدى بس واقعد…
حاول يهديه بكوب ميه،
وبعدها بدأ يتكلم، بنبرة فيها عتاب:
يا عمران…
مهما حصل،
مكنش ينفع تقولها كده.
فردوس ضحية تربية أهلها، زى ابتهال بالظبط.
هزّ عمران راسه بنفي حاد:
بالعكس،
أنا مش شايفها ضحية،
أنا شايف إن ده طبعها، مش مجرد نتيجة تربية، وده يفرق.
جبران زفر تنهيدة طويلة،
وبص لابنه نظرة فيها حكمة الأب ووجع الزمن:
يابني…
اللي اتبنى في سنين، للأسف، صعب يتغير،
واللي جبر وابتسام زرعوه في فردوي كبر معاها،
بقى جزء منها.
صعب يتفك بين يوم وليلة.
بس محتاج وقت… ومحتاج علاج.
والحمد لله إنها راحت لوفاء، وبدأت،
ويا رب تكمل،
أنا بس بقولك… مكنش ليه لازمة الأسلوب ده.
ـ بابا،
أنا مستغربك جدًا…
إزاي بتدافع عنها؟ بعد كل اللي عملته؟
ردّ جبران بصوت منخفض، لكنه تقيل:
ـ أنا مش بدافع عنها،
أنا بدافع عن فرصة أخيرة إنها تتعدل.
الاتنين ولاد أخويا، في مقام ولادي،
وصدقني… أنا بلوم نفسي إني ما اتدخلتش من زمان،
بس للأسف… ماكنش حد بيسمع.
سكت لحظة،
وبعدين قال بهدوء:
ـ إحنا دلوقتي قدام فرصة،يا نمد إيدينا،
يا نفضل واقفين مكانّا… نتفرج عليهم وهما بيغرقوا.
وفردوس
ولو اتسابت، مش هتأذي نفسها بس…
هتأذي كل اللي حواليها… وولادها قبل أي حد.
عمران سكت…
بس ملامحه كانت لسه مش مرتاحة،
كأنه بيحاول يصدق إن في أمل…
بس مش قادر.
فى منزل ابتسام دخلت فردوس وعلى وجهها علامات الغ*ضب
وكانت ابتسام تجلس فى الصالون منتظرها
دخلت فردوس لغرفتها دون أن تمر على غرفتها مما جعل ابتسام تذهب اليها مسرعه لتعلم ما بها
ـ مالك يا فردوس حصل ايه
ـ ابتهال اتخطبت لعمران
تهلل وجه ابتسام بفرح
ـ طيب مبروك وانتى زعلانه ليه
اقتربت فردوس من مامتها وتحدثت كالافعى
ـ مبروك لمين بقولك عمران خطب ابتهال وانتى بتقوليلى مبروك
انتى سامعه انا بقول ايه ولا وقعتى على ودانك
ـ فردوس انتى اتجننتى ازاى تكلمينى كده
ـ عايزانى اكلمك ازاى بدل ما تاخدى موقف وتتصلى بعمى ومرات عمى وتلغى الخطوبه دى ، وتكلمى ابتهال تديها كلمتين فى جنابها بتقولى مبروك
ـ المفروض ده اللى كان يحصل من زمان يا فردوس وانا مش هقف قصاد سعادتها تانى
تحدثت فردوس بانهيار وعصبيه وبدأت تكسر كل ما يقابلها
ـ حتى انتى جايه دلوقتي تدافعى عنها انتى ايه بقيتى تحبيها وتفضليها عليا انتى كمان وبتدافعر عنها
ظلت فردوس تصرخ ولا تعلم ماذا تفعل حاولت تهدئتها لكن فردوس لم تكن تسمع لحديث والدتها
ـ أهدى أهدى يا فردوس وهعملك اللى انتى عايزاه اهدى طيب
لم تنظر اليها فردوس وظلت تكسر كل ما يقابلها
خرجت ابتسام واتصلت بجبران ووفاء تستنجد بهم فهى اول مره تراها هكذا
دق جرس الباب،
وكان جبران أول الواصلين،
فتح الباب بسرعة، ودخل على ابتسام اللى كانت واقفة مرعوبة قدام غرفة بنتها واولادها وقافين بيعيطوا ومش فاهمين فى ايه .
تحدث جبران
إيه اللي حصل؟ صوت التكسير سامعه من أول الشارع!
مش عارفه يا جبران…
أول ما دخلت قالتلي إن ابتهال اتخطبت لعمران،
ولما فرحت وقلت “مبروك”، انفجرت فيا!
بتكلمني كأني عدوتها…
وبدأت تكسر كل حاجة حواليها، وأنا مش قادرة أوقفها!
فتح جبران الباب بحذر،
شاف فردوس واقفة وسط هدوم مرمية، حاجات متكسّرة، ووشها محمر من البُكا والانفعال،
لكن أول ما شافته، صرخت:
ـ انت كمان جيت تدافع عنها؟
كلّكم بتحبوها!
حتى إنت يا عمى ؟
انت اكتر واحد واقف فى صفها
ثم اقتربت منه
ـ ليه ما حبتنيش زيها ليه مابتقفش جمبى زيها اشمعنى هيا ها
قبل ما يرد،
دخلت وفاء بخطوات سريعة،
وشافت المشهد قدامها…
بنت في قمة الانهيار، ومفيش حد قادر يطولها.
وقفت وفاء جنب الباب، بصوت هادي:
ـ فردوس…
أنا وفاء.
مش جاية أخد صف حد بالعكس أنا جاية علشانك.
بس لازم تهدي، عشان أقدر أسمعك.
فردوس بدأت تنهار أكتر
محدش بيسمعني…
محدش بيفهمني…
حتى ماما قالت “مبروك”!
أنا مش غريبة يا ناس… أنا بنتها!
أنا اللي كنت تحت رجلها وبسمع كلامهت
أنا اللي مرضت… انا اللى عشت منبوذه من كل الناس بسببها
قربت وفاء بحذر،
وابتسام كانت بتبكى وواقفة فى نص الغرفه
وفاء سابت شنطتها على الكومود،
وقربت من فردوس اللي كانت بتتنفس بصعوبة:
ـ فردوس انا جمبك ومعاكى على فكره
وعارفه انك مجروحه بس اهدى عشان نعرف نتكلم …
بصى كده على الباب وشوفى مين واقف
مامتك وولادك جمبها منهارين من الخوف إزاى…
دول حتى خايفين يقربوا منك
عارفه ولادك دول بيحبوكى اكتر من أى حد تانى فى الدنيا دى كلها ومش بيحبوا حد زيك ولا اكتر منك
ثم نظرت تجاه والدتها
ـ شايفه مامتك .. هتموت من القلق عليكى إزاى وعمك اللى جه بجلبيه البيت والشبشب
لو مكنش بيحبك وخايف عليكى كان هينزل بالشكل ده ؟
بدأت فردوس تهدأ ولكن صوت بكائها أصبح يذداد
اشارت وفاء لاولادها فاقتربوا منها وقاموا بحضنها
ـ ماما إحنا بنحبك أوى ماتعيطيش
اقترب جبران اكثر وضمها
ـ إزاى تقولى محدش بيحبك كلنا بنحبك يا فردوس انتى اللى بتبعدى عننا مش العكس وعمران كان خايف عليكى وعايز يجيى معايا لكن انا قولتله بلاش عشان وجوده ما يضايقكيش
ظلت تبكى فردوس والجميع بجانبها ووفاء قررت أن تاخذها المركز رغم اعتراضها

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى