رواية جثة في البحر الفصل الثاني 2 بقلم حمدي المغازي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية جثة في البحر الفصل الثاني 2 بقلم حمدي المغازي
البارت الثاني
بعد ما قولت كده طلبت من العسكري يجبله لمون، وبدأت كلامي مرة تانية لما حسيت إنه بقى أهدى.
-قولي يا أستاذ عيسى، أخوك الله يرحمه مكنش له أعداء؟
-ابدًا ياباشا، أخويا الناس كلها تشهد بكرم اخلاقة وطيبته، ده عمره ما أذى حد وكان بيقف مع الصُغير قبل الكبير.
-طب انتَ بتشك في حد مُعين؟
-أخاف أظلم حد ياباشا، وده ذنب كبير عليّا لو اتكلمت وقولت حاجة وانا معنديش دليل.
-ما انا لازم أعرف منّك أي حاجة مهما كانت صغيرة، وبعدها مهمتنا هنا اننا نجيب القاتل الحقيقي ونوصله لحبل المشنقة، وأي حد انتَ هتذكره هنحقق معاه، ولو مفيش عليه حاجة هيمشي.
اتعدل في قعدته ورفع وشه ليا وقال:
-في حاجة كده ياباشا افتكرتها، بس الله أعلم بقى، هل ليها علاقة ولا لأ.
-أتاكد إن أي حاجة هتقولها مهما كانت صغيرة، إحتمال تبقى خيط نمشي عليه.
-حاضر ياباشا.. أخويا كان شاكك في مراته سعادتك بسبب تصرفاتها في الفترة الأخيرة واللي مكنتش تمام، وفي يوم قالي إنه هيراقبها، وبعد ايام، كنت واقف في المحل بتاعي شغال.. يومها سمعت صوت صريخها وطلعت الشقة جري، ومع طلوعي، لقيت أخويا مديها علقة موت ورامي عليها يمين الطلاق، وبعدها بفترة اختفى، ولما قلبت عليه الدنيا مكنش له أثر وتيفونه كان مقفول، وبس، استنيت يومين وبلغت.
-معرفتش سببه ضربه ليها او سبب طلاقها؟.
-الله اعلم ياباشا، أنا حتى مقدرتش أسأله بسبب الحالة اللي كان فيها.
-تمام يا أستاذ عيسى، تقدر تتفضل انتَ ولو احتجنالك هنبعتلك.
لما قولت كده، رجع انهار في العياط وهو قايم:
-ياحسرة قلبي عليك يخويا، ياخسارة شبابك في الموت ياحبيبي.
بصيت لهيثم وقبل ما ينطق بحرف، طلبت منّه يعملي تحريات عن المجني عليه وزوجته وعن عيسى اخوه، ولما عيسى خرج من مكتبي، قعدت شوية ونزلت ركبت عربيتي وروحت للمينا وسألت عن السماك وفرعون، وعن سلوكهم، بس الكل اجمع إنهم ملهمش في أي حاجة وناس في حالها وملهمش أي اختلاط بحد، فرجعت للمكتب مرة تانية، لكن يومها طبقت في الشغل.. الساعات كانت بتعدي تقيلة وحرقت سجاير كتير وشربت قهوة أكتر، لحد ما حسيت إن دماغي بدأت تتقل؛ وعشان كده رجّعت دماغي على الكرسي وروحت في النوم.
“صوت رنة موبايل”
-ايوة؟
-صباح الخير يايونس باشا.
-صباح الخير يا هيثم، في جديد؟
-ايوة يافندم بس لازم حضرتك تيجي بنفسك للعنوان ده.. في كلام مهم اوي لازم تسمعه يافندم.
-تمام ياهيثم نص ساعة وهكون عندك.
اول لما وصلت اكتشفت ان المكان في حارو صغيرة مقدرتش من خلالها ادخل بالعربية، غاضطريت أكمل الباقي مشي لحد ما قابلت هيثم واقف ومعاه واحد.
-حمامة يافندم، جار المجني عليه وعنده كلام مهم لازم حضرتك تسمعه بنفسك.
-ها ياعم حمامة، عندك ايه تقوله؟
-انا من فترة كده ياباشا، سمعت مرات عم ياسر الله يرحمه بتكلم حد في التلفيون، وكان كلام مش ولابد سعادتك.
-مش ولابد إزاي يعني؟
-حب وغرام يعني يافندم. وسمعتها بتقوله كمان.. انا مابقتش قادرة استحمل وهطلق، وانتَ عارف إني مليش حد غيرك ولازم تيجي وتقف له وتجيب لي حقي منّه او تقتله ونرتاح، ولسوء حظي انها خدت بالها إني شوفتها لأن الشباك قصاد الشباك سعادتك، وطبعا اتحايلت عليا مقولش لعم ياسر وإنها كانت بتهزر في حكاية القتل دي، وبصراحة انا سترت ومقولتش؛ يعني، قولت لنفسي إن الله حليم ستار.. وفي الاول والآخر انا راجل في حالي ومليش دعوة بمشاكل حد، ومفيش كام يوم اسمع صوتها بتصرخ واكتشفت بعدين إنها أطلقت، وبكده قولت ان يظهر يعني إن جوزها عرف حاجة، وميعديش يومين من طلاقها واشوفها قاعدة في قهوة مع واحد. ومفيش كام يوم وعم ياسر يختفي.
-طب مقدرتش تعرف مين اللي كان قاعد معاها ده؟
-على ما اتذكر ده يبقى ابن عمها واسمه “بيومي”.
-وليه بتقول الكلام ده دلوقتي ومجتش قولته لما عرفت باختفاء ياسر.
-كنت مفكر إنه راح هنا ولا هنا سعادتك ومجاش في بالي إنه اتقتل.. لكن طالما الحكاية فيها قتل، يبقى لازم أخلص ضميري قُدام ربنا وأقول كل اللي اعرفه.
-طب قولي، المجني عليه مكنش له أعداء او ناس بتحقد عليه مثلًا، او يعني اتخانق مع حد من فترة؟
-لا ياباشا ده كان راجل طيب وفي حالة والناس كلها تشهد له بكده.
-ماشي، تعرف أيه عن عيسى أخوه؟
-المعلم عيسى ده بقى حبيب الكل؛ راجل يتحط على الجرح يطيب سعادتك، وكان في ضهر اخوه وشايل شغله على كتافة، اه، ماهو الكبير يسد سعادتك.
-تمام ياحمامة تقدر تمشي دلوقتي.
وبعد ما قولت كده، بصيت لهيثم وانا بقوله:
-ايه رأيك ياهيثم؟
-مفيش غيرهم سيادتك، يأما سعاد يأما بيومي، واظن يعني ان الموضوع واضح وضوح الشمس.
-بس لسه مفيش معانا دليل، انا محتاج سعاد وبيومي يكونوا قدامي في اسرع وقت، وكمل تحرياتك يا حضرة الظابط وانشر مخبرينك في المنطقة.
****
“بعد مرور يوم، سمعت صوت خبط على الباب”
-ادخل.
-سعاد طليقة المجني عليه برا يافندم، وبيومي عشر دقايق وهيكون قدام مكتبك.
-طب دخلها حالًا.
اول لما دخلت طلبت منها تقعد، كنت حاسس من تصرفاتها إنه خايفة ومتوترة.. جسمها كان بيتهز وعينيها مكنتش ثابته في مكان، لكن انا أبتسمت في وشها علشان اقلل من حدة الموقف وسألتها:
-كنتِ فين وقعت وقوع الجريمة؟
-وانا هعرف منين يافندم الجريمة حصلت امتى؟.. عمومًا انا من يوم طلاقي قاعدة في البيت اللي ورثته عن ابويا ومبخرجش منّه.
-طب قولي لي يا مدام سعاد، تفسري بأيه اختفاء جوزك بعد طلاقك بأيام معدودة؟.
-معرفش يافندم، أنا اطلقت منّه وكل واحد فينا راح لحالة، وحقيقي انا معرفش اصلًا إنه اختفى.
-طب بعد إذنك الموبايل.
بعد طلبي، ايديها كانت بتترعش وهيَّ بتديهولي، اما انا، فخدته منها وطلبت منها تفتح الباسورد، ولما فتحت الواتساب، لقيت شخص متسجل بأسم بيومي، وفي شات بينهم، وقتها اتأكدت إن كلام حمامة صح وإنها على علاقة بالشخص ده، وكمان في مكالمة بينها وبينه قبل اختفاء ياسر تقريبًا.. وده عرفته لما لاحظت إن محصلش أي مكالمات تانية من وقتها، ومع اكتشافي لده مله، بصيت لها من تحت لفوق وقولت لها:
-تفسري ده بأية؟
وقتها انهارت في العياط وقالتلي:
-مقتلتوش، والله العظيم ما قتلته ياباشا، بص، انا هقول لسعادتك كل حاجة… ياسر مكنش الراجل الصالح اللي الناس كلها شايفاه، والمنظر اللي باين قدام الخلق، كان توب بيلبسه قدام الناس، إنما في البيت، كان شخص مؤذي وبيتلذذ بضربي وإهانتي.
-اه، وعلشان كده قتليته؟
-لا ياباشا محصلش، انا طلبت منّه الطلاق اكتر من مرة وهو كان بيرفض، بس تعرف، هو كان عنده نشوة بضربي واهانتي، وفي الفترة دي أنا مقدرتش اتحمل وحكيت لابن عمي على اللي بيحصل معايا، وهو هون عليا ووقف جنبي، لكن.. لكن انا غصب عني حبيته، واخر مرة ياسر ضربني فيها هددته إني هتطلق منه للضرر، بس هو طلقني في وقتها، وبس، والله العظيم ده كل اللي حصل.
-طب في حد بيقول انه سمعك بتكلمي بيومي وبتطلبي منه إنه يخلصك من ياسر او يقتله.
-محصلش ياباشا، والله العظيم ماحصل، انا فعلًا كلمت بيومي وقولت له يخلصني من ياسر، بس كنت أقصد اني لما أطلق يجيب لي حاجتي علشان مليش حد. إنما الكلام التاني ده محصلش، واللي قالك كده كداب.
-طب لو نفترض إن مش انتِ اللي عملتي كده، ليه ميكونش بيومي هو اللي عملها.
-بيومي ميعملهاش ياباشا، ده ميقدرش يقتل فرخة، يقوم يقتل بني آدم، هو صحيح هدد ياسر بالقتل بس كان تهويش مش اكتر.
-هدده بالقتل!
اتفزعت من مكانها زي ما يكون قالت حاجة مكنش ينفع تتقال، وهنا، ابتسمت وانا بقولها:
-تمام يا سعاد؛ انتِ هتشرفي معانا كام يوم لحد ما ينتهي التحقيق والحقيقة تبان، وموضوع التهديد ده هشوفه مع بيومي، ودلوقتي انتي هتتحولي للطب الشرعي علشان نتأكد من صحة كلامك وادعائك إن ياسر كان بيضربك.
وبعد كلامي، خرجت هي ودخل بيومي وقعد قدامي.
-سيجارة؟
-مبطل يافندم؛ ربنا يبعدك عنها.
ولعت سيجارة وبصيت في عينيه وانا بقوله:
-كنت فين وقت وقوع الجريمة؟
-معرفش ياباشا.
مع اجابته دي، خبطت بأيدي على المكتب..
-هو ايه اللي متعرفش!
-اقصد معرفش الجريمة حصلت امتى يافندم.
-طيب، كنت فين الساعة ١١ بالليل من ٩ أيام فاتوا؟
-أنا مش بقعد في مكان ياباشا، انا ليا في كل حتة خرابة زي مابيقولوا، يعني، يمكن كنت على القهوة، او بصطاد.
-بتصطاد! طب قولي بقى قتلته ليه يا بيومي؟
-قتل! قتل ايه ياباشا؟!
-اه هنبتدي نلاوع بقى من أولها، سعاد بتقول إنك هددت ياسر طليقها بالقتل قبل اختفائه بكام يوم، وبعدها ياسر اتقتل.
-مقتلتوش ياباشا، انا هددته لما كان رافض يدي لبنت عمي حاجاتها، لكن انا والله ما عملت حاجة، ده كان مجرد تهويش بس، طب تعرف، رغم ان آخر مرة شُفته فيها والناس كانت بتحاول تصلح بينا، ومع الاسف اختلفنا ودارت خناقة، الا انه اتحددت قاعدة تانية والموضوع كان شبه خلصان، لكنه اختفى قبل ما الحوار يتحل خالص.
-وليه متكونش انتَ اللي ورا موته؟
-وليه اعمل كده، بنت عمي واطلقت وحاجتها كانت هترجعلها.
-ما يمكن انتقام لبنت عمك اللي وقعت في حبك وهي ست متجوزة؟.
بعد سؤالي، بلع ريقة وقال:
-برده ده ميخلنيش اقتله سعادتك، وبعدين ليه افتح في القديم.. ما انا خدت كل اللي انا عاوزه، يبقى هيفيديني بأيه موته؟، بالعكس، ده هيضرني ويوصلني لحبل المشنقة.
-تمام يابيومي، كده انا مضطر احجزك كام يوم يمكن تفتكر حاجة كده ولا كده.
وبعد ما امرت بحبسه، امرت بتفتيش بيتهم يمكن نلاقي دليل يثبت تورطهم، لكن الموضوع كان بيتعقد أكتر واكتر، وكنت كل لما احس إني مسكت خيط ممكن امشي وراه، اكتشف إن الخيط بيتلف حوالين منّي والموضوع بيزداد تعقيد، ومع كل ده، كان لازم استنى تقرير الطب الشرعي علشان اعرف سبب الوفاة، وكمان تقرير فرق المسطحات المائية اللي ممكن من خلاله، اقدر أعرف ياسر اتقتل فين بالظبط، وباذن الله، التقارير دي هتقربني خطوة للقاتل الحقيقي، لأن مهما كان القاتل ذكي، اكيد سايب دليل وراه، والدليل ده هيقربني منّه خطوة لحد ما اقبض عليه، وأسلمه لعشماوي.
يتبع.
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية جثة في البحر)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)