رواية جثة في البحر الفصل الثالث 3 بقلم حمدي المغازي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية جثة في البحر الفصل الثالث 3 بقلم حمدي المغازي
البارت الثالث
وبعد ما امرت بحبسه، امرت بتفتيش بيتهم يمكن نلاقي دليل يثبت تورطهم، لكن الموضوع كان بيتعقد أكتر واكتر، وكنت كل لما احس إني مسكت خيط ممكن امشي وراه، اكتشف إن الخيط بيتلف حوالين منّي والموضوع بيزداد تعقيد، ومع كل ده، كان لازم استنى تقرير الطب الشرعي علشان اعرف سبب الوفاة، وكمان تقرير فرق المسطحات المائية اللي ممكن من خلاله، اقدر أعرف ياسر اتقتل فين بالظبط، وباذن الله، التقارير دي هتقربني خطوة للقاتل الحقيقي، لأن مهما كان القاتل ذكي، اكيد سايب دليل وراه، والدليل ده هيقربني منّه خطوة لحد ما اقبض عليه، وأسلمه لعشماوي.
***
مرّوا يومين لحد ما سمعت صوت خبط على الباب.. واللي بيخبط كان هيثم، ولما سمحتله يدخل، اتكلم وقالي..
-بعد تفتيش بيت سعاد وبيت بيومي ملقيناش أي حاجة تثبت تورطهم ياباشا.
-تمام يا هيثم، كثف تحرياتك عنهم لان انا شاكك إن وراهم حاجة، ولو في أي كاميرات في المنطقة فرغها ويكون الفيديو على مكتبي في اسرع وقت.
-تمام يافندم.
خرج هيثم ودخل من بعده دكتور معتز..
-صباح الخير يايونس باشا، التقرير النهائي للمجني عليه، بس في حاجة لازم ألفت نظر سيادتك ليها؛ المجني عليه ماماتش بسبب الخنق أو الغرق زي ما كُنّا بنستنتج، الراجل مات بسبب طعنة بألة حادة في جنبة الشمال، وكمان لقينا بقايا جلد لشخص تحت ضوافر المجني عليه واتقدمت للطب الجنائي لعمل تحليل ال DNA، وبعد الفحوصات اتأكدت إن في بعض الندبات القديمة على جسم المدعوة سعاد، واعتقد إنها اتعرضت لعنف بألة حادة.
-تمام يادكتور..انا هكتب لك أمر رسمي بأخذ عينة من المشتبه فيهم بيومي وسعاد ومقارنة العينة المأخوذة من الجلد، بالعينة المأخوذة منهم.
-تمام يافندم.. استأذن سيادتك.
بس، كده القضية شبه اتحلت، لأن لو تحليل DNA اثبت إن بقايا الجلد اللي اتوجدت تحت ضوافر المجني عليه لبيومي او لسعاد، يبقى واحد فيهم اللي عملها، ويمكن الجريمة حصلت بمساعدتهم لبعض، اه، كل شيء وارد وكل حاجة هتبان في وقتها.
مرّوا تلات ساعات وبعدهم اتواصلت مع هيثم، ولما كلمته، قالي إن المنطقة مفيهاش كاميرات، وبكدة هضطر استنى تقرير فرق المسطحات المائية، لأن ده اخر أمل في أني اعرف مكان وقوع الجريمة.
“صوت خبط على الباب”
-ادخل.
-مساء الخير يافندم… بعد ما وصلنا إخطار النيابة، نزلنا على طول وعايننا المكان اللي الجثة اتلقت فيه، وكمان راجعنا سجلات التيار المائي، وحالة البحر، في الفترة اللي قبل تاريخ العثور على الجثة بيومين تلاتة.
-طيب… هل في احتمال إن المجني عليه يكون غرق في نفس المكان اللي الصيادين لقوه فيه؟
-لا سيادتك، التيارات في الفترة دي كانت ماشية من الشمال للجنوب، وبسرعة تقريبية كيلو ونص في الساعة… يعني الجثة على وضعها وحالة التحلل اللي كانت فيها، يُرجح إنها اترمت في المايه من مكان أبعد بحوالي ٥ لـ ٧ كيلومتر شمال من موقع العثور.
وقتها بدأت في كتابة ملاحظات، ولما خلصت قولتله:
-يعني انت بتقول إن الجثة اتحركت مع التيار؟
-أيوة بالضبط يا فندم… وحسب التحلل اللي قال عليه تقرير الطب الشرعي، فإحنا بنتكلم عن مدة انجراف ٤ أو ٥ أيام تقريبًا، وده يخلينا نحدد نطاق المكان اللي اترمت منه بنسبة كبيرة.
-والمنطقة اللي شمال المكان دي فيها أي حاجة؟.. يعني شاطئ او مرسى او مراكب؟
-فيها يا فندم شوية سلالم صخرية بتستخدم للنزول للميه، ومكان شبه مهجور مافيهوش كاميرات… بس قريب من مرسى خاص ومش شغال رسمي، بس اقدر أكدلك انه بيتحرك منه شوية مراكب صيد صغيرة.
-يعني ممكن اللي رماه، يكون اختار المكان ده عن عمد.
-ده وارد جدًا يا فندم… خاصة إنه لو رماه من المكان ده، كان ضامن التيار يشيله بعيد، وكأنه غرق في حتة تانية خالص.
-تمام… انا محتاج منك رسم تقريبي للمسافة، وسِجل بالتيارات البحرية في الفترة دي، وتوصياتك مكتوبة، واه، راجعلي أسماء أصحاب المراكب اللي خرجت من هناك.
-تحت أمرك يا فندم، هجهز لحضرتك كل حاجة بكرة الصبح.
وبس، مر اليوم، وتاني يوم كان كل اللي انا محتاجه على مكتبي.. لكن للأسف، التقرير بيأكد إن اليوم ده مفيش مراكب خرجت منّ المكان، لأنه كان اجازة ومعظم الصيادين كانوا في بيوتهم، وبكده مكنش في حل غير إني اروح هناك بنفسي، وفعلا، بعتت العنوان لهيثم وقولتله يسبقني وأنا خرجت من المكتب ووصلت للمكان، ومع وصولي لقيت هيثم مستنيني… بعدها فضلت أتفحص المكان لحد ما لاحظت حاجة مهمة جدًا، قطرات دم على الأرض وماشية في خط مستقيم، مشيت وراها لحد ما وصلت عند الصخور، وفي المكان ده تحديدًا، شريط الدم وقف، وبعد نظراتي لنهاية شريط الدم، بصيت للبحر وانا ببتسم، وبعدها تواصلت مع فريق الطب الجنائي اللي وصلوا في خلال ساعة وبدأوا يحاوطوا مسرح الجريمة بشريط لاصق، واشتغلوا على جمع الادلة ورفع البصمات من المكان، بس وقت التحقيق، لاحظت إن في حد بيراقب اللي بيحصل وكان مخبي وشة… حد مقدرتش احدد هو مين؛ بس اكيد حد له علاقة بجريمة القتل، اما هو، فملاحظش إني خدت بالي من وجوده، واللي عملته اني غمزت هيثم اللي قدر بمساعدة بعض العساكر في القبض عليه، واكتشفنا إنه حمامة!
لما رجعت مكتبي وقعدت، امرت امين الشرطة انه يدخله، واول ما دخل، لاحظت انه وشه كان مخطوف وجسمه كله بيترعش.
-قولي بقى ياحمامة، أيه اللي وداك للمكان ده وليه كنت مخبي وشك، هو انتَ اللي قتلته وكنت جاي تطمن بنفسك وتشوف وصلنا لايه؟!
-ماحصلش ياباشا، والله العظيم ما قتلته؟
-طب تفسر بأيه وجودك في المكان في الوقت ده؟
-كنت جاي اخد حاجاتي بعد ما سيبت الريس جابر اللي كنت بشتغل معاه.
-واللي يروح عشان يجيب حاجته، يروح متخفي كده وف يوم اجازة كمان؟
-اصل انا والريس جابر كنا متخانقين وهو رفض يديني باقي حاجتي وا..
-قصدك يعني إنك كنت رايح تسرق..
-اه ياباشا انا كنت رايح اسرق، بس مقتلتش، انا ممكن اعمل أي حاجة في الدنيا إلا إني اقتل.
بعد كلامه أمرت بتفتيش بيته وحبسه على ذمة التحقيق وعمل تحريات كاملة عنّه، وللأسف مكنش في أي وجود لسلاح الجريمة في بيته ولا في أثر لوجود بقع دم على هدوم من هدومة، بس ده، ما يبرأوش، ماهو يمكن ذكي وقدر إنه يخفيهم.
****
“صوت رنة موبايل”
-يونس باشا.. في حاجة مهمة يافندم حضرتك لازم تعرفها.
-خير يا هيثم؟.
-بعد ماعملت تحريات كاملة عن حمّامة اكتشفت إنه ملوش أي علاقة بالصيد ولا في حد من الصيادين يعرفه، ده غير كمان إن في مخبر من عندنا شاف عيسى وحمامة قاعدين على القهوة، وشدوا مع بعض، وبعدها عيسى خرج كيس أسود واداه لحمامة، لكنه مقدرش يعرف أيه اللي دار بينهم.. هو بس كل اللي قدر يميزة إن خلافهم كان على فلوس.
-طب انا عاوز عيسى يكون عندي في أسرع وقت .. الموضوع كده دخله أطراف كتير والكل مشتبه فيه.
-اوامرك ياباشا.
لما خلصت مع هيثم، طلبت من أمين الشرطة يجيب حمامة من الحجز علشان أواجه باللي عرفناه، وبالفعل، دقايق وكان قدامي.
-قولي بقى يا حمامة، انتَ كنت بتتخانق مع عيسى ليه؟
-خلاف ياباشا بين اتنين بينهم مصالح، عادي، بتحصل يعني.
-طب والكيس اللي خدته منّه؟
مع كلمتي، قام وقف وهو بيبلع ريقة.
-وقفت ليه.. أقعد وقولي، الكيس ده كان فيه أيه؟
-فلوس يافندم، او تقدر تقول خلاصة حق بينا.
-صحيح.. انتَ كنت شغال صياد؟
-أيوة يابيه.
-طب والناس اللي اجمعوا إن محدش فيهم يعرفك، تفسر كلامهم بأيه؟
-اكيد كدابين، وده يمكن علشان اتخانقت مع الريس جابر وهو اللي قالهم يقولوا كده علشان يخلصوا منّي.
-صدقني يا حمامة لو تعرف حاجة وملكش يد هطلعك منها شاهد ملك، بس لو فضلت تلاوع كده هتلبسها لوحدك، ايوه ماتبرقليش، ماهي تحرياتنا بتقول إن مفيش صياد في المنطقة اسمه جابر .. يعني كل كلامك كدب.
لما قولت كده حط وشه في الأرض ورجلة بدأت تتهز.. او اقدر اقول انه اتوتر وخلاص هيسلم..
-ماشي، انا هقولك على كل حاجة ياباشا، بس والله العظيم انا ما قتلت.. عيسى هو اللي طلب منّي أقول كل ده، ولو هتقولي ليه، هقولك عشان كان طمعان في ورث اخوه اكمنه مبيخلفش، وقالي كمان إن لما يتم المراد ويورث، هيديني مبلغ يعيشني ملك، وماتأخذنيش يعني، اي واحد كان في ظروفي هيوافق ياباشا، اه، دي فرصة العمر.. المهم عيسى استغل نقطة أن ياسر بيضرب مراته علشان يكون دليل ضدها ويقول إنها انتقمت منه، ومش بس كده، ده كمان أستغل حتة إنها بتخونة.. ودي في حد ذاتها تخليها محل شبهة كبيرة هي واللي معاها، ومن هنا، خطط وتكتك ونفذ ياباشا، بس انا والله العظيم ماعملت غير اللي طلبه مني، لكن قتل لأ ياباشا أنا حتى معرفش إنه نفذ غير بعد ما قالي، يعني انا مكنتش معاه وقتها.
يتبع.
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية جثة في البحر)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)