رواية تحت الضغط الفصل الثاني 2 بقلم منة السيد
رواية تحت الضغط الفصل الثاني 2 بقلم منة السيد
البارت الثاني
محمود: يا ماما… أنا كلمتك كتير، وفرح دي بنت محترمة وطيبة… وإنتي شفتي بعينك يوم ما جيتي الكلية.
أم محمود وهي قاعدة قدامه، عاملة نفسها مش مقتنعة:
-يا ابني أنا مش بقول إنها وحشة… بس مش من مستوانا! وبعدين مش معنى إنها مؤدبة تبقى مناسبة ليك.”
أبو محمود:
— “يا أم محمود سيبيه يختار! البنت كويسة، وإحنا مش أغنيا أوي يعني… هنعمل فيها إيه؟”
أخته ملك بتضحك:
— “وبعدين شكلها هادي وجميلة… أحسن من بنات الأيام دي.”
أم محمود زفرت:
— “ماشي… بس لو حصل حاجة بعدين إنتو اللي هتشيلوا النتيجة.”
محمود:
— “مش هيحصل، فرح محترمه ونا ونا واثق ف اخلاقها ”
أمه سكتت شويه
وبعد دقيقة:
— “ماشي يا محمود… نروح نتقدملها.”
محمود مسك إيدها وباسها، وهو فرحان زي طفل اتجبلُه لعبته المفضله
بعد يومين – بيت فرح
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
البيت بسيط… بس كله فرحة.
أم فرح بتظبط الترابيزات، وفرح بتساعدها وهي متوترة.
سمر:
— “يا نهار أبيض… الدريس اللي هتلبسيه مش عاجبني!”
فرح:
— “هو جميل ياختي… وهادي.”
سالي:
— “لأ بقى، شيلي الفكرة دي… انتي هتلبسي اللي قولنالك عليه.”
أمهم:
— “بطلوا رغّي! البت جميلة بكل حاجة.”
ضحكة خفيفة تملأ المكان.
يدخل أبو فرح من الباب…
شايل معاه شوية حاجات، وصوته عالي كالعادة:
— “يا بنات! حد يساعدني قبل ما أقع.”
فرح جريت عليه:
— “يا بابا سيب… أنا أشيل.”
أبوها بابتسامة حنونة:
— “تعيشوا وتشوفوني وأنا بطل.”
الموقف كان دافي… دافي أوي.
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
الصالون بسيط… زينة خفيفة… وأهل محمود داخلين.
أم محمود واقفة بشياكة، بتحاول تبين إنها موافقة بس ملامحها فيها شوية تحفظ.
أم فرح:
— “نورتو…، البيت بيتكم.”
أبو محمود:
— “دي شهادة نسجّلها… ربنا يديم المعروف.”
فرح داخلة…
الدريس بسيط، بس جمالها يخطف العين.
محمود أول ما شافها… ابتسم ابتسامة مش قادر يخبيها.
قعدوا، واتكلموا…
والاتفاق تم بسرعة.
وكل حاجة ماشية زي الحلم.
غادة دخلت من غير ما تستأذن وهي بتقول:
— “فين العروسة؟!”
فرح اتكسفت:
— “يا شيخة اقعدي بس.”
تضحك:
— غاده انتي مش متخيله انا فرحانالك قد اي
الخطوبة كانت هادية… بس مليانة حب.
بعدها بأسبوع –
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
“يا فرح… قومي يا بنتي.”
صوت أمها سماح كان مقلوب… مش طبيعي.
فرح قامت جري على أوضة أبوها.
مش بيتحرك ولا بيرد
فرح تصرخ:
— “يا بابااااا!! باباااا قوم!”
مفيش رد.
إيديها بترتعش… عينيها بتغرغر.
جريت على صدره، تهزه تهزّ:
— “بابا بالله عليك قوم… متسبنيش… ياااااا بابا!!”
صوتها اخترق البيت كله.
أمها سماح لاحول ولاقوة الابالله يارب اربط علي قلوبنا يارب ملناش غيرك
عينها دمعت، صدرها نزل وطلع بقوة.
… محمد… قوم محمد!”
سالي وسمر جريوا…
واتشكلت عيلة كاملة طالعة صرخة واحدة في لحظة واحدة.
فرح منهارة:
— “لله الأمر من قبل ومن بعد… إنا لله وإنا إليه راجعون… يا رب صبرنا… يااارب.”
انهارت… حرفيًا انهارت.
انا حاسه اني خلاص ضهري اتكسر
━━━━━━━━━━━━━━━━━━
غادة أول ما عرفت، جريت على بيت فرح.
دخلت لقتها قاعدة على الأرض، مش قادرة توقف زعقها.
غادة حضنتها جامد:
— “اهدي يا فرح… هدي عشان قلبك…”
فرح:
— “بابا مات يا غادة… بابا… بابا.”
خلاص بقيت لوحدي؟ بابا معتش موجود
يحبيبي يبابا يحبيبي.
غادة تبكي معاها، وتروح تتصل بمحمود:
— “الحق يا محمود… أبو فرح مات.”
محمود جري من غير ما يفكر.
وصل… حضن فرح من غير كلمة.
قعد معاها… هديها… مسك ايديها.
— “أنا جنبك… ومش هسيبك
انا هنا جمبك سندك وامانك هعوضك يفرح
قضاء الله وقدره لازم نرضى بالمقسوم، ان لله وان اليه راجعون الدنيا فانيه ومش دايما، كلنا رايحين يحبيبتي استعيذي بالله. …
بدات اجرات الدفن وكل المعارف بيرحو. يأدو الواجب ويمشو الوقت
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
بعد فتره.
الحياة اتشقلبت.
المصاريف كترت.
أختين في مدرسة… وفرح في كلية… وبيت كامل محتاج مصاريف.
أمها نزلت تشتغل رغم تعبها.
سمر وسالي نزلوا هما كمان.
وفرح؟
لسه جهازها ناقص، ونفسها متكسرة.
فرح. لنفسها انا كمان لازم انزل اشتغل واساعد ف البيت وف الجهاز هرن استأذن محمود وادور علي شغل.
فرح: محمود عامل اي
محمود: بخير الحمدلله انتي عامله ايه
فرح: الحمدلله، بقولك كنت عاوزه اقولك علي حاجه
محمود: قولي ي فرح في حاجه محتاجه حاجه.
فرح: بصراحه انا عاوزه انزل اشتغل اساعد ف البيت المصاريف زادت علي ماما وانتا عارف ان صحتها علي قدها وعاوزه اكمل بقيت الجهاز.
محمود: بصي يا فرح اي حاجه انتي محتجاها انا هجبهالك ولو علي الجهاز فانا هساعدك فيه عادي حتى من غير ما اهلي يعرفو لاكن شغل لا مفيش شغل ي فرح
فرح: اللي تشوفه
محمود: تمام
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
فرح تصمم انها تنزل تشتغل وتساعد مامتها بدون علم محمود.
كل يوم تقول لمحمود:
— “أنا ف البيت
لكن الحقيقة؟
كانت بتروح مع أمها تنظّف بيوت الناس.
وقلبها يتقطع.
بس كانت بتعمل كده عشان تساعد امها … مش لنفسها.
كل يوم تتصل بمحمود من المطبخ، وهي ماسكة الموبايل بايد، والمقشة في اليد التانية.
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
نورهان…
اللي عمرها ما ارتاحت لفرح…
شافت فرح طالعة من عمارة ومعاها أمها شايلة شنطة وعرفت انها بتشتغل فقررت تعمل اللي ف دماغها.
ماضيعتش ثانية…
بعتت رسالة لمحمود:
“خطيبتك بتشتغل من وراك ولو مش مصدقني تعالى شوف
تاني يوم
محمود جه فجأة عند بيتهم.
كان بالليل…
وفرح وامها لسه مرجعوش
قعد مع سمر وسالي… مستني.
واختها بعتت لفرح:
— “محمود هنا…”
فرح حسّت برعب.
جسمها اتكهرب.
رجعت البيت بسرعة…
أول ما دخلت، لقت محمود قاعد
محمود:
— “كنتي فين؟”
فرح مرتبكة:
— “كنت… عند الدكتور… بكشف على ماما.
— “هاتي الروشتة.”
— “لأ… أنا… هجيبها.”
— “ولا مفيش روشته اصلا؟
سكتت.
عينها اتزنقت.
قلبها نزل على الأرض.
محمود:
— “أنا أكتر حاجة بكرهها في الدنيا الكدب… أنا قلتلك مش عايزك تشتغلي. إيه لازمة إنك تكدبي عليا؟
دموعها نزلت غصب:
— والله كنت هقولك،
انا مكنتش عاوزه اشيلك فوق طاقتك والله مش قصدي اكدب عليك.
محمود: خلاص كل حاجه انتهت.!
كان معاها حق أمي إنها ترفضك.
الكلمة دي قصفت قلبها.
— “لو سمحتي. ادخلي هاتي الدهب
فرح دخلت الأوضة…
يدها مش ثابتة…
جابت الدهب، وحطّته في إيده وهي بتترجّاه:
“محمود… اسمعني بس…”
سحب إيده، ومشي.
مشي من غير ما يبصلها.
من غير ما يقول كلمة.
من غير ما يرجعلها نظرته اللي كانت بتحبها.
خرج…
وقفل كل حاجة.
واتسدت كل الطرق.
وفرح مش عارفه توصلو عمل بلوك من كل ناحيه
فرح وقفت في نص البيت تعيط ومنهاره، علي حياتها اللي مخترتهاش وعلي الظروف اللي خانتها.
يتبع….
ياترى محمود هيدلها فرصه تانيه وهيسمعها؟
__________________________
رأيكم يهمني
سيناريو وحوار منه السيد
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية تحت الضغط)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)