روايات

رواية تحت الضغط الفصل الأول 1 بقلم منة السيد

رواية تحت الضغط الفصل الأول 1 بقلم منة السيد

 

 

البارت الأول

 

“فرح… يا فرح قومي يا بنتي، هتتأخري ع الكلية!”
مفيش رد.
سماح رفعت حاجبها وقالت لنفسها:
“يا لهوي، البت دي نومها تقيل زي أبوها.”
فتحت باب أوضة فرح، لقتها ملفوفة في البطانية ومخبّية وشها كإنها بتستخبى من الدنيا.
سحبت البطانية وقالت:
— “قومي يا عروسة… الكلية مش هتهرب، بس الدكتور مش هيستنّاكي.”
فرح رفعت راسها بكسل، عيونها الواسعة الملوّنة لمعوا أول لما النور خبط فيها…
كان جمالها طبيعي، من النوع اللي يخليك تبص مرتين من غير ما تبقى فاهم ليه.
بشرتها بيضا، ملامحها هادية، ودايمًا بملامح طاهرة كأنها خارجة من لوحة.
— “خلاص يا ماما… صحيت.”
وبصوت نايم قالت:
— “فين سالي وسمر؟”
— “صحّيتهم… وواقفلكوا الفطار. قومي بقى بدل ما محمد أبوكي يزعق للجميع كالعادة.”

نزلت فرح من السرير ولبست طرحِتها ودريس واسع بسيطة… كانت بتحب اللبس المحتشم من غير ما تبقى ملفتة، رغم إن شكلها لوحده كفاية يشد أي حد.
وهي طالعَة من الأوضة، قابلت التوأم “سالي وسمر” قاعدين على الترابيزة وبيتناقشوا زي العادة:
سمر:
— “يا ماما قولي لسالي تبطل تسرّح شعري بالعافية… بتوجعني!”
سالي:
— “ده لمصلحتك ياختي… ده شكلك هيكرّهني فيك.”
فرح ضحكت وقالت:
— “انتو الاتنين يوم ما تختلفوا بس… أحس إن البيت بقى هادي.”
دخل أبوهم “الحاج محمد” وهو ماسك الجرنال وصوته الجهوري سابق خُطواته:
— “صباح الخير يا ستات البيت.”
— “صباح النور يا بابا.”
قالت فرح بابتسامة بتحبّه بيها.
هو يمكن دخلهم أقل من المتوسط… لكن محمد عمره ما قصّر معاهم في التعليم.
كان شايف إن البنات سلاحهم الحقيقي العلم… ودايمًا يفتخر بده.

بعد الفطار، خرجت فرح مع سالي وسمر لحد أول الشارع… التوأم رايحين المدرسة، وفرح رايحة الكلية.
أول لما وقفت عند البوّابة، لمحت غادة… صاحبتها المقرّبة.
غادة كانت عكس فرح تمامًا:
شطّورة… بس دماغها دايمًا شغّالة بمقالب وضحك.
ملامحها حلوة بطريقة مختلفة، مش جمال هادي… لأ جمال فيه شقاوة.
أول ما شافت فرح، جريت عليها:
— “إييييييه يا ملكة… منورة الكلية!”
ضحكت فرح:
— “بس يا شيخة… حد يسمعك يقول داخلة مهرجان مش محاضرة.”
— “ويعني إيه؟ مش نفس الحاجة؟”
وقالتها وهي بتغمز.
وهما ماشين على السلالم… فجأة الصوت اللي فرح ما بتحبوش بان:
— “ياااا… الباشاوات وصلوا.”
فرح اتجمدت ثواني.
ده صوت نورهان… بنت عمها.
بنت عمها اللي المفروض تكون أقرب حد ليها…
لكن الحقيقة؟
أبعدهم عنها.
سبب غيرة… سبب مقارنة… سبب مشاكل دايمًا تتفتح من غير سبب.
نورهان كانت واقفة ومعاها أصحابها… بتبص لفرح من فوق لتحت، وكإنها بتشوف حاجة مش عاجباها… أو يمكن عاجباها زيادة عن اللزوم.
— “إيه يا فرح… شكلك نايمة من بدري؟”
وقالتها بنبرة فيها سخرية بسيطة.
فرح كتمت غيظها…
مش لأنها ضعيفة، لأ… لكن لأنها عمرها ما حبت تدخل في حوارات مالهاش لازمة.
غادة بصتلها بنظرة معناها: “لو قولتِ كلمة هارد بعشرة”…
لكن فرح مسكت إيدها وقالت بهدوء:
— “صباح الخير يا نورهان.”
نورهان اتضايقت إنها مردتش عليها بنفس طريقتها…
فاللي عندها زاد.
— “واضح لسه أبوكي مصمّم يعلمكم تعليم جامد… بس بقالي فترة مش شايفة نتيجة.”
غادة ولعت.
فرح كتمت دمها.
فرح:”أبويا ربّانا على الاحترام اللي انتي متربتيش عليه ومش محتاجة أثبتلك ده.”
نورهان اتخضّت من ردها…
مش متعودة تشوف فرح بترد.

دخلوا المحاضره.
وكان محاضرة دكتور محمود.
وفرح فضلت طول الوقت ساكتة.
غادة قربت منها وقالت:
— “هي ليه بتكرهك كده؟ هي مش بنت عمك؟”
فرح أخدت نفس طويل وقالت:
— “عيب يا غادة… بس… هي دايمًا بتحس إني بنافسها. مع إنّي عمري ما نافست حد.”
— “يا شيخة… انتي كفاية جمالك يغيظ أي حد.”
فرح بصتلها بضحكة هادية:
— “طب ما انتي جميلة… ومحدش بيغير منك؟”
غادة:
— “عشان أنا بضحك كتير… واللي بيضحك محدش يغار منه… لكن انتي هادية… والهدوء بيستفز.”
الجملة دي علّقت في قلب فرح…
يمكن صح…
يمكن الهدوء بيغيظ الناس اللي مش مرتاحة مع نفسها.

بعد المحاضرة وهي خارجة من الكلية… فرح وقفت عند الباب كام ثانية.
في إحساس غريب جواها…
إحساس إن فيه حاجة جديدة هتدخل حياتها.
مش عارفة خير ولا شر…
لكن اليوم ده مش زي كل يوم.
غادة شدّتها من إيدها:
— “يلا يا قلب غادة… نركب الميكروباص قبل ما يزوغ.”
وهي ماشية…
كانت عينين حد واقف بعيد بتتابعها.
شخص ما تعرفوش… لكن هو شافها.
ولسبب مش مفهوم، اتشدّ ليها.
وده…
هيكون بداية كل اللي جاي.
————————–
وصلت البيت يدوبك غيرت هدومها واتغدت مع امها واخواتها وقامت شالت الاكل مكان امها
وراحت تذاكر وتفكر ف اللي جاي ياترا الدنيا مخبيالي اي!
___________
تاني يوم صحت غسلت وشها وغيرت هدومها وصبحت علي ابوها وامها ونزلت.
——-
غاده: انهارده علينا امتحان دكتور محمود مذاكره بس متوتره شويه
فرح: انا بردو مذاكره متقلقيش ان شاءلله نعرف نحل والدنيا تبقا تمام
غاده: ان شاءلله
وصلو الكليه ودخلو المحاضره
دكتور محمود: انتو عارفين انهارده امتحان مش عاوز تهريج وكل واحد ف ورقته
محمود ده بقا معيد وهو ف اوخر العشرينات محترم ومثقف وغني وهو حاطط عينو علي فرح ومعجب بيها.
——————–
كلو حل بداو يلمو الورق
دكتور محمود: فرح عاوزك ف المكتب
فرح: تمام يدكتور
غاده: ياترى عاوزك لي
فرح: بهزار والله معملت حاجه
غاده: عارفه روحي يلا ونا هستناكي بره متتاخريش
فرح: مااش
خبطت علي الباب
محمود: اتفضلي يا فرح
فرح: شكرا يا دكتور حضرتك عاوزني ف اي
محمود: بصراحه انا معجب بيكي انتي انسانه محترمه وجميله عاوز ارتبط بيكي
فرح: شكرا لكلامك، لا كن انا مش برتبط بحد حضرتك عاوزني تعالى اتقدملي انا عمري مخون ثقة اهلي وازعل ربنا مني.
محمود: كلامك عجبني ي فرح ونا عارف اني اخترت صح ممكن رقم والدك
فرح: تمام يلا عن اذنك
محمود اذنك. معاكي
_________________
فرح حكت لغاده كل حاجه.
غاده: بصراحه انتي تستاهلي كل خير انتي جميله ونيتك طيبه دايما ونا فرحنالك من قلبي مضيعهوش هو حد كويس جداً وربنا يكتبلك الخير ياقلبي
فرح: يارب ياقلبي
——————–
ف البيت فرح حكت لاهلها كل حاجه وهما رحبو بالفكره جداً
——————
ومحمود حكى لاهله وابوه رحب لاكن امه موفقتش
ياتري اي اللي هيحصل ومحمود هيقدر يقنع امه فعلا؟
_____________________________________

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية اهلكني حبك الفصل الرابع 4 بقلم دينا ناصر

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *