رواية بين الخيانة والحب الفصل الثاني 2 بقلم سارة علام
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية بين الخيانة والحب الفصل الثاني 2 بقلم سارة علام
البارت الثاني
“٢”
اتسمرت في مكاني بعد كلامه، قلبي وقع حرفيًا..
ـ حضرتك تقصد إيه؟
رفع عينه فيا بحدة وقال:
ـ قصدي إن كل حاجة واضحة قدامي.. ومحمد لازم يعرف كل حاجة.
حسيت الدم بيجري في عروقي بسرعة، لدرجة إني مش قادرة أتكلم.
ـ أنا.. أنا مليش دعوة يا فندم، مريم دي صاحبتي من زمان.
ابتسم بسخرية:
ـ وصاحبتك دي بتستغلك علشان تغطي عليها!، وانتي فاكرة نفسك بتحافظي على صداقتها،
لكن الحقيقة إنك بتشاركيها في خيانتها.
دموعي غرقت عيني غصب عني، وانا بقول بصوت مكسور:
ـ أنا عمري ما خُنت حد ولا هخون.. كل اللي عملته إني حاولت أحافظ على اللي بينا، بس واضح إني كنت غلطانة.
سكت شوية وهو ماسك القلم بين إيده، وبعدين رماه على المكتب فجأة:
ـ غلطانة جدًا يا ليلى،
محمد أخويا.. وأكتر واحد غالي عليا
أنا مش هسيبه يعيش في الوهم ده.
اتجمدت.. إيه اللي هيعمله دلوقتي؟
ـ حضرتك ناوي تقول لمحمد؟
قرب بكرسيه لقدامي وبصلي مباشرة، نظراته كانت مزيج بين غضب ورغبة في حماية أخوه:
ـ أيوه، وعايزك تبقي موجودة لما أواجهها.
قومت واقفة وأنا قلبي بيتخبط في صدري، مش عارفة إزاي هواجه اللحظة دي..
بين إني خايفة على محمد يتجرح، وبين إني مش عايزة أخسر مريم مهما كانت غلطانة.
خرجت من المكتب وأنا بدعي جوايا:
“يا رب عدّي الليلة دي على خير.”
كان المكتب مليان صمت تقيل، والجو فيه رهبة غريبة.
فارس واقف جنب المكتب، وأنا قاعدة على الكرسي قدامه متوترة، ومحمد دخل بعد ما اتنده عليه من غير ما يعرف في إيه.
مريم دخلت بعده بدقايق، لابسة فستان بسيط وابتسامة عادية كأن الدنيا طبيعية.
فارس بص لمريم وقال ببرود:
ـ أقعدي.
مريم استغربت:
ـ في إيه يا فارس؟ هو استجواب ولا إيه؟
محمد بص لأخوه باستفهام:
ـ في حاجة حصلت؟
فارس حط إيده في جيبه، ونظراته سابت مريم ورجعت لمحمد:
ـ في حاجات كتير يا محمد، حاجات لو عرفت بيها هتغير كل حاجة.
مريم اتوترت وأنا حطيت إيدي على رجلي وأنا مش قادرة أنطق، دموعي محبوسة بالعافية.
محمد قال بقلق:
ـ اتكلم يا فارس، فهمني.
فارس مشي خطوتين ناحيتهم وقال بصوت ثابت:
ـ خطيبتك يا محمد، وهي قاعدة قدامك دلوقتي، مش شايفه غير الفلوس.. كل يوم سهر وخروج مع شباب، وأنت آخر واحد تعرف.
الكلام وقع زي الصاعقة..
محمد اتجمد مكانه، بص لمريم بعدم تصديق:
ـ هو بيقول إيه دا؟
مريم قامت واقفة بسرعة:
ـ كدب! دا كله كدب، هو بيكرهني من زمان وعايز يبوظ جوازتنا!
فارس شد نفس طويل وقال بحزم:
ـ لو كدب.. ليه خايفة تواجهيني قدامه؟
سكتت.. ملامحها اتغيرت، ابتسامتها اختفت، ونظرتها اتكسرت للحظة.
محمد اتراجع خطوة لورا وهو ماسك راسه:
ـ مش مصدق.. مريم قولي إن الكلام دا غلط.
مريم حاولت تسيطر على صوتها المرتعش:
ـ محمد.. إنت عارف إني بحبك.
هنا أنا قومت، دموعي نزلت غصب عني:
ـ بطلّي كدب يا مريم! إحنا تعبنا من تغطية غلطك.. ومحمد ما يستاهلش!
الأوضة اتملت صدى أصواتهم.. ومرة واحدة الجو كله اتغير لمحكمة حقيقية، ومحمد واقف في النص قلبه بيتكسر.
واقف مصدوم، مش قادر يستوعب اللي بيتقال.
مريم بتحاول تمسك إيده وهو بيرجع خطوة لورا، عينيه مليانة جرح.
فارس قرب منهم وقال بصوت حاسم:
ـ كفاية تمثيل يا مريم.
اللي بينك وبين كريم وغيره معروف، والخروج والسهر معروف.. أنا ساكت كتير بس خلاص.
محمد مش لعبة عندك، ولا إحنا هنفضل نتفرج على خيانتك.
مريم انفجرت فيه:
ـ إنت مالك بينا يا فارس؟! هو خطيبي أنا، مش إنت.
فارس رد بحدة وهو واقف ثابت:
ـ لا، هو أخويا
وحقه عليا إني أحافظ عليه حتى من أقرب الناس ليه.
بص لمحمد اللي كان واقف مش قادر يرفع عينه من الأرض:
ـ صدّقني يا محمد، لو كملت مع البنت دي حياتك هتضيع.
مريم حاولت تقطع كلامه وهي بتصرخ:
ـ كدّاب! ليلى اللي بتغير مني وبتكرهني.. هي اللي محرضاك!
فارس التفت ناحية ليلى وقال بنبرة واثقة:
ـ ليلى أنضف من إنها تخون صداقة أو تخدعك، ولو ليها ذنب واحد فهو إنها فضّلت سكوتها علشان ما تجرحكش.
محمد رفع عينه في ليلى، شاف الدموع في عينيها وهي بتأكّد بكلامها:
ـ والله ما كان قصدي أخبي عنك.. كنت خايفة عليك، وخايفة تخسرها وتخسرني معاها.
ساعتها فارس مد إيده ناحية الباب وبنبرة صارمة:
ـ مريم.. من النهاردة إنتي بره حياتنا كلنا.
لا أنتي خطيبة محمد، ولا أنتي صاحبة ليلى، ولا ليكي أي مكان هنا.
مريم وقفت مصدومة، وشها اتغير، وبعدين بصت لمحمد بآخر محاولة يائسة:
ـ هتسكت كده؟ مش هتقول حاجة؟
محمد وهو باين عليه الانكسار رد بهدوء:
ـ بعد اللي سمعته.. مفيش كلام بتقال.
مريم خرجت وهي بتترعش من الغضب، والباب اتقفل وراها بقوة.
أنا فضلت واقفة مكاني، مش قادرة أبص لوش فارس ولا محمد.
لكن فارس بص ليا وقال بنبرة أهدى المرة دي:
ـ ارتاحي.. خلاص، الحقيقة إتعرفت.
بعد ما الباب اتقفل ورا مريم، المكتب بقى ساكت بطريقة تقيلة جدًا.
محمد كان قاعد على الكرسي، حاطط وشه بين إيديه، قلبه مكسور بس مش قادر يطلع كلمة.
فارس بصله وقال بهدوء:
ـ خد وقتك يا محمد.. أنا معاك.
محمد هز راسه وهو بيبص لنا بإبتسامة مهزوزة زي عيونه وبعدها استأذن وخرج من المكتب،
وفارس التفت ليا، شافني واقفة متوترة، ماسكة إيدي ببعض كأني عايزة أختفي.
ـ ليلى.
رفعت عيني له بسرعة:
ـ نعم يا فندم؟
ابتسم ابتسامة صغيرة نادرة جدًا عليه، وقال:
ـ بلاش حضرتك ويا فندم.. أنا فارس.
اتسمرت، مش عارفة أرد، بس قلبي دق جامد.
ـ حاضر.. يا فارس.
هو أخد نفس طويل، وابتدى صوته يلين أكتر:
ـ عارف.. إنتي أكتر واحدة اتظلمت في القصة دي.
مريم لعبت بيكي كويس عشان تحافظ على صورتها قدامنا، وأنا يمكن كنت قاسي معاكي زيادة.
دموعي كانت على وشك تنزل، بس مسحت بسرعة وقولت:
ـ أنا ماكنتش عايزة غير إني أحافظ على صداقتنا.. على محمد.. على أي حاجة حلوة ما تبوظش.
فارس قعد على طرف المكتب، قرب مني وهو بيبص في عيني مباشرة:
ـ وإنتي عارفة إنك الوحيدة اللي كنتي صادقة من الأول؟
حتى سكوتك كان من خوفك على الناس اللي بتحبيهم.
اتلخبطت، مش قادرة أتكلم.. بس جوايا كنت حاسة لأول مرة إن في حد شايفني بجد.
ابتسم ابتسامة خفيفة وقال وهو بيقوم:
ـ من النهاردة، أنا عايزك تبقي قريبة أكتر.. مش زميلة في الشغل بس.
سكت ثانية وكمل بصوت أوطى:
ـ يمكن لو إديتيني فرصة.. أبقى أكتر من كده.
اتسمرت مكاني، الكلام دخل قلبي زي سهم.. مش مصدقة فارس اللي طول عمره جاف وبارد بيقول حاجة زي كده.
بصيت له وأنا باينة مترددة، بس ابتسامة صغيرة ظهرت غصب عني.
محمد قاعد على كرسي في الجنينة بتاعت الشركة
حس بـ حد بيقعد جمبه فـ رفع عينه للشخص دا لقاها منار، بتبص له بإبتسامة حنونة كأنها بتطبطب عليه
فهم إنها كانت عارفة الموضوع هي كمان ودلوقتي بتحاول تواسيه.. ابتسم لها بهدوء ورجع سرح بعيونه في الفراغ وهي عيونها عليه..
يتبع..
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية بين الخيانة والحب)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)