روايات

رواية بنت خالتي قمر الفصل الثاني 2 بقلم مروة حمدي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية بنت خالتي قمر الفصل الثاني 2 بقلم مروة حمدي

 

البارت الثاني

 

مرت الأيام سريعا عليهم ، يتنهد بحيرة يخشى اللقاء ينظر من نافذة سيارة الأجرة للطريق وهناك حرب بداخله يظن ان لا أحد يشعر بها سواه، على عكس ثلاث أزواج من العيون بالمقعد الخلفى بيد كل واحد منهم كيس من الرقائق المقرمشة.

الاب بهمس: هو ماله عامل كده ليه؟

الام: فقرى بيدور على النكد بملقاط

ليلى: أوفر اوى ابنك اكرمله.

 

آسر بعدم راحه يتحسس مؤخرة رأسه: حاسس بحاجة بتلسع فى قفايا من الصبح.

نظر للخلف ليولى كل واحدٍ منهم عيناه باتجاه، ليلى إلى النافذة جوارها والأم إلى النافذة من الجهة الأخرى بينما الأب بالمنتصف ناظرا لسقف السيارة بإعجاب.

ليعاود النظر للأمام من جديد متابعا للطريق ويعود الثلاثه كذلك لمراقبته مرة أخرى.

ليلى: ماما،قربنا نوصل الخطوة ال جاية ايه؟

الام: ولا حاجه..

هنا ازاح كلا من الاب وابنته عيناهم عنه للأم جوارهم ليسألها الاب : يعنى ايه؟

الام: انا عملت ال عليا وهرزعه معاها فى نفس البيت تحت سقف واحد اسبوع، اعمل ايه تانى؟

قالتها بقلة حيلة وقهر مصطنع..

الاب: عايزة تقولى انك هتسبيها للنصيب.

الام: ال عايزه ربنا يكون بقا …

ليلى بهمس على إذن والدها: مش مصدقاها.

الاب: ولا انا.

انتبهوا ثلاثتهم على صوته وهو يتحدث للسائق: الشارع ال جاى يمين يسطا.

 

تجلس بالشرفة تنتظر قدومهم بعدما هاتفتها شقيقتها واخبرتها بانهم اوشكوا على الوصول.

كريم بتأنيب لوالدته الواقفه إلى جواره: كده برضه يا ماما اعرف ان بيت خالتى جاين عندنا قبلها بساعه.

فادية بتهرب: اللاه يعنى كانت هتفرق معاك بايه؟

كريم بدهشة: ازاى بقا؟ على الاقل نكون فى استقبالهم ، اظبط امورى بحيث اقعد مع آسر وقت أطول قبل الدربكه، طب اتفضلى خالتى قربت توصل وقمر مش موجودة! تفتكرى كده خالتى مش هتزعل؟

 

هزت رأسها بقلة حيلة فبدون ان يشعر وضع يده على اصل المشكلة” قمر” تعلم أنها تحب خالتها ولكن ان تظل تحت سقف واحد مع من كانت تتهرب منه الفترة الماضية؟!

لا تعلم كيف ستكون رد فعلها؟ على الاقل عندما تفاجأ بوجودهم لن تستطيع لومها أمامهم، أو هكذا أملت هى!

 

فاقت من شرودها على صوته وهو يشير على سيارة أجرة توقفت أمام البناية.

_الجماعه شكلهم وصلوا.

هزت رأسها بتأكيد عندما أبصرت آسر يخرج منها.

ليهبط كريم سريعا ليكن باستقبالهم ويساعدهم بالحقائب.

لتغلق فاديه عيناها تدعو بقلب ام: لو فى خير لابنتى قربه منها ولو شر ابعده عنها واصرف قلبها وعقلها عنه وارزقها باللى يسعدها ويقدرها يا قادر يا كريم.

 

كعادته بكل مرة يخرج الحقائب مقاومًا لعينيه بألا تنظر للأعلى.

ربط كريم على كتفه ليلتف له ليتلقاه الاخر بالاحضان لتطلق الخالة الزغاريط الفرحه وهى تهبط من السيارة وآسر يبارك له وهو يبتسم بسعادة أشرق بها وجه، لم يلحظ أحد تلك الواقفه وهناك نكزة بقلبها جعلتها تبتلع تلك الغصة بحلقها بألم، كانت بحاجه لرؤية تلك الإبتسامه حتى تُيقن انه لم يبادلها نفس الشعور يوما، ذاك الشعور المحتجز بين جنبات قلبها ولم يُنطق على لسانها قبلا.

 

تنهدت بعمق لطالما وصفها كأخت صغرى، لذا وجب عليها ان تشعر بالسعادة لسعادته الواضحه للأعمى كأخت جيدة وكمحبه مجهولة تتمنى الراحه والفرحه لمن تحب، داعية بقلب صاف ان يتم عليه فرحته ويرزقها بمن يسعدها هى الأخرى .

 

اقتربت منه: مبروووك يا كريم.

كريم ناظرا لها : الله يبارك فيكى يا لولا، عقبالك.

الخالة بتذمر: عيالى الاتنين هينقطونى واحده مش حاسة بالعرسان والتانى بيزحلق فى العرايس وابوهم شايل ايده من الليله.

 

كريم: الا الأمور دى يا خالتى عايزة التأنى .

الخالة: ما انا ساكته وصابره اهو.

فادية من الاعلى: يالا يا جماعه واقفين تحت ليه؟

هزوا روؤسهم لها صاعدين للأعلى.

مع كل درج يصعدها تتصاعد الدقات بقلبه حتى وقف أمام خالته التى باغتته بالاحضان وبنظرة عاتبة حزينه بعينها لم ينتبه لها وسط حديثها.

كريمه وهى تدلف من الباب عينيها تجوب المكان: اومال فين قمر؟

سكون تام بداخله وأذن مصغيه باهتمام.

فادية بتلعثم: هى نزلت شغلها بس والله لو كانت تعرف انكم جاين كانت قعدت واستقبلتكم.

كريم: ماما ماقالتش انكم جاين غير من ساعه بس ليا.

فادية: اللااه كنت عايزة اعملهالكم مفاجأة!

كريمه بابتسامه متفهمه: يا زين ما عملتى وانا بموووووت فى المفأجات.

مال الاب على ابنته والاثنين بهمس فى نفس التوقيت: نفس الدماغ.

فادية: انا هتصل بيها أقولها.

ليلى وهى تخرج هاتفها: لا يا طنط سبيلى انا الطلعه دى.

فاديه وهى تزفر براحه: يريح قلبك يا حبيبتى.

كمن لدغه عقرب انتفض من مجلسه وبسرعه ردد: يا خبر انا ازاى كنت ناسى؟

فادية: خير يا حبيبى.

آسر: قاسم صاحبى ال عايش هنا يا ماما.

كريمه وهى تستند بذقنها على راحه يدها وتحيط وجنتها بأصبعيها ترفع له أحد حاجبيها: معرفهوش.

آسر: اهو هو يا ماما بيرن عليا عايز يقابلنى.

فادية باستنكار وهى تراه يتوجه ناحية الباب: يا بنى مش ترتاح الاول من الطريق وتتغدى!

آسر: معلش يا خالتى ، هعمل ايه بس؟! طول الطريق شغال زن زن حتى اساليهم.

قالها وهو يشيرعلى ذويه بيده.

ليلى وهى تضع الهاتف على اذنها: مركزتش معاك

الاب: مسمعتش

الام: مش فاكرة حاجة زى كده؟!

آسر لخالته وهو يفتح الباب : صدقتى.

كريم: تحب اجى معاك؟

صدح هاتف كريم فى تلك اللحظه ليبتسم وهو يقرأ الاسم عاى الشاشة.

آسر بغمزة بعدما لاحظ تلك الابتسامه: لا خليك انت يا عم الله يسهلك.

كريم مبتعدا نحو الشرفه: هنقر يا بن خالتى.

آسر: بحسد بس.

كريمه: وعليك بايه؟ ما تعمل زيه؟ على العموم ما تتأخرش علشان مش هتغدى من غيرك يا قلب امك.

هز رأسه بموافقة يعلم جيدا ان والدته لن تفك عنه الحصار طوال هذا الأسبوع.

ليلى وهى تشير بهاتفها : الست قمر اخيرا ردت.

الام ناظرة لابنها الواقف بمكانه على الباب كتمثال يولى لهم ظهره: طب افتحى السماعه اسلم عليها.

ليلى بدون مقدمات: كل ده علشان تتكرمى وتتنازلى وتردى.

من الجهة الاخرى ضحكه صغيرة اخترقت اذناه لم يستمع لها منذ أعوام ورغم ان نبرتها تغيرت الا ان لها نفس الوقع على اذنه كلما تذكرها او استمع لها، ووصل له صوتها.

_مشغولة مع ولي أمر.

حسنا كان هذا هو شارة الانطلاق لقدميه ليخرج سريعا من ذاك المكان مغلقا خلفه الباب تاركا شقيقته تكمل الاتصال بعيدا عنه.

 

**

يقف بنفس المكان بكل مرة أتى إلى هنا، ينظر إلى المياة بأمواجها المتلاطمه أمام عيناه كحاله بحيرة تنهد، لقد كان خائفا من رؤيتها بعد كل تلك السنين، نعم خائف وعلى الرغم من تلك الراحة بتأجيل المواجهه بينهما الا ان خيبة، حزن لا يمكن نكرانهما خيمان عليه أيضا.

 

هرب عند سماع صوتها ليس نفورا او كرها، فقط حتى يستجمع شتات نفسه المبعثرة حتى يستطيع الوقوف أمام تلك المشاكسة و مجابهتها.

 

ابتسم وضحكه خفيفة تعرف طريقها كلما ذكرها بينه وبين حاله اتبعتها ضحكات خفيفة متتالية خرجت منه متذكرا إياها بصغرها بإحدى الزيارات وكانت هى بالمرحلة الابتدائية وهو بالاعدادية.

 

دخل إلى الحى وجدها تمسك بأحد الفتية تضربه بلا رحمه.

آسر: بس بس، الواد هيفطس فى ايدك

قمر: ده لازم يتربى.

آسر: عيب انتى بنت ماتمديش يدك على ولد اومال كريم بيعمل ايه؟ لو غلط فيكى حد او زعلك روحى لكريم يجيب حقك مش انتى؟

قمر: ما هو كريم مش موجود وده مينفعش اصبر عليه.

الولد ببكاء: معملتش حاجه؟

قمر بتهديد: هتكدب !

الولد: اخر مرة، انا عايز اروح لامى.

آسرللفتى وهو يمسكها من ملابسها من الخلف يجرها أمامه صاعدا بها لاعلى: أجرى ..

الطريقة التى ركض بها الفتى بخوف ونظراتها له وهى تهدده بيدها بعلامه الذ**بح جعلته يطلق ضحاته عليها هز رأسه بيأس متذكرا حديث خالته عندما اشتكى لها وقتها.

آسر: يا خالتى بقولك ضربت الواد.

خالته: اكيد هو الغلطان.

قمر بدموع: قالى يا منكوشه.

آسر: يعنى هو كان كدب؟ بذمتك بشعرك ده ال كل خصلة مخاصمة التانية.

خالته: النعمه بيبقى متسرح وزى الفل تنزل الشارع مافيش خمس دقايق الاقيه اتخشب كده ووقف زى ال مشت فيه كهربا.

قمر: ماما!

فادية: روحى اغسلى وشك وسرحى شعرك وأسمعى كلام بن خالتك ما تضربيش حد تانى.

نظر لها آسر بانتصار تلاشى وهى تكمل: الا إلى يزعلك ابطحيه وتعالى وانا منى لامه.

رقصت له حاجبيها ورحلت من أمامه.

آسر: ايه الكلام ده يا خالتى؟

فادية: فى ايه ياروح خالتك؟

آسر: انتى بتشجعيها على الغلط.

فادية: لا يا حبيبى انا بقولها ال يزعلها يعنى يضايقها يضربها.

آسر: يا خالتى دى بنت بنت مينفعش، اومال كريم بيعمل ايه؟

فادية: ماهو علشان بنت، وبنت يتيمه مش عايزة حد يستوطى حيطتها عايزاها تعرف تجيب حقها يا بنى واخوها مش هيبقى موجود معاها طول الوقت.

آسر وهو يقولها صريحه: يا خالتى الواد أطول منها ، ده لو كان أداها بالقلم كان نومها فى الأرض ؟ انا مش عارف قدرت عليه ازاى دى؟

قمر من خلفة وهى تجلس جوار والدتها : ضفريلى يا ماما.

ونظرت له : ابدا اول حاجه ضربته فى ركبته على خوانه، نزل عليها وبعدين بأيدى بسرعه على ظهره وراسه وفين يوجعك ما ادتلهوش فرصة يفرر.

آسر لخالته: ايه رايك بقا؟ افترضى اتشاكلت مع حد تانى ومقدرتش عليه؟ او كانوا اكتر من واحد هتتبهدل يا خالتى

قمر: يعنى انت عايز ايه دلوقت؟

آسر: انتى بنت لا تلعبي مع اولاد ولا ليكى دعوة بيهم واى حد يضايقك انا وكريم موجودين ولو حكمت معاكى اوى يبقى الضرب على الهادئ مش ال يأذى ويكون فى ناس حواليكى على الاقل نضمن حد يحجز.

الخالة: اسمعى كلام آسر يا قمر.

قمر: ناظرة له تهز رأسها بهدوء.

اقترب منها مبتسما: شوفى اهو انتى دلوقتى بقيتى فعلا قمر : هادية و جميلة حافظى على شكلك كده ، اتفقنا؟

قمر: اتفقنا.

آسر يمد يده لها: طب يالا بينا.

قمر: يالا.

الخالة: على فين؟

آسر: هرجع الشط لماما، انا كنت جاى اخدها لما مجتش مع كريم!

تنهد بحنين ينظر حوله لذاك المكان ، كلما اتى وجد به شئ جديد تغير، تغير به الكثير ولكن تلك الذكريات، لعبهم ضحكاتهم مشاكستهم لبعضهم البعض هو هى كريم ليلى لا زلل صداها يتردد بالهواء من حوله.١

 

ضرب كف بالاخر متذكرا تلك الفتاة وهى بمرحلتها الاعدادية عندما اتى للإجازة وقد فؤجى بها ترتدى ملابس واسعه وللغاية تتعرقل بخطواتها وهى تسير، كذلك خجلها المبالغ فيه أمامه كان لا يصدق أنها تخجل منه هو حتى أخبرته والدته بهذا عندما سالها لما .

_ البنت كبرت مابقتش قمر الصغيرة، هتاخد وقت عقبال ما تتعود وبعدها هى بنفسها هترجع تكلمك عادى .

آسر بعدك فهم: تتعود على ايه مش فاهم.

الام بنفاذ صبر: بقولك ايه مش فيقالك سيبك من قمر الزيارة دى وركز مع كريم .

لم تعجبه الاجابة ولم يفعل ما أخبرته به والدته ففى البداية : كان يشاكسها يستفزها يدعوها للتنزة معه هنا كعادتهم كلما أتى ولكنها لا تستجيب فقط بغرفتها تغلق عليها الباب ولا تخرج وعلى الرغم من سعادته بارتداء ها الحجاب الا ان تصرفاتها المستفئزة له وبشده جعلته يسخر منها.

_ايوه كده يا شيخه لمى الكارته ال محسوبه عليكى شعر دى.

تفاجأ بتلك اللمعه بعينيها تهدد بهطول دموعها، جعلته يندم على ما تفوه به ولكن لحظه منذ متى وهى حساسه وللغايه هكذا؟

لم يستمر شعوره هذا طويلا ،عندما اشهرت مخالبها بوجهه.

_الكارته اسمه غجرى ومشاهير وناس كتير بتدفع فلوس قد كده علشان بس يعملوا شعرهم زيه، صحيح الجهل خيبه، ابقى تابع يابن خالتى.

آسر بضحكه صغيرة : ايوه كده يا شيخه حمدالله على السلامه، كده انا ارجع وانا مطمئن عليكى.

صعد للسيارة مبتسم وقد نال ما اراد لم يكن يرغب بالرحيل وهى هكذا؟ اراد دائما أن يراها على تلك الهيئة ” قطه بريئه” فذاك يليق بها اكثر من كونها فتاة خجولة بالنسبة له.

عقد حاحبيه عند تلم النقطه يلتفت لوالدته.

_ماما.

الام: نعم .

_من فضلك لما نجى تانى زيارة لخالتى بلاش نقعد معاها فى الشقه.

الام: اومال نقعد فين؟

_نأجر او ناخد الشقة ال جنبها نقعد فيها.

_خالتك بتأجرها، بعدين ليه اللفه دى؟

_علشان منحرجش حد ولا نضيق عليه واهو شفتى بنفسك قمر شبه مقعدتش معانا خالص وطول الوقت كان فى اوضتها قافلة على نفسها.

 

الام: خلاص هبقى اشوف انا الموضوع ده مع خالتك.

 

عاد من تلك الذكرى بابتسامه يملؤها الحنين لتلك الأيام .

تنهد بثقل يتذكر الزيارة التى احدثت الشرخ بينه وبين القمر.

التحق بالجامعه وهى بالمرحلة الثانوية وأتى بالاجازة مع أهله واستقر بالشقة المجاورة كعادتهم بالفترة الأخيرة بناء على طلبه وقد ارتاح كثيرا هو وأسرته لذاك الوضع.

 

كان يهبط الدرج سريعا متوجها للخارج حتى اوقفه صوت رقيق.

_بسبس.

وقف بمكانه عاقد لحاجبيه ينفض رأسه وقد بدأ له انه يتوهم، هم بالتحرك، ليوقفه الصوت مرة أخرى.

_بسبس.

نظر حوله بعينيه متمتما: وده ليا انا ولا للقطه ال مش شايفاها.

_لا انت.

رفع عينيه لأعلى حيث مصدر الصوت لتتشق ابتسامه علىى وجهه وهو يرى تلك الفتاة أعلى الدرج بوجهها المستدير ناصع البياض وعيناها الخضراء الامعه.

لينطق بدون وعى: يا سعدى.

هبطت بدلال مفرط تقترب منه : مش انت قريب كريم وقمر.

_ايوه انا بشحمى ولحمى.

_انا بشوفك على طول بس مكنش بتيجى فرصة اتعرف عليك.

_من حظى الهباب.

ريم بتنهيده: اصلك دايما مع الجماعه .

_فقرى هنقول ايه؟!

_حاولت دايما ألفت نظرك بس انت مكنتش مركز.

_ماليش حق.

_قمر لاصقالك على طول.

_عافية واقتدار.

_ولما شفتك نازل لوحدك قولت فرصه نتعرف.

_احلى فرصة.

_انا ريم.

_وانا آسر.

ريم بصوت رقيق: سورى هو انا اخرتك عن حاجه ؟

_ها، لا ابدا ده انا كنت رايح ….

قطع حديثه يغمض عينيه لاعنا مفرقة الجماعات وهادمة اللذات.

_انت لسه واقف عندك يا آسر؟

هبطت بسرعه متعمده الاصطدام بتلك الواقفة توليها ظهرها لتترنح الأخرى بوقفتها ،أوشكت على السقوط حتى امسك بها آسر معتذرا: معلش بلدوزر معدى.

قمر وهى تسحب يده وتتباطا هى ذراعه بحركه لا اراديه كانت قد توقفت عن فعلها منذ سنوات.

_مش يالا كفاية رغى ، هنتأخر على الجماعه.

_آسر ناظرا لتلك الريم باعين تكاد ترفرف منها القلوب ولا يعير الأخرى اى انتباه: هستاذن امشى الجماعه مستنين على الشط ومش عايز اتاخر على حلة المحشى بصراحه.

ريم بتفأجا مصطنع : بجد رايحين؟!! معقول الصدفه دى؟ انا كمان رايحه.

آسر: بابتسامه واسعه برزت بها أسنانه: اتفضل معانا طالما السكة واحده.

ريم هابطه امامه: اوك مفيش مشكله..

وقفت أمام قمر مكملة بغمزة: غير كده نفس طنط فادية فى الأكل لا يعلى عليه.

اكملت هبوطها ليصفق آسر بيده: هى متيسرة ولا ايه؟

قمر وهى تضربه بمعدته بكوع ذراعها، هابطه بغضب: ده انت ال حالتك متعسرة.

آسر ممكسا بمعدته: يابنت انتى موردش عليكى ريم قبل كده.

قمر: لا و أنجز.

آسر متألما: فى ظهرك يا وحش.

ريم من الاسفل: آسر يالا بقا.

آسر قافزا على الدرج بسرعه جعلت اعينها تتسع بشده وهو يتخطاها للخارج راكضا: انا اهو.

 

كانت ريم ملاصقه له وهو يجاريها ويلاحقها دون أن يعير لنظرات والدته الساخطه ولا حديثها المبطن اى اهتمام، كان اهتمامه فقط منكب على تلك الفينوس الماكرة وهى. ترسل بين نظراتها إعجاب صريح به وهو شاب بمقتبل عمره رأقه الأمر كثيرا وارضى غروره.

 

انفصلت ريم عن المجموعه بضع خطوات لتلفت إليه بنظرة طويلة صامته ورحلت من امامه ، بسمه صغيرة على شفتيه وقد وصل له مغزاها” الحق بى”

 

التفت حوله حتى يتأكد ان لا أحد يتابعه ورحل خلفها، ليجدها تجلس على الرمال برقه تلائمها كثيرا، ليجلس إلى جوارها لتبتسم هى عليه تنظر إلى المياة.

_جيت!

_ وانا اقدر اتأخر.

ضحكت بدلال عليه ليتابع هو: لا بالهداوة كده انا مش متعود على كده.

_اومال متعود علي ايه؟

كاد يجيب ليوقفه صوت من الخلف.

_حابين نعرف ايه ال متعود عليه يا سى آسر.

آسر من بين أسنانه واقفا من مكانه هامساولكن همسه وصل لها: على الغضنفر.

اجلى صوته يجز على نواجزه: ايه ال جابك يا قمر؟

قمر بسخريه: قولت اجى اشوفك بتعمل ايه بعد ما اتسحبت زى الحرمية من وسطنا.

اكملت وهى تشير بتقليل على من تجواره : وياريت على حاجه تستاهل.

رفعت لها ريم حاجبها بغيظ، لتنكمش ملامح وجهها بحزن مصطنع ناظره له: آسر هى تقصدني انا بالكلام ده؟

أمام طريقتها تلك ابتلع ريقه بصعوبه: لا طبعا.

قمر بعناد: لا اقصد.

ريم بأعصاب باردة اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه: علشان آسر مش هرد عليكى.

قمر متدخله بالمنتصف بينهما: لا ولكى عين يا بجاحتك.

آسر بحده: قمر.

ريم: معلش يا آسر هى كده من صغرنا وفى سنه غيرة منها ناحيتى مع انى بحبها.

قمر: غيرة ! ومن مين منك انتى؟

يابت ده انتى ولاد المنطقة مسمينك:ريم على ما تفرج.

شهقت بعنف اتسعت اعينها بغضب لتضحك بتهكم: يعنى هستنى ايه من وحده همجيه مسترجلة زيك؟

قمر: بقا انا همجيه! طب تعالى بقا..

لم تمهلها فرصة للتصرف وهى تمسك بخصلات شعرها بين يديها، لتحاول الأخرى تخليص نفسها منها وهى تحرك يديها بشكل عشوائي وكذلك بضع ركلات بقدمها وكلا منهما تكيل للأخرى وتتغزل باجمل الصفات.

قمر: بقى أنا مسترجلة يا عقب البنات يالا ماشية تتطلطعى على كل واحد شوية.

ريم: سودا وكودا ومولعه منى علشان نفسك تبقى زي ومش عارفة.

علت اصواتهم والتفت باتجاهمم الأعين واقترب مجموعه من الشباب ينظرون لما يحدث بفضول وهو يقف بالمنتصف يحاول فض الاشتباك ياخذ اكبر قدر من الضربات العشوائية المتبادلة بينهما، وصل له همسهم لتنتفخ عروقه من الغضب.

_”شايفين البخت اتنين بيتخانقوا على واحد ال ما فى نسناسه عبرتنا حتى”

ليعلو صوته : ال ما تلزمكش ارميهالنا، ال يوقع منك زكاة عنك.

اخر: يسهلووو يابا.

اخر” لا وجايب النوعين شكولاته بيضا شوكولاته سمرا”

أعلى صوته: طب خاف على نفسك من السكر حتى!

ثالث” تفتكروا مين ال هتكسب”

الاول: لو على الجمال الاتنين شداد يعنى عندك البيضا عود فرنسى والسمرا منتج محلى ولو على الصحه فالسمرا تكتسب بصراحه.

اعلا صوته من جديد وضحك على تعليقه من حوله: ودى بتتعامل معاها ازاى ده؟ يكون فى عونك، يباركلك فى صحتك.

هنا وطفح الكيل بقوه امسك بها من ذراعها يبعدها عن الفتاة الأخرى، تحت مقاومتها للافلات منه والعودة لتلك التى تناظرها بشماته وهو يحدثها بأن تتوقف.

كفاية، بقولك كفاية يا قمر.

_لم تستمع له من الأساس ليمسكها بقوه صارخا بها: انتى ايه؟ ما بتفهميش بقولك كفاية خلاص بطلى قلة أدبك دى؟

توقفت عن الحركة وهى تناظره بصدمه تشير على نفسها: قلة ادبى.

آسر متابعا:

_عاجبك كده لميتى الناس وفرجتيهم عليكى .

قمر: انا ولا هى.

ريم ببكاء وصوت ضعيف: انا، انا عملتلك ايه؟ جيت جنبك؟! قربتلك؟!

انا كنت قاعدة فى حالى وانتى ال جيتى تجرى شكلى ومااستكفتيش بكده ضربتينى وعملتيلى فضيحه كمان، ايه مولعه منى اوى كده ليه؟ غيرانه منى قلدينى يا ستى.

قمر تهم بالتحرك نحوها فتحت فاهها للرد عليها كما يجب: انا يا …

صمتت عقب تكميمه لفاهها بكف يده: افهمى، كفاية امشى من هنا دلوقت ارجعى يا قمر هى مغلطتش.

التمعت عيناها بالدموع تهدد بالهطول ، لتحيد بنظرها عنه لتلك التى وقفت جواره تربط على ذراعه تزيح دموعها: كفاية يا آسر تلاقى ايدها بتوجعها دلوقت، انا مش هاخد موقف منها علشان خاطرك انت بس.

اغمض عينيه يحاول تمالك أعصابه لتتراخى يده عن ذراعها ورفع الأخرى ببطء عن فاهها وهو يلتفت باتجاه تلك الريم محاولا الاعتذار منها ، لتصدر عنه صرخه موجوعه التفت لقمر من جديد وهو يراها تعض على يديه بقوة وغضب حتى سأل الدم من منها.

ريم: يا مجنونه سبيه عورتيه.

آسر: بس كفاية جنان ابعدى.

قالها وهو يزيحها عنه.

شهقت بعنف والدموع تتساقط من عينيها وقد انتبهت لحالها وهى تنظر ليده التى يمسك بها بألم وبطعم دماءه بفمها وتلك الهمهات حولها.

_لا يعم الله الغنى، دى بتأكل بنى أدمين.

نظرت لهم بغضب، ليعلق أخر..

_انتى هتتحولى ولا ايه.

صوته العالى جعلها تنتفض بوقفتها: من الصبح بقولك امشى امشى ما بتفهميش، غورى من وشى.

نظرت له وتلك الواقفة إلى جواره تنتظرها بشماته:لتر حل من أمامهم وهى راكضة.

احد الفتية معلقاوهو يهز رأسه بعدم رضا: كده تجرح احساسها على العموم خليك انت فى الوايت وانا هروح اصالح البراون!

ختمها بابتسامه سمجه واتجه باثرها.

خطى خطوة والثانية وقبل ان يخطو الثالثة وجد أحدهم يمسكه من الخلف يوقفه، التفت له ليبتسم بسخريه بعدما عرف هويته.

_انت قد المسكه دى؟ ده البت لسه معلمه عليك وقتى!

ضرب على يده الممسكة به متابعا : ايدك لتوحشك ، عايز الحق الشيك….

لكمه اوقفته عن المتابعه ليردها الاخر بغيظ معلقا:

انتى جاى تعمل عليا راجل…

ليشتبكا معا الاثنين، أخذت ريم تصرخ بصوت عالى راكضه نحو تجمع عائلته بعدما اشتركا الاثنين الآخرين فى الشجار ليذهب كريم مسرعا ومعه بعض الأصدقاء للتخليص بينهم.

 

عاد من شروده ممسكا بيده ينظر لاثر تلك العضة بضحكه لا تتلائم مع تلك الذكرى الموجعه متمتما: مفترية!

أعاد يده إلى جيب بنطاله شاردا من جديد بعدما عادوا لمنزل خالته يريدون معرفة سبب الشجار وهل ما قالته ريم حقيقى وان قمر هى اساس المشكلة وما سبب تلك الدماء بيده.

 

آسر: ريم مين دى بس ال هتصدقوها؟ قمر مالهاش دعوة، دول شويه صيع كانوا واقفين بيعاكسوا البنات وانا معاهم فمستحملتش اما الجرح ده فأنا وبضرب..

الام مصححه: وانت بتنضرب يا قلب امك شكلك ما يجيش شكل واحد بيضرب بالخرشمه دى.

آسر: واجبك وصل، وانا بنضرب وقعت على حديدة مسننه فى الأرض مش عارف مين ال جايبها وعورت ايدى.

 

وعن اذنكم انا هروح انام تعبان وعايز ارتاح.

الام: سنده يا كريم الواد عظمه اتكسر

آسر: اللاه بقا ياماما، خليك يا سى كريم متجيش.

اكمل داخله.

” مش نقصاك لا انت ولا اختك”

خرج وهو يعرج قليلا، وقبل دلوفه من باب الشقة الأخرى اوقفه صوتها.

قمر : آسر.

لم يلتفت لها لتكمل : انا اسفة.

التفت لها فجاءة يتحدث بهمس غاضب: اسفه على ايه فهمينى؟ على تقليلك منى وعدم احترامك ليا؟ ولا على عدم سماعك الكلام ولا على الهمجية إلى كنت فيها وعملتى بسببها فضيحه ولا الشباب ال فضلوا يبصوا ويقارنوا ويتغزلوا ويسمعوكم كلام زى الزفت وانا واقف ما بينكم ماليش لازمه بعد ما طالنى كلامهم انا كمان ولا على ال سمعته من الو** وانا وهو ماسكين فى بعض بعد ما قال فيا وفيكى ما فى الخمر.

قمر: انا محستش بنفسى ، انا لما شفتها مفكرتش ومكنتش عايزة الأمور توصل لكده.

وبعدين ما انت كمان غلطت فيا وهزقتنى قدامها.

آسر: هى دى المشكلة مش بتفكرى يا قمر، بصى انا تعبت وانا بقولك أعقلى أهدى وفى الاخر قليتى منى وسط الناس وبعد ده كله مغلطانى برضه وكل ال هامك انى هزقتك قدام. ريم!

قوليلى مين ال وصل الامور لكده؟ ما هو انتى

وبعدين مين دى ال تخليكى تعملى كل ده ومتتحكميش فى نفسك ولا اعصابك، دى ولا حاجه دى من ابو بلاش كده

قمر: ولما هى كده رايح جاى معاها ليه؟

_يا ستى انا حر.

_لا انت صايع.

_مافيش فايدة طول ما انتى على طريقتك دى من الاحسن كل واحد خليه فى حاله واليومين ال هنقضيهم هنا من الأفضل اننا مانتقابلش علشان ما نزعلش من بعد اكتر من كده وامهاتنا يخسروا بعض بسببنا، عن أذنك.

 

عام كامل لا يتواصل معها، رغم محاولاتها العديدة، شعر أفراد العائلتين بوجود خطبٍ ما ولكن لم يعلم احد السبب.

علم بظهور نتيجتها ونجاحها اتصل على هاتفها حتى يهنئها مكتفيا بتلك الفترة من العقاب بعدما علم من أخته أنها انعزلت تلك السنه وانكبت على دروسها حتى والدته كانت تتحدث بأن فادية سعيدة بهدوء ابنتها وتعقلها بالفترة الأخيرة.

كما أنه اشتاق لصديقته المشاكسه وبشده ففى زيارة ذاك العام لم يذهب مع عائلته للاسكندرية وذهب مع رفاقه إلى شرم الشيخ كان يمكنه الاعتذار ولكنه اراد إيصال لها جديه حديثه حتى تتعظ ويبدو انه قد نجح فلما الخصام وبالأخص وهو يعلم بقراره نفسه انه أيضا مخطئ.

 

_هى البنت دى ايه حكايتها؟ كل لما ارن مغلق مع انها كلمت ماما واختى عادى من تليفونها وحتى لما اتصلت على خالتى ردت عليا وطلبت اكلمها وقالتلي أنها خرجت مع صحباتها يحتفلوا.

 

أغلق المكالمة يستشعر وجود شى ما خاطى من صوت خالته، مر من أمام غرفة شقيقته ليجدها تتحدث وتضحك بصوت عالى ما لفت انتباهه هو لفظها باسم قمر، دلف بروية للغرفة، نظرت له شقيقته همت بسؤاله ليوقفها باشارة من ايده بالتزام الصمت اخذ الهاتف ونظر للرقم أعطاه إياها من جديد وعاد لغرفته .

 

ذم شفتيه بضيق يتذكر عندما هاتف رقمها من رقم جديد ابتاعه حديثا يعطيه صوت الجرس مع تنبيه بأن الرقم قيد الانتظاروعندما هاتفها من الرقم القديم مغلق، ورقمها هو هو نفس الرقم مع شقيقته، بغضب ولج إلى صفحة التواصل الاجتماعى الخاصة بها بعدما فك الحظر عنها ليجدها غير موجوده.

 

نظر للأمام شاردا بأن ابنه خالته تردها له.

 

 

 

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى