رواية بنات ورد الفصل التاسع 9 بقلم رشا عبدالعزيز
رواية بنات ورد الفصل التاسع 9 بقلم رشا عبدالعزيز
البارت التاسع
❣️بنات ورد❣️ 9
أنفاسهما تتعالى ونظرات عتاب تبادلها احداهما للأخرى وهدى تقف تائهة لاتعلم تقف مع من فالاثنان على حق
في نظرها
-يعني تقصدي ايه يا شمس؟
-اقصد ان فلوسه بالنسبالي ولا تسوى لكن لو حضرتك شايفاها مهمة يبقى انسيني
بهتت ملامحها وارتجف قلبها لتسألها مستفسرة
-يعني أي؟. (بقلم رشا عبد العزيز)
القت عليها بنظرت تحدي وقالت بصوت ثابت
-يعني كل واحد يتحمل نتيجة قرارته وخرجيني من حساباتك يابنت ورد
تحديها واجهه تحدى اكبر من ندى لتهتف بغضب
-انت بتلوميني كنت عاوزاني اعمل أي وانا شايفة امي بتموت
-كنت عملت أي حاجه كنا استلفنا من الغرب كانو احن علينا ولا مدينا ادينا للي مابيرحمش كنا عملنا أي حاجه ولاسكه بدران إذا كان مرحمش ابنه هيرحمك انت يابنت ورد
ذكرها لاسم والدتها زاد من خوفها فهي تعلم مدى كرهه لها لكن فكرة علي منحتها الطمئنينة لتعاود المحاولة مع شقيقتها
بأسلوب آخر لتزفر أنفاسها المثقلة وقالت
بهدوء عكس الفوضى التي تعتلي صدرها
-ياشمس ياحبيبتي احنا لينا عنده فلوس انت ناسية ورث بابا…
وقبل ان تكمله جملتها قاطعتها بحده
-طظ فى ورث بدران الله الغني عنه وعن فلوسه ما احنا عشنا سنين من غير فلوسه ليه دلوقت. (بقلم رشا عبد العزيز)
-أحنا هنضحك على بعض ياشمس ما انت عارفه احنا عشنا إزاي
-بس احنا وضعنا دلوقت اختلف احنا كلنا بنشتغل ياندى
-وانت فاكره ان بدران هيسكت عن دينه
اقتربت شمس منها تحاول إقناعها
-ندى أحنا نحاول نسدد أي مبلغ ونطلب منه يمدد المدة علي او طارق ممكن يضغطوا عليه
حركت عينها يمينًا ويسارًا لحظات اخذتها تفكر لكن عادت كلمات علي تسطو على تفكيرها هذا حقهم إذا لماذا
الخوف
نظرت لها تصطنع القوة وقالت :
-دا حقنا ياشمس سنين عمرنا الي ضاعت في الفقر وهمه متنعمين فى خير ابويا وتعبه احنا أحق دلوقت
ظلت تحدق بها بدهشة وكأن من امامها شخص غريب عنها هذه ليست ندى شقيقتها
-ندى انت بتتكلمي بجد أنا حاسة اني قدام واحدة تانية غير ندى اختي الي ربتني
لتبسم ندى بسخرية تجيبها
-أيديكي قلتيها الي ربتني
لترفع كف يدها تضرب صدرها وتتحدث بقهر
-أنا اللي شفت مع امي الي شافته أنا اللي سهرت ليالي أخيط معاها أنا الي رحت المدرسة بهدوم مرقعة أنا الي عشت الكلية بلبس واحد أنا اللي كنت بشتغل ونسيت يعني أي بنت في الجامعة لازم تهتم بنفسها أنا اللي كنت بشوف نظرة الشفقة بعيون الناس وهما بيساعدوا امي ، أنا يا شمس
لتصمت تلتقط أنفاسها المتسارعة وعينها لاتزال معلقة بها لتكمل وسط دهشة الاثنين مما تكتمه شقيقتهم
-يبقى يا شمس احنا احق أننا نتعوض عن اللي شفناه
رغم تأثرها بكلماتها وانهيارها لكنها أجابتها بإصرار وهدوء
-يبقى خليني خارج حساباتك مع جدك
-بس هو عاوزنا احنا التلاتة
قالتها هدى بعفوية غافلة عن نيران الغضب المتاججة داخلها لتصرخ
-يعني انتو مصرين تروحوا خلاص روحوا وقولوله ينسى ان عنده بنت ابن اسمها شمس أنا شمس بنت ورد وياريت اقدر امسح اسمه من اسمي
لتتحرك بخطى سريعة وهي تتمتم
-بكرة تندموا. (بقلم رشا عبد العزيز)
نظرت هدى نحو ندى بأسف واقتربت منها تربت على كتفها تواسيها
-ماتزعليش منها هي خايفة علينا بيني وبينك أنا كمان خايفة ربنا يستر
ودت ندى ان تخبرها انها هي أيضًا خائفة لكنها اكتفت بالطبطبة على يدها
********************************
اجتمع الثلاثة في انتظار جدهم ، أحدهم ينظر للآخر في حيرة ترى لماذا جمعهم ماذا يريد منهم نظر علي لفارس ثم رفع حاجبه يحرك نظره نحو طارق ويشير له ان يسأله عن سبب وجودهم أماء فارس له بالموافقة
-طارق هو جدو عاوز مننا أيه ؟
التفت له طارق بوجه جامد وقال بتعجب
-وانا أيش عرفني أنا زي زيكم.
نظر له علي نظرة جانبية وقال:
-طروقة عليا أنا يا دكتور دا انت بير اسرار جدو اشمعنا المرة دي
-ليجيبه بانزعاج ارتسم على قسمات وجهه
-عشان أنا مش عارف ياعلي
ثم وزع نظره بينهم ليقول بسخرية
-وبعدين انتوا مستعجلين تعرفوا ليه شويه وجدو يوصل ونفهم منه هو عاوزنا ليه
ليسمعوا صوت عكازه تتقدم نحوهم ليهب الثلاثة لإستقباله واحد تلو الآخر يقبلون يده ورأسه
جلس أمامهم ينظر إلى عيونهم المتسلطة عليه ليسألهم
-أزيكم ياولاد
-الحمد الله يا باشا
قالها فارس مشاكسًا جده الذي ابتسم له وعاد يرسم الجدية وهو يقول:
-أنا جمعتكم النهاردة يا ولاد عشان عاوزكم فى موضوع مهم
تأهبت حواسهم يستمعون له بترقب ليكمل
-انتو عارفين بنات عمكم بعد ما امهم ماتت بقوا لوحدهم ومن غير سند عشان كده أنا
عاوزكم تكونوا انتو سندهم
صمت ليرى عين طارق التي اتسعت فقد فهم مغزى كلام جده لكن ظل علي وفارس ينظروا له ببلاهة وعدم استيعاب
-يعني أيه يا جدو؟. (بقلم رشا عبد العزيز)
سؤال طرحه علي الذي كان يتبادل نظرات الدهشة مع فارس ليكمل بدران مفسرًا
-يعني أنا عاوزكم تتجوزوا بنات عمكم عشان تحافظوا عليهم وكمان عشان نلم شمل العيلة ونطمن ان الورث ميطلعش لحد غريب
هناك من أبهجه الخبر وهناك من صعقه فلقد الجم قراره لسان طارق وكل مايفكر فيه لماذا الآن ، الآن ورد ماتت
أي غريمته قد رحلت ام بسبب الإرث لماذا ينساهم طيلة السنين الماضية ويتذكرها الآن انتشله من تفكيره سؤال علي الذي ارتسمت على وجهه علامات الفرح
-طب ياجدي انت مختارحد محدد لكل بنت ولاهتسيب الاختيار لينا؟
لينظر له بدران بنظرة جانبية وسأله بخبث
-يعني انت موافق ؟
-ايوه ياجدي وارفض ليه؟
تنهد بارتياح وقال:
-كويس حيث كده انا اخترت ندى لطارق وشمس لعلي وفارس لهدى
تبخرت سعادته وتلاشت الابتسامه التي كانت تزين ثغره لتلتقي عينه بعين فارس الذي كان حاله أسوء منه والدهشة ترتسم على قسمات وجهه
عيني علي التي تستنجد به لن يرضى ان يكون سبب في تعاسة اقرب شخص له ولن يعيش مع شخص هو متاكد انه ملك لغيره استجمع قوته ثم نظر لجده الذي كان يحدق بهم ينتظر ردة فعلهم على اختياره الذي ظن انه
سيرضيهم ليفاجئه فارس وهو يقول :
-بس أنا عاوز أتجوز شمس بعد إذنك يا جدي شمس عجباني اوي وحاسس أننا شبه بعض
ضربات قلب علي التي تسارعت ونظراته المشتتة عقله يرفض مجرد الخيال انها تكون لغيره ظل ينظر لجده الذي بهتت ملامحه من طلب فارس وذلك الصمت المريب الذي أطبق على المكان نظرات فارس له تطمئنه
انه لن يوافق لكن صمت جده وكأن الكلمات هربت منه يطالع فارس فقط حتى كسر فارس الصمت عندما كرر سؤاله لجده
-قلت أيه يا جدي؟
تنهد بدران بارتباك لكنه يجب ان يفصح عن مخاوف
-بس يابني شمس دكتورة وانت…
توقف بدران عن استرساله خشية ان يجرح حفيده الغالي لكن فارس أكمل وهو يبتسم ابتسامه مجروحه
-وانا معنديش شهادة عارف ياجدي انت تقصد أي بس انت دايما بتقول ان الشهادة مش مقياس نجاح
والراجل مبيتعيبش وانا ناجح ياجدي يبقى ايه المشكلة ؟
ثم توقف واخفض عينه ثم رفعها بفخر يتمتم
-ولو شايفني قليل على حفيدتك ياباشا خلاص عادي أنا فارس الجوهري ألف من تتمناني
تشتت أفكاره ما بينه وبينها ماذا يخبره وهو من كان دوما يشجعه على نجاح تجارته ويلغي اهميه الشهاده
ام هي التي لايريد ان يكسرها اكثر ألا يكفيها الاجبار ليزيده بأن اختار لها من لا يوازي شهادتها
ربما هذه المرة الأولى التي يشعر فيها انه لايعلم ماذا يفعل كأنه في منتصف طريق بين صوت قلبه
وعقله قرر ان ينحي نفسه عن المسؤولية
-أنا ماقلتش كده يابني انت في عيني احسن حد في الدنيا لكن …أنا مش عارف ردها أي
-شمس مش هتوافق في كل الأحوال
قالها علي لأنه يعلم رفضها وربما كي يبعدها عن مرمى الاختيار نظر له بدران بريبة
-وانت عرفت ازاي؟
-ندى امبارح قالت انها رافضة أصلًا حتى انها تقابل حضرتك
عفوية علي في كلامه الذي غفل فيه عن عقلية جده التي زاد كلامه التحدي لديه وأشعل فتيل حرب بينه وبين حفيدته ليقول بغضب
-يبقى تيجي غصب عنها وتوافق على فارس كمان
نظر طارق نحوهم نظرات عتاب فقد اوصلوا جدهم إلى طريق اللاعودة وأصبح امام تحدي بينه وبينهم
طأطأ علي رأسه بعد أن احس بخطأ كلماته التي لم يدرك تأثيرها على جده
خرج كل منهم بذهن شارد كل منه يفكر في اتجاه مختلف ذهب طارق لغرفته وكل مايفكر فيه ليس
الزوجة المستقبلية فندى من غيرها لن تفرق معه لكن ما يشغل باله الخطوة بحد ذاتها فكرة الزواج لم تكن ضمن خططه فهو طبيب لايزال في مقتبل عمره وفي بداية طريقه كان يطمح ان يثبت وجوده في مجاله قبل ان يفكر في الزواج او أنشاء أسرة لكن جده وضعه في زاوية لا يستطيع الفرار منها هل يرفض ندى ويزيد جرحًا لجراحها وربما يورطها مع جده وقد يخسر هو جده أيضًا ان رفض وخسارة جده تعني خسارة عيادة وعده بها في افضل الأماكن زفر أنفاسه بحيرة لايملك سوى الانصياع لمطالبه ليلوح طيفها امامه ومشهد انهيارها
الذي ألمه ليغمغم
-خايف أكون الجرح الجديد ليك يا ندى
************************************
سار احدهما بجانب الآخر متجهين نحو الحديقه ليجلس احدهما مقابل الآخر يتبادلان النظرات
لايعلمان ماهي الكلمات التي ممكن ان تفي موقفهم هذا ليبادر علي
-أسف يافارس على الموقف الي اتحطيت فيه بسببي
رفع فارس حاجبه بستهزاء وقال:
-بسببك أي يابني هو انت فاكر اني ممكن أتجوز واحدة عينها من حد تاني وبتحبه ليه يلا فاكرني سوسن
نكس علي رأسه بأسف وقال:
-ماكنش نفسي اتجوزها بالطريقه دي
ربت فارس على كتفه وقال ساخر
-أحمد ربنا لو ماكنتش هتتجوزها بالطريقه دي عمرك ماكنت هتتجوز أصلا كنت قضيت حياتك زي عمك حسين
-تفتكر هتفرق معها الطريقه يافارس؟
-بصراحه ياعلي اعتقد هتفرق وجايز ترفض واحتمال تنت*حر. (بقلم رشا عبد العزيز)
ثم قهقه ضاحكًا وهو يرى علامات الانزعاج على وجه علي الذي قال ساخطاً
-تعرف الحق مش عليك الحق عليا أني بسال حد زيك
ثم رفع الوسادة خلفه وقذفها عليه لترتطم بجسد فارس المهتز من شدة الضحك ليتوقف يمسح دموعه ويقول:
-واعملك أي عمال تسألني اسئلة غريبة هو حد قلك اني هدى
-يووو يافارس بطل هزارك البايخ
ليقذف فارس الوسادة عليه مرة أخرى
-أنا مش بهزر الموقف غريب لكن هي اكيد هتتقمص بس بتحبك هتتقبل الوضع في الآخر
رغم انه ابتهج بعد كلام فارس الذي أراحه قليلا لكنه استطرد في شئ آخر يشغله
-حاسس بذنب ناحية شمس خايف جدو يأذيها
وعند ذكر اسمها لايعلم ماهي المشاعر التي انتابته للمرة الأولى يشعر انه ضئيل امام احد ربما هي فعلا تستحق شخص افضل منه لكن غروره الذي استيقظ نهره فماذا ينقصه هو والكثير من النساء يتمنين نظره منه
-فارس …فارس يابني روحت فين؟
نظر نحو علي ثم نهض مستقيما ينوي الرحيل
-مروحتش في مكان بس افتكرت اني اتاخرت الشلة بتستناني دلوقت
زفر أنفاسه بحده ليلومه قائلا:
-تاني الشله يافارس يابني انت مش بتحرم مابلاش جدك راضي عنك الأيام دي
-معلش يا على النهاردة بذات ما أقدرش لازم أشوفهم
ماذا يخبره أي يخبره انه يريد ان ينسى او ربما ينساها هي خاصة تلك الشرسة التي يبدو ان القدر يرسم لهم طريقًا معا ليرحل تاركًا علي وسط أحلامه الوردية وهو يتخيل زفافهم بل وتمادى اكثر وهو يتخيل أطفالهم وحياتهم معا
**********************************
وقفت امام باب تلك الفيلا مرة أخرى واليوم قلبها يخفق بخوف اكثر من المرة السابقة فاليوم عليها المواجهة
يجب ان تكون قوية نظرت نحو هدى التي كانت اكثر خوفا منها وتمسك بيدها كانها تستمد قوتها منها وربما العكس
وقفت امامه بعد ان سمحوا لها بالدخول وربما وجود طارق اليوم معه منحها القليل من الأمان أشار لها بالجلوس
لتجلس تترقب حديثه
-ازيك ياندى؟. (بقلم رشا عبد العزيز)
-الحمد الله
صمته بعد تحيتها زاد من توترها وكاد ان يضرب ثباتها المزعوم لتنظر نحو طارق الذي
أماء لها كأنه يدعمها لتعيد نظرها نحو جدها الذي قال بصوت بارد
-المدة خلصت يا ندى
-عارفة
اليوم صوتها ثابت يحمل نبرة تحدي فلم يعد هناك ماتخسره
-بس انت لسه ماسددتيش الفلوس الي عليك
-ومش ناوية أسدد أبقى اخصمه من حقنا في الورث
احتدت ملامحه بغضب ليصرخ في وجهها
-أنا لسه مامتش عشان تورثوني
صراخه أفزعها وكاد ان يزعزعها لكنها تمسكت بثباتها أمامه
-ندى مش قصدها كده ياجدو ندى بتفسرلك عدم إمكانيتها للدفع وبتطرح البديل
صوته الداعم لها عزز من قوتها المصطنعة لكن بدران لم يعجبه الأمر ليقول ساخرا
-بس شكلها محضرة نفسها كويس والمحامي بتاعك شاطر أهو
فهم الاثنان سخريته المبطنة ليكمل
-أنتِ نسيتي الشرط الجزائي؟
ارتبكت قليلًا ونظرت نحوه لتجده هذه المرة يهرب بعينه بعيدا ما اقلقها ليمد جدها لها بتلك الورقة
التقطتها منه وعادت تجلس بجانب هدى لتقرأ ما كتب فيها فتتسع عينها وهي تقرا شرطه بالزواج من أبناء عمومتها بل وحدد لها عريسها الآن علمت لماذا عينه تهرب منها نظرت نحو هدى التي كان حبيبها من نصيبها لكن الطريقة جرحتها هي ليست سلعة لتباع وتشترى لتفاجأ شقيقتها عندما قالت:
-بس احنا مش موافقين
نظرت ندى نحوها لتجد الإصرار الذي أعطاها
القوه لتقول:
-وان رفضنا هيحصل أي؟
-السجن طبعا
صاعقة ضربت الجميع حتى طارق الذي استنكر حديثه لكنه ضحك ضحكه استفزت الجميع وقال:
-مش أنا ياندى الي ادخل بنت ابني السجن لكن انت هتوافقي على شرطي أنا متاكد
-بس أنا…
لم يدعها تكمل لينهال عليها بمغرياته كانه يحاول تغيب عقلها
-زاوجكم قصاد الورث بتاعكم انتو والولاد يعني حياة متكاملة ليكم لكن بعد سنتين من دلوقت اضمن فيهم ان الزاوج تم والوضع استقر بينكم والأفضل لو كان فيه حفيد كمان يعني حياة متأمنة ليكي ولاخواتك
ثم نظر نحو طارق الذي تتخبط الأفكار في رأسه ليستطرد
-وأظن ولاد عمك معندهمش الي يعيبهم ياندى فكري
أغمضت عينها فلقد أصبحت كالتائه في غابته لاتعلم هل يحاول انقاذها ام افتراسها لم تجرأ على النظر باتجاه طارق لكنها نظرت بتجاه هدى التي لم يكن حالها مختلف عنها
نهضت تحاول المغادرة هي وشقيقتها حتى وصلت إلى الباب لتسمعه يقول:
-أختك فين يا ندى ؟
*********************************’
كانتا تجوبان الشوارع هائمتين لا تعلمان أين تذهبا لتسألها هدى
-هنقول لشمس أي؟
لتتنهد ندى وتنظر لها نظرات ضائعة
-مش عارفة ؟
-جدك اخترلها فارس دي لوعرفت هتتجنن
وبسخريه إجابتها
-دا لو اعترفت بجدك أصلا
أمسكت هدى ذراعها توقفها وتسألها
-انت هتوافقي على عرض جدك ياندى؟
لم تعلم بماذا تجيبها هل ستوافق ام لا عقلها يقودها نحو الموافقة فهذا حقهم وقلبها يسوقها نحو الرفض
فهذا بدران الذي كان سبب تعاستهم
********************************
دخل محلات والده كعاصفه هوجاء أخافت حسن ليسأله
-مالك يا محسن فيه أي؟
ليلهث أنفاسه ويسأل بغضب
-أبوك فين؟
-جوه
اندفع نحو مكتبه يتبعه حسن بقلق ليهتف بغضب
-انت هتخلي ولادي يتجوزوا بنات ورد؟
ليسأله بدران ببرود
-مين الي قلك؟
-طارق…يعني الكلام حقيقي؟
-ايوه. (بقلم رشا عبد العزيز)
ازعجه بروده ليقول بسخط
-عاوز ولادي يتجوزوا بنات ورد!!
-اقعد يا محسن
ليجلس بجسد أشعله الغضب وملئه الحقد
-اسمع يامحسن ورد ماتت خلاص ودول دلوقت بنات اخوك
دا أولًا ثانيا انت ناسي ان اخوك متسجل باسمه حاجات كتير انت ناسي الأراضي الي متسجله باسمه عشان الضرايب
حرك عينه بتفكير يحاول التذكر وتطلع لحسن الذي تعجب من كلام والده فوالده قد نقل ملكية كل شي له بموجب وكالة من حسين اجبره على توقيعها بنفسه إذا لماذا يكذب على محسن
-مهو انت السبب ياحج ياما قلتلك خليه يتنازل
-مكنتش عارف انه هيموت بسرعة
رددها بدران بتأثر وحسرة ثم نظر لولده وقال بحدة
-محسن بنات اخوك احسن بنات دا كفايه ان دكتورة هتتجوز ابنك الي معندوش شهادة
لمعت عين محسن بخبث
فبعد كل شيء ستكون صاحبة اعلى شهادة من نصيب ابنه الفاشل
**********************************
عاد من العمل منهك وجلس على السرير يخلع عنه حذائه لتندفع نحوه بغضب وهي تصرخ بانفعال
-صح الكلام الي بيقوله أبوك عاوز يجوز ابني الوحيد لبنت بياعة الفول ؟
امتعضت ملامحه وهب يصرخ بوجهها
-حاسبي على كلامك ياصفاء دي بنت اخويا
-بس دا ابني الوحيد وهي بياعه ورد طب كان يختارله الدكتورو على الأقل
-صفاء دا قرار ابويا ومش هناقشه فيه
-ودعاء بنت اختي
زفر حسن أنفاسه بملل وقال:
-مالها دعاء؟
-مالها أي ياحسن دا احنا متفقين من وهما صغيرين ان دعاء لعلي
تحرك بلا مبالاة وبدأ يفك أزرار قميصه وأردف
-دي مشكلتك ياصفاء محدش طلب منك
تتكلمي الكلام دا والولد صغير عشمتي نفسك وأختك وجايز بنتها بحاجة مش في ايدينا دا نصيب هتعترضي
اقتربت منه تحمل ملابسه النظيفه وتقترب منه تتلمس صدره وذراعه بدلال وهي تقول:
-أنت متقدرش تأثر على والدك ياحبيبي؟
أزاح ذراعها والتقط منها الملابس بقوهة
-أنا مش هخسر ابويا عشان وعودك ياهانم
ثم انحنى يهمس في أذنها
-هو انت عاوزاه يعمل فيا زي ماعمل في حسين. (بقلم رشا عبد العزيز)
بهتت ملامحها وهي تتخيل حرمانهم من كل شيء وان يعيشون منبوذين مثل حسين
********************************
عادت شمس من المستشفى بتعب تتحرك نحو الباب بثقل أدارت المفتاح ودخلت ليشل جسدها وتتجمد بوجه شاحب من هول الصدمه وهي تجده يجلس امامها لتردد اسمه بدهشة
-بدران !!!!!
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية بنات ورد)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)