روايات

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل السابع 7 بقلم شاهيناز محمد

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل السابع 7 بقلم شاهيناز محمد

 

البارت السابع

 

أحياناً يجب عليك وضع ما تريده أمام عينيك حتى تعلم بما يفكر و ما القرار الذي يجب أن تتخذه تجاهه ويكون مناسباً، ولكنك ربما تكتشف أن الشخص الذي أمامك لم يكن أبدا مثلما اعتقدت، بل ربما يكون لديه فكر خاص به لا يُظهره لأحد، لذا يجب ألا تفرض افكارك على من أمامك، لأنك حينها ستواجه بـ رد فعل غير سار

وقف ” عاصم ” بتردد أمام باب غرفة عمه، وجمع شجاعته وهو يطرق ثم دلف للداخل بعدما آذن له ” عثمان ” الذي خلع نظارة القراءة الخاصه به وهو يضعها على مكتبه ناظراً ل ” عاصم ” متسائلاً بهدوء :

_ خير يا ” عاصم ” ؟

جلس ” عاصم” على كرسيه أمام ” عثمان ” ثم تنحنح وهو يتحدث مباشرةً:

_ كنت جاي اتكلم معاك في موضوع يا عمي.

اومئ ” عثمان” وهو ينظر له بينما يضيق عيناه، تحرك ” عاصم ” بجلسته بتوتر، لقد كان عمه دائماً ينبعث منه طاقة تخبرك أنه يعلم كل شئ، يعلم حتى حديثك التالي الذي سيخرج من فمك، لذا بلا مراوغة أردف وهو يبادله النظرات :

_ أنا عاوز اتجوز ” يارا ”

اراح ” عثمان” جسده على كرسيه وهو لازال يطالعه بنفس النظرات الضيقة، وبعد صمت دقيقة أخيراً أجابه قائلاً :

_ ” يارا ” كبيرها ” زيدان ” أخوها، اتكلمت معاه الأول ؟.

_ لا متكلمتش، حضرتك كبيرنا كلنا فاكنت يعني بقول إنك لو وافقت هنقدر سوا نتكلم مع ” زيدان “، انت عارف هو حمائي إزاي تجاه ” يارا ” ومش عارف هيقابل عرضي بأنهي رد.

اومئ ” عثمان ” برأسه وتوقف دقيقة ليفكر، ثم فجأة نهض على قدميه و هو يجلب هاتفه من المنضده التي بجانب سريره تحت أنظار ” عاصم ” المتعجبة، ثم راقبه وهو يطلب رقم ما ورفع الهاتف على أذنه وتحدث بعد دقيقة صمت :

_ تعاليلي على اوضتي يا ” يارا “.

تململ ” عاصم ” وتحدث بتوتر :

_ طلبتها ليه دلوقتي ؟

_ عشان نعرفو رأيها قبل ما نعمل شوشرة في البيت، الرأي الأخير لا رأيي ولا رأي ” زيدان ” يا ” عاصم “، يمكن لو فكرت تسألها هي الاول كان أحسن
2

_ ماهي اكيد هتوافق يا عمي، هي هترفضني ليه ؟.

رفع ” عثمان ” حاجبه وهو ينظر ل ” عاصم “، عندما آتاهم طرق على الباب نهض ” عثمان ” وهو يتجه ناحيته رادفاً :

_ ثقتك الزايدة ديي هتكون مشكلة بالنسبالك يا ” عاصم ”

ثم فتح الباب ل ” يارا ” التي رفعت حاجبيها بدهشة عندما رأت ” عاصم ” جالساً، ألقى عليها إحدى ابتساماته الاكثر سحراً وهو يتوقع منها أن تكن أكثر من سعيدة عندما تسمع عرضه، فـ بالنهاية لن تجد من هو افضل منه لتتزوجه، اجلسها ” عثمان ” على الكرسي المقابل لـ ” عاصم ” ثم عاد لكرسيه، وبعد أن وزعت انظارها المتعجبة بالتساوي عليهم دخل ” عثمان ” بالموضوع بسرعة قائلاً دون مراوغة :

_ من غير كلمة أكده أو أكده يا ” يارا “، ” عاصم ” ولد عملك طالب يدك للجواز، إيه رأيك ؟.

رأى ” عاصم” كيف غمر اللون وجهها وهي تلقيه بنظرات متفاجئة ولكنه رأى كيف التمعت عيناها بفرح، ثم ضحكت بتوتر وهي تردف :

_ هزار دة يا عمي ؟

ابتسم ” عاصم ” لأنه يبدو إنها من سعادتها لا تصدق بالفعل إنه اقدم على هذه الخطوة، جاء دوره للحديث فقال وهو ينظر لها :

_ لا مش هزار يا ” يارا “، انا فعلا طلبت إيدك من عمي ولو وافق هنتكلم مع ” زيدان ” و مامتك، أنا قولتله انك اكيد هتوافقي بس هو أصر نسألك الأول قبل ما نعرف البيت كله.

رأى كيف تبدلت نظراتها بلحظة، ثم التفتت تنظر ل ” عثمان ” قائلة :

_ شكراً يا عمي انك اهتميت برأيي الأول

_ محدش يقدر يخليكي تعملي حاجه إنتِ مش عاوزاها، دي حياتك والكلمة الأولى والأخيرة ليكي.

اومئت له بإمتنان شاكرة، ثم أردفت وهي تلقي نظرة تجاه ” عاصم ” الجالس بثقة على كرسيه وكأنه كان ضامناً موافقتها بالفعل :

_ كان قرار مناسب أن محدش من البيت يعرف قبلي.

ثم نظرت ل “عاصم ” داخل عيناه مكملة حديثها :

_ عشان أنا مش موافقة.
2

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

اقتباس بسيط عشان هعتذر عن بارت النهاردة وهينزل بكرة أن شاءالله،

وعشان كمان عاوزة اقول حاجة للي بيقرألي اول مره،

أنا بعمل حاجه معتاده في اي رواية بكتبها إن لازم اتنين من الابطال تبقى علاقتهم لطيفه وخفيفه ومفيهاش أي مشاكل مجرد اتنين حبوا بعض واتجوزوا، ودا عشان الرواية متبقاش كلها نكد أو يبقى كل ابطالها مليانين مشاكل
بس باقي الابطال طبعا هيطلعوا عينينا وينشفوا ريقنا.

 

كُنت مهموم القلِب، غير مُدرك لما يَفوتَني مِن الأشياءِ،
حتى أتيتِ، منذ ذلك الحين،
قَلبي مُضيئ،
والسعادةِ تَغمُرني كُلما سَقطت عيناي عليكِ،
ويهمُس صوتٍ بداخلي ‘ يجب عليك الحصول عليها ‘

ـ مِن عَلي إلى نُور.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

لا يطلُب مِنك قلبك الأذن للوقوع لشخص ما، و تتعجب عندما تجد نفسك مُعجبا بشخص ما ولم يمر على رؤيتك له سوى القليل، ولكن كل ما يتطلبه منك الأمر هو التصرف ببطئ، ألا تتعجل وتتسم بالتريُث كي لا ينفُر الطرف الآخر منك..

جلس ” علي ” بتوتر داخل سيارته، لا يعلم حتى ما الذي أتى به إلى هُنا، ولكنه قد كان عازمًا على رؤيتها، لقد مرت أيام منذ أن رآها اخر مرة، وكان شئ بداخله يحثه على القدوم لرؤيتها، ولكنه كان بحاجة إلى حجة قويه، زمجر كائن بجانبه، فنظر بحنق وهو يتمتم :

_ عارف يا توتي أن دة قرار غبي، مش كل شوية بقا تفكريني

اجابته قطة شقيقته بزمجرة أخرى وكأنها تفهم حديثه، كان سيقوم بتشغيل سيارته ويذهب، ولكنه لم يريد أن يذهب مجهوده وتفكيره العميق بحجة تجعله يذهب لها سدى، وكان يجب عليه أن ينجز كل ذلك سريعاً قبل أن تعود ” جنة ” إلى المنزل وتلاحظ اختفاء قطتها،
لقد اتخذ القرار، سحب شهيقًا وهو يزفره ببطئ لكي يهدئ توتره ثم خرج من سيارته وأخذ بيده الصندوق الذي يحتوي على القطة، عندما دلف للمبنى الذي به عيادتها سمع صوت امرأة تردف :

_ خلاص خدت القرار انك تطلع ؟

عقد حاجبيها بإستغراب عندما أدرك أن الحديث موجه إليه، فألتفت ينظر للمرأة الجالسة داخل محل الورد سائلاً بجهل :

_ حضرتك بتكلميني ؟

_ طبعاً بكلمك، هو كان فيه حد بقاله ساعتين بحالهم قاعد في عربيته بيكلم قطة غيرك

حك رأسه بحرج وانزل يده وهو يمد سبابته ليحرك نظارته فوق جسر انفه، ثم تحدث بصوت خافت :

_ حد خد باله غيرك ؟

لاعبت المرأة حاجبيها بوجهه مما جعل ضحكه تفلت منه، وتحدثت إليه بمشاكسة :

_ لا محدش خد باله، خدامتك ” وردة”، لو عاوز أي حاجه كدة ولا كدة قولي بس.

اخذ التلميح منها بإمتنان وهو يومئ برأسه لها شاكراً إياها، ثم صعد للأعلى وبعد أن قام بحجز دور له جلس بهدوء منتظراً، كان يفكر هل يجب عليه الذهاب ام لا، وعندما زاد توتره نهض لكي يذهب ولكنه استمع لصوت ينادي بإسمه قائلاً :

قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال &quot;معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي&quot;. يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
_ استاذ ” علي ” يتفضل.

اغمض عيناه بندم، لم يكن عليه القدوم أبدا، ولكن الأوان قد فات على كل ذلك، لذا التفت بهدوء وهو يطرق على بابها وعندما سمحت له بالدخول قوّم عموده الفقري كي لا يُظهر توتره وفتح الباب دالفا ملقيلا السلام بهدوء :

_ عليكم السلام، اتفضل حضرتك وخرجها من البوكس.

لم ترفع عيناها وتنظر له بعد، لذا أخرج القطة وهو يضعها على الطاولة أثناء انتظار ” نور ” لتنهي ما تكتبه وتنهض عن مكتبها، ظل ينظر لها ليرى ردة فعلها على رؤيته،
وقد حدث عندما رفعت نظرها لتنظر واتسعت عيناها بعدم تصديق ولكنها تداركت موقفها وهي تتحدث بدهشة :

_ أستاذ ” علي “!

بالطبع ستكون متفاجئة، لقد قضت شقيقته سنة وهي تتابع معها ولم يأتي لهنا أبدا، رفع سبابته ليحرك نظارته فوق جسر أنفه قائلاً بهدوء :

_ توتي عاوزه تقص ضوافرها، و ” جنة ” مش فاضية قالتلى اجيبها.

_ بس انا لسه قصاهم، معقول لحقوا ؟

توترت وقفته ولكن ملامحه لم تتغير وهو يجيبها بثبات :

_ اه كنت بلعب معاها امبارح و خربشتني

عندما رأى أنها اقتنعت بحديثه وهي تومئ له تنهد بأرتياح، نهضت عن مكتبها وهي تقترب بهدوء وتحدثت وهي تمد يدها لتمسك بالقطة :

_ امسك رجليها لحد ما اقص ايديها.

اومئ لها وهو يمد يده ليساعده بتثبيت القطة، و ظل طوال فترة عملها ينظر لها، توترت ” نور ” ولم تستطع الصمت أكثر وهي تردف :

_ استاذ ” علي ” ممكن حضرتك تبطل تبص عليا عشان موترني وممكن أعور توتي ؟

شعر بالحرج وتلونت وجنتيه، ثم تذكر حديث ” جنة ” بشأن خجله الظاهر فتنحنح بخشونة مجيبا إياها :
1

_ مش قصدي ابص عليكي، أنا بس مبحبش اشوف توتي وهي بتعمل حاجة مش عاوزاها

بالتأكيد لن تصدق هذه الكذبة ولكنها اومئت على أية حال، عندما انتهت ابتعدت و هي تنظر له، وضع القطة بالصندوق الخاص بها والتفت ل ” نور ” قائلاً :

_ شكراً يا استاذه ” نور ”

لم تجيبه فرفع حاجبه بوجهها ولكنها ظلت صامتة وهي تربع يديها على صدرها، فتحدث ” علي ” مجدداً بعدما استفزه صمتها :

_ مش بتردي عليا ليه ؟

_ انت بتضايقني، ومش مطلوب مني ارد عليك وانت بتضايقني.

لقد كان يريد الحصول على ردة فعل مشاكسة، ولكن يبدو أنها قررت اتخاذ الطريق الأسهل والصمت عن مضايقاته لذا لا يوجد داع للإستمرار بها، فتحدث وهو يلتفت ليذهب :

_ شكراً.

ثم حرك رأسه لينظر لها وهو يرفع جانب فمه بشبه ابتسامة بينما يده تحركت لترفع نظارته مكملاً حديثه :

_ يا دكتورة ” نور “.

استمع لضحكتها الخافتة وهو يغلق الباب خلفه، فإبتسم بسعادة و ابتدى عقله يفكر بالطريقة التي سيأتي بها مجدداً إلى هنا، بينما عندما خرج كانت ” نور ” تبتسم بلا سبب ولا تعلم لما كل تلك الفرحة لأنه ناداها بالطبيبة لم يكن ذلك يهمها أبدا من قبل، ولكنها شعرت وكأنه فرض عليها تحدي ما وهي للتو فازت به
رن هاتفها فـ عقدت حاجبيها وهي ترى المتصل، واتاها صوت باكي حالما أجابت :

_ الحقيني يا ” نور “، رجعت البيت بدور على توتي في كل مكان ومش لاقياها، أنا قافله اي شباك في البيت والله يعني مستحيل تقدر تخرج مش عارفه اعمل إيه.

لم تعلم ” نور ” بهذه اللحظة ماذا يجب عليها أن تجيب، وهي لا تعلم حتى لما كذب ” علي ” عليها وأخبرها أن ” جنة ” هي من ارسلته بقطتها، عندما ارتفع بكاء ” جنة ” قلقاً على قطتها تحدثت ” نور” بما استطاعت التوصل له دون أن تخبرها مباشرة بما فعله شقيقها :

_ متخافيش يا ” جنة ” حتى لو هي خرجت من البيت بيرجعوا، بس إيه رأيك تتصلي على اخوكي وتسأليه؟، يمكن رجع البيت وقرر ياخدها شويه وينزل بيها.

استنشقت ” جنة ” ببكاء وهي تجيبها بنبرة غير واضحة نتيجة لبكاءها :

_ ” علي ” عمره في حياته ما خد توتي في حتة، بس هتصل بيه برضو احتياطي، شكراً يا ” نور ”

ودعتها” نور ” وهي تغلق الخط، ولازالت في حيرة مما حدث اليوم، وبعد دقيقتين ابتسمت وهي تفكر هل فعل ذلك وسرق قطة شقيقته دون علمها فقط ليراها ؟
2

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

أحياناً يجب عليك وضع ما تريده أمام عينيك حتى تعلم بما يفكر و ما القرار الذي يجب أن تتخذه تجاهه ويكون مناسباً، ولكنك ربما تكتشف أن الشخص الذي أمامك لم يكن أبدا مثلما اعتقدت، بل ربما يكون لديه فكر خاص به لا يُظهره لأحد، لذا يجب ألا تفرض افكارك على من أمامك، لأنك حينها ستواجه بـ رد فعل غير سار

وقف ” عاصم ” بتردد أمام باب غرفة عمه، وجمع شجاعته وهو يطرق ثم دلف للداخل بعدما آذن له ” عثمان ” الذي خلع نظارة القراءة الخاصه به وهو يضعها على مكتبه ناظراً ل ” عاصم ” متسائلاً بهدوء :

_ خير يا ” عاصم ” ؟

جلس ” عاصم” على كرسيه أمام ” عثمان ” ثم تنحنح وهو يتحدث مباشرةً:

_ كنت جاي اتكلم معاك في موضوع يا عمي.

اومئ ” عثمان” وهو ينظر له بينما يضيق عيناه، تحرك ” عاصم ” بجلسته بتوتر، لقد كان عمه دائماً ينبعث منه طاقة تخبرك أنه يعلم كل شئ، يعلم حتى حديثك التالي الذي سيخرج من فمك، لذا بلا مراوغة أردف وهو يبادله النظرات :

_ أنا عاوز اتجوز ” يارا ”

اراح ” عثمان” جسده على كرسيه وهو لازال يطالعه بنفس النظرات الضيقة، وبعد صمت دقيقة أخيراً أجابه قائلاً :

_ ” يارا ” كبيرها ” زيدان ” أخوها، اتكلمت معاه الأول ؟.

_ لا متكلمتش، حضرتك كبيرنا كلنا فاكنت يعني بقول إنك لو وافقت هنقدر سوا نتكلم مع ” زيدان “، انت عارف هو حمائي إزاي تجاه ” يارا ” ومش عارف هيقابل عرضي بأنهي رد.

اومئ ” عثمان ” برأسه وتوقف دقيقة ليفكر، ثم فجأة نهض على قدميه و هو يجلب هاتفه من المنضده التي بجانب سريره تحت أنظار ” عاصم ” المتعجبة، ثم راقبه وهو يطلب رقم ما ورفع الهاتف على أذنه وتحدث بعد دقيقة صمت :

_ تعاليلي على اوضتي يا ” يارا “.

تململ ” عاصم ” وتحدث بتوتر :

_ طلبتها ليه دلوقتي ؟

_ عشان نعرفو رأيها قبل ما نعمل شوشرة في البيت، الرأي الأخير لا رأيي ولا رأي ” زيدان ” يا ” عاصم “، يمكن لو فكرت تسألها هي الاول كان أحسن

_ ماهي اكيد هتوافق يا عمي، هي هترفضني ليه ؟.

رفع ” عثمان ” حاجبه وهو ينظر ل ” عاصم “، عندما آتاهم طرق على الباب نهض ” عثمان ” وهو يتجه ناحيته رادفاً :

_ ثقتك الزايدة ديي هتكون مشكلة بالنسبالك يا ” عاصم ”

ثم فتح الباب ل ” يارا ” التي رفعت حاجبيها بدهشة عندما رأت ” عاصم ” جالساً، ألقى عليها إحدى ابتساماته الاكثر سحراً وهو يتوقع منها أن تكن أكثر من سعيدة عندما تسمع عرضه، فـ بالنهاية لن تجد من هو افضل منه لتتزوجه، اجلسها ” عثمان ” على الكرسي المقابل لـ ” عاصم ” ثم عاد لكرسيه، وبعد أن وزعت انظارها المتعجبة بالتساوي عليهم دخل ” عثمان ” بالموضوع بسرعة قائلاً دون مراوغة :

_ من غير كلمة أكده أو أكده يا ” يارا “، ” عاصم ” ولد عملك طالب يدك للجواز، إيه رأيك ؟.

رأى ” عاصم” كيف غمر اللون وجهها وهي تلقيه بنظرات متفاجئة ولكنه رأى كيف التمعت عيناها بفرح، ثم ضحكت بتوتر وهي تردف :

_ هزار دة يا عمي ؟

ابتسم ” عاصم ” لأنه يبدو إنها من سعادتها لا تصدق بالفعل إنه اقدم على هذه الخطوة، جاء دوره للحديث فقال وهو ينظر لها :

_ لا مش هزار يا ” يارا “، انا فعلا طلبت إيدك من عمي ولو وافق هنتكلم مع ” زيدان ” و مامتك، أنا قولتله انك اكيد هتوافقي بس هو أصر نسألك الأول قبل ما نعرف البيت كله.

رأى كيف تبدلت نظراتها بلحظة، ثم التفتت تنظر ل ” عثمان ” قائلة :

_ شكراً يا عمي انك اهتميت برأيي الأول

_ محدش يقدر يخليكي تعملي حاجه إنتِ مش عاوزاها، دي حياتك والكلمة الأولى والأخيرة ليكي.

اومئت له بإمتنان شاكرة، ثم أردفت وهي تلقي نظرة تجاه ” عاصم ” الجالس بثقة على كرسيه وكأنه كان ضامناً موافقتها بالفعل :

_ كان قرار مناسب أن محدش من البيت يعرف قبلي.

ثم نظرت ل “عاصم ” داخل عيناه مكملة حديثها :

_ عشان أنا مش موافقة.

توسعت أعين ” عاصم ” بدهشة وهو ينظر له، ثم أبتسم بتوتر وهو يردف بينما يتململ بجلسته :

_ احنا بنتكلم جد يا ” يارا “، مش وقت هزارك

نهضت من على كرسيها ورفعت كتفيها ببساطة رادفة :

_ وهو أنا صغيرة عشان اهزر في حاجة زي دي ؟

ثم حوّلت انظارها لـ ” عثمان ” قائلة :

_ بعد اذنك يا عمي.

والتفتت ذاهبة وهي تغلق الباب خلفها غير مُهتمة لنداء ” عاصم ” الذي التفت لعمه حالما خرجت بخجل، حاول ” عثمان ” التماسك ولكنه لم يستطع وهو يضحك بصوت مرتفع، ارتفعت حواجب ” عاصم ” لأنه نادراً ما كان ” عثمان ” يقهقه بهذا الشكل، تحدث بعدما توقف عن الضحك :

_ اتفضل روح اشرب ماية عشان تبلع اللى حصل دة.
1

_ كدة يا عمي ؟.

اردف ” عاصم” بحنق وهو ينظر لعمه، فنهض ” عثمان ” عن كرسيه وهو يتجه لسريره جلس عليه وقد أخذ ” عاصم ” الإشارة ليذهب، ولكن قبل أن يخرج من الباب سمع صوت ” عثمان ” قائلاً :

_ طريقتك غلط يا ” عاصم “، نرجسيتك دي هتخليك تضيع أنضف حاجة في حياتك.

لم يُجيب ” عاصم ” وهو يغلق الباب خلفه بهدوء، كان يعلم ماذا يقصد عمه، لقد كان يخبره إنه ان لم يتنازل عن غطرسته سيخسر ” يارا ” ولكنه لا يعلم حتى ماذا فعل!، لقد طلب يدها مباشرةً حتى، ربما أخطئ عندما لم يتحدث معها أولا ولكن ما الفرق!، كانت ستكون زيجة مثل كل الزيجات، معظم العائلات هنا يتزوجون من بعضهم البعض، سيفكر بشئ ما ليغير نتيجة اجابتها، ليس هو من يقابل بالرفض.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

وضعت ” جنة ” يديها بخصرها وهي تنظر لشقيقها الذي دلف من الباب للتو وهو بيده قطتها، اقتربت وهي تأخذ منه الصندوق بينما تخرج قطتها وهي تطمئن عليها، قلب ” علي ” عيناه رادفاً بسخرية :

_ اكيد مخدتش منها حتة.

نظرت له ” جنة ” بغضب واعين متورمة اثر بكاءها فزعا على قطتها، وتحدثت بحدة وهي تترك القطة تذهب لتأكل :

_ والله ؟، تقدر تبررلي بقا كنتوا فين ؟، أنا لولا ” نور ” قالتلى اكلمك أسألك مكنش جه في بالي أساساً أنها ممكن تكون معاك.

رأت كيف توتر جسده فضيقت عيناها وهي تتحدث بينما تحاول كظم غيظها:

_ ” علي عماد الشامي” قولي حالا حضرتك كنت فين ؟

مد سبابته وهو يحرك نظارته فوق جسر أنفه، كان يجب عليه أن يحاول التنازل عن تلك العادة لأنها تكشف دائماً مدى توتره، سار وهو يجلس على الأريكة بينما يمسك بجهاز التحكم وهو يُشغل التلفاز قائلاً :

_ عادي يعني يا ” جنة “، حسيتها زهقانه خدتها و اتمشينا شوية بالعربية.

لم تكن تصدقه ولكنها مضطرة أن تترك الأمر ولا تضغط عليه، بنهاية الأمر سيأتي ويخبرها بالحقيقة، لذا تنهدت وهي تجلس بجانبه قائلة بينما تأخذ جهاز التحكم من يده :

_ الماتش فاضله نص ساعه ويبدأ، يلا نراهن.

تحدث بينما يُريح جسده على الأريكة بعد أن اطمئن أنها تركت الموضوع جانباً وهو يردف :

_ اتنين صفر للأهلى، والزمالك وبيراميدز هيتعادلوا

_ واحد صفر للأهلي، و واحد صفر لبيراميدز.

اردفت برهانها فمد يده وهو يصافحها توثيقاً للرهان،
بعد وقت كانوا يشاهدون المباراة سوياً، فرأته بجنب عينها أنه يتحرك بجلسته، تأهبت لأنها كانت متأكدة إنه سيتحدث بهذه اللحظة، وبالفعل سمعت صوته وهو يردف بصوت خافت :

_ أنا خدت توتي وروحت عند ” نور ” بحجة انك بعتاني اقصلها ضوافرها.
1

_ تصدق بالله اني خمنت كدة عشان كدة اتصلت بيها، بس هي مقالتليش إنك كنت هناك

رفع كتفيه وهو يحك رأسه بخجل مُتمتماً :

_ اكيد مش هتطلعني كداب قدامك، دلوقتي زمانها عرفت إني اتلككت عشان اروح اشوفها

اومئت ” جنة ” له، لأول مره مدت يدها وهي تكتم صوت المباراة، واعتدلت بجلستها وهي تنظر لشقيقها رادفة بجدية :

_ إنت معجب بيها يعني ؟.

صمت ولم يجيبها بل أمسك جهاز التحكم وفتح صوت المباراة مجدداً وهو يتجاهلها، وقد علمت ” جنة ” أنه لا يريد التحدث عن هذا الأمر بعد، لذا شاهدت المباراة معه دون حديث،
لقد اعتاد شقيقها أن يكون هكذا، لا يتحدث كثيراً سوى عندما يريد ذلك، لذا تركته على راحته، لعله يعلم ماذا يريد.
2

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

كان طريق الشر الأسهل دائمًا، ليس من الصعب عليك أن تكن سيئاً، طريق السوء هو الطريق الذي لن يغلق بوجهك أبدا، ولكن ما يحتاج إلى جهد لتؤجر عليه هو كيف تكون طيبًا، تسعى إلى الخير دائماً، ولكن ان إستسلمتُ لعقلك الفاسد سيكون الطريق الوحيد الذي أمامك هو الهلاك..

كان ” مازن ” يجلس بمكتبه وهو يفكر كيف سيستطيع أن يجعلها تندم على ضم والده إلى صفها، لقد كانت ” بلقيس ” تؤرق نومه بالايام الفائتة، لقد ألمه كبرياءه عندما أجبر على الاعتذار منها وهو لم يعتذر قط لامرأة ناهيك عن واحدة مثلها، كل ما في الأمر إنه كان يمزح ويناكشها، العديد من النساء سترحب بمزاحه، ولكنها جعلته يشعر دائماً انها شيئاً بعيداً عن متناول يده،

نهض من كرسيه وهو يفتح باب مكتبه ولكنه فوجئ بها وهي تنتفض بفزع بوقفتها لأنها كادت أن تطرق بابه، ملامح وجهها كانت جامدة وهي تردف :

_ بعد اذنك يا استاذ ” مازن ” هخش اشوف شغلي.

تنحى جانباً دون اجابتها وهو يراقبها تدخل، أغلق الباب خلفها وانتقل ليعود للجلوس على كرسيه، لقد رفض تماماً أن يقوم اي أحد غيرها بالتنظيف هنا، لم تأتي لمدة أسبوع ولكنه انتظر وكان يعلم أنها ستأتي، لن تضحي أبدا بخسارة وظيفتها، استند بمرفقه على حافة مكتبه وهو يضع يده على وجنته ناظراً لها قائلا :

_ عملتي ايه عشان تخلي بابا يقف في صفك كدة ؟

_ والد حضرتك رجل عدل مش هيقبل بالظلم.

همهم ” مازن ” وهو يراقب كيف تتجنب نظراته، لقد كان لديها نقطة ضعف تجاهه!، نهض وهو يقترب منها وكأنها شعرت به خلفها فألتفتت وهي تتحدث بأرهاق بينما لازالت تتجنب النظر بعيناه :

_ لو سمحت يا استاذ ” مازن “، لو سمحت كفاية كدة.

عندما لاحظ كيف كانت عيناها غائمة جزئياً رفع يديه بإستسلام وهو يأخذ خطوة مبتعدا عنها قائلاً :

_ أهدي مكنتش هعمل حاجة.

اومئت له برأسها وهي تبتلع ريقها، كان حجابها فضفاضاً قليلاً من ناحية رقبتها، واستطاع رؤية جلدها ظاهراً، ابعد عيناه وهو يحمحم رادفاً :

_ ممم تقريباً الدبوس بتاعك وقع.

نظرت ” بلقيس ” تجاهه متعجبة من الطريقة التي ينظر بها بعيداً، وكأنه لم يحاول مرات عدة مضايقتها جسدياً الآن يحترم خصوصيتها!، واجهته بظهرها وهي تقوم بحكم حجابها، وعندما التفتت كان قد عاد للجلوس على كرسيه، أتى صوت طرق على الباب فسمح ” مازن ” للطارق بالدخول بينما هي لم تنته بعد، تحدث ” معتز ” حالما دلف وهو يغلق الباب خلفه :

_ إيه يا ” مزون” مختفي ليه بقالك أسبوع.

ثم وقعت أنظاره على ” بلقيس ” التي تواجههم بظهرها وهي تقوم بتنظيف المكتبة، فألقى صافرة عباسة وهو يردف بهمس ل ” مازن ” ولكنه وصل لها :

_ مين المزة ؟.

كاد ” مازن ” أن ينهره ولكنه ابتسم بخبث وهو يجيبه بصوت مرتفع :

_ مش حد مهم.

_ اجرب يعني ؟.
1

اجابه ” معتز ” وهو يضحك بصوت مرتفع وشاركه ” مازن ” الضحك، أغمضت ” بلقيس ” عيناها ثم أخذت الادوات وهي تهم بالخروج، ولكن إمساك ” معتز ” لها من ذراعها جهلها تنتفض بينما نهض ” مازن ” بحده وهو يحاول التماسك وألا يظهر غضبه على صوته :
1

_ سيبها يا ” معتز “.

انتشلت ” بلقيس ” يدها من يد صديقه ولم تنظر وراءها حتى لترى وجه ” مازن ” الغاضب، بل خرجت مسرعة وهي تحاول التماسك وعدم البكاء، بينما التفت ” معتز ” بعبوس وهو ينظر ل ” مازن ” قائلاً :

_ مانا قولتلك اجرب

_ أطلع برا يا ” معتز “.

عقد ” معتز ” حاجبيه على الغضب الذي يتسرب من صديقه وكاد أن يتحدث ولكن النظرة التي كانت على وجهه جعلته يتراجع وهو يخرج من المكتب، نظر ” مازن ” ليده ولتوه لاحظ كيف يضغط عليها حتى ابيضت مفاصله

لقد أراد فقط اهانتها والانتقام منها ولكنه لم يقصد أبدا أن يصل الأمر إلى هذا الحد، ولأول مره يقتنع ” مازن ” أنه تعدى حدوده وربما سيجبر على الاعتذار مجددا ولكن هذه المره دون تهديد والده.

بينما ” بلقيس ” كانت تذهب مسرعة دون أن تنظر أمامها حتى أوقفها صوت ” عزيز ” مناديا عليها :

_ ” بلقيس “، تعالي عاوز اتكلم معاكي في موضوع.

استنشقت بهدوء وهي تحاول منع دموعها من التدفق وتلطيخ وجهها، والتفتت وهي ترى ” عزيز ” يقف أمام باب مكتبه فذهبت تجاهه بهدوء، وقف وهو ينتظر منها الدخول ثم أغلق الباب خلفها، رأى نظرة الضيق على وجهها فتنهد بحزن سائلاً إياها :

_ ” مازن ” عمل حاجة تاني ؟.

كانت تريد النفي برأسها ولكنها تذكرت كيف تحدث عنها أمام صديقه مما جعله يمسك بها بهذه الطريقة، فاومئت برأسها ل ” عزيز ” وهي تترك الحرية لدموعها بالتساقط لأول مرة أمام أحد، ولكن الطيبة التي تتسرب من ذلك الرجل تجعلها رغماً عنها مُطمئنة
ربط على يدها بحنان أبوي وهو يواسيها قائلاً :

_ أهدي واحكيلي حصل ايه

هزّت رأسها وهي تحاول التوقف عن البكاء، لقد قضت هذه السنوات منذ أن أجبرها والدها على العمل لمضايقات عديدة داخل اماكن العمل، وقد استغل أصحاب العمل وقتها صغر سنها وقلة خبرتها بالعالم الخارجي، عندما عملت هنا سارت الأشهر الأولى بسلاسة وكانت مستقرة وسعيدة، حتى اليوم الذي دلفت به مكتب ” مازن “،

هدأت نفسها وتوقفت عن البكاء وهي تسرد ل ” عزيز ” كل ما حدث، و ستضع بقائمة ” عزيز ” الجيدة أن الرجل كان متأثراً وحزيناً أثناء حديثها، عندما انتهت تنهد ” عزيز ” وهو يقول بهدوء :

_ مش هعرف اعتذر نيابة عنه تاني، بس هو كدة تجاوز حدوده

ثم نظر لها بحذر وهو يكمل حديثه :

_ عاوزه تنتقمي منه يا ” بلقيس ” ؟
1

توقفت قليلاً تفكر، لقد كانت دائما مسالمة ولا تستطيع رد الإساءة بأخرى، لقد تم ظلمها من الجميع حولها تقريباً ولم تحاول أبدا الانتقام، ولكن ما فعله ” مازن ” معها كان يجب عليها ألا تتركه يذهب دون عقاب، لذا اومئت ل ” عزيز” وهي تردف بصوت مبحوح اثر بكاءها :

_ أه عاوزه.

رأت نظرة الانتصار الذي اجتاحت ملامح وجهه، ومال بجسده للإمام وكأنه على وشك اخبارها بشئ خطير، وبعدما استمعت ” بلقيس ” لخطته أدركت أن كلمة خطيرة ستكون قليلة بحقها حتى.
1

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

على الرغم من تدخل المُدن بيننا، ألا إنها لم تمنع القلب أبدا من أن يقع بالحب من مجرد كلمات، رسائل بسيطة كافية لقلب نظام حياتك رأساً على عقب، وعلى الرغم من تضاءل الأمل في الالتقاء إلا أن إلقاء كل ذلك بمهب الريح كي تتمكن فقط من قضاء بضعة دقائق وأنت تتحدث مع ذلك الشخص كافية لتخاطر بكل شئ، قلبك ومشاعرك وافكارك المسروقة بواسطته.

تنهد ” زيدان ” وهو ينظر لهاتفه بينما ينتظر رسالتها، تلك المرأة التي تعرف عليها منذ ما يقارب على تسعة أشهر الآن، تسعة أشهر ولم يقل الحديث بينهم أبدا، لازالوا يشاركون كل شئ كل يوم بنفس الشغف، ولكنه لم يعترف أبدا بحبه على الرغم من إحساسه أنه ساقط بحُبها،
اعتدل بجلسته عندما وصلته رسالتها :

HEAV..: لسه مخلصة الفيلم اللى كنت بتفرج عليه حالا متوقعتش خالص أنها تسافر تشوفو.

ابتسم ” زيدان ” وهو لا يكل أبدا من حديثها على مسلسلاتها أو افلامها التركية التي لطالما تشاهدها، حتى إنه يتذكر مشاهدته لمسلسل ما كي يستطيع مشاركتها الحديث، ود لو يخبرها الآن انه أيضاً لديه الإستعداد ليأتي لها ليراها، ولكنه كان يشعر أنها لا تريد نقل علاقتهم لهذه المرحله وكان خائفاً من رفضها، لذا أجابها بإجابة ليس مشكوك بها :

_ الحبيب يسافر لحبيبه من اخر الدنيا مشي.

_ جملة غبية جداً

انتفض بفزع وهو يصرخ عندما استمع لصوت بجانبه، انفجر ” دياب ” ضاحكاً وهو يحاول الركض فتحدث ” زيدان ” وهو ينهض ليحاول الإمساك به :

_ وحياة امك يا ” دياب ” لاتعامل معاك بنظام الصعيد القديمة واطخك عيارين.

حاول ” دياب ” التوقف عن الضحك وهو يجيبه بينما يقف خلف الأريكة ليضعها بينهم :

_ مش ذنبي انك سرحان لدرجة أنك مسمعتنيش وانا بفتح باب اوضتك وبدخل، ست الحسن والجمال مسيطرة على عقلك للدرجادي!

شعر ” زيدان ” بالخجل لأنه يبدو وكأنه كان بالفعل غارقاً بحديثهم، ولم يتخيل حتى كيف سيكون رد فعله باليوم الذي سيتمكن أخيرا من رؤيتها به، فعاد للجلوس على اريكتة وجلس ” دياب ” بجانبه، تمتم ” دياب ” بحنق :

_ مش هرخم عليك في الموضوع دة، سبحان الله ياخي ازاي قادرين يخلونا نحبهم كدة بأقل مجهود منهم.

ولكنه بعدها ابتسم بحُب، وتحولت نبرته هذه المرة لولهٍ تام وهو يكمل :

_ بس فداهم، لو ” مهرة ” رايده القمر معنديش مانع اطلع اجيبهولها.
1

ضحك ” زيدان ” وهو يهز رأسه، لقد كانت ” مهرة ” المرأة الأكثر حظا على الإطلاق، كان دائماً يتعجب من قدرة ” دياب ” على حبها على الرغم من أنها لم تظهر أنها تبادله أبدا، ولكنه الآن كان بنفس الموقف، واقع بحب امرأة لم يراها قط

أخرجه صوت ” دياب ” من شروده عندما أردف:

_ يعني إيه بقا HEAV دي ؟.
5

كانت قد أرسلت له، سحب هاتفه من يد ” دياب ” وهو يتجاهل سؤاله، فكل ما يهمه الآن هو الإجابة عليها كي لا تشعر بالاهمال من ناحيته، وحتى الآن لم يشعر متى انسحب ” دياب ” من غرفته تاركاً إياه غارقاً بمحادثته.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

لسه مخلصاه حالا 😭😂

أي رأيكوا في البارت ؟
عموما كدا الأحداث بقا هتبتدي تشتغل والهادي كله خلص خلاص 🥳

رأيكوا في الشخصيات ؟
اكتر كابل أو قصة حاسينها هتبقى حلوة اوي ؟
1

ايه الاسم اللى زيدان مسجل المزة بيه ؟ 🙈
1

 

 

 

متنسوش تيجوا جروب الفيسبوك عشان بعد كدة هينزل عليه ميمز تلميح للأحداث وفيديوز للأبطال 🙈

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى