رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شاهيناز محمد
رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شاهيناز محمد
البارت الرابع والعشرون
إن أجتمع العالم أجمع ليأخذك من بين يداي؛
سأقف وحدي لأُحارب العالم،
..
سأظل مُمسكاً بكِ بقبضةٍ من حديد،
كل ما يجب عليك فِعله هو الوثوق بي،
و التأكد من أنني سأحميكِ حتى وإن كلفني ذلك حياتي.
_ من مازن إلى بلقيس .
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
_ ” بلقيس”!، الو!
صرخت ” نور ” وهي تنهض من على سريرها بعدما استمعت إلى صراخ صديقتها، ومن الواضح أن الهاتف قد سقط منها ثم استمعت لصوت صرير إطارات السيارة المرتفع، وضعت يدها على صدرها بهلع وهي تحاول التنفس بينما تركض خارج غرفتها، لم تكن تعلم إلى أين تذهب او من يجب عليها أخباره، وليس معها حتى رقم زوجها ” مازن “، طرقت على اول باب وجدته بطريقها فـ فتح ” دياب ” وهو يفرك عينيه كي تعتاد على الضوء لأنه كان قد غفى لتوّه،
تحدثت ” نور ” بهلع وهي تنظر له :
_ ” دياب “، ” بلقيس “، ” بلقيس ” اتخطفت.
_ ” بلقيس ” مين ؟
سألها بجهل لأنه لم يفيق بعد، ولكنه عندما رأى كيف ترتعش يداها وهي تحاول بجدية شرح الأمر له وسط هلعها قائلة :
_ صحبتي، صحبتي اللى كانت هنا، مرات ” مازن “.
_ في إيه ؟.
تحدث ” زيدان ” وهو يقترب منهم، بينما كان ” عاصم ” و ” يارا ” لتوهم ذاهبون ليجلسوا سوياً، فتحدث ” زيدان ” حالما رآهم :
_ هو أنا مش قايل مفيش قعاد سوا لوحدكوا تاني ؟
_ يا جماعه مش وقته، بقولكوا ” بلقيس ” مخطوفه.
صرخت ” نور ” بهم، فنظروا جميعاً إليها بينما صرخت ” يارا ” وهي تقترب منها قائلة :
_ إيه!، ازاي مين قالك ؟
تحدثت بسرعة ولم يستطيع أحد منهم فهم شئ لأن حديثها كان يختلط ببكائها، فأمسك بها ” دياب ” من كتفيها وهو يهزها قليلاً قائلاً. :
_ اهدي يا ” نور ” قولي ايه اللى حصل براحه.
اومئت له وهي تزيل دموعها، ثم تحدثت بأرتعاش:
_ كنا، كنا بنتكلم عادي وبعدين صوتت وقالت انتو مين وعاوزين مني إيه وبعدين الفون وقع منها تقريباً وسمعت صوت العربية بتمشي بسرعة، ممكن يكون فات نص ساعه دلوقتي، أنا معيش رقم جوزها، احنا لازم نروح دلوقتي أنا معايا عنوانها.
_ طيب اهدي هنفكر فيها بالعقل.
تحدث ” زيدان ” ولكنها صرخت به وهي تتجه لغرفتها :
قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال "معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي". يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
_ عقل؟، عقل إيه أنا هغير هدومي و هروح بيتها حالا
ثم التفتت بغضب ناظرة لهم :
_ بيكوا، أو من غيركوا.
ذهبوا خلفها، و وقف ” دياب ” بغضب وهو يصرخ بها :
_ إنتِ اتهبلتي ؟، تروحي فين دلوقتي!، ما تهدي وهنبلغ أو هنحاول نجيب رقم جوزها.
نفت برأسها باكية، وامسكت بيديه قائلة برجاء :
_ انت مش فاهم، ” دياب ” هي ملهاش غيري انا و ” مازن ” دلوقتي، لا ليها أهل غير ابوها ومش بيسأل فيها ولا عندها صحاب، بالله عليك روح البس انت على الأقل و تعالى معايا
رق قلبه من حديثها، فأومئ لها برأسه وهو يمد يديه ويزيل دموعها المتساقطة على وجنتيها قائلاً :
_ حاضر، هلبس وهقول لعمي وهنروح أنا وإنتِ، متعيطيش و متخافيش، أن شاءالله نلاقيها في البيت وتكون وقعت أو حد حاول يسرق الفون بتاعها.
اومئت له وتركها تستعد ثم خرج واغلق الباب خلفه، توجه إلى غرفته فدلف ” زيدان ” خلفه قائلاً :
_ أنا هاجي معاكو.
_ وانا كمان.
تمتم ” عاصم ” خلفه، فنظر لهم ” دياب ” قائلاً :
_ لا ملوش لزوم، انت مينفعش تتحرك كتير يا ” زيدان “، و ” عاصم ” اكيد ملوش لازمه، أنا مش رايح اتخانق، احنا هنروح لجوزها ونشوفها لو مخطوفه فعلاً هنقولو اللى حصل و هنيجي وهو يتصرف.
2
ربع ” زيدان ” يديه على صدره، وتحدث وهو يرفع حاجبه بوجهه :
_ هو مش دة اللى إنت قولت أنه لولاه مكانش وصلنا المستشفى بسرعه؟، وأنه كمان هو اللى قدر يكتم الجرح كويس ولولاه برضو كان زمان هوا اكتر دخل وعلى كلام الدكتور كنت هموت فيها ؟ وأنك لما روحت تحاسب على مصاريف المستشفى لقيته محاسب ؟، و وعدته أنه وقت ما يحتاج حاجه هيلاقينا ؟، يبقى إيه اللى انت بتقولوا دة بقا ؟
_ اوف، خلاص يا ” زيدان ” هو انت بتسجل كلامي في دفتر، يا سيدي لو طلعت مخطوفه فعلاً هبعتلك واخليك تيجي انت و ” عاصم ” حلو كدة مرضي ؟.
كان ” زيدان ” سيحاول الاعتراض أكثر، ولكنه وجد حديثه معقولاً لأنه لن يكون من المفيد لهم الذهاب جميعاً الآن، فأومئ له وهو يردف :
_ طيب ماشي، لو طلعت مخطوفه فعلاً اتصل علينا و هنيجي.
اومئ ” دياب ” لهم فذهبوا واغلقوا الباب خلفهم، كان قد خلع ملابسه المنزلية و وقف أمام خزانته ليخرج منها بنطال وتيشيرت، وعندما فتح الباب مجدداً تحدث بنفاذ صبر :
_ مفيش نقاش في الموضوع يا ” زيدان “.
_ مش هتبطل تشوفني ” زيدان ” بقا ؟
تحدثت ” مهرة ” وهي تدلف بينما تغلق الباب خلفها، لم يلتفت ” دياب ” وهو يجيبها بينما يكمل بحثه :
_ مش وقتك.
شعر بها تقترب منه، ثم مرت من أسفل ذراعه المستندة على خزانته و وقفت امامه، فأصبحت محاصرة بينه وبين خزانته، ضيق عينيه بوجهها وهو يرى النظرة التي تلقيها عليه، وتحدثت ببراءة مصطنعة وهي تنظر له بأعين متوسعة :
_ عرفت اللى حصل، جيت أساعدك واطلعلك لبس كمان تاخده وياك، يمكن تجعدلك يومين ولا حاچه.
امسك بذراعها العلوية وهو يحاول ازاحتها من أمامه قائلاً :
_ مش محتاج مساعدتك.
_ سي ” دياب “!
1
همست موبخة إياه بدلع، فأغمض عيناه عندما تأكد إنها لازال لديها نفس التأثير عليه، شعر بها ترفع يدها تجاهه، ففتح عيناه وهو ينظر لها، كانت تصل فقط إلى أعلى صدره، ولكنها قادرة على التلاعب به بين أصابعها وكأنه عصا، غرزت اصبعها بصدره العاري وهي تدفعه للخلف، لم تكن لديها القدرة على إزاحته ولكنه ترك جسده يتراجع للخلف، بينما اولته ظهرها وهي تبحث بدولابه قائلة :
_ من إهنه وطالع مفيش حاچه إسمها مش محتاج مساعدتك، أنا مرتك ومن واجبي أساعدك واطلعلك غيارك ولبسك.
ربع يديه ولم يجيبها وهو يراقبها، أخرجت له بنطالا وتيشيرت ومدت يدها تعطيه إياهم، أخذهم من يدها دون حديث وشرع بأرتدائهم، بينما هي تحدثت وهي تخرج له ملابس أخرى ليأخذها معه :
_ مع اني بحبك بالجلابية اكتر، هيبة كدة، بس البناطيل والتيشرتات برضو مش هنكر أنهم بيصغروك اكتر وبيخلوا شكلك حلو أوي.
ثم تنهدت بدرامية وهي تستند برأسها على الخزانة مكملة حديثها :
1
_ يا مُرّك يا ” مهرة ” هتعيشي ازاي مع راچل زي ديه من غير ما تموتي في يوم من الحلاوة.
ارتعش جانب فمه يهدد بأبتسامة ولكنه استطاع السيطرة على تعبيره وهو يكمل ارتداء ملابسه، وضعت الملابس له بحقيبة صغيرة ومدتها له بأبتسامة، فأخذها منها والتفت ليخرج ولكنها أوقفته وهي تمسك بيده، توقف وهو ينظر لها، فوقفت على أطراف اصابعها وهي تُلثم وجنته ببطئ، ثم ابتعدت قائلة بأبتسامة :
_ ترچع بالسلامة يا زين الرجال، خلى بالك على روحك.
ابتلع ” دياب ” ريقه، ثم تنحنح عندما شعر بأن ضعفه تجاهها اقترب من القضاء على غضبه، فهمس بحدة قبل أن يخرج :
_ مش هيغير حاجة الكلام دة يا بت ال ” ورداني “.
ابتسمت وهي تنظر لجسده المنسحب، ولم يغب عنها أنه انسبها لهم كما كان الحال، كانت تعلم إنه سَيليّن إن ضغطت عليه اكثر، ولكنها ارادت أخذ الأمور بروية كما فعل معها من قبل، وكانت عازمة على استعادته، ولن يهدأ بالها سوى أن تجعل زوجها يعود لها.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
تهدأ امواج حياتك فجأة، فيتجدد الأمل بداخلك لأن كل شئ على وشك السقوط في نصابه الصحيح، تغفو بلا كوابيس وتشعر بأنك أخيراً حققت شئ ما، واوشكت على أن تصبح شخصاً آخر، ولكنك تُفاجئ عندما تستيقظ على كابوساً اسوء، ولكن لسوء حظك هذه المره لا تستطيع الاستيقاظ منه
لأن حياتك؛ هي كابوسك.
..
تمطّع ” مازن ” وهو يفتح عيناه بعدما شعر إنه منذ الأمس وهو يغفو بكل راحة، وكان يعلم أن ذلك بسبب إستقرار الأمور مع ” بلقيس “، ابتسم بسعادة وهو يعتدل بجسده، ثم خرج من سريره وهو ينادي بصوت مرتفع :
_ ” بلقلس “، إنتِ نمتي ولا إيه يا خوخه؟.
عندما لم يسمع صوتها ولم يرى لها أثر توقع أن يجدها نائمة بغرفتها، فعقد حاجبيه بغضب لأن مكانها الآن أصبح بغرفته، وكان ناويا أن يخبرها بذلك حالما يراها ولكنه عندما دلف غرفتها لم يجدها هناك، وكان سريرها مرتباً كأنها لم تمسه اليوم قط، طبيعي لأنها كانت بجانبه، خرج من الغرفه وهو يحاول منع نفسه من الهلع، ربما ذهبت لتجلب شئ ما،
دخل غرفته بسرعة وأمسك هاتفه، رأى الساعة وكانت السادسة صباحاً!، كيف غفى كل ذلك الوقت!، واين ذهبت هي بهذا الوقت؟، اتصل بها ولكنها لم تجيب، فأتصل مرة أخرى ولم تجيب أيضاً، قذف الهاتف على السرير وهو يقترب من خزانته ليرتدي ملابسه، وبعدما انتهى سمع طرق على باب المنزل، فتهللت اساريره وهو يركض ليفتح، وحالما فعل تمتم قبل ان يرى من وراء الباب :
_ لو خرجتي من هنا من غير ما تقوليلي تاني، هقتـ.
توقف حديثه عندما رأى صديقتها أمامه وخلفها ابن عمها، انقبض قلبه من نظرات الهلع على وجه ” نور ” وهي تسأله بسرعة :
_ هي ” بلقيس ” هنا ؟
نفى برأسه وهو ينظر بينهم، فأزاح ” دياب” ” نور ” من أمامه واقترب من ” مازن ” وهو يتحدث بهدوء :
_ ممكن ندخل ؟.
ابتلع ” مازن ” ريقه وهو يفسح لهم الطريق، أغلق الباب خلفهم ولم يستطع جمع شجاعته للحديث بعد، يشعر أن اللون استنزف من وجهه وهو يشعر بشئ قادم، بدأ ” دياب ” الحديث وهو يقف أمامه :
_ الساعة عشرة مدامتك كانت تحت بتجيب حاجات وبتكلم ” نور ” في التليفون، وبعدين فيه حد زي ما يكون سحبها جوا عربية ومشيوا بسرعة، انا جيت بسرعة معاها لأننا منعرفش رقمك وكان لازم نوصلك بسرعة بس انت عارف طريق السفر، دلوقتي هي فعلاً ممكن تكون لقدر الله اتخطفت، محتاجين نبلغ البوليس.
وضع ” مازن ” يده على رأسه وهو يشد شعره ليحاول تهدئة نفسه، ولكنه دون أن يشعر مد يده وأمسك بمزهرية قريبة وهو يلقي بها على الحائط فتحطمت وهي تتساقط حولهم، صرخت ” نور ” بينما خبئها ” دياب ” خلفه، وتحدث بحذر وهو يطالع ” مازن ” :
_ أهدى عشان تعرف تفكر، وتعرف مين خدها.
_ أنا آسف.
تمتم ” مازن ” عندما نظر ل ” نور ” المرتعبة، ثم نظر ل ” دياب ” قائلاً :
_ هي كدة بقالها كام ساعة، أنا حاطط جهاز تتبع في الفون بتاعها، هعرف اوصلها.
_ للأسف ” نور ” بتقول أن احتمال الفون يكون وقع منها لما اتخطفت.
هز ” دياب ” رأسه بأسف وهو يخبره، أرتعشت يد ” مازن ” ولكنه سيطر على الوضع، وذهب للداخل وهو يجلب هاتفه، نظر به وهو يفتح التطبيق الذي ثبته على هاتفيهم، و وجد بالفعل أن موقع هاتفها يبعد عنهم شارعين فقط، فتحدث بهلع وهو ينظر ل ” دياب ” :
_ الفون في شارع جنبنا هنا، كدة هوصلها إزاي؟، اعمل إيه!
التفت ” دياب ” ينظر ل ” نور “، ثم تحدث بصوت هادئ :
_ افضلي هنا، متتحركيش.
ثم عاد بأنظاره ل ” مازن ” واقترب منه قائلاً :
_ يلا، هننزل نشوف الشارع دة، معتقدش أن فيه بيت هنا مش حاطط قدامه كاميرات مراقبة، هنشوف الكاميرات عشان نعرف على الأقل بنتعامل مع مين، وينفع نبلغ ولا لا، واعتقد أن دة هيبان من شكل العربية أو لو عرفنا نمرتها.
اومئ ” مازن ” بلهفه وهو يذهب خلفه، ركضوا للشارع الذي كان تطبيقه يشيره إليه، نظروا أرضا حتى وجد هاتفها ساقطاً، فأنحنى وهو يلتقطه ويظهره ل ” دياب ” الذي وضع يده على كتفه داعماً قائلاً :
_ هنلاقيها.
لم يستطع ” مازن ” بتلك اللحظة سوى الشعور بالامتنان لأن لأول مرة هناك شخص بجانبه و يساعده، فتحدث بصوت خافت وهو يسير بجانب ” دياب ” ليقوموا بسؤال حارس عقار قريب من موقع الهاتف :
_ عمر ما حد اتعامل مع مشكلتي على أنها مشكلته، شكراً.
ابتسم ” دياب ” ولم يجيبه، وشعر أن ذلك الرجل مثل ” علي ” الذي يود خطبة ” نور ” كلاهما تعاملوا مع الدنيا بمفردهم، ولم يستطع سوى شكر ربه بداخله على وجود ” زيدان ” و ” عاصم “، لأن يبدو أن هموم الدنيا اخف بالفعل إذا حملها اثنين
_ لو سمحت يا بلادينا، قصدك في خدمة.
تحدث ” دياب ” وهو يقترب من الراجل الذي يجلس و يحرس عقار ما، و مد يده بيد الرجل وهو يردف بجملته، فتهللت اسارير الرجل وهو ينظر للنقود بيده وينطق بسعادة :
_ أوامرك يا باشا
_ عاوزين نبص على كاميرات المراقبة بتاعت العمارة، الساعة عشرة وحداشر دقيقة تحديداً.
تردد الرجل وهو ينظر بينهم بقلق، فأخرج ” دياب ” أموال أخرى وهو يمدها له سراً، فأومئ الرجل بلهفة وهو يركض للداخل وهم خلفه :
_ طبعا يا باشا طبعا، دة أحنا عنينا للحكومة.
عقد ” مازن ” حاجبيه ولكن ” دياب ” ابتسم وهو يردف :
_ عشان لو حد سمعه يعني يقول إن إحنا ظباط وامرناه يورينا
_ ذكي.
همس ” مازن ” ونظر بترقب عندما جلس الرجل أمام جهاز كمبيوتر يعرض عليه صور وفيديوهات للشارع، جلب لهم مقطع ما وتحدث بأنتصار :
_ اهو يا بشوات، من الساعة عشرة والدقيقة العاشرة.
انحنى ” مازن ” و ” دياب “، انقبض قلب ” مازن ” وهو يرى ” بلقيس ” تسير بينما تتحدث بسعادة عبر الهاتف، لم يشعر بنفسه سوى وهو يبتسم معها، ولكن حينما توقفت سيارة ضخمة سوداء وسحبها رجلان ضعف حجمها من يدها أثناء محاولتها الفرار، ولكنها لم تنجح، انتفض بفزع عندما رأى واحداً منهم يضربها بظهر سلاحه على رأسها مما أفقدها الوعي ليستطيع إدخالها بالسيارة، مد يده للشاشة وكأنه سيستطيع إنقاذها، همس ” دياب ” وهو يسحبه من يده للخارج :
_ ” مازن ” فوق معايا.
عندما خرجوا و وقفوا خارج العقار انحنى ” مازن ” وهو يضع يديه على ركبتيه يحاول التقاط أنفاسه التي انسحبت بسبب ما رآه، خمول جسدها بعد الضربة التي تلقتها جعلته يرتعب، وجالت العديد من الأفكار برأسه، و تحدث ” دياب ” من خلفه قائلاً :
_ ” مازن ” الموضوع كدة مش سهل، العربية متفيّمه بالكامل، مفيش فيها نِمّر حتى، ومعاهم سلاح، وكمان مكنش هاممهم يخطفوا واحده في نص الشارع وهما أكيد مش عبط وعارفين أن فيه كاميرات، ” نور ” قالتلى انكوا ماشاءالله عندكوا شركة، تفتكر دة منافس ؟.
اعتدل ” مازن ” وهو يقلب الأمور برأسه، لقد حلل الأمر كما حلله ” دياب ” وكان كل حديثه منطقياً، من أخذها ليست جماعة عادية تقوم بخطف الناس بالشارع، كانوا هنا لأجلها وهذا الفكر جعل قدمه غير قادرة على حمله وهو يسقط على ركبتيه، زاد ارتجافة يده وقبض عليها يحاول الهدوء،
شعر بطنين داخل أذنه فأغمض عيناه وهو يحاول أن يمنع صوت التشوش الذي يداهمه، شعر بيد توضع على كتفه فشعر وكأن هناك من انتشله من وسط الضوضاء، ففتح عيناه ونظر أمامه وجد ” دياب ” واقفاً يحدثه، ولكنه لا يستمع
تنهد وأخذ انفاسه بروّية كما اعتاد كلما داهمته نوبة الهلع هذه، وحاول على قدر استطاعته أن يلتقط حديث ” دياب” وأخيرا سمعه يصرخ وهو يحرك يديه أمام وجهه :
_ يابني انت اتطرشت و اتعميت ولا في إيه.
_ سامعك وشايفك متخافش.
همس ” مازن ” بخفوت، فزفر ” دياب ” بأرتياح وهو حتى لا يعلم لما وضع نفسه بكل ذلك، ولكن الدين الذي برقبة ال ورداني يجب أن يُرد، أمسك ” مازن ” من كتفيه وهو يساعده على النهوض، وسار به قائلاً :
_ طيب يلا هنطلع الشقة، نقعد كدة تعمل فرز بالاعداء بتاعتكوا، أنا مش عارف حياة الأغنياء دي ياخي مليانه بلاوي وفلوس.
لم يستطع ” مازن ” إجابته وعقله يعمل وهو يسير معه، كان يعلم من قام بخطفها، ولكنه ظن إنه قام بحل الأمر عندما تزوج منها، يبدو إنه فقط قام بتعزيز غريزة الانتقام لدى الرجل، عندما وصلا أخيراً لشقته رأى ” نور ” تنتفض من جلستها وكانت وكأنها لم تتحرك قط منذ أن تركوها جالسة على الأريكة، تحدثت وهي تقترب منهم :
_ وصلتوا لأيه ؟.
_ اعمليلنا كوبايتين شاي يا ” نور “، بعد اذن ” مازن ” طبعاً.
تمتم ” دياب ” وهو يجلس، بينما نظر ” مازن ” لها وهو يومئ برأسه ويعطيها الأذن لدخول مطبخهم، ذهبت من أمامهم لتفعل ما أخبرها به ابن عمها، وحالما اختفت عن أنظاره انحنى وهو ينظر ل ” دياب ” قائلاً :
_ انا عارف مين خطفها.
_ حلو أوي، مين ؟.
_ المدفع.
رمش ” دياب ” وهو ينظر له، لم يتحدث وانتظر منه توضيح ما يخبره به، ولكن عندما صمت ” مازن ” وهو يراقب رد فعله تحرك ” دياب ” بجلسته وهو يسأله قائلاً :
_ المدفع دة اسم شخص يعني ؟.
_ اومال هيكون اسم إيه يا ” دياب “!
اجابه ” مازن ” بنفاذ صبر، ولكنه تنهد وهو يحاول تهدئة نفسه عندما خرجت ” نور “، انتظر بعدما جلست بجانب ابن عمها، وجلس هو أمامهم بينما يبدأ حديثه قائلاً :
_ بصوا، أنا متجوزتش ” بلقيس ” عشان خاطر اعلمها الأدب والكلام دة لا، لما هي عملت المقلب دة فيا وخلتني اروح البيت وقعدت ابوها وعمها على أساس اني رايح اتقدملها ولبستني في الموضوع سألـ…
_ بنت القردة عملت كدة والله ؟.
تحدث ” دياب ” بعدم تصديق، فطعنته ” نور ” بمرفقها بينما القاه ” مازن ” بنظرة غاضبة وهو يتجاهله مكملاً حديثه :
_ سألت على أبوها، كان بيروح night club رخيص في وسط البلد، بس اللى عرفته وقتها أنه ضحك على واحد كبير اوي في المكان اسمه المدفع و واخد منه فلوس، بتاع نص مليون كدة عشان يجوزوا ” بلقيس “.
شهقت ” نور ” بينما هز ” دياب ” رأسه مما يسمعه، كاد يتحدث ولكن انطلق جرس الباب، فنظروا لبعضهم البعض وعندما رأت ” نور ” نظرة الأمل على وجه ” مازن ” تحدثت وهي تنهض قائلة :
_ دول ” علي ” و ” جنة “، أنا قولتلهم وهو قال هيجيبها تقعد معايا وهو هيساعدكوا.
زفر ” مازن ” وهو لا يعلم من الرجل الذي سيأتي الآن، وعندما فتحت ” نور ” الباب دلف للداخل رجل وامرأة، نظر ” مازن ” للرجل فتذكر أنه رآه ذلك اليوم في المشفى، فسأل ” دياب ” قائلاً :
_ ابن عمكوا برضو؟
_ لا خطيب ” نور ” وأخو صاحبتها، ” جنة ” صاحبة ” بلقيس ” كمان وخطيبة ” زيدان “.
_ لسه مبقتش خطيبته
هسّ ” علي ” وهو ينظر ل ” دياب ” الذي رفع يده مستسلماً بأبتسامة، جلس ” علي ” وفرك يديه قائلاً وهو ينظر بينهم :
_ وصلتوا لأيه ؟
نظر له ” مازن ” بشك، ثم تمتم وهو ينظر بينهم :
_ أنا مش عاوز الموضوع دة يخرج برانا، مش هقدر اعرف بابا حتى أو اطلب مساعدته.
_ محدش هيعرف غيرنا، و ” زيدان ” و ” عاصم ” في الانتظار ييجوا هما كمان.
تحدث ” دياب ” واومئ ” علي ” برأسه، ثم سرد له ” دياب ” ما كان ” مازن ” يخبرهم إياه منذ دقيقتين، وأكمل ” مازن ” حديثه :
_ المهم اني وقتها قابلته ودفعت النص مليون، بس هو قالي أن مش دة اللى هيرضيه عشان كدة ابوها نكس بوعده معاه، خليت واحد يراقبه لحد ما عرفت أنه كان رايح بيت ” بلقيس “، فاخدت المأذون وسبقته واتجوزتها، ومن ساعتها مسمعتش منه فاقولت خلاص نسي طالما أنا اتجوزتها.
_ واو، حكاية زي الروايات
سمع شقيقة ” علي ” تهمس بأندهاش فتجاهلها، نهض ” علي ” واقفاً على قدميه ثم رفع يده وهو يحرك نظارته قائلاً بهدوء :
_ دلوقتي هنروح اخر مكان اللى الراجل دة كان فيه، وهنسأل عنه ونعرف الأماكن بتاعته.
_ بداية كويسه ومنطقية.
اومئ ” مازن ” برأسه وهو ينهض أيضاً رفقة ” دياب “، كان ممتناً كما لم يكن من قبل، ولم يستطع سوى إلقاء ” نور ” بنظرة شاكرة لأنها جلبتهم إليه، وقد ردت عليه قائلة :
_ المهم ” بلقيس ” ترجع.
_ هترجع
اجابها ” علي ” وهو ينظر لها كأنه لم يرى امرأة اجمل منها، فأبتسم ” مازن ” بحسرة لأنه منذ رأى ” بلقيس ” للمرة الأولى كانت تلك نظرته، دعا أن يجدها كي يلقيها بهذه النظرات مجدداً ولكن هذه المرة لن يحاول أبدا مداراة ذلك، ركبوا بسيارة ” علي ” لأنه شعر إنه ليس لديه قدرة التركيز اللازمة لقيادة سيارة،
سمع ” دياب ” ينقل ل ” زيدان ” اخر الأخبار ولم يتحدث، كان مُرحباً بمساعدة أيا منهم،
اتصل بالرجل الذي كان يكلفه بمراقبة المدفع، ثم حالما أجابه تمتم بسرعة :
_ ابعتلي اخر مكان المدفع كان فيه يا سيد.
_ أوامر.
اتاه الإجابة من الجانب الآخر فأغلق الهاتف وهو ينتظر الموقع، وعندما وصل له تمتم وهو يضعه على الخريطة قائلاً :
_ في night club في الزمالك، فتحتلك ال GBS.
اومئ ” علي ” برأسه وهو يضغط على الوقود ويزيد من السرعة، كانوا يجب أن يجدوها بسرعة، لم يستطع منع نفسه من القدوم والمساعدة عندما استمع لنبرة ” نور ” الخائفة
وكان يعلم أن واجبه هو جعلها تطمئن، حتى وإن كان سيكلفه ذلك أن يرق الدماء لوجود صديقتها.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
حاولت ” بلقيس ” فتح عيناها، ولكنها حالما نجحت بفعل ذلك انتباها الندم عندما شعرت بطنين داخل رأسها، فتأوهت بألم وهي ترفع يدها كي ترى هل هناك جرح هناك ام لا
ولكنها لم تستطع تحريك يدها، نظرت بهلع فوجدت نفسها مُعلقة من يديها، حاولت سحب يديها ولكن ذلك لم يساعد بل جعل الألم بمعصميها يزداد، ومن الألم الذي تعانيه بذراعها كانت تعلم أنها اطالت البقاء بهذه الوضعية
_ براحة، هتجرحي إيدك كدة.
انطلق صوت رجل من العدم فنظرت حولها وهي تحاول رؤيته، ولكن الظلام الذي كانت تقع به الغرفة لم يساعد، مرة واحده انتشرت الأضواء بسرعة حولها فأغلقت عيناها تحاول الاعتياد على الضوء
عندما شعرت بقدرتها على التحمل فتحت عيناها و وجدت رجل يجلس أمامها على كرسي، نظرت حولها فكانت في غرفة واسعة لا يوجد بها شئ سوى عدة صناديق كبيرة، فأيقنت إنها داخل مخزن ما، عادت بأنظارها للرجل الجالس، كان حليق الرأس ويبدو قصيراً، ولكنها لم تستطع سوى ملاحظة امتلاء جسده بطريقة مرعبة، كان رجلاً قوياً ولا تعلم حتى ما الذي تفعله هي هنا، فسألت بصوت مرتفع وهي تحاول جعل صوتها قوياً :
_ حضرتك مين ؟
انتشرت ضحكته المرتفعة و تجعد وجهها وهي ترى أسنانه الصفراء، عندما توقف عن ضحكته البغيضة أجابها وهو ينهض وكان تخمينها صحيحاً، ربما هي اطول من ذلك الرجل :
_ في الموقف دة و بتقولي حضرتك ؟، متربية كدة إزاي مع راجل زي ابوكي ؟
توسعت عيناها بقلق وهي تحرك يدها تحاول التحرر بينما تسأل بهلع :
_ بابا!، هو فين؟، عملت فيه إيه ؟.
_ سؤال غلط يا سنيورة، اسألي هعمل فيكي إنتِ إيه، أما بقا النطع ابوكي ميلزمنيش.
تمكن منها الهلع، ولكنها لم تشأ بالسماح لدموعها بالتساقط، فهمست برجاء وهي تنظر له :
_ لو سمحت، قولي عاوز مني إيه وانا ليه هنا
بدأ حديثه وهو يدور حولها، وجعلها وضعها تشعر بالضعف، معلقة من ذراعيها وقدميها باردة وهي تلمس الأرض الحجرية، لا تعلم أين ذهب حذائها ولكنها في هذه اللحظة لم تهتم بشئ سوى معرفة ما الذي أتى بها إلى هنا، فبدأ الرجل حديثه قائلاً:
_ ممم إنتِ هنا ليه؟، هي هنا ليه يا ” محروس ” هي هنا ليه ؟.
كان يتحدث بسخرية، حاولت تذكر الإسم الذي تفوه به ولكنها لم تستطع، ثم أتى ببالها تلك المحادثة التي اجرتها مع ” عزيز “، حينما أخبرها عن اسم الرجل الذي خطط والدها تزوجيها له، فهمست لنفسها:
_ محروس المدفع.
استمع لها فوقف أمامها وهو يبتسم قائلاً :
_ براڤو عليكي، يعني كنتي عارفة، وعارفة ابوكي بقا خد مني كام عشان يبيعك ليا!!
جعلتها الصدمة تبتلع لسانها، لم يخبرها ” عزيز ” أن والدها أخذ مقابلها المال، لقد كانت تظن أنه سيستبدلها مقابل ديونه، ولكنها لم تعرف إنه أخذ أموال فوق ذلك، ففسرت رؤيته بملابس جديدة وخمر كثير بتلك الأيام، اغمضت عيناها وهذه المرة لم تستطع منع دموعها من التسابق على وجنتيها
لقد تربت مع رجل باعها، شعرت بأنفاس تتناثر على وجهها فأبتعدت للخلف بأشمئزاز من الرائحة عندما تحدث :
_ ششش لسه بدري على العياط يا سنيورة، من ساعة ما وراني صورتك وأنتِ مجنناني، ولولا العيل اللى اتجوزك وخباكي كان زمانك معايا.
_ ” مازن ” !
همست وكأنها للتو تذكرته، تذكرت كيف ذهبت دون أخباره، لو كانت فعلت لم يكن ليحدث ايا من ذلك، كانت ستكون الآن جالسة بجانبه، هل علم بعد أنها اختطفت ؟، هل سيجدها قبل أن يقتلها الذي أمامها ؟،
تجاهل الرجل اضطراباتها وهو يكمل حديثه دون إهتمام :
_ كان فاكر أنه لما يسد الفلوس اللى ابوكي خدها يبقى كدة أنا هسيبك
مد يده وهو يسحبها من شعرها فصرخت بألم و قهر عندما سحب حجابها وتساقطت خصلاتها حولها، عندما استمعت لصفير علمت أنهم ليسوا وحدهم، تساقطت دموعها أكثر وهي تترجاه قائلة :
_ لا، لو سمحت لو سمحت رجعلي حجابي، حرام عليك مش بتخاف من ربنا!
التف رأسها وهو يسقط على كتفها اثر الصفعه التي تلقتها، واثبتت نظريتها أن الرجل مليئ بالعضلات لدرجة انها تذوقت المعدن بفمها وربما يكون قام بخلع اسنانها، اغمضت عيناها وهي تدعوا بداخلها أن يجدوها، حتى عندما استمعت الرجل يردف لرجاله قائلاً:
_ محدش ييجي جنبها دلوقتي، كله هياخد دوره بس نخلص الصفقة اللى في أيدينا و نرجعلها، وقفوا خمسة برا المستودع، وتلاتة جوا.
سمعت الاصوات تجيبه ولكنها لم تهتم، كل ما كانت تريده أن يأتي أحد لينقذها، أن يأتي زوجها وتعهدت أنها لن تذهب لأي مكان أبدا سوى عندما تخبره، عندما اغلق الباب الصدئ خلفهم نظرت للرجال الذين أمرهم بالوقوف بالداخل، وعندما نظروا لها على أنها وليمة سقط قلبها
لن تخرج من هنا سالمة أبدا.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
القلق يحركك بسرعة لا تدركها، لأن كل ما تريده هو التأكد مما تخشاه، تريد أن تطمئن حتى وإن كان ما ستستمع له سيؤورق نومك، ولكنك تعلم ان أي شعور سيكون أفضل من العيش داخل الخوف والقلق.
توقفوا أخيراً أمام الشارع الذي به النادي الليلي الذي حصلوا على عنوانه، ترجلوا من السيارة سوياً، عندما دلفوا داخل الشارع وقعت أنظار ” دياب ” على بضعة شباب وفتيات يستندون على الحائط وهم يدخنون، فتمتم بأشمئزاز :
_ اي اللى أنا شايفه دة!، احنا فين في باريس ؟
_ إنت هنا في EGYPT.
اجابه ” علي ” فهز رأسه بقرف وهو يقف أمام الباب ينتظر من ” مازن ” الذي يتحدث مع الحارس أن يسمح له بالدخول، وحالما دلفوا هاجمتهم الأضواء الصاخبة والأصوات، فنظروا للحشد وذهب ” مازن ” يبحث عن الرجل ولكنه لم يجده بأي مكان، و وقف ” علي ” و ” دياب ” بأنتظاره، عندما عاد إليهم ” مازن ” كان ” علي ” ينظر أرضاً بينما يتمتم :
_ استغفر الله العظيم، سامحنا يارب.
_ مالو ؟
سأل ” مازن ” ” دياب ” بصوت مرتفع كي يسمعه من الموسيقى، فضحك ” دياب ” مجيباً إياه :
_ مش شايف المكان اللى احنا فيه!، دة يدخل النار حدف.
حك ” مازن ” مؤخرة رأسه بحرج لأن هذه المكان الذي اعتاد أن يقضي بها اوقاته دائماً، ولكن لا يوجد وقت للخجل الآن، سحبهم من يديهم خلفه قائلاً :
_ المدفع مش هنا، بس سمعت الواد اللى عند البار بيتكلم عليه، أكيد هو عارف هو فين، لازم نمسكه ونسأله لما يدخل يغير عشان يمشي.
ثم عندما جلسوا على طاولة فارغة نظر بساعته، على حسب ما أخبره الحارس كان سيذهب رجل البار بعد نصف ساعة، فجلسوا بنفاذ صبر ينتظرون، حتى أتت فتاة ذات مستحضرات تجميل صاخبة، ولم يستطع ” دياب ” من احتواء ضحكاته المرتفعة عندما اختفى اللون من وجه ” علي “، اقتربت الفتاة من اتجاه ” مازن ” وهي تسأل بغنج :
_ اؤمر يا باشا باللي انت عايزه.
_ الرجاله مش هيشربوا دلوقتي، هاتي اتنين كولا و واحد ويسكي.
اجابها ” مازن ” وهو يصرفها بيده، كان يحتاج لمشروب، يشعر أن رأسه سينفجر وكان ذلك ما سيجعله لديه القدرة الأكبر على التركيز، كوب واحد فقط،
عندما اتت الفتاة و وضعت أمامهم ما طلبوه، مد يده وهو يأخذ الكأس، وعندما كان على وشك أخذ رشفة امسك ” علي ” بيده، واقترب من أذنه وهو يتحدث بصوت هادئ :
1
_ بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون* إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ﴾ [المائدة:90-91].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله قال: “مدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد وثن”.
وربنا أكد على بغض ذلك قائلاً في سورة الحج الآية 30
﴿ فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ﴾
1
ثم سحب الكأس من بين أصابعه وهو يكمل حديثه بينما ينظر له داخل عيناه :
_ انت مش قد اللى بتعمله دة، وصدقني مش هتقدر على عقابه يوم القيامة، الوقت مش مناسب اني اديك درس، بس إنت دة اكتر وقت فيه اعتقد محتاج ربنا يباركلك و يسهلك امورك عشان نلاقي زوجتك سليمة معافاة، متتعالاش على اللى خلقك يا ” مازن “.
لم يستطع ” مازن ” اجابته وكل ما فعله هو أنه اومئ برأسه، و ابتسم ” دياب ” لأن يبدو وكأن ” علي ” لديه علم بكل شئ بالدين، حتى إنه يتحدث بالايات والأحاديث كي يؤكد حديثه، فلم يستطع سوى أن يفخر أن ابنة عمه سقطت مع رجل مثل هذا، حتى وإن كان ماضيه يبدو وكأنه به رقعة سوداء
ولكنهم سيتركوها ليوم آخر
_ قام اهو، يلا هنخش وراه اوضة اللبس.
تحدث ” مازن ” فنهضوا بهدوء كي لا يلفتوا الأنظار إليهم وهم يذهبون خلف الرجل، فتحوا عليه باب الغرفة التي كان بها، فصرخ بفزع وهو ينظر لهم قائلاً :
_ في إيه ؟.
اخرج ” دياب ” بضعة اوراق من جيبه ومدها له قائلاً :
_ نقدر نلاقي المدفع فين دلوقتي؟، الاماكن اللى ممكن يكون مخبي حد فيها
رأوا كيف ابتلع الرجل ريقه، ونظر للأموال برهبة ولم يمد يده ليأخذهم قائلاً :
_ معرفش بتتكلموا عن مين، لو سمحتوا اتفضلوا برا.
اخرج ” مازن” أموال أخرى وهو يضيفها على الأموال التي بيد ” دياب ” لعل ذلك يجعله يتحدث ولكن ملامحه بقيت كما هي، ويبدو أنه لن يتم اغراءه بالنقود، القى ” دياب ” نظرة على ” علي ” كي يطلب منه يد العون، ولم يستطع ” مازن ” منع نفسه من التحدث بسخرية :
_ يعني هيعمل إيه ؟، مش شايفة النضاره ودرس القرآن إلى كان برا دة ؟.
كان يعني بحديثه إنه من الواضح أن ” علي ” ليس رجلاً لمواقف مثل هذه، فنظر له ” علي ” ومد يده وهو يرفع نظارته فوق جسر أنفه، ثم بغته أخرج سكيناً من مكان مجهول بملابسه، واقترب من الرجل وهو يدفعه على الحائط خلفه بينما السكين مثبت على رقبته وتحدث قائلاً بحده :
_ هتقول المدفع فين؛ ولا اخلى راسك تقولنا لوحدها ؟
6
فغر ” دياب ” و ” مازن ” فاههم وهم لا يصدقون ما يروه، حتى عندما صرخ الرجل ببكاء قائلاً :
_ هقول، هقول بس سيبني.
_ اخلص يالا.
صرخ به ” علي ” ولم يبتعد عنه، بينما نظر الرجل بينهم وهو يتمتم برعب :
_ عنده مستودع في أكتوبر هو اللى بيستخدموا للحاجات الممنوعه، بس كله عارف أنه مخزن بنزين اسمه مخزن المدفعية، فيـ..ه فيه رجاله بتبقى محاوطاه
تركه ” علي ” وهو يدفعه بعيداً عنه، وسار بطرف السكين على وجهه قائلاً بفحيح :
_ لو بتكدب، هجيبك لو استخبيت مني تحت الأرض.
ثم التفت ينظر لهم ولكنهم كانوا لازالت الصدمة تعتريهم، فقلب عيناه وهو يعدل نظارته بينما يتجاوزهم قائلاً :
_ خلصوا مش وقت انبهار
4
ركضوا خلفه وخرجوا من المكان وعندما دخلوا السيارة تمتم ” مازن ” :
_ اكيد معاهم أسلحة، هنعمل إيه وهنروح ازاي؟.
_ دوري بقا.
تمتم ” دياب ” الذي يجلس بالمقعد الخلفى، فنظروا له وهو يعبث بهاتفه يتصل بشخص ما، ثم حالما أجابه تحدث ” دياب ” بأبتسامة :
_ ” زيدان ” هتطلع الجبل للدهاشنة جولهم ” دياب ” طالب سداد الدين، و هات منيهم كام طبنچه برصاصها، وهات ” عاصم ” و تعالى، هتعرف تعدي الكارتة والكمين.
لم يكن يسأله، كان يخبره أنه سيستطيع المرور بالأسلحة، وابتسم عندما أتاه صوت ” زيدان ” قائلاً :
_ استنونا.
ثم أغلق الهاتف ونظر لهم، بينما يتحدث بثقة :
_ هنرچعها الليلادي.
وكانوا عازمون على فعل ذلك.
8
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
السلام عليكم 🙈
الغرفة النهارده لا تسع اجنحتي من الفرحة اقسم بالله وهفرحكوا معايا قريب بس ادعولي تتم على خير بالله 🥺🥺🥺🥺🥺🥺💖
3
….
علي من برا بسكوتاية بس ممكن يعورك حرفيا 😭😂
عندنا طالعة البارت الجاي اجهزوا 🐪
3
أي رأيكوا في الأحداث 🙈🙈🙈🙈🙈
زهقتوا من الرواية؟
يعني فيه ملل ولا كدة ولا كله تمام؟، عشان اتطمن بس ومكروتش 🥺
- لقراءة باقي فوصل الرواية أضغط على (رواية ايروتومانيا هوس العشق)