رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الرابع عشر 14 بقلم شاهيناز محمد
رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الرابع عشر 14 بقلم شاهيناز محمد
البارت الرابع عشر
كل ما أُريد هو التعلم كيف اجعلك سعيدة،
اليوم بعد قضاء سنواتٍ أبحثُ عن الحُب،
كان أمام عيناي مُتمثلاً بِك،
الآن بعد أن أخيرا حصلت عليك،
لن أسمح لك أبدا بالذهاب،
حتى لو اُطلق عليّ لقب أناني،
سأكون أكثر من سعيداً بكوني انانيًا لأجلك.
ـ من عاصم إلى يارا.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
غَريب،
كَيف يُمكن لشعور واحد أن يجعلنا نَطفو، وكأن العالم حَولِك بأكمله لم يَعُد واسعًا بِما يَكفي لاستيعاب سعادتِك، عندما فقط تنظُر بجانبك لتجد الشخص الذي أثار بك تلك المشاعر جالساً ناظراً لك، بأعيُن تَشعُ حُباً كما عيناك، حينها تُدرك
ما أجمل العالم عندما يُحبك مَن تُحب.
نظرت ” يارا ” لأعلى وهي تُراقب بينما تختفي النجوم ليشق الضوء طريقه للسماء، ثم نظرت بجانبها و وجدت أن ” عاصم ” ينظر لها، فأحمرت وجنتيها وهي ترفع حاجب بوجهه مُستفهمة، فرفع كتفيه قائلا ببساطة :
_ كل واحد فينا بيبُص على اللى عاجبه.
احالت نظرها عنه وهي تنظر بجانبها محاولة عدم إظهار ابتسامتها تأثرا بغزله، ولكنها لم تشأ أن يعتقد أنه كان قادراً على جعلها تعجز عن الرد، لذا نظرت له مجدداً قائلة :
_ كلامك المعسول اللى كنت بتشقط بيه البنات دة مش هياكل معايا.
رمى رأسه للخلف ضاحكاً بملئ فمه، فلم تستطع سوى النظر والتمعن بكيفية تحرك حلقه، أو الطريقة التي أغلق بها عيناه وعندما نظر لها أضاءت، كان كثيراً عليها الحُب الذي لطالما شعرت به تجاهه، وتمنت فقط أن يأتي اليوم الذي يبادلها به،
عندما توقف عن الضحك نظر لها بعبث قائلاً :
_ إنتِ غيرهم يا بندقة.
ارتفع طرف شفتيها بسخرية، فتنهد وهو يلتفت بجسده ويضع كوب قهوته بينهم قائلاً :
_ أنا بكلمك بجد، إنتِ غيرهم بجد يا ” يارا “، مش هقولك عشان بقيتي خطيبتي، بس انا دايما كنت بحس إن هيكون بينا اللى اكتر من مجرد قرابة او صحاب مقربين،
ثم رفع كتفيه واخفض رأسه ملقيا إياها بنظرة تسائُل قائلاً :
_ عمرك ما حسيتي زيي؟
نظرت أمامها وهي تفكر كيف تجيبه، هل تجيبه بصدق ام تراوغ بحديثها كي لا يعلم بمشاعرها تجاهه، اختارت الوسطية بالأمر وتمتمت بصوت خافت :
_ مش عارفة، بس عمري ما حسيتك زي أخويا زي ما بحس ” دياب “.
ابتسم بسعادة وهو يومئ برأسه معجباً بإجابتها، عندما كاد يتحدث رن هاتفها، فعقدوا حاجبيهم بإستغراب بسبب تأخر الوقت، ولكنها عندما نظرت بهاتفها شحب وجهها وهي تنظر ل ” عاصم “، فمد يده وهو يردف :
قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال "معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي". يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
_ مين بيتصل، وريني.
_ لا مش لازم، زمايلي في الكلية.
ضيّق عيناه ولازال يده ممتدة، فزفرت بإستسلام وهي تعطيه هاتفها، عندما نظر للاسم كان ذكر، فرفع الهاتف وهو يجيب قائلاً :
_ الو!
ـ لو سمحت ممكن اكلم ” يارا ” ـ
اجابه الطرف الآخر، فظلت انظار ” عاصم ” معلقة عليها وهو يردف :
_ أنا خطيب ” يارا “، انفع ؟
أحمّر وجهها بحرج وهي تعض على شفتيها، فأسمتع ” عاصم ” للشاب وهو يجيبه :
ـ الف مبروك ” يارا ” مقالتلناش، أنا بس كنت عاوز اعرفها إن فيه كورس المفروض ناخده قبل تالتة، أنا آسف لو ازعجتكوا ـ
_ بعد كدة خلى واحدة من زميلاتها البنات تقولها، مش لازم تتعب نفسك وتتصل الساعه سته الصبح.
ـ أنا آسف مرة تانية ـ
أغلق ” عاصم ” الخط، ورفع حاجبه بوجهها، تحمحت وهي تنهض قائلة :
_ الوقت فاتنا يلا بقا تصبح على خير.
_ اقعدي مكانك يا ” يارا ”
جلست بسرعة وهي تنظر حولها، عندما اطال صمته التفتت له قائلة :
_ ايه يعني أنت هتربيلي الرعب ليه؟، دة زميلي واحنا شلة أصلا في الكلية، بس مفيش ولاد كتير والله دة هما تلاته بس وكمان مرتبطين ببنات من الشلة يعني انا مليش دعوة أساسا بحد فيهم أوي، هو بس ” إيهاب” رغاي و عبيط يعني هتلاقيه مش قصدي يتصل في الو..
_ ششش خدي نفسك، إيه انفجرتي ليه وأنا لسه متكلمتش أصلا
قاطعها ” عاصم ” وهو يبتسم رغماً عنه، رأى كيف صمتت وهي تنتظره أن يكمل حديثه، فأقترب منها قليلاً بجلسته فأردفت بتحذير :
_ ” زيدان ” لو بص من بلكونته لقاك قريب كدة هينزلك.
_ عمي ” عثمان ” قايله ملهوش دعوة بينا، وبعدين متغيريش الموضوع
نظرت له بحنق ولكنها لم تتحدث، تنهد ” عاصم ” وهو يخفض صوته قائلاً :
_ أنا هكلمك بكل هدوء، مفيش حاجة اسمها زمايلي الولاد، متقعديش معاهم في الكلية ومتسجليش ارقامهم، مسمحولك بس تكوني في الجروب اللى عاملينه كلكوا وعلى قد ما تقدري متاخديش وتدي معاهم في الكلام، حلو ؟
_ حاضر.
اندهش من استجابتها السريعه، فانفلتت منها ضحكة بسبب تعابير وجهه المندهشة، ثم تحدثت وهي تنظر له بأبتسامة عابثة قائلة :
_ إيه فاكرني هتخانق معاك و اقاوح؟، متقلقش الحاجة الوحيده اللى مش هقاوح معاك فيها هي الغلط، اصل حتى لو أنا بعمل الغلط يعني هيفضل غلط مش هقدر اتكلم فيه.
امسك رأسها يقبلها فصفعته بخجل وهي تبتعد بوجه محمر، ونظرت لأعلى لتتأكد من أن المنزل بأكمله نائماً، ورفعت سبابتها بوجهه قائلة بتحذير :
_ اياك تكررها، والله هقول لـ ” زيدان ”
ابتسم وهو يمسك بكوب قهوته قائلاً :
_ مقدرتش اعدي العقل دة من غير ما ابوسو.
نظرت بجانبها وهي تبتسم، فهمس وهو يخبط كتفه بكتفها قائلاً :
_ شوفتك.
_ بس بقا يا ” عاصم ” انت مش عاوز تنام ؟، الساعة داخلة على سبعه الصبح
ارتشف من قهوته وأمسك يدها بيده الأخرى غير أبهاً بالتذمر الذي خرج من شفتيها قائلاً :
_ لا مش عاوز انام، أنا فايق اهو
عشان إنتِ والكافيين؛ كافيين.
هذه المرة لم تمنع نفسها من الابتسام وابتسمت بوجهه بحُب، لم يَعُد يهمها أن يعلم أنها تحبه ام لا، كل ما تريده الآن هو أخباره كيف أحبته، كيف كانت تنظر له كلما يحدثها بنظرات عاشقة، لا تعلم كيف لم يراها، فكلما كان بقربها كان قلبها ينبض بطريقة مختلفه عن أي شئ شعرت به يوماً،
تنهدت وهي تتركه مُمسك بيدها، واكملوا حديثهم الذي لا ينتهي أبدا كلما كانوا سوياً..
7
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
أحيانا يجب عليك إتخاذ قرار مصيري بعدة دقائق، لا تترك لنفسك فرصة التفكير فيما سيعود عليك عندما توافق على شئ ما أو ترفضه، ويكون من المؤلم أكثر عندما تُضع أمام أمرٍ واقع، لا تعلم أين تذهب او كيف تهرب،
فعندما تنظر على يمينك تكون هناك نيران، وعلى يسارك الشئ ذاته، فحينها يجب عليك الإختيار أيهما ستكون أخف،
ايهما حريقهم لا يترك الندوب.
جلست ” بلقيس ” على كرسي أمام غرفتها بوضعية جامدة وهي ترى رجل الدين يتحدث بينما هي لا تستمع حتى لما يقول،
جلس على الأريكة أمامها وبجانبه جلس ” مازن ” و والدها، كانت نظرات الهلع التي تعتري ملامح والدها تُخيفها، ولم يغب عن عيناها كيف تمتم ” مازن ” بكلمات بأذنه زادت من هلعه،
لن تتركهم يحددوا مصيرها، لذا نهضت قائلة وهي توقف رجل الدين عن الحديث :
_ انا مش موافقة.
رأت كيف نظر لها ” عزيز ” متعجباً من رفضها، فكانت تلك خطتهم وهي جعل ” مازن ” يتزوجها، ولكنها ظنت أن هذه ستكون زيجة عادية، ستطول خطبتهم حتى تعلم هل هي تقوم بالقرار الصحيح ام لا، فالبنهاية لم تكن متأكدة بعد من قدرتها على تغيير ” مازن “، ولا تريد أن تلقي بنفسها في زواج مع رجل صديقه المقرب هو الكأس، لن تعيد تجربة والدتها أبدا
نهض ” مازن ” وهو يقترب منها، ثم تحدث بصوت مرتفع لهم قبل أن يدلف لغرفتها:
_ توتر العروسة، هتكلم معاها واجي، كمل يا شيخنا كمل.
عندما لم تتحرك ” بلقيس ” لتدلف خلفه همس من بين التحام أسنانه :
_ أنا محترمك، مش عاوز امسك إيدك ادخلك غصب
كانت عيناه غاضبة، ولأول مره ترى كل هذا الغضب يشع منه، دلفت خلفه وتراجعت عندما أغلق بابها، رأته يحوم بالغرفة ونظرت له بترقب بأنتظار حديثه، ربما كان يحاول التهدئة من غضبه لذا تنهد والتفت لها قائلاً :
_ انا مش قايلك أن اخرة الخطوبة دي هيبقى جواز ؟, يعني ايه مش موافقه ؟
لن تسمح لخوفها من غضبه أن يثنيها، فرفعت رأسها وهي تجيبه بهدوء دون المخاطرة بإزدياد غضبه:
_ وهي فين الخطوبة دي!، احنا لسه مخطوبين اول امبارح.
اقترب منها خطوة فتراجعت مثلها، كانت تنظر له بحذر شديد ورأت كيف وضع قبضتيه بجيوب بنطاله، تحدث بصوت منخفض، فحيح أثلج قلبها :
_ بصي يا ” بلقيس “، إنتِ اللى بدأتي اللعبة دي، إنتِ اللى دخلتيني البيت هنا على أساس اني هكون جوزك، أنا مستحيل اكون لعبة في ايد واحده زيك، قولتلك أن اللى إنتِ بدأتيه أنا اللى هنهيه
ثم ابتعد عنها وهو يرفع رأسه وينظر لها لأسفل، يذكرها بمدى صغر حجمها أمامه، وأكمل حديثه قائلا :
_ وانا النهاردة حسيت اني مش هقدر انام غير لما تكوني مراتي، يبقى البسي كدة حاجه حلوه لطيفه و اخرجي ببسمة على وشك عشان نمشي الجوازة لأنك مهما تعملي مش هغير رأيي
النهاردة إنتِ هتنامي في بيتي، بيتنا.
توقفت دقيقة لا تعلم بما تجيب، لا تعلم حتى ماذا تخبره لتخرج من هذا، كان الأمر بالنسبة له انتقام، ولم تعلم عندما تكون بمنزله بمفردها ماذا سيفعل بها، نظرت حولها تحاول إيجاد مخرج، وعندما رأت شرفة غرفتها مفتوحة ركضت وهي تقف أمامها قائلة :
_ لو مخدتش المأذون ومشيت، هموت نفسي يا ” مازن “.
نظر لها ببرود ولم يظهر عليه أدنى تأثر، وعندما اقترب منها رفعت قدمها قائلة بتهديد :
_ لو قربت هنط.
لم يتوقف وهو يصل لها، ثم امسك بها من ياقة عباءتها الخلفية وسحبها منها وهو يجعلها تقف أمام دولابها قائلاً :
_ بطلى هطل والبسي حاجة يلا عشان نخلص ونمشي.
التفت ليذهب ولكنها أمسكت به من معصم يده، نظر ليدها متعجباً أنها من بادرت هذه المره، ابعدت يدها قائلة عندما رفع أنظاره لها :
_ عاوزه منك وعد طيب.
_ رغم انك مش في موقف يخليكي تطلبي وعود، بس قولي.
رأى كيف توترت، وهذه المرة استطاع رؤية بعض الخوف داخل عيناها، فأقترب منها خطوة ناظراً لها وهو يتخلى عن موقفه الغاضب قائلاً بصوت هادئ :
_ قولي اللى إنتِ عاوزاه يا ” بلقيس “.
_ مش هتمد إيدك عليا أبدا ؟، حتى لو سكران.
نظر لها ولم يستطع احتواء غضبه عندما فكر في أن يكون والدها قد عنفها بيوم، ولكنها ترجمت غضبه بشكل خاطئ، فتحدثت بسرعة :
_ بابا كان كل ما ييجي سكران كان بيمسك ماما يعدمها العافية
ثم انخفض صوتها ناظرة أرضاً :
_ مش عاوزه اكون زيها
تضخم قلبه، وقد رقت نظراته وهو يراها لأول مره بشكل مختلف، لأول مرة استطاع لمس ضعفها و طبيعتها الأنثوية التي تطلب الأمان، فوضع اصابعه أسفل ذقنها وهو يرفع وجهها، ناظراً داخل عيناها قائلاً :
_ مش همد ايدي عليكي، حتى وانا سكران
أنا عمري ما هسببلك أذى جسدي يا ” بلقيس “.
_ أذى نَفسي بس يعني
اردفت بمشاكسة فأبتسم قائلاً :
_ يمكن، أنا هخرج عشان نخلص، مستنيكي
وطبعا متاخديش لبس من هنا غير بس اللى هتباتي بيه النهارده، وبكره الصبح هننزل نجبلك كل حاجة.
اومئت له دون حديث لأنها لا تعلم كيف تتعامل معه، تارة يكون حنوناً وتارةٍ غاضباً وذو حديث لاذع، أغمضت عيناها عندما أغلق باب الغرفة خلفه وهي تُتمتم لنفسها :
_ يا رب يكون دة قرار صح، يا رب استرها معايا.
اخرجت فستان باللون الأبيض، وعندما ارتدته لفت حجاب لونه، ولم تستطع إيقاف الدمعة التي سقطت من عيناها لأنه لا احد بجانبها الآن، لقد ولدت بمفردها وبعد وفاة والدتها أصبحت وحيدة اكثر، مسحت دمعتها، فما يُفيد بكاء النفسِ على النفسِ!، بدلاً من البكاء أمسكت بهاتفها وهي تهاتف ” نور ” وفتحت الكاميرا، عندما اجابتها كانت جالسة على سريرها
فأردفت بصوت مرتفع حالما رأت وجه صديقتها قائلة :
_ أنا بيتكتب كتابي
اعتدلت ” نور ” بجلستها بسرعة، وهمست بدهشة وهي تنظر بتمعن لـ ” بلقيس ” :
_ بطلى هزار، كتب كتاب إيه دة اللى الساعة اتناشر!!
ابتسمت ” بلقيس ” وهي تجيبها :
_ اقسم بالله كتب كتابي بيتكتب برا وانا بكلمك دلوقتي، وكمان هروح مع ” مازن ” على طول.
عندما استمعت لصوت ” عزيز ” يناديها تمتمت بسرعة :
_ طيب هروح دلوقتي، و وقت ما اعرف اكلمك هكلمك احكيلك كل حاجة.
_ أنا مبسوطالك يا ” بلقيس “، أن شاءالله تكون دي حياة احلى واحلى من اللى إنتِ عيشاها، ويهدي ” مازن ” ويكون شخصية كويسة عن ما بيظهر، أنا هدعيلك كتير.
تأثرت ب ” بلقيس ” وامتلئت بدموع لم تذرف، ثم تحدثت قبل أن تغلق :
_ شكرا يا ” نور “، شكراً انك بتثبتيلي في كل مرة إني اخترت صحبتي الوحيدة صح.
تنهدت وهي تُهدئ ضربات قلبها، وعندما خرجت رأت رجلان من يذهبون فعقدت حاجبيها بتعجب، فتحدث ” عزيز ” وهو يشرح لها :
_ الشهود.
اومئت برأسها ونهض والدها فجلست هي بجانب ” مازن “، نظر لها رجل الدين قائلاً :
_ موافقة ولا لا ؟
_ احنا كتبنا عموما ناقص امضتك.
تحدث ” مازن ” فنظرت له بحنق، واعادت أنظارها لرجل الدين مجيبة إياه :
_ موافقة.
اومئ لها وهو يمد قلم لها، فوضعت امضتها بالاماكن التي شاور بها، عندما أغلق الدفتر نظر بينهم قائلاً :
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير،
أنا مش عارف سبب الجوازة اللى بسرعة دي إيه، كل اللى هقولو ليكوا دلوقتي إنكو بقيتوا زوج و زوجة.
التفت لـ ” مازن ” وهو يكمل حديثه :
_ دي بقت منك، شرفك، اللى يهينها يهينك واللى ييجي عليا يبقى كأنه جيه عليك بالظبط، لازم دايما تكون حنون عليها وطيب وتحسسها بالأمان، إن حسستها بالأمان والطمأنينة والاستقرار هتديك عينيها، دي فطرة فيهم يا ابني
اومئ له ” مازن ” متأثراً بالحديث، فحول أنظاره لـ ” بلقيس ” قائلاً :
_ طبعاً عارفة واجباتك، بس هأكد عليكي واقولك إن طاعة زوجك واجبة في أي شئ ما دام لا يغضب الله.
اومئت ” بلقيس ” مبتسمة، فنهض رجل الدين وهو يبارك لهم للمرة الأخيرة ذاهباً، مد ” مازن ” شئ لـ ” بلقيس ” فعقدت حاجبيها وهي ترى بطاقتها، فتمتم وهو ينظر لها :
_ شكلك في البطاقة نتن.
1
غضبت وهي تجيبه قائلة :
_ وانت خدت بطاقتي ازاي يا بني آدم
_ انا واخد بطاقتك من ساعة يوم الخطوبة لما سبتي شنطتك معايا وروحتي الحمام، وخدت صورتك اللى كانت في السي في اللى في الشركة، اومال كملت الورق منين، من عند أمي
اجابها دون النظر لها، فهمست بصوت منخفض :
ـ حرامي.
مد يده وقام بقرص خصرها قائلاً :
_ سمعتك.
أحمر وجهها ونظرت له بغضب على لمسه لها، فأبتسم بأنتصار وهو يرفع كتفيه قائلاً:
_ مراتي.
وكأنه استوعب لتوه معنى تلك الكلمة، فتغيرت ملامح وجهه وهو ينهض قائلاً :
_ يلا عشان نمشي.
امسكت الحقيبة الصغيره التي جمعتها، وضعت بها عدة منامات وغيارات لها، نظرت لوالدها الذي كان جالساً بصمت، نهض يقترب منها فوقف ” مازن ” أمامها بحماية،
جعلت نبضها يهرب وهي تنظر لظهره العريض وهو يداريها من والدها، سمعت صوت والدها قائلاً :
_ هسلم عليها بس.
عندما نظر لها ” مازن ” من خلف كتفه اومئت له بتردد، فأبتعد من أمامها ولكنه لم يترك جانبها، اقترب والدها منها وكانت أنظاره ترتفع لتنظر ل ” مازن ” بتوتر، ولكنه قام بضمها، تيبس جسدها بعدم راحة، أنها المرة الأولى التي تكون قريبة منه لهذا الحد، ورغماً عنها شعرت أن ذلك الشعور غير مألوف،
أغمضت عيناها كي لا تتسرب دموعها رغماً عنها، عندما ابتعد والدها لم يعطيه ” مازن ” فرصة للتحدث وهو يمسك بيدها لكي يذهبوا، نظرت لشقتها للمرة الأخيرة وذهبت معه
لم تستطع الرد على مباركة ” عزيز ” وحتى لم تدرك كيف كانت بداخل السيارة الآن، وتمكن منها الفزع وهي تفكر بالحياة الجديدة تماماً التي وضعت بها لتوِّها، نظرت بجانبها وهي تراقب ” مازن “، ومن النظرة البعيدة التى على وجهها كانت تعلم أن الأمر لم يكن سهلاً عليه أيضا.
عندما توقفت السيارة توترت ” بلقيس “، ولكن ” مازن ” فتح بابها وهو ينتظر منها الخروج، عندما فعلت أخذ الحقيبة من يدها، وهو يمد مفاتيحه لـ بواب العمارة قائلاً :
_ دي المدام يا عبده، لو طلبت منك حاجة هاتهالها.
_ الف مبروك يا بيه، دة أنا عينيا الاتنين
لم تتحدث ” بلقيس ” أبدا عندما استقلوا المصعد، وعندما مد يده ليمسك بمفرقها وهو يدخلها داخل الشقة، نظرت حولها بهدوء، فسمعت صوت ” مازن ” خلفها بعدما أغلق الباب
_ اتفرجي براحتك، بس دي اوضتي متدخليهاش، هتلاقيه فيه تلت أوض تاني، اوضه فيها مكن جيم، واوضة فيها سرير، والاوضة التالته فيها كنب انتريه يعني وكدة بس الكنبة بتتعمل سرير، اختاري واحده منهم تكون اوضتك.
شعرت به يفتح باب الشقة، فألتفتت بسرعة قائلة :
_ رايح فين؟
لم يلتفت لينظر لها، وكان سيذهب ولكن ربما غير رأيه لأنه اجابها قائلاً :
_ الشقة مفيهاش اي حاجة تتاكل، هروح اجيب شوية جبن وحاجات خفيفة لحد ما ننزل سوى بكرة.
ثم تركها واقفة تتعرف على منزلها الجديد وخرج وهو يغلق الباب خلفه، تنهدت ” بلقيس” وذهبت لتأخذ حقيبتها التي تركها على الأريكة، فتحت الغرف وهي تبحث عن تلك التي يوجد بها سرير، و وعدت نفسها أن تنظر بتفحص غداً، ولكن كل ما تريده الآن هو التغيير والسقوط بالنوم، لعل غداً يكون أفضل..
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
وقفت ” نور ” بتوتر أمام ” علي ” الجالس على مكتبه بالمطعم الخاص به وكانت تقف بجانبها ” جنة “، لم تكن تعلم من أين تبدأ بالحديث، فتنحنحت قائلة :
_ احم، كنت عاوزه اطلب من حضرتك طلب يا استاذ ” علي “.
_ اتفضلي يا ” نور ” اطلبي اللى إنتِ عاوزاه.
اجابها ” علي ” وهو سعيداً برؤيتها تقف امامه داخل مساحته الخاصه، كان يسير خلفها منذ يومان ولكنه لم يكن يحادثها، وكما اتفقا كان فقط يتأكد من وصولها سالمة للمنزل، كان قد اشتاق لصوتها لذا كان أكثر من سعيد بتنفيذ اي طلب ستطلبه منه الآن، أستمع لصوتها قائلة :
_ بصراحة يا استاذ ” علي “.
توقفت وشعرت ب ” جنة ” تنغزها بمرفقها قائلة بهمس :
_ اتسهوكي شوية.
أحمر وجه ” نور ” ولكنها ابتسمت وهي تُلين ملامحها قائلة بصوت مرتفع بينما تمد يدها أمامها قائلة :
_ ” علي ” ممكن ” جنة ” تيجي معايا المنيا تقعد اسبوع تغير جو ؟.
كانت ترمش بعينيها بطريقة مضحكة، فأنفلتت ضحكة من ” جنة ” على تعابير وجهها، كانوا ينظرون ل ” علي ” بترقب وهو ينظر بينهم، لقد رأى إنها تخلت عن منادتها بـ استاذ فقط كي ينفذ طلبها ولم تكن مخطئة تماماً لأنه بتلك اللحظة كان سيخبرها أنها إن أرادت أخذ شقيقته لآخر الدنيا لن يعترض،
ولكنه سيطر على نفسه وهو يردف بهدوء :
_ للاسف مينفعش، إنتِ عندك قرايب ولاد أكيد مش هينفع تقعد معاهم في نفس البيت.
_ مين قالك على قرايبي الولاد؟
استفهمت وهي تنظر بينه وبين ” جنة ” فأبتسمت ” جنة ” بأعتذار قائلة :
_ ساعات ببقى رغاية حبتين.
تنهد بأرتياح عندما سمع ” جنة “، لقد كان يعلم عن عائلتها بأكملها منذ زمن، حتى إنه لم يتذكر أن تكون ” جنة ” أخبرته بأي شئ عن عائلة ” نور ” يوماً، ولكن كل ما يهم الآن إنه تم إنقاذ الأمر، فألتفتت له ” نور ” مجدداً قائلة :
_ الاسبوع دة قبل فرح ابن عمي ” دياب ” احنا عندنا بنعمل سبع ليالي، كل الستات هتبقى في بيتنا، والرجالة هيبقوا في بيت ال ” مهران “، يعني صدقني هنبقى كلنا بنات بس، وحضرتك كمان عاوزه اعزمك أن شاءالله تيجي يوم الفرح و تاخدها وتمشي، ها إيه رأيك ؟.
1
لم يكن يريد رفض طلبها، ولكنه لم يترك ” جنة ” أبدا تغيب عن ناظريه، وبنفس الوقت لم يستطع التفريط بنظرة ” نور ” وكونها المرة الأولى التي تطلب منه معروفاً، ثم فكر أنه إن ترك ” جنة ” تذهب معها سيكون لديه الفرصة أيضا للذهاب و التعرف على عائلتها، لذا أتخذ قراره وهو ينظر بينهم قائلاً :
_ لو هتتصل بيا كل شوية، و اول ما اتصل عليها أو ابعتلها ترد عليا ولو هتخلي بالها من نفسها موافق.
_ حاضر والله هعمل كل كدة.
تحدثت ” جنة ” بسرعة وهي تركض تجاهه، مالت بجسدها وهي تقبل وجنتيه وتعانقه، رأى ” نور ” تنظر بعيداً بإبتسامة، عندما ابتعدت ” جنة ” قالت ” نور ” وهي تنظر له :
_ انا أن شاءالله هخلي بالى منها، متخافش هرجعهالك حته واحدة.
اردفت اخر حديثها بمشاكسة وهي تلاعب حاجبيها، ابتسم ” علي ” واومئ لها، فأخبرته ” نور ” قبل أن تذهب قائلة :
_ بابا هيبعتلى عربية بكرة الضهر كدة، أنا همشي بقا عشان لسه عندي شوية شغل، مش هروح على طول.
كان يعلم أنها تقصد أخباره بذلك كي لا يذهب وراءها من الآن، فأومئ برأسه لها وهو يودعها وذهبت ” جنة ” معها لتعود لمنزلها، أراح رأسه على كرسيه وهو يحاول استنشاق رائحتها التي تركتها خلفها مُغمضاً عيناه، كان سيتنازل عن أي شئ كي يراها كل يوم، أصبح كل ما يريده هو سماع صوتها الهادئ والنظر لها أثناء حديثها، مراقبة كيف تتحرك يديها بحماس عندما تسرد شئ ما عن عملها أو عائلتها، كانت ” نور ” كل ما يريده،
لم يكن بباله أبدا إنه سيجتهد ليستطيع فتح مطعمه الخاص، ولكنه عندما رأها و وقع بحبها علم أنه يجب أن يكون لديه مصدر دخل جيد، فكان بالنهار يعمل بمطبخ خاص بمطعم، ويوصل طلبات مطعم آخر بالليل، لأنه لم يغيب عن باله إنها طبيبة بينما هو لم يكمل تعلميه، وتمنى ألا تكون تلك مشكلة أمام أهلها، فهمس لنفسه وهو ينهض ليذهب لعيادتها كي ينتظرها:
_ لازم تفتح فرع تاني، لازم.
ركب سيارته وهو يذهب، و وقف أسفل عيادتها وهو يرى شرفتها مضاءه، انتظر بصبر حتى رآها أخيرا بعد مرور ساعتين، كان يعلم أنه إن عرض عليها إيصالها بسيارته سترفض، لذا كالعادة ترجل من سيارته وحينما رأته أضاءت عيناها بطمأنينة و اومئت برأسها بتحية بهدوء وردّها لها،
سار خلفها ولكن هذه المرة عندما وصلت لشارعها وقف وهو ينادي عليها، وعندما توقفت ونظرت له بإستفهام أردف :
_ انا خليت ” جنة ” تروح معاكي عشان مهانش عليا اردلك طلب
ابتسمت بخجل وهي تنظر حولها، فأقترب خطوة وهو يكمل حديثه :
_ بس انا مليش غيرها يا ” نور”، اوعديني تخلي بالك منها، دي اول مرة في حياتها تقعد في مكان أنا مش فيه.
_ متقلقش، صدقني البلد عندنا أمان جدا، وانا مش هخليها تغيب عن عيني.
اومئ برأسه بأمتنان فأبتسمت له وهي تذهب، وقف ينظر لها، وكان يعتقد أنه ككل مرة ستصعد لعمارتها دون أن تتحدث، ولكنها هذه المرة التفتت وهي تنظر له بخجل قائلة :
_ تصبح على خير يا ” علي “.
ابتسم بسعادة ولم تنتظر إجابته وهي تختفي عن أنظاره، مد يده يرفع نظارته فوق جسر انفه، بينما حك خلف رأسه قائلاً وهو يذهب بطريقه :
_ وإنتِ من أهله يا ” نوري “.
كان يدندن وهو يعود لعيادتها ككل يوم، كي يأخذ سيارته ويذهب للمنزل، ولكنه عندما كان يمد يده ليفتح باب سيارته شعر بشئ معدني ينغز ظهره، فنظر بجانب عينه بحذر وهو ينظر حوله ولكن الشارع كان فارغاً وصامتاً، عندما كان سيلتفت تم دفع الشئ المعدني بحده أكثر
فتسارعت ضربات قلبه وهو يوقن أن ذلك سلاحاً،
رفع يديه بإستسلام وكل ما كان بباله هو طريقة ليستطيع الالتفات دون أن يصاب، تحدث صوت غليظ خلفه قائلاً :
_ متحاولش تعمل حاچه أكده ولا أكده.
4
اومئ ” علي ” برأسه سائلاً :
_ انت مين ؟.
لم يجيبه، عندما ازال سلاحه كان ” علي ” سيلتفت ولكنه شعر بضربه شديده على رأسه، حاول إبقاء عيناه مفتوحه ولكنه لم يستطع، ورحب بالظلام الذي استقبله.
6
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
علي علي يا علي 😂😭
لسه مخلصه البارت حالا، وطبعا صحابي هيقيموا عليا الحد لو استنيت لحد بكره ومنزلتوش، فابما أن الساعة عدت 12 يبقى أحنا كدة الخميس خلاص 😂😍
اي رأيكوا ف الاحداثثثث
السرد بتاعي حلو ولا لا يولاد 🙈
ولا اوريكوا فصاحة اللغة اكتر من كدة ؟
احسن تقولولى دة سرد ركيك ولا حاجة أنا بسهلها عليكوا على فكرة 🤨
- لقراءة باقي فوصل الرواية أضغط على (رواية ايروتومانيا هوس العشق)