روايات

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الخامس عشر 15 بقلم شاهيناز محمد

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الخامس عشر 15 بقلم شاهيناز محمد

 

البارت الخامس عشر

 

لم أكن أعلم أبدا أنه بيوم يمكن أن يتحرك القدر لأجلي،
بعدما كُنت كل ما أريده سماع صوتك الآن أجدك أمامي،
واقفة بكُل مَجدِك مُبتسمة لي،
يسألوني كيف علمتُ أنها هي،
إن لم يكن نبض قلبي حينما رآك كافٍ،
فصوتك الذي قُمت بتسجيله داخل عَقلي أكثر من كافٍ.

_ من زيدان إلى جنة.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

دلف ” مازن ” لشقته وهو يدرك إنه تأخر بالخارج أكثر مما كان يخطط، ولكن تفكيره أخذه وكان يريد الجلوس بمفرده ليقوم بأستيعاب ما حدث، فبعدما كان يقدس حريته وعدم تقييده بأي وعود أصبح الآن رجلاً متزوجاً، ولم تكن زوجته بإمرأة عادية، كانت تستحق رجلاً مثالياً مثلها تماماً، ولم يكن قادراً على التفكير هل استغل السبب الذي وضِع أمامها وتزوجها لأنه تصرف بأنانية ورغب بالاحتفاظ بها بنفسه، أم كان بالفعل رجلاً شهماً وأن كانت أي امرأة بمكانها كان سيفعل ذلك!!

تنهد وهو يلاحظ هدوء المنزل، وكأنه لم يجلب روح أخرى إلى هنا منذ بضعة ساعات، نظر لساعته وكان قد تأخر بالخارج خمس ساعات والساعة الآن الخامسة صباحاً،
توغل القلق لقلبه من فكرة أنها ربما تكون قد ذهبت، فدلف للمطبخ وهو يضع الاكياس التي قام بشراءها، وركض للخارج مجدداً وهو يذهب للغرفة التي بها السرير وكانت هُناك

وقف بدهشة ناظراً لجسدها المغطى،. لاحظ البرودة بالغرفة، فأمسك بريموت التكييف وهو يخفضه قائلاً بصوت منخفض :

_ ايه كان نفسك تعيشي في القطب الشمالي.

كتم انفاسه عندما تحرك جسدها ظناً منه أنها ستمسكه الآن واقفاً يحدق بها، ولكنها تمتمت بشئ ما وهي تعود للنوم، فلم يستطع منع الإبتسامة التي شقت وجهه عند إدراكه أنها تتحدث وهي نائمة، كانت تضع شئ ما على شعرها فعبس هامساً:

_ هي محجبه وهي نايمة كمان!

رأى أنها كانت ترتدي بجامة بأكمام طويلة، ولكنه رغم ذلك شعر إنه من الخاطئ النظر لها، لذا ابتعد بهدوء وهو يغلق الباب خلفه ذاهباً لغُرفتهِ، بعدما قام بالاستحمام وتغيير ملابسه تمدد على سريره، ولأول مره ينام وهو يشعر أن هناك أحد بالطرف الآخر سيكون بجانبه إذا حدث له شئ.

بعد عدة ساعات استيقظت ” بلقيس ” بسبب الضوء المتسرب من نافذتها، وعندما فتحت عيناها انتفضت جالسة وهي تلاحظ أن تلك ليست غرفتها، ولكنها تذكرت كل ما حدث بالأمس، فنظرت للشرفة وهي تبتسم قائلة :

_ اول يوم ما اصحاش فيه على صوت عم سعيد بتاع الطماطم

عندما نهضت ونظرت لباب الغرفة كان مغلقاً ولكنها كانت متأكدة أنها أمس تركته مفتوحاً بعدما استيقظت لتصلي صلاة الفجر ولم تجد ” مازن ” قد عاد أرادت أن تشعر به عندما يعود للمنزل لذا تركت باب الغرفة مفتوحاً، ولكن يبدو إنه كان بالغرفة وهي لم تشعر حتى،
تمطعت وهي تزيل غطاء شعرها الذي تنام به للحفاظ عليه، ثم مشطته بيدها احتمالاً لرؤية ” مازن ” وهي في طريقها إلى الحمام، ولكن عندما خرجت لم يكن هناك صوت، فتحدثت لنفسها بسخرية :

قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال &quot;معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي&quot;. يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
_ ما اكيد هيفضل نايم بعد السهر برا دة كله.

دلفت الحمام وهي تغسل اسنانها و وجهها، وقررت الخروج لإعداد الافطار لهم ثم ستذهب لإيقاظه، وقفت بـ صالة المنزل وهي ترى الركن المصنوع بها، كان يحتوي على رخامة كبيرة وارفف بها العديد من الكاسات والزجاجات غريبة المظهر، فأعتقدت أنه ربما مطبخ كالذي تراه بالمسلسلات، ولكنها عندما اقتربت لتنظر بتمعن اكتشفت أن كل تلك الزجاجات عبارة عن خمور، فشهقت وهي تبتعد قائلة :

_ يا نهارك ازرق!، عامل بار في شقتك يا ” مازن “.

كان سيكون العمل معه صعباً، وفكرت لوهلة هل ستكون بالفعل قادرة على تغييره للأفضل ام لا، يبدو إنه متعمق بالأمر لدرجة كبيرة، تنهدت وهي تهز رأسها ثم بحثت عن طريق المطبخ حتى وصلت له، ولم تستطع منع سعادتها عندما رأت مدى اتساع حجمه، فكان شغفها بالطبخ يجعلها تتمنى دائماً أن يكون لديها مطبخ به كل شئ قد تحتاج له من أدوات أو طعام، ولكن لخيبة أملها لم تجد سوى ماكينة قهوة، وبعض الأواني التي ستساعدها فقط على إعداد افطار لهم

عندما فتحت الثلاجة كان بها اشياء من الواضح أنه جلبهم بالأمس اخرجت ما تحتاجه ثم اغلقتها، وبدأت بهدوء تحضير كل شئ، عندما انتهت وضعت الأطباق على الطاولة التي بالمطبخ، قائلة وهي تراجع ما قامت بأعداده :

_ شكشوكة وبطاطس وجبن ومربى وحلاوة، حلو أوي كدة.

ثم خرجت بكل اعتيادية ودلفت غرفته دون طرق، وكأنها اعتادت دائماً على فعل ذلك، عندما وجدت الغرفة لا يوجد بها أي ضوء ذهبت لشرفته وهي تفتح الستائر، ونظرت لهيكله الذي لا يظهر منه شئ عملياً بسبب الغطاء الذي يتكوم أسفله،
انتظرت منه التأثر بالضوء والاستيقاظ بمفرده ولكنه لم يفعل، لذا ذهبت وهي تمد يدها وتحرك كتفه قائلة :

_ ” مازن ” اصحى.

تحرك ولكنه لم يستيقظ، فقامت هذه المرة بتحريكه بعنف أكثر ورفعت صوتها وهي تردف :

_ اصحى يا ” مازن ” بقولك جهزت الفطار.

ابتعدت بفزع عندما انتفض بجسده جالساً، ونظر لها وهو غير قادر على فتح عينيه بالكامل بعد قائلا بصوت خافت :

_ إنتِ مين ؟

_ ام أمين.

نظر لها بعبث، وكأنه لم يستيقظ لتوّه ونصف عيناه مُغلقة قائلاً :

_ اللى بتيجي و تميّل.

ضحكت بصوت مرتفع عندما أكمل، وتأكدت الآن إنه استيقظ، فأردفت وهي توليّه ظهرها لتذهب :

_ يلا قوم بسرعة قبل ما الفطار يبرد.

اومئ لها وهو يفرك عينيه، ثم نهض و ذهب للحمام ليقوم بغسل وجهه، وبعدما انتهى دخل المطبخ وهو يرمي جسده على كرسي الطاولة قائلا وهو ينظر للطعام :

_ اعمليلي قهوة، أنا مبفطرش.

نظرت له وهي تضع أمامه الخبز قائلة :

_ اسمها مكنتش بتفطر من النهاردة مفيش قهوة من غير فطار.

رفع طرف شفتيه بسخرية وهو ينظر لها من أعلى لأسفل قائلا :

_ إنتِ عبيطة يا بت، ولا فاكرة يعني أنك هتمشي كلامك عليا.

تأففت عندما نهض وذهب تجاه ماكينة القهوة، و ربعت يديها قائلة بصوت مرتفع :

_ الحق عليا قومت وفضلت واقفة اعمل فطار، وقولت اكيد مداقش الشكشوكة قبل كدة.

سمعت بأنتصار وهو يوقف تشغيل آلة القهوة، وسأل وهو ينظر لها :

_ ايه الشكشوكة دي ؟.

نظرت له بخبث وهي ترفع الطبق بوجهه قائلة :

_ بيض بالطماطم والفلفل وشوية صغيره اوي بصل عشان بيديها طعم احلى، دوق.

نهضت من مكانها وهي تمسك بقطعة خبز بعدما قامت بملئها من الطبق، ومدت يدها تجاه فمه لتجعله يتذوق، ادهشه كيف تتصرف بأعتيادية، فقد ظن أنه سيستيقظ على صوت بكاءها أو ستبقى بغرفتها ولن تخرج منها، ولكنها لازالت تدهشه :

_ افتح بوقك يا ” مازن ” مش هتندم والله

اكتشف إنه غرق بتفكيره ناسيا يدها الممتدة، فتح فمه وهو يأخذ اللقيمة منها، ونظرت له بترقب وهي تراقبه يأكل، عندما ابتلع ذهب بصمت وجلس بمكانه وهو يبدأ بالأكل، فأبتسمت بسعادة وهي تضع شئ بعقلها
ـ الطريق لـ ” مازن ” يمر من معدته ـ
وقد كانت هذه لعبتها، وستفوز بها،

جلسوا بهدوء و لم يغيب عن ملاحظتها أنه تناول طبقه كاملاً، لم يتحدث حتى أثناء تناوله، نهضت عندما انتهت تاركة إياه يُكمل، ثم حاولت إعادة تشغيل مكينة القهوة ولكنها لم تستطع، ثم شعرت بوقوفه خلفها قائلاً :

_ استني هعلمك تعمليها إزاي.

ومدّ يده من جانبها وهو يُريها، و من الجدير بالذكر إنها لم تتحرك وهي تشعر به للمرة الأولى قربها لتلك الدرجة، عندما انتهى أبتعد ويبدو أنها الوحيدة التي كانت تشعر بالتوتر بسبب القرب، ولكنه استند بجسده على طاولة المطبخ الرخامية قائلاً :

_ خدتي بالك بقا ولا تركيزك مكنش موجود ؟.

نظرت له بحنق ولم تجيبه، فانفلتت منه ضحكة منخفضة ثم نظر لها وكأنه لتوِه أدرك شيئاً غريباً، فأقترب منها قائلاً :

_ اومال فين حجابك!!، دة إنتِ بتتحجبي وإنتِ نايمة اشمعنى دلوقتي ؟

ضحكت وهي تلتفت وتنظر له، ثم شرحت له قائلة :

_ بتحجب وانا نايمة إيه يا ” مازن “!، دة بونيه ساتان بيحافظ على الشعر من التقصف ويحميه من الاحتكاك بالمخده، ممكن تستغنى عنه لو تلبيسة المخدة نفسها ساتان

اومئ برأسه وهو لازال ينظر لها، فمدت يدها وهي تساوي شعرها من الأمام ظناً منها إنه اصبح أشعث، ولكنه نفى ظنونها وهو يخرج من المطبخ قائلاً بصوت مرتفع :

_ متخافيش شعرك مش منكوش، روحي البسي يلا عشان ننزل.

ابتسمت وهي تهز رأسها بلا فائدة منه، ثم شَرُعت بترتيب وغسل الأطباق التي تناولوا بها الطعام لكي تستعد، لازال أمامهم الكثير ليجلبوه.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

أحيانا القرارات التي تتخذها تؤدي بِك إلى طَريقٍ لم تكُن ترغب في السير به، ولكنك تكون مُجبر على إنهاءه، كم مِن قرارات اتخذناها سهوا و قادتنا إلى ما لا نُريد،
تسيرُ خَلف هواكَ، دونَ أن تعلم أن الهوى هلّاك.

_ يا ابني إنتَ غبي؟، بقولك خليه يعرفلنا مين دة وايه حكايته تقوم تخليه خاطفه ؟

استمع ” علي ” للأصوات حوله ولم يتبين من يتحدث، ولكنه لم يشأ أن يُنبههم إنه أستيقظ حتى يعلم من هم وما الذي أتى به إلى هُنا، أستمع لصوت رجل آخر يردف :

_ وانا مالى، ” منصور ” اللى غبي، قولتله هاته أما نشوف الدنيا كتعبير مجازي يعني مقصدش يجيبه بجد.

_ تعبير مجازي!!، ” منصور ” دة المعنى الحرفي لكلمة
ـ حرفيا ـ ، لو قولتله امك في العش ولا طارت هيطخك عشان بتقول على أمه حمامه
1

انطلقت ضحكة من مكان ما، واجاب الرجل قائلاً :

_ أنا مش مصدق اقسم بالله، الفكرة إنه هدده بالبندقية في نص الشارع قدام عيادة ” نور “، انت متخيل لو حد عمل بلاغ دلوقتي وفرغوا الكاميرات هيحصل إيه ؟

اطمئن قليلاً وفتح ” علي ” عيناه، وصمتوا وهم ينظرون له، كان هناك رجلان يبدون في سِنه نوعاً ما، أردف واحد منهم بأرتياح :

_ الحمدلله على الأقل مماتش.

اقترب منه ونظر ” علي ” له بحذر، ولكنه مد له هاتفه قائلاً :

_ فيه واحده عماله تتصل بقالها كام ساعة، رد عليها بس متقولش حاجة وانا هفهمك كل حاجة دة سوء تفاهم مش اكتر.

اومئ ” علي ” ومد يده يأخذ هاتفه، نظر في الساعة وكانت السادسة صباحاً، وبالتأكيد الآن تكاد ” جنة ” تنفجر قلقاً، وجد العديد من الرسائل منها والاتصالات، لذا اتصل بها، وحالما أجابت استقبل صراخها لدرجة أنه ابعد الهاتف عن أذنه قليلا، ورأى ملامح الرجلين تنكمش وربما وصلهم صوتها، فأردف قائلاً عندما صرخت بنهاية حديثها قائلة :

_ رد عليا انطق انت فين كل دة ؟

توّصل ” علي ” لكذبة منطقية بسرعة، وتحدث بهدوء وهو لا يزيل أنظاره من على الرجلين أمامه:

_ الولد اللى بيتعلم في المطبخ عندي اتدلق عليه اكل سخن، فاكنت معاه في المستشفى وشكلى هفضل معاه شوية، أنا آسف مجاش في بالي خالص اكلمك.

استمع لتنهيدتها المرتاحة، ثم أكمل حديثه قائلاً :

_ روحي مشوارك واتبسطي، وكلميني لما توصلي، ماشي ؟

_ حاضر، كدة كدة نص ساعة وهنزل ” نور ” قالت أننا لو وصلنا الضهر هيكون احلى، المهم خلى بالك إنت كمان من نفسك.

ودعها واغلق الخط، ثم وضع هاتفه بجيبه وعقد ذراعيه على صدره وهو ينتظر منهم تفسيراً، واحد منهم دفع الآخر قائلاً :

_ اتكلم انت يا ” دياب “.

التفت ” دياب ” للذي معه قائلاً بغضب :

_ يابني بقولك مش عاوزينه يعرف اسمنا تقوم تقولي يا ” دياب “، ماشي يا ” زيدان “.
2

ضحك ” زيدان ” بصوت مرتفع ولم يسعه سوى رؤية الكوميديا بالأمر، فأمامهم رجل قاموا بخطفه الآن وهم حتى لا يعلمون ماذا يخبروه، ولكن يبدو أن ” دياب ” تذكر سبب وجوده هنا بالمقام الأول، فأقترب منه قائلاً بهدوء :

_ بتمشي ورا بنت عمي ليه؟.

انتشرت ملامح الفهم على وجه ” علي ” ونظر بتمعن لأبناء عمومتها الذين بمثابة أشقائها، تنحنح وهو يعتدل بجلسته وكان يريد الظهور بأفضل مظهر وان يجعلهم يقعون بحبه كي يحصل عليها، كانو هم الطريق لها، فتحدث بصراحة قائلاً :

_ الدكتورة ” نور ” صاحبة أختي الوحيدة، ممكن اكون روحت عندها العيادة مرتين أو تلاتة، بس لاحظت وقتها راجل واقف دايما وباصص على البلكونة بتاعت مكتبها، ولما سألت الست إلى فاتحة محل الورد هناك قالتلى أنها بتشوفوا تقريباً كل يوم، وانا عارف من اختي ” جنة ” يعني إن هي هنا لوحدها فاحسيت إني مضطر اتطمن على سلامتها كل يوم لحد ما اعرف مين دة.

_ هي اختك اسمها ” جنة “؟

تمتم ” زيدان ” وهو يقترب منه، فنظر له ” دياب ” زاجراً وهو يتمتم بصوت منخفض لا يصل ل ” علي ” قائلا :

_ بجد والله!، يعني اللى لفت انتباه سعادتك في كل دة اسم أخته.

تنحنح ” زيدان ” بحرج، ثم اقترب من ” علي ” وهو يقول بينما يضيق عينيه بوجهه:

_ وايه يخلينا نصدق إنك صادق بقا ؟.

رفع ” علي ” كتفيه لأنه لا يستطيع الاثبات لهم حقيقة حديثه سوى أن تم سؤال ” نور “، لم يذكر أمر الرسائل التي تصلها لأن ذلك لن يفعل شئ سوى زيادة الأمر سوءاً، كان ” دياب ” ينظر له بتفحص، ثم نادى بصوت مرتفع قائلاً :

_ ” منصور “.

ركض رجل تجاههم من الخارج، وهو يتحدث بصوت مرتفع قائلاً :

_ اوامر چنابك.
1

نظر ” علي ” خلفه وهو يرى الرجل الذي كان يراقبها، فنهض على قدميه وهو يتجه ناحيته قائلاً :

_ ماهو اللى مفروض تخطفوه موجود أهو، إنت واقفلها تحت بلكونتها ليه ؟.

امسكه ” علي ” من تلابيب عباءته، فذهب ” زيدان ” وهو يفصل يديه ويأمر ” منصور ” بالذهاب قائلاً لـ ” علي ” من بين ضحكاته التي أصبحت خارجة عن السيطرة :

_ مش دة استنى بس هفهمك.

نظر ” علي ” له بغضب على ضحكه الغير مبرر، ولكنه لم يستطع التوقف ومال بجسده ممسكاً معدته قائلا:

_ عارف أن مش وقته بس مش قادر والله.

_ طيب انا شايف أن سوء التفاهم اتحل، أنا همشي.

تمتم ” علي ” وهو يلتفت ليخرج من المكان، كان يبدو مثل مخزناً قديما، يبدو أنهم اتخذوا مسألة الاختطاف بجدية قليلاً، كان يريد أن يتحدث مع ذلك الرجل، لازال يريد أن يعلم ماذا كان يفعل أسفل شرفتها
ومن هو الذي شاركه برؤية يومياتها، ضحكتها ولحظاتها العشوائية، لقد غلى دمِه داخل أوردته، لم يكن يحق لأي رجل أن يراها كما يراها هو،
شعر بيد توضع على كتفه، و سمع صوت ” دياب ” يردف بهدوء :

_ استنى، تعالى اقعد بس معانا شوية نفهم الدنيا احسن، وبعدين امشي.

اومئ ” علي ” برأسه، ثم راقب ” زيدان ” وهو ينادي على بعض الرجال الذين أتوا بكراسي لهم وأمرهم بتحضير ابريق شاي، وكان أخيرا توقف عن الضحك عندما وضعوا الكراسي وجلسوا أمام بعضهم البعض، أول من تحدث كان ” دياب ” قائلاً :

_ دة مش متربص ولا حاجة، ” منصور ” دة الراجل بتاعنا، من ساعة ما ” نور ” بدأت دراسة في القاهرة وهو وراها زي ضلّها، بس النقطة مش هنا.

ثم امال جسده للإمام تجاه كرسي ” علي ” وكانت تلك حركة الغرض منها هو إخافته، ولكنه كان جالساً ينظر لهم بلا مبالاة، فأكمل ” دياب ” حديثه قائلاً :

_ النقطة أن شايف السنين دي كلها!، ” نور ” ولا مرة خدت بالها من ” منصور “، ازاي انت مرتين ولا تلاته وخدت بالك؟

شعر ” علي ” التوتر ولكنه لم يُظهر، وقد عمّل عقله بسرعة ليتوصل إلى شئ ما يقنعهم، بالتأكيد لن يخبرهم أنه لاحظ ” منصور ” لأنه كان أيضاً يراقبها في الكثير من الأحيان، مد يده لرأسه بالمكان الذي ضربه الرجل به وهو يتأوه بألم مصطنع، ولكن لم يتحرك أحد منهم أو ظهر عليهم التأثر، ونظر له ” زيدان ” قائلاً :

_ ساكت ليه ؟

تأفف ” علي ” واختار الظهور بمظهر الرجل الذي لا يبالي بشئ، لذا بادلهم النظرات وهو يجيب بصوت هادئ قائلاً :

_ عشان أنا مش فاهم أنا بيتحقق معايا ليه ؟، المفروض تشكروني إني كنت بحاول اخلى بالي منها، وبعدين أنا معملتش حاجه وحشة ليها أبدا، حتى مكنتش بتكلم معاها كل اللى كنت بعمله إني كنت بمشي وراها لحد ما توصل البيت لو خلصت الشغل متأخر، ولو بقا ازاي شوفت ” منصور ”

توقف بحديثه وهو يبتسم داخلياً، لأنه كالعادة قد توصل إلى شئ ما، وأكمل حديثه ناظراً بينهم :

_ عيادة ” نور ” فيه قدامها بالظبط شارع زنق كدة صغير، الراجل بتاعكو مش بيقف غير فيه، وانا كنت ساعات بركن العربيه قدام الشارع دة فالمحته مرتين، وعشان عندي اخت بنت أنا اللى مربيها اتعودت إني أكون مركز وانا ماشي، فاحسيت بحاجة غريبه تجاهه ولما سألت ورده اكدتلي كلامي.

كان ” دياب ” لازال ينظر له، وكأنه يستيطع رؤية الحقيقة من خلاله، ولكن ” علي ” لم يسمح له بالتوغل، بل بادله بنفس النظرات الثاقبة، اقترب ” زيدان ” وهمس ل ” دياب ” بصوت وصل ل ” علي ” قائلاً :

_ أنا مصدقه، شكله راجل محترم.

_ حاسس وراه حاجة.

بادله ” دياب ” الهمس، ولم يستطع ” علي ” سول التحدث بسخرية قائلاً :

ـ أنا سامعكوا

تجاهلوه واومئ ” دياب ” أخيرا وهو ينظر بعيداً عنه، ثم نهضوا على قدميهم ونهض ” علي “، مد ” دياب ” يده قائلاً :

_ تمام، بنعتذر على سوء الفهم دة، وشكرا مش مضطر تمشي وراها تاني أو تكون قريب منها، انت شوفت ” منصور ” اهو مخلى باله كويس.

شحب وجه ” علي “، معرفتهم به الآن تعني أنهم سيجعلوا الرجل الخاص بهم يركز معه من الان فصاعداً وهكذا لن يستطيع مراقبتها مثلما كان يرغب، حاول التفكير بسرعة بشئ ما، ولكن وكأن عقله بهذه اللحظة بالذات قد تخلى عنه، عندما تنحنح ” دياب ” أدرك ” علي ” أن يده ممتده، فمد يده وهو يصافحه قائلاً :

_ انا اسمي ” علي عماد الشامي “، والدي و والدتي توفوا في حادثة وانا عندي تمنتاشر سنة، اشتغلت كتير عشان اقدر اوفر لأختي تعليم وحياة كويسه، دلوقتي أنا عندي مطعم و قربت اجمع فلوس الفرع التاني.

رأهم ينظرون بينهم بأستغراب، فتحدث ” زيدان ” قائلاً :

_ واحنا مالنا.

ابتلع ” علي ” ريقه، وترك يد ” دياب ” وهو يفرك يده ببنطاله لأنه شعر بتعرقها، ثم تحدث بثقة حاول تزييفها وهو ينظر بينهم قائلاً :

_ أنا عاوز اتجوز ” نور “.

سقط الصمت حولهم، ولم يكسره سوى ضحكة ” زيدان ” المرتفعة، نظر له ” دياب ” و ” علي ” بحنق، فحاول التوقف وهو يرفع يده بأعتذار، عندما توقف التفت ” دياب ” لينظر لـ ” علي ” مجدداً قائلاً :

_ تعالى معايا، هنروح البيت نقعد مع عمي، بس ممكن منقولش على موضوع الخطف دة ؟.

اومئ ” علي “، وعندما تحركوا ليذهبوا سار خلفهم، وسمع ” زيدان ” يردف ل ” دياب ” :

_ لازمتها اي نروح لعمي، ما نرفضه ويروح.

_ ونرفض ليه؟، عمي اللى ليه الحق يوافق أو يرفض و كدة كدة ” نور ” جاية في الطريق، هنشوف إيه اللى هيحصل.

اومئ ” زيدان ” ولم يجيبه، وتجاهلهم ” علي ” وهو يفكر فقط في الذي فعله، و قام عقله برسم وتخطيط العديد من الحلول التي سيقوم بأخبارها لـ ” نور ” كي توافق عليه، أما والدها فكان يعلم كيف سيظهر أمامه بالفعل،
1

عند توصله لكل شئ وضع يده بجيب بنطاله، ورفع يده الأخرى وهو يرفع نظارته فوق جسر أنفه بأبتسامة منتصره، فقد حان الوقت لرؤيتها داخل منزله..

وصلوا أمام منزل من طابقين، وتوقف ” زيدان ” قائلاً :

_ طبعا أنا مش هدخل، هروح على بيتنا.

_ هتضطر تقعد مع الحريم بقا معلش.

تمتم ” دياب ” وهو يحاول كتم ضحكته، فصفعه ” زيدان ” على كتفه قائلاً وهو يذهب :

_ على الأقل هشوف ” مهرة ” كل يوم.

عندما رأى ” دياب ” يحاول الإمساك به ركض وهو يضحك، نظر ” علي ” بينهم ولم يسعه سوى الشعور بالحسد، فقد قضى سنوات حياته دون أن يستطيع الحصول على صديق بجانبه، عندما نظر له ” دياب ” كانت نظراته ثاقبة وتململ ” علي ” بوقفته ولكنه لم يظهر على ملامحه أية تأثر، تحدث ” دياب ” وهو يقترب منه قائلاً. :

_ طب إيه رأيك إنت تمشي، وأنا هكلم عمي اشوف هيقول إيه، وكدة كدة أنا عازمك يا سيدي على فرحي الجمعه الجاية، وسيبلى رقمك وهكلمك.

اومئ ” علي ” وأمسك هاتف ” دياب ” عندما مده له، وكتب رقمه ثم قام بالاتصال على نفسه كي يحفظ الرقم، ودون أن يتحدث التفت ليذهب، فتمتم ” دياب ” خلفه :

_ طب استنى ابعت معاك حد يوديك الموقف.

_ شكراً أنا هعرف اتصرف.

اجابه ” علي ” دون النظر له، و وقف ” دياب ” ينظر له بتمعن، ثم نادى على رجل من لديهم قائلاً :

_ قول لـ ‘ منصور ‘ يعرفلي كل حاجة عن الراجل دة، ” علي عماد الشامي”.

اذا كان يريد الزواج من ابنة عمه التي هي شقيقته بالرضاعة كان يجب أن يعرفه أولا قبل عرض الأمر على ” عثمان “، هناك طاقة تنبعث من ” علي ” وكان ” دياب ” عازمًا على الإمساك بها.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

يضعك القدر دائماً أمام الاشياء المقدرة لك،
تعتقد انها انتهت، ثم تجد أنها تبدأ من جديد، بطريقة أخرى أفضل، و تقف بمكانك دقائق غير قادراً على استيعاب أن أكثر شئ أردته أصبح الآن أمامك، وأن ما كُنت تريد الذهاب إليه أتى اليك.

ترجلت ” جنة ” من السيارة وهي تنظر حولها بدهشة، فتحدثت ” نور ” بجانبها قائلة :

_ شايفة النور والزينة دي كلها بقا ممتدة لحد بيت ” مهرة ” بعيد عننا خمس دقايق كدة هتشوفيه من هنا.

ثم شاورت لها بيدها للمنزل، فأبتسمت ” جنة ” بأنبهار، وامسكت بيد ” نور ” قائلة :

_ مش عارفة اشكرك ازاي بجد يا ” نور “، أنا عمري في حياتي ما جربت اني أروح بلد، إنتِ عارفة ماما كانت وحيدة واخو بابا قاعد في المنصورة ومش بنروح عنده خالص هو اللى بيجي.

ابتسمت ” نور ” على سعادة ” جنة ” الواضحة، ثم أردفت وهي تمسك بيدها ساحبة إياها خلفها أولا قائلة :

_ الصحاب لبعضيها ياستي، تعالي بقا اعرفك على البنات جوا، ” دياب ” قالى أن الرجاله خلاص اتنقلت للبيت التاني، هدخلك وتشوفي اوضتك وبعدين هروح اسلم على بابا واجيلك بسرعة.

اومئت ” جنة ” لها، وعندما دلفوا للمنزل ركضة ” نادية ” تجاه ” نور ” وهي تقبلها وتعانقها قائلة :

_ حبيبتي يا بتي.

اغمضت ” نور ” عيناها وهي تقبل العناق الدافئ، لقد اشتاقت لكل شئ هنا، عندما ابتعدت اقتربت ” سمية ” وحتى هي كان يظهر عليها الاشتياق، وتمتمت بسخرية وهي تعانقها :

_ مكنش في بالى إني هتوحشك إكده يابت ” عزيزه “.

ضحكت ” نور ” وهي تعانقها، وعندما عرفتهم على ” جنة ” رحبوا بها بنفس الطريقة، همست ” نور ” لها قبل أن يقتربوا منها :

_ هيبقوا ست بوسات، عشان متتلغبطيش و البوسة تيجي في مكان تاني.

ضحكت ” جنة ” ولكنها استقبلت قبلاتهم وعناقهم بأرتياح لأنهم رحبوا بها، اردفت ” نور ” وهي تنظر حولها قائلة :

_ اومال فين ” يارا ” و ” مهرة ” ؟.

ابتسمت ” نور ” عندما رأت ” سمية ” تتشدق قائلة بسخريتها المعتادة :

_ ست الحسن فضلت صاحية هي و ” عاصم ” لوش الصبح و نايمة فوق، إنما ” مهرة ” نسيت تجيب حاجات من اوضتها فاراحت على بيتها.

_ طيب يا مرت عمي ممكن تنادي ذكية تطلع ” جنة ” أوضتها، وانا هروح اسلم على ولاد عمي وبابا واجي.

اومئت ” نادية ” وهي تمد يدها وتحاوط كتفي ” جنة ” قائلة :

_ طبعاً طبعاً دة أنا عيني.

ابتسمت ” جنة ” ونظرت لها ” نور ” مطمئنة إياها، ثم خرجت ركضاً من المنزل، وكانت متشوقة أكثر من أي شئ لرؤية والدها، حالما وصلت لمنزل ال ” مهران ” دلفت للداخل و وجدت والد ” مهرة ” واشقائها جالسون، فوقفت بتردد وهي تسألهم قائلة :

_ السلام عليكم، ممكن اعرف بابا فين ؟

نهض ” عصام ” شقيق ” مهرة ” الأكبر قائلاً :

_ يا الف أهلا وسهلاً ببنت مصر.

نظرت له ” نور ” دون أن تجيبه، كان الأكثر بغضا من بين اشقائها، وكان دائماً يضايقها منذ صغرها، سمعت والده ينهره قائلاً :

_ اجعد يا واد مش ألك دخل بيها، تعالي يا بتي هوديكي لابوكي.

ثم اقترب منها وهو يرشدها واضعاً يده على كتفها بتصرف أبوي وهو يناكشها قائلاً :

_ ابوكي و ” دياب ” و ” عاصم ” في اوضة بجالهم ساعات، تفتكري بيخططوا يجتلونا. ؟

ضحكت ” نور ” على فكاهته، وعندما وصلوا لباب الغرفة المعنية لم تطرق وهي تفتح الباب بسرعة، وحالما رأها والدها نهض من على كرسيه فاتحاً ذراعيه، فألقت نفسها بحضنه ولم تستطع منع عيناها من ذرف الدموع، وتمتم ” عثمان ” وهو يتمسك بها بشدة :

_ اتوحشتك جوي جوي.

ابتسمت وسط دموعها وهي تخرج من عناقه وتقبل سائر وجهه قائلة :

_ دة أنا اللى اتوحشتك والله، وحشتني اوي يا بابا.

اخر مرة رأته بها عندما ذهب لها منذ خمس أشهر، وكانت تلك مدة زمنية كبيرة بالفعل، عندما سمح لها بالذهاب شعرت بيد تسحبها، وعانقها ” دياب ” حاملاً إياها بمزاح قائلاً:

_ إنتِ لسه خمسة وأربعين كيلو ؟.

ابتعدت عنه وهي تصفع كتفه قائلة بسخرية :

_ انا اتنين وستين، معرفش لحد دلوقتي بتعرف تشيلني ازاي.

ضحكوا جميعاً وعندما فتح ” عاصم ” ذراعيه سحبه والدها قائلاً :

_ فاتح صدرك ورايح فين ؟

_ هحضنها، يعني اشمعنى أنا.

سحبها ” دياب ” بجانبه قائلاً :

_ طب أنا اخوها في الرضاعة إنت تحضنها ليه ؟.

تأفف ” عاصم ” بزهق مصطنع، ثم ابتسم بخبث وهو ينظر لـ ” دياب ” قائلاً :

_ طب على فكرة بقا، ” مهرة ” شافتك وانت قافش في ” نور ” و اتعصبت ومشيت.

نظر ” دياب ” للباب وكان مفتوحاً على مصراعيه، فأمسك بعباءته بيده راكضاً ليلحق بها، فأبتسمت ” نور ” وهي تهز رأسها، ثم اقتربت من ” عاصم ” قائلة وهي تلاعب حاجبيها بوجهه :

_ بقا كل دة بتحب ” يارا ” ها

قلب ” عاصم ” عيناه وابتسمت وهي تجلس وتتحدث معهم، شاعرة بأمان لا نهاية له،
فـ لا يوجد مأمن للإنسان أكثر من أن يكون وسط عائلته.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

كان من المقرر أن تأخذ ” جنة ” الغرفة الفارغة التي بجانب غرفة ” نور ” وكان بنفس الطابق هناك حمام وغرفة أخرى لم تكن تعلم لمن هي، ولكن عندما اوصلتها الخادمة لغرفتها ابتسمت وهي تشكرها قائلة :

_ شكرا، ممكن أدخل اخد دش هنا ؟.

_ أيوه يا هانم، الحمام فاضي.

اومئت لها وذهبت الخادمة وهي تغلق الباب خلفها، نظرت حولها بالغرفة بسعادة، أمسكت هاتفها وهي ترسل رسالة ل ” علي ” لتخبره بوصولها

ثم اقتربت وهي تفتح شرفة الغرفة وهي تنظر خارجها، قابلتها الخضرة بكل مكان، فأستنشقت نسيم الهواء وهي تبتسم براحة، اغلقتها خلفها وهي تدلف بينما فتحت حقيبتها لإخراج شئ لترتديه، كان المنزل بأكمله نساء لذا اختارت بيجامة منزلية، ثم خرجت لتذهب للحمام،
ثم رأت رجل قادماً بأتجاهها، فترددت خطواتها وهي تضع يدها على رأسها لتتأكد أنها لم تخلع حجابها، بينما هو نظر لها بإستغراب قائلاً :

_ حضرتك مين ؟

نظر ” زيدان ” للمرأة التي أمامه بتعجب، ثم تذكر أن ” نور ” ذكرت لهم إنها ستجلب صديقتها معها، فأبتسم وهو يقترب بينما يمد يده قائلاً :

_ أه، إنت صاحبة ” نور ” صح؟، أنا ” زيدان ” إبن عمها.

نظرت ” جنة ” ليده الممتدة بتردد، وشعرت أن صوتها لا يخدمها، لا تعلم هو أم لا، ولكنه نفس الإسم و أيضاً نفس الصوت، تنحنحت وهي تؤكد لنفسها إنه لن يعرفها من مجرد صوتها، لذا مدت يدها وهي تقبل يده الممتدة، وقبل أن تتحدث اردفت والدته وهي تقترب من خلفه قائلة :
3

_ كنت لسة جايه اخدك اعرفك عليها، دي ” جنة ” صاحبة ” نور “.

نظر لها وهو لازال يمسك بيدها بينما اردفت هي بإبتسامة مترددة :

_ اتشرفت بمعرفة حضرتك.

تغيرت نظرته عندما استمع لصوتها، ورغماً عنه اقترب خطوة وهو يقبض أكثر على يدها هامساً بصوت لم يصل لها :

_ HEAVEN.

3

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

طبعا الساعة بعد اتناشر يبقى أحنا كدة السبت معروفة 🤷😂

HEAV
كان اختصار لـ HEAVEN يعني النعيم أو الجنة.
1

المقابلة اللى مستنينها عموماً 😭

المهم ضحك ” زيدان ” في الأوقات اللى مش مناسبة دة بيفكرني بالظبط ب ” منة” صحبتي، لو واقفين بنزعق مثلاً مع حد أو بنتكلم في حاجة مهمة فامنة بتاخد جنب كدة وتضحك بس مش بتشارك في اي حاجة 😂😭
3

عموماً أنا بحب زيدان موت والله

 

 

ياريت نركز على قدرة ” علي ” في الكدب بسرعة وأنه بيلاقي حل في ثانية، ياريت نركز في تفاصيل شخصية ” علي” واي كلمة هو بيقولها 🤨

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى