رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم شاهيناز محمد
رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم شاهيناز محمد
البارت الحادي عشر
لِن لي، اتكئ عليّ لنُصحح ذلك سويًا،
أرى بِك شخصاً أفضل، وقد تحديت نفسي قائلة أنا استطيع إصلاحه،
كل ما اطلبه منك هو عدم دفعي بعيدا،
ألا تجرحني أكثر بكلماتك،
فكُل ما أُريده هو جعلك شخصاً أفضل.
_ مِن بلقيس إلى مازن.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
إن الفقد يكاد يكون من أصعب الأمور التي قد تواجهك، تظن إنه بمرور الوقت ستنسى وتتعلم كيف تتعايش مع غيّاب شخصاً كان يعني لك اكثر بكثير مما يظن، ولكن تمر سنوات وأنت لازلت تبكي كلما تذكرت، لا تستطيع رؤيته، أو حتى معرفة كيف أثر الزمن على ملامح وجهه وأظهر تجعيداته، فتجلس وتوقن أن الوقت ليس كافياً حتى.
كان ” علي ” يمر من أمام غرفة شقيقته بعدما كان يضع كوب الشاي الفارغ بالمطبخ، ولكنه استمع لشهقة صادرة من شخص يبكي، ولانه كان يعلم لما تبكي فتح الباب وهو يدلف دون طرق على غير عادته، ولكن كل ما كان يهمه هو طمئنتها، عندما شعرت به خلفها سمع صوتها تتحدث ببكاء :
_ أنا اسفه، عارفه أننا وعدنا بعض منعيطش عليهم تاني، بس بس..
لم تستطع اكمال حديثها وهي تجهش بالبكاء فأكمل ” علي ” نيابة عنها وهو يجلس بجانبها ناظراً للصورة التي تمسك بها :
_ بس وحشوكي اوي، مش كدة ؟.
اومئت له وهي ترفع أنظارها تنظر له بأعينها الباكية، عندما رأت الحزن يعتري ملامحه نظرت للصورة مجدداً قائلة :
_ ساعات بقعد أفكر بابا شكله دلوقتي كان هيبقى عامل ازاي!، وسيم بشعر ابيض مش كدة؟، لو كنت بس أقدر اشوفهم سوا وهما عواجيز هيفضلوا ينكشوا بعض برضو!
وحشوني اوي يا ” علي “، لدرجة اني ساعات بحس إن الحياة بيهم كانت هتبقى حلوة اوي
أنا عارفه انك مقصرتش معايا وكنت الاب و الام بالنسبالى بس غصب عني.
استمع لحديثها صامتاً، لقد مر الآن إحدى عشر سنه، وكان قد توقفوا عن الحديث عنهم لسنوات، ولكنه الآن أثناء استماعه لها، لم يستطع الصمت، وكان يريد هو أيضا إخراج ما كتمه كثيرا بقلبه، فتنهد قائلاً :
_ بيوحشوني أنا كمان، وساعات بفكر برضو الحياة كانت هتكون عاملة ازاي لو فضلوا موجودين معانا، بس أنا مينفعش اعترض على قدر ربنا، يمكن كمان بشكره اني يومها مخلتكيش تروحي معاهم، مش عارف كان ممكن يجرالي إيه لو خسرتك وقتها إنتِ كمان، إنتِ اللى خلتيني اكمل يا ” جنة ”
شعر بدمعة تتسلل من عينه ساقطة على وجنته ولكنه لم يمد يده ويمسحها، بل اكمل حديثه وهو يمسك بيد ” جنة ” قائلاً :
قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال "معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي". يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
_ كنت أقعد اعيط عليهم وأحس إني مش قادر وعاوز استسلم، بس بعدين أفكر فيكي وافكر انك دلوقتي بقيتي مسؤوليتي ولازم اعيشك حياة كويسه فاكنت بقوى و بقوم، و اقعد اتمنى أنهم يكونوا دلوقتي فخورين بيا و بيكي أننا ساندين بعض، عشان كدة طلبت منك نبطل عياط عليهم
1
اقتربت منه وهي تعانقه وقد جعلها حديثه تبكي أكثر، تشبثت بشقيقها وهي تهمس قائلة :
_ شكراً يا ” علي “، يمكن مقولتلكش دة قبل كدة بس إنت بطلي.
ابعدها عنه وهو يضحك بخجل بينما يزيل الدموع المتساقطة، و تنهدت ” جنة ” وهي تسأله بتردد :
_ هو أنت مفكرتش تفتح القضية ؟
_ مفيش قضية تتفتح يا ” جنة “، دي كانت حادثة، و وقتها عمي اللى اهتم بكل حاجة وقالي أن صاحب العربية النقل اللى خبطهم اتحاسب، وانا كنت يعتبر عيل لسه مفهمش في الحاجات دي.
1
تململت هي بجلستها، ورأى أن هناك شئ تريد أن تقوله، لذا تمتم وهو ينظر لها بترقب :
_ طب ولو متعمدة ؟.
هز رأسه ورغماً عنه افلتت منه ضحكة قائلاً :
_ الافلام التركي لحست دماغك، متعمدة إيه يا حبيبتي احنا كنا عيلة متوسطة وملناش أعداء ولا هنا ولا هنا، دة حتى أمك وحيدة يعني مفيش خناقات ورث، وابوكي عنده عمو “وائل” بس وملهمش ورث ودة راجل عايش في حاله واديكي شايفة أنه من ساعة ما أنا وقفت على رجلي وهو يدوب بيتصل كل فين وفين يسأل وخلاص.
1
اومئت برأسها مدركة عدم منطقية حديثها، جلسوا بصمت لبعض الوقت، ثم نهضت هي وهي تضع الصورة بجانب سريرها كمكانها المعتاد قائلة :
_ تعالى يلا عشان اغيرلك على الجرح، ” نور ” كلمتني من شوية تسألني غيرناه النهارده ولا لأ
ابتسم بسعادة وهو يذهب خلفها، وتحدث بصوت تتوغله سعادته بوضوح قائلاً :
_ عدى اربع أيام وكل يوم بتسأل.
التفتت شقيقته له و وضعت يدها بخصرها قائلة :
_ أنا مش مرتاحة لإعجابك بيها بالسرعة دي يا ” علي ” ولو قفشت عليك حاجه…
_ يا ستي اوعي بس عديني كدة، قال لو قفشتي عليا حاجة قال، هتقفشي عليا إيه يعني
2
ضيّقت عيناها عليه ولكِنه تهرب من نظراتها وهو يجلس على الأريكة ورفع تيشرته منتظراً إياها لتأتي كي تقوم بتغيير الضمادة، ذهبت وهي تجلس بجانبه وأخرجت ما تحتاجه وهي تبدأ بالقيام بمهمتها، وعندما انتهت دخل ” علي ” غرفته وهو يتمنى لها نوماً هنيئا،
حالما جلس على سريره امسك هاتفه، تردد قليلاً ولكنه كان متردداً بالفعل لأيام، لذا حسم أمره وهو يطلب رقمها في انتظارها لتجيب، وبعد دقيقه أتاه صوت ناعس قائلاً :
_ السلام عليكم.
_ إنتِ نايمة؟، أنا آسف لو صحيتك.
اجابها سريعاً ثم سمع أصوات بالجهة الأخرى وشعر بها وهي تعتدل بعجلة، ثم أستمع لصوتها مجدداً وكان أكثر يقظة الآن :
_ استاذ ” علي ” ؟
ابتسم وهو يستمع لها، سعيدا للغاية لأنها تعرفت على صوته بسرعة، أراح جسده على سريره واجابها قائلاً :
_ رجعنا لأستاذ بقا ليه، مانا بقولك يا ” نور ‘ عادي.
صمتت قليلاً ولكنها تنحنحت بعد ذلك قائلة :
_ حضرتك متصل دلوقتي والوقت متأخر، خير هو فيه حاجة ؟
عندما نظر للساعة شتم بصمت، لقد تبقى وقت قليل حتى يؤذن الفجر، فلم يعرف بما يجيبها فأردف بأول شئ جاء على باله :
_ الفجر قرب يأذن، قولت اقولك عشان ميروحش عليكي.
قابله الصمت على الجهة الأخرى، ثم أستمع لضحكتها المرتفعة ورغماً عنه بسبب الموقف الذي وضع نفسه به شاركها الضحك، عندما انتهت أردفت ولازال صوتها يحمل آثار ضحكتها :
_ طيب يا سيدي وأنا صحيت اهو، متشكرة.
لم يكن يريد إنهاء المكالمة معها، ولكنه كان يخشى أن تراه رجلاً لعوبًا ولا يأخذها على محمل الجد، لذا تنحنح واردف بالذي كان يريده :
_ أنا كنت عاوز أشكرك على اللى عملتيه معايا، لحد ما ” جنة ” تسمحلي بس انزل من البيت وهاجي أشكرك بنفسي في العيادة.
_ ملوش لزوم يا استاذ ” علي “، أنا عملت اللى أي حد كان ممكن يعمله.
كان ردها مقتضباً، وقد ندم بالفعل على الاتصال بها بهذا الوقت، لذا تحدث بهدوء قبل أن يغلق:
_ تمام، بعتذر مرة تانيه اني اتصلت في الوقت دة، تصبحي على خير.
ودون انتظار ردها أغلق الهاتف، نظرت ” نور ” لهاتفها ببلاهة وهو حتى لم يعطها فرصة للرد عليه، فتنهدت وهي تنهض من مكانها عندما سمعت الفجر يؤذن، وسيكون جيدراً بالذكر إنها بهذا اليوم ذكرته بدعاءها.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
ربما بمرور الوقت تجد أخيرا ما بذلت جهدك لتعثر عليه، وكل ما حاولت الوصول له يكون بين يديك، ولكن هي كانت مختلفة، كانت التحدي الأكبر الذي قابله على الإطلاق، ولكنه لم يعتاد التنازل، كل ما يضعه نصب عيناه يحصل عليه، هل ستكون هي استثناءه الوحيد ؟
..
_ الهاني سليمان دة بجد سخيف.
تمتمت ” يارا ” بحنق وهي تجلس بجانب شقيقها تشاهد التلفاز أثناء إذاعة المباراة، وكالعادة كان ” عاصم ” يجلس على الأريكة الأخرى بجانبه ” دياب “، فتمتم وهو لا ينظر لها قائلاً :
_ وإنتِ عاوزة الحارس ميصدش يعني، خلاص اتعودتوا أن لأزم كله يطبلكوا.
عندما نظرت له ” يارا ” ضحك ” دياب ” بصوت منخفض رادفاً :
_ ابتدينا.
وبالفعل لم تمر دقيقتين و ربعت ” يارا ” يديها وهي تلتفت بجسدها لتنظر له عندما صفر حكم المباراة ناهياً الشوط الأول من المباراة، اردفت بصوت مرتفع وهي ترفع حاجبها بوجهه :
_ اه احنا نادي الشعب وبنحب كله يطبلنا، تقدر تقولي حضرتك قاعد تتفرج على نادي الشعب ليه وسايب فريقك بيلعب ؟
تجاهل الجزء الاخير من حديثها، وهو لا يريد اخبارها أنه يحب مجادلتها حتى لو كان ذلك أمام التنازل عن مشاهدة فريقه، فأجابها وهو ينظر لها :
_ متضايقة ليه اني بقولكوا انكوا نادي الشعب ؟، تقدري تقوليلي انهي فريق في الدوري بيلعب مع كل الأندية الصغيرة الأول وبعدين يلعب مع الكبير ؟.
_ ولعت
تمتم ” زيدان ” عندما رأى نظرات شقيقته، ولم يتدخل لأنه يعلم جيداً أنها أكثر من قادرة على الرد، وبالفعل قومت جلستها ونظرت ل ” عاصم ” بإستخفاف قائلة :
_ اه، اهو دة بقا التخلف الكروي اللى يطلع من واحد زملكاوي زيك، قعدت تقول بيراميدز ليه لاعبتوها في الآخر، غريب رغم أننا لما لاعبناهم غلبناهم في الماتشين ومقدروش يعملوا حاجة، هتفرق في إيه نقابلهم في الأول أو في الآخر!!
عندما كاد بجيبها رفعت يدها بوجهه وهي تكمل حديثها غير آبهة بأعتراضه :
_ دة طبعا عشان مش فارقة نلاعبهم في الأول أو في الآخر، هتقولي أصل مفيش إرهاق بدني!، طب وماتشات أفريقيا اللى احنا كنا بنلعبها دي اية؟، متقولش كلام عبيط وخلاص يا ” عاصم ” واسكت بقا واتفرج علينا واحنا بنحسم الدوري النهاردة للمرة الـ 44.
صمت ” عاصم ” دون أن يجيبها وهو ينظر ليكمل المباراة حانقا، فأرتفعت ضحكات ” دياب ” بجانبه قائلاً :
_ دايماً تبلعك لسانك، أنا مش عارف عملت ايه في حياتك وحش عشان تبقى زملكاوي
_ اكتم يا ” دياب ”
3
هسهس ” عاصم ” بغضب فمد ” دياب ” يده وهو يغلق فمه، جلسوا بترقب يشاهدون، وكلما تفاعلت ” يارا ” بغضب نظر لها ” عاصم ” بإبتسامة، فهمس ” دياب ” بأذنه :
_ مانت بتحبها أهو
تجاهله ” عاصم ” ولم يحيد بنظره عنها، حتى عندما ألقاه ” زيدان ” بنظرات محذرة، ولكنها الآن كانت بمثابة خطيبته، لذا تحدث بصوت مرتفع وهو ينظر ل ” زيدان ” :
_ بتبصلي كدة ليه، ما هي بقت خطيبتي خلاص!
امسك ” زيدان ” يد شقيقته اليمنى ورفعها بوجه ” عاصم ” قائلا :
_ فين؟، مش شايف دبلة يعني، وبعدين أن شاءالله لما تبقى خطيبتك هتسيب البيت وتروح تقعد في شقتك في القاهرة.
نهض ” عاصم ” واقفاً على قدميه، ورفع ” زيدان ” حاجبه وهو ينظر له، تحدث ” عاصم ” بحدة :
_ ولية دة بقا أن شاءالله ؟
_ عشان مينفعش تقعد معاها في نفس البيت وهي خطيبتك، اقعد في شقتك في القاهرة وجهزها على مزاجها باللى هي تطلبه، واتجوزها، كدة كدة جامعتها هناك يعني هتوفر عليها السكن.
نظر ” عاصم ” لشقيقه ينتظر منه مساندته، فرفع ” دياب ” كتفيه قائلا :
_ عداه العيب، وكلامه صح ودي الأصول
_ لا والله ؟، اه مانا مستني إيه بقا ما انتو محدش فيكوا بيثق فيا، هو أنا يعني هعملها إيه ؟.
_ سيبوني اتفرج على الماتش.
صرخت ” يارا ” ولكنهم تجاهلوها، بينما نهض ” زيدان ” وأمسك يد ” عاصم ” يجلسه بجانبه، ولكنه حالما كان سيتناقش معه دلفت والدته وهي تردف :
_ كمان عاوزين تبعدوا ولدي عني تاني؟، مكفاكوش سفرياته كل شوية بعيد عني!
_ احنا بنتكلم في الأصول يا ” سمية “، وإني اللى جولت ل ” زيدان ” على الموضوع ديه
تحدث ” عثمان ” وهو يتقدم ليجلس بجانب ” يارا ” ضامما إياها بحنان ابوي، ابتسم ” زيدان ” عندما صمتت والدة ” عاصم “، كان الجميع يعلم افضل من معارضة قرار كبير عائلتهم، تحدث ” عثمان ” ل ” يارا ” مازحاً :
_ احنا السود ؟
ضحكت ” يارا ” وهي تجيبه :
_ احنا اللى لابسين أحمر.
قبلها من رأسها وهو يومئ لها، وجلسوا جميعاً بصمت مريح، نهض ” عاصم ” وهو يذهب بغضب، استأذنت ” يارا ” من عمها قائلة :
_ هروح وراه أنا اتكلم معاه.
اومئ ” عثمان ” لها، وعندما كان ” زيدان ” على وشك الإعتراض نظر له ” عاصم ” بحدة، فصمت وهو يجلس مكانه وتنتقل نظراته للخارج كل حين وآخر
وجدت ” يارا ” ” عاصم ” جالساً خلف المنزل، كان هذا المكان المفضل لهم جميعاً، فتعاونوا سوياً منذ سنوات و وضعوا ارائك وطاولة ليجلسوا سوياً كلما رغبوا بذلك، جلست بجانبه فتحدث ساخراً :
_ معقول سايبة الماتش و جاية تطيبي بخاطري؟
_ لا، جاية أقولك أن دة الوقت المناسب إنك تقولهم انك غيرت رأيك.
ها قد عادت لنفس النقطة، إصرارها على الإبتعاد عنه جعله حزيناً، لذا التفت ينظر لها، وهذه المرة سمح لها برؤية كيف يحزنه الأمر وهو يسألها قائلاً :
_ للدرجة دي أنا لا اطاق بالنسبالك يا ” يارا ” ؟، ليه بتعملي كل دة عشان متتجوزنيش!
امتلئت عيناها بالدموع وهي تنظر له، لا تعلم لما هي ترهقه وترهقها، همست وهي تنظر بعيداً عنه :
_ أنا خايفة
قبل أن يجيبها، استمعوا لصوت ” زيدان ” صارخاً :
_ قفشة جاب جول في الوقت الإضافي والحكم صفر خلاص.
بعدما كانت ملامحها حزينة تهللت اساريرها، ونهضت وهي تركض للداخل وهي تزغرد قائلة :
_ القاضية التالتة
نظر لها ” عاصم ” بدهشة على تحولها، ولكنه ابتسم وهو يصرخ خلفها :
_ ماحتى لو كان تعادل سلبي كنتوا هتاخدوه برضو.
عندما كان بمفرده مره أخرى تنهد بحزن، ربما يجب عليه الاستسلام فقط لرغبتها!، لا يريد جعلها تشعر بالخوف، ولكن أولا يجب عليه سؤالها للمرة الأخيرة، إذا أخبرته أنها لازالت لا تريده، سوف يفعل لها ما تشاء.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
بداخل كل شخص منا جانبين، واحد منهم يريد منك الذهاب لطريق الضلال ويحاول جاهداً تجميل كل ما هو سئ، والآخر يُمسك بك بشدة غير راغباً لك أن تذهب بعيداً عنه، لأن كل ما يهمه هو أن تكون جيداً بما يكفي، لذا يجب عليك التأني دائماً قبل أن تركض خلف ملذاتك.
حرك ” مازن ” الكأس الذي يمسك به وهو ينظر للسائل الكهرماني داخله، لم يصل للمرحلة التي تجعله غائباً عن الوعي بعد، ولكن هذا كان هدفه، كان يريد نسيانها، ونسيان أنه غداً كان يجب أن يذهب رفقة والده إلى والدها، وما لا تعلمه هي هو إنه لن يكتفي بالخطوبة
ستكون ” بلقيس ” زوجته، تحت ناظريه و سيكون من الأسهل له جعلها تعاني، ولكن كان هناك سبب آخر لا يعلمه سواه، وسيكون سعيداً ألا يعرفه أحد أبداً
_ اي يا ” مزون “.
جلس صديقه بجانبه وهو يخبط بيده على كتفه، تنهد ” مازن ” بسخط وهو لا يجيبه، فتحدث ” معتز ” قائلا :
_ انت لسه زعلان مني من يوم المكتب!، دي واحدة شغالة عندك يا ” مازن “، وبعدين مانت عارف النوعية دي يعني لو عرضت عليها متين جنية كان زمانها قاعدة على رجلي دلوقتي
امسك ” مازن ” بكأسه وهو يسكبه على قدم ” معتز ” فشهق وهو يقف صارخاً به :
_ لا بقا دة انت اتجننت.
نهض ” مازن ” من كرسيه وهو يسحب الجاكيت الخاص به قائلا وهو ينظر ل ” معتز ” بغضب :
_ دة التحذير الأخير يا ” معتز”
_ تحذير علي ايه يبني؟
لم يجيبه وهو يلتفت ذاهباً تاركاً له المكان بأكمله، بالتأكيد لن يخبره أنه التحذير الأخير للحديث عن ” بلقيس ” بهذه الطريقة، لازالت تصرفاتها غريبة ومشكوك بها بالنسبة له ولكن هذا لا يعطي اي شخص الحق في الحديث عنها بالسوء سواه
عندما صعد لسيارته اتصل بوالده، ثم شغل السيارة منطلقاً تجاه منزله، عندما أجاب ” عزيز ” تحدث ” مازن ” بسرعة :
_ بكرة هنروح أنا وأنت نقرأ فاتحتي على ” بلقيس “.
لقد أخبر والده ما حدث من قبل، ولكنه لم يخبره ما فعلته هي، كل ما أخبره إياه أنه وقع بحبها ويريد أن يتزوجها، فاق من شروده عندما تحدث والده قائلاً :
_ ماشي يبقى عدي عليا على البيت.
_ ماشي.
عندما كاد والده يتحدث مجدداً أغلق الهاتف، وكان يعلم ما الحديث الذي سيقوله، وجد نفسه تحت منزلها، فتمتم بسخط :
_ مانت كنت رايح البيت، إيه اللى جابك هنا
نظر لمنزلها بإبتسامة ساخرة، ولا يعلم حتى ما الذي أتى به إلى هنا، لقد كانت تلعب بعقله بطريقة مبالغ بها، وكان يريد طردها للأبد،
شعر بصوت خافت بالخارج، ولكنه لم يهتم، كان الشارع فارغاً من أي شخص، ولكنه مجدداً سمع صوت بالخلف، لذا نظر من مرأته الأمامية ورأى ثلاث شباب يحاولون فتح حقيبة السيارة
أطلق ” مازن ” زمارة السيارة فأنتفضوا ناظرين له، ربما لم يروه حتى الآن، اقترب واحد منهم من جهة ركوب ” مازن ” وفتح سلاحه قائلاً بصوت غير واضح :
_ وفرت علينا، انزل يا طِعم وسلمنا المفتاح وأنت تخرج من هنا سليم.
_ انت عارف بتكلم مين كدة ؟
مد الشاب يده من الشباك، وأمسك ” مازن ” من ياقة قميصه وهو يضع السلاح تحت ذقنه قائلاً :
_ مش عاوز لُكلوك لكلوك، انزل ياض.
رفع ” مازن ” يديه بإستسلام وعندما كاد ينزل من سيارته سمع صوت امرأة تصرخ :
_ في ايه يا جن؟
_ دي سبوبه يا ” بلقيس “، إيه اللى منزلك اطلعي فوق.
اجابها الرجل بعدما ترك ” مازن “، نظر لها وهي تلف شالها على جسدها بينما تضع حجابها بطريقة فضفاضة، فتح ” مازن ” باب السيارة وعندما كاد يقترب منها امسكه الرجل صارخاً به :
_ حيلك يا نجم، على فين ؟
_ سيبه يا جن، دة خطيبي.
رفع يديه من على ” مازن ” وكأنه احرقه، وامال رأسه وهو ينظر ل ” بلقيس ” بوله قائلا بحزن :
_ مع اني انا أولى، بس مبروك عليكي يا بنت منطقتي تستاهلى تتريشي.
ثم نادى على الذين معهم تاركون إياهم واقفون أمام بعضهم البعض، اقترب ” مازن ” خطوة قائلاً :
_ بتدخلى ليه؟، أفرض عملك حاجة
طالعته بسخرية من أعلى لأسفل وهي تجيبه :
_ دة ابن منطقتي، الوحيد اللى كان ممكن يجراله حاجة هو انت.
تجاهلها وهو ينظر لها، ولم تخفض نظراتها أبدا وهي تبادله، مرت لحظة صامتة بينهم،
_ نازلة بحجابك كدة ازاي ؟
_ إيه إلى جايبك هنا في الوقت دة ؟
تحدثوا بنفس الوقت وهم يندفعون تجاه بعضهم، رفعت يدها وهي تعدل حجابها بينما هو يراقبها، ثم أجابها على سؤالها وهو لا يعلم حقاً ما الإجابة التي ستكون لديه :
_ جاي عشان حاجة مهمة
ربعت يدها وهي تنظر له بحاجب مرفوع، فتذكر بالفعل أن هناك شئ كان يجب أن يعطيه لها غداً، لذا اتجه لسيارته وهو يأخذ حقيبة من المقعد الخلفي وعاد إليها وهو يمده لها قائلاً :
_ الفستان دة هتلبسيه بكرة بعد ما نقرأ الفاتحة هنا عشان أنا حاجز مكان هنحتفل فيه مع الموظفين وصحابي.
اخذت الحقيبة من يده دون أن تنظر بها، وتمتمت وهي لازالت تحاوطه بنظراتها :
_ لسة مصمم على رأيك برضو يا ” مازن ” ؟
_ هتكوني مراتي يا ” بلقيس “، حبيت اعرفك أنها مش هتخلص على الخطوبة، يمكن وقت ما ازهق من اللعب معاكي ابقى اطلقك.
ولم يعطيها فرصة للرد وهو يعود لسيارته ذاهباً، ولم يتسنى له رؤية ابتسامتها، لقد ظن أنه من يملك زمام الأمور
ولكن كل شئ بيدها هي، هي من تتلاعب به بحبالها، وستجعله يدرك ذلك عاجلا غير اجلا.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
أخيرا جعلته شقيقته يترك المنزل بعدما مر أسبوع على اصابته، وكان يعلم وجهته الاولى حالما يفعل ذلك
وقف بسيارته أسفل عيادتها وهو يستجمع شجاعته، وهذه المرة لم يبقى كثيراً وهو يخرج من سيارته، ثم اقترب من العمارة التي بها عيادتها ولكنه هذه المرة دلف محل الزهور أولا، فتمتمت ” وردة ” حالما رأته :
_ نزلت من العربيه بسرعة المرة دي.
ابتسم بخجل وهو يومئ برأسه، ثم قال وهو ينظر للورود التي تنتشر حوله :
_ اعمليلي بقا بوكية اوركيد مع توليب، خلي شكلهم حلو.
1
رفعت البائعة حاجبها بوجهه سائلة :
_ عرفت ازاي أن دة الورد المفضل ليها ؟
توتر بوقفته ولكنه فضل ألا يجيبها، عندما انتهت وأصبح راضياً عن الباقة دفع حسابها وهو يتنهد ويتخذ درجات السلم بسرعة صاعدا لها، وقف أمام ” رشا ” قائلاً :
_ مش معايا حاجة اكشف عليها، بس ممكن ادخلها عشر دقايق بس ؟
يبدو أنها تفهمت عندما نظرت للباقة بيده، فاومئت له قائلة :
_ هي دلوقتي في استراحة، خبط على الباب وادخل.
شكرها وهو يخرج وردة واحدة ويعطيها إياها بإبتسامة، فأبتسمت ” رشا ” له وهي تراقبه ذاهباً لغرفة ” نور ”
عندما طرق على الباب وسمع صوتها يأذن له بالدخول فتح الباب وهو يدلف بينما يضع يده خلف ظهره، وحالما رأها أردف قائلاً :
_ قولت لازم اجي لحد هنا أشكرك بنفسي.
احمّر وجهها وهي تنهض من كرسيها واقفة، وقالت بتلعثم :
_ بجد أنا قولتلك مكنش ليه لزوم خالص
عندما أخرج الباقة من خلف ظهره مقدماً إياها لها، اخذتها بسرعة صارخة :
_ ازاي عرفت، دة الورد المفضل بالنسبالي.
_ بجد؟، اصله المفضل ليا أنا كمان عشان كدة جبته.
ابتسمت بأمتنان وهي تنظر له بينما تضع الباقة على مكتبها قائلة :
_ بجد متشكرة جداً يا استاذ ” علي “.
_ أنا اللى متشكر يا ” نور “.
عندما امتد الصمت بينهم تنحنح بحرج وهو يشير بيده للخلف قائلاً :
_ اممم طيب انا همشي أنا.
ثم خرج مسرعاً وهو يغلق الباب خلفه مما جعلها تمتم خلفه :
_ مرة يقفل في وشي، ومرة يجري قبل ما ارد، مجنون دة ولا إيه
بينما هو صعد لسيارته واتجه للمطعم الخاص به بإبتسامة سعيدة، كانت رؤيتها دائماً تجعله يشعر بالسعادة، وكأنه لا يستطع الوقوف على قدميه دقيقة دون الرغبه في الطيران،
عندما وصل لمطعمه دلف للداخل تحت تحية الموظفين والاطمئنان عليه،
عندما وصل لمكتبه أخيراً أبتسم وهو يمد يده لصف المكتبة الخاص به، فأنفتح باب لا يعلم عنه أحد سواه
ابتسم وهو يخطوا للداخل مغلقا الباب خلفه، لقد كلفه القيام بهذه الغرفة وهذا الباب ثروة صغيرة، ولكنه لم يهتم
نظر بحب للصور المعلقة حوله،
العديد من الصور لشخص واحد منذ ما يقارب من سبع سنوات.
5
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
صغير اه بس كان فيه واحد امبارح يعني كدة عدل
لسه مخلصاه حالا بالا
2
مش هرغي كتير النهارده بس
الناس اللى كانت مفكرة على طبيعي وكيوت عاملين ايه ؟؟؟
- لقراءة باقي فوصل الرواية أضغط على (رواية ايروتومانيا هوس العشق)