روايات

رواية ليتني اعفو الفصل الثاني عشر 12 بقلم لمسة جمال

رواية ليتني اعفو الفصل الثاني عشر 12 بقلم لمسة جمال

 

البارت الثاني عشر

 

لم تكن تعلم انها ستلتقى الان بمن شغل تفكيرها فى الاونة الاخيرة ونظرة الحزن المطلة من عينيه والتى شعرت انها تسكن روحه حينما التقت به على باب مكتب الدكتور فارس لقد تساءلت كثيرا لماذا سيطر عليه الحزن هكذا هل انتهى من قصة حب فاشلة ام ماذا حدث له ترجل يوسف بهدوء من سيارته وعينيه لم تفارق الفتاة التى تجلس منكسة راسها ارتجف قلبها قليلا . و سرت رعشة في أوصالها ظلت سهر تتأمله بهدوء لقد تغيرت ملامح وجهه اصبح يملأه ارتياح وسعادة حتى انها لمست فيها شجن غريب اذن الموضوع ليس له علاقة بحب فاشل فاليوم رأته بشكل مختلف عيناه متوهجتان باحساس جديد لباسه مهندم من قميص ازرق مقلم وبنطال من الجينز وحزام جلد عريض يلتف حول خصره اقترب اكثر وعيناه لم تبتعد عن اميرة التى لم تنظر له حتى ولا تعيه اى اهتمام فقد كانت شاردة كعادتها فى الفترة الاخيرة
يوسف:مساء الخير يامدام اميرة ازي صحتك دلوقت عاملة ايه
رفعت اميرة عينيها اليه وردت بفتور:مساء النور استاذ يوسف انا بخير الحمد لله ازى حضرتك انت
تمام ماشى الحال ثم التفت الى سهر التى كانت تفرك اناملها المرتاحة فى حجرها بتوتر :ازيك ياانسة .. سهر صح
اهلا يابشمهندس ايوة فعلا سهر
ابتعد عنها قليلا ليعاود نظره لمن ملكت قلبه ليقول :امال فارس فين بتصل بيه مابيردش
اميرة :فارس مش هنا عنده مناوبة تقدر تروح له هتلاقيه فى المستشفى
كان يعلم انه موجود فى عمله ولكنه مشتاق لرؤيتها فمنذ ان علم بالصدفة من فارس انها انفصلت عن زوجها وقلبه رقص فرحا بهذا الخبر فاخيرا اصبحت حرة ولن يمنعه احد عن الاقتراب منها والبوح لها بما يختلج صدره ويخفيه داخله سنوات طويلة من العذاب والالم
ولكنه اراد فقط ان يتمهل ويقترب منها رويدا رويدا
حتى لاتنفر منه وتبتعد عنه فهى الى الان تمر بظروف نفسية صعبة على اى امرأة تحملها كما اخبره فارس ايضا ..فكر عندها فاذا قبلت به الان سيكون فقط حفاظا على كرامتها المجروحة وهو يريدها بكل جوارحها ويريد حبها الكامل له بدون ان تشعر انها امراة ناقصة تركها زوجها من اجل امراة اخرى او لنقل طليقها الان

مازالت تتأمله ترى لهفته واشتياقه تجاه اميرة فى نظراته لها الذى يحاول ان يخفيها ببراعة ولكنه فشل فى النهاية لتكتشف سهر سره توصلت اخيرا الى انه يحبها هل حقا يوسف يحب اميرة منذ متى فقد سالت اميرة عنه عدة مرات بطريقة غير مباشرة كانت تريد ان تتعرف عليه عن قرب ولكن اميرة لم يكن لديها معلومات كافية سوى انه صديقه منذ ان كانا يدرسا معا فى الجامعة وفقط
هل كان يحبها منذ ذلك الوقت ولكن لماذا لم يتزوجها ولماذا تركها لرجل اخر يتزوج بها يبدو انك سر كبير ياجو ولن اتركه حتى ان اعلم به
كان يريد ان يطيل حديثه معها ولكنها ترد عليه باقتضاب ولا تتيح له الفرصة لمزيد من الكلام ليرفع عينيه لها اخيرا
امال اسر فين مش شايفه يعنى
ابتسمت اميرة ابتسامة هادئة:تعب من كتر اللعب واخد حمامه ونام من بدرى
وحشنى العفريت ده ليا فترة ماشوفتوش عموما بوسيه لى وسلمى لى عليه ثم صمت وصمتت هى ايضا وطأطأت رأسها الى الارض لم يجد اى شئ اخر يتحدث به ليهتف
طيب انا همشى بقى هروح لفارس المستشفى سلمى لى على طنط فريدة مع السلامة
سلام انسة سهر
مع السلامة
كانت عيناها تتبعانه الى ان استقل سيارته وخرج من المنزل بهدوء مثلما اتى وقبل ان يرحل ارتفعت عيناه اخيرا فى اتجاه اميرة ليلتفت بعدها ويغادر الى مقصده

Image
دخل عمر الى مستشفى الدكتور ماهر يحث الخطى مقتربا من مكتبه يريد ان يساله عن حالة صديقه
ليلمحه عماد وهو يمر بقربه عندها غضب كثيرا الم يستطع ان يتخلص منه :هو الولد ده بسبعة ارواح
ازاى نفد منها ابن ال… بس ماتخافش انا وراك والزمن طويل حتى لو نفدت منها المرة ديه فالجيات افضل من الرايحات

طرق الباب ليسمح للطارق بالدخول بعد ان صافح مساعده ليتعرف عليه فورا ويهنئه ثم دلف الى غرفة د. ماهر
مساء الخير يابنى عامل ايه ونور اخبارها ايه
كلنا بخير ياعمى ونور بتسلم عليك
اه ماهى لسة قافلة معايا حالا
طيب تمام طمنى ياعمى محمد عامل ايه
بصراحة ماخبيش عليك ياعمر هو لسة فى العناية المركزة ومافاقش بس الحالة مستقرة وممكن خلال ايام يفوق ان شاء الله وساعتها هنعرف الوضع بالظبط
ربنا يستر ياعمى طيب اقدر اشوفه
للاسف زى ماقلت لك الزيارة ممنوعة حتى والدته طلبت منى دخلتها خمس دقايق بالعافية لما شوفت انهيارها وبكاها بس علشان تشوفه بعينها الست ماقدرتش تتحمل وخرجت حالتها مايعلم بيها الا ربنا وفقدت وعيها وحجزنا لها غرفة قريبة منه
لاحول ولا قوة الا بالله طيب حد معاها ولا لوحدها لا بنتها معاها مارضيتش تسبها لوحدها
طيب هروح اطمن عليها وربنا يصبرها
مع السلامة يابنى وربنا يطمنكم عليه
خرج عمر وهو يشعر بالحزن على حالة صديقه فلو لم يأخذ سيارته كان هو مكانه الان لايمكن البكاء الان على اللبن المسكوب
طرق الباب لتفتح له فتاة رقيقة محجبة وتسبل اهدابها فورا هاتفة :اى خدمة يافندم
انا عمر صديق محمد وصاحب العربية اللى عمل بيها محمد الحادثة انا روحت لمدير المستشفى وسالت على حالة محمد وعرفت ان والدة حضرتك تعبت شوية وحبيت اطمن عليها اتفضل يافندم
دلف الى داخل الغرفة ليجد سيدة مسنة قد اعياها المرض واهلكها الحزن لخسارة ابنها
عمر :ازيك ياامى عاملة ايه
عمر ياحبيبى يابنى ازيك شوفت اللى جرى لمحمد صاحبك ثم بدات فى البكاء
ليقترب منها مربتا على يديها هاتفا:اطمنى ياامى محمد هيكون بخير ان شاء الله وهتمر الازمة ديه على خير هو قوى وهيقدر يقاوم بس انتى شدى حيلك علشان لما يقوم بالسلامة يلاقيكي بخير ومايقلقش عليكى
مسحت الام المكلومة على فلذة كبدها دموعها هاتفة :ربنا يقومه بالسلامة ويطمنى عليه وانا اخدمه بعنيا بس هو يقوم
ان شاء الله تفاؤلوا بالخير تجدوه والدكاترة هنا بيعملوا مافى وسعهم والباقى على ربنا
استأذن انا وهبقى اجى اطمن عليكم اى خدمات
شكرا يابنى ماانحرمش منك يعلم ربنا انك فى منزلة محمد ربنا يسعدك عرفت ان فرحك كان امبارح
ابتسم لها عمر ابتسامة هادئة ثم صافحها وخرج من الغرفة فى اتجاه غرفة العناية المركزة ليرى صديقه حتى لو عن بعد حتى يطمئن باله المشغول عليه

Image
انت بتقول ايه يايوسف
زى مابقولك كدة يافارس انا هتقدم لاميرة بعد ماتنتهى عدتها
انت اكيد اتجننت انت ازاى تفكر ان اميرة ممكن توافق على الجواز منك او من غيرك
وانا ايه اللى يعيبنى ويخليني ماانفعش للجواز فى رايك يافارس
يايوسف ماتفهمش كلامى غلط اميرة بتمر بظروف صعبة اليومين دول واكيد عرفت ان جوزها خانها واتجوز عليها هى دلوقت مجروحة وقراراتها اللى هتاخدها هتبقى غلط لانها هتكون عاوزة تثأر لكرامتها المعطوبة وحتى لو وافقت فده هيكون بس علشان تثبت له انها مازالت مرغوبة وان اى شخص محترم يتمناها لكن مش هتعمل اى اعتبار ليك او لغيرك
ثم اقترب منه اكثر وامسك يديه برفق محاولا ثنيه عن قراره : يعلم ربنا انت غالى عندى ازاى يايوسف وماكنتش اتمنى افضل منك زوج لاختى لكن الظروف دلوقت اختلفت مابقتش فى صالحك ياصاحبى اللى لازم تعرفه ان مروان ماخرجش الى الان من عقل ولا قلب اميرة رغم كل اللى عمله فيها وده اللى اللى انا حسيته وتاعبنى
وانا كفيل يافارس اننى انسيه لها بس تديني فرصة اقرب منها وده طبعا مش هينفع الا فى حدود الاصول وبارتباط رسمى وارجوك توافق
واضح يايوسف انك مافهمتش ولا كلمة من كلامى اللى قلته لك دلوقت انا مستحيل اعرض اختى للوضع ده على الاقل دلوقت
وانا مش بقولك اننى هتجوزها بكرة او بعد شهر او اتنين بس على الاقل خطوبة نتعرف فيها على بعض ولما اثق انها نسيت تماما طليقها انا بنفسى هاجى واطلب منك نتمم الجواز
مازال ينظر له بذهول فصديقه اتخذ قراره ولن يتراجع فيه لكن ليس من مصلحته الان شعر انه عاجر عن ردع صديقه ماذا عساه يفكر اخذ نفس قوى ليذرفه ثم اردف:اسف يايوسف مش هقدر اديك كلمتى على الاقل دلوقت
نظر له صديقه باسى واستياء ليهم بمغادرة مكتبه ويلتفت قبلها هاتفا :شكرا ياصديق العمر بس خلى بالك اننى طلبت مساعدتك وانت رفضت سيبنى بقى اقرب منها بمعرفتى ليخرج مسرعا بدون ان ينتظر رد فارس الذى ضرب كف بكفه الاخر هامسا :اتجن ده ولا ايه واضح ان اميرة طيرت له برج من عقله هى اصلا مش شايفاك ياجو اقوله ايه ده بس وهو مش مقتنع باى كلمة قلتها له ….

Image
كانت تجلس على اريكة جلدية بيضاء اختارتها بعناية لتضعها امام شاشة تلفاز كبيرة معلقة على الحائط وهو مضجع قربها ومريح رأسه على ارجلها وهى تداعب خصلات شعره باطراف اناملها : يااااااا مش مصدقة ان الاجازة خلصت بالسرعة ديه وان بكرة هرجع للشغل
عمر :اسف يا حبيبتى كان نفسى اسافر انا وانتى فى اى مكان نقضى شهر عسلنا بس الظروف اللى حصلت وحادثة محمد غيرت كل مخططاتى
ماتشغلش بالك ياحبيبى المهم اننا مع بعض فى اى مكان مش هتفرق انا كمان رجعت لبابى تذاكر الرحلة اللى هداها لنا لشهر العسل وقلت له طبعا انها مش هتنفعنا دلوقت
اوعدك ياروحى بس تتعدل الظروف وهاخدك لمكان هيعجبك جدا
اهم حاجة ياحبيبى انك كنت قريب من صاحبك واطمنت عليه وقام منها بالسلامة رغم الفترة اللى قضاها فى الغيبوبة بس لما فاق تماثل للشفاء بسرعة والحمد لله الحادثة ماسابتش اى اثر عليه
ربنا عالم بحال امه واخواته هو العائل الوحيد ليهم تعرفى ماكنتش هسامح نفسى ابدا لو جرى له حاجة
الحمد لله على كل حال ياحبيبى
ثم نظر لها بحب ووله وهى تعلوه : طيب ايه رايك نروح اوضتنا انتى لازم تنامى بدرى علشان تصحى نشيطة وفايقة
لسة بدرى انت نعست ولا ايه
بخبث :لا خالص بس علشان مصلحتك وماتتاخريش فى النوم ثم نهض جاذبا يديها يالا ياحبيبتى يالا
ضحكت له بدلال :يالا بينا

Image
طرق باب غرفتها بهدوء :اميرة صاحية ممكن ادخل
اميرة :تعالى يافارس ادخل
ست البنات مشغولة فى ايه
ابدا كنت بجهز نفسى انت عارف اننى قررت من بكرة ان شاء الله هرجع شغلى
بالسرعة ديه
سرعة ايه بس يافارس كويس الناس استحملونى فى اجازاتى الطويلة ديه وكتر خيرهم لولا الشهادات الطبية اللى قدمتها لهم سهر عن حالتى المرضية مش عارفة كان ممكن يعملوا ايه وانا لسة ماسكة الشغل جديد عندهم
احسن قرار اتخذتيه ياميرو
اميرة وبضحكة عذبة :يااااا انت لسة فاكر ماحدش كان بيناديني الاسم ده غيرك من لما صغيرة
وهتفضلى صغيرة فى عينيا لحد ماتعجزى وسنانك تقع كلها ثم ضحكا معا وقهقها بصوت مرتفع
حاول فارس ان يغير حالتها النفسية قليلا لاستقبال مايريد قوله لها لتلمح ظرف اصفر كبير فى يديه لينظر الى اتجاه نظراتها عندها امسك يديها جاذبا اياها فى اتجاه كرسين منفردين فى غرفتها :تعالى ياميرو عاوز اتكلم معاكى ضرورى
خير يافارس فيه ايه
النهاردة مر عليا محامى مروان
نبضات قلبها ازدادت وجف ريقها بمجرد ان استمعت الى اسمه
لتهتف :ماله عاوز ايه تانى
اهدى كدة واسمعينى ثم اخرج عدة وريقات من هذا الظرف هاتفا:ده شيك بالمؤخر اللى كتبوه فى عقد الجواز وده تنازل منه عن بيت الزوجية كتبه باسمك
وطبعا العربية نقل ملكيتها ليكي ومن بكرة هتكون عندك بالسواق
وده شيك بمصاريف اسر وقال انه كل شهر هيبعت شيك مماثل زيه
نهضت من مكانها بعصبية بعد ان اتم فارس حديثه لتصيح بمرارة :هو فاكر نفسه مين اننى هرضى بكل اللى بعته ده انا مستحيل اقبل منه اى شئ يفكرنى بيه
ليه يافارس ليه مارجعتلوش الحاجات ديه
اميرة اهدى ارجوكى :انا انتظرت اشوف رايك ايه هل هتقبليها ولا لا وماحبتش اتعدى على قرارتك او تفكيرك وتركت لك حرية التصرف وانا واثق من عقلك واتزانك فى قرار زى ده وان كان يرضيكي اننى ارجع له كل حاجة حاضر بس المحامى قالى انه برة البلد هيغيب كام يوم بمجرد مااعرف انه رجع هبعت له كل الحاجات ديه ويادار مادخلك شر احنا مش محتاجين منه اى شئ ومش هيشترينا بفلوسه الله الغنى ومن بكرة ان شاء الله هنروح اى معرض سيارات وهشترى لك عربية علشان ماابقاش قلقان عليكي لاننى اكيد مواعيدى هتختلف عن مواعيد شغلك يعنى مش هعرف اوديكي واجيبك ولو حابة اجيب لك سواق من بكرة برضه هيكون عندك
اميرة :لا انا هسوقها بنفسى
خلاص مفيش مشكلة انتى معاكى رخصة وبتسوقى كويس على مااعتقد انا فاكر انك كنتى بتروحى مركز تعليم سواقة ايام ماكنتى فى الجامعة صح
ايوة
طيب كويس على بركة الله نهض من مكانه كى يخرج من غرفتها لتوقفه وبتردد :فارس كنت عاوزاك فى موضوع
خير ياحبيبتى محتاجة حاجة فلوس
لا معايا الحمد لله ماانحرمش منك يارب
بس كنت عاوزة اخد رأيك فى حاجة
اتفضلى ياستى قولى وادى قعدة
ايه رايك فى سهر
من ناحية
من ناحية كل حاجة
بخبث اردف:والله اللى عرفته انها اقرب صديقة ليكي حنونة وبتخاف عليكي
فارس مش ده اللى انا عاوزة اعرفه
امال عاوزة تعرفى ايه وبلاش ملاوعة فى الكلام يااميرة
عاوزة اعرف ايه رايك فيها كزوجة انا بصراحة اتمنى انها تكون من نصيبك هى حد محترم وطيبة وحنونة اخلاقها لايعلى عليها ومن عيلة محترمة يعنى فيها كل الصفات اللى يتمناها اى شاب
هو انتى سيبتى شغلك وقلبتى خاطبة ولا ايه
فارس بطل بقى وماتغيرش الموضوع
بصى ياحبيبتى علشان انهى الموضوع هى حد حلو وفيه كل الصفات اللى يتمناها اى شاب بس الاكيد مش انا
ليه بس
لاننى مش بفكر فى الارتباط على الاقل دلوقت
ليه بس ياحبيبى مش معقول هتفضل دافن نفسك كدة بين الاطلال ندى الله يرحمها والحى ابقى من الميت
خلاص ياحبيبتى اوعدك لما الاقى الانسانة اللى تقدر تدخل قلبى وتتربع يه انتى هتكونى اول حد يعرف
يارب يافارس بس امتى ده
قولى يارب ثم تركها خارجا من الغرفة ونظرات حزينة تملا وجهه كيف يطلبوا منه ان ينسى حب حياته بهذه السهولة ايعذب امراة اخرى لم تجد سوى حطام قلب لن يقبل حتى بالفتات….

Image
عدة ايام مرت وعاد مروان بنفس حالته كما غادر فالسفر لم يؤثر به ومما زاد من حالته سوء عندما ارسل فارس الظرف الاصفر بما يحتويه كاملا وهاتفه قائلا له انها رفضت ان تقبل منه اى شئ يذكرها به لهذه الدرجة كرهته ولا تريد منه شئ علم انها ارسلت من اخذ كل متعلقاتها من منزلها فى فترة سفره ولم تذهب هى بنفسها هو ايضا انتقل للعيش فى شقة اخرى فلم تطأ ارجله البيت منذ ان غادرته هى ولم يرغب المكوث فيه لحظة واحدة بدون وجودها انه يتعذب فى بعدها يهاتفها مرارا وهى لم ترد عليه وحتى عندما قرر ان يهاتفها برقم غريب يبدو انها شعرت انه هو رفضت ايضا ان تجيب عليه ماذا يجب عليه ان يفعل لم يعد يتحمل بعدها يريدها ان تسامح ذلته وتشعر بحبه لها الذى لم يعلم به حقا الا متأخر جدا طرق باب مكتبه ليدخل مساعده السيد عاطف المرزوقى رجل مهيب فى العقد الخامس من عمره يتصف بالهدوء والاتزان والعقلانية فى حل الامور كان يعمل من قبل لدى والد مروان اكتسب ثقته حتى اصبح مساعدا له ومن بعده لمروان الذى ساعده كثيرا عندما مسك مروان شركات والده بعد وفاته فلم يجد بجانبه سوى عاطف ليساعده بخبرته ويقف بجانبه تنحنح قليلا ليلفت نظره بوجوده :صباح الخير سيد مروان
اهلا ياعاطف تعالى اقعد خير فيه حاجة
بصراحة انا جاى النهاردة اتكلم معاك مش بصفتى مساعدك لا بصفتى زى والدك بصراحة يابنى حالك مش عاجبنى الايام ديه سرحان دايما وبدات تهمل فى عملك مش ده مروان اللى قدامى بصراحة مروان شعلة النشاط عقلية جبارة فى ادارة الاعمال اللى همه كله نجاحه فى عمله واكتساحه السوق ايه اللى حصل يابنى لكل ده فضفض لى يمكن اقدر اريحك
نظر له مروان بضياع وأحس بقبضة تعتصر قلبه :بصراحة انا نفسى افضفض لحد ويحس بيا ياعاطف
انا اخطأت فى حق زوجتى خطأ لايغتفر
ارتبك عاطف قليلا فلم يكن يعلم ان مايؤرق مديره هو شئ يخص حياته الزوجية لقد اعتقد انه يخص العمل
استمر مروان فى حديثه بابتسامة باهتة :اميرة كانت النسمة الرقيقة العذبة اللى ملت حياتى حب وسعادة وانا عملت ايه كافئتها باكثر شئ يجرح اى انثى بغبائى اتجوزت عليها
عاطف بذهول :اتجوزت على الست اميرة ليه يابنى انت كدة حطمتها
ولما عرفت لا قبلت تسامحنى ولا تغفر لى ذلتى حبيت امحى الغلطة الكبيرة ديه فى حقها وطلقت التانية لكن فى النهاية طلبت الطلاق
وطلقتها
غامت عيناه وظهر فيها الحزن عميقا: ايوة
لاحول ولا قوة الا بالله ليه بس كدة يابنى ان ابغض الحلال عند الله الطلاق ديه كانت بتحبك انا كنت بشوف معالم السعادة تنير وجهها النقى وهى بتنظر لك فى كل مرة كنت بشوفها وهى بقربك انت غلطت غلط كبير فى حقها وحق نفسك
ودلوقت دلنى بالله عليك اعمل ايه انا بتعذب عاوز امحى خيبة املها فى ومش قادر حتى الوصول اليها

الوقت كفيل يابنى بانه يداوى الجراح اتركها قليلا ربما تهدا وتفكر فى الموضوع من زاوية تانية بوجود طفل بينكم ولكن احذر انك تبعد عنها نهائى خلى عينيك عليها دايما والا هتفقدها للابد
وهو ده اللى انا بعمله فعلا براقبها دايما وحطيتها تحت عينيى والحق يقال فهى مابتروحش لاى مكان من الشغل للبيت وهكذا وان كنت مشغول فبسيب من يتابعها ويبلغنى باخبارها اول باول بس هى تديني فرصة حتى اتكلم معاها
الصبر يابنى هو مفتاح الفرج عليك بالايمان والتقرب من الله عله يساعدك فى محنتك
بنظرة امل واصرار :شكرا لك سيد عاطف انت حقا رجل المهام الصعبة ماتعرفش ريحنى الكلام معاك اد ايه
نهض عاطف من مكانه:ودلوقت بقى هسيبك لانك عندك اجتماع مهم مع احدى العملاء بعد اقل من ساعة ولازم تكون مستعد له ثم التفت نحو الباب ليتبعه مروان فى الحديث قائلا:شكرا لك مرة تانية انا دلوقت بس اتأكدت من ثقة والدى فيك ومان لانك فعلا تستحقها ….

Image
ومرت عدة شهور على زواجى من عمر كنت احلق معه فى جو من السعادة والحب لم يبخل عليا عمر باظهاره دوما لى فى كل وقت بل كل لحظة بكلماته العاشقة بهداياه الرقيقة بالورود التى دوما كان يرسلها الى مكتبى كى اراها اول شئ عند دخولى مع رسالاته بكلماته المنمقة الرقيقة التى تنم عن سعادته معى وحبه واشتياقه لى دوما ولكن ماكان يؤرقنى حقا هى عصبيته لحظة دخوله فى رواية جديدة كان يستحيل لشخص اخر لا اعرفه عصبى غاضب يدخل غرفة مكتبه ويغلقها عليه بالايام تدخل له الخادمة الاكل ثم تفر هاربة من صياحه وغضبه وعندما ينتهى يخرج هادئ وكأن شيئا لم يكن وبعدها يعتذر لى الاف المرات هاتفا انها حالة تصيبه عند بدؤه فى اى رواية جديدة هو يعلم انها خصلة سيئة ويريد منى ان اساعده فى التخلص منها كنت اتقبل اعتذاره واسامحه فكيف لى ان ابتعد عنه وهو كل حياتى وعلى ان اتقبل عيوبه قبل صفاته بل احاول ان اروضه للافضل مع انه كان يعاود الخطأ من جديد .. وبمرارة :ولكن مافعله فى النهاية كان خطأ جسيم لايغتفر ……

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى