روايات

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شاهيناز محمد

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شاهيناز محمد

 

البارت الثالث والعشرون

 

أيكفيك إشعال النار بـ قلبي لتغفُر لي؟،
أم تحتاج إلى المزيد من الدموع!،
ولكن لم يعد لدي،
لقد جفّت عيناي من كثرة بكائي،
لقد أتيت كل ما أريده هو العفو،
وربما الارتياح بين ذراعيك لاشعر مجدداً أن الدنيا لن تطالني،
أرجوك خبئني بك، لقد اصطدمت بي الحياة بما يكفي،
جُرحت يداي بما يكفي،
أرجوك اشفني،
وإن لم تشفني، إذاً اقتلني.

_ من مهرة إلى دياب.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

كالطيرُ الشريدُ الذي طُرد لتوّه مما كان يَظُن إنه منزلِه، يُحلّق مِن مكانٍ لأخر، وهو الذي أعتاد المُهاجرة فقط كل خريفٍ، ولم يمُر عليه يوماً دون أن يُفكر بوجهته التالية، وكأنه كُتب عليه البقاء هكذا، لا يعلم أين يذهب أو يستقرُ، وهو لم يشعُر بالألفة أبدا في أياً مِن أماكنهُ،
فعندما أخيراً ظن أنه وجد المأوى، سُحب البُساط من أسفله قالبًا إياه رأساً على عقبٍ، فـ متى أيها الطير ستستكين ؟، متى تجد الدفـئ في اماكِنك؟

كانت ” مهرة ” تجلس داخل شرفتها، تنظر للخارج وهي مليئة بالأمل، ربما يأتي ليراها كما اعتاد أن يفعل منذ سنوات، ربما يعود معها كما كان، كانت تريد أخباره أن كل ذلك لم يكن بيدها، كانت تريد أخباره بالسموم الذي غرزها ” هاني ” بعقلها،

حتى الآن كانت رافضة تماماً لفكرة أنها كانت السبب بإيذاء شقيقها، وظلت تفكر ماذا لو كان قد مات!، كيف كانت ستتعايش مع هذه الفكرة، استمعت لصوت طرق على بابها ولم تتحدث عندما خطت ” ذكية ” للداخل، نظرت لها ثم نظرت أمامها مجدداً، لقد مرت أيام ولم تتحدث معها أبدا، كان يجب عليها أن تذهب لمنزل ال ” ورداني “، ابتسمت بسخرية عندما تذكرت كيف كانت تنطق هذا الإسم بكراهية وكأنه كريه، الآن سيصبح اسمها، عندما جلست ” ذكية ” أمامها لم تنظر لها حتى عندما سمعتها تردف بنبرة خافتة :

_ وبعدهالك يا ” مهرة “؟، هتدنك واخده على خاطرك مني ؟، دة أنا أمك، مفيش اي حاچه هتجدر تغيّر الحجيجه ديه، أنا اللى رضعتك و سهرت عليكي، أنا اللى..

_ ماهو ده إلى مزعلني

قاطعتها ” مهرة ” بنبرة باكية، ثم التفتت تنظر لها وهي تكمل :

_ دة اللى مزعلني، إنك عملتي معايا كل دة وأنتِ مش ماما!، هتقبل إزاي انك مبقتيش ماما، هعرف ابطل اقولك كدة ازاي واقولها لغيرك، إنتِ الوحيدة اللى كنت بحبك اوي هنا، إزاي يا ماما بعد ما قضيت سنين حياتي ودة بيتي هتقبل أنه مبقاش؟، إنتِ ليه مكنتيش ماما ؟، أنا كان نفسي اوي تفضلي

بكت ” ذكية ” وهي تجذبها لأحضانها بينما تُتمتم وسط بكاءها :

_ امك طبعاً وهفضل دايماً، أنا أمك.

قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال &quot;معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي&quot;. يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
اومئت ” مهرة ” برأسها وهي لا تعلم ما الذي يجب أن تخبرها به، حتى وإن كان مُرضعتها إلا أنها ليست والدتها الحقيقية، وكانت تتمنى لو كانت كذلك، عندما اعتقدت أنها ربما تكون نتيجة اغتـ.صاب ” فاروق ” لها لم تحزن بهذا القدر، لأن كل ما كان يهمها بهذا المنزل كان ” ذكية “، ولكن الآن لا تربطها أي صلة بالمرأة التي قضت سنواتها جميعها تناديها بوالدتي، وكان ذلك اصعب ما في الأمر،
1

اراحت رأسها على قدمي ” ذكيه ” كما اعتادت أن تفعل دوماً، ربما تكون المرة الاخيرة التي تستطيع فعل ذلك بها، وهمست بما يجول بخاطرها قائلة :

_ انا عمري ما اتعاملت مع ” نادية”، يعني اتعاملت مع أم ” دياب ” ونادية يا دوب اللى كان بينا سلام، أنها تكون في يوم وليلة أمي عمرها ما خطرت على بالي، حتى وقت ما إنتِ قولتيلي إن ” زيدان ” أخويا كل اللى جه في بالى إني كدة بنتك إنتِ و ” فاروق “، لكن دلوقتي عيلتي كلها اتغيرت، بعد ما كنت متعوده اكره بيت ال ” ورداني” بقيت منهم.

كانت ” ذكية ” تستمع بصمت وهي تُملس على رأسها، و ابتسمت بحنان وهي تهمس :

_ مش كلياتهم يا بتي، ما أنتِ طول عمرك دايبة في ” دياب ” دوب، افتكر يوم ما ابوكي چالي وجالى ولد ال ” ورداني” كل يوم الفجريه ييجي يوجف عند بلكونة ” مهرة ” تفتكري حد فيهم شك؟، وجتها وجفنا أنا وهو نبص على ” دياب ” ونحاول نعرف بيعمل إيه ولما بصينا فوج لقيناكي قاعده وهو نظراته كلها عشج، ولما هو بص بعيد بصيتي عليه بنفس النظره، فابوكي چاتله فكرة الجوازه.

لاحظت ” مهرة ” أن حتى ” ذكية ” لم تعتاد بعد على أن ” حامد ” ليس والدها، ولكنها لم تشأ تصحيحها، وتركت نفسها تعيش هذه اللحظة معها، استمعت لكل حديثها بهدوء، ولم تكن تعرف أن هناك من كان يعلم عن حبها السري ل ” دياب “، ولكنها ظلت بعيدة لأنها كانت تعلم انها يجب أن تأخذ بثأرها، لذا لم تتركه يتوغل داخلها كي لا يثنيها عن فعل ذلك،
عندما كادت تجيبها تنحنح رجل بجانبهم،
فنهضت ” مهرة ” وهي تنظر ل ” حامد “، لم تكن تتحدث معه كثيراً، حتى إنها كانت أحياناً تراه على طاولة الطعام فقط، القى ” ذكية ” بنظرة فركضت للخارج وتركتهم، كانت ” مهرة ” ترغب بأن تنادي عليها، ولكنها كانت قد ذهبت، تململت بوقفتها وهي تراه ينظر لها، ولدهشتها أبتسم وهو يقترب منها قائلاً :
1

_ ” عصام ” و ” عابد ” اخواتك في الرضاعة، و ” ذكية ” مرضعاكي يعني أمك، أنا زعلان جوي إني كدة مليش دور، تعالى اجعدي.
1

جلس على السرير وربط بجانبه لتجلس، وعندما فعلت مد يده وهو يمسك بيدها مكملاً حديثه :

_ اكيد ” عصام ” جالك أحنا كنا بعاد عنك ليه، عارفه ليه يا ” مهرة ” وجت ما عرفت مرضيتش ارچعك برضو ؟.

نفت برأسها وهي تنظر له منبهرة لأنه يتحدث معها بتلك النبرة، وكأنه حزيناً لأنها ليست أبنته، وبالحقيقة كانت تظن أنه سيكون عبئاً وسيزال من على كتفيه، ضغط على يدها ولم ينظر لها وهو يهمس :

_ مجدرتش، أنا مش عارف هتفتَكري ولا لاه، بس انا فاكر ان أني اللى مسكت يدك عشان تمشي اول خطوة، وجتها كان ” عصام ” و ” عابد ” بيرجصوا ويهيصوا عشان اخيرا مشيتي وهيجدروا يلعبوا وياكي، كنتي فرحتنا يا ” مهرة “، كنتي البنت اللى هتفتحلي باب في الچنة، ومرة واحده اعرف انك مش أكده مجدرتش اخد قرار اني امشيكي، مجدرتش، لو زعلتك في أي يوم او فكرتي اني محبتكيش، يعلم الله اني حاولت بس مكنش ينفع عشان كنت عارف أن في يوم اكيد هتمشي

رفع أنظاره وهو يطالعها، ثم مد يده وهو يزيل دموعها، واغمضت عيناها فأمطرت مقلتيها، وهي تشعر لأول مرة بيده الخشنة وهي تُزيل دموعها، وسمعت حديثه مجدداً :

_ اني آسف، كنت أناني وكـ..

قاطعته وهي ترتمي بأحضانه، فضمها إليه وهو يغمض عيناه، لم يظن أبدا إنه رجلاً من الممكن أن يبكي، ولكن يبدو أن عيناه لا تخضع له الآن، وشاركها دموعها بصمت، عندما تركها تبتعد تحدثت وهي تحاوط وجهه بيديها :
5

_ انا مش عارفه انتو بتصعبوها عليا ليه؟، إنت بالنسبة ليا بابا الوحيد اللى عرفته، أنا معرفتش ” فاروق ” ولا عمري شوفته، انت بالنسبة ليا الوحيد، واوعى تفكر أن معنى اني هروح بيتهم يبقى كدة خلاص بقيتوا ناس غريبة، انتو عيلتي غصب عن أي حد، أنا بحبك يا بابا.
1

_ واني كمان يا بتي، واني كمان بحبك جوي.

عندما عانقها مجدداً فتح باب غرفتها، وشعرت بأذرع ضخمة تحاوطها أيضا فتعرفت على رائحه أشقاءها، بينما شاركتهم ” ذكية ” لا تعلم كم من الوقت ظلوا متعانقين، ولكنها كانت سعيدة لأنهم لديها، كانت سعيدة لأنها تربت بينهم، ولن تندم أبدا على ذلك.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

كان دائماً مائلاً لحُب الأشياء التي تؤلمه، وكأنه مازوشياً عاشقًا للألم، ولكن كل ما في الأمر إنه لم يطمئن يوماً، و بسبب خفة قلبه كان يظن أن الجميع يكنُ له مشاعر جيدة، كان فشله الأول أنه لم يستطع رؤية الكره خلف النظرات، ولأن رؤيته للعالم وردية، كان يعتقد أن الجميع كذلك،
كان أكثر ما يؤلمه طيبة قلبِه، هو الذي دُهس بواسطة العالم.

وقفت ” بلقيس ” بالمطبخ وهي تقوم بتحضير الفطور، شعرت بأيدي تحاوطها من الخلف، فأبتسمت عندما همس بنبرة ناعسة قائلاً :

_ جبتيلي تروما، اتخضيت لما ملقتكيش جنبي.

_ صباح الهنا.

اجابته بهدوء، فقبلها من عنقها وهو يردف :

_ صباح الحلاوة والطعامة والخوخ، مش هعرف اكل خوخ بعد كدة غير لما افتكر ريحتك.

قام بتدويرها و امسكها من يديها وهو يدندن بينما يرقص معها :

_ والحلوه خوخه، خوخه خوخه.
2

انطلقت ضحكتها بحرية عندما ادارها مره أخرى وهو يمسك بها قُرب جسده بينما اكمل وهو يتمايل معها :

_ دي الحلوه خوخه، خوخه خوخه.

عندما توقفوا قبلها من يديها وهو يردف قبل أن يذهب :

_ هاخد دش عقبال ما الفطار يخلص يا خوخه.

اومئت له ولم تستطع منع نفسها من الابتسام، ربما أخيراً يسير كل شئ على ما يرام، عندما انتهت من الافطار كان قد جلس على الطاوله بحماس متمتماً:

_ فيه شكشوكه اكيد صح ؟.

_ فيه شكشوكه طبعاً، ودي حاجه الفطار يتعمل من غيرها.

عندما جلست بجانبه امسك يدها يقبلها قائلاً بأمتنان :

_ تسلم ايديك، شكراً على وجودك هنا يا ” بلقيس “، أنا شخص لا يطاق، بني ادم قليل الذوق والأدب، أنا واحد لا يصلح لأي حاجه، ورغم إنك عارفه دة إلا أنك هنا معايا، مستنياني اتغير و واثقه فيا، انا بقالى كتير اوي مجربتش احساس أن يكون فيه حد عنده أمل فيا، حد عاوز ياخد بأيدي للطريق الصح مش عشان هو عنده مصلحه مني على قد ما هو عاوز بجد يشوفني إنسان أحسن، شكراً

اغرورقت عيناها بالدموع وهي تنظر له متأثره من حديثه، لم تستطع التفوه بشئ سوى :

_ فين ” مازن ” المدير؟، بلعته ولا إيه إنت مين ؟.

ضحك بصوت مرتفع وترك يدها وهو يفتح ذراعيه على وسعهما قائلاً بأبتسامة واسعة:

_ قدامك ” مازن ” جديد، نسميه إيه ؟

اقترب منها وهو يقبلها قبل أن يهمس :

_ نسميه ” مازن ” جوز ” بلقيس”.
1

ضحكت ” بلقيس” بملئ فمها على تلاعبه، ولم تستطع منع نفسها من الوقوع بحبه أكثر، لا تعلم حتى متى وقعت بحبه للمرة الأولى، ولكنها الآن أصبحت متأكدة إنه توغل تحت جلدها، كانت تريد سؤاله عما يكنه لها، ولكنها صمتت وأخذت طريقته معها تخبرها،
عندما انتهوا من الطعام نهض وهو يردف قبل أن يخرج :

_ خلصي ويلا عشان نصلي العصر.

اومئت له بسعادة وهي تركض خلفه لتتوضئ، ثم صلى بها، وبعد أن انتهوا تمتم وهو يدخل غرفة المعيشة :

_ هجيب الفيلم.

ذهب و وقفت هي تنهي غسل الصحون، وعندما انتهت وجلست بجانبه امسك بيديها قائلاً :

_ من بكرة ننزل نجيب غسالة أطباق.

_ لا طبعاً، أنا بحب اغسل المواعين جدا، دي متعة

افلت يدها من يده وهو يدفعها بعيدا عنه قائلاً:

_ عبيطة بتحبي الهم.

_ هم يا جمل.

تمتمت بأبتسامة سخيفة، فرغماً عنه ضحك وهو يجاريها قائلاً :

_ جمل المقطم.

تنهدت وهي تريح رأسها على كتفه هامسة:

_ لا خلاص مش عارفة الباقي، جبت فيلم إيه ؟

_ مش قولتي هات فيلم هندي، جبتلك اللى قولتي عليه.

همهمت بهدوء وهي تريح جسدها على الأريكة، وجلسوا بصمتٍ مريح يشاهدون الفيلم سوياً،
كانت ” بلقيس ” منتبهة ولم تلاحظه حتى وهو ينهض ليستلم الطعام الذي جلبه لهم، عندما عاد للجلوس تحدثت وهي تعتدل :

_ احنا لسه فاطرين من ساعتين يا ” مازن “.

_ أنا جوعت، هي بتموت ؟

اومئت له وهي تحاول منع نفسها من البكاء وجلسوا مجدداً وهم يشاهدون النهاية، أغلق التلفاز عندما بكت بصوت مرتفع قائلة وسط بكاءها :

_ شوفت الفيلم دة مليون مرة، وكل مرة بكرهه النهاية.

_ معلش يا حبيبتي ماهي يعني اتبسطتلها يومين على الأقل

مد يده وهو يعطيها الأكل الخاص بها، عندما امسكته نظرت ل ” مازن ” وهي تسأله بخفوت :

_ ” مازن “، هو إيه الحب بالنسبالك ؟

نظر لها وكأنه متفاجئاً من سؤالها، ثم صمت قليلاً وهو يفكر، بعدما حصل على إجابته ابتسم ناظراً لها وهو يجيبها :

_ الحب بالنسبة ليا إني اجيب برجر بيف، وهي تجيب برجر تشيكن، تديني نص تشيكن، واديها نص بيف.
3

اخذ الشطيرة الخاصه بها من يدها، ثم قام بقسمها وهو يأخذ نصفه، واعطاها نصف الخاص به، ظلت دقيقة وهي تحاول الفهم، ولكن حالما وصلت لها الفكرة ابتسمت بسعادة واحمر وجهها، وصمتت وهي تأكل بهدوء خجلة من النظر له بعد اعترافه الغير مباشر.
لا تعلم إلى أين ستؤول بها الحياة معه، ولكنها مستعدة لتخوضها كاملة دون ندم.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

خطت ” مهرة ” داخل منزل ال ” ورداني “، وراقبت اشقاءها وهم ينقلون امتعتها، اقترب منها ” عثمان ” أولا، وأمسك يدها بحنان وكانت يده ترتجف بسبب كبر سنه، وهو يتحدث اليها بهدوء :

_ سبحان الله يابتي، مكتوبلك تخشي بيناتنا وأنتِ واحدة من لحمنا ودمنا، غالية وبنت غالي، ديه دارك من اهنه و رايح، إنتِ بنت كبير ال ” ورداني ” الله يرحمه، و مرت ” دياب ” كُمان، مش عاوزاك تكوني مش مرتاحه اهنه.

ابتسمت ” مهرة ” بهدوء وهي تشكره، كان ” حامد ” و ” عصام ” و ” عابد ” واقفون خلفها، اقتربت ” نور ” بتردد، ورأت ” مهرة ” أنها ربما لا تعلم بما تخبرها، ولكنها أخيرا تحدثت قائلة :

_ اهلا بيكي يا ” مهرة “، اللى فات كله ورانا ماشي ؟.

_ اللى فات كله ورانا.

تمتمت ” مهرة ” خلفها وهي تبتسم بأرتعاش، فشعرت بيد ” عصام ” تربط على كتفها فأبتسمت لأنه يحاول مدها بالقوة، لم ترى ” يارا ” وكانت تعذرها لأنه من الواضح أنها لن تتقبلها بسهولة بسبب ما فعلته مع ” زيدان “، عندما فكرت به يبدو وكأنه خلق من العدم، وكان يهبط السلالم ببطئ و ” دياب ” خلفه كالملاك الحارس

_ ملاك باللون الاسود.

همست وهي تراه ينظر لها بغضب، وكان يرتدي عباءة سوداء لم تزده سوى جاذبية، وقفوا أمامها، ولكن لم يقترب أحد، ورأت ” زيدان ” ينظر لوالدته وهي تقترب منها
والدتها، المرأة التي انجبتها و ظنت إنها ميتة، ارتعشت ” مهرة ” وهي تنظر ل ” حامد ” خلفها، الذي همس وهو يدفعها تجاه والدتها قائلة :

_ البطن اللى شالتك يا ” مهرة “، امك، متخافيشي.

_ تخاف!، تخاف من إيه ؟

همست ” نادية” وهي تسحبها لاحضانها دون أن تعطيها فرصة لمعالجة الأمر، وارتفع صوت بكاءها ثم ابتعدت وهي تحاوط وجهها بيديها وهي تتحدث قائلة :

_ اوعاكي تخافي، إنتِ رچعتي لمطرحك، اهنه بيتك وإني أمك، بس معلش خدي وجتك، لو عاوزة تجوليلي يا ” نادية ” دلوك مفيش مانع، المهم تكوني مرتاحة.

أمسكت ” مهرة ” يدها التي تحاوط وجهها وضغطت عليها قائلة بأمتنان :

_ شكراً.

عندما ابتعدت ” نادية ” التفتت ” مهرة ” لتنظر لأشقاءها وهي تردف :

_ أنا كدة تمام، يبقوا تعالو زوروني كتير، وانا كمان هاجي.

_ بأذن مين ؟

انطلق صوت ” دياب ” قاطعاً الحديث وهو يقترب منها، التفتت تنظر له متعجبة سؤاله وكأنها لم تسمعه، فأعاده عليها ببطئ قائلاً :

_ بإذن مين هتروحي تزوريهم كتير ؟.

اقترب ” عصام ” خطوة ولكنها وضعت يدها على صدره تمنعه من الاقتراب، فنظر ” دياب ” لموضع يدها بغضب، بينما اقترب ” زيدان ” منه من الخلف هامسا بأذنه بتسلية:

_ هدّي يا ابو عمو، اخواتها في الرضاعة

لم يمنعه ذلك أيضاً من الشعور بالغيرة، ولكنه صمت وهو يراقبها تنظر له قائلة بهدوء :

_ بأذن چوزي أن شاءالله.

ثم اقتربت منه خطوة، واصبحت واقفة أمامه، كان طوله يجعلها ترفع رأسها وهي تميل رقبتها للخلف، ولكن ذلك لم يثنيها عن وضع يدها على كتفيه، وارتفعت على أطراف اصابعها وهي تهمس بأذنه :

_ هاچي اجول سي ” دياب ” ينفع اروح أشوف الناس اللى ربوني 23 سنه.
1

شعرت كيف تيبس جسده فأبتسمت بسعادة لأنها تعلم بتأثيرها عليه، عندما ابتعدت وعادت لتوديع اشقاءها لم يمنعها هذه المرة أو يتحدث، بينما تمتم ” عصام ” وهو يسحبها داخل عناق :

_ متوكده أننا مفروض نسيبك أهنه

_ محدش فينا بيعض يا ابن ال ” مهران “.

انطلق صوت ” دياب ” مجدداً ولكنها تجاهلته وهي تجيب ” عصام ” بأبتسامة:

_ متخافش عليا يا خوي، إني وسط اهلى.

اومئ لها بعدم رضا، و وقف الجميع يراقبها وهي تودعهم، ثم عندما ذهبوا أخيرا التفتت ونظرت ل ” نادية ” بأبتسامة قائلة :

_ ممكن بقا توريني اوضتي ؟
1

كانت تريد إغاظة ” دياب ” لأن بالتأكيد يجب أن تكون غرفتهم واحده الآن، ولكن لدهشتها اجابتها ” نادية ” وهي تقترب منها بسعادة :

_ طبعا، دة إني خليتهم يچهزوهالك من ساعة ما عرفت، ناجصها بس إنتِ.

عندما نظرت ل ” دياب ” ابتسم بسخرية، و تمتم بهمس وهي تمر بجانبه كي تستمع هي فقط :

_ هخليكي لا هتطولي تراب الأرض، ولا نجوم السما.

وظل يراقبها وهي تصعد مع ” نادية ” التي لم تتوقف عن الحديث، بينما اقترب منه ” زيدان ” قائلاً قبل أن يصعد خلفهم :

_ خف شوية.

_ مرتي.

اجابه ” دياب ” بنفس النبرة، وتجاهل والدته التي تدعو له بالهداية وهي تمر من أمامه، بينما تحدث ” عثمان ” بصوت مرتفع بعد أن تنحنح وهو ينظر ل ” نور ” :

_ اموافجه على الراجل اللى اسمه ” علي ” ولا لاه يا ” نور “؟

لم تتوقع السؤال بهذه اللحظة وتوترت وهي تنظر لوالدها بينما ابتسم ” دياب ” وهو يطمئنها قائلاً :

_ ” علي ” قدامه ساعة بالظبط وهو هنا، لازم نديله الرد

امسك والدها بيدها وهو يسحبها خلفه لمكتبه، وعندما دلف واغلق الباب تمتم وهو يجلس على الأريكة قائلاً:

_ اتكلمي معايا.

تنهدت ” نور ” وهي تجلس بجانب والدها، ثم بدأت حديثها قائلة :

_ مش عارفة يا بابا، انت شايف إيه ؟

_ إني معرفهوشي يابتي، ” دياب ” سأل عليه و قال مفيش حاجه و راجل طيب وجدع واهله الله يرحمه كانوا ناس محترمين، إنتِ اللى اتعاملتي معاه عشان اخو صاحبتك، شوفتي اكتر مني منه وإنتِ اللى هتتجوزي مش أني

توترت أكثر بسبب حديث والدها، كانت تريد أن تأخذ برأيه ولكنه رمى الكرة لها، وأصبح القرار الآن متوقف عليها، توقفت قليلاً وهي تفكر بمواقفها رفقة ” علي “، لن تنكر أنها أحياناً كانت تتوتر من نظراته، ولكن دونا عن ذلك كانت تشعر بالراحة معه لدرجة كبيره، عندما ايقنت أن والدها ينتظر حديثها، اعتدلت بجلستها وهي تردف :

_ انا موافقة، أنا كل تعاملاتي معاه مكنتش كتير، بس انا بصراحة يعني حاسه بإعجاب من ناحيته، خصوصاً كمان موضوع أنه حارب في حياته عشان يوصل للي هو فيه دلوقتي وكمان اتكفل بتربية أخته وضحى بدراسته عشانها مخلياني شيفاه بصورة احسن بكتير، فأنا موافقة يا بابا، دة بعد موافقة حضرتك طبعاً

ضحك ” عثمان ” وهو يربط على يدها قائلاً :

_ ماشي يا دكتورة ” نور “، أني كمان موافج، اني كل اللى رايده تعيشي حياتك مبسوطة يا بتي.

عندما كادت تجيبه استمعوا لطرق على الباب، وعندما فتح دلف ” دياب ” وكان ” علي ” خلفه، فأبتسمت بخجل وهي تنهض قائلة :

_ طيب عن اذنك يا بابا.

_ اذنك معاكي يا بتي.

عندما مرت بجانب ” علي ” تحدث بخفوت قائلاً :

_ مكتوبلك تكوني مراتي؟.

حاولت أن تخفي ابتسامتها وهي تذهب وتغلق الباب خلفها تاركة إياهم يتحدثون، جلس ” عثمان ” على كرسي مكتبه بينما جلس ” دياب ” و ” علي ” أمامه، بعدما تخطوا المجاملات نظر ” عثمان ” ل ” علي ” وهو يبدأ حديثه بهدوءٍ جاد :

_ بص يا ولدي، ” نور ” بتي جناحتها مفتوحه، وانا جضيت حياتي بعد ما والدتها اتوفت اساعدها تطير بيهم، لا عمرها هديت أو ملّت، جضت سنين الكلية في سكن لوحدها، ودلوك زي ما أنت عارف كمان عايشة لوحدها، يعني أنا بثق فيها زي ما بثق في نفسي بالظبط

ثم تنهد و خفت صوته وهو يكمل :

_ كل اللى عاوز اجولو اني مش عاوز اچوزها لواحد يجصلها جناحتها وهي من غيرهم ولا حاچه، لو عندك إستعداد تساعدها اكتر واكتر في أنها توصل لاحلامها اللى معرفتش تحججها إهنه أني موافق، وهي كمان موافقه

ود ” علي ” أن يخبره أن أكثر ما يحبه بها هو شغفها ورغبتها بالوصول، مثلِه تماماً انثى قوية لا تستسلم، ولم يستطع منع نفسه بهذه اللحظة مع جملة ” عثمان ” الأخيرة، لقد وافقت عليه!، وكان هذا ما كان يأمله منها، اي شئ آخر سيأتي تباعاً ولكن الآن قد اعطته الأذن لتكن له، تنحنح وهو يقوّم جلسته رادفاً :

_ صدقني عمري ما هعمل كدة، خصوصاً إني كمان واحد دايما عاوز اوصل لاكتر من اللى أنا فيه، عارف ان موضوع التعليم ممكن يعمل مشكلة، بس صدقني أنا ناجح في حياتي ولسه مستنيني حاجات اكتر، ومش شخص جاهل خالص والله، مش هتندم أن شاءالله

_ أن شاءالله يا ولدي، هتيچي مع كَبيرك السبوع الجاي، نتفج ونجرا الفاتحة.

كان يعلم أنه يقصد شقيق والده، فأومئ برأسه ونهض وهو يمد يده لمصافحة ” عثمان “، ثم خرج من الغرفة رفقة ” دياب ” الذي سأله قائلاً :

_ هنقعد شوية نشرب شاي سوا، تتغدى ؟.

نظر له ” علي “، لم يكن أبدا يريد تكوين صداقات، ولكنه منذ رأى أبناء عمومتها وهو يفكر كيف كانت ستكون حياته إذا كان لديه صديق يركض إليه ليخبره بكل الاشياء التي لا يستطع اخبار شقيقته بها، ولكنه لم يكن يريد ذلك مع أيا منهم، لأنه بالتأكيد لن يخبرهم عن الأشياء التي يشعر بها تجاه ابنة عمهم
ولن يخبرهم أيضاً أنه كان يراقبها منذ سنوات، كان من الممكن أن يقتلوه، ابتسم بسخرية عند الفكرة، وعندما نظر أمامه و وجدها جالسة بجانب شقيقته بينما تضحك بملئ فمها همس :

_ و لما اموت عشانها، فيها إيه ؟.

وضع ” دياب ” يده على كتفه، ويبدو أنه استمع له لأنه أردف قبل أن يبتعد عنه ويقترب من الجالسون قائلاً :

_ الحب زيادة عن اللزوم سم، مش هيسيبك غير وأنت ميت.

هز ” علي ” رأسه لأنه بالتأكيد كان يعلم بما فعلته زوجته، التي كانت جالسة معهم الآن، لاحظ كيف جلس ” دياب ” على أريكة بمفرده متجاهلا إياها، فـ وّد أن يعبث به فجلس ” علي ” بجانبها ولكنه حافظ على مسافة بينهم، ونظر لها بأبتسامة وهو يهز رأسه بتحية صامتة بادلته إياها بإبتسامة،
نظر بجانب عينه فوجد ” دياب ” ينظر له بحدة، ولكن تلك لم تكن النظرات الوحيدة الموجهة له، لأن ” نور ” كانت تنظر تجاهه بغضب،
فنهض بكل طواعية وهو يجلس بجانب شقيقته بينما يتمتم:

_ على ايه بقا، الطيب احسن.

رأها تبتسم برضا، بينما نهضت ” جنة ” قائلة :

_ هروح الحمام واجي.

عندما كاد ” علي ” يطلب منها أن تأخذ أحدا معها اردفت ” نور ” وهي تنظر له :

_ حصل إيه مع بابا جوا ؟، وافق ؟.

كان هناك مسافة واسعه بينهم اثر نهوض شقيقته، فمال قليلاً برأسه كي تستمع هي فقط لحديثه قائلاً :

_ قولتلك مكتوبالك.

_ هي إيه ؟

همست تسأله وهي تنظر حولها ولا تريد النظر له، فبادلها الهمس قائلاً :

_ مكتوبلك تكوني مراتي يا ” نور “،

ثم صمت قليلاً وهو يتأملها قائلاً بسعادة :

_ ” نوري “.

ابتسمت بخجل ولم تستطع إجابته، وكانت سعيدة عندما سحبه ” دياب ” لمحادثة بينما راقبته هي بتمعن، الطريقة التي يبتسم بها، والطريقة التي تتحرك يده كل دقيقتين لتحرك نظارته وهي توضح أن الثبات الذي يتظاهر به كذبة، وأنه كان متوتراً مثلها تماماً،
عندما نظر لها و وجدها تطالعه غمز بوجهها، فأشاحت بنظرها وهي تبتسم، و شاركتهم الحديث بهدوء، سعيدة لأن الاوضاع تتغير، ويبدو أن كل شئ سيسير تجاه الأفضل

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

عندما همس ” زيدان ” ل ” دياب ” أن يقل الضغط عن ” مهرة ” كان يقصد ذلك، لقد كانت شقيقته وكان يجب عليه حمايتها حتى من صديقه المفضل وابن عمه، ولم يكن ينوي السماح له بمعاقبتها بقسوة، لأن هو شخصياً كان ينوي ماسمحتها ولكنه كان يريد أن يرى إلى أين ستصل لتطلب العفو، وقد كان عندما ارتها والدتهم غرفتها وسمعها تناديه وهو يمر من أمام بابها قائلة :

_ حمدالله على سلامتك يا ” زيدان “، انا مبسوطة إنك كويس.

ابتسم ” زيدان ” ولم يردف سوى بكلمتين رادفاً :

_ نورتي دارك يا خيتي.

ثم ذهب تاركاً إياها تنظر له بعدم تصديق، ربما لا تصدق أنه سيحادثها جيداً بعد ما فعلته، ولكنه لم يكن ينوي أن يزيد همها، وكان يستطيع رؤية أنها تتظاهر، لقد كانت حزينة و متأثرة، كانت أعينها الرمادية مثل خاصته، تعكس كل مشاعرها،
فاق من شروده بما حدث عندما دلفت شقيقته ” يارا ” عليه الغرفة، و نظرت لجسده ثم وجدها تصرخ قائلة :

_ خشي، لابس ومش خالع راسه.

عقد حاجبيه بأستغراب ولكنه انتفض بجلسته عندما دلفت ” جنة ” و وقفت أمام الباب بدرجة بسيطة، تأوه بألم عندما فاجئ جرحه بالنهوض بحدة، ف هسّت ” جنة ” وهي تنظر له :

_ يادي الغباء، ما قولنا نخلي بالنا بقا فيه نيلة غرز ممكن تتفك.

_ مش بتردي عليا ليه؟، هو أنا مش سألتك سؤال ؟.

تجاهل حديثها وهو يسألها، لقد ارسل لها الورود أمس وظل يتصل بها طوال الليل ولم تجيبه، ارتعب من فكرة أن ترفضه ولكنها نفت ظنونه وهي تجيبه بخجل :

_ ” علي ” قالى مردش غير لما انت تتكلم معاه الأول.

نهض من على سريره، وتجاهل شقيقته التي كانت تنظر لما يحدث بأبتسامة مسلية وهو يسأل ” جنة ” بأمل :

_ هقوم والله على حيل وهجيله لحد عنده، أنا بس عاوز اعرف، إنتِ موافقة تتجوزيني يا ” جنة ” ؟.

التفتت وكأنها ستذهب عندما نادى عليها ” علي ” ليرحلوا، ولكنها توقفت ونظرت له من خلف ظهرها قائلة بأبتسامة عابثة :

_ على حد علمي مكنتش بتسألني في النوت يا ” زيدان “، انت قررت وانا احترمت قرارك، أنا موافقة.

ثم تركته وذهبت بسرعة، بينما هو وضع يده على صدره متأوهاً بصوت مرتفع، فركضت ” يارا ” بهلع وهي تمسك به عندما كان على وشك السقوط ظنا منها إنه تألم ولكنه تمتم بأبتسامة حمقاء :

_ اهي كلمة موافقة دي قادرة تقتلني اكتر من الرصاصة.
4

_ غور.

دفعته ” يارا ” بحنق وهي تتركه وتذهب، تاركة إياه جالساً على سريره ولازالت الابتسامة ملتصقة بوجهه، لقد أخبرته للتو أنها تقبل الزواج منه!
تلك المرأة التي كان يعرفها فقط من وراء الهاتف، الآن بعد موافقة اخيها ستصبح زوجته، و وجد نفسه لا يتمنى أكثر من ذلك.

 

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

« تظن أن الأمور بخير ويطمئن قلبك لأنه و اخيراً أصبح كل شئ يسير كما أردته، حتى يأتي شئ ما ليثبت لك خطأ اعتقادك، ويجعلك تستيقظ على ألمٍ لا يُضاهى.

كانت ” بلقيس ” تسير وهي تمسك بيدها عدة اكياس، كانت الساعة العاشرة مساءً ولكنها لم تشأ إيقاظ ” مازن ” من قيلولته وذهبت هي لتجلب بعض الاشياء لأنها كانت تريد صنع بعض الحلويات له، ابتسمت عندما تذكرت كل حديثهم و مزاحهم اليوم، وأنهم صلوا سوياً كل صلواتهم،
أمسكت بهاتفها وهي تحادث ” نور ” التي حالما أجابت تحدثت ” بلقيس ” :

1

_ ” مازن ” حافظ القرآن كله.

_ متهزريش، ازاي يعني ؟

سألتها ” نور ” بأستغراب، فأبتسمت ” بلقيس ” لأنها تذكرت كيف فوجئت عندما صلى بها وهو يتلو القرآن بهدوء وبالطريقة الصحيحة تماماً، لم يخطئ قط ولم يلجأ للسور القصيرة حتى

_ عمو ” عزيز ” كان بيحفظه وهو صغير، فاقالى أنه دايمًا كان بيراجع عشان مكنش عاوز ينساه أبداً، طلع شخص تاني يا ” نور ” وانا مبسوطة اوي، وكمان حاسه أنه اتجوزني مش عشان ينتقم مني، ” مازن ” بيحبني يا ” نور “، أنا متأكدة.

شعرت بأبتسامة ” نور ” تتخلل حديثها وهي تجيبها قائلة :

_ الله، عسل والله، ربنا يسعدكوا يا حبيبتي، وانا كمان بقا شكلى هنضملك في المحن دة قريب، ” علي ” كان هنا النهاردة
1

_ احكيلي كل حاجة

تحدثت ” بلقيس ” بحماس واستمعت بأبتسامة و ” نور ” تسرد لها ما حدث، سمعت صوت سيارة خلفها ولكنها لم تهتم لأنها بعيدة عن الطريق بالفعل،

ولكن بعد ذلك شعرت بالسيارة تتوقف فجأة واطارتها تحتك بالأرض محدثة صوتاً أفزعها، ونزل رجلان ربما يكونا ضعفها مرتين وهو يسحبوها من ذراعيها مما جعل هاتفها يسقط، بينما صرخت وهي تحاول افلات ذراعيها من قبضتهم:

_ انتو مين؟، عاوزين مني إيه، الحقوني

صرخت بأخر جملتها ثم شعرت بشئ صلب يضربها على رأسها، و كان آخر ما استمعت له وهم يلقون بها داخل السيارة واحداً منهم يتحدث بصوت غليظ :

_ بقت معانا يا باشا.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

والله ربنا اللى يعلم أنا تعبانة و مرهقة النهاردة قد إيه
كنت مع اختي من الصبح في حفلة تخرجها ـ عقبالنا كلنا يارب ـ، فامرهقه بطريقة اوفر بس مرضتش برضو أأجل البارت تاني وقولت لازم اخلصه وانزله

مقدرتش اطولوا زي ما وعدتكوا بس أن شاءالله هعوضها في اللى جاي.

الاحداثثث ؟؟؟

” مازن ” مش بيحلق يتهنى هو والبت بلقلس والله 😭😂
مش عارفه انا ماسكاهم ونازله فيهم ضرب ليه بس مش مشكلة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى