روايات

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثالث عشر 13 بقلم شاهيناز محمد

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثالث عشر 13 بقلم شاهيناز محمد

 

البارت الثالث عشر

 

تَوقف عن النظر لي بتلك النظرة،
وكأنني كل ما تتمنى،
لا تنظر لي وكأني خلاصك، والمرأة التي سنتهي عذابك،
لأنني ولدتُ لأزيدك ألمًا، تربيت على سرقة راحتك،
ما لي إذن واقعةٍ بحُبك،
ولأول مرة أشعر وكأن هُناك مَن يُحبني دون مقابل،
لكن يؤسفني أن الأوان قد فات،
يؤسفني إنني مُستعدة لِقلب حياتك الى جحيم.

_ مِن مُهرة إلى دياب.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

مَن تَربيت وسطهم يكون لهم الدور الأكبر بتكوينك، كُلٍ مِنا مليئا بندبات خلّفها الأهل، ما يردفون به يترسخ داخل عقولنا، ومع تقدم العمر يكون من الصعب علينا التنازل عن الشئ الذي تركوه بنا، ليس لدينا القدرة على التخلي عن ما زرعوه بداخل عقولنا، وهذا يؤدي بنا دائماً إلى طريقان لا ثالث لهما
أن نُهلك بسببهم،
أو
نمضي قدماً و نَنقِذ المُتبقي مِنا.

……….

_ عمي جايلي هاتي ” عنتر ” وتعالي وراي، إني خلاص تمنتاشر سنة دلوك يعني اروح الچبل براحتي.

صرخت ” مهرة ” بوالدتها وركضت وهي تقفز على ظهر حصانها، كان ميعاد التسابق بينها وبين عمها، هو من اهداها الحصان وعلمها الركوب بينما كان والدها واشقائها يحاولون منعها، ولكن لم يقف أحد أبدا أمام أمر عمها خصوصاً فيما يخصها
أغمضت عيناها بسعادة وهي تستمتع بالرياح التي تصفع وجهها، لقد سبقها عمها منذ ما يقارب من نصف ساعة وكان يجب عليها اللحاق به، عندما وصلت استمعت لأصوات مرتفعة، فتوقفت بسرعة بعيدة نسبياً وهي تداري نفسها خلف صخرة كبيرة،

لم تكن الاصوات واضحة تماماً ولكنها استطاعت سماع عمها يصرخ قائلاً بغضب :

_ أبوك غُلط مع مرت أخوي، ديه كان شرف يا ولد الورداني

اجابه الطرف الآخر ولكنها لم تستطع سماع صوته، ولكنها رأته واقفاً بهدوء بأكتاف عريضة و لا يظهر حتى على جسده أدنى توتر، لم ترى وجهه لأن ظهره كان لها، ولكنها رأت وجه عمها بوضوح وفوجئت بنظرة الهلع التي ظهرت على ملامح وجهه، كانت ستقترب ولكن انظاره وقعت عليها وهو يُحذرها بعينه ثم أعاد نظره الواقف أمامه مجدداً وتحدث وكأنه يقصد جعلها تعرف من هو :

_ أنت إكده بتشارك في الباطل يا ” زيدان “.

_ ديه طاري يا ” هاني “، اللى جتلته دون وجه حق ده كان أبوي، عشان إكده

ورأته بهلع وهو يُخرج سلاحه من جيب عباءته، ولم يستطع عمها التصرف وحتى هي لم تستطع الصراخ، فخرجت رصاصتين شقوا هدوء الليل وجعل الطيور تخرج من مسكنها، وقفت ” مهرة ” بقلة حيلة وهي حتى لا تقوى على النزول من على حصانها، وسمعت اخر كلمات ” زيدان ” قبل أن يقفز على جواده ويذهب :

قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال &quot;معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي&quot;. يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
_ العين بالعين، والسن بالسن والبادئ أظلم.

عندما اختفى من انظارها قفزت بسرعة من على ظهر جوادها، وأخيراً ظهر صوتها وهي تصرخ راكضة تجاه عمها :

_ عمي.

سقطت أرضا بجانبه، ورأت بفزع مكان الرصاصتين، واحده بمنتصف صدره والأخرى بقلبه، تساقطت دموعها وهي تنفي برأسها، فمّد يده الملئية بالدماء قائلاً :

_ بنات المهران ميبكوشي، اسمعي الكلمتين دول كويس جوي يا ” مهرة ”

اومئت له وهي تُقبل يده ببكاء، سعل بألم فتمتمت وهي تحاول النهوض :

_ جوم معايا يا عمي، بينا نروح المشتشفى

نفى برأسه وهو يحكم قبضته على يدها يمنعها من النهوض، وتحدث بإرهاق قائلاً :

_ مفيش وجت، فاروق مسّ شرف أمك يا ” مهرة ” عشان إكده أنا جتلته، اغتصـ.بها من غير رحمة ومحدش يِعرف غيري انا وهي ودلوق إنتِ، متسيبيش حجي يا ” مهرة ”
أني اللى مربيكي ودلوق چه دورك تدفعي دينك.

لم تستطع الفهم جيداً ولكنها اومئت له برأسها، وكل ما كان يدور ببالها هو محاولة حمله على جوادها والذهاب به، ولكنه همس بحشرجة مجدداً :

_ اوعديني، اوعديني يا بتي

_ بوعدك، جوم معايا بس دلوقتي

ولكن يده سقطت من على وجهها، ورأت عيناه مفتوحتان وهو يُبحلق بها، صرخت حتى تمزق حلقها، وهي تُدرك أن الرجل الذي لطالما أحبّها، ربّاها و انقذها من استبداد والدها واشقائها قد ذهب، مدت يدها تُسبل عيناه قائلة بحقد أضاء رمادتيها :

_ حجك هجيبه وهيكون دين في رجبتي ليوم الدين

انتفضت ” مهرة ” ونظرت حولها بفزع، كانت بسريرها امرأة بسن الثالثة والعشرون، ولازالت أحلامها تستحضر هذا اليوم، لقد مرت خمس سنوات، وكلما أعطت نفسها الفرصة لتنسى يُعاد المشهد حالما تضع رأسها على مخدتها، مدت يدها تزيل العرق الذي تراكم على جبهتها، و أمسكت هاتفها تنظر للساعة
كانت قد قاربت على الرابعة فجراً،
لا تعلم ما الذي حثها على فعل ذلك ولكنها أمسكت هاتفها وقامت بالاتصال على اخر شخص ظنت إنها ستبدأ معه الحديث يوماً

……………………………..

كان ” دياب ” يُجافيه النوم وهو يفكر بها، لقد اشتاق لها اكثر من أنفاسه التالية، ولم يساعده دجي الليل سوى بإستحضارها، السماء باللون الرمادي تذكره بعيناها،
رن هاتفه فعقد حاجبيه بإستغراب وهو يتسأل من الذي سيتصل بهذا الوقت ولكنه حالما رأى إسم ‘ حِلم العُمر ‘
يضيئ شاشته انتفض بفزع وهو يجيب بسرعة قائلاً :

_ فيكي حاچة ؟

استمع لتنفسها على الجهة الأخرى ولم يزيده ذلك سوى قلقاً، فنهض من على سريره وهو يضع شاله بعشوائية دون الإهتمام بإرتداء عباءته قائلاً :

_ إنتِ فين أنا جايلك.

_ أنا في الدار، تيجي فين دلوقتي

ولكنه أغلق الهاتف وارتدى حذاءه وهو يخرج من المنزل على عجل، كان منزلها يبعد خمس دقائق سيراً، ولكنه عندما ركض استطاع الوصول في ثلاثة دقائق، وقف أسفل شرفتها ونظر جيداً وهو يحاول إيجاد شئ يجعله يستطيع الصعود لها،

عندما رأى الشجرة الضخمة التي أمام شرفتها ابتسم بسعادة وهو يتسلقها بسهولة،
كانت المسافة بين الشجرة والشرفة واسعة وإذا سقط كان متأكداً من كسر رقبته، ولكنه تنهد ولف شاله على يديه وهو يهمس قبل أن يقفز بكل قوته :

_ بسم الله، أنت الحامي يا رب.

ابتسم بسعادة عندما كان بداخل شرفتها بسلامة، عبس بوجهه عندما مد يده ليفتح الباب و وجده غير مغلق، فدلف وهو يردف :

_ إنتِ إزاي سايبة شباك البلكونة مفتوح!!

التفتت بحدة من على سريرها وهي تصرخ بفزع، فركض تجاهها و وضع يده على فمها قائلاً بهمس :

_ ششش يجيد ابوكِ هتفضحينا.

كانت عيناها متوسعة وهي لازالت تنظر له بخوف، عندما تأكد من استيعابها أنه هو من يقف أمامها ازال يده ببطئ، فتنفست بسرعة وهي تصفعه على ذراعه قائلة :

_ فيه حد يعمل كدة، إزاي عرفت تدخل من البلكونة أصلا

نفخ صدره بفخر وهو يجيبها :

_ أبوي معلمني اقطف البلح من على النخل، الشجرة اللى قدام البلكونة أصغر من النخلة.

صمتت وهي تُفكر في احتمال رؤيته، ولكنها تذكرت شئ ما ففتحت عيناها على مصراعيها قائلة :

_ نهارك اسود يا ” دياب “، فيه كاميرات.

_ هما عيلة مهران عرفت كاميرات المراقبة كمان، الله يرحم لما كان أبوكِ بيتكلم في صفايح السمنه.

رغماً عنها انفلتت ضحكتها، وكانت شاكرة له لأنه استطاع محو كابوسها من عقلها، ضيّقت عيناها عندما رأته ينظر لها من أعلى لأسفل بتفحص، فأردفت وهي تحاول منع نفسها من الابتسام :

_ بتبص على إيه ؟

كانت ترتدي بجامة منزليه سوداء بأكمام طويلة، لذا لم يكن هناك ما تخجل منه ولكن بطريقة أو بأخرى استطاعت نظراته دائماً جعلها تحمّر خجلاً، رأته يحك خلف رأسه قائلاً وهو يعيد نظره لوجهها :

_ مش بتحرش نظرياً والله بس بشوف فيه إصابات ولا لأ، إنتِ عارفة إني جيت جري من كتر الخوف!!، كان فيه أي بقا.

لم تكن تريد أخباره عن كابوسها، لذا قررت تشتيت انتباهه بشئ اخر، فنظرت له نفس نظراته وهي تُطالع ما يرتديه، بنطال قطني و تيشيرت ملائم له اسود اللون، ولكنها لن تنكر إعجابها بما رأته فشاركته أفكارها قائلة :

_ اول مرة اشوفك من غير جلبية، مداري العضلات دي كلها ليه.

خلع شاله ورماه على سريرها ونفخ اذرعه بطريقة استعراضية قائلاً :

_ بس إيه رأيك ؟

ضحكت بصوت مرتفع على طريقته، فأبتسم بحُب ورأت بوضوح نظراته تشع فصمتت وهي تنهض قائلة :

_ احم طيب يلا اتفضل شوف هتمشي إزاي

_ اكيد مش هنط تاني مش قولتي فيه كاميرات؟

اومئت له، فهز كتفيه وهو يتجه لباب غرفتها قائلاً :

_ يبقى كدة كدة بكرة هيشوفوني، فأخرج بكرامتي بقا.

كادت أن تتحدث ولكنه اقترب منها وأمسك وجهها بين كفيه وهو يطبع قبلة على رأسها قائلاً :

_ مش هغصبك و اخليكي تحكيلي كان مالك، بس اعرفي أن وقت ما يصيبك اي ضيق مش مضطرة تقوليلي حتى سببه، و اسمحيلي وقتها بس اقعد معاكي على الأقل انسيكي شوية، أنا اهم حاجه بالنسبالي هي راحتك يا ” مُهرتي “.
3

ثم تركها تنظر إلى طيفه الراحل بقلب ثائر ثم ابتسمت وعادت لسريرها ولكنها بعد ذلك سمعت طلقة نارية فصرخت وهي تركض خارج غرفتها قلقة عليه
فوجدت شقيقها يمسك بـ بندقية وهو يوجهها تجاه ” دياب ” الذي أردف بكل بساطة :

_ ضرب نار على طول أكده، معادش فيه حرامية في البلد أساسا عشان تبقى معلق بندقية على الحيطة

ثم نظر لأعلى وهو يراها تقف تراقب، فألقى لها قُبلة بالهواء وذهب، رفع شقيقها أنظاره لها بذهول، فتمتمت بتوتر :

_ لما عرف أن معدتي وجعاني جابلى برشام ومشي.

لم يجب والتفت ليعود إلى غرفته، فهزت هي رأسها وفعلت المثل، وجدت شاله الذي تركه خلفه فأخذته وهي تشتم رائحته وتغلق عيناها مستمتعة، ومن الجدير بالذكر إنها لم تستطع النوم أبدا، وكلما تتذكره تشق الابتسامة وجهها،
كانت تعلم إنها لتوها وقعت بحُب ” دياب ” وتركت قلبها يتغنى و يتغنى بكلمات عشقه أخيرا.
4

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

عندما يُخبرك عقلك بشئ يُخالف أهواء قلبك، يجب عليك حِتماً تصديقه، لأنك إن لم تفعل ذلك وسِرتُ بِلا هُدى خلف قلبك ستصل إلى طريق لن تستطع أبدا العودة مِنه، لأنك حينها ستخسر أكثر مما تَظُن، و ستبقى حينها دون شئ يساعدك على النسيان، ستعلق اخطاءك داخل ثنايا عقلك، ومهما حاولت جاهداً لن تستطع أبدا التخلص من ذلك.

كانت ” نور ” تسيّر بهدوء في طريقها للمنزل، نظرت للساعة التي بيدها لتجد أن الساعة أوشكت على منتصف الليل، وقد اُخذ عقلها بالعمل الذي كانت تحاول إنجازه قبل أن تذهب لتحضر الأسبوع قبل فرح ” دياب “، ابتسمت بسعادة عندما تذكرت أن خطوبة ” عاصم ” و ” يارا ” ستقام أيضاً بتلك الأيام، وتنهدت وهي تفكر أن جميعهم وجدوا طريقهم إلى احباءهم بالنهاية، سواها هي و ” زيدان “، فأمسكت هاتفها وهي تتصل به، وحالما أجاب عليها اردفت بإبتسامة :

_ إيه يا موكوس، بقا أنا وأنت اكبر من ” عاصم ” و ” يارا ” وهما يعملوها قبلنا.

استمعت لضحكته عبر الهاتف، وشعرت بالحنين إليهم، لقد اشتاقت لمنزلها ولعائلتها، أتاها حديثه بعدما توقف عن الضحك قائلاً :

_ اه والله، تفكلي البلوكات بس وانا هحصلهم.

عندما تذكرت كيف سرد لها ” دياب ” تلك الواقعة ارتفعت ضحكتها وهي ترن حولها بسبب قلة الناس الموجودين، فتحدثت من بين ضحكاتها :

_ ياعيني عليك وأنت مش فاهم حاجة.

_ ماشي يا ستي اتريقي، إنتِ مش ناوية تجيبي عريس في ايدك ولا ايه

أحمّر وجهها عندما تذكرت ” علي ” ولا تعلم لما تتذكره بوقت مثل هذا، فصمتت وهي تفكر بباقة الزهور التي تزين منزلها الآن، وكيف كانت بالايام الفائتة تنظر لهم بسعادة، لقد أصبح رغماً عنها يشغل تفكيرها بكثير من الأوقات، وتجد نفسها تمسك بهاتفها وهي تفكر بالاتصال والاطمئنان عليه، ولكنها بعد ذلك تحادث ” جنة ” وتطمئن عن طريقها، لا تريد وضع نفسها بطريق لا تعلم نهايته، فالبنهاية هي لا تعلم بماهية مشاعره تجاهها،
عندما استمعت لصافرة ” زيدان ” العابثه، اكتشفت إنها صمتت أكثر من اللازم، وتحدث هو بخبث قائلاً :

_ كل دة تفكير في العريس، سيدي يا سيدي.

_ أكيد لا طبعا بس كنت بعدي الطريق معرفتش أرد، المهم قولهم اني هجيب واحدة صحبتي معايا تقعد تغير جو، سلام بقا دلوقتي لما اطلع هكلمك.
10

ثم أغلقت قبل أن يجيبها، اخر ما تريده هو أن يعلم أحد منهم عن ” علي ” لن يهتموا لحديثها وسوف يرسلون ليجلبوها بلحظة، وآخر ما تريده هو إعطاء والدها سبب مقنع ليجعلها تعود إلى بلدتها، بعد كل ما أنجزته هنا، شعرت بشخص يسير بجانبها ودق قلبها ولكنها لم تعطيه انتباه وفجأة سمعت صوته قائلاً :

_ ازيك يا ” نور ” ؟

انتفضت وهي تقف و تضع يدها على صدرها تحاول تهدئة انفاسها الثائرة، بينما التفتت لتنظر لـ ” علي ” وكأن افكارها استحضرته، وقف ينظر لها بإبتسامة مُتمتماً بإعتذار :

_ أنا اسف اني خضيتك.

بعدما تأكدت من قدرتها على الحديث دون ارتعاش صوتها، اجابته وهي تنظر حولها ملاحظة عدم وجود أحد سواهم :

_ ولا يهمك، فيه حاجه ؟

مد يده يحك خلف رأسه ثم رفع نظارته فوق جسر أنفه، فضيّقت عيناها وهي تعلم أنه متوتراً، ولا تعلم لما هو دائماً هكذا حولها، وكان حتى بمعظم الاوقات يتجنب النظر لها، تحدث بصوت منخفض وهو ينظر بأي مكان سواها :

_ كنت بوصل اوردر

ربعت يدها وهي ترفع حاجبها بوجهه، فرأت احمرار طفيف يعلو وجنتيه فأبتسمت رغماً عنها وهي تهز رأسها سائلة إياه بهدوء:

_ دي كل مرة نفس الحجة، ممكن تقولي الحقيقة ؟، أكيد عارف ان الكدب حرام.

رأت بوضوح كيف شعر بالذنب، ولم يكن بوسعها سوى الاعجاب بمشاعره الصادقة ورقة تعابيره رغم ملامح وجهه الذكورية، فـ حتى حاجبيه الحادتان لم ينفيا رقته، انتظرت بهدوء ليجيبها براحة، فتململ بوقفته قائلاً :

_ عندك حق، بصراحة يا ” نور ” في التلت مرات اللى جيت فيهم العيادة كان فيه واحد واقف دايماً و باصص على بلكونة المكتب بتاعك، حاولت اعرف هو مين يعني بس معرفتش، عشان كدة بظهر كل شوية اتطمن عليكي.

ارتجف داخلها عندما تذكرت الرسائل التي تصل لها بالاونة الأخيرة، فهمست وهي تقترب خطوة منه دون شعور راغبة في الاطمئنان :

_ انت متأكد ؟.

_ شوفته كذا مره ونفس الشخص، اكيد مش صدفه، وكمان لما سألت ” وردة ” قالتلى أنها فعلا بقالها فتره بتشوفو

شعرت بتعرّق يديها عند تأكيده، مدّت يدها دون شعور وهي تسحبه من معصمه ليقفا على جانب الطريق، وتركت يده وهي تفتح هاتفها ربما لتريه شئ ما
ولم تنتبه للنظرة التي انتشرت على وجهه عند ملامستها لـ جلده، أضاءت عيناه وانطلق داخلها الشرر، ولم يستطع أن يُحيد نظرته عنها،

وتأكد أن هذه علامه أخرى تدل على حبها له
5

اظهرت له هاتفها وهي تريه العديد من الرسائل، فقرّب نظارته من عينيه وهو يأخذ هاتفها ليستطيع القراءة

” شكلك كان حلو أوي النهاردة ”

” اقفلى البلكونة وإنتِ قاعدة تشتغلي، أكيد اي حد هيبص هيشوفك ”

” البسي تقيل النهاردة، بيقولو ممكن الدنيا تمطر ”

” الراجل اللى جه بالكلب البيتبول دة مش مرتاحله، خلي بالك”

مدّ لها الهاتف وهو يتوقف عن قراءة باقي الرسائل التي كانت من الواضح أن جميعها نفس الشئ، رأى عيناها تمتلئ بالقلق وهي تنظر له قائلة :

_ تفتكر هو هو نفس الشخص ؟

اومئ برأسه وهو يتنهد بحيرة، ثم أردف وهو ينظر بساعته :

_ روحي دلوقتي وانا همشي وراكي لحد ما توصلي البيت، متحاوليش تركبي اوبر الأيام الجاية أو تمشي لوحدك، أنا كل يوم هاجي اوصلك وامشي وراكي من غير ما ابان عشان مياخدش بالي، وإنتِ افضلى مطنشه الرسايل دي مترديش ولا تبيني أن الموضوع فارقلك خالص.
1

_ مش مضطر خالص، أنا ممكن اروح لأقرب قسم وابـ..

رأته ينفى برأسه ثم نظر لها وهو يتحدث بهدوء :

_ لا أحنا لسه منعرفش دة مين وعاوز إيه، وأكيد لو البوليس عرف الموضوع هيوصل لأهلك وأكيد تاني يوم هتلاقي نفسك في المنيا

صمت، و صمتت، كان ينظر لها ونظرت له، ثم همست وهي تبتعد خطوة قائلة بحذر :

_ إنت عرفت منين الكلام دة ؟.

_ ” جنة ” قرفاني بإزاي قدرتي تقنعي والدك اللى رغم أنه صعيدي سابك تقعدي هنا لوحدك من بعد الجامعة عشان تشتغلي.

ارتاح قلبها بسرعة وهي تتنهد، اومئت له ثم أشار بيدها لها لتسير أمامه، وفعلت كما أمر، ولم تستطع التوقف عن النظر حولها بين كل فينة وأخرى، وشكرت ربها بداخلها أنها قاربت على الاستراحه بمنزلها وسط عائلتها، وسينمو شعور الاطمئنان والأمان داخلها.

انتظر ” علي ” حتى صعدت إلى شقتها واتصلت عليه لتخبره، قبل أن تغلق تحدث بصوت هادئ :

_ متخافيش يا ” نور “، أنا هنا.

_ شكراً يا استاذ ” علي “، تصبح على خير.

اجابته بتحفظ وصوتها يرتجف، لقد كانت خائفة وكان يرى ذلك، ولكنه كما وعدها، ربما يموت قبل أن يسمح لأحد أن يضع إصبعه عليها حتى،
لقد خُلق لـ يحميها،
وقد خُلقت لـ تكون لهُ

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

كُلما احببتُ أكثر كلما ستزداد مخاوِفك، فالحُب يجعلنا أكثر ضعفاً، ويكشف أعمق جراحنا، تجد نفسك مُجبر على البوح بأكثر ما يؤلمك، فـ تُعري قَلبك وألامك، ثم عندما ينتهى هذا الحُب ستشعُر بالبرد وكأن روحك أُثلجت، ذلك لأنه لم يعُد هناك شئ قد احتفظتُ بِه لنفسك، فتجدك بِمُفردك تماماً،
دون حُبك أو قلبك أو أحلك أسرارك.
.

…….

جلس ” مازن ” على كرسي مكتبه، يُفكر بها، كيف كان شكلها بالفستان الذي اختاره بعناية ليُلائم حجابها، وكيف أضاءت عيناها عندما أراها خاتمها، كانت تمثل خطر عليه، وكأن طبقاته التي بناها حول نفسه ليحميه من أي تطفل تتقشر الواحدة تلو الأخرى قربها،
فكر في إنه ربما تسرّع بقراره، ربما كان يجب عليه أن يتركها تفلت دون عقاب على فعلتها، أو لا يهتم بما قعد يحدث لها إذا قام بفسخ هذه الخطوبة، ولكنه كان يعلم أنه لن يستطع فعل ذلك، وكأن هناك شئ بداخله يمنعه من التخلي عنها،
زفر بإرهاق وهو يريد التوقف قليلاً عن التفكير بها

فُتح باب مكتبه دون طرق، وكان يعلم أن والده فقط من يستطيع فعل ذلك، وضع مجلة على مكتبه أمام ناظريه، فتوقع ” مازن ” ماذا سيرى،
كانت هذه المرة ترفع رأسها لأعلى وهي مغمضة عيناها، بيدها كأس وبالاخرى هناك سيجار، تريح يدها على قدم رجل بينما يجلس خلفها مرتدياً شورت قصير،
لقد تعرف عليه، رجل اعمال ايطالي مشهور، وكانت هي حبيبته الجديدة، رفع رأسه ينظر لوالده الذي كان صامتاً، فتمتم ” مازن ” قائلاً بهدوء مصطنع :

_ أعمل إيه ؟

رأى ملامح القرف تتشكل على وجه والده، نفس الملامح التي تظهر كلما رآها، أو كلما رأه بحالة سُكر، تحدث بغضب وهو يحاول ألا يرتفع صوته، وكان دائماً هكذا، يريد الحفاظ على الواجهه العامة، ولا يجب على أحد أبدا أن يسمع ” عزيز الدين ” يصرخ :

_ متعملش حاجة، أنا بوريك بس القرف والعار اللى كانت هتجيبوهلنا لو خليتها تفضل معانا، مش دة اللى إنت دايما تلومني عليه؟، مش دي اللى انت عاوز تكون زيها

وقام بصفع يده بشده على مكتب ” مازن ” ورغماً عنه ارتفع صوته بأخر جملته، حاول ” مازن ” الحفاظ على وجهه ثابتاً رغم الجحيم الذي اشتعل داخله، وتحدث ببرود بينما ينظر له دون أن يرمش حتى :

_ مليش دعوة بيها، ولا بيك، إنت تعمل اللى إنت عاوزه وهي كمان، وانا اكون زي ما أنا عاوز، عشان كلنا نعيش مرتاحين.

اومئ ” عزيز ” برأسه وهو يحاول تهدئة ثورة غضبه، ثم تحدث بهدوء أكثر هذه المرة :

_ ” مازن ” أنا كل اللى عاوزه ليك تكون احسن صدقـ.

_ بابا، ملوش لازمة الكلام اللى كل ما تتزنق تقولو دة، لو سمحت عاوز اشوف شغلي

اومئ ” عزيز ” برأسه وخرج من الغرفة مهزوماً، وضع ” مازن ” رأسه بين يديه وهو يحاول تهدئة الصداع الذي يداهمه، شعر بفتح الباب مجدداً فزفر بصوت مرتفع قائلاً بغضب :

_ يا بابا لو سمحت قولت خلاص.

_ أنا بابا ؟، والله أشكرك

رفع رأسه ونظر لها وهي تدلف بينما تغلق الباب خلفها، وحالما التفتت تنظر له تحدث بصوت مرتفع رغماً عنه :

_ إنتِ إزاي تخشي من غير ما تخبطي!، هو إنتِ فاكرة نفسك داخلة زريبة بيتكوا ؟

رأى كيف تراجعت خطوة وهي تنظر له، وتراجعت الابتسامة التي دلفت بها، فتنهد وهو يسير بيده على وجهه قائلاً بنبرة صوت هادئة قدر الإمكان :

_ أنا متعصب دلوقتي يا ” بلقيس “، في حاجه ؟

ابتسمت بتردد وهي تقترب من مكتبه ثم وضعت علبة صغيرة أمامه، و وقفت تفرك يدها وهي تقول بتوتر :

_ عارفة إنك قولت ملوش لزوم، بس أنا حسيت إني لازم اعمل كدة، لو مش عاوز تلبسها يعني براحتك.

ثم التفتت لتذهب، وقبل أن تخرج من الباب نظرت له بحزن قائلة :

_ وانا خبطت على الباب يا ” مازن ” عشان عارفة أن دي مش زريبة بيتنا.

فتح فمه ليتحدث ولكنها خرجت وأغلقت الباب خلفها، أراح رأسه للخلف وهو يغمض عيناه نادماً على حديثه معها، لا يعلم لما دائماً يحاول إخراج اسوء ما به أمامها
ولكنه كان يعلم أن ذلك الأفضل، يجب أن يحمي نفسه منها كما حمى نفسه من كل شخص أثناء حياته،

لفت نظره العلبة التي تركتها خلفها، فلم يستطع منع الإبتسامة التي تشكلت على فمه، لم يتوقع هذه الحركة منها،
امسكها وهو يكورها بيده متردداً من فتحها، لا يريد أن يهرب نبضه مرة أخرى بسببها
عضّ على شفتيه يمنع ابتسامته وهو يفتحها أخيراً، رأى دبلة زرقاء غامقة وكان بمنتصفها شريط فضي مُرصع بثلاث ماسات أصغر حجماً، كان يبدو اصلياً لدرجة أصابته بالدهشة
فوجد رسالة صغيره مطوية، وخط يدها مُدون جملة

” فاكرني مش هعرف اجبلك حاجة فيها دايموند زي ما جبتلي ولا ايه ؟ ”

ترك الابتسامة تنتشر ملئ فمه هذه المره، ولم يحاول حتى إيقافها، أو تذكير نفسه بكيف يجب أن يتصرف معها، ونهض وهو يفتح باب مكتبه مناديا سكرتيره قائلاً :

_ ابعت حد يقول لخطيبتي تيجيلى.

ثم دلف مجدداً وهو يخلع الدبلة التي كان يرتديها ويرتدي خاصتها، وهمس وهو يحك رأسه بتوتر

_ أنا قولت خطيبتي ؟

لقد صدمه كيف شعر بالسعادة، سمعها تطرق فذهب سريعاً وهو يفتح الباب وتمتم حالما رأى وجهها :

_ متخبطيش، بعد كدة خشي على طول

انفلتت ضحكة منها، ورأى وجنتيها تتلون وهي تجيبه قائلة :

_ كل دة عشان الدبلة، اه يا مادي.

عندما نظر لها شعرت وكأن هناك شئ ما تغير به، أضاءت عيناه ولأول مرة تراه سعيد!
فلم تستطع منع احمرار وجهها أكثر وهي تنظر بعيداً عنه، تحدث ” مازن ” وهو ينظر لها :

_ بكرة أن شاءالله هننزل سوا تجيبي لبس كتير قبل الجواز، هنجدد دولابك كله.

_ عشان مش عاجبك الهلاهيل اللى بلبسها ؟، عارف يا ” مازن ” كل ما اشوف فيك حاجة عدله ترجع تاني تثبت اني غلطانه

عندما التفتت لتذهب امسكها من مرفقها بسرعة، فنظرت لموضع يده بحده فتركها وهو يرفع يديه قائلاً بسرعة :

_ والله ما اقصد كدة، كل قصدي أن كل عروسه جديدة بتجيب لبس جديد، مش قصدي أي حاجة وحشة صدقيني

ولأنه لم يكن من طبيعته تبرير تصرفاته لقد علمت إنه لا يكذب، لذا اومئت له برأسها واردفت قبل أن تذهب :

_ خلاص مصدقاك، أنا هروح بقا، بعد إذنك.

تركها تذهب و وقف بمكتبه شارداً، رفع يده ليحك أنفه ورأى دبلتها، فأبتسم وهو يعود ليجلس على كرسيه، ولازالت أنظاره معلقه على يده.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

لقد وصل ” مازن ” لمنزله لتوِه، جلس على اريكته بإرتياح، ومن الجدير بالذكر أنه اليوم لم يفكر حتى بشرب رشفة، وقد شعر أنه هذه المرة سعيد دون استخدام شئ ليجعله يشعر وكأنه يطفو، وجعلته ” بلقيس ” يُحلّق دون أن تدري، رأى رقم يتصل به، فأعتدل بجلسته وهو يجيب قائلاً :

_ ايه الجديد ؟.

عندما استمع للطرف الآخر نهض بسرعة، ولحسن حظه إنه لم يخلع ملابسه حتى، ركب سيارته وهو يقوم بإتصال قائلاً :

_ بابا، هات الشيخ محمد المأذون وتعالى على بيت ” بلقيس “.

وافق والده بسرعة ولم يناقشه حتى، ربما العجلة التي ظهرت على صوته جعلته يدرك أن هذا أمر لا يجب أن ينتظر، نظر بساعته وكانت الساعة العاشرة مساءاً، زاد من سرعته كي لا يتأخر، يجب أن يصل إليها قبل الحادية عشر

عندما وصل أسفل منزلها كان يتبقى نصف ساعة على الوقت المحدد، فصعد السلالم ركضاً، حالما وصل أمام باب شقتها طرق بهدوء وهو يزيل ملامح القلق ليبدلها بأخرى باردة، عندما فتح والدها الباب رأى كيف شحب وجهه، واختفت الابتسامة التي كان يرتديها، دفعه ” مازن ” وهو يدخل قائلاً :

_ هي فين ؟.

عندما رفع قبضته واقترب من والدها سمع صوت غرفة يفتح ورأها واقفه بعباءة منزلية وتربط حجاب على شعرها، فتنهد بإرتياح وهو ينزل قبضته، بينما هي تمتمت بإستغراب ناظرة بينه وبين والدها :

_ في إيه ؟، إيه اللى جايبك دلوقتي يا ” مازن ” مش قولت هننزل بكرة ؟.

عندما كاد يجيبها رأها تنظر خلفه وتوسعت عيناها، فنظر لمرمى بصرها وجد والده وخلفه رجل الدين، فاعاد بانظاره إليها، واقترب منها حتى وقف أمامها وهو ينظر داخل عيناها قائلاً :

_ النهاردة هتنامي في بيتي،
احنا هنتجوز.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

السلام عليكم
2

ربنا يكتر من افراحنا

أي رأيكوا في الأحداث ؟
والأبطال ؟
6

دياب العسل والسكر كله ؟؟

ياترى مين الـ سيريال كيلر اللى متربص لـ نور ؟
5

إيه مخلي مازن يعمل كل دة ؟
3

مين اللى اتكلم عنها مع باباه ؟
2

وبس كدة

 

 

إنچوي يبنوتاتي 😘

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى